منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   صور الفن القبطى (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=100)
-   -   أيقونات العذراء العجائبية وجميع القديسين (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=457606)

Mary Naeem 25 - 10 - 2016 07:17 PM

أيقونات العذراء العجائبية وجميع القديسين
 
أيقونات العذراء العجائبية

http://www.antiochpatriarchate.org/i...3-10-01-34.jpg


أيقونات السيدة العذراء العجائبية في الجبل المقدّس
أيقونات السيدة العذراء عديدة جداً، ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أن السيدة العذراء بحسب التقليد الأرثوذكسي، لاتُرسم وحدها أبداً، بل هي دائماً مع السيد المسيح. ونحن نكرمها لأنها "والدة الإله" وهمّها أن ترشدنا دائماً إلى ابنها.
ما يجمع بين أيقونات السيدة، أنها تحتوي غالباً على ثلاث نجوم: الأولى على هامة العذراء، والاثنتان الباقيتان على كتفيها. وتشير هذه النجوم بحسب التفسير الرمزي الشائع إلى أن السيدة كانت "قبل الولادة عذراء وفي الولادة عذراء وبعد الولادة عذراء".
تركّز الأيقونة إذاً على أساسين هامين في التعليم الأرثوذكسي يختصان بالعذراء مريم: هي "والدة الإله" و "الدائمة البتوليّة".
المراجع:
فياض، اسبيريدون (الأب). أيقونات السيدة العذراء العجائبية في الجبل المقدس، منشورات مطرانية اللاذقية وتوابعها للروم الأرثوذكس، اللاذقية- سوريا، 2000.
دير رقاد والدة الإله - حماطورة. مديح السيدة العذراء الشافية من السرطان، منشورات دير رقاد والدة الإله - حماطورة، كوسبا - لبنان، 2005.

Mary Naeem 25 - 10 - 2016 07:21 PM

رد: أيقونات العذراء العجائبية
 
ملكة الكل" الشافية من السرطان"
http://www.antiochpatriarchate.org/i...3-09-26-20.jpg



ملكة الكل Παντάνασσα:
في العالم أيقونات عجائبية عديدة لوالدة الإله ؛ منها "فرح كل المحزونين" و"الباحثة عن الضائع"، و"العلّيقة غير المحترقة"، و"المغذية باللبن". تظهر هذه الأسماء بعينها، كيف تدفق والدة الإله رحمتها ونعمتها، اللتين لا ينطق بهما. بواسطة هذه الإيقونات. كل منها بطريقة خاصة وفريدة. ويفيد التقليد الكنسي أخبار العناية العجائبية، التي لم تزل والدة الإله ،تقدمها للمسيحيين الأرثوذكسيين على مدى الأجيال.
أما الآن فإن إيقونة عجائبية أخرى، وبحسب مشيئة الله، مجدها الله في أيامنا هذه المفتقرة إلى التقوى والوافرة بالمآثم والأحزان، بواسطة شفاءات عجائبية للأمراض الروحية والجسدية. تعرف هذه الإيقونة في اليونانية بـ Παντάνασσα أي ملكة الكل.
هذه الإيقونة موجودة في دير فاتوبيذي "Βατοπεδίου" في الجبل المقدس منذ القرن السابع عشر. بعد فترة وجيزة من وضعها في الكنيسة الرئيسية في الدير المذكور حصلت الأعجوبة التالية:
أتى يومًا أحد الشبان إلى الكنيسة راغبا بتكريم إيقونة والدة الإله الموقرة . وفيما هو يقترب منها إذا بوجه العذراء القديسة بدأ فجأة باللمعان وقوة غير منظورة طرحته أرضا . فلما عاد إلى رشده ، اعترف بعبرات إلى الآباء بأنه كان يحيا بعيدا عن الله وبأنه كان يتعاطى الشعوذة. ومنذ حدوث تدخل العذراء ألعجائبي هذا، غير الشاب مسلك حياته وغدا مسيحيا تقيًّا.
إيقونة والدة الإله هذه، "ملكة الكل"، مجدت أيضًا من خلال عدّة أشفية رائعة لمرض السرطان المنتشر بكثرة في أيامنا هذه . لهذا السبب، فإن رابطة الرحمة التي هي على اسم القديس البار يوحنا كرونشتادت والتي تعمل في جناح الأمراض السرطانية للأولاد التابعة لمؤسسة الأبحاث العلمية في موسكو، وببركة قداسة البطريرك ألكسي الثاني، طلبت أن تصنع نسخة عن هذه الإيقونة . ردا على هذا ، فإن رئيس دير فاتوبيذي، الارشمندريت إفرام، بارك القيام بنسخ هذه الإيقونة العجائبية "ملكة الكل" للشعب الروسي .
قبل البدء بكتابة هذه الإيقونة ، أقيم قداس الهي ، تبعه ابتهال مع تقديس للماء. استعملت هذه المياه المقدسة لمزج الألوان وبدأ الرسام الروسي فلاديمير عمله متبعا القواعد القديمة لرسم الإيقونات بدقة.
لما انتهى رسم الإيقونة ، وضعت على مذبح الكنيسة الرئيسية لمدة أربعين يوما لتكريسها ثم أرسلت إلى روسيا ووصلت في الحادي عشر من آب سنة 1995. فاستقبلها أكثر من مئة أسقف وكاهن وأقيمت خدمة خاصة في كاتدرائية رقاد والدة الإله في الكرملن.
أول الأمر، حفظت هذه الأيقونة في بيت كاهن ورع ومن هناك أخذت إلى مستشفى لداء السرطان في موسكو حيث أقيمت الابتهالات أمامها. بعد هذه الابتهالات، بدا واضحاً التحسن الملموس في حالات المرضى.
بعد فترة وجيزة، نقلت أيقونة "ملكة الكل" إلى موضع جديد وهو كنيسة جميع القديسين في دير نوفو – ألكسيفسكي السابق. هنالك كتب مديح لهذه الأيقونة سنة 1996، جمع بين ميزات الأصل اليوناني والتقاليد الروسية للترتيل الكنسي. يقام كل يوم أحد في كنيسة جميع القديسين ابتهال مع المديح لوالدة الإله "ملكة الكل"؛ وفي نهاية الابتهال يُبارك الزيت ليوزع على السقماء من أجل مسح المرضى. أما وثائق الأشفية العجائبية التي أجرتها والدة الإله بواسطة أيقونتها العجائبية، فتحفظ في كنيسة جميع القديسين. نورد هنا بعد الأمثلة:
- منذ خمس سنوات اكتُشف بأن ألكسندر، الذي عمره الآن عشرون سنة، كان مصاباً بورم الشرايين (Angiofibrosis) في أسفل جمجمته. فباشر يشارك بالابتهالات المقامة أمام أيقونة والدة الإله "ملكة الكل"، فابتدأت الدرنة تضمحل بشكل ملحوظ إلى أن اختفت كلياً الآن.
- خضعت امرأة مسنة مصابة بالسرطان من الدرجة الثالثة، لعملية جراحية فاستأصل قسم من أمعائها. لم تخضع لأي علاج كيميائي أو بالأشعة. بل كانت ابنتها تقرأ المديح لـِ "ملكة الكل" يومياً لمدة أربعين يوماً متضرعة لشفاء والدتها وكانت تمسح والدتها المريضة بالزيت المقدس والآن أصبحت المريضة بصحة تامة إذ شفيت بالكلية.
- شخّص أطباء بأن طفلة بعمر سنة ونصف أصيبت بسرطان الكبد. أما والدتها وبحسب نصيحة أحد المؤمنين الورعين ابتدأت بالصلاة بحرارة أمام أيقونة "ملكة الكل". وكانت غالباً ما تأخذ ابنتها المريضة لتتناول القُدسات ولتمسحها بالزيت المقدس. فبعد مرور شهر ونصف، أعلنت الأم ومحياها مشرق بالبهجة إلى أصدقائها: "البارحة كنا في المستشفى، وكانت نتيجة التحاليل ممتازة! والأطباء مندهشون جداً". فبهذا تسلّم الوالدين السعيدين ليس شفاء ابنتهما فقط بل لؤلؤة الإيمان الثمينة أيضاً. وبعد إقامة ابتهال شكري، اقترنا في الكنيسة وأصبحا مسيحيين ليس فقط بالاسم بل أيضاً بمسلك حياتهما.
الطروبارية باللحن الرابع
ملكة الكل خلصي بأيقونتك، مانحة الفرح كل من يلتمسون، برغبة نعمتك، أنقذينا جميعاً، من جميع المخاطر، واحفظينا قطعياً لحِماك يبادر، فنحن دوما راجون، فيض شفاعتك
نقلاً عن منشورات دير رقاد والدة الإله – حمطوره 2005.

Mary Naeem 12 - 11 - 2016 07:38 PM

رد: أيقونات العذراء العجائبية
 
العذراء ذات الثلاثة أيدي
http://www.antiochpatriarchate.org/i...3-08-40-19.jpg



العذراء ذات الثلاثة أيدي Τριχερούσα:
دير خيلانداريو Ιερά Μονή Χιλανδαρίου
ارتبطت هذه الأيقونة بسيرة حياة القديس يوحنا الدمشقي. تعود هذه الأيقونة إلى القرن الثامن الميلادي عندما استلم الحكم في القسطنطينية الملك لاون الذي أنشأ حرباً ضد الأيقونات المقدسة، فأمر برفعها من الكنائس وأخذ يضطهد المؤمنين المستقيمي الرأي الذين كانوا يؤدّون الإكرام الواجب لهذه الأيقونات.

