منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 11 - 05 - 2012 05:35 PM

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المسيح له الكرامة الإلهية
http://www.saintrefqa.com/wp-content...der-to-god.jpg

لأن الآب لا يدين أحدًا، بل قد أعطى كل الدينونة للابن، لكي يُكرم الجميع الابن كما يُكرمون الآب ( يو 5: 22 )
في حديث الرب مع اليهود، بعد شفائه للرجل المُقعد في بيت حسدا (يوحنا5)، قال المسيح عبارة فَهِم اليهود منها أنه يعادل نفسه بالله. والمسيح في الحديث الذي تلا ذلك، لم يحاول تبرءة نفسه من هذه التُهمة، وذلك لأنه فعلاً «الله (الذي) ظهر في الجسد» ( 1تي 3: 16 )، بل أكدّ ذلك المفهوم بصور متعددة. فقد أوضح في ع22 أنه يعمل ذات الأعمال الإلهية، من ثم يخطو خطوة أبعد في الآية موضوع تأملنا فيقول إن له ذات الكرامة الإلهية. وواضح أن الأولى (الأعمال الإلهية) لا يقوى عليها مخلوق، وأن الثانية (الكرامة الإلهية) ليست من حق مخلوق. فلقد ختم المسيح تلك القائمة من الأعمال الإلهية التي يمارسها بالقول: إن الآب لا يدين أحدًا، بل قد أعطى كل الدينونة للابن، ويوضح السبب لذلك، فيقول: «لكي يُكرم الجميع الابن كما يُكرمون الآب».

والآن أرجو ـ عزيزي القارئ ـ أن تلاحظ هذين الأمرين؛ الأمر الأول: أن الجميع سيُكرمون الابن، وليس فريق من الناس دون غيرهم. والأمر الثاني: أنهم سيُكرمون الابن كما يُكرمون الآب، وليس بمستوى أقل أو بأسلوب أضعف.

هذه الآية إذًا توضح، بأسلوب قاطع وصريح، أن الابن له ذات الكرامة والمجد اللذين للآب، ويستحيل أن يكون هذا مع أي مخلوق أيًا كان. لقد قال الله في العهد القديم: «مجدي لا أعطيه لآخر» ( إش 42: 8 ). والله طبعًا لم يتراجع عن ذلك عندما أعلن المسيح أن الآب يريد إكرام الابن بذات الكرامة التي للآب، وذلك لأن الآب والابن واحد ( يو 10: 30 ).

ونلاحظ أن المسيح في هذه الآية ـ كعادة إنجيل يوحنا دائمًا ـ بعد أن ذكر هذا الحق إيجابيًا، عاد وأكده في صيغة سلبية. فقال: «مَن لا يُكرم الابن لا يُكرم الآب الذي أرسله». يقول البعض إنهم يكرمون الله، ويسجدون له، ولكنهم لا يقبلون فكرة إكرام المسيح بذات مستوى إكرامهم لله، بل وربما تتضمن نظرتهم للمسيح شيئًا من الاحتقار لشخصه. ولكن كلمات المسيح هنا قاطعة، إن «مَن لا يُكرم الابن لا يُكرم الآب».

إن جميع البشر، مؤمنين وغير المؤمنين على السواء، سوف يكرمون الابن بطريقة أو بأخرى، إما بإيمانهم به الآن، أو بدينونته لهم فيما بعد. والمسيح إما أن يُحيي أو يدين. مَن يؤمن به ينال الحياة الأبدية، ومَن لا يؤمن يُدَن.

Mary Naeem 11 - 05 - 2012 05:37 PM

ناطورة الكروم
http://lovejordan.org/ar/wp-content/...03/1032015.jpg
جعلوني ناطورة الكروم. أما كرمي فلم أنطُره ( نش 1: 6 )
يبذل العدو كل مجهود لكي يسلب من المؤمن أوقاته وقواه ومواهبه التي ائتمنه الرب عليها، فعوضًا عن أن يستخدم المؤمن تلك الأوقات والمواهب لمجد الرب، نراه ينفقها بكل سخاء في الأمور العالمية ظانًا أن العالم سيُعطيه أجرًا على مجهوداته الكثيرة. وما أكبر الخسارة التي تعود على نفس المؤمن الذي يتعب ويكدّ في الحصول على ثمرة مجهوداته الجسدية، فإذ به يجد أن «الكل باطل وقبضُ الريح (انقباض الروح)». مَن مِن المؤمنين الذين أنفقوا قواهم في الأمور العالمية لم يكن تعبهم باطلاً؟ يا للأسف، قد أضاع الكثيرون حياتهم في خدمة العالم وخرجوا منه عُراة بلا ثمر. ربما ظنوا في بادئ الأمر أنهم مع تعبهم في العالم يستطيعون أن يتعبوا للرب ويخدمونه بأمانة، ولكن مَن ذا الذي يستطيع أن يحرس كَرمين في آنٍ معًا؟ لقد حرست العروس كروم العالم فلم تستطع أن تحرس كرمها «أما كرمي فلم أنطره»، لأنه «لا يقدر أحد أن يخدم سيدين» ( مت 6: 24 ).
ويا له من اعتراف مؤلم ومُحزن «أما كرمي» ـ أي العمل الذي لأجله أوجدني الرب هنا، الموهبة التي منحها لي لأخدمه بها، الأوقات التي أعطاني إياها وسيحاسبني عليها، الأموال التي أوجدها الرب بين يدي وجعلني وكيلاً عليها وليس أكثر، الأولاد الذين أعطاهم الرب لي لأربيهم في تأديب الرب وإنذاره، النفوس الضالة التي أوجدني الرب شاهدًا لها بغنى نعمته تعالى. هل نحن أُمناء في هذه وغيرها مما أودعنا إلهنا؟ يا ليتنا لا نضيّع حياتنا سُدى، بل نكون «مُكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب» ( 1كو 15: 58 ).

ثم إن لهذه العبارة معنىً عمليًا آخر «جعلوني ناطورة الكروم. أما كرمي فلم أنطُرهُ» إنه من السهل علينا أن نُقيم أنفسنا حراسًا على حالة الآخرين فنراقب كل حركاتهم، بل وربما ننتقد الكثير من أعمالهم، بينما نهمل السهر على حالة نفوسنا أولاً «لاحظ نفسك (أولاً) والتعليم (ثانيًا) وداوِم على ذلك. لأنك إذا فعلت هذا، تخلِّص نفسك (أولاً) والذين يسمعونك أيضًا» ( 1تي 4: 16 ). أما إذا لم نسهر على حالة نفوسنا وانشغلنا بمراقبة حالة الآخرين وتصرفاتهم، فإنه يتم فينا قول الرب: «يا مُرائي، أخرج أولاً الخشبة من عينك،
وحينئذٍ تُبصر جيدًا أن تُخرج القَذَى من عين أخيك!» ( مت 7: 5 ).

Mary Naeem 11 - 05 - 2012 05:38 PM

صبر الرجاء
https://www.light-dark.net/im0photosu...500&h=281&.jpg
نشكر الله حين من جهة جميعكم ... مُتذكرين بلا انقطاع ...، صبر رجائكم، ربنا يسوع المسيح،
أمام الله وأبينا ( 1تس 1: 2 ، 3)
إن كلمة «صَبْر» تتضمن الألم. فلكي يصبر الإنسان يجب أن يتألم دون أن يحاول وضع حد لهذا الألم حتى يصل إلى الغرض الذي ينتظره ويترجاه. والرجاء يتركز في غرض واحد، وهذا الغرض هو يسوع المسيح الذي وحده يستحق أن يكون محط الرجاء. إن آلافًا من المسيحيين يجهلون هذا الرجاء، فهم يأملون ولو عن غير يقين محقق أن يوجدوا يومًا مع المسيح في السماء عند موتهم. ولكن الرجاء المسيحي شيء آخر يختلف كل الاختلاف عن ذلك، فهو انتظار مجيئه واليقين بأنه هو نفسه سيأتي شخصيًا لكي يأخذنا إليه. فالرسول والتسالونيكيون كانوا يعتبرون كل عقبة في سبيل رجائهم كلا شيء. هذا كان الحال مع التسالونيكيين الذين إذ نجوا من الدينونة لم تبق أمامهم إلا مشغولية واحدة وهي انتظار يسوع المسيح.

إن الأيام الشريرة التي نعيش فيها تفتح أمامنا ميدانًا فسيحًا لتعب المحبة، ولكنها أيضًا تدعونا لصبر الرجاء. فَعِلمنا بهول الدينونة وغضب الله الـمُعلن على العالم، يجعلنا لا نرغب إلا شيئًا واحدًا، وهو أن الرب يستخدم هذه الكوارث الحالَّة بالعالم لتكميل المختارين وبذلك تأتى لحظة مجيئه. نحن لا ننتظر حلول السلام على الأرض من بين أيدي ساسة العالم، ولا حتى وقت هدوء وراحة بعد كل هذه الأحزان والمصائب التي تفجع الناس. كلا، وإنما الرب قال لنا «أَنا آتي سرِيعًا» وعلينا، إن كان يجب، أن نحتمل آلام وتجارب أخرى في يقين وقوة صبر رجاء مجيئه القريب.

ولكن لا ننسى أننا إذا كنا نريد أن نعرف «صبر الرجاء» في كماله، فعلينا بالتطلع إليه في سيدنا الممجد عن يمين الله، فهو هناك ينتظر بصبر. ولقد قال لكنيسة فيلادلفيا «لأنك حفظت كلمة صبرِي»، فهو ينتظر إشارة الآب التي عرفها هو وحده، والتي تسمح له بأن يقوم من على عرشه ويأتي إلى خاصته على السُحب، وليس له إلا رغبة واحدة وهى إحضار عروسه لنفسه. وها قد مرَّ عشرون قرنًا وهو منتظر تلك اللحظة السعيدة التي فيها ”يبتهِج بِها بِترنُّمٍ“. إنه يمدح فيلادلفيا (ويا ليتنا نعطيه أن يمدحنا نحن أيضًا) لأنه كان لها نفس الرجاء الذي له، ونفس الصبر الذي استقته من كلمته.

أيها الأحباء .. يا ليتنا نشتاق لمجيئه كما يشتاق هو أيضًا لأن يوجدنا معه إلى أبد الآبدين.

Mary Naeem 11 - 05 - 2012 05:43 PM

الأعمى الذي أبصر

http://img.souldata.net/1109/6576_ci...nd_can_see.jpg

فقال له يسوع: اذهب. إيمانك قد شفاك. فللوقت أبصر، وتبع يسوع في الطريق ( مر 10: 52 )
جاء الرب إلى أريحا ـ مدينة اللعنة ـ لا ليوقع الدينونة واللعنة، ولكنه بنعمة فائقة كان مزمعًا أن يحمل عنها اللعنة بعد ذلك الوقت بقليل. وفيما هو خارج من أريحا، كان رجل أعمى جالسًا على الطريق يستعطي. ألا نستطيع القول بأن حالة هذا الرجل الأعمى كانت تمثل حالة الأمة الروحية؟ لقد كان المسيا موجودًا بكل النعمة والقوة على استعداد أن يبارك، ولكن الأمة كانت عمياء فلم تستطع أن ترى مجد شخصه ولا عُمق حاجتها، فلم يستطيعوا أن يروا في المسيح إلا ناصريًا محتقرًا. وعلى النقيض من الجمع كان بارتيماوس شاعرًا بحاجته وبعجزه عن أن يقابل حاجته بنفسه، وكما هو الحال دائمًا، فإن النفس المحتاجة هي التي تنجذب إلى المسيح، وهي التي تستطيع أن تميز مجده. فلم يكن المسيح عند الجمع إلا شخصًا ناصريًا (ع47)، ولكن الإيمان يستطيع أن يرى في ذلك الإنسان المتواضع ابن داود المكتوب عنه أنه «يفتح عيون العُمي» ( إش 42: 7 )، وهكذا صرخ الرجل الأعمى: «يا يسوع ابن داود، ارحمني!» (ع47).

وكما هو الحال دائمًا، عندما تبدأ النفس في البحث عن المسيح، تظهر المعوقات والعقبات. فانتهره كثيرون ليسكت حتى لا يزعج الرب، ولكن إيمانه ارتفع فوق كل عقبة «فصرخ أكثر كثيرًا: يا ابن داود، ارحمني!» (ع48). وكان لا بد أن تظهر النعمة من جانب الرب، فنقرأ القول: «فوقف يسوع وأمر أن يُنادى» فنادوا الأعمى «فطرح رداءه وقام وجاء إلى يسوع» (ع50). عندما نشعر بحاجتنا وندرك شيئًا عن مجد المسيح، لا بد أن نطرح رداء البر الذاتي ونأتي إلى المسيح كما نحن في كل احتياجنا وعجزنا.

ولقد سأله الرب هذا السؤال الفاحص: «ماذا تريد أن أفعل بك» فقال له الأعمى: «يا سيدي، أن أُبصر» (ع51). وهكذا يأخذ الرب مكان الذي يعمل، ويأخذ الرجل الأعمى مكان الذي يأخذ. ويقدِّر الرب في الحال هذا الإيمان البسيط وينال الرجل الأعمى البصر ويتبع الرب في الطريق ليكون تلميذًا له من الآن فصاعدًا (ع52). فهو لم يحاول أن يتبع الرب لكي ينال البصر، ولكن بعد أن نال البرِكة والبصر أصبح تابعًا. يجب أن نحصل أولاً على بركة الغفران والخلاص حتى نستطيع أن نتبعه ونتخذه غرضًا لنا.


