منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   أية من الكتاب المقدس وتأمل (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=43)
-   -   اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=9217)

sama smsma 18 - 06 - 2012 11:53 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
عظمة شخص المسيح

فخافوا خوفاً عظيماً وقالوا بعضهم لبعض مَنْ هو هذا فإن الريح أيضاً والبحر يطيعانه (مر4: 41)

وردت في الأناجيل خمس معجزات للرب يسوع مرتبطة بالبحر ولكن لا نجد فيها تكراراً، بل إن كل معجزة تُظهر جانباً من مجده.

فالمعجزة الأولى: وهي التي وردت في لوقا5: 1-11 بعد أن قال سمعان للمسيح: « يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً، ولكن على كلمتك ألقي الشبكة. ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكاً كثيراً جداً، فصارت شبكتهم تتخرق ... فأتوا وملأوا السفينتين حتى أخذتا في الغرق ». وفي هذه المعجزة نرى المسيح ـ تبارك اسمه ـ مصدراً لكل شيء.

والمعجزة الثانية: التي وردت في مرقس4: 35-41 عندما كانت الأمواج تضرب السفينة حتى صارت السفينة تمتلئ، « وكان هو في المؤخر على وسادة نائماً.. فقام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت ابكم. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم ». وهنا نجد أن الريح والبحر يطيعانه، فهو له سلطان على كل شيء.

والمعجزة الثالثة: التي وردت في متى14: 22-33 عندما كانت السفينة في وسط البحر معذبة من الأمواج، لأن الريح كانت مُضادة. وأتى إليهم المسيح « في الهزيع الرابع من الليل ... ماشياً على البحر، فلما أبصره التلاميذ اضطربوا قائلين إنه خيال، ومن الخوف صرخوا. فللوقت كلمهم يسوع قائلاً: تشجعوا أنا هو لا تخافوا ». وهنا نراه القادر على كل شيء.

والمعجزة الرابعة: التي وردت في متى17: 24-27 عندما طُلب بدفع الجزية، قال لبطرس: « اذهب إلى البحر وألقِ صنارة، والسمكة التي تطلع أولاً خُذها، ومتى فتحت فاها تجد إستاراً، فخذه وأعطهم عني وعنك ». وهنا نراه كمن يعرف كل شيء.

والمعجزة الخامسة: التي وردت في يوحنا21 عندما ذهب بطرس ليتصيد ومعه ست من التلاميذ، وفي تلك الليلة لم يمسكوا شيئاً. « ولما كان الصبح وقف يسوع على الشاطئ ... وقال لهم ... يا غلمان ألعل عندكم إداماً؟ أجابوه لا. فقال لهم ألقوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن فتجدوا. فألقوا ولم يعودوا يقدرون أن يجذبوها من كثرة السمك ... سمكاً كبيراً مئة وثلاثاً وخمسين ... قال لهم يسوع هلموا تغدوا ». وبعدما تغدوا ردّ نفس بطرس رداً كاملاً، وهنا نراه العلاج لكل شيء.

هذا هو شخص ربنا يسوع المسيح سيدنا وفادينا ومعبودنا.



عوني لويس


sama smsma 18 - 06 - 2012 11:54 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
« على أيلة الصبح » (2)

« أيلة مسيبة تعطى أقوالاً حسنة » (تك21:49)
تأملنا بالأمس (السبت3-5-2000) في ثلاث مشابهات بين الأيّل والرب يسوع، ونستكمل الآن هذه المشابهات:

4 - وداعته : فالأيل بطبيعته وديع رقيق بالمباينة مع باقي الحيوانات المذكورة في هذا المزمور (مز22). فنقرأ عن « ثيران كثيرة؛ أقوياء باشان »، وعن « أسد مفترس مزمجر »، وعن « كلاب »، هذه الحيوانات المفترسة كلها أحاطت بالأيلة المسكينة!! هذا عين ما حدث مع المسيح. لقد أحاطت به منذ الصباح الباكر كل أنواع الوحوش الكاسرة. تفكَّر في الملك الدموي هيرودس (مت2)، وفى رؤساء الأمة الأردياء ومحاولات قتله العديدة (مت14:12، يو18:5، 19:7..) وفى التكتل الرهيب ضده عند صليب الجلجثة
(أع24:4-28) . كيف اجتمع على شخصه القدوس، هيرودس وبيلاطس مع أمم وشعوب وبنى إسرائيل!! فماذا كان رده على هؤلاء جميعاً سوى صلاة لأبيه طالباً الغفران!!