سمع القديس يوحنا وهو في مدينة دمشق عاصمة الدولة الأموية، بهذه الموجة العنيفة ضد الكنيسة،وكان حينئذٍ علمانياً يشغل منصب وزير الخزينة لدى الدولة الأموية. وكان اسمه المنصور بن سرجون. فانبرى للرد على كل من يهاجم الأيقونات المقدسة واصفاً إياه بالهرطقة وبأنه يحارب تجسد ابن الله من العذراء، وتأله البشر بالنعمة الإلهية. واعتمد كثيراً على قول القديس باسيليوس الكبير: "إن إكرام الأيقونة يعود إلى عنصرها الأول".
ولما وصل الخبر إلى الملك كاره الأيقونات، أراد أن ينتقم من القديس يوحنا فلجأ إلى الغش والخداع. فدعى إليه بعض الخطاطين ليقلدوا خط القديس برسالة مزورة ملفّقة وكأنها على لسان القديس موجهة للملك لاون، وفيها يعرب للملك بأنه مستعد للتعاون معه ضد الخليفة الأموي وأن يسلم له مدينة دمشق. وبعد ذلك أرسل الملك لاون إلى الخليفة الأموي الرسالة المزورة مع رسالة أخرى يكشف فيها خداع وخيانة المنصور له.
لما استلم الخليفة هاتين الرسالتين أسرع باستدعاء المنصور (يوحنا)، فأراه الرسالة المزورة قائلاً له: "أتعرف يا منصور هذا الخط ومن كتبه". فأجاب القديس: "أيها الأمير كأن الخط مشابه لخطي وهو ليس خطي وألفاظه ما نطقت بها شفتاي ولم أرى هذا الكتاب إلا في هذه الساعة الحاضرة". لم يصدقه الخليفة، فأمر بقطع يده اليمنى. تم تنفيذ الحكم في الحال وعلّقت يده في وسط مدينة دمشق.
http://www.jordanorthodoxmonastery.c...ther_hands.jpg
عند المساء أرسل يوحنا إلى الخليفة طالباً منه أن يهبه يده المقطوعة. فأذن له الخليفة بأخذها. أخذ القديس يوحنا كفه المقطوع وعاد إلى بيته وصعد إلى عليته (مكان صلاته) التي كانت فيها هذه الأيقونة. وضع كفه على الأيقونة وارتمى أمامها مصلياً بخشوع ودموع كي يكشف الله براءته من هذه التهمة وأن يشفي له يده كتأكيد لبراءته وكذلك تشفّع إلى السيدة العذراء، إلى أن تعب، فنام. وإذا بالسيدة العذراء تظهر له في الحلم قائلة: "قد شفيت يدك التي ستكون قلم كاتب سريع الكتابة". وأخذت اليد عن الأيقونة ووضعتها مكانها، فعادت كما كانت، فاستيقظ القديس معافى اليد وأخذ يصلي شاكراً الله وأمه الفائقة القداسة. وللشهادة على قطع يده بقي موضع القطع كالخيط الأحمر.
ويقال أنه بعد نهوضه من النوم أنشد في الحال ترنيمة "إن البرايا بأسرها تفرح بك يا ممتلئة نعمة".
في الصباح ذاع صيت هذا الشفاء العجيب في دمشق كلها. وبلغ إلى مسمع الخليفة. فجاء الوشاة إليه قائلين بأن يوحنا لم تقطع يده، بل أنه أعطى أحد عبيده أموالاً كثيرة كي تقطع يده عنه. فاستدعى الخليفة القديس ليستمع منه الدفاع، فأراه القديس علامة القطع التي بقيت كالخيط الأحمر. استغرب الخليفة، وسأله بدهشة عن الطبيب الذي أعاد له يده كما كانت. فأخبره يوحنا عن الأعجوبة التي حدثت معه، فعرف الخليفة بالخديعة وبأنه حكم على القديس ظلماً، فطلب منه المسامحة والمعذرة وأعاد له كرامته السابقة كوزير. ولكن القديس الذي كان قد عاهد نفسه على ترك الحياة الدنيوية، والتفرغ للحياة الملائكية، طلب من الخليفة أن يأذن له بترك كل شيء كي يتفرغ لربه. فحزن الخليفة على خسارته يوحنا كصديق ووزير، ولكنه تركه أخيراً.
ذهب القديس إلى بيته، وباع ماله ووزعه على الفقراء، وذهب متوجهاً إلى فلسطين حيث التجأ إلى دير القديس سابا المتقدس ولم يأخذ معه سوى هذه الأيقونة المقدسة. وقد صاغ القديس معصماً من الفضة ووضعه على هذه الأيقونة شكراً منه على شفائه العجيب وتذكيراً به.
بقيت هذه الأيقونة في دير القديس سابا من منتصف القرن الثامن حتى القرن الثالث عشر حين زار القديس سابا رئيس أساقفة صربيا الدير، فقدمت له هذه الأيقونة المقدسة كبركة له فحملها معه إلى صربيا.
عند احتلال الأتراك لبلاد صربيا، أخذ الأرثوذكسيون هذه الأيقونة وربطوها على حمار وأطلق فيما بعد على هواه بلا قائد ولا مرشد له. وكان إيمانهم بأن الله سيعتني بهذه الأيقونة ويوصلها إلى مكان أمين. وهكذا كان الأمر. فوصل الحمار إلى جبل أثوس ووقف عند باب دير خيلا ندار ( فم الأسد ). فتلقى الرهبان هدية والدة الإله هذه بابتهاج، وحملوها إلى هيكل الكنيسة الكبرى.
https://www.antiochpatriarchate.org/...98c82bcc5f.jpg
في بدء القرن السابع عشر توفي رئيس الدير فاجتمع الرهبان لينتخبوا خليفة له. فاختلفوا فيما بينهم وحصل اضطراب وانشقاق. وفي أحد الأيام أثناء صلاة السحر رأوا الأيقونة على كرسي الرئيس في وسط الكنيسة فأرجعوها إلى الهيكل ظانين بأن خدام الكنيسة هم الذين وضعوها. ولكن هذه الحادثة تكررت مرات عدة، إلى أن ظهرت السيدة العذراء لأحد النساك وقالت له: "من اليوم أنا سأكون رئيسة للدير كي لا يحصل فيما بينكم الشقاق والخصام بسبب انتخاب رئيس جديد".
ومن ذلك الحين إلى اليوم لا تزال الأيقونة قائمة على مقام الرئاسة وسط الكنيسة. فلا ينتخب رئيس لهذا الدير، وإنما يسوسه ويدبر أعماله كاهن راهب في وظيفة وكيل.
نعيّد لها في 12 تموز

https://images.chjoy.com//uploads/im...49bb2764e4.jpg
الطروبارية باللحن الأوّل
قَد بَدَت أيقونتُكِ ذاتِ الأيدي الثَّلاثة مَصدَرَ أشفيةٍ جَمَّةً للمرضى يا طاهرة إذ تُنهي ضَعَفَاتٍ كأداء مع كلِّ الأخطار والأحزان. أما نحن الحاصلينَ على الشفاء، فنهتفُ بكِ بورعٍ إفرحي يا فائقة النَّقاء، إفرحي يا طبيبةً، إفرحي يا سورَ المؤمنين يا أمَّ الله القدُّوس.

Mary Naeem 12 - 11 - 2016 07:40 PM

رد: أيقونات العذراء العجائبية
 
عذراء البئر






عذراء البئر Κτιτόρισσα ή Βηματάρισσα:
توجد هذه الأيقونة في دير فاتوبيذي Ιερά Μονή Βατοπεδίου (دغل الفتى) في جبل آثوس.
في احدى المرات التي هجم البرابرة على دير الفاتوبيذي بقصد النهب و التهديم والقتل. استطاع أحد الرهبان أن يأخذ هذه الأيقونة مع صليب حديدي يعود زمنه إلى الملك قسطنطين الكبير. فوضعهم في بئر كان قرب الدير وأشعل أمامهم شمعة وغطى البئر.
https://www.antiochpatriarchate.org/...84ef35cdd4.jpg
هرب الراهب و استطاع أن يصل مرفأ ومنه انطلق إلى وطنه في جزيرة كريت حيث جلس عند أقاربه واستطاع أن يعيش حياته الرهبانية كما كان في الدير. فكتب ما حدث من هجوم البرابرة وكيف أنه استطاع أن يخفي الأيقونة مع الصليب ورسم علامات توضح مكان البئر.مات هذا الراهب وعلم أقربائه بعد وفاته بامر المخطوطة التي كتبها بشأن الأيقونة فأرسلوا إلى الدير مخبرين بهذه الحادثة وكان قد مضى عليها ثمانين عامًا.
استلم الرهبان الموجودون آنذاك في الدير هذا الخبر. فبدؤوا البحث عن مكان البئر مستعينين برسم الراهب إلى أن استطاعوا الاهتداء إليه بعد بحث وتنقيب كبيرين فكشفوا غطاء البئر ويا للعجب فقد رأوا الأيقونة طافيا على سطح الماء منتصبة وأمامها الصليب الحديدي منتصبٌ أيضًا. والشمعة مشتعلة كما تركها الراهب.
فرح الرهبان كثيرًا ونقلوا الأيقونة والصليب بزياح وبنوا مكان البئر كنيسة حيث أن البئر يقع تحت مائدتها المقدسة.
حاليًا، مكان الأيقونة في الهيكل وراء المائدة المقدّسة. ففي الأعياد الكبيرة وفي الأحد الأول من كل شهر يقوم الرهبان بزياح كبير حول الدير بهذه الأيقونة ثم يأتون بها أمام مكان تقديس الماء، حيث يقومون بخدمة تقديس الماء أمام هذه الأيقونة ثم يعودون بها إلى الهيكل. أما الصليب فهو موضوع على المائدة، وأما الشمعة التي وجدها الرهبان آنذاك فدخلت في تقليد الدير بحيث أنهم كلّما أرادوا أن يصنعوا شمعًا كانوا يضعون قطعة صغيرة من تلك الشمعة في وسط الشمع المراد تصنيعه كبركة.

Mary Naeem 12 - 11 - 2016 07:42 PM

رد: أيقونات العذراء العجائبية
 
العذراء سريعة الاستجابة
http://www.antiochpatriarchate.org/i...3-08-25-46.jpg





العذراء سريعة الاستجابة Η Γοργοεπήκοος:
هذه الأيقونة موجودة في الجبل المقدس في دير ذوخياريو Δοχειαριου.
بحسب التقليد صوّرت هذه الأيقونة في القرن العاشر على عهد مؤسس الدير القديس نيوفيطس.
هذه الأيقونة موجودة على حائط المائدة أو غرفة الطعام، فوق الباب الذي يجتاز فيه الرهبان على عادتهم للدخول إلى الغرفة.
في سنة 1644 كان خادم المائدة الراهب نيلوس والذي كان بحكم عمله يجتاز هذا الباب أكثر من غيره، سمع وهو مجتاز الباب ليلاً على عادته اليومية ـ وكان حاملاً بيده مشعلاَ ـ صوتاً من الأيقونة قائلاً له: "لا تقتربنَّ فيما بعد إلى هنا بمشعلك ولا تسوِّد أيقونتي بدخانك". فخاف نيلوس أولاً ثم هدأ روعه وعاد إلى قلايته حاسباً أن ما سمعه كان مزاحاً من أحد الأخوة. ثم تابع على عادته الاجتياز قرب الأيقونة حاملاً بيديه مشاعل ملتهبة ولذلك سمع من الأيقونة صوتاً يقول له: "يا لك من راهب غير مستحق لهذا الاسم ، أتسود أيقونتي هكذا بلا مبالاة ولاخجل". فعمي نيلوس لساعته عند سماعه هذه الكلمات وأدرك أن الصوت الذي سمعه في المرة الأولى كان صوت والدة الإله الصادر من أيقونتها الشريفة، فندم على عدم انتباهه واعتبر نفسه مستوجباً بعدل لهذه العقوبة.
في صباح اليوم التالي وجده الأخوة ملقاً على ظهره أمام الأيقونة. وعندما سمعوا منه ما حدث له سجدوا بورع أمام الأيقونة وأوقدوا أمامها قنديلاً دائم الاشتعال وانتخبوا خادماً جديداً للمائدة وطلبوا منه أن يبخرها كل مساء.
https://www.antiochpatriarchate.org/...a7dd8711c5.jpg
أما نيلوس المبتلى بالعمى فكان يصلي باكياً أمام الأيقونة ليلاً ونهاراً معترفاً بخطيئته. فاستجابت والدة الإله لتوبته القلبية ودموع صلاته. ففي أحد الأيام عندما كان يصلي ويبكي أمام أيقونتها العجائبية سمع صوتاً ملؤه الحنان يقول له: "يا نيلوس قد سُمِعَت صلاتك فصُفِحَ عنك وستُمنَح عيناك الضياء، فإذا ما نلت مني هذه الرحمة، بشّر الأخوة بأنني أنا سترهم و مدبرتهم، والمحامية عن ديرهم المكرّس لرؤساء الملائكة، فليلجأوا إليّ هم وجميع الأرثوذكسيين وأنا لا أهمل أحداً، وسأكون الشفيعة لجميع الملتجئين إليّ بورع، و ابني وإلهي يستجيب طلباتهم كلها لأجل شفاعتي أمامه، ولذلك تسمى أيقونتي هذه من الآن (السريعة الاستجابة) لأني سأبدأ الرحمة بسرعة وتحقيق الطلبات لجميع المستغيثين بي أمامها".
أبصر نيلوس بعد هذا الكلام وشكر السيدة بدموع استجابتها لتضرعه، وذاع خبر هذا الحادث العجيب بسرعة في جبل آثوس المقدس كله، فتوافد كثير من الرهبان ليسجدوا للأيقونة المقدسة ويعاينوا خادم المائدة الذي عوقب ثم رُحم، فغُفِر له وعاد يبصر.
فيما بعد اتفق الرهبان على أن يحوّطوا ممر المائدة بشكل أن يصبح مقاماً وشيّدوا كنيسة إلى جهة الأيقونة اليمنى على اسم والدة الإله السريعة الاستجابة وقرروا تعيين راهب كاهن ليقيم دائماً عند الأيقونة ويحتفل صباحاً ومساءً بإقامة الصلوات أمامها ويشعل المصباح دائماً وفي يومي الثلاثاء والخميس من كل أسبوع يجتمع الرهبان مساءً ليرنموا صلاة الابتهال أمامها (البراكليسي). وقد جرت عدة عجائب منها: شفاء العميان، العرج والمصابون بالفالج، ونجّت كثيراً من السفن الموشكة على الغرق وكذلك من الأسر عندما كانوا يطلبون شفاعة السيدة العذراء السريعة الاستجابة.
نعيّد لها في 1 تشرين الأوّل
https://www.antiochpatriarchate.org/...84ef35cdd4.jpg
الطروبارية باللحن الأوّل
"إذ نُنقّي بالعفاف النفوس والأجساد، نُتمّ تذكار البتول السريعة الإستجابة. وبرغبة سوف نسجدُ، لأيقونتها المقدّسة، منشدين بحبور لحناً ملائكياً، وهاتفين: سُرّي يا عرشاً ناريَّ الهيئة لإلهنا، سُرّي يا ستراً للأنام مهيباً، سُرّي يا من للأدعية تستجيب سريعاً."
http://www.jordanorthodoxmonastery.c...-istijabeh.jpg