Mary Naeem 11 - 05 - 2012 05:48 PM

لماذا جدعون بالذات؟
 
لماذا جدعون بالذات؟
https://st-takla.org/Gallery/var/albu...judges-587.jpg
وأتى ملاك الرب وجلس تحت البُطمة التي في عفرة التي ليوآش الأبيعزري. وابنه جدعون كان يخبط حنطة في المعصرة لكي يُهرِّبها من المديانيين ( قض 6: 11 )
تُرى لماذا استخدم الرب جدعون من بين آلاف الشباب المعاصر له ليخلِّص الشعب من كف مديان؟ ولماذا لم يختَر غيره؟ .. دعونا نتأمل هذا الشخص البسيط ومؤهلاته:

أولاً: كان يخبط حنطة. وماذا يعني خبط الحنطة؟ يعني التغذي على المسيح، والشبع به. إن الرغبة المُخلِصة في الخدمة لا تكفي، بل لا بد أن يكون هناك اختبار قلبي، وشبع حقيقي بشخصه الكريم. لا بد أن تكون هناك الشركة الحلوة، والصِلة الحميمة مع شخص الرب. والشركة في الخفاء، من وراء الستار، وبعيدًا عن أعين الناس، هي ينبوع كل المؤهلات الأخرى للخدمة. فهناك في خلوتي مع الله، وبعيدًا عن أعين الناس، أتعلم هذا الدرس: أتعلم أنه ليس ساكنٌ فيَّ، أي في جسدي، شيءٌ صالح ( رو 7: 18 )، وأتعلم أن الله هو كل كفايتي، ولي فيه وحده ملء البركة والنعمة والغنى. ولن أكون أبدًا إناءً مناسبًا لاستخدام السيد، ما لم أتعلَّم هذا الدرس الهام. وأكثر من هذا، إنني عندما أتغذى على المسيح في الخفاء، فلست فقط أتعلم هذا الدرس، ولكنني أستمد القوة اللازمة للخدمة متأثرًا بجمال وروعة وحلاوة المسيح الذي تغذيت عليه وشبعت به.

ثانيًا: القلب المُتدرب. ونقصد بالقلب المُتدرِّب هو أن يتحد الشخص نفسه بشعب الرب، أن يحمل أثقالهم، ويشعر بمشاعرهم، ويحسّ بذلهم وانكسارهم وجوعهم. كانت الحنطة متوفرة لدى جدعون، ولكنه كان يشعر بما يشعر به شعبه، ولم يفصل نفسه عنهم ( قض 6: 12 ، 13). واسمعه يقول: «لماذا أصابتنا كل هذه؟». هكذا كان الحال مع نحميا (نح1)، ودانيال (دا 9)، بل وبالأولى كان هذا هو حال ربنا المعبود في أيام جسده، فعندما رأى الأصم الأعقد، وقبل أن يشفيه، أنَّ في نفسه، ثم شفاه قائلاً له: «إفثأ» ( مر 7: 31 - 35). وقبلما أقام لعازر «بكى يسوع»، وأنَّ في قلبه ( يو 11: 35 ). وفي متى8: 17 نقرأ «هو أخذ أسقامنا وحَمَل أمراضنا». لقد كان ـ تبارك اسمه ـ يئن ويتوجع بسبب أسقامنا وأمراضنا. وفي الصليب نرى أروع مَثَل لهذه الحقيقة، عندما حمل هو في جسده خطايانا على الخشبة.

وهكذا يظل هذا المبدأ قائمًا: أنه بمقدار شعورنا باحتياج الآخرين، تكون قوتنا لخدمتهم، وبمقدار ما ننوح على حالتهم المُحزنة، بمقدار ما نمدّ لهم يد المعونة.


Mary Naeem 11 - 05 - 2012 05:50 PM

الرب الراعي
 
الرب الراعي

http://www.copts-united.com/uploads/1285/JEsus.jpg

خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني. وأنا أعطيها حياةً أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحدٌ من يدي ( يو 10: 27 ، 28)
إن حفظ الرب لنا يرجع إلى أنه هو الراعي الصالح الذي بذل نفسه عن الخراف، كما أنه الراعي الصالح الذي يحفظ خرافه بقوته.

ومِن أوضح الآيات التي تتحدث عن حفظ الراعي لخرافه، ما قاله المسيح بفمه الكريم: «خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أعطيها حياةً أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحدٌ من يدي. أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي. أنا والآب واحد» ( يو 10: 27 - 30). وهو كلام قاطع، وغير مشروط. فلم يَقُل المسيح إني سأعطيكم حياة، والباقي عليكم، فإن ظللتم أُمناء ستكون هذه الحياة أبدية، وإلا فإنها لن تكون أبدية! كلا. ويمكن القول إنه لو لم يكن لدينا برهان على الحفظ الأبدي سوى هذه الأقوال العظيمة، لكان فيها الكفاية. ومع ذلك، ما أكثر الآيات في الكتاب المقدس التي تُعلِّم بحفظ المؤمن حفظًا أبديًا! وهذه لو فُهمت ببساطة، فإنها ستملأ القلب بالثقة، والفكر بالسلام.

إن تعليم الخلاص بالنعمة هو تعليم جوهري وأساسي في الكتاب المقدس، وما كان يمكن أن يكون بخلاف ذلك، فلا الإنسان الفاسد، جملةً وتفصيلاً، يقدر على عمل شيء يُرضي الله، ولا الله الصالح يرضى بأن يبيع عطية الحياة الأبدية ( رو 6: 23 ؛ أف2: 8)، التي كلَّفته بذل ابنه الوحيد على الصليب، مقابل أي شيء يمكن للإنسان أن يقدمه. هذا التعليم يقول إننا خَلُصنا ليس لأننا، بل بالرغم من أننا! وهذا يملأ القلب بالثقة من جهة خلاصنا.

ومن المهم أن نعرف أنه كما أن الخلاص بالنعمة، فإن الحفظ الإلهي أيضًا إلى نهاية الرحلة هو بالنعمة. فنحن بالنعمة خلُصنا خلاصًا أبديًا، وبالنعمة نُحفَظ من السقوط. وحتى لو تعرَّض المؤمن للسقوط في أثناء سيره، فلن يكون سقوطه نهائيًا، بل سيقوم ثانيةً ويواصل المسيرة. ويا للعجب، فإن كثيرين من الذين سقطوا في ميدان السِباق، أحرزوا نُصرة عُظمى في نهايته، والفضل في هذا طبعًا يرجع لله وحده.

نعم إننا نثق في الله من البداية إلى النهاية. هو الذي بدأ وهو الذي يُكمِّل. ونحن مدينون له من البداية لنعمته المُخلِّصة، وما أغناها! ومَدينون له كل الطريق لنعمته الحافظة، وما أقواها!

Mary Naeem 11 - 05 - 2012 05:59 PM

تَرِكة السلام
 


سلامًا أترك لكم سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب ( يو 14: 27 )
إن أعظم تَرِكة في العالم ولو قدّرت بآلاف الملايين من المال لا توازي ذرة واحدة من تَرِكة السلام التي تركها لنا الرب يسوع المسيح واشتراها لنا بموته عنا على الصليب. ما قيمة كل ما في العالم بدون السلام مع الله، وبدون سلام الله في القلب الذي يحفظ قلوبنا في المسيح يسوع في وسط أي ضيق في الحياة مهما كان؟

المسيح هو رئيس السلام وحده، وهو صانع السلام بدم صليبه. وكلمة ”السلام“ مرغوبة ومحبوبة يتمناها جميع الناس ولكنهم لن يصلوا إليها عن أي طريق آخر بخلاف المسيح.

كم نشكر الله لأجل هذه التَرِكة الثمينة التي تركها لنا المسيح في عالم مضطرب ومُلتهب، وفي ظروف خاصة بنا قال عنها الرب: «في العالم سيكون لكم ضيق»، ولكن لنضع في كفة الميزان الأخرى «يكون لكم فيَّ سلام» وأيضًا «ثقوا أنا قد غلبت العالم» ( يو 16: 33 ). هذه الأيام الأخيرة التي نعيش فيها يزداد اضطراب العالم وغليانه بنوعٍ خاص. والناس يحاولون أن يُطفئوا النار بالنار فتزداد اشتعالاً، وهذا ما يقوله الكتاب المقدس: «منقلبًا منقلبًا منقلبًا» والعلاج الوحيد هو إلى أن يأتي الذي له الحكم «رئيس السلام» الذي «لنمو رياسته وللسلام لا نهاية» (إش9).

الشيطان هو الذي يُثير الحروب والمشاكل في هذا العالم، ولكن الوعد أن «إله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعًا» ( رو 16: 20 ).

والسلام الذي يعطيه الرب هو من كل وجه ـ في جميع نواحي الحياة «ورب السلام نفسه يعطيكم السلام دائمًا من كل وجه» ( 2تس 3: 16 ). وأثمن ما نلاحظه هو أن السلام الذي يعطيه لنا الرب هو سلامه الذي كان يتمتع به في وسط العالم الذي أبغضه «سلامي أعطيكم». وما أمجد أن نقرأ أن الرب يعطينا ما يخصه هو، فيقول: «سلامي»، «فرحي»، «محبتي».

وبعد أن نقرأ في رسالة فيلبي ص4 أن السلام الذي نأخذه هو سلام الله الذي يفوق كل عقل، نقرأ أيضًا «وإله السلام يكون معكم» ( في 4: 7 ، 9).

عزيزي .. المسيح هو الحل الوحيد، وهو يقدِّم نفسه للجميع كأثمن العطايا.

Mary Naeem 11 - 05 - 2012 06:31 PM

رب أنت هو الروح الساكن فينا
http://www.samaanchurch.com/images/H...46147362_n.jpg

يا رب ..
أنت هو الروح الساكن فينا ..
جددنا يا رب لنكون حسب مشيئتك ،
قوينا للإستمرار في التبشير بكلمتك
التي توصلنا للحياة الأبدية
فليست كل الدروب تؤدي إلى حضنك السماوي

بل الإنصات لكلمتك والعمل بها ،
أمين

Mary Naeem 11 - 05 - 2012 06:33 PM

أَنا الكرمة وأَنتم الأَغصان

http://www.mjoa.org/cms/images/stori...s/45645665.jpg

قال الرب يسوع :" أَنا الكرمة وأَنتم الأَغصان ..

الذي يثبت في وأَنا فيه هذا يأْتي بِثمرٍ كثيرٍ ،

لأَنكم بِدوني لا تقدرون أَن تفعلوا شيئاً "
فيا ربي يسوع ،

إجعل مني غصن مثمر بكرمتك ..

واملأني من ثمار الروح ،

أمين


Mary Naeem 11 - 05 - 2012 06:35 PM

يا رب فلا تتركنا نصارع الشدائد

http://www.saintrefqa.com/wp-content...pe-600x292.jpg
يا رب
.. مع كل نسمة صباح ، نسبحك ،
ونطلب منك
فأنت الأب السماوي المملوء رحمة وحنان
أنظر إلى أولادك ،
وساعدهم في جميع ظروفهم المادية ،
والمعنوية
فيا رب أنت تعلم صعوبات ،
وظروف كل واحد منا
فلا تتركنا نصارع الشدائد لوحدنا ,
فكل اتكالنا عليك
فساعدنا وارحمنا ، أمين


Mary Naeem 11 - 05 - 2012 06:38 PM

احبك...!!!!


احبك يا يسوع يا سر قوتى
احبك يا يسوع وقت فرحى ومحنتى
احبك لانك تحتملنى ولضعفاتى لا تنظر
احبك وليس لى سواك
احبك لانك احببتنى أولاً
احبك يا من فى احضانه دائما ارتمى لاخفف احمالى
احبك وعند اقدامك اجثو لامسح بالطيب اقدامك
احبك واشتاق للقياااك حتى بك احتمى
احبك واحتاج لكلمة من فمك تحيينى
احبك يا من صُلبت لاجلى انا الغير مستحق
احبك وانتظرك عند القبر لاحيا معك من جديد
احبك يا من غفرت وسامحت ومررت لى الهفوات
احبك يا حاصى شعر رأسى وفاحص قلبى وقارىء افكارى
احبك يا من بيدك أمرى وحافظ لى دخولى وخروجى
احبك يا واهب الحياه وعالم كل اسرارها
احبك انت ..انت ..انت
انت فقط يا الهى من احب ولا احتاج لسواك ...


Mary Naeem 11 - 05 - 2012 06:40 PM

يارب إن لم أذكرك.. لا تنساني


https://fbcdn-sphotos-a.akamaihd.net...58056876_n.jpg

يارب
إن لم أذكرك......... لا تنساني
إن لم أحبك كما يجب......لا ترفضني
إن لم أطع وصاياك.......لا تفقد الأمل مني
... إن لم أصلي بأمانة..........لا تكف عن رعايتي
إن لم أعطيك وقتاً...........لا ترفع بركتك عني
ربى أعـــــــــــــــــــــــــنى

اميييين

Mary Naeem 11 - 05 - 2012 06:54 PM

مريم .. أنت النور لنفوسنا

https://fbcdn-sphotos-a.akamaihd.net...86265370_n.jpg
مريم .. أنت شمسنا وقمرنا ،
أنت النور لنفوسنا ،
وبك ترفع صلواتنا إلى الأب السماوي ..
ففي هذا اليوم ، نطلب
شفاعتك دائماً فأنت الأم المملؤة حباً وحناناً
لأولادك الملتجئين إليك ، فلا تتركينا ،
وكوني معنا دائماً ، أمين

Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:33 PM

الصليب المتوسط
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...ss-300x197.jpg
صلبوه هناك مع المذنبين، واحدًا عن يمينه والآخر عن يساره ( لو 23: 33 )
نتوسل إلى القارئ العزيز أن يتأمل معنا قليلاً في الصلبان الثلاثة، لكننا نحصر تأملاتنا في الصليب المتوسط، أو بالحري نريد أن نشخَص إلى الشخص العزيز الذي عُلِّق على هذا الصليب وهو يسوع الناصري، هذا المبارك الذي صرف حياته في تعب المحبة والخدمة، هذا الذي شفى المرضى وطهَّر البُرص وفتح عيون العميان وأقام الموتى وأطعم الجائعين وسد كل أعواز البشر، لقد كان طعامه أن يعمل مشيئة الآب ويصنع خيرًا للناس.

هذا الإنسان القدوس المنزَّه عن الشر، النقي، الطاهر، الكامل، الحنّان، المُنعم، هو الإنسان ”المُزكى من الله“ هو يسوع الذي مجَّد الله تمامًا على الأرض.