5 - أشواقه : « كما يشتاق الأيّل إلى جداول المياه »
(مز1:42) هكذا اشتاقت نفس المسيح إلى الشركة والعلاقة مع الله بعد حرمانه في الثلاث ساعات الكفارية من نور وجه الله المشرق، ومرَّت عليه هذه الساعات كأنها دهر طويل. بل وفى كل حياته كان هو الأيّل العجيب الذي يعطش إلى الشركة مع الله.

6 - قيامته : إنه بحق « أيلة الصبح »، فإن كان قد مات، إلا أنه في اليوم الثالث قام ناقضاً أوجاع الموت إذ لم يكن ممكناً أن يُمسك منه
(أع24:2) كما يقول المرنم:-

بنُصرة القيامة شمس أضاءت فلاشت الظلام

7 - أقواله بعد القيامة : قال يعقوب عن نفتالى « نفتالى أيّلة مسيبة يعطى أقوالاً حسنة »
(تك21:49) . ألا تذكّرنا تلك الأيّلة المسيبة بالمسيح وقد حُل من أكفان القبر وقام من الأموات؟ وما أروع أقواله بعد القيامة لمريم المجدلية (يو17:20) ، ولتلاميذه (يو19:20) وهو الذي قال في المزمور « أخبر باسمك أخوتي وفى وسط الجماعة أسبحك ». وقريباً سيأتي هذا المجيد، ومن قصور العاج سيحكى لنا من جديد قصة الحب العجيب!

فمتى تأتى يا معبود قلوبنا الوحيد؟ فقد اشتقنا جداً إلى رؤياك والتكلم معك فماً لفم ورؤياك وجهاً لوجه.





sama smsma 18 - 06 - 2012 11:55 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
عمل المسيح

تعلمون أن ذاك أُظهر لكي يرفع خطايانا، وليس فيه خطية (1يو3: 5)

إن خطية واحدة في نظر الله هي أكثر فظاعة من ألف خطية، لا بل قُل من كل الخطايا التي في العالم - في نظرنا نحن. ذلك لأن مبدأ الخطية هو عمل الإرادة الذاتية. والله - تبارك اسمه - لا يدع شيئاً يمر، مع أنه قادر أن يغفر للكل ويطهر تماماً، إلا أنه لا يَدَع شيئاً يمر غير متفق مع سمو طبيعته.

والمسيح هو محبة، وإذا كنت أنا أشر الخطاة، فأنا أكثرهم حاجة إليه. بل إنه لو تجمعت كل خطايا العالم في أشخاصكم، وكانت أعمالكم تبين ذلك، فإن حاجتكم الحقيقية لا تعوق إيمانكم بالمسيح وإتيانكم إلى الله بواسطته.

وإذا لم تشعر قلوبنا بالخطية، فإن المسيح شعر بها عندما شرب الكأس وحمل الخطية عنا. وإذا لم تشعر قلوبنا بثقل الخطية، وإن لم يكن بذات الدرجة التي شعر المسيح بها، فعلى الأقل إلى درجة ما، وإذا كان الشعور بالخطية غريباً علينا، فإننا لم ندخل مطلقاً بعد إلى فكر يسوع.

فقد أخطأ آدم وترك الله، لأنه فكّر أكثر في ما قدمه له الشيطان، واعتقد أن الشيطان هو صديق له أفضل من الله. ولكنه من هذه اللحظة اكتشف كذب الشيطان بعد أن تحمّل خسارة باهظة، واكتشف أن الشيطان ليست لديه القوة لكي يحقق ما وعد به. لقد انطلت عليه الحيلة وأمسكته أشراك العدو، ثم ما هي النتيجة؟ « أجرة الخطية هى موت » (رو6: 23)!!