Mary Naeem 18 - 11 - 2016 03:55 PM

رد: أيقونات العذراء العجائبية
 
العذراء المطعونة Η Εσφαγμένη
توجد هذه الأيقونة في دير فاتوبيذي Ιερά Μονή Βατοπεδίου (دغل الفتى) في جبل آثوس.
في نفس الدير أي دير فاتوبيذي توجد هذه الأيقونة في الدهليز المؤدي من كنيسة القديس ديمتريوس إلى الكنيسة الكبرى. سبب تسمية هذه الأيقونة بالمطعونة هو أنّه في أحد الأيام أبطئ مرة الشماس القندلفت بسبب انشغاله في تنظيف الكنيسة وأتى إلى المائدة بعد الجميع طالبًا غذاءه. فرفض المسؤول عن المائدة أن يعطيه منبّهًا إياه على وجوب الحضور في الوقت المحدد لأنه هكذا تفترض الحياة المشتركة. (هذه الحادثة تكررت عدّة مرات). فانفعل الشماس وعاد إلىِ الكنيسة وتلفّظ وهو في حالة من الغضب أمام الأيقونة بهذه الكلمات: "يا والدة الإله حتى متى أخدمك؟ إني أتعب وأتعب وليس لدي شيء حتى ولا كسرة خبز تشددُ قوايَ المنهوكة". قال هذا وأخذ السكين الذي كان يزيل به الشمع عن المصابيح وطعن به خدَّ السيدة العذراء الأيمن. فانغرست السكين فيها فاصفرّ للحال رسم العذراء وفار الدم من الجرح فسقط الطاعن وعمّي ويبست يده.
علم به رئيس الدير مع الرهبان فبدؤوا الصلاة من أجله بحرارة مدة ثلاث سنين كان خلالها هذا الراهب لا يفارق المكان الذي اتّخذه في زاوية أمام الأيقونة حيث كان يبكي بدموع التوبة، ويصلّي بحرارة من أجل المغفرة.
بعد ثلاث سنين أعلن له بأنه قد صفح عنه، فقبل وفاته ظهرت له السيدة العذراء وأفرحته بالعفو عنه. ولكن أنذرته بأن يده الجسورة لابدّ وأن يُحكم عليها في مجيء المسيح الديّان. ومنحته الصفح والرحمة فأبصر وعاد كما كان، أمّا يده فبقيت يابسة حتى مماته.
عندما كشفت بقاياه بعد ثلاث سنين من دفنه على عادة رهبان جبل آثوس. انذهل جميع الاخوة من المنظر لأن أعضاء الدفين كانت كلها نيّرة وعليها علامة الرحمة الإلهية.
أما يده الجسورة التي طعنت الأيقونة المقدسة فبقيت غير بالية وسوداء حتى الآن وتعرض أحيانا على الزائرين موضوعة في صندوق تحت الأيقونة العجائبية. تذكيرًا بالأعجوبة وإرشادًا لهم. أما أثر الدم فهو باق حتى الآن كما هو واضح في الأيقونة.

Mary Naeem 18 - 11 - 2016 03:57 PM

رد: أيقونات العذراء العجائبية
 
العذراء البوابة






العذراء البوابة Η Πορταϊτισσα:
هذه الأيقونة موجودة في الجبل المقدس في دير ايفيرون Μονή Ιβήρων.
تعود هذه الأيقونة إلى زمن الملك ثاوفيلس المحارب للأيقونات في القرن التاسع، الذي أقام اضطهاداً عنيفاً ضد المؤمنين، فكان يرسل الجنود إلى المدن والقرى ليفتشوا الكنائس وينزعوا الأيقونات المقدسة ويحرقوها بالنار، ليس فقط من الكنائس بل من البيوت أيضاً.
في ذلك الوقت كانت أرملة تقية تسكن في مدينة نيقية، وقد كانت غنية جداً، وكان عندها ابن وحيد. هذه الأرملة ابتنت لها كنيسة بالقرب من منزلها ووضعت هذه الأيقونة فيها.
جاء جنود الملك بقصد إتلاف الأيقونات الموجودة في مدينة نيقية. وعندما وصلوا إلى بيت هذه الأرملة وشاهدوا الأيقونة فرحوا جداً وحاولوا ابتزاز الأموال من تلك الأرملة وإلا فسوف يتلفون الأيقونة ويعذبونها لأنها تحتفظ بها. فطلبت الأرملة مهلة إلى اليوم التالي فأجابوها بالموافقة. وعندما انصرف الجنود، دخلت الكنيسة مع ابنها وبدأت تصلي بخشوع ودموع ثم نهضت وأخذت مع ابنها تلك الأيقونة وانطلقت بها إلى الشاطئ، فصلّت ثانية متضرعة إلى السيدة العذراء كي تنجيهم من الجنود الكفرة وأن تحفظ الأيقونة سالمة.
https://www.antiochpatriarchate.org/...f222585690.jpg
وهكذا رمت الأيقونة في البحر، فسارت الأيقونة مستوية على وجه البحر. عادت هذه الأرملة مع ابنها ممجدة الله، وعندما وصلت إلى بيتها طلبت من ابنها أن يسافر بعيداً عن مدينته من وجه الجنود وأنها مستعدة أن تتحمل العذاب من أجل المسيح. وهكذا ودّع بعضهما البعض.
انطلق الشاب إلى مدينة تسالونيكي وأقام فيها وقتاً، ثم ذهب إلى جبل آثوس حيث دخل إلى دير إيفيرون، حيث عاش حياة رهبانية جيدة. في أثناء حياته قصَّ خبر هذه الأيقونة على أحد أخوته الرهبان، فدوّنت هذه الحادثة في سجلات الدير. وبعد سنين طويلة كان بعض الرهبان من هذا الدير جالسين على شاطئ البحر فظهر لهم فجأة عمود نار في البحر فصرخوا قائلين: "يارب ارحم". وشيئاً فشيئاً تبين أن هذا العمود الناري كان مرتفعاً من أيقونة مستوية على سطح البحر. في هذه الأثناء ظهرت السيدة العذراء لراهب ناسك اسمه جبرائيل وأعلنت له عن سرّ هذه الأيقونة وطلبت منه أن ينزل إلى البحر ليأخذها وأن يحتفظوا بها في ديرهم، فأعلن ذلك الراهب لرئيس الدير بأمر تلك الرؤيا. وهكذا نزلوا مع باقي الأخوة بالصلوات والابتهالات إلى شاطئ البحر، فنزل الناسك جبرائيل في الماء وأخذ الأيقونة بذراعيه ومشى على سطح البحر كأنه على اليابسة. ثم نقلوها إلى هيكل كنيسة الدير الكبرى.
في صباح اليوم التالي وقبل صلاة السحر، دخل الراهب المسؤول عن خدمة الكنيسة فلم يجد فيها الأيقونة المقدسة، وبعد التفتيش الطويل وجدها الرهبان على الحائط فوق باب الدير، فنقلوها إلى مكانها الأول. تكررت هذه الحادثة عدة مرات إلى أن ظهرت السيدة العذراء لجبرائيل الراهب وأعلنت له عن رغبتها في بقاء أيقونتها فوق الباب قائلة له: "إنني لا أرغب في أن تحرسوني أنتم، بل أنا أريد أن أكون الحارسة لكم". فلما سمع الأخوة من جبرائيل هذه الرؤيا، شيدوا كنيسة قرب باب الدير وأقاموا فيها الأيقونة المقدسة العجائبية. ولذلك سمّيت "العذراء البوابة".
أما المعجزات و الأشفية التي تمت بهذه الأيقونة فلا تحصى. وخير دليل على عجائبيتها هو أثر الجرح فيها على وجنة والدة الإله.
أما قصة هذا الجرح فهي كالتالي: اتفق في إحدى الأيام مجموعة من اللصوص البرابرة لغزو الجبل المقدس والاستيلاء على كنوزه. وصلوا إلى دير إيفيرون، وبعد أن استولوا على كنوزه وقتلوا عدداً كبيراً من الرهبان، وكان زعيمهم ممتلئاً من الشر، فاتجه إلى هذه الأيقونة ونظر باستهزاء قائلاً: "ألستم تكرمون هذه المرأة مع ولدها فلماذا لم تتدخل لمساعدتكم". وأخذ رمحه ورمى به تلك الأيقونة، فأصاب خد السيدة العذراء. وللحال ظهرت معجزة الله بأن خرج الدم من الأيقونة المرسومة على الخشب. عندما رأى ذلك البربري خاف خوفاً عظيماً وآمن بقدرة السيد المسيح وأمه، لذلك أعاد كل ما سرق من الدير وأخرج من جيبه ديناراً عربياً ووضعه أمام الأيقونة وهو موجود حتى الآن، وطلب من الرهبان الباقين أن يقبلوا توبته، فقبلوا بفرح توبة ذلك اللص. وبعد أن أبدى توبة حقيقية، إقتبل المعمودية المقدسة وتوشح بالإسكيم الرهباني. وعندما أرادوا تسميته، قال لهم: "أنا بربري وأرجو أن يبقى اسمي بربري، لأنه لا يليق بي أن آخذ اسم أحد القديسين. فكان اسمه فرفروس. وسار في حياته الرهبانية بجد وتعب وأصبح فيما بعد قديساً من قديسي الكنيسة.عندما قامت الحرب بين روسيا وتركيا ثارت في الجبل الاضطرابات والمخاوف حتى أن كثيراً من الرهبان تركوا الأديرة وهربوا. فكانت النتيجة أنه بعد أن كان عدد الرهبان أربعين ألفاً أصبح في القرن التاسع عشر حوالي الألف. وهؤلاء أيضاً أرادوا الفرار والهرب لأنهم قالوا بأن السيدة العذراء لم تعد تهتم بالجبل أو بحديقتها (لأن الجبل يسمى حديقة العذراء). ولكن السيدة العذراء ظهرت لكثير من الآباء وسكان البراري وقالت لهم: "لماذا تخافون هذا الخوف الشديد، إن هذه الأخطار ستمضي وسيعود الجبل يحفل أخبركم بأن أيقونتي البوابة ما دامت في الجبل المقدس في دير ايفيرون فلا تخافوا شيئاً وعيشوا في صوامعكم، ولكن عندما أختفي من الدير فليأخذ كل منكم أغراضه ويذهب حيث يشاء". وهكذا التقليد في الجبل مستمر بتفقد هذه الأيقونة. وفي كل عام في أسبوع التجديدات يقومون بزياح عظيم لهذه الأيقونة حيث يجتمع عدد كبير من الرهبان من كل أديار الجبل المقدس.

Mary Naeem 18 - 11 - 2016 04:00 PM

رد: أيقونات العذراء العجائبية
 
العذراء المعزية





العذراء المعزية Παραμυθία:
توجد هذه الأيقونة في دير فاتوبيذي Ιερά Μονή Βατοπεδίου (دغل الفتى) في جبل آثوس.
اعتنى به الإمبراطور ثيودوثيوس بعد نجاة ابنه من الغرق ووجوده قرب هذا الدير بطريقة عجائبية. فبنى الكنيسة الكبرى (كنيسة البشارة) وحضر هو نفسه وبطريرك القسطنطينية تكريس هذه الكنيسة.
في سنة 807 اقتربت عصابة لصوص من الجبل تنوي الدخول إلى الدير عندما يفتح أبوابه في الصباح من أجل نهب ثرواته الكثيرة والفتك برهبانه. إلا أن السيدة العذراء حارسة الجبل لم تسمح بتحقيق غاية اللصوص. ففي الغد ذهب كل من الاخوة إلى قلايته للاستراحة بعد صلاة السحر، وبقي رئيس الدير في الكنيسة. فسمع وهو يصلي صوتاً يقول له: "لا تفتحوا اليوم أبواب الدير بل اصعدوا إلى السور واطردوا اللصوص". فاضطرب وذهب إلى مصدر الصوت إلى أن اقترب من الأيقونة التـي كانت على الحـائط الخارجي للكنيسة، فأمعن النظر فيها.
فبدت له منها أعجوبة مدهشة ألا وهي أنه رأى رسم والدة الإله ورسم طفلها على يدها قد انتعشا. فبسط الطفل الإلهي يده على فم أمه وأدار وجهه إليها وقال لها: "لا يا أمي لا تقولي لهم هذا بل دعيهم يعاقبون". ولكن والدة الإله، أعادت قولها للرئيس مرتين وهي مجتهدة في إمساك يد ابنها وربها وفي تحويل وجهها عنه إلى الجهة اليمنى.
تخشع الرئيس ونادى الرهبان وقصّ عليهم ما حدث له معيداً ما قالت والدة الإله وما قال لها ابنها الرب يسوع بسبب كسلهم وتوانيهم في الحياة الرهبانية. ولاحظ الاخوة أن رسم العذراء ورسم ابنها الإلهي وهيئة الأيقونة بشكل عام قد انقلب عكس ما كانت عليه. فعظموا والدة الإله لحمايتها لهم والرب يسوع المسيح الذي رحمهم من أجل شفاعتها وتعاهدوا على السلوك حسناً بجدّ ونشاط في حياتهم الرهبانية. وصعدوا إلى السور فدفعوا هجوم عصابة اللصوص.
بقيّ رسم والدة الإله ورسم ابنها الإلهي حتى الآن على المنظر ذاته الذي تحوّلا إليه عندما تكلّما أمام رئيس الدير. أي بقيّ وجه العذراء محوّلاً إلى كتفها الأيمن ووجه طفلها متجهًا إليها.
تذكاراً لهذه الحادثة يشعل من ذلك الحين قنديل أمام هذه الأيقونة المقدسة وأُقيم لها كنيسة على اسمها حيث تقام كل يوم صلاة القداس الإلهي وصلاة البراكليسى.
إن لهذه الأيقونة خاصيّة تلفت الانتباه ألا وهي أن منظر وجه والدة الإله يعبّر عن المحبة والحنان ويفيض باللطف، أما وجه الطفل الإلهي فهو عابس متجهم ويلاحظ في معالمه كلها الغضب والوعيد ونظره طافح بالقسوة فيبدو وكأنه المسيح الديّان.