هذا هو الذي عُلِّق على الصليب المتوسط، وإذا سألنا عن سبب تعليقه وصلبه لوجدنا دروسًا هامة لنفوسنا:

* صليب المسيح يعلن حقيقة وماهية قلب الإنسان من نحو الله. فالصليب هو الميزان الكامل الصحيح الذي وزن هذا العالم، والمقياس الذي قاس الخطية قياسًا دقيقًا، فإذا شئنا أن نعرف شيئًا عن العالم فعلينا بالصليب، إذ إنه فضَّل لصًا وقاتلاً على المسيح، واختار السرقة والقتل بدلاً من النور والمحبة!!

* الصليب يوضح لنا قلب الله من نحو الإنسان، إذ نرى في الصليب لقاء العداوة المُطلقة مع المحبة المُطلقة، وتقابل الخطية والنعمة، حيث نرى يسوع المسيح مُعلقًا عليه حسب مشورة الله المحتومة وعِلمه السابق.

أيها القارئ العزيز، لا يدرك أحد محبة الله العجيبة التي بانت في الصليب إلا صاحب القلب المنكسر والروح المنسحق. فمتى انكسرت قلوبنا أمام الصليب إذ نشعر بجسامة إثمنا الشخصي، حينئذٍ نكون على استعداد أن نُعاين الإعلان المجيد لمحبة الله من نحونا.

* بالصليب ننجو من العالم الشرير ونوجد في دائرة خلاص الله؛ دائرة القداسة والسلام، حيث نتمشى ذهابًا وإيابًا في نور مُحيا الآب المُشرق، ونستنشق نسيم الخليقة الجديدة «شكرًا لله على عطيته التي لا يُعبَّر عنها» ( 2كو 9: 15 ).

ما أغزر الحق المُتضمن في الصليب، بل يا لها من إعلانات لأحوال قلوب مُعلنة في الصليب! فهو إعلان قلب الإنسان من نحو الله، وإعلان قلب الله من نحو الإنسان، وإعلان قلب المسيح من نحو الله. لنا كل هذا في الصليب.

Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:34 PM

من أين الحروب؟
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...ed-300x225.jpg
من أين الحروب والخصومات بينكم؟ أَ ليست من هنا: من لذَّاتكم المحاربة في أعضائكم؟ ( يع 4: 1 )
آخر كلمة اختتم بها الرسول يعقوب الأصحاح الثالث من رسالته، هي «
السلام». بينما يبدأ الأصحاح الرابع بما هو على النقيض تمامًا، فيبدأ بكلمة «الحروب
». وأساس السلام هو الطهارة، أولى علامات الحكمة النازلة من فوق ( يع 3: 17 ، 18). إذًا، الآن نكتشف أن وراء الحروب والخصومات (النزاعات) بين مَن يدَّعون أنهم شعب الله، الشهوة غير النقية في قلب الإنسان، هذه الشهوة مرتبطة بالحكمة الأرضية النفسانية (الحسية) الشيطانية.

وكلمة «
لذَّاتكم
» في الآية1، 3 معناها السرور (التلذذ) بإشباع رغباتنا وشهواتنا. فإذا سيطرت علينا رغباتنا ووجدنا تلذذًا شريرًا في إشباعها، يكون قد غُرس فينا بذور الحروب والخصومات التي لا تنتهي.

وتبين لنا الآيتان 2، 3 الطريقة التي يُعمل بها هذا الشر، فهو أولاً يبدأ باشتهاء ما لا نملك. هذا الاشتهاء يمكن أن يدفع الإنسان إلى أي شيء، حتى القتل، لكي يصل إلى هدفه، وعلى أية حال يملؤه بالحسد، إذا لم يستطع أن يحقق رغبته. وبالرغم من هذا، هناك طريقة سهلة جدًا لنأخذ ما نريد، إذا كنا مؤمنين حقًا. فقد نحارب ونخاصم ونحرك السماء والأرض، ولا نأخذ شيئًا. لكن المخلِّص نفسه علَّمنا أن نطلب فنأخذ. ونحن لم نأخذ لأننا لم نطلب.

ولكن قد يقول قائل بنغمة حزن: ”ولكنني طلبت، مرة تلو الأخرى، ولم آخذ“. والتفسير هو أنك قد تكون قد طلبت «رديًا» أو ”طلبًا خطأ“، فهدفك في الطلب كان إشباع رغباتك. ولو أنك نلت طلبك، كنت سُتنفقه على لذَّاتك. ولذلك، لم يستجب الرب لطلبك.

كم يعلِّمنا هذا بوضوح، أن الله ينظر إلى القلب، وهو يفحص الدافع وراء الطلب. هذا يفسِّر سبب عدم استجابة كثير من الصلوات. وقد نطلب أشياء سليمة تمامًا ولا يُستجاب لنا، لأننا نطلب بدوافع خطأ تمامًا.

ربما أنت تخدم الرب، وبدأت تكرز بالإنجيل، وأنت لا شك تريد أن تكون كلماتك متميزة بالنعمة والقوة. أي خطأ في هذا؟! من الواضح أنه ليس هناك خطأ، ولكن انتبه لئلا يكون طلبك هذا وراء رغبة مُهيمنة عليك، أن تكون واعظًا ناجحًا. قد تكون طلبتك جميلة في نظرنا، ولكن الله يعرف الفكر الذي نبعت منه.


Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:35 PM

هو يكفي!
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...paper-0204.jpg

اجعلوا هذا الوادي جبابًا جبابًا... لا ترون ريحًا ولا ترون مطرًا وهذا الوادي يمتلئ ماء ... وذلك يسيرٌ في عيني الرب ( 2مل 3: 16 - 18)
ما أكثر أعوازنا، وما أعمق جباب (حُفر) حياتنا من كل نوع، لكن ما أعظم ملؤه! وما أروع كفايته لكل فراغ عندنا!
فبعد دخول الخطية صارت هي مشكلة الإنسان الجوهرية، إلا أنه ـ تبارك اسمه ـ في عمله الكامل على الصليب وُجد فيه الكفاية للعلاج الشامل لها. وفي عالم المخاوف والأهوال، من مخاطر الأعداء أو صدمات الأزمات هو يكفي أمانًا وضمانًا «كن ضامني عند نفسك» ( أي 17: 3 ). ويا لها من وثيقة تأمين سماوي شامل، بل وأبدي! «الساكن في ستر العلي، في ظل القدير يبيت» ( مز 91: 1 ).

وإزاء المواقف المُحيرة، والتقاطعات التي تواجهنا في رحلة الحياة ولا نرى أي طريق نسلكه، هو يهدي برأيه «ترشد برأفتك الشعب الذي فديته، تهديه .. إلى مسكن قدسك» ( خر 15: 13 )، «أمسكت بيدي اليُمنى، برأيك تهديني وبعدٍ إلى مجدٍ تأخذني» ( مز 73: 24 ).

وأمام كم هائل من الاحتياجات الروحية أو النفسية أو الزمنية، جميل أن نتذكَّر قول الرسول «فيملأ إلهي كل احتياجكم بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع» ( في 4: 19 ) فنهتف مع المرنم: «الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء» ( مز 23: 1 ).

أما إذا سمح لنا الرب بجُب الوحدة القاسية، فلنتذكَّر أنه هو الرفيق الأعظم لسياحة البرية الذي وعد بأنه معنا كل الأيام إلى انقضاء الدهر ( مت 28: 20 ). وذاك الذي رافق يوسف في سجنه، وبولس أيضًا ( 2تي 4: 16 ، 17) في نفس وحدته، هو الأقرب إلينا دائمًا. يغيب الأحباء والأصدقاء، بإرادتهم أو رغمًا عنهم، أما هو فلا!

ثم ما أضعف أوانينا الخزفية! لكن «ليكون فضل القوة لله لا منا» ( 2كو 4: 7 )، فالرب هو قوتنا ( خر 15: 2 مز 63: 8 ) إذ نلتصق به، فإن يمين قوته
تعضدنا في ضعفنا ( حب 3: 17 )
وأخيرًا فإنه فرحنا في أوقات كآبتنا، إذ ننظر إليه عوض النظر إلى أنفسنا أو إلى ظروفنا أو إلى الآخرين،
فإننا نختبر الفرح فيه رغمًا عن الظروف المعاكسة (حب3: 17، 18؛ في4: 4).

ولنتحول عن الإنسان ـ حتى لو كان أقرب إنسان ـ ولنتحول عن ظروفنا المؤلمة فنسمع بعد التضرعات الثلاثية قول الرب لبولس إزاء الشوكة «تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تُكمل» ( 2كو 12: 9 ).

Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:36 PM

لماذا يسمح الله لبعض الأشرار بالرخاء؟

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...from-above.jpg
يا ابني، اذكُر أنك استوفيت خيراتك في حياتك، وكذلك لعازر (استوفى) البلايا ( لو 16: 25 )
مع اقتناعي بأنه ليس من حق المخلوق أن يسأل الخالق قائلاً: لماذا تفعل هذا ولا تفعل ذاك؟ ومع اقتناعي أنه لا يمكن للإنسان أن يعرف فكر الرب وحكمته من وراء كل ما يفعل، لكن مع ذلك لدينا في كلمة الله بعض المفاتيح الهامة التي تساعدنا على فهم ألغاز الحياة المُحيِّرة.

إن الله يمتحن الإنسان:
ماذا يشتهي؟ هل يشتهي نصيب أهل الدنيا؟ قال المرنم: «أهل الدنيا نصيبهم (أو خيراتهم) في حياتهم» ( مز 17: 14 ). وقال إبراهيم للغني في الهاوية: «يا ابني، اذكر أنك استوفيت خيراتك في حياتك، وكذلك لعازر (استوفى) البلايا» ( لو 16: 25 ). أ يوجد عاقل يَغار من الثور السمين وهم ذاهبون به لكي يُذبح؟

ثم إن هذا امتحان للإيمان، يتم بواسطته التمييز بين الإيمان الحقيقي والإيمان المزيَّف. فالإيمان المزيَّف يتقي الله طلبًا للمنفعة الوقتية، بمعنى أنني سأتقي الله وهو سيعطيني حياة مليئة بالأفراح الزمنية والخيرات الأرضية، خالية من المنغصات. أما الإيمان الحقيقي فيرفض هذا المنطق، بل ويتجنب الذين يروّجون لمثل هذه الأفكار، في الإنجيل العصري المزيف: ”إنجيل الصحة والغنى“، وهم أُناس فاسدو الذهن وعادمو الحق، يظنون أن التقوى تجارة ( 1تي 6: 5 ).

الله عندما يعطي مَن لا يستحق، كثيرًا ما يقصد من وراء ذلك أن يقتاده بواسطة لطفه إلى التوبة ( رو 2: 3 ). ونحن لو اعترضنا على أناة الله مع الأشرار، نكون قد شاركنا يونان فيما انتقدناه عليه كثيرًا، عندما قال للرب: «علمت أنك إلهٌ رؤوف ورحيمٌ، بطيء الغضب وكثير الرحمة ونادمٌ على الشر» ( يون 4: 2 ).
وإننا نقول: لو أن الرب يعامل الناس بما يستحقونه، ويقضي فورًا على الأشرار، لَمَا كانت هناك لا لأهل نينوى، ولا للملايين غيرهم في كل زمان ومكان، أن يخلصوا!

صحيح أن بعض الأشرار فسَّروا هذا اللطف التفسير الخاطئ، ووظَّفوه في الاتجاه العكسي، فتقسَّت قلوبهم أكثر بدل أن يتوبوا. إنهم مساكين، لأنهم بذلك يَذخرون لأنفسهم غضبًا في يوم الغضب، واستعلان دينونة الله العادلة ( رو 2: 4 ). لكننا نقرر ما يقوله الكتاب المقدس، أن مُجازاة الأشرار، وإن كانت لا تتم دائمًا سريعًا (انظر جامعة8: 11)،
ولكنها حتمًا ستتم، إن لم يكن في هذا العالم ففي الآتي.


Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:37 PM

لوط وشهادة مشكوك في أمرها
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...ss-of-Life.jpg
فخرج لوط وكلَّم أصهاره الآخذين بناته وقال: قوموا اخرجوا من هذا المكان، لأن الرب مُهلِك المدينة. فكان كمازحٍ في أعين أصهاره ( تك 19: 14 )
لقد ذهب لوط إلى أصهاره مُوصلاً لهم رسالة التحذير، لكنهم ظنوه يمزح. لماذا؟ أَ لم يكن قد أخبرهم من قبل عن غضب الله من شر سدوم، وأنه لا بد أن يدين الخطية؟ هل انزلق إلى عادة عدم الجدية حتى أنه عندما كان جادًا لم يكن له تأثيرًا فيهم؟ لو كان لدينا ذات الميول لنتحذر بشدة من هذه الواقعة.

لكن ماذا عن بنيه؟ كم كان عددهم؟ لا ندري. لكننا لا نقرأ أنه حذرهم مُطلقًا. هل لأنه كان يرى أن تحذيرهم بلا جدوى؟ هل كانت شهادته لهم سلبية للغاية حتى أنهم لم يروا شيئًا من حق الله فيه، فتدَّنوا إلى نفس مستوى الباقين من هذه المدينة الشريرة؟ .. يا له من درس للآباء! لتكن كلماتنا وأيضًا قدوتنا واضحة جدًا لنُقنع أولادنا أننا نؤمن بالله الحي الحقيقي.