وعلى الصليب عُلق الشخص المبارك الذي بلا عيب، والمتروك من الله. يا لعظم هذا الحق أمام العالم! فلا عجب أن أظلمت الشمس، وهي تمثل الشاهد العظيم والمركزي لمجد الله في الخليقة، عندما رأت الشاهد الأمين والحق يصرخ لإلهه ولكنه لم يُسمع له إذ كان متروكاً من الله!

ما معنى هذا؟ وما هو نصيبي في الصليب؟ إنه جزء وحيد وهو خطاياي .. إنه أمر يحير الفكر، فهذه هى الساعة الوحيدة المهيبة التي تترفع عن كل ما قبلها أو بعدها.

المسيح .. فضّل الموت! عن أن يسمح للخطية أن توجد أمام الله.



داربي


sama smsma 18 - 06 - 2012 11:56 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
عمل المسيح الكفاري

يأتون ويُخبرون ببره شعباً سيولد بأنه قد فعل (مز22: 31)

هذا العمل العظيم الذي أتمه الرب من فوق الصليب، والذي أتت عنه آخر كلمات مزمور22 « أنه قد فعل » أو « قد أُكمل » (يو19: 30)، هو:

أولاً: عمل كامل ـ فطالما هو عمل الله، فحتماً يكون عملاً كاملاً. فالله « هو الصخر الكامل صنيعه » (تث32: 4).

ثانياً: عمل أبدي ـ « قد عرفت أن كل ما يعمله الله أنه يكون إلى الأبد. لا شيء يُزاد عليه ولا شيء يُنقص منه » (جا3: 14). فعمل المسيح إذاً يثبت إلى الأبد، وآثاره تبقى إلى الأبد (عب10: 12-14).

ثالثاً: عمل حكيم ـ يقول المرنم في المزمور « ما أعظم أعمالك يا رب! كلها بحكمة صنعت » (مز104: 24). ونحن إن كنا نرى جانباً رائعاً من حكمة الله في الخليقة، فإن الصليب يُظهر تلك الحكمة بصورة أعظم، حيث أمكن التوفيق بين عدل الله ورحمته! بين قداسته وخلاصه للخطاة!!

رابعاً: عمل بار ـ ففي الصليب أمكن لله أن يكون باراً ويبرر مَنْ هو مِن الإيمان (رو3: 26). وهنا يقول داود: « يُخبرون ببره ... بأنه قد فعل ».

خامساً: عمل مؤثر ـ وهذا واضح من الآية التي سبق اقتباسها من سفر الجامعة3: 14حيث يستطرد الحكيم قائلاً: « وأن الله عمله حتى يخافوا أمامه (أي لكي يتقوه) ». ولقد ظهرت آثار هذا العمل في اللص التائب الذي انتهر زميله موبخاً قائلاً له: « أوَلا أنت تخاف الله؟! » (لو23: 40).

سادساً: عمل ممدوح ـ يقول المرنم « أحمدك إلى الدهر لأنك فعلت » (مز52: 9). وعمل المسيح من فوق الصليب لن يُنسى مُطلقاً. وسنظل إلى أبد الآبدين نمدح هذا العمل « مستحق أنت ... لأنك ذُبحت » (رؤ5: 9).

سابعاً: عمل مُذاع ـ يشهد له كل مَنْ استفاد به. فيقول: « يأتون ويُخبرون ببره شعباً سيولد بأنه قد فعل ». فكل مَنْ تمتع بفداء المسيح وعمل الكفارة العظيم، عليه أن يُخبر بطريقة عملية « كلما أكلتم هذا الخبز، وشربتم هذه الكأس، تُخبرون بموت الرب إلى أن يجيء » (1كو11: 26). كما عليه أيضاً أن يحمل البشارة السارة للنفوس المُتعبة. وما أجمل أقدام المبشرين بالسلام! (رو10: 15).



يوسف رياض


sama smsma 18 - 06 - 2012 11:57 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
عني وعنك

قال له يسوع ... اذهب إلى البحر والقِ صنارة والسمكة التي تطلع أولاً خُذها ومتى فتحت فاها تجد إستاراً فخذه وأعطهم عني وعنك (مت17: 26،27)

لقد دفع ـ له كل المجد ـ من فوق الصليب، ليس ذلك الدين الزهيد (نصف الإستار)، بل دفع الدين الثقيل، دين خطايانا، لعدالة الله. ولم يكن عليه أن يدفعه، لكنه فقط لأجلنا قد وفاه!