Mary Naeem 18 - 11 - 2016 04:03 PM

رد: أيقونات العذراء العجائبية
 
عذراء المديح


http://www.antiochpatriarchate.org/i...3-08-09-10.jpg




عذراء المديح Παναγία των Χαιρετισμών:
هذه الأيقونة موجودة في الجبل المقدّس في دير ذيونيسيو Ιερά Μονή Διονυσίου.
يعود زمن هذه الأيقونة المقدسة إلى القرن السابع الميلادي. ففي سنة 626 كانت الحرب دائرة بين الروم والفرس. فاستطاع الفرس أن يتقدموا بالحرب حتى مدينة خلقدونية. فطمع الآفار وهم قوم من البرابرة بالاشتراك في الحرب ضد الروم ظانين أنهم بهذا سيحصلون على غنائم جمّة. فاندفعوا إلى اسوار المدينة المتملّكة، القسطنطينية. وكان الإمبراطور هرقل عندئذ متغيبا عن العاصمة بسبب انشغاله بالحرب. ولكنه كان قد أقام البطريرك المسكوني سرجيوس وصيّا على ابنه ونائبه في الحكم. فهب البطريرك بفصاحته وشجاعته يثير الهمم ويشدد العزائم.ويقوي شجاعة المحاصرين بالتوكل على الله ووالدته الفائقة القداسة بقوله لهم: "تشجعوا يا اولادي إننا ملقون رجاءنا كله بالنجاة على الله وحده ورافعون إليه من كل قلوبنا ونفوسنا أيدينا وأبصارنا. فهو الذي يبدد المصائب والنكبات النازلة بنا ويدمّر مباغي أعدائنا". وكان البطريرك مع الشعب يطوف شوارع المدينة و حول أسوار المدينة حاملا معه أيقونة المخلّص و أيقونة والدة الإله المقدسة هاتفا وباكيًا: "قم يا الله وليتبدد أعداؤك وليبيدوا كالدخان ويذوبوا كالشمع من أمام وجهك". (مز67: 1). فاصبح على حسب تعبير أحد المعاصرين "خوذة العاصمة ودرعها وسيفها". ويقول معاصر آخر: "أن البطريرك ما فتئ يواجه قوات الظلمة والفساد بأيقونتي المخلّص والسيدة العذراء حتى زرع في قلوب الأعداء الرعب والخوف فكانوا كلما عرض البطريرك من الأسوار أيقونة الشفيعة حامية العاصمة أعرضوا هم عن النظر إليها".
أتم زعيم الأعداء كل ما يلزم لتهيئة الهجوم فملأ خليج القرن الذهبي بالسفن وحاصر الأسوار بالعساكر المشاة. وأمر بالهجوم على المدينة. فردّ الجنود المستعينون بالمخلّص ووالدته بشجاعة هجمات العدو الغادر. فامتلأ ميدان القتال بجثث البرابرة، وفي الوقت عينه عصفت ريح عاتية مما جعل البحر هائجا مائجا، الأمر الذي أدى إلى إغراق معظم سفن الأعداء وتحطّمها.
فتح شعب القسطنطينية أبواب المدينة وطاردوا البرابرة إلى معسكرهم. عند ذلك احرق الأعداء جميع الآلات التي كانوا قد جاؤوا بها لتهديم أسوار المدينة.وتقهقروا عنها مخذولين خاسئين ومعهم الجيش الفارسي الذي شاركهم باقتحامها ومني بالخسائر الفادحة.
أما الشعب المتعزي بمساعدة أم الإله السريعة الإجابة فرنّم أمام أيقونتها المقدّسة: "أني أنا عبدك يا والدة الإله أكتب لك رايات الغلبة يا جندية محامية و أقدّم لك الشكر كمنقذة من الشدائد لكن بما أن لك العزة التي لا تحارب أعتقيني من صنوف الشدائد حتى أصرخ إليك، أفرحي يا عروسا لا عروس لها". وأحيا الليل كله واقفا على الأقدام مصليا و مرنّما للشفيعة السماوية نشائد المديح والشكر. فتذكارا لهذا الانتصار والانتصارات الأخرى الممنوحة بمساعدة والدة الإله عيّنت الكنيسة المقدسة عيد مديح والدة الإله الفائقة القداسة في يوم السبت من الأسبوع الخامس في الصوم الكبير من كل سنة. فيرنّم فيه خدمة مديح العذراء الفائقة النقاء المسمى (أكاثيسطون) أي (بغير جلوس). وهو لا يجوز الجلوس فيه لأن الشعب ترنم أولا بهذه النشائد الشريفة واقفا الليل كله.
إن عيد المديح هذا كان يحتفل به أولا في كنيسة البلاط الإمبراطورى حيث حفظت أيقونة والدة الإله القائدة العجائبية مع ثوبها وزنارها الشريفين وحيث أحيا الشعب الصلاة ساهرا ليلة هجوم الآفاريين والفرس على مدينة القسطنطينية. وفي القرن التاسع أثبت هذا العيد في قوانين ديري سابا المتقدّس و الستوذيتي، ثم في كتاب التريودي الذي يضم صلوات الصوم الأربعيني المقدس، وهكذا عّم الكنيسة الشرقية جمعاء.
إن أيقونة المديح هذه التي تلي أمامها الأكاثيسطون في القسطنطينية توجد اليوم في جبل آثوس في دير القديس ديونيسيوس. والكتابة المنقوشة في اللوح الفضي الذي على ظاهرها تنطق بأن الإمبراطور الكسيوس كومنينوس هو الذي عهد بها إلى وكيل الدير. وقد اشتهرت بجريان الميرون الذكي الرائحة منها.
تعرضت هذه الأيقونة للسرقة مرتين، المرة الأولى كانت سنة 1592 والمرة الثانية كانت سنة 1767 وفي كلتا المرتين اضطر سارقوها أن يعيدوها إلى مكانها، ففي سنة 1592 هجمت مجموعة من القراصنة على دير القديس ديونيسيوس وسرقوا هذه الأيقونة المباركة ووضعوها في صندوق بعد أن غطوها بأغطية كثيرة وأبحروا بالسفينة مسرورين بما فعلوا.ما أن ابتعدت السفينة عن الشاطئ حتى تتالت ظهورات أم الإله لزعيم القراصنة مرات عديدة قائلة له: "لماذا وضعتني في السجن أيها الرجل الشرير؟ أرجعني إلى مسكني الذي أقيم فيه بهدوء وسلام". ولّما لم يبالي الزعيم بكلامها. قامت عاصفة هوجاء مفاجئة وتهددت السفينة بالهلاك. فعاد الزعيم إلى نفسه وتذكر ظهور العذراء له فأسرع إلى الصندوق الذي وضعت فيه الأيقونة فألفاه محطّما إلى قطع صغيرة والأيقونة مبللة بالميرون الطيب العرف مع الأغطية التي عليها. وما أن أخذ الأيقونة على يديه المرتجفتين حتى سكنت الريح وهدأت العاصفة. وللحال عاد اللصوص أدراجهم إلى الشاطئ وأرجعوا الأيقونة إلى الدير المقدّس. وتاب عدد كبير منهم وعادوا إلى الله تاركين لصوصيتهم الأثيمة.مسبحين الله وشاكرين أمه العذراء.

Mary Naeem 18 - 11 - 2016 04:06 PM

رد: أيقونات العذراء العجائبية
 
عذراء بواجب الاستئهال
http://www.antiochpatriarchate.org/i...3-08-03-50.jpg




عذراء بواجب الاستئهال Άξιον εστί:
العاصمة كارييس Πρωτάτο Καρυών
يرتبط اسم هذه الأيقونة بالنشيد المختص بتمجيد السيدة العذراء الذي يقال في القداس الإلهي وصلاة البراكليسي وبعض الصلوات الأخرى. هذا النشيد رُتِّل لأول مرة من قِبَل رئيس الملائكة جبرائيل بحسب ما يروى في الجبل المقدس.
بالقرب من عاصمة الجبل المقدس (كارييس) توجد قلاّية على اسم رقاد السيدة العذراء، وكان فيها شيخ رئيس ومعه تلميذ. وكعادة الرهبان كان الاحتفال بالأعياد الكبيرة يتم بإقامة السهرانيات. ذهب هذا الرئيس للاشتراك في السهرانية وطلب من تلميذه أن يقيم الصلوات في القلاية. عندما حل المساء وكان هذا التلميذ وحيداً في قلايته سمع طرقاً على الباب، ففتح وإذ به يرى راهبا لم يكن قد شاهده من قبل، وطلب هذا الراهب الزائر أن يمضي تلك الليلة معه في القلاية.
عندما حان موعد الصلاة دعا التلميذ هذا الراهب الغريب للاشتراك معه في الصلاة وبدؤوا كالمعتاد إلى أن وصلوا إلى ترنيمة "يا من هي أكرم من الشيروبيم" التي كتبها القديس كوزما المرنّم، فبدء التلميذ بترتيلها كما هي، أما الراهب الغريب فبدأ النشيد بهذه الأقوال: "بواجب الاستئهال حقاً نغبط والدة الإله الدائمة الطوبى البريئة من كل العيوب أم إلهنا" وتابع "يا من هي أكرم من الشروبيم". فقال له التلميذ: "نحن لا نعرف هذه الأقوال التي بدأت بها النشيد، أبداً لم نسمعها من قبل". وطلب من الراهب الغريب أن يكتب هذا النشيد كي يرتله مع أبيه الروحي.
لم يجد التلميذ ورقاً ولا قلماً ليكتب له، فأخذ الراهب الغريب بلاطة حجرية وكتب بإصبعه، فظهرت الأحرف على البلاطة الحجرية وكأنها مكتوبة بقلم بطريقة عجائبية. وقال الراهب الغريب إلى التلميذ: "من الآن إلى الانقضاء يجب أن يرتل هذا النشيد كل الأرثوذكسيين". وللحال أصبح الراهب الغريب غير منظور. لقد كان هذا الغريب أحد الملائكة الذي أرسله الله ليكشف النشيد الملائكي كي نقدم التمجيد اللائق لوالدة الإله. والتقليد يقول أن هذا الراهب الغريب كان رئيس الملائكة جبرائيل.
عندما عاد الشيخ إلى قلايته، علم بأمر هذه العجيبة، فأعلم مجمع الجبل وأراهم البلاطة الحجرية، فمجدوا الله وشكروا العذراء، ثم أرسلوا البلاطة الحجرية إلى القسطنطينية إلى البطريرك والملك مع كل أخبار العجيبة مكتوبة. ومن ذلك الوقت وهذا النشيد الملائكي أصبح معروفاً في كل المسكونة، يرتله الأرثوذكس لوالدة الإله.
نقلت بعد ذلك الأيقونة العجائبية من كنيسة القلاية إلى كنيسة البروتاتون في عاصمة الجبل المقدس. وهي حتى الآن موجودة فيها. والقلاية التي علّم فيها الملاك جبرائيل هذا النشيد سميّت قلاية "بواجب الاستئهال".