«ولما طلع الفجر كان الملاكان يُعجِّلان لوطًا قائلين: قُمْ خُذ امرأتك وابنتيك الموجودتين لئلا تهلك بإثم المدينة»، ولكن «لما توانى» ـ غير راغب أن يترك سدوم ـ «أمسك الرَجُلان بيدهِ وبيد امرأته وبيد ابنتيه، لشفقة الرب عليه، وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة» ( تك 19: 15 ، 16). عمليًا كان الملاكان كمَن يسوقونهم ويجرونهم خارج سدوم عنوةً، ثم أجبروهم لأن يهربوا لحياتهم دون حتى النظر إلى الخلف. لكن «نظرت امرأته من ورائه فصارت عمود ملح!» ( تك 19: 26 )، كذكرى محفوظة لحماقة تفضيل سدوم على التحرر ـ بنعمة الله ـ من العالم الحاضر الشرير ( غل 1: 4 ). بالطبع ربما كانت مشغولة بأبنائها، لكن كان هذا متأخرًا جدًا، وكان الوقت بالأحرى وقت لتنشغل بخطاياها! لماذا لا يُعِد الآباء أبناءهم لمثل هذا الحَدَث؟

ولم ينقذ لوط أي شيء من ممتلكاته في سدوم. ويا له من مثال للمؤمن الذي لا تظهر حياة الإيمان فيه على الأرض. لقد ارتعب جدًا من الدمار الذي لحق بسدوم حتى أنه أخذ ابنتيه إلى الجبال، وعاشوا في مغارة ( تك 19: 30 ). وحتى هناك ظهر، في ابنتيه، الطابع الرديء المُثير للاشمئزاز، لشر سدوم. لقد استنفذ طاقته الأخلاقية حتى أنه سمح لابنتيه أن تسقيانه الخمر حتى الثمالة، وبهذا صار له أولاد من كِلتا ابنتيه دون درايته بأنه قد أقام علاقة جسدية معهما ( تك 19: 33 ، 35). هكذا غزا فساد سدوم الأدبي كل عائلته مُخلفًا ورائه وصمة عار وبصمة دمار.

كم مسؤوليتنا جسيمة عن التأثير الذي نُشكِّل به أعضاء عائلاتنا.


Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:38 PM

سلوك المسيحي في العالم

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...o-Die-Well.gif
جلدوهم، وأوصوهم أن لا يتكلموا باسم يسوع، ثم أطلقوهم. وأما هم... وكانوا لا يزالون كل يوم في الهيكل وفي البيوت مُعلمين ومُبشرين بيسوع المسيح ( أع 5: 40 - 42)
بينما كان المسيحيون الأوائل يتقدمون للأمام حاملين بشارة الإنجيل، كان لا يمكن تجنب اصطدامهم بمقاومة السلطات، وخاصةً القادة الدينيين الذين كان لهم في ذلك الوقت سلطات ضخمة للنظر في القضايا الخاصة بالشؤون المدنية والفصل فيها. وكان المؤمنون مستعدين لهذا وتصرفوا باتزان وحكمة. وبوجه عام كانت سياستهم هي أن يحترموا ويُطيعوا الحكام، لأنهم مُعيَّنون من الله، ولأنهم خدام الله لتشجيع الصلاح، لذلك اعتذر بولس عندما وبّخ رئيس الكهنة دون أن يعلم أنه رئيس الكهنة. واقتبس من خروج22: 28 «رئيس شعبك لا تَقُل فيه سوءًا».

ومع ذلك، فإنه عندما لا تتفق قوانين البشر مع وصايا الله، فكان عليهم أن يُرضوا الله ويتحملوا نتائج ذلك، مهما كانت هذه النتائج. فمثلاً عندما مُنع بطرس ويوحنا أن يعظا بالإنجيل أجابا: «إن كان حقًا أمام الله أن نسمع لكم أكثر من الله فاحكموا. لأننا لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا» ( أع 4: 19 ، 20). وعندما استدعى رؤساء الكهنة بطرس وباقي الرسل واتهموهم بأنهم استمروا يُعلِّمون باسم المسيح، أجاب بطرس: «ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس» ( أع 5: 29 ).

فعلى الرغم من الظلم والاضطهاد، فإنهم كانوا يتمنّون الخير لحكامهم ( أع 26: 29 ). وكان الناس يعرفون عنهم أنهم لن ينزلوا إلى مستوى أي شكل من أشكال عدم الأمانة ليحصلوا على امتيازات من السلطات . فمثلاً كان فيلكس الوالي ينتظر أن يأخذ رشوة من بولس ليُطلِق سراحه، ولكن بولس لم يفعل ذلك ( أع 24: 26 ). كذلك فإنهم لم يعتبروا استخدام حقهم كمواطنين يتعارض مع دعوتهم المسيحية ( أع 16: 37 ؛ 21: 39؛ 22: 28؛ 23: 17- 21؛ 25: 10، 11).

إلا أن الرسل لم يشتركوا هم أنفسهم في الأمور السياسية المختصة بهذا العالم. إذ من الواضح أنهم أشخاص لهم غرض وهدف واحد وهو الكرازة بإنجيل المسيح. لقد كرَّسوا أنفسهم لهذا العمل بغير أن يلهيهم عن ذلك أي شيء. كانوا يعتقدون أن الإنجيل هو الحل لمشكلات الإنسان. وكان اقتناعهم هذا قويًا حتى أنهم لم يقتنعوا بممارسة أمور ثانوية مثل الانشغال بالسياسة.


Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:40 PM

أنهار ماء حي


وقف يسوع ونادى قائلاً: إن عطش أحدٌ فليُقبل إليَّ ويشرب. مَنْ آمن بي، ... تجري من بطنهِ أنهار ماء حي ( يو 7: 37 ، 38)
من الإشارة في لاويين23؛ عدد29 نفهم أنه كان يلحق بعيد المظال، والذي كان سبعة أيام، يوم ثامن. ففي هذا اليوم الثامن وقف يسوع ونادى. لقد وقف الرب ونادى بحقيقتين: الأولى «إِنْ عطش أحدٌ فليقْبل إِليَّ ويشرب»، ولا يزال الرب ينادي. ففي نهاية سفر الرؤيا نقرأ قوله الكريم: «مَنْ يعطش فليأت. ومن يُرِد فليأخذ ماء حياة مجانًا» ( رؤ 22: 17 ). وما معنى العطش؟ إنه الإحساس بالجفاف والنشوفة؛ إنه حاجة النفس إلى الارتواء الحقيقي. وتحضرني كلمات محفوظة عن ظهر قلب «تركوني أنا ينبوع المياه الحية، لِينقروا لأنفسهم آبَارًا، آبَارًا مُشقَّقةً لا تَضبط ماء» ( إر 2: 13 ). والعطش هو الحنين إلى الله كما يقول المرنم «كما يشتاق الإِيَّل إِلى جداوِلِ الميِاه، هكذا تشتاق نفسي إِليك يا الله ... متى أجِيء وأتراءى قدَّام اللهِ!» ( مز 42: 1 ، 2). ففي الإقبال إلى الرب يسوع والشرب منه، تسديد حاجة النفس إلى الله.

والحقيقة الأخرى « مَنْ آمنَ بِي، كما قال الكتاب، تجرِي مِن بطنه أنهار ماءٍ حي». الحقيقة الأولى هي الشركة مع المسيح، والحقيقة الأخرى الشهادة للآخرين. وقد رأينا الحقيقتين معًا في المرأة السامرية. فإنها أقبلت إلى المسيح وشربت، ثم إذ امتلأ الإناء ذهبت إلى مواطنيها وشهدت للمسيح.

وشهادة المسيحي الذي امتلأ إنسانه الباطن بالروح القدس، هي للمسيح المُمجَّد في الأعالي بعد إتمام الفداء الأبدي. في ع38 يُشير الرب إلى التعبير «كما قال الكتاب». وأين نجد هذا القول؟ نجده في إشعياء 44 حيث نقرأ «لأني أسكب ماءً على العطشانِ، وسيولاً على اليابِسة. أسكبُ رُوحي على نسلك وبركتي على ذرِّيَّتك».

ويقول يوحنا البشير تعليقًا أو إيضاحًا لأقوال الرب حيث نقرأ «قال هذا» أي الامتلاء فالفيض «عنِ الرُّوحِ الذي كان المؤمنون بِه مزمعينَ أن يقبلوه». إن هذا القول «المؤمنون به» لا يعني الإيمان بالمسيا، بل بابن الله الذي مات وقام ومجَّده الله، كما قال بفمه الكريم «لأجلِ هذا أتيت إلى هذه الساعة. أيها الآب مجِّد اسمك» ( يو 12: 27 ، 28). وقد تم هذا التمجيد بعد صعوده له المجد وجلوسه في يمين عرش الله. فمن هناك، من قمة المجد، وفي يوم الخمسين «أخذ موعد الرُّوحِ القدسِ من الآبِ» وسكبه على المؤمنين الذين كانوا مجتمعين معًا بنفسٍ واحدة، وامتلأ الجميع من الروح القدس (أع2).

Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:40 PM

حَمَل الله

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...06-150x150.jpg
هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم ( يو 1: 29 )
«حَمَل الله»: لقب مُبارك ومجيد من ألقاب ابن الله ربنا المعبود يسوع المسيح. وما أكثر ما يكلمنا الكتاب المقدس عنه كالحَمَل. وجميع الحملان التي قُدمت كذبائح في العهد القديم كانت تُشير إلى حَمَل الله المبارك. فمثلاً إبراهيم في يومه عندما سأله ابنه: «..أين الخروف للمُحرقة؟» أجابه: «الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني». وفي قصة خروف الفصح نرى الرمز المبارك لحَمَل الله فصحنا الذي ذُبح لأجلنا.

وإشعياء تكلم عن حَمَل الله قبل ظهوره بأكثر من سبعمائة سنة لما قال: «.. ظُلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه، كشاةٍ تُساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه» ( إش 53: 7 ).

ويوحنا المعمدان عرفه كالحَمَل فصاح بفرحٍ قائلاً: «هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم». وبطرس الرسول يكتب عن الفداء الذي ليس بأشياء تفنى .. بل بدمٍ كريم كما من حَملٍ بلا عيب ولا دنس ... معروفًا سابقًا قبل تأسيس العالم ( 1بط 1: 18 - 20).

إن حَمَل الله مستحق لكل عبادة وسجود وكرامة وحمد. وفي سفر الرؤيا نجد هذا السجود، ففيه يُذكر الحَمَل ثماني وعشرين مرة.

إن السجود في السماء سوف يؤدى على طول الأبدية لهذا الخروف الذي ذُبح. على أن الترنيمة التي سوف ترن في أرجاء الأبدية عن استحقاق حَمَل الله للسجود التعبدي إنما تبدأ من الأرض ـ من قلوب المفديين بالدم؛ الذين يعبدونه بالروح والحق. لأنه الآن في وسط أولئك الذين يجتمعون باسمه.

لكن ما أكثر الذين يُسيئون إلى اسمه الكريم! فإن إبليس رئيس هذا العالم يكره ثلاث كلمات، هي: ”الصليب، والخروف، والدم“ وتزداد عداوته على مرّ الأيام. لكن حَمَل الله لم يَزَل هناك في وسط العرش صامتًا صابرًا يترقب توبة الخطاة ورجوعهم إليه، وإن كانت كلمة الله تكلمنا عن محبة حَمَل الله وصبره وطول أناته ولطفه، إلا أنها أيضًا تكلمنا عن غضبه وصرامته.

فالذين يرفضون أن يسجدوا لهذا الحَمَل، والذين ينكرون الرب الذي اشتراهم، سوف يصرخون صرخات مدوية في يومٍ قادم، وقد سجل الكتاب تضرعاتهم التَعِسة عندما يقولون للجبال «اسقطي علينا واخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومَن يستطيع الوقوف؟» ( رؤ 6: 16 ).

Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:41 PM

الحقل هو العالم

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...lticulture.jpg
اذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها ( مر 16: 15 )
ربما تسألني: ”لماذا نذهب بعيدًا قبل أن ينال جميع مَن حولنا الخلاص؟ فهناك الكثير جدًا مما نستطيع أن نعمله في بلادنا.

أحبائي، هناك إجابة واحدة لهذا السؤال وأنا أقدمها من كلمات الكتاب المقدس: «الحقل هو العالم» ( مت 13: 38 ). الولايات المتحدة ليست هي العالم. بريطانيا ليست هي العالم. الحقل هو العالم كله. لا أظن أنك سمعت عن مُزارع يعمل في ركن صغير من حقله تاركًا بقية الحقل بلا زراعة. المُزارع يعمل في كامل حقله.

هل تعرف ما الذي تقصده حينما تقول إنك لا تؤمن بالعمل المُرسلي؟ أنت بذلك تقول إن بولس ارتكب خطأً، وإنه كان ينبغي أن يترك أجدادنا في أوروبا على حالتهم السابقة كوثنيين، وكان من الأفضل أن يمكث في بلاده، وبذلك كان من الممكن أن تظل أنت أُمميًا وثنيًا. هل هذا ما تراه صائبًا؟ هل أنت آسف لكونك لم تظل وثنيًا؟ لا بد أن هذه هي الحقيقة لو أنك لا تؤمن بالإرساليات!

أتذكر بهذه المناسبة معجزة إشباع الرب يسوع الخمسة آلاف شخص، هل تتذكر كيف جعلهم يجلسون صفًا وراء صف؟ وكيف أخذ الأرغفة والسمكتين وبارك ثم كسَّر وأعطى التلاميذ؟ وأيضًا كيف بدأ التلاميذ من عند طرف الصف الأمامي ثم تحركوا على طول الصف الأول مُعطين لكل شخص طعامه؟ هل تتوقع أنهم استداروا مرة أخرى إلى هذا الصف الأمامي، وهم يسألون كل شخص أن يأخذ وجبة ثانية؟ هل تتوقع شيئًا كهذا؟

لا! كلا وألف كلا! لو أنهم فعلوا هكذا، لكان الذين في الصفوف الخلفية سيعترضون بشكل حاد ويقولون: ”تعالوا هنا. أعطونا بعض المساعدة. نحن نتضور جوعًا؛ هذا ليس عدلاً؛ هذا ليس صوابًا. لماذا يحصل الجالسون في الصفوف الأمامية على وجبتين، بينما نحن لم نحصل حتى على واحدة؟“ وهم سيكونون مُحقين في ذلك.

نحن نتكلم عن البركة الثانية. بينما هم لم يحصلوا على البركة الأولى. نحن نتكلم عن المجيء الثاني للمسيح، وهم لم يسمعوا أبدًا عن مجيئه الأول. ”لماذا يسمع شخص واحد رسالة الإنجيل مرتين قبل أن يسمع كل شخص رسالة الإنجيل مرة واحدة“. نحن نعلم أنه لم يوجد شخص واحد من الخمسة آلاف رجل والنساء والأطفال قد أخذ أكثر من وجبة واحدة إلى أن حصل الجميع على وجبتهم الأولى.