أما المعجزة نفسها، فهي تحكي لنا قصة موت المسيح وقيامته لإيفاء الدين « اذهب إلى البحر ... والسمكة التي تطلع أولاً .... متى فتحت فاها، تجد إستارا ».

نستطيع أن نرى في السمكة صورة للمسيح المُقام. فكما أن الأرغفة في معجزة إشباع الجموع فسّرها المسيح بأنها صورة لشخصه الكريم المتجسد (يو6: 32-35)، والأرغفة المكسورة صورة للمسيح المبذول على الصليب (يو6: 51-55)، فكذلك السمك صورة لشخصه المُقام من الأموات. ونلاحظ أن المسيح بعد القيامة أكل سمكاً (لو24: 42)، وأطعم تلاميذه سمكاً (يو21: 9). ومن مقابر المسيحيين الأوائل نفهم أنهم كانوا يتخذون من رسم السمكة علامة على كونهم مسيحيين، وبها كان يتم تعارفهم مع بعضهم في عصور الاضطهاد. وقيل في تفسير ذلك أن كلمة سمكة باليونانية هي « أخثوس »، وتتكون من خمسة حروف. الحرف الأول أ = أيسوس (أي يسوع)، والحرف الثاني خ = خريستوس (أي المسيح)، والحرف الثالث ث = ثيو (أي الله)، والحرف الرابع ي = ييوس (أي الابن)، والخامس س = سوتر (أي مخلص). فكانت السمكة عندهم كما لو كانت شفرة للعبارة: يسوع المسيح ابن الله المخلص.

والرب لم يَقُل لبطرس: السمكة التي ستصطادها، بل السمكة التي تطلع أولاً .. كما لو كانت قد طلعت من ذاتها، صورة للرب الذي قام بقوته الذاتية (يو2: 19-22؛ 10: 18). لكن لاحظ أنها طلعت أولاً إشارة إلى أن المسيح هو « أول قيامة الأموات » (أع26: 27) أو « باكورة الراقدين » (1كو15: 20).

وماذا في فم السمكة التي طلعت أولاً؟ لقد كان المبلغ المطلوب تماماً. وما أجمل ما كان في فم المسيح المُقام من الأموات، وهو يقول لتلاميذه في عشية يوم القيامة: « سلام لكم » .. لقد دفعت المطلوب بالكامل، فانقلوا هذه البشرى للجميع، « كما أرسلني الآب أرسلكم أنا » (يو20: 19-21).



يوسف رياض


sama smsma 18 - 06 - 2012 11:59 PM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
فوق جبل الكرمل

فسقطت نار الرب وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب ولحست المياه التي في القناة (1مل18: 38)

في موقف إيليا العظيم فوق جبل الكرمل نجد خمسة أمور هامة لها دلالتها الروحية:

(1) الذبيحة: لقد نزلت النار من السماء وأكلت المحرقة، لذلك اُطلق الشعب حراً، والنار لم تمس أحداً منهم، وقالوا « الرب هو الله » (ع39). وهذه صورة لنيران الدينونة الإلهية التي انصبت على المسيح وهو على الصليب كيما يمكن إرجاع شعبه إلى الله « من العلاء أرسل ناراً إلى عظامي فسرَت فيها » (مرا 1: 13).

(2) الحطب: ويرمز إلى الصليب كما نرى في القصة الرمزية لتقديم إسحاق (تك22)، وعن الحقيقة نقرأ « الذي أيضاً قتلوه مُعلّقين إياه على خشبة » (أع10: 39) وأيضاً « الذي حَمَل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة » (1بط2: 24).

(3) المذبح: رمم إيليا مذبح الرب المنهدم، ثم أخذ اثني عشر حجراً بعدد أسباط بني يعقوب (ع31) أي الشعب في مجموعه أمام الله. فالنبي في زمن الخراب يشهد لوحدة الشعب، تماماً كالشهادة الحاضرة لوحدة جسد المسيح. ونحن لن نَمّل من الشهادة بحقيقة الجسد الواحد والروح الواحد على الرغم من تشتت المسيحية إلى طوائف، فالإيمان يرى الوحدة قائمة كما يراها الله.