القديس نيقوديموس الآثوسي يقول بأن العجيبة قديمة جداً، ويؤكد بأن الملاك الذي ظهر هو الملاك جبرائيل مستشهداً بما ورد في السنكسار في يوم 11 حزيران حيث مكتوب: "في هذا اليوم عيد جامع لرئيس الملائكة جبرائيل" ويتحدث عن قصة هذه الأيقونة.
هذه العجيبة حدثت في عام 982 في 11 حزيران في يوم أحد. وهذا النشيد انتشر في نهاية القرن العاشر في الاستعمال الليتورجي، ويرتّل في القداس الإلهي فيما الناس وقوفاً احتراماً للنشيد الذي سلّم من الملاك.
في اثنين الفصح، كنيسة البروتاتون تقيم زياحا كبيرا للأيقونة العجائبية بحسب التقليد القديم الذي يعود إلى سنة 1508 عندما صنعوا زياحاً لكثرة العجائب التي جرت أمام الأيقونة.
الأيقونة طولها 70.5 سم وعرضها 44 سم عدا الكادر. والأيقونة تحمل شكل العذراء الرحومة أو الحنونة. ترى على الأيقونة الكتابة التالية: "والدة الإله الكاريسية" نسبة إلى كارييس العاصمة. القميص المعدني يعود إلى القرن التاسع عشر.
تلقى هذه الأيقونة شعبية كبيرة في وسط الشعب اليوناني، ففي مناسبات عديدة أخرجت الأيقونة من الجبل إلى مدينة أثينا و تسالونيكي كي يتمكن الشعب المؤمن من أخذ البركة منها. فكانت تأتي الجماهير بجموع غفيرة. وكان يتم استقبال الأيقونة في مرفأ المدينة باستقبال كبير على أعلى المستويات. وكانت تطلق إحدى وعشرين طلقة مدفعية استقبالاً ووداعاً لها. هذه الأيقونة في كل قداس إلهي وعند ترتيل نشيد "بواجب الاستئهال" تنبعث منها رائحة زكية وتنتشر في أرجاء الكنيسة.

Mary Naeem 18 - 11 - 2016 04:08 PM

رد: أيقونات العذراء العجائبية
 
عذراء القبلة الحلوة
http://www.antiochpatriarchate.org/i...3-07-54-11.jpg




عذراء القبلة الحلوة Γλυκοφιλούσα:
هذه الأيقونة موجودة في الجبل المقدس في دير فيلوثيو Ιερά Μονή Φιλοθέου.
تعود هذه الأيقونة إلى أيام الملك ثاوفيلوس المحارب للأيقونات.
في ذلك الزمان كان أمير اسمه سمعان وكانت له دالة كبيرة على الملك وكان متزوجاً من امرأة فاضلة وورعة وتقية اسمها فكتوريا. هذه المرأة الفاضلة كانت تكرّم الأيقونات وكانت تحتفظ بهذه الأيقونة سرًا في بيتها. عندما عرف سمّعان رجلها بوجود الأيقونة عند زوجته طلب منها الأيقونة ليحرقها خوفاً من أن يعلم بوجودها الملك وجنوده فيقع تحت اللوم والتوبيخ. إلا أن الزوجة التقية فكتوريا فضّلت أن ترمي هذه الأيقونة في البحر على أن تسلمها لمحاربي الأيقونات وهكذا كان الأمر. بعد مدة ظهرت هذه الأيقونة في البحر بالقرب من جبل آثوس مقابل دير فيلوثاوس. فقبلها الرهبان باحتفال كبير ووضعوها في كنيستهم الكبرى.
والمكان الذي وجدت فيه الأيقونة قرب الشاطئ أطلق عليه الرهبان اسم (الماء المقدس) وفي كل عام يوم اثنين الفصح يقومون بزياح كبير من الدير إلى هذا المكان حاملين هذه الأيقونة المقدسة.
لقد أظهرت السيدة العذراء بواسطة أيقونتها هذه عجائب مختلفة.
من هذه العجائب أنه في أحد الأيام أتى زائر إلى الدير ودخل كنيسته، وبعد أن سجد للأيقونة المقدسة ورأى ما عليها من الجواهر والقطع الذهبية، غرّه الشيطان، فسرق من أمام الأيقونة بعض هذه القطع وفرّ بها هارباً. ثم دخل مركباً وانطلق في البحر، فبعدما أقلع المركب وسار مسافة قليلة، وقف ! ولم يتمكن قائد المركب أن يواصل سيره بالرغم من كل محاولاته. فتعجب جميع الركاب لهذا الحادث.
شعر رهبان الدير بسرقة القطع الذهبية من أمام الأيقونة فأخذوا يفتشون، ويبحثون عن السارق ولكنهم لم يعثروا على أحد.
لاحظ الرهبان وجود المركب في وسط البحر ساكناً في مكانه، فأرسلوا بعض الرهبان من أجل المساعدة، ولما وصلوا إلى المركب، اعترف السارق بما فعل، وردّ القطع المسروقة، فللوقت عاد المركب إلى وضعه الصحيح، فعاد الرهبان إلى قاربهم وسار المركب في البحر بلا مانع وكأن شيئاً لم يكن. ففرح الرهبان وأدوا مجداً لله وشكروا السيدة العذراء التي أظهرت قوتها بنوع عجيب.
وهذه عجيبة أخرى من عجائب هذه الأيقونة، وهي أن أحد الزوار جاء إلى الدير، وطلب من الرهبان أن يقصّوا له عجائب السيدة العذراء التي تمت في دير هم، فقصّ له أحد الرهبان عما كان يعرفه بكل بساطة. ولكن الزائر اعتبر أن كل هذه الأخبار خرافات وحكايات لا تصدق.
بعد قليل صعد الزائر إلى مكان مرتفع في الدير، فسقط من فوق إلى أسفل، عندئذٍ شعر بأن ذلك كان قصاصاً له بسبب قلة إيمانه، فصرخ للحال: "يا والدة الإله أعينيني". فلم يصبه أدنى ضرر، فأسرع للاعتراف بما حدث له.

Mary Naeem 18 - 11 - 2016 04:33 PM

رد: أيقونات العذراء العجائبية وجميع القديسين
 
شرح أيقونة القدّيس النبي ايلّيا
http://www.antiochpatriarchate.org/i...9-10-37-02.jpg




للنبي* ‬إيليّا* ‬أكثر* ‬من* ‬أيقونة،* ‬بعضها* ‬يصوّره* ‬جالسًا* ‬متأملًا* ‬أمام* ‬المغارة،* ‬فوقه* ‬غراب* ‬حامل* ‬في* ‬فمه* ‬خبزةً* ‬يجلبه* ‬له. ‬
وفي* ‬أيقونة* ‬أخرى،* ‬نرى* ‬النبي* ‬إيليّا* ‬جالسًا* ‬في* ‬مركبةٍ* ‬من* ‬نار،* ‬تجرّها* ‬أحصنةٍ* ‬نحو* ‬السماء،* ‬تلفّها* ‬غيومًا* ‬بيضاء* ‬
* ‬اللون* ‬الأحمر* ‬طاغٍ* ‬في* ‬الأيقونة،* ‬نراه* ‬أولاً* ‬في* ‬النار* ‬حول* ‬النبي* ‬إيليا،* ‬وهي* ‬تدلّ* ‬على* ‬قلب* ‬إيليّا* ‬المشتعل* ‬دائمًا* ‬بحبّ* ‬الله* ‬وغيرته* ‬الكبيرة* ‬على* ‬بيت* ‬الرّب* ‬وكلمته*.‬
*- ‬الأحصنة* ‬لونها* ‬أحمر* ‬دلالة* ‬على* ‬الاندفاع* ‬الدائم* ‬لكلمة* ‬الله* ‬وخدمته،* ‬والمركبة* ‬المتّجهة* ‬نحو* ‬السماء،* ‬هي* ‬موطن* ‬القدّيسين* ‬الذي* ‬يحبّه* ‬الله*.‬
*- ‬الغيوم* ‬ترمز* ‬إلى* ‬العاصفة* ‬التي* ‬حملت* ‬المركبة* ‬إلى* ‬السماء،* ‬أما* ‬اللون* ‬الأبيض* ‬فيدلّ* ‬على* ‬طهارة* ‬الرّب* ‬ونقاوته*. ‬فالسحاب* ‬علامة* ‬على* ‬حضور* ‬الله* ‬وعظمته*.‬
* - ‬نرى* ‬النبي* ‬إليشاع* ‬إلى* ‬جانب* ‬المركبة* ‬السفليّ* ‬يحمل* ‬عباءة* ‬النبي* ‬إيليا* ‬دلالةً* ‬على* ‬أنّه* ‬تلميذه* ‬الذي* ‬سيسير* ‬على* ‬خطاه،* ‬ولونها* ‬الأحمر* ‬يدلّ* ‬على* ‬المجد* ‬الإلهيّ* ‬الذي* ‬يعطيه* ‬الرّب* ‬لكل* ‬من* ‬يتقدّس* ‬باسمه*.‬
* - ‬أمّا* ‬إلى* ‬الجهة* ‬الشمالية،* ‬فنرى* ‬النبيّ* ‬إليشاع* ‬يضرب* ‬النهر* ‬بالعباءة،* ‬ليشقّه* ‬قسمين،* ‬فيمرّ* ‬إلى* ‬القسم* ‬الآخر*.‬
وترمز* ‬العباءة* ‬إلى* ‬النعمة* ‬الإلهيّة* ‬التي* ‬يحصل* ‬عليها* ‬القدّيسون،* ‬وإلى* ‬قوّة* ‬شفاعتهم* ‬عند* ‬الله،* ‬فحتّى* ‬العباءة* ‬باتت* ‬مقدّسة* ‬ومغلّفة* ‬بالنار*.‬
*- ‬الخلفية* ‬الصفراء* ‬ترمز* ‬إلى* ‬مجد* ‬الملكوت* ‬الصافي* ‬الذي* ‬يدعونا* ‬إليه* ‬الرّب،* ‬والنور* ‬المشرق* ‬في* ‬أعلى* ‬الأيقونة،* ‬هو* ‬نور* ‬الرّب* ‬الذي* ‬يضيء* ‬على* ‬الناس* ‬جميعًا،* ‬مهما* ‬تكن* ‬جنسيتهم،* ‬وأينما* ‬كانوا*.‬
* - ‬ثياب* ‬النبي* ‬إيليا* ‬هي* ‬خضراء،* ‬دلالةً* ‬على* ‬تجدّد* ‬الحياة* ‬الدائمة* ‬بالروح* ‬القدس،* ‬التي* ‬يعطيها* ‬الله* ‬لكلّ* ‬من* ‬يحبّه* ‬ويتّكل* ‬عليه* ‬ويجاهد* ‬في* ‬حياته* ‬ليبقى* ‬معه*.‬