أزوالد سميث

Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:42 PM

ويكون مَقْدِساً

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...ce-300x221.jpg

قدسوا رب الجنود فهو خوفكم وهو رهبتكم. ويكون مَقْدِساً ... ( إش 8: 13 ، 14)
في أوقات الخطر، ليس هناك ما يؤكد الطمأنينة أكثر من وجود مُدافع قوي وكُفء. وإذا تضافرت قوة ذراعه مع محبة قلبه، ازداد تأكيد الطمأنينة رسوخاً. والرب قد أكد لخاصته حمايته الشخصية لهم في وجه كل ما يتهددهم من أخطار. وهو يحميهم كما تحمي الدجاجة فراخها تحت جناحيها.

يتكلم الرب عن نفسه "كمَقْدِس" لشعبه. كمكان يلجأون إليه ويحتمون فيه من أعدائهم. والمرنم إذ يؤمن بهذا، يقول: "لأنه يخبئني في مظلته في يوم الشر. يسترني بستر خيمته" ( مز 27: 5 ). والمقدس ـ مكان سُكنى الله ـ لا بد أن يكون موضع أمان تام. هكذا كان المقدس بالنسبة للأمير الطفل يوآش حيث بقي مختبئاً في بيت الله ست سنين من وجه عثليا الملكة القاتلة ( 2أخ 22: 11 ،12).

وإشعياء خدم البقية المؤمنة في أيامه، خدمة التشجيع هذه. تنبأ لهم عن خطية الأمة الشنيعة وعن قضاء الله كنتيجة لذلك، لكنه يلوح لهم بأضواء من رحمته تتلألأ عندما يجيء اليوم القاتم.

"قدسوا رب الجنود فهو خوفكم وهو رهبتكم ويكون مقْدِساً". فهو يأمرهم أن يثبِّتوا عيونهم ليس على عدوهم الصاعد عليهم كنهر، مياهه قوية وكثيرة، بل على الله القدير. إنه يأمرهم أن يحذروا من عدم الثقة في الرب وعدم التمسك بمواعيده، لأنه حينئذ يصير الرب مقدِسهم، وحينئذ يمكنهم أن يعبدوه، ويمكنهم أن يطمئنوا من جهة عدوهم. قد تخرب المدينة ويُنقَض هيكلها، ويجري الرعب في شوارعها، لكن الرب نفسه يكون مقدِساً لبقية ضعيفة قليلة مؤمنة به. وفي الرب كل ينابيعهم وبالإيمان الواثق فيه يستقون الخلاص.

وحزقيال النبي يقدم التشجيع نفسه إذ يقول "هكذا قال السيد الرب ... أكون لهم مقدِساً صغيراً" ( حز 11: 16 ). وإنها لتعزية لمن هم تحت ضغوط مختلفة. إنها تعزية لقلوبهم أن يعرفوا أن الرب هو مصدر تسنيد وتعضيد لهم. إنه يمسح دموع العيون التي تشخص إليه في وقت الضيق. وهذه المواعيد ثابتة وراسخة وباقية حتى لا تنحني خاصة الرب تحت الشعور بالوحدة والوحشة والانفراد أمام الضيق ووعورة الطريق. وكم يحلو لنفوسنا أن نختبر صدق هذه المواعيد.

وإن كنا نقول إن الرب مَقْدِسٌ لنا، فلتكن أقوالنا لا مجرد بلاغة كلام، بل حلاوة اختبار.


Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:43 PM

كل مَن لمسه شُفيَ

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...hrist-0306.jpg


وضعوا المرضى في الأسواق، وطلبوا إليه أن يلمسوا ولو هُدب ثوبهِ. وكل مَن لمسه شُفيَ ( مر 6: 56 )
ربما تسألني: ”لماذا نذهب بعيدًا قبل أن ينال جميع مَن حولنا الخلاص؟ فهناك الكثير جدًا مما نستطيع أن نعمله في بلادنا.

أحبائي، هناك إجابة واحدة لهذا السؤال وأنا أقدمها من كلمات الكتاب المقدس: «الحقل هو العالم» ( مت 13: 38 ). الولايات المتحدة ليست هي العالم. بريطانيا ليست هي العالم. الحقل هو العالم كله. لا أظن أنك سمعت عن مُزارع يعمل في ركن صغير من حقله تاركًا بقية الحقل بلا زراعة. المُزارع يعمل في كامل حقله.

هل تعرف ما الذي تقصده حينما تقول إنك لا تؤمن بالعمل المُرسلي؟ أنت بذلك تقول إن بولس ارتكب خطأً، وإنه كان ينبغي أن يترك أجدادنا في أوروبا على حالتهم السابقة كوثنيين، وكان من الأفضل أن يمكث في بلاده، وبذلك كان من الممكن أن تظل أنت أُمميًا وثنيًا. هل هذا ما تراه صائبًا؟ هل أنت آسف لكونك لم تظل وثنيًا؟ لا بد أن هذه هي الحقيقة لو أنك لا تؤمن بالإرساليات!

أتذكر بهذه المناسبة معجزة إشباع الرب يسوع الخمسة آلاف شخص، هل تتذكر كيف جعلهم يجلسون صفًا وراء صف؟ وكيف أخذ الأرغفة والسمكتين وبارك ثم كسَّر وأعطى التلاميذ؟ وأيضًا كيف بدأ التلاميذ من عند طرف الصف الأمامي ثم تحركوا على طول الصف الأول مُعطين لكل شخص طعامه؟ هل تتوقع أنهم استداروا مرة أخرى إلى هذا الصف الأمامي، وهم يسألون كل شخص أن يأخذ وجبة ثانية؟ هل تتوقع شيئًا كهذا؟

لا! كلا وألف كلا! لو أنهم فعلوا هكذا، لكان الذين في الصفوف الخلفية سيعترضون بشكل حاد ويقولون: ”تعالوا هنا. أعطونا بعض المساعدة. نحن نتضور جوعًا؛ هذا ليس عدلاً؛ هذا ليس صوابًا. لماذا يحصل الجالسون في الصفوف الأمامية على وجبتين، بينما نحن لم نحصل حتى على واحدة؟“ وهم سيكونون مُحقين في ذلك.

نحن نتكلم عن البركة الثانية. بينما هم لم يحصلوا على البركة الأولى. نحن نتكلم عن المجيء الثاني للمسيح، وهم لم يسمعوا أبدًا عن مجيئه الأول. ”لماذا يسمع شخص واحد رسالة الإنجيل مرتين قبل أن يسمع كل شخص رسالة الإنجيل مرة واحدة“. نحن نعلم أنه لم يوجد شخص واحد من الخمسة آلاف رجل والنساء والأطفال قد أخذ أكثر من وجبة واحدة إلى أن حصل الجميع على وجبتهم الأولى.

أزوالد سميث

Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:44 PM

راعوث والنمو في النعمة

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...the-bamboo.jpg
فقالت راعوث الموآبية لنُعمي:
دعيني أذهب إلى الحقل وألتقط سنابل وراء مَنْ أجد نعمة في عينيه ( را 2: 2 )

من قصة راعوث نكتشف سر النمو في النعمة. وفي راعوث2: 2 نجدها تقول لنُعمي: «دَعيني أذهب إلى الحقل وألتقط». وتقول للغلام في عدد7 «دعوني ألتقط». ونقرأ في عدد17 «فالتقطت»، وفي عدد23 أيضًا «فلازمت فتيات بوعز في الالتقاط حتى انتهى حصاد الشعير وحصاد الحنطة».

وتُستحضر أمامنا راعوث كمَن تلتقط فضلات الحِصاد، ولكن ما هو المعنى الروحي للالتقاط؟ لقد وجدت نُعمي وراعوث نفسيهما في وفرة الحصاد. ولكن مهما كان الحصاد وفيرًا، فإنها ما لم تجمع منه فلا تستطيع أن تُطعم جوعها. واستطاعت راعوث بجمعها أن تخصص لنفسها حاجتها وحاجة نُعمي، لأن رب الحصاد قد وفّر لهما بغنى.

أ فلا يمكننا أن نقول كذلك: إن الالتقاط الروحي معناه أن يخصص المؤمن لنفسه البركات الروحية التي منحها الله له. وفي تاريخ إسرائيل أعطى الله لشعبه الأرض ملكًا مطلقًا، وحدودًا متسعة، ومع ذلك قال الله لهم:
«كل موضع تدوسه بطون أقدامكم يكون لكم». كان عليهم أن يمتلكوا الميراث. ولقد أمكن لبولس أن يقول بثقة عظيمة أن المؤمنين قد بوركوا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح، ولكن هذا لم يمنعه من أن يصلي ليكون في داخلهم عمل خاص، بالروح القدس في الإنسان الباطن، لكي يدركوا ما هو العرض والطول والعُمق .. لكل تلك البركات الروحية ( أف 3: 14 - 21).

إنها لحظة عجيبة عندما يدعونا الرب لنفسه، ونتعلم أن خطايانا قد غُفرت، وأننا خُتمنا بالروح القدس، وصرنا مؤهلين لشركة ميراث القديسين في النور، ومع ذلك فالرسول يتطلع للنمو بواسطة معرفة الله الحقيقية ( كو 1: 10 ).
ويا للأسف، فكم نحن فقراء في التقاطنا، وقليلاً ما دخلنا إلى غنى المسيح الذي لا يُستقصى!

ولإحراز التقدم الروحي، فإنه لا بد من توفر حالة نفس تتميز بالخضوع والاجتهاد والمُثابرة والتأمل، وكل هذا اتصفت به راعوث. وفضلاً عن ذلك، فلا بد من معونات نستقيها من الآخرين لإحراز التقدم الروحي. فقد وجدنا نُعمي والفتيات والحصادين والغلام المُوكَّل على الحصادين، وفي النهاية وجدنا بوعز جبار البأس الغني، ورأيناهم جميعًا بالارتباط براعوث، والجميع بطرق مختلفة قدموا المعونة للالتقاط، ونرى فيهم الوسائل المختلفة التي يوفرها المسيح لدفع النمو الروحي بالنعمة لشعبه المحبوب.

هاملتون سميث

Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:45 PM

خطورة الثقة بالذات

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...nd-270x300.jpg
فأجاب بطرس وقال له: وإن شكَّ فيك الجميع فأنا لا أشُكُّ أبدًا ... ولو اضطررت أن أموت
معكَ لا أُنكركَ ( مت 26: 33 ، 35)

نحن لا نشك مُطلقًا في إخلاص بطرس، ونثق تمام الثقة أنه كان يعني كل ما قاله، ولكنه كان يجهل نفسه. نحن نلاحظ دائمًا أن الجهل والثقة بالذات دائمًا يمشيان جنبًا إلى جنب، أما معرفة الذات فتبدد الثقة بها، وبقدر ما تكون الذات معروفة، بقدر ما يكون عدم الثقة بها عظيمًا.

لو كان بطرس فقط عرف ذاته، وعرف أمياله، ومبلغ قوته الذاتية، لَمَا نطق أبدًا بتلك الكلمات التي سطرها لنا الوحي. ولكنه هكذا كان مملوءًا بالثقة بالذات، حتى أنه عندما أخبره سيده صراحةً عما هو مُزمع أن يفعل، أجاب بسرعة: «وإن شك فيك الجميع، فأنا لا أشك أبدًا ... ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك!».

إن هذا الأمر خطير للغاية، ومملوء بالإنذار والتعليم لنا. كلنا نجهل قلوبنا جهلاً هذا مقداره حتى أننا نستبعد على أنفسنا السقوط في بعض الخطايا الجسيمة، ولكن ليعلم كل واحد منا أنه إذا لم تحفظنا نعمة الله في كل لحظة، فإننا مُعرَّضون للسقوط في أي شيء، إذ فينا الاستعداد الكافي لكل شر مهما اختلف مقداره أو نوعه. وعندما نسمع أي شخص يقول: ”حقًا إني مخلوق مسكين وضعيف وكثير العثرات، ولكن غير ممكن أني أسقط في شر كهذا“. فلنتأكد أن هذا الشخص لا يعرف حقيقة قلبه للآن. وليس ذلك فقط، بل هو في خطر كبير أن يسقط في خطية مُحزنة.
فالأحسن لنا أن نسير متواضعين أمام الله، غير واثقين بذواتنا، بل مُتكلين عليه، فهو سر كل انتصار أدبي في كل الأجيال والعصور. ولو كان بطرس عَلم هذا، لكان نجّا نفسه من سقطته المُريعة هذه، ولكنه كان واثقًا بذاته، والنتيجة كانت أنه لم يسهر ويصلي. وهذا كان دور آخر من أدوار انحداره إلى أسفل. لو كان فقط شَعَر بعجزه الكامل، لكَان سعى للحصول على قوة إلهية، ولكان طرح نفسه بالتمام على الله لكي يجد نعمة وعونًا في حينهِ.

انظر إلى السيد المبارك! مع أنه الله المرتفع إلى الأبد فوق الجميع، ولكنه كإنسان قد أخذ مكان المخلوق، نراه عندما شعر بخطورة الموقف، أخذ يجاهد في الصلاة، بينما بطرس كان نائمًا ( مت 26: 36 - 41).
نعم، إن بطرس قد نام في بستان جثسيماني، بينما كان سيده يقاسي مرارة لم يَذُق مثلها من قبل،
ولو أن أعظم منها كانت تنتظره.



Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:46 PM

المخدع المهجور

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...prayer-011.jpg
يا رب، اهدني إلى برِّكَ ... سهِّل قدامي طريقك ( مز 5: 8 )
ذهبت مرة سيدة مؤمنة، إلى أحد رجال الله،
تشكو إليه قلة صلاتها، وعدم شعورها فيها باللذة التي كانت تشعر بها في أيامها الأولى، وأنها قد جاهدت كثيرًا لكي تسترجع حرارة الصلاة الأولى فلم تقدر. فقال لها: ماذا عملتِ؟

قالت: جرّبت كل طريقة ممكنة ولكن فشلت.

قال: كيف صرتِ مسيحية؟

قالت: اجتهدت أولاً لأحرر نفسي من الخطية ولكن فشلت، ولما وجدت ألاّ فائدة من كل مجهود، طرحت نفسي عند قدمي الرب، وآمنت أنه قادر أن يمنحني غفرانًا وسلامًا، فنلت ذلك بسرعة من السيد الكريم.