(4) التراب: نرى في التراب حقيقة موته، وهذا ما عبَّر عنه المسيح بروح النبوة قائلاً: « وإلى تراب الموت تضعني » (مز22: 15). ونتيجة موت المسيح أن الموت سيُبتلع إلى غلبة وسنهتف هتاف النُصرة والغلبة عند مجيء المسيح لاختطافنا قائلين: « أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟ » (1كو15: 54،55).

(5) المياه: وتُشير المياه إلى القضاء والغضب الذي انصب على الرب يسوع المسيح على الصليب حيث نقرأ « غمر ينادي غمراً عند صوت ميازيبك. كل تياراتك ولججك طمت علي » (مز42: 7). وهكذا نتيجة تيارات الغضب التي انصبت على المسيح، انسكب علينا واستقر الرضى الإلهي.

أيها الأحباء .. على جبل الكرمل لما رأى الشعب ذلك خرّوا وسقطوا على وجوههم وقالوا: الرب هو الله الرب هو الله (ع39). ونحن أمام مشهد الصليب ليس أمامنا سوى أن نخرّ ونسجد ونقول: « ربي وإلهي ».



رشاد فكري


sama smsma 19 - 06 - 2012 12:00 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
في حضن الآب

الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر (يوحنا1: 18)

« في حضن الآب » هذا التعبير الذي يكشف عن العلاقة الأزلية والجوهرية بين الآب وبين الابن في اللاهوت، ينبغي الحرص عليه بكل غيرة، ككنز مقدس ثمين القدر جداً. ولنعتز به دواماً.

« في حضن الآب » أي نعم، لنعتز به في بساطة نُطق الروح القدس الرائعة. إنه من غير الجائز ومن الخطأ القول كما يقول البعض ـ بأن الابن ترك حضن الآب، أو أن الآب بذل من حضنه ابنه الوحيد، أو أن الابن لم يكن في لحظة ما في حضن الآب كما هو موصوف في يوحنا1: 18. إن الحضن هو مركز ومستقر أرق العواطف وأشد المحبة وأحرَّها. وحضن الآب يُستعلن كالمُستقر الأزلي الأبدي للابن، المُستقر الفائق الوصف الذي لم ينفصل الابن عنه قط ولن ينفصل على الإطلاق.

هذه العلاقة الوثيقة الصادقة الثابتة ـ علاقة المحبة بين الآب والابن، هي في ذاتها جوهرية وأزلية أبدية لأن « الله محبة » (1يو4: 16). وبناء على ذلك لم يكن ممكناً أن يتعطل حضن المحبة هذا حتى في أثناء خدمة الابن الكفارية عندما كان يصنع تكفيراً لخطايانا وأيضاً تكفيراً لكل العالم.

بل على العكس، إننا نجد في المكتوب أساساً لاعتقادنا بأنه في آلام المسيح المُبرحة، وفي موته موت الطاعة، قد تعمقت واستعرَّت ـ إذا جاز لنا قول كهذا ـ المحبة الفائقة المتبادلة ـ محبة الآب والابن. وعلى كل حال يعلمنا المكتوب أن الابن بوضعه حياته صانعاً بذلك مشيئة الآب، قد أفسح مجالاً جديداً لاستعار محبة الآب الذي في حضنه يمكث الابن بصفة أزلية أبدية.

إن راعي الخراف الصالح قال عن نفسه « لهذا (أي بسبب هذا) يحبني الآب، لأني أضع نفسي لآخذها أيضاً. ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضاً. هذه الوصية قبلتها من أبي » (يو10: 17). لقد كان في عمل الكفارة الإجماع الكامل الشامل والتضامن الوثيق المتين بين الآب والابن. فإذ هو في حضن الجلالة ـ حضن الآب، ساغ أن تكون كلمات ـ الابن الراعي ـ « أضعها أنا من ذاتي » ـ متوافقة أكمل ما يكون التوافق مع الكلمات المُتممة لها « هذه الوصية قبلتها من أبي ».




sama smsma 19 - 06 - 2012 12:00 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
في مواجهة الموت

الآن نفسي قد اضطربت. وماذا أقول؟ أيها الآب نجني من هذه الساعة. ولكن لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة. أيها الآب مَجِّد اسمك (يو12: 27،28)

ما أروعه ذاك الفريد! فأمام أصعب الظروف وأحرج المواقف لم يتخذ قراراً سوى « أيها الآب مَجِّد اسمك ». وكأنه بذلك يقول: إني على استعداد كامل للطاعة، ولو كان في ذلك الألم الكثير أو الكأس المرير!