Mary Naeem 18 - 11 - 2016 04:35 PM

رد: أيقونات العذراء العجائبية وجميع القديسين
 
شرح أيقونة عيد العنصرة
http://www.antiochpatriarchate.org/i...0-10-05-22.jpg




" ستنالون قوة متى حلّ الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً"(أع8:1)
تجسّد هذه الأيقونة حلول الروح القدس على التلاميذ بشكل ألسنة ناريّة، ابتدأ على أثره التلاميذ يشهدون للرّب دون خوف. فإنه عيد تأسيس الكنيسة ومولدها.https://www.antiochpatriarchate.org/...8c7b475c76.jpg
- بعد الفصح أي القيامة شهدنا الصعود وها الآن العنصرة. وهي المرحلة الثالثة في الكنيسة، في العهد الجديد:
فالمرحلة الأولى هي: من البشارة الى الصليب، والمرحلة الثانية هي من الصليب الى القيامة، والمرحلة الثالثة من القيامة الى العنصرة مروراً بالصعود.
- الروح القدس قوّى التلاميذ وأضاء لهم كلّ شيء من جديد. فهموا الكتب، الأحداث التي حصلت معهم... فهذه هي معموديتهم بالروح.
- حدث العنصرة يعيدنا إلى برج بابل ولكن هذه المرة بالعكس. كانوا يتكلمون لغة واحدة ثم ما عادوا يفهمون على بعضهم البعض، وأما الآن فتكلّموا بلغات مختلفة ولكنهم فهموا على بعضهم البعض.
- مكان العنصرة: العليّة. وهذا يعيدنا بالذاكرة الى العشاء السرّي في علّية صهيون.
- الرداء الأحمر فوق ما يرمز الى العلّية يشير الى المجد الإهي الذي كان يظلّل المكان. ونراه في عدة أيقونات مختلفة.
- وضعية التلاميذ وعددهم: كما في الصعود، إثني عشر مع بولس الرسول، ستة من كلّ جهة، أما المكان الوسطي الذي يشكّل مكان الرئيس فهو شاغر، لأن هذا هو مكان الرّبّ يسوع رئيس الكنيسة الدائم.
- يجلس التلاميذ على مقعد نصف دائري وكأنهم في مجلس أعلى، وهذا يذكرّنا بما قاله الرّبّ يسوع: ستجلسون معي وتدينوا الأمم.
- التلاميذ هم على هذا الشكل:
1- من اليمين: بولس، يوحنا، لوقا، اندراوس، برثلماوس وفيليبس.
2- من جهة اليسار: بطرس، متى، مرقس، يعقوب، سمعان، توما.
- على خلاف الصعود، لا نجد مريم في هذه الأيقونة، وذلك لأن مريم نالت معموديتها يوم حلّ عليها الروح القدس في البشارة.
- بطرس يحمل ملفّاً يدل أنه كتب رسالتين، بولس رسول الامم ويحمل مجموعة رسائل ولوقا ومتى ومرقس ويوحنا يحملان أناجيل كونهم كتبوا أناجيل. وكل من بشّر في المسكونة يحمل ملفّاً.
- الرجل المسّن في الأسفل يمثل المسكونة التي تنتظر البشارة لهذا نجده داخل كهف مظلم لأن نور المسيح لم يدركه بعد. وهو مسنّ لأنه يمثّل الخليقة جمعاء الثاقلة تحت ثقل الخطيئة. ويحمل بين يديه قطعة من القماش وضع عليها إثني عشر ملفاً رمزاً للرسل الإثني عشر الذين حملوا البشارة الى العالم وعلى أيديهم تأسست المسكونة.
- طروبارية العنصرة، نجدها في هذه الأيقونة:
- الصيادين هم الرسل، المسكونة تتمثّل بالشيخ الذي يقف في الوسط، والروح القدس بالألسنة النارية الهابطة من فوق." أسكب عليهم روحي- يوئيل". ومعمودية الروح القدس تنشئ ولادة جديدة: الروح القدس في البشارة، كانت نتيجته ولادة المخلّص، وأما الآن فهي ولادة الكنيسة.

Mary Naeem 18 - 11 - 2016 04:37 PM

رد: أيقونات العذراء العجائبية وجميع القديسين
 
أيقونة دخول السيّد إلى الهيكل


أيقونة دخول السيّد إلى الهيكل تُتَرجم ببساطتها ما كتبه الإنجيلي لوقا في الإصحاح الثاني من إنجيله.
عناصرها الأساسيّة ثابتة وهي :
- الطفل يسوع.
- العذراء مريم والدة الإله.
- يوسف خطيب مريم.
- سمعان الشيخ.
- حنّة النبيّة.
- المذبح الذي يعلوه قبة قائمة على أربعة عواميد. القبّة ترمز إلى الرّب الضابط الكلّ والعواميد الأربعة إلى الإنجيليين الأربعة.
ولكن طبعًا هناك مدارس عدة في كتابة الأيقونة (نقول الأيقونة تُكتب ولا تُرسم) فقد نشاهد تنوّعًا في ألوان الثياب، وتمايزًا في خلفيّة الأشخاص والمذبح والهيكل.
كذلك نرى في بعض الأيقونات الرّب يسوع في يدي العذراء مريم وسمعان الشيخ ينتظر اللقاء، وفي أيقونات أخرى نشاهد يسوع محمولاً على ذراعي سمعان الشيخ إمّا يشير إلى العذراء وإمّا يبارك سمعان، وقد تم اللقاء. وقد تختلف وضعيّة الأشخاص في الأيقونة وتوزيعهم.
وعلى الرغم من هذا التنوع يبقى الحدث الأساسي دائمًا في الوسط: الرّب يسوع وخلفه العذراء مريم أمّ النور، ويقابلهما سمعان الشيخ نفسه. وجه يسوع بالغٌ دائمًا وهذا يشير إلى ألوهيته بمعنى أنه كان موجودًا قبل أن يتجسّد.
في هذه الأيقونة مثلًا ، نشاهد:
1- سمعان الشيخ يحمل الطفل بوقار واحترام: ما أجمل هذا اللقاء: سمعان الشيخ، القديم الأيام يلتقي الله الظاهر بالجسد. الشيخ يحتضن الإله طفلاً، سائلاً الله أن يطلقه، ليصير طفلاً في ملكوته.
2- الطفل يسوع يُشير بيده إلى العذراء مريم لأنها والدة الإله: فهذه هي أمّه وأمّ البشريّة جمعاء.
3- مريم تنحني إزاء الحدث الإلهي وترفع يديها قبولاً لمشيئة الله، وهي تُصغي لكلام سمعان الشيخ: فهو يبشّرها بالصليب والقيامة معًا، وهي تضع كلّ شيء في قلبها بنور البشارة والنعمة الإلهيّة.
4- لباس والدة الإله من الخارج داكنٌ إشارةً إلى المجد الإلهي والصبر والجهاد الحسن من دون كللٍ ولا ملل.
5- حنة النبيّة تقف خلف العذراء، تنظر إلى يوسف، وتشير بيدها إلى يسوع علامةً لتحقيق النبؤة.

6- لباس حنّة أخضر، رمزًا للحياة الجديدة بالرّب يسوع.
7- الراية في اليد اليسرى لحنة النبيّة مدوّن عليها: هذا الصبي ثبّت السماء والأرض، به كوّن كلّ شيء ومن دونه لم يكن شيء.
8- القدّيس يوسف يحمل حمامتين كعادة اليهود للذبيحة والتطهير كما ترمزان أيضًا إلى طبيعتَي يسوع الإلهية والبشرية وإلى العهدَين القديم والجديد.

Mary Naeem 18 - 11 - 2016 04:44 PM

رد: أيقونات العذراء العجائبية وجميع القديسين
 
شرح أيقونة الظهور الإلهيّ
الموجودة في دير السيّدة - كفتون
شرح أيقونة الظهور الإلهيّ - دير السيّدة - كفتون

تعريف: هي أيقونة تعود إلى القرن الثالث عشر محفوظة في دير سيّدة كفتون - لبنان.
http://www.antiochpatriarchate.org/i...e2e4be6d27.jpg
لهذه الأيقونة مميّزات عديدة ومختلفة عن باقي الأيقونات التي تعبّر عن الظهور الإلهيّ، وسنأتي على شرحها تباعًا.
- الأيقونة بطول 104سم * 76سم، ذات وجهين: وجه عليه أيقونة لوالدة الإله ووجه عليه أيقونة الظهور الإلهيّ.

- هي مصنوعة من خشب، ومكتوبة (نقول الأيقونة تُكتب ولا تُرسم لأنها صفحة إنجيليّة) بطريقة ال Tempera حيث يُستعمل صفار البيض مع ألوان نباتيّة طبيعيّة والصمغ العربيّ أو الغراء الحيوانيّ.


أقسام الأيقونة الرئيسيّة:
تتألّف الأيقونة من سبعة أقسامٍ تتوالى بحسب الأشخاص والمشاهد فيها، وسنقوم بِشَرحِها قسمًا قسمًا، على التّوالي، لا على حسب الأولويّة أو الأهمّيّة.


1- الحمامة:
- هي تمثّل الروح القدس تماشيًا مع ما قاله الإنجيل: "وإذا السماوات قد انفتحت له، فرأى روح الله نازلًا
مثل حمامة وآتيًا عليه" (مت 16:3).

- تشير الحمامة أيضًا إلى عهد السلام الآتي في العهد الجديد، وهذا يذكّرنا بالحمامة التي أرسلها نوح من السفينة وبشّرته بنهاية الطوفان، وهنا أيضًا نبشَّر بنهاية الموت وتحرُّرِنا من الخطيئة إذا جعلنا المسيح سيّدًا على حياتنا حقًّا.
- شكل الحمامة في هذه الأيقونة معروفٌ في بلادنا الأنطاكيّة، وهي تتميز بالشكل واللون، فلا هالةَ حولها، بل تتوجّه مباشرة إلى المسيح، ولونها أصفر أي ذهبيّ، وهو لون الملكوت الصافي.
- نصف الدائرة فوق يشير إلى كمال الله، وإلى قبّة السماء التي انفتحت في هذا الحدث العظيم.

- الشعاع ثلاثيّ الأبعاد يدلّ على طبيعة الله الثالوثيّة ويسير في ثلاث خطوط متوازية، دلالةً على الأقانيم الثلاثة المتساوية في الجوهر: آب وابن وروح قدس إله واحد»
- دلالتها على السيّد تذكّرنا بنجم أيقونة الميلاد الذي قاد المجوس إلى المخلّص، فأتوا وآمنوا به وسجدوا له، ودعوتنا أن نتمثّل بهم.
- أمّا وضعيّتها فتشير إلى الصفحة الأولى من سفر التكوين: « في البدء خلق الله السموات والأرض، وكانت الأرض خربة خالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرفّ على وجه المياه»، وقال الله ليكن نور فكان نور.
- من هنا يدعى أيضًا هذا العيد عيد الأنوار إلى جانب تسميته بالظهور الإلهيّ، إذ تمّ فيه تمّ أوّلُ ظهور وكشف إلهيّ ثالوثي في العهد الجديد بشكل علنيّ.


2- القدّيس يوحنّا المعمدان:
- لباس القدّيس يوحنا المعمدان بسيط جداً وأقرب من أيقونات أخرى لما جاء في الإنجيل « ويوحنا هذا كان لباسه من وبر الإبل، وعلى حقويه منطقة من جلد. (مت4:3).

- ملامح وجهه نسكيّة بالكامل، ألم يقل الإنجيل إنّ طعامه كان جرادًا وعسلًا برّيًا (مت4:3)،
- إنحناؤه يُشير إلى التواضع والإنسحاق. ليس هو النور بل جاء ليشهد للنور.

ولنلاحظ جيّدًا، لا أحد مستقيم في وقفته إلاّ الرّب يسوع.

- بيده اليمنى يعمّد السيّد وباليد الاخرى يّشير إلى الحمامة وينظر إلى فوق، فهو ليس فقط يعمّد بل يشهد لمجيء النور.

- على خلاف الأيقونات الروسيّة حيث نرى الأجسام ممشوقة جداً، نرى هنا الأجسام معتدلة الطول، الأمر الّذي يشير إلى الطابع المحلّيّ للأيقونة.
- الهالة خلف رأسه تشير إلى قداسته كسائر القدّيسين في الأيقونات،


3- الملائكة:
http://www.antiochpatriarchate.org/i...988964061b.jpg
- عدد الملائكة في هذه الأيقونة ستة. وهذا مرتبط بالتالي:
- يوجد عند بعض الأباء في الكنيسة أمثال القدّيس كليمنضس الإسكندري(القرن الثالث) كلامٌ عن دور كبير لملائكة أوّلين يساعدون الله في عمله الله التدبيريّ. وقد تكلّموا عن دور لهم في الخلق، أيّ عن خروج ملاك من يد الله كلّ يوم من أيّام الخلق الستّة ليكون حاضرًا ومشرفًا على هذا العمل التدبيريّ والخلاصيّ.
- كذلك تكلّم كتاب هرماس الراعي (القرن الثاني) عن ستة ملائكة وعذارى يحيطون بالصخرة التي هي المسيح وبالبرج الذي هو الكنيسة.

- فوجود الملائكة في هذه الأيقونة الجميلة هو من هذا المنطلق. من هنا نشاهد على يسار السيّد الملائكة الستّة على الشكل التالي: " ميخائيل- جبرائيل- أوريل - أبساساكس - روفائيل - عزرائيل "

- كلّ هذا ليشير إلى أهمية هذه الأيقونة شعبيًّا وقربها من المؤمنين وإيمانهم وتقاليدهم، بالإضافة إلى عمقِ مدلولها اللاهوتيّ.