قال: جرِّبي هذا الأمر عينه في أمر الصلاة.
فعند شعورك بالجمود والظلام لا تجتهدي أن تغيري هذه الحالة بقوتك بل ارتمي أمام السيد مؤمنة بمحبته وقيمة دمه لقبولك لدى الله، وعظمة شخصه كالكاهن العظيم الذي يترفق بالجهّال والضعفاء وهو كفيل بما بقي.

فذهبت من عنده، وبعد أيام أخبرته بأن نصيحته أتت بالثمر المرجو، وأن الإيمان بمحبة وعظمة شخص المخلِّص هو العلاج الشافي لجمود القلب وظلامه.

يا أخي العزيز: إن كنت تريد أن تخلص من حالة الجمود الروحي والصلاة الباردة، الهزيلة، الضئيلة، فلا تستطيع ذلك بناموس موسى، بل بنعمة ذلك الذي أحبك فضلاً، ويحبك فضلاً، وسيحبك فضلاً. إن خلاص الله هبة مجانية، للمؤمن العاثر كما للخاطئ الفاجر «
لا تضطرِب قلوبكم .. آمنوا بِي
».

لا يضطرب قلبك، جزعًا على حالتك، أو يأسًا من شفائك واستعادة روحانيتك ... آمن بالرب يسوع المسيح، الصديق القديم، فتخلص من هذه الحالة، وثق أنه قادر أن يخلِّص إلى التمام ( عب 7: 25 ). وأنه لأجلك «حي في كل حين»
وأنه «
واقف على الباب يقرع
»، فادخل مخدعك واغلق بابك،
وصلِ إلى أبيك الذي في الخفاء، ولا تنسَ أن تأخذ معك الكتاب المقدس لأن منه سيكلِّمك الله. اقرأ بعض أعداد منه حسب ترتيب قراءتك اليومية، مؤكدًا أن الله يتكلم إليك منه. طبّقه على حياتك ثم أجب الرب، أو أعطِهِ جوابًا عن نفسك، عن حاجتك، عن ضروراتك، مُسلِّمًا له كل شيء،
وليكن طلبك مُحددًا واضحًا، مقدمًا الشكر للسيد لأنه سمعك واستجاب لك.


Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:47 PM

الأزلي والواجب الوجود

https://files.arabchurch.com/upload/i.../380208166.jpg

قال لهم يسوع: الحق الحق أقول لكم: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن ( يو 8: 58 )
ما الذي يعنيه قول المسيح: «أنا كائن» قبل إبراهيم؟ إن المسيح لا يقول لليهود: ”قبل أن يكون إبراهيم أنا كنت“، بل لاحظ عظمة قول المسيح: «قبل أن يكون إبراهيم، أنا كائن». إنها كينونة لا علاقة لها بالزمن، كينونة دائمة!

إن عبارة «أنا كائن» تعادل تمامًا القول «أنا الله» أو «أنا الرب» أو «أنا يهوه» الذي هو اسم الجلالة بحسب التوراة العبرية. فهذا التعبير «أنا كائنٌ» هو بحسب الأصل اليوناني الذي كُتب به العهد الجديد ”إجو إيمي“ وتعني ”الواجب الوجود والدائم، الأزلي والأبدي“. فمَن يكون ذاك سوى الله؟

عندما ظهر الرب لموسى في العلّيقة، كي يرسله إلى بني إسرائيل «قال موسى لله: ها أنا آتي إلى بني إسرائيل وأقول لهم إله آباءكم أرسلني إليكم، فإذا قالوا لي: ما اسمه، فماذا أقول لهم؟ فقال الله لموسى: أهيه الذي أهيه». وقال هكذا تقول لبني إسرائيل «أهيه أرسلني إليكم» ( خر 3: 13 ، 14). وعندما تُرجم العهد القديم إلى اللغة اليونانية، فقد تُرجم اسم الجلالة «أهيه»، إلى ”إجو إيمي“. نفس الكلمة التي استخدمها المسيح مع اليهود عندما قال لهم: «أنا كائن»!

وعبارة «أنا كائن» مُشتقة من الفعل ”أكون“، والذي منه جاء اسم الجلالة «يهوه». ولقد تكررت هذه العبارة ”إجو إيمي“ عن المسيح في إنجيل يوحنا 21 مرة (3× 7). كأن المسيح يرى في نفسه، بحسب ما أعلن عن ذاته، أنه هو ذات الإله القديم الذي ظهر لموسى في العلّيقة في جبل حوريب، والذي أرسل موسى ليُخرِج بني إسرائيل من أرض مصر.

إن هذا الإعلان الذي ذكره المسيح في يوحنا8: 58 يُعتبر أعظم الأدلة والبراهين على لاهوت المسيح، بحيث لو لم يكن لدينا في كل الكتاب سوى هذا الإعلان لكان يكفي، لكن لدينا العديد من البراهين.

ولقد فهم اليهود جيدًا ماذا كان المسيح يقصد من هذه الأقوال، ولم يكن ممكنًا التجاوب مع ذلك الإعلان العظيم إلا بأسلوب من اثنين: إما أن ينحنوا أمامه بالسجود باعتباره الله، أو أن يعتبروه مجدفًا. وللأسف لقد اختاروا الأسلوب الثاني المدمِّر لهم! ويذكر البشير أن اليهود «رفعوا حجارة ليرجموه. أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازًا في وسطهم ومضى هكذا» (ع59) مما يدل على أنهم فهموا ما كان يعنيه المسيح تمامًا، أنه هو الله.


Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:48 PM

مثال عظيم
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...-to-heaven.jpg
كونوا مُتمثلين بي كما أنا أيضًا بالمسيح ( 1كو 11: 1 )كونوا متمثلين بي معًا أيها الإخوة ( في 3: 17 )
من المفيد أن نلاحظ الفرق بين هذين التحريضين اللذين يوجههما الرسول بولس:

فالتحريض الأول ( 1كو 11: 1 ) يرتبط بنهاية الأصحاح العاشر، يوضح الطريقة التي بها تمثَّل الرسول المحبوب بالرب.
فالمسيح الفادي قد تخلى عن كل شيء لمجد الله، ومع أنه غني لكنه افتقر لكي نستغني نحن.
فهو الإنسان التاجر الذي ـ وهو يطلب لآلئ حسنة ـ وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن، فمضى وباع كل ما كان له واشتراها! (مت13). ومن هنا يحرِّض الرسول المؤمنين ليتمثلوا به في أنه كما يقول: «غير طالبٍ ما يوافق نفسي، بل (ما يوافق) الكثيرين، لكي يخلصوا» ( 1كو 10: 33 ). فالرسول بهذه الطريقة يحاول أن يتمثَّل بالمسيح الذي جاز الطريق قبله، ويرغب الرسول أيضًا أن نعدّ أنفسنا بهذه الكيفية لصالح الآخرين، كما فعل الرب يسوع. ويذكِّرنا الرسول يوحنا في رسالته الأولى بأن: «مَن قال: إنه ثابتٌ فيه ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضًا» ( 1يو 2: 6 ).

وأما التحريض الثاني فهو يقدِّم لنا فكرة مختلفة ( في 3: 17 )، ويا له من تحريض هام! لقد كان الرسول في السجن عندما كتب هذا التحريض، ومع ذلك فهو يشير هنا إلى ركضه في السباق المسيحي نحو الهدف، فهو يسعى نحو الغرض لأجل الجعالة (الجائزة)؛ جعالة دعوة الله العُليا، واستطاع أن يتطلع إلى اللحظة التي فيها سيُؤخذ في حضرة الرب، الذي سيغير أجساد التواضع هذه ويجعلها على صورة جسده الممجد، تلك اللحظة المجيدة عندما نكون مثله، لأننا سنراه كما هو.

ولا نقدر أن نقول هنا إن الرب سار في هذا الطريق التي يُشير إليها التحريض الثاني، لأن الرب نفسه هو الغرض، على الأرض وفي السماء. والرسول يركض ويحرِّضنا نحن أيضًا على الركض في السباق لكي ننال في النهاية. ولذلك فالرسول هنا يحرِّضنا على أن نتمثل به، ولكنه لا يقول: «كما أنا أيضًا بالمسيح».

ولكن ألاَ يشير هذا التحريض أيضًا إلى البذل والتضحية؟ يقول الرسول المكرَّس لله: «لكن ما كان لي ربحًا، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة ... الذي من أجله خسرت كل الأشياء» ( في 3: 7 ، 8). ما أحوجنا حقًا في أيامنا هذه ـ أيام التراخي وإرضاء الذات والفتور ـ أن نعطي أهمية لهذين التحريضين!


Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:50 PM

ما بالكم خائفين؟
http://www.eborg2.com/Jesus/Jesus-Ap...postles-17.jpg
ثم قال وانتهرَ الرياح والبحر، فصارَ هدوءٌ عظيم ( مت 8: 26 )
أول عبارة تحدثت إلى قلبي في هذه القصة هي: «وإذا اضطرابٌ عظيمٌ قد حدث في البحر حتى غطَّت الأمواج السفينة» ( مت 8: 24 ).

لكن التلاميذ أبدًا لم يكونوا وحدهم، لقد كان الرب يسوع معهم في السفينة المعذبة. ما أجمل هذا الفكر! إن الرب يسوع معنا عندما تضرب وتهاجم الأمواج العاتية سفينة حياتنا. لذلك فهو يفهم ويقدِّر ظروفنا جيدًا. إنه معنا في سفينتنا ويدرك أنه ليس بالأمر التافه ما يُصيبنا عندما يُمتحن إيماننا بالتجارب المتنوعة. إنه يعلم كل شيء، وهذا ما يرفعنا ويشجعنا.

وأما العبارة الثانية فهي ـ بحسب متى ـ «وكان هو نائمًا» ( مت 8: 24 )، وبحسب مرقس «وكان هو في المؤخر على وسادة نائمًا» ( مر 4: 38 )، وبحسب لوقا «وفيما هم سائرون نام» ( لو 8: 23 ). إن وقْع هذه الكلمات الهادئة المُطمئْنة قد أراحت وهدأّت نفسي إلى حد بعيد لا أستطيع وصفه. قد تغطي الأمواج السفينة، وقد تغطي المخاوف القلب كأمواج عاتية تضرب السفينة ضربًا، ولكن إذا كان هو داخل السفينة وكان هو نائمًا هادئًا، فماذا يُخيفني إذًا؟

«ما بالكم خائفين؟» ( مت 8: 26 ) .. «ما بالكم خائفين هكذا؟» ( مر 4: 40 ) .. «أين إيمانكم؟» ( لو 8: 25 ). إذا كان هو ـ تبارك اسمه ـ لا يجد سببًا للخوف، فلماذا نخاف نحن؟

وقد يكون هناك اليوم شخصٌ خائفٌ من أمرٍ ما ويصرخ إلى الرب: «يا سيد .. أما يهمك؟» نعم يهمه .. «فقام وانتهر الريح، وقال للبحر: اسكت! اِبكم!» ( مر 4: 39 ).

أحيانًا تكون تجاربنا هي اختبارات خاصة كالمرض، الإحباط، أو ظروف فوق العادية، أو اضطرابات خصوصية، وهذه تبقى سرًا بين الأب وابنه. وأحيانًا تكون ظروف الحياة العادية التي نستشعرها بصورة كبيرة بسبب تجارب قديمة قد خُضناها وتركتنا في إعياءٍ شديد. إن هذه القصة المذكورة في الأناجيل تساعدنا لنفهم أن كل تجربة من الرب هي ”هدية ثقة“ منه لنا. إن الرب يثق أننا، أمام نعمته، نحتمل بالنعمة هذه التجربة ولا نفشل. وأيضًا يساعدنا أن نعرف أن التجربة لا تظل إلى الأبد ”لست أذكر تجربةٍ لم تنتهِ“. إنها أمرٌ عابرٌ. فاسمع الآن كلمات الآب المعزية لك يا مَن افتُديت بالدم الثمين: «أنا الرب حارسها. أسقيها كل لحظة. لئلا يوقَع بها أحرسها ليلاً ونهارًا» ( إش 27: 3 ).

Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:51 PM

الرجولة الروحية

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...ty-300x219.jpg

اغضبوا ولا تخطئوا ( أف 4: 26 )
يتصف الكنعانيون بوجود الشعر متصلاً في منطقة ما بين الحاجبين، مما يُضفي عليهم مظهر العبوسة والتجهم وقوة الشكيمة، لا سيما في حالة الغضب. وكان من عاداتهم أن يحلقوا ما بين الحاجبين ويجعلوا قَرعة بين العينين لأجل الأموات، أي لإظهار العواطف الإنسانية ومشاعر الحزن نحو أحبائهم المائتين. وكأن لسان حالهم يقول: "إن الحزن على موتانا قد جعلنا أقل قوة وصرامة ورجولة" ( تث 14: 1 ).

أما شعب الله، فكان في مستوى سامٍ ومقدس؛ مستوى القُرب من الله. وهذا القُرب، كان يجب أن يؤثر على عاداتهم وأخلاقهم. فجميع خصالهم وعاداتهم، أعمالهم وتصرفاتهم، طعامهم ولباسهم، الكل يجب أن ينبع من هذا الحق العظيم والامتياز السامي: «أنتم أولاد للرب إلهكم ... لأنك شعب مقدس للرب إلهك» ( تث 14: 1 ، 2)، ولذلك جاءت الوصية أن لا يتشبهوا بشعوب الأرض، وأن «لا تجعلوا قَرَعة بين أعينكم لأجل ميت» ( تث 14: 1 ).

والمدلول الروحي لهذه الوصية الإلهية، هو عدم الحزن المُفرط والمُبالغة في إظهار العواطف البشرية إلى درجة تشويه المظهر الرجولي في حالة وقوع ضربة الموت، باعتبار الموت دخل كقضاء عام نتيجة الخطية ( رو 6: 23 ).