إن هذا المشهد في إنجيل يوحنا يعطينا لمحة من بستان جثسيماني في الإنجيل الذي خلا من ذكر مشهد البستان. ومن هذا نفهم أن أحزان جثسيماني كانت أكثر من مجرد اختبار ساعة أو ساعتين في ليلة آلامه. إنها كانت اختبار نفسه خلال كل طريقه الوعر إلى الجلجثة. والآن لاحظ هذا التماثل بين المشهدين:

* هنا قال « الآن نفسي قد اضطربت » وفي البستان قال « نفسي حزينة جداً حتى الموت ».

* هنا قال « نجني من هذه الساعة » وفي البستان قال « إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ».

* هنا قال « لأجل هذا أنا قد أتيت » وفي البستان قال « الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها ».

* هنا قال « أيها الآب مجِّد اسمك » وفي البستان قال « لتكن إرادتك ».

.. .. ..

إنه هو كمال الكمال. الكمال الإلهي والكمال الإنساني في آن معاً. فلو لم يكن هو الإنسان الكامل لما اضطربت نفسه، ولما قال « والآن ماذا أقول؟ ». ولكنه لو لم يكن هو ابن الله لما قال في اضطرابه الإنساني « أيها الآب نجني من هذه الساعة » ثم بعد برهة « ولكن لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة » ثم ختم مُناجاته بالقول « أيها الآب مجِّد اسمك ». وكأننا نرى هنا تلامس الكمال الإلهي مع الكمال الإنساني، أمام تلامس مشهد الحياة ومشهد الموت!!

إن لاهوته لم يمنع نفسه الإنسانية أن تضطرب، لأنه ظل إنساناً كاملاً. بل إن لاهوته أعطى هذا الشخص الفريد معرفة كاملة لما كان سيقابله وسيقاسيه. ثم إن قداسته كالإنسان الكامل كانت تنفر من هذه الكأس ومن تلك الساعة. ومع ذلك فلم تكن صلاته لينجو من الساعة، مع قسوتها. ثم لاحظ أنه لم يَقُل للآب « ماذا أفعل؟ » لأنه كان يعرف تماماً ما هو مزمع أن يفعله، بل ماذا أقول؟
». وأمام ذلك الموقف العصيب لا يمكن سوى أن يُقال طلبة من إثنتين: « أيها الآب خلصني » أو « أيها الآب مجِّد اسمك ». فطلب الثانية دون الأولى. فيا لها من طلبة نبيلة ورغبة كاملة.




sama smsma 19 - 06 - 2012 12:01 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
في وسط الكنيسة

« لما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين..جاء يسوع.. في الوسط » (يو19:20)
ما أجمل تلك العشية، عشية يوم القيامة، وهى تُرينا السيد وهو يوفى نذره الذي نذره على عود الصليب لله « أخبر باسمك أخوتي وفى وسط الكنيسة أسبحك ». ففي يوم الجمعة ذهب إلى الصليب بالبكاء حاملاً مبذر الزرع، ولكنه الآن قد جاء في وسط حزمه بالترنم. ففي يوم الجمعة كانت الآلام التي للمسيح، أما الآن فقد جاءت الأمجاد والأفراح التي بعدها، وأعظم هذه الأفراح نجدها في الاجتماع إلى اسمه في أول الأسبوع. وفى هذا النص نجد حيثيات الاجتماع ونجد أيضاً مميزاته.

1 - في العشية: إنها الساعة التي نكس فيها المسيح الرأس مُعلناً أنه قد كمل العمل. وهى نفس الساعة التي يُذبح فيها خروف الفصح، ونفس ساعة الـمُحرقة المسائية، والتي انشق فيها الحجاب ففتح الطريق إلى الأقداس.