فإذا كانت الملائكة حاضرة في أيّام الخلق الأُولى، ألا تكون اليوم حاضرة في الخلق الجديد للمسكونة جمعاء بتجسّد الله وظهور طبيعته الثالوثيّة ؟

- هذا هو اللاهوت الذي انطلق منه كاتب هذه الأيقونة، فهو أراد أن يعبّر عن مجد الحدث وعظمته. فكاتب الأيقونة ليس مجرد رسّام بل هو لاهوتيّ، أو أقلّه يغرف من اللاهوت ليترجمه بيد الله إنجيلًا للعيان ودعوة للصلاة والتسبيح والترنيم.
- فالملائكة الذين أوجدهم الله ليراقبوا عمليّة الخلق في العهد الجديد نراهم اليوم يشهدون أيضًا على الخلق الجديد للإنسان في العهد الجديد.
- ثياب الملائكة تجمع بين الشهادة والحياة الجديدة. فاللون الأحمر في الأيقونات يرمز إلى الإستشهاد من أجل المسيح ، فكيف إذا كان المسيح نفسه هنا، أي الذي يعتمد، هو الذي سيُصلب من أجلنا جميعًا؟!
- كذلك الستر الذي يحمله الملاك الأوّل ليجفّف الجسد الطاهر، يرمز إلى الأقمطة في الميلاد والصلب والقيامة.

- وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن الأحداث الخلاصيّة لا ينفصلُ واحدُها عن الآخَر، وهذا ما تبرزه الأيقونات، وكذلك الليتورجيا بقوّة،
فالأقمطة مثلًا في أيقونة الميلاد هي نفسها التي نشاهدها في أيقونة القبر الفارغ حيث تأتي النسوة لِيُطيّبن يسوع.


4- الملك داود:
في أعلى الأيقونة على جهة اليسار ، أيّ فوق القدّيس يوحنا المعمدان، نشاهد الملك داود يحمل رايةً مكتوبًا فيها باللغة العربيّة ما ترتّله الكنيسة الأرثوذكسيّة في هذا العيد، وهي آيات من المزمورين 87 و114:

- البحر رآه فهرب.

- الأردن رجع إلى خلف، الجبال قفزت مثل الكباش والآكام مثل حملان الغنم.

- ما لك أيها البحر قد هربت وما لك أيها الأردن قد رجعت إلى خلف.

- وما لكن أيتها الجبال قد قفزتن مثل الكباش وأيتها التلال مثل حملان الغنم؟

- أيتها الأرض تزلزلي من قدّام الرّبّ من قدام إله يعقوب! المحوِّل الصخرة إلى غدران مياه..

- الصوّان إلى ينابيع مياه...


5- أشعياء النبيّ:
في الجهة المقابلة على جهة اليمين، أيّ فوق الملائكة، نشاهد أشعياء النبيّ يحمل رايةً تحوي مقاطع من آياته مكتوبة باللغة السريانيّة تدعو إلى التطهير، وهي أيضًا ترتّل في ليتورجيا العيد.
اللغة السريانيّة ليست غريبة بتاتًا عن الكنيسة الأرثوذكسيّة، بحيث كانت تستعمل في الصلوات لأنّها بكلّ بساطة كانت لغّة الشعب، وهناك كتب طقسيّة كثيرة تشهد على ذلك، ويعود تاريخها إلى ما بعد الألف الاول بعدّة قرون.
- اغتسلوا. تنقّوا. اعزلوا شرّ أفعالكم من أمام عينيّ. كفّوا عن فعل الشرّ. (أش16:1).

- أيها العطاش هلّموا جميعًا إلى المياه...( أش1:55).
- فتستقون مياهًا بفرحٍ من ينابيع الخلاص(أش3:12).

6- الرجل القديم:
في الأسفل ، في عمق المياه وتحت أقدام يسوع رجل شيخ متقوقع مهزوم يتوسّل إلى الرّب كي لا يفنيه، وهو يمثّل الشيطان المنهزم أمام الله المتجسّد, غُلب إله الشرّ ولم تعد المياه
مسكنًا له. بالمعموديّة تجدّدت الخليقة وكلّ شيء أصبح نقيًّا وجديداً طاهرًأ.
والإنسان مدعو إلى أن يحافظ على هذه الحالة، وإن سقط فله التوبة والإغتسال بمياه دموعٍ عن خطاياه وطلب الغفران والمسامحة. «تعبت في تنهدي. أعوّم في كلّ ليلة سريري، بدموعي أُذَوِّبُ فراشي (مز-6:6)»

7- الرّب يسوع المسيح المخلّص:
محور الأيقونة والعيد.
- أول ما يلفت نظرنا في هذه الأيقونة، الرّب يسوع المسيح في الوسط عريانًا بالكليّة.
- عري يسوع يُشير إلى حالة آدم الأول في الفردوس قبل السقوط، أيّ الحالة الإلهيّة التي خُلق عليها الإنسان الأوّل، حالة الطهارة والنقاوة، الإنسان مخلوق على صورة الله ومدعوّ أن يحقّق المثال، والخطيئة هي دخيلة عليه وليست من طبيعته بتاتًا، فالله خلق كلّ شيء حسن.

- لنحدّق جيّدًا فيه، إنّه الوحيد الذي يقف مستقيمًا، كما أشرنا سابقًا، لأن الرّب دائمًا قائمٌ ونحن به وفيه قائمون.
- الغلبة والنصر له على الدوام وقد أعطانا هذه الحالة القياميّة إذا نحن فعلًا ثبتنا فبه: « أثبتوا فيّ وأنا فيكم (يوحنا 4:15)»

- رأسه منحنٍ بإرادته، مشيئة الله الثالوثيّة هي خلاص الإنسان. هذا هو العبد المتألّم “ابني الحبيب” (اشعياء 53) لقد ارتضى الله بنفسه أن يأتي إلينا لأنّه أحبّنا أوّلاً.

- من هنا كانت شهادة الله الآب على القبول الطوعيّ للإبن بالروح القدس فكان: « صوتٌ من السماوات قائلا: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت مت17:3».

هذه الوقفة بالذات مع انحناء الرأس صورة مسبقة للصلب، وهذا تمامًا يذكّرنا باللحظات الاخيرة على الصليب.
« فلما أخذ يسوع الخل قال: قد أكمل. ونكّس رأسه وأسلم الروح (يو 30:19 ) ».

ولا تنتهي وقفة يسوع هنا فقط، بل تمتدّ إلى القيامة، فوقوفه في وسط المياه الداكنة هو في الحقيقة وقفة في وسط الجحيم أيّ في وسط الموت لتكون القيامة.
فالقدّيس باسيليوس الكبير يدعو المياه هنا « بالقبر الجاري».
وهذا هو المعنى الحقيقي لكلمة عماد أي اصطباغ في اللغة اليونانيّة Baptizo والتي تشير إلى التغطيس الكامل - الموت والحياة.
من هنا يدعى القدّيس يوحنّا المعمدان يوحنّا الصابغ .
وهذا ما تعتمده الكنيسة الأرثوذكسيّة بالتغطيس الثلاثيّ الكامل للمزمع أن يعتمد: « فنحن نموت مع المسيح ونقوم معه ».
- فلنسترجع ما حصل مع يسوع وهو صاعد إلى أورشليم ليسلّم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت، ويسلمونه إلى الأمم لكي يهزأوا به ويجلدوه ويصلبوه وفي اليوم الثالث يقوم:

« حينئذ تقدّمت إليه أم ابني زبدي مع ابنيها ، وسجدت وطلبت منه شيئا. فقال لها: ((ماذا تريدين؟)) قالت له: ((قل أن يجلس ابناي هذان واحد عن يمينك والآخر عن اليسار في ملكوتك)).
فأجاب يسوع وقال : ((لستما تعلمان ما تطلبان. أتستطيعان أن تشربا الكأس التي سوف أشربها أنا ، وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا؟» (متى20)
- إذًا نزول يسوع إلى المياه وصعوده منها على الفور، يعني النزول إلى الجحيم والصعود منها على الفور بعد تفجيرها بنوره البهيّ وحضوره الإلهيّ.

- فكيف يمكن للجحيم أن يقبض على المخلّص ولو حتى لبرهةٍ؟!!

وهكذا نحن لا يتغلّب علينا الموت إذا كنّا حقًأ متّحدين بالقائم.

- وهذا ما يفسّر وضوح تقاسيم الأحشاء الظاهرة في جسد يسوع، لتعلن أنّ الرّبّ ليس ضعيفًا، بل على العكس تمامًا، هو يتحدّى الشيطان في عمق مملكته ويينتصر عليه. وجميلٌ أن نعرف أن التقاسيم هذه موجودةٌ أيضًا في أيقونة الصلب.
ملاحظة: الأحرف اليونانيّة الأربعة على يمين ويسار هامة الرّب يسوع المسيح هي في الحقيقة الحرفان الأوّلن لكلمَتي يسوع المسيح باللغة اليونانيّة. والهالة التي خلف رأسه يوجد في داخلها دائمًا صليب إشارةً إلى صلبه.


الألوان في الأيقونة:

إعتمد كاتب هذه الأيقونة خلفيّة غامقة تتألف من اللونين الأسود والأزرق الداكن ليعطي قوّةً كبيرة للأشخاص في هذا الحدث الإلهي وبالأخص الرّب يسوع، من هنا نلاحظ ما يلي:
- القسم العلوي في الخلفيّة من الأيقونة أسود اللون لأن يسوع هو النورالآتي ليبدد ظلمة الخطيئة. «الجالسون في الظلمة أشرق عليهم نور».
- المياه خلف الرّب يسوع داكنة لكثرة الخطيئة فيها، وهذا ما يبرر وجود الرجل في الأسفل الذي يرمز إلى الخطيئة منذ القدم.
- ألوان الملائكة، بالإضافة إلى الأحمر الذي يرمز إلى الشهادة والاخضر إلى الحياة الجديدة كما ذكرنا سابقًا، فهي بمجملها تبرز بوضوح فرحة العيد.
- الرّب يسوع يطغى عليه اللّون الذّهبي الذي هو لون الملكوت الصافي النقي، وهذا يذكّرنا بما هو مدعو الإنسان لأن يرتديه: أي أن يلبس الرّب يسوع نفسه، وأيضًا بما نقرأه في سفر الرؤيا:« لأنك تقول إني أنا غني وقد استغنيت، ولا حاجة لي إلى شيء، ولست تعلم أنك أنت الشقي والبائس والفقير والأعمى والعريان. أشير عليك أن تشتري مني ذهبًا مصفىً بالنار لكي تستغني، وثيابًا بيضاء لكي تلبس، فلا يظهر خزي عريتك. وكحّل عينيك بكحل لكي تبصر (18-3:17)»


خلاصة:
إذا كان عنوان الأيقونة كما هو مدوّن عليها أعلاه باللغّة اليونانيّة: «التغطيس»، فهو لكي نخلع في هذا العيد المبارك الإنسان العتيق، إنسان الخطيئة، الإنسان الأنانيّ، الإنسان المائت، الإنسان الترابيّ، الإنسان الزائل، وندخل مع الرّب عراةً من كلّ شهوة وخطيئة، لنلبس معه الإنسان الجديد، الإنسان النورانيّ والإنسان القياميّ.

Mary Naeem 20 - 01 - 2017 03:53 PM

رد: أيقونات العذراء العجائبية وجميع القديسين
 
أيقونة القيامة أو النزول إلى الجحيم



حوالي سنة 1310 كنيسة المخلص - (خورا) اسطنبول
http://www.msgchp.com/images/speechicon/speechicon2.jpg
أيقونة حديثة واضحة المعالم
المقدمة:
في كنيستنا الأرثوذكسية أيقونة النزول إلى الجحيم هي نفسها أيقونة القيامة لأن عيدنا بقيامة المسيح هو نفسه عيدنا بهدمه للجحيم وإماتة الموت. "إننا معيدون لإماتة الموت وبهدم الجحيم...." (قانون الفصح).
ونحن أمام أيقونة القيامة هذه التي تعود إلى القرن الرابع عشر عصر النهضة التصويرية، لفنان مجهول الهوية، موجودة على الحنية خلف الهيكل في معبد بجانب الكنيسة الرئيسية كنيسة المخلص "خورا" في القسطنطينية التي ترجع إلى القرن الخامس التي أُعيد بناؤها في القرن الثاني عشر والتي حوَّلها الأتراك إلى الجامع "كريه جامي" بعد احتلالهم عاصمة الأباطرة البيزنطيين.
نترك هذه الأيقونة لتتحدث عن نفسها في تقسيماتها الأربع التالية:
تتجلى في هذه الأيقونة عقيدتي الفداء والقيامة، أما الفداء فنكتشفه من خلال جروحات المسيح الخمس علاوة على أنه بالصليب نزل إلى الجحيم أما القيامة فتظهرها هذه الأيقونة على أن قوة قيامة المسيح، قادرة على إقامة من يريد. فالأيقونة ترينا كيف أنه أقام آدم وحواء (الذين يمثلان البشرية كلها). وهذا مدلول قيامة لإقامة كثيرين.