ويقابل هذا، أدبيًا وروحيًا وكنسيًا، عدم المساومة في أمور الله، ومحاولة تخفيف الأمور بغية التقاء وجهات النظر المشتركة، وخاصة في وجود شر أدبي أو ضلال تعليمي يستوجب القضاء الإلهي. فلا يجوز أن يكون عندنا أقل تردد عندما نجد حقوق الله غير مُصانة وخاصة في بيته. ويجب أن تقترن صلواتنا من أجل هذه الأمور بإيجابية التصرف والعلاج. ولا يجوز لنا بأي حال أن نُظهر السلبية وعدم الاهتمام، ونتراخى في الأمر، ونقف على الحياد وكأن الأمر لا يعنينا في شيء، أو كأننا لسنا مسئولين أو حراسًا لمقادس الرب في وسطنا.

أحبائي .. توجد ظروف لا يصلح فيها إلا الغضب المقدس المتقد كالنار. ولا نغالي إذا قُلنا إنه في بعض الحالات، يكون عدم الغضب شرًا لا يليق بالمؤمن الذي يحب الرب ويغار على مجده.

Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:52 PM

أبفرودتس مريضًا
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...gs-300x225.jpg
أبفرودتس أخي، والعامل معي، والمُتجند معي، ورسولكم، والخادم لحاجتي ... مرض قريبًا من الموت، لكن الله رحمه ( في 2: 25 - 27)
عاش أبفرودتس في فيلبي، وكان مبعوث الجماعة المسيحية فيها. وبولس يتحدث عنه بصفته:

1ـ أخي، 2ـ العامل معي.

3ـ والمتجند معي.

فاللَّقب الأول يتعلَّق بالعاطفة، والثاني بالاجتهاد في العمل، والثالث بالجهاد الروحي. وبالإضافة إلى ذلك يذكر بشأنه بولس أنه «رسولكم، والخادم لحاجتي». وهذا يزوِّدنا بمعلومات قيِّمة أخرى عن شخصيته. لقد كان مستعدًا لأن يقوم بعمل وضيع أو عادي. ففي أيامنا هذه، معظمنا لا يكترث إلا للأعمال وللخدمات الظاهرة والمُحبَّبة. من هنا، كم ينبغي لنا أن نكون شكورين لأجل أولئك الذين ينجزون العمل الرتيب بكل هدوء وبعيدًا عن الأضواء.

لقد كان على أبفرودتس أن يتواضع ويتذلل في معرَض قيامه بالعمل المُضني. لكن الله رفَّعه، إذ سجَّل أخبار خدمته الأمينة في الأصحاح الثاني من رسالة فيلبي، لكي يقرأها جميع الأجيال التالية.

كان القديسون قد أرسلوا أبفردوتس في رحلة قطع فيها مسافة لا تقل عن 1100 كيلومتر، وذلك لمساعدة بولس. فمرض المُرسَل الأمين من جرَّاء ذلك حتى إنه أوشك على الموت. لقد سبَّب له هذا انزعاجًا بليغًا، لا لأن مرضه وصل إلى هذا الحد، بل لخشيته أن يكون القديسون قد سمعوا خبر هذا المرض. ففي هذه الحال، سوف يلومون أنفسهم على إرساله في هذه الرحلة الشاقة، ومن ثم تعريض حياته للخطر. حقًا إننا نرى في أبفرودتس ”قلبًا غير مشغول بذاته“.

وكان أبفرودتس قد مرض قريبًا من الموت، لكن الله رحمه. إن لهذا النص قيمة عظيمة في نظرنا، وذلك بسبب ما يسلِّطه من أضواء على موضوع الشفاء الإلهي:

أولاً: وقبل كل شيء، ليس المرض نتيجة للخطية دائمًا. فنحن هنا أمام رجل مرض من جرَّاء قيامه بمسؤولياته بكل أمانة «لأنه من أجل عمل المسيح قارب الموت» (ع30).

ثانيًا: إن إرادة الله ليست دائمًا أن يشفي فورًا وبشكل معجزي. إذ إن مرض أبفرودتس قد طال، على ما يبدو، وأن تماثله للشفاء قد حصل تدريجيًا ( 2تي 4: 20 ؛ 3يو2).

ثالثًا: نتعلم أن الشفاء هو عمل رحمة إلهي، وليس شيئًا باستطاعتنا مُطالبته تعالى به كأنه حق من حقوقنا.

Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:52 PM

أبرام ولوط: نُصرة وهزيمة
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...ch-300x199.jpg
واسترجع (أبرام) كل الأملاك، واسترجع لوطًا أخاه أيضًا وأملاكه، والنساء أيضًا والشعب ( تك 14: 16 )
إنها حقيقة لا مفر منها أن المؤمن الذي يندمج مع العالم
لا تصبح لديه قوة ضد العالم،
لأنه حيث لا يوجد الإيمان الذي يضع اعتبارات المجد الآتي أمام العين، فلا تكون هناك قوة تغلب العالم الحاضر الشرير.
هذه الحالة نراها في لوط الذي لم يعرف للنصرة طعمًا، إذ كانت حياته كلها سلسلة من الهزائم.
فعندما خرج من وطنه خرج تحت تأثير أبرام وليس على مبدأ الإيمان، ولما جاء الامتحان سقط تحت تأثير المظاهر التي تخلب النظر، وإذ اقترب إلى العالم تأثر به وسكن في سدوم، وأخيرًا بعد سكنه في سدوم، وجد نفسه وحيدًا عندما دارت رحى القتال إذ كان بلا قوة وبلا أصدقاء لمعونته، ولم تكن له قدرة على الاتكال على الله فوقع أسيرًا في يد الأعداء.

لكن بالمُباينة مع لوط الذي اختار لنفسه العالم، وأصبح له أسيرًا، يُستحضر أمامنا رجل آخر، هو أبرام، الذي لم يحب العالم، وغلبه.

لم يكن لوط مستعدًا في يوم الحرب، لكن أبرام الذي كان في حالة الانفصال، كان على أتم استعداد، فكان عنده في بيته غلمانه المتمرنون على الحرب، كما كان هو متهيأً لأن يجاهد الجهاد الحَسَن، ليس كأهل العالم الذين يحاربون لمطامع شخصية، أو للحصول على غنائم عالمية، بل ليسترجع أخاه الذي كان قد سُبيَ.

إن أسلحة محاربتنا نحن المؤمنين ليست جسدية، ومصارعتنا ليست مع دم ولحم، لكننا نحارب لأجل الحق، ونجاهد لإنقاذ مَن يتعرضون لخطر الانزلاق في العالم أو الذين جرفهم العالم فعلاً.

لقد كان الرسول يعيش على ضوء المجد العتيد، فاستطاع أن يفتخر بصليب ربنا يسوع المسيح، الذي به قد صُلب العالم له، وهو للعالم. لقد عاش مجاهدًا الجهاد الحَسَن، وهاربًا من شِراك الذين يريدون أن يكونوا أغنياء في العالم الحاضر؛ الذين طعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة، مجاهدًا لأجل أولئك الذين كانوا في خطر الانزلاق إلى الأركان الضعيفة، فكتب لمؤمني كولوسي قائلاً لهم: «فإني أريد أن تعلموا أي جهاد لي لأجلكم، ولأجل الذين في لاودكية» ( كو 2: 1 ).

وهكذا في رسالة يهوذا نجد روح أبرام في القول «مُبغضين حتى الثوب المُدنس من الجسد».
وأيضًا «أن تجتهدوا لأجل الإيمان المُسلَّم مرة للقديسين». وبينما نحن نفعل ذلك، نُظهر الرحمة من نحو المؤمنين الذين أسَرهم العالم، فنسعى لاختطافهم من النار ( يه 3: 22 ، 23).


Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:53 PM

المسيح كالمَن
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...-pics-2203.jpg
لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم ( يو 6: 33 )
المسيح كالمَن هو طعام المؤمن في البرية والغذاء الروحي الذي يأكله شعب الله المحبوب. ولكن ما معنى المَن عند المؤمن؟ معناه؛
المسيح في الجسد أو المسيح المتضع
، لأن «هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت» ( يو 6: 50 ).

فالمن إذًا كان إشارة إلى المسيح المتجسد أو الإنسان الكامل الذي أعلن الآب للعالم. فنعمته، وحنوه، وعواطفه، ورقته، ومحبته، ووداعته وتواضع قلبه، وصبره، واحتماله، وطول أناته، ومثاله ـ كل هذه الصفات موجودة في الرب يسوع باعتباره المَن الذي أعطاه الله لنا لنأكله أثناء سيرنا في البرية.

ونستطيع أن نراه مُمثلاً أمامنا في تلك الرسائل التي لها علاقة خاصة بموضوع سير القديسين في البرية «لذلك نحن أيضًا إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه مُحيطة بنا، لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة، ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومُكمِّله يسوع ... فتفكَّروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومةً لنفسه» ( عب 12: 1 -3).
وهذا تحريض لنا بأن نأكل من المسيح كالمَن الذي يقوينا وسط التجارب والصعوبات والاضطهادات التي تصادفنا في البرية القاحلة. وعلى هذا المنوال نجد بطرس الرسول يكتب بصفة خاصة إلى العبرانيين في الشتات، ليقودنا إلى المسيح كالمَن «فإن المسيح أيضًا تألم لأجلنا، تاركًا لنا مثالاً لكي تتبعوا خطواته» ( 1بط 2: 21 ).
وأيضًا نجد الرسول بولس في رسالة فيلبى يُطعم إخوته بالمسيح كالمن المتضع، طالبًا منهم أن يكون فيهم الفكر الذي كان في المسيح يسوع .. الذي وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب ( في 2: 6 - 8).

أما في الأناجيل فالمَن منتشر حولنا من كل جانب ويسهل علينا أن نجمع منه بحسب إعوازنا المختلفة كل يوم. وفى هذه الأناجيل عينها تتجلى لنا كل مظاهر تلك الحياة العجيبة ـ حياة ذلك الإنسان الكامل الذي هو في نفس الوقت الله ظاهرًا في الجسد.


Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:54 PM

محبة لن تنطفئ
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...on-233x300.jpg
مياهٌ كثيرة لا تستطيع أن تُطفئ المحبة، والسيول لا تغمرها. إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة،
تُحتقر احتقارًا ( نش 8: 7 )
إن المحبة الإلهية هي أسمى وأقوى من كل مقاومات الأعداء، ولا شيء يستطيع أن يعمله البشر أو الشيطان يمكنه أن ينتصر عليها. تأمل في تاريخ الكنيسة، أو في حياة المؤمنين أفرادًا، ومن بينهم تلاميذ الرب المحبوبين عندما كان هو ـ له كل المجد ـ هنا في هذا العالم، فكم ظهر منهم من عدم إيمان، ومحبة ذات، وثقة ذاتية، ولكن كأن «لظى الرب» قد أحرقها كلها. لقد انتصرت محبته على هذه كلها، فلم تستطع «المياه الكثيرة» أن تُطفئها.
نعم، لقد كانت في كل واحد منا أشياء كثيرة تطفئ محبة الجميع من نحونا عدا محبته هو. إنها لن تنطفئ، فهي محبة أبدية، وهو تبارك اسمه يحبنا الآن ـ في هذه اللحظة ـ بقدر المحبة التي أحبنا بها عندما بذل نفسه لأجلنا على الصليب. مبارك اسمه المعبود إلى الأبد.

وما أجمل أن نُطيل التأمل في محبة ابن الله القوية والتي تفوق الإدراك، ولا توجد ثروة في العالم تستطيع أن تعادل قيمة هذه المحبة أو تنيلها «إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة، تُحتقر احتقارًا».
وأين نجد محبة مثل هذه؟ إنها في
قلب ربنا يسوع وحده
الذي أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا ( أف 5: 2 ) لأنه «بهذا قد عرفنا المحبة: أن ذاك وضع نفسه لأجلنا» ( 1يو 3: 16 ). لقد كان كل واحد منا بمفرده في قلب الرب يسوع لمّا كان على الصليب. صحيح أن هناك وجهًا عامًا لموته، فقد «مات لأجل الجميع» ( 2كو 5: 15 )
و«بذل نفسه فديةً لأجل الجميع» ( 1تي 2: 6 )، ولكن من جهة المختارين ـ أولئك الذين أعطاهم الآب له ـ فقد بذل نفسه لأجل كل واحد منهم شخصيًا، ويستطيع كل مؤمن أن يقول: «ابن الله الذي أحبني وأسلَمَ نفسه لأجلي» ( غل 2: 20 ). لقد أعطى له المجد أكثر من «كل ثروة بيته»؛
إنه أعطى نفسه، وأي شيء أقل من ذلك غير كافٍ لأن يبيِّن محبته أو يجذب قلوبنا إليه لنحبه. وإذ ندرك أن ابن الله قد أحبنا، أحب كل واحد منا، فإننا نحبه محبة قلبية صادقة، فإن محبته التي بيَّنها في بذل نفسه لأجلنا لا يمكن أن «تُحتقر».

وإذا كنا نُطيل التأمل في محبته لنا وبذل نفسه ـ حياته الغالية ـ لأجلنا، فإننا بدورنا نحبه محبة تقودنا إلى تسليم ذواتنا بجملتها له عالمين أننا إذا قدَّم أي منّا «كل ثروة بيته بدل المحبة (محبة قلوبنا له، فإنها) تُحتقر احتقارًا».


Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:55 PM

العمل

http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...e-building.jpg

إن كان أحد لا يريد أن يشتغل، فلا يأكل أيضًا ( 2تس 3: 10 )
أ ليس العمل مبدأ الهي؟ عندما خلق الله الإنسان «وضعه في جنة عدن، ليعملها ويحفظها» ( تك 2: 15 )، فنجد أن آدم كان له عمل إذ كان فلاحًا، وبعد ذلك نجد أن ابنيه كان لكل منهما عمل، فقد «كان هابيل راعيًا للغنم، وكان قايين عاملاً في الأرض» ( تك 4: 2 )، وعلى مرّ الأجيال يعمل الإنسان ليأكل، بل إن خالق الكل عندما أتى إلى عالمنا عَمِل نجارًا ( مر 6: 3 )، وقال الرسول بولس لأهل تسالونيكي «لأننا لم نسلك بلا ترتيب بينكم، ولا أكلنا خبزًا مجانًا من أحد، بل كنا نشتغل بتعبٍ وكدّ ليلاً ونهارًا، لكي لا نثقِّل على أحد منكم» ( 2تس 3: 7 ، 8).