2 - أول الأسبوع: إنه يوم الأحد. هو ذات اليوم التي تُردد فيه حزمة الباكورة، وهو اليوم الثامن بداية الخليقة الجديدة. فقد نُحّى تدبير قديم، وها نحن أمام إشراقة عهد جديد.

3 - الأبواب مغلقة: اجتماع منفصل عن العالم الخارجي بكل ما فيه من تشويش وشرور. اجتماع منفصل عن كل تيارات العالم الفكرية والفلسفية، كما كان القدس قديماً لا يُسمح فيه بنافذة، ولا يكون فيه إلا نور المنارة وهو شخص المسيح في الوسط.

4 - التلاميذ مجتمعين: فهم الآن مجتمعون بعد أن كانوا مشتتين كخراف لا راعى لها حول مركز واحد؛ هو شخصه الكريم، بعدما كانت لهم اتجاهات متفرقة.

5 - يسوع في الوسط: كالغرض والمركز الأسمى لاجتماع التلاميذ، مركز الكون في المستقبل، فهو تبارك اسمه دائماً في الوسط.

6 - أراهم يديه وجنبه: أعلن لهم غرض الصليب أنه أصبح لهم « سلام مع الله » وأراهم الدليل على ذلك وهما؛ اليدان اللتان وضعت إحداهما على الله والأخرى عليهم، والجنب الذي انبثق منه الدم ليكفر عن الخطية، والماء ليطهر.

7 - فرح التلاميذ إذ رأوا الرب: وهذه كانت نتيجة الاجتماع. كما أنه أرسلهم إلى العالم كما أُرسل هو من قِبَل الآب إلى العالم.



مسعد رزيق


sama smsma 19 - 06 - 2012 12:02 AM

رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
فيض القلب الشبعان

« فاض قلبي بكلام صالح متكلم أنا بإنشائي للملك » (مز1:45)
إنه لمن المهم جداً أن نهيئ قلوبنا ونفوسنا ليخرج منها ما يعبر عنه هذا المزمور. إن كل مشغولية القديس ننحني بالملك وما هو عليه في ذاته. هكذا يكرمونني أن تكون مشغوليتنا كلها بما هو عليه المسيح في ذاته. نحن عُرضة لأن ننشغل بالبركات التي قد أغدق بها علينا في نعمته، لكن موضوع مشغولية المرنم هنا ليس ما عمله الملك، بل ما هو عليه في ذاته، هو الأمر الذي يتوقف عنده متأملاً. ويا لغبطة القلب الذي يجد كل سروره في المسيح الذي يستحق هذه المشغولية.

« فاض قلبي بكلام صالح » - كلمة فاض هنا تعنى غليان أو فوران. وأخشى أننا غالباً ما لا نكون في هذه الحالة. إنه لشيء عظيم حقاً أن يكون قلبنا فائراً بمحبة المسيح، فائضاً بها. ولكننا غالباً، بدلاً من أن نختبر ذلك، نكون في حالة تجمد بعيداً جداً عن نقطة الغليان في مقياس تكريسنا للمسيح. إن ما يقصده « بكلام صالح » هو ما قد لمسني أنا شخصياً من صفات الملك، ما عرفته عنه.. ليس ما أخذته منه، بل ما رأيته فيه، وما هو بالنسبة لي .. إنها المكانة التي في نعمتي لهذا الشخص المبارك. لقد اختارت مريم التي من بيت عنيا أن تكون معه، وقد جلست عند قدميه تسمع كلامه. فلقد كانت أشواقها ننحني أن تكون بالقرب منه. وقد ميزتها العواطف تجاه سيدها فاختارت أن تجلس عند قدميه. وقد تشبعت بشخص المسيح.

وهل كانت تعوزها الفطنة؟ كلا، ولم تكن تسعى إلى ذلك. ولكنها عندما كسرت قارورتها الثمينة المليئة بالطيب الخالص على شخصه الكريم، قال الرب عندئذ « اتركوها .. إنها ليوم تكفيني قد حفظته » لقد خشيت بفطنة عظيمة ألا تُتاح لها فرصة أخرى لتعمل ما عندها.


ما دمت في مجلسـك
فناديني قد أفـــاح رائحـــــــــة زكيـــــــــــة
لك يا منبع الصـلاح


الساعة الآن 08:13 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024