1- مقطع يسوع المجلل بالنور:
http://www.msgchp.com/images/speechicon/speechicon3.jpg
نرى هنا يسوع الغالب المجلل بالنور والمجد الإلهي يملؤه العطف والحنان والحب الذي بسببه قبل أن يتجسد وأن يتألم ويموت أيضاً. بالقوة والقدرة والانتصار. نراه الآن قد نزل إلى أسافل دركات الجحيم ليبشر الموتى وينهضهم بقيامته.
وكما هو ظاهر في الأيقونة أنه اليوم حضر النور الساطع كالبرق (قانون الفصح). لينير الظلمة ويغلبها. حضر السيد ليكمل بشارته التي بدأت بالذين على الأرض واليوم يعلنها للذين في الجحيم "قد بشّر الأموات أيضاً بالإنجيل" (بطرس 6:4).
كما نرى أيضاً في هذا المقطع من الأيقونة أن السيد قد جاء بقدرتهالقادرة على تحطيم الأقفال القوية التي احتجزت آدم وذريته "أيها المسيح.... فسحقت الأمخال الدهرية المثبتة الضابطة المعتقلين" (قانون الفصح) ولا يفوتنا أن نرى في الأيقونة أيضاً أنه الآن كشف عن مجده الحقيقي ونوره الساطع وقدرته الخالقة كل البرايا. اليوم كشف عن الهوية، الذي احتار به الشيطان من يكون.

2- وفي المقطع الثاني من الأيقونة:
http://www.msgchp.com/images/speechicon/speechicon4.jpg
نرى الرجل المقيد والأبواب المكسرة والقيود المفككة الأغلال)، ويسوع يقف فوق أبواب مكسرة وأقفال ورجل مقيد في ظلمة داكنة ألا وهو إبليس سبب الموت والفساد قُيِّد ووُضع في الهاوية التي صنعها والظلمة التي هو سببها، وعرف أن وعد الله صادق هو وأصبح حقيقة.
قيَّد الذي كان يُقيّد قديماً الداخلينإليه، بقيوده ذاتها، بعد أن كسّر أبوابه التي لم تستطع أن تحتويه داخلها "اليوم الجحيم تنهد صارخاً، لقد كان الأَجود لي ألا أقتبل المولود من مريم لأنه مع ما أقبل نحوي حل اقتداري وطحن أبوابي النحاسية وأنهض النفوس التي كنت استوليت عليها، بما أنه إله..." (ستيشيرات مساء السبت المقدس).


3- الجهة اليسرى من الأيقونة:
http://www.msgchp.com/images/speechicon/speechicon5.jpg
أي على يمين السيد نرى يوحنا المعمدان يشير إلى السيد ويقف بجانبه الملك داود، والملك سليمان، وكأنهم يتحدثون. فتقول هنا الأيقونة: وكانت بشارة يوحنا المعمدان سابقةً للسيد المسيح أيضاً في الجحيم موضحاً ومطمئناً للذين هناك بقرب الفرح الكبير ونهاية القيود.




4- وعلى الجهة اليمنى من الأيقونة:
http://www.msgchp.com/images/speechicon/speechicon6.jpg
في قسمها الرابع نجد جمع غفير من أهمهم الأنبياء موسى وإيليا وهابيل الذين كانوا في الجحيم جميعهم أنبياء وأبرار وصدِّيقون غمرهم الفرح وتهللوا بهذا اليوم وأسرعوا نحو النور الذي أضاء ظلمتهم لتقول الأيقونة برموزها الواضحة النشيد الكنسي: "أيها المسيح إن المكبلين في سلاسل الجحيم لما لاحظوا إفراط تحننك الذي لا يقدر، حضروا مسرعين نحو النور بإقدام متهللة. عاقدين فصحاً أبدياً" ( قانون الفصح).

الخاتمة:
وهناك عظة للقديس إيبفانيوس يوم (سبت النور) فيها وصفاً فعلياً لهذه الأيقونة، إذ ينزل السيد المسيح إلى آدم ويخاطبه قائلاً: أنا إلهك وبك صرت ابنك!
قم أيها النائم, لأنني لم أطلقك لتقيد هنا.
قم من الموت أنا حياة الميت.
قم يا جبلَتي يا شكلي،يا من خُلقت على صورتي كشبهي
تعال هيا بنا نذهب من ههنا، فأنت فيَّ وأنا فيك، وكلانا شخص واحد وحيد بلا انفصال.

https://upload.chjoy.com/uploads/1436778513431.jpg

Mary Naeem 20 - 01 - 2017 03:53 PM

رد: أيقونات العذراء العجائبية وجميع القديسين
 
تفسير أخر


"اليوم الجحيم تنهدت صارخة. قد انكسرت شوكتي .لأن الراعي صلب و أنهض آدم . والذين كنت مستولية عليهم فقدتهم .الذين ابتلعتهم باقتداري تقيأتهم بالجملة .لأن المصلوب أخلى القبور و اضمحلت شوكة الموت . فالمجد لصليبك يا رب و لقيامتك ". هذا ما تطلعك به الكنيسة الأرثوذكسية ، في ليتورجيا غروب السبت العظيم المقدس ، فبأجلى بيان ترسم كتاباتها أيقونة تعبّر أصدق تعبير عن تمرمر الجحيم عند معاينتها السيد ، آت بملكه ليحلّ القيود القديمة كما لعنة آدم السّاقط وجاعلاً كلّ شيء جديد.

تعلّم كنيستنا المقدّسة ،أنّه بينما كان جسد المسيح يوم السبت في القبر ، كانت نفسه في الجحيم ، و قبل التجسد كانت أبواب الفردوس مغلقة أمام البشر ، و هنا يجب ألاّ نخلط بين الجحيم و جهنم . فالجحيم هي المكان الذي تذهب اليه أروح جميع الراقدين ، حيث لا مكافأة و لا خلاص . فهي بمثابة "سجن" لأنفس الخطأة و الأبرار . و بما أن المسيح مات على الصليب . طلب الموت انزال نفسه الى الجحيم . ولكن هذه حصلت على معطي الحياة الّذي حطم الموت و القيود الّتي منذ القديم ليزيل عنّا حمل الخطيئة الثقيل و يحررنا من اللّعنة التي كانت لآدم. و الأيقونة التي أمامنا توضح هذه الفكرة .

على الرغم من أن الأيقونة تصوّر مجرى الأحداث يوم السبت العظيم فإنها تسمّى أيقونة القيامة لأنها تُنبئ بالاحتفال بقيامة المسيح وبالتالي بقيامة الأموات الآتية.


أما بالنسبة لأيقونة القبر الفارغ، فإن التصوير الأعم لهذا الحدث نراه في أيقونة حاملات الطيب. الملاك يجلس على طرف القبر والعمامة على الطرف الآخر وهو يشير إليها بأصبعه مبشّراً النسوة بالقيامة: "لِمَ تطلبْنَ الذي في النور الأزليّ مع الموتى كإنسان؟ ليس هو ههنا لكنه قام". وبدرجة ثانية هناك زيارة بطرس ويوحنا القبر ورؤيتهما الأكفان موضوعة على حدة.



يطغى على الأيقونة في الغرب الكثير من الواقعيّة التصويريّة، فتبقى أيقونة القيامة على هامش الحقيقة التاريخيّة والإنجيليّة خصوصاً، على سبيل المثال، بتصوير لحظة خروج المسيح من القبر: يظهر ملاك يدحرج الحجر والمسيح ناهض بالعلم في يده (علامة الظفر). الانطباع السائد هو أن الملاك دحرج الحجر ليخرج المسيح بينما يظهر حوله الجنود-الحرّاس بدهشة وخوف، على نمط إقامة لعازر، وهذا عكس الرواية الإنجيليّة. في رواية متى الإنجيليّ هناك حديث عن الملاك الذي يدحرج الحجر، ولكن قبيل ذلك تمّت زيارة النسوة للقبر. والغاية من ذلك إفساح المجال للنسوة لتعاينَّ أن القبر فارغ وليس لكي يخرج المسيح منه.



قيامة المسيح لم يرها أحد ولا نعرف متى وكيف حصلت. الزلزال ودحرجة الحجر حصلا قبيل وصول حاملات الطيب المتحيّرات: "كيف ومن سيدحرج لنا الحجر"؟ أما الحرّاس فصاروا كالأموات عند مشاهدتهم الملاك الكثير الضياء واقفاً عند الحجر المدحرج عن باب القبر.


لا تتكلّم أيقونة القيامة، والمعروفة بأيقونة "النـزول إلى الجحيم"، عن حدث ما حصراً، ولكن عن واقع الغلبة على الموت، هيمنة النور على الظلمة، ربط الشيطان وتحرير المعتقلين، الثقة بالقيامة والاستهتار بالموت، لأن عيدنا بقيامة المسيح هو نفسه عيدنا بهدمه للجحيم وإماتة الموت. "إننا معيدون لإماتة الموت وبهدم الجحيم...." (قانون الفصح) . لهذا السبب نجد أن فن رسم الأيقونات لا يرسم لحظة القيامة لأنه لم يوجد شاهد بشري ولا شهادة انجيلية قط عليها. أما الأيقونات(غير الأرثوذكسية) التي تصور المسيح لحظة القيامة فهي أيقونات متأخرة الظهور ومتأثرة بفن عصر النهضة في أوروبا وبالتالي فقد فقدت الحس اللاهوتي الصحيح(حتى القرن الثالث عشر كان المسيح يصور كشهيد على الصليب،ولكن كشهيد غالب منتصر.أما في العصور الوسطى فقد حول عصر النهضة هذا الفن الكنسي وبدأ يرسم المسيح متألماً على الصليب، ومبالغاً بتصوير كل بشاعات الألم والعذاب) أما فن الأيقونات الأرثوذكسية فيرسم القيامة في أيقونتين رئيسيتين الأولى: نزول المسيح إلى الجحيم.والثانية ترسم حاملات الطيب عند القبر.


نترك لأيقونة النزول إلى الجحيم أن تتحدث عن نفسها في تقسيماتها الأربع التالية:


تتجلى في هذه الأيقونة عقيدتي الفداء والقيامة، أما الفداء فنكتشفه من خلال جروحات المسيح علاوة على أنه بالصليب نزل إلى الجحيم أما القيامة فتظهرها هذه الأيقونة على أن قوة قيامة المسيح، قادرة على إقامة من يريد. فالأيقونة ترينا كيف أنه أقام آدم وحواء (الذين يمثلان البشرية كلها). وهذا مدلول قيامة لإقامة كثيرين.


1.مقطع يسوع المجلل بالنور:
نرى هنا يسوع الغالب المجلل بالنور والمجد الإلهي يملؤه العطف والحنان والحب الذي بسببه قبل أن يتجسد وأن يتألم ويموت أيضاً. بالقوة والقدرة والانتصار. نراه الآن قد نزل إلى أسافل دركات الجحيم ليبشر الموتى وينهضهم بقيامته.



وكما هو ظاهر في الأيقونة أنه اليوم حضر النور الساطع كالبرق (قانون الفصح). لينير الظلمة ويغلبها. حضر السيد ليكمل بشارته التي بدأت بالذين على الأرض واليوم يعلنها للذين في الجحيم "قد بشّر الأموات أيضاً بالإنجيل" (بطرس 6:4).



كما نرى أيضاً في هذا المقطع من الأيقونة أن السيد قد جاء بقدرته القادرة على تحطيم الأقفال القوية التي احتجزت آدم وذريته "أيها المسيح.... فسحقت الأمخال الدهرية المثبتة الضابطة المعتقلين" (قانون الفصح) ولا يفوتنا أن نرى في الأيقونة أيضاً أنه الآن كشف عن مجده الحقيقي ونوره الساطع وقدرته الخالقة كل البرايا. اليوم كشف عن الهوية، الذي احتار به الشيطان من يكون. بالصليب الذي بيده و الّذي غدا