فمبدأ الله أن يعمل الإنسان ولا يعوِّل على آخر، أ لم يعمل بولس خياميًا وهو يخدم، إذ قال: «أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي، خدمَتها هاتان اليدان» ( أع 20: 34 ).

وعلى صفحات الوحى نجد أن القديسين سواء رجالا أم نساءً، كانوا يعملون ولم يكونوا متكاسلين، فنجد أن إسحاق كان يزرع، ويعقوب وداود كانا رُعاة غنم، وراعوث «ذهبت إلى الحقل» لتأتي بالطعام لها ولحماتها، وعاموس كان راعيًا وجاني جميز، وليديا كانت تبيع الأرجوان ... وهكذا.

وإن كان البعض يريدون أن يعيشوا عالة على الآخرين «بلا ترتيب، لا يشتغلون شيئًا بل هم فضوليون»، يقول عنهم بولس: «فمثل هؤلاء نوصيهم ونَعِظهم بربنا يسوع المسيح، أن يشتغلوا بهدوء، ويأكلوا خبز أنفسهم» ( 2تس 3: 12 ).

والله يريدنا من خلال العمل، أن نمجِّده ونشهد له، وذلك بأن نكون أُمناء في عملنا، أ لم يكن يوسف شهادة للرب من خلال عمله، إذ «رأى سيده أن الرب معه»؟ وكذلك كان دانيال أمينًا في السبى من خلال عمله، والفتاة المسبية كانت سببًا في خلاص وشفاء نعمان السرياني، وغيرهم من القديسين.

وهكذا نرى أن الله رتب أن يكون لكل واحد عمله.


Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:56 PM

ماذا سيكون بعد ذلك؟
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...am-300x225.jpg
الذي وإن لم تروه تحبونه. ذلك وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون
بفرح لا ينطق به ومجيد ( 1بط 1: 8 )

كتب الرسول بطرس إلى إخوته المتألمين يقول: «الذي وإن لم تروه تحبونه. ذلك وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا يُنطق به ومجيد». لقد رأى بطرس الرب وأكل معه ومشى وتحادث معه وعرفه معرفة وثيقة.
لقد رآه في مشهد التجلي وشاهد معجزاته وكان معه في البستان، نعم وأنكره ثلاث مرات ولكن رُدت نفسه. ورآه بعد أن قام من القبر وتكلَّم معه على شاطئ بحر طبرية، كما رآه في يوم عودته إلى بيت الآب.
ولكن أولئك الذين يكتب لهم رسالته لم يروه إطلاقًا ولا نحن أيضًا، لكننا نحب الرب وفيه نفرح بفرح لا يُنطق به ومجيد. وهذا هو أسمى أنواع الفرح الحقيقي. لأن الفرح في أي شيء آخر سيضيع وينتهي، أما الفرح في الرب فشيء باقٍ ودائم. ومجال الفرح في الرب بلا حدود ونستطيع أن نستزيد منه أكثر فأكثر.
فقط كل ما نحتاج إليه هو أن نَدَع الروح القدس يكشف لنا عن صفاته وكمالاته أكثر فأكثر، لكي نفرح فيه أكثر.

ولكن ماذا سيكون عندما نرى ذاك الذي لا نراه الآن، ونلاقيه وجهًا لوجه؟ ماذا سيكون عندما نوجد مع الرب ويستحيل الإيمان عيانًا ويتحقق الرجاء؟

لا يوجد شخص يستطيع أن يجاوب على سؤال كهذا، لكن إن كان الإيمان يجعل في القلب فرحًا لا يُنطق به ومجيد، فكم يكون فرح رؤيته له المجد بالعيان في النهاية؟ سيأتي الرب يقينًا ويتحقق الرجاء الذي تعلقت قلوبنا بالرب بواسطته، ونُعاين كل الأمور التي رجوناها.

هذا أيها الأحباء هو هدفنا ونهاية مطافنا. هذا هو مستقبلنا السعيد اللانهائي. ليتنا ننمو في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع المسيح، وفي الشهادة له ولحقه لأننا لا نعلم، فربما فرصة الشهادة أمامنا قصيرة.
وسريعًا نطرح النير من على أكتافنا ووجهًا لوجه نرى الرب الحبيب.


Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:57 PM

العبد الشرير
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...rn-300x193.jpg
ثم جاء أيضًا الذي أخذ الوَزنة الواحدة وقال: يا سيد، عرفت أنك إنسانٌ قاسٍ، تحصد حيث لم تزرع، وتجمع من حيث لم تبذر ( مت 25: 24 )
لم يعرف صاحبنا المسكين أن المسيح هو الزارع الأعظم، الذي حمل مبذر الزرع، والذي في حياته هنا فوق الأرض كم زرع بالدموع!
وليس فقط هو الزارع الأعظم، بل لقد شبَّه نفسه بالبذرة نفسها عندما قال: «إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُت فهي تبقى وحدها، ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثير» ( يو 12: 24 ).

في الواقع إن العكس هو الصحيح، فالله يزرع دائمًا وبلا توقف، ولكن ما أقل ما يجمع أو يحصد، بسبب جحود الإنسان ونُكرانه.
قال الرب قديمًا: «ماذا يُصنع أيضًا لكرمي وأنا لم أصنعه له؟» ( إش 5: 4 ). وقال أيضًا: «ربيت بنين ونشَّأتُهم، أما هم فعَصوا عليَّ» ( إش 1: 2 ).
إنه هو الذي دائمًا يُشرق شمسه ويمطر مطره، وما أقل مَنْ يقدِّر خيره! إنه يمتع كل شعوب الأرض بالإحسان والجود، وما أقل مَن يرجع إليه منهم بالعِرفان والسجود!

حين قال ذلك العبد الرديء: «عرفت أنك إنسانٌ» فقد أنكر لاهوت المسيح وبنوته الأزلية، وحين قال: «إنك إنسانٌ قاسٍ» فقد أنكر تجسده في ملء الزمان، وتجاهل حياته التي لم يكن فيها يسعى لأن يُخدَم بل يَخدم، وحين قال: «تحصد حيث لم تزرع، وتجمع من حيث لم تبذُر» فقد أنكر ختام حياته على الأرض، عندما بذل نفسه فديةً عن كثيرين. إذًا، فلقد أنكر هذا العبد الرديء لاهوت المسيح وتجسده وصلبه. «وإذ هم يُنكرون الرب الذي اشتراهم، يجلبون على أنفسهم هلاكًا سريعًا» ( 2بط 2: 1 ).

لم يعرف ذلك العبد الشرير أفضل من هذا عن المسيح، وظل طوال حياته هنا على الأرض لا يعنيه من أمر هذه المعرفة شيئًا! مع أنه «هكذا قال الرب: لا يفتخرن الحكيم بحكمته، ولا يفتخر الجبار بجبروته، ولا يفتخر الغني بغناه، بل بهذا ليفتخرن المُفتخر: بأنه يفهم ويعرفني أني أنا الرب الصانع رحمةً وقضاءً وعدلاً في الأرض» ( إر 9: 23 ، 24).

ولهذا فإني أنتهز هذه الفرصة لكي أتحدث معك أيها القارئ العزيز عن أهمية معرفتك بالله.
قال الحكيم: «معرفة القدوس فهمٌ» ( أم 9: 10 ).
ومن أين يمكننا أن نتعرَّف على المسيح ابن الله إلا من كتاب الله؛ الكتاب المقدس؟

Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:58 PM

افعل كما نطقت
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...-the-mount.jpg
والآن أيها الرب، ليثبت إلى الأبد الكلام الذي تكلَّمت به عن عبدك وعن بيته، وافعل كما نطقت ( 1أخ 17: 23 )
هذا نوع من أحسن أنواع الصلاة. كثيرًا ما نصلي لأجل أشياء لم يَعِدنا الله بنوالها، لذلك لا نعلم أحيانًا إن كانت طلباتنا بحسب قصد الله أم لا، إلا بعد أن نستمر في طلبها وقتًا ما. وأحيانًا أخرى نكون موقنين، كما كان الحال مع داود هنا، بأن طلباتنا هي بحسب مشيئة الله. نشعر أننا مُقادون لأن نُمسك ونطالب بوعدٍ ما، تحت تأثير خاص بأن هذا الوعد يحتوي على رسالة لنا. في مثل هذه الأوقات، وفي إيمان واثق، نقول «افعل كما نَطقت». قلما نجد حالة أكثر جمالاً وقوة واطمئنانًا من أن نضع الأصبع على أحد مواعيد كلمة الله ونطالب بتنفيذه. لا موضع لأي عمل أو جهاد هنا، فالأمر لا يتعدى تقديم ”الشيك“ وطلب صرفه، إبراز الوعد وطلب تنفيذه. ولا يجب أن يتطرق إلى المُمسك بالوعد أقل شك في النتيجة.

إن كل وعد في الكتاب المقدس هو خطاب من الله، يمكن أن تضعه أمامه مقرونًا بهذا الطلب المعقول «افعل كما نطقت». إن الخالق لا يمكن البتة أن يغش مخلوقه الذي يعتمد على صِدقه، وأكثر من ذلك جدًا يمكن القول أن الآب السماوي لا يمكن أن يكذب على أحد أولاده المحبوبين.

«
اذكر لِعبدك القول الذي جعلتني أنتظره
» ( مز 119: 49 )؛ هذا طلب مقبول. لاحظ أن القول هو قول الله. وهل الله لا يحفظ كلامه؟ إن لم يكن يقصد تتميمه، فلماذا ينطق به؟ ثم إذا كان قد جعلني أنتظره، فهل يمكن أنه يخيِّب الرجاء الذي هو بنفسه قد أوجده فيَّ؟

«
وتيقَّن أنَّ ما وعد بِه هو قادرٌ أن يفعله أيضًا
» ( رو 4: 21 ). إن أمانة الله غير المحدودة هي التي تجعل كل وعد في كلمة الله عظيم القيمة. إن الوعود البشرية كثيرًا ما تكون عديمة القيمة. كم من وعد لم يُنجَز، فترك وراءه قلبًا كسيرًا! ولكن منذ خلق العالم لم يكسر الله وعدًا واحدًا قد أعطاه لأولاده الواثقين به.

إن كل وعد مؤسس على أربعة أعمدة وطيدة هي:

بر الله وقداسته اللذان بهما لا يمكن أن يَضل أحدًا، صلاحه الذي به لا يمكن أن ينسى، صِدقه الذي به لا يمكن أن يغيِّر ما خرج من شفتيه.


Mary Naeem 11 - 05 - 2012 11:58 PM

المَسحَة
http://www.turnbacktogod.com/wp-cont...tures-2508.jpg
يسوع الذي من الناصرة كيف مَسَحَهُ الله بالروح القدس والقوة ( أع 10: 38 )
في لوقا 4: 18 يقول المسيح: «
روح الربِّ عليَّ لأنه مسحني لأُبشِّر المساكين
»،
وفى يوحنا6: 27 «لأن هذا الله الآب قد ختمَهُ». وفى أعمال4: 27 «يسوع الذي مسحته»، وفى أعمال10: 38 «كيف مسحَهُ الله بِالرُّوحِ القدسِ والقوَّة»، وفى يوحنا3: 34 «لأن الذي أرسله الله يتكلم بكلام الله. لأنه ليس بكيل يُعطي الله الروح».

هذه النصوص كلها تتكلم عن الرب يسوع، فذاك الذي وُلد بالروح القدس (متى1: 20) مُسح وخُتم بالروح. وكما أن الله ملأه بالروح، فإنه استطاع أن يتكلم بأقوال الله. وقبل أعمال2 فإننا لا نقرأ عن آخرين مُسحوا أو خُتموا بالروح القدس، فيما عدا الرب يسوع وحده الذي كان ممسوحًا.
ولا أحد أمكنه أن يقبل الروح القدس بدون تتميم عمل الكفارة، وهذا يتفق أيضًا مع رموز العهد القديم.
ففي الخروج29 واللاويين8 نقرأ عن تكريس الكهنة، فكان هارون يُمسح بدون ذبيحة أو قبل تقديم الذبائح، أما بنو هارون فيُمسحون بعد تقديم الذبائح، فكانوا يُرشون بالدم وبزيت المَسحَة.
وبحسب الرسالة إلى العبرانيين، فإن هارون يرمز إلى الرب يسوع، أما بنو هرون فيرمزون إلى العائلة الكهنوتية (انظر مثلاً عب2: 11-13؛ 3: 1-6؛ 1بط2: 4، 5).

وفى الرسائل نجد ثلاثة نصوص تتحدث عن مِسحَتنا: «ولكن الذي يثبِّتنا معكم في المسيح، وقد مسَحَنا، هو الله الذي ختمنا أيضًا، وأعطى عربون الروح في قلوبنا» ( 2كو 1: 21 ، 22)، «وأما أنتم فلكم مَسحة من القدوس وتعلمون كل شيء ... وأما أنتم فالمَسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم، ولا حاجة بكم إلى أن يعلِّمكم أحد، بل كما تُعلمكم هذه المَسحة عينها عن كل شيء، وهي حق وليست كذبًا.
كما علَّمتكم تثبتون فيه» ( 1يو 2: 20 ، 27).

من هذه الفقرات يتضح لنا معنى هذه المَسحَة. فنحن نعلم كل شيء لأن المَسحَة تعلِّمنا كل شيء. وفى كورثنوس الأولى، يشرح الرسول بولس هذا الكلام. فروح الله يعرف أمور الله، ونحن أخذنا «الروح الذي من الله، لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله» ( 1كو 2: 10 -12).
ولذلك فإن مَسحَة الروح القدس تعني أننا في علاقة مباشرة وشركة مع الله بسُكنى الروح القدس، ولذلك فإننا نعرف أفكاره ونعرف ما يضاد هذه الأفكار.
وبالتالي فإننا بقوة نفرح بحق الله في السماء.



الساعة الآن 10:22 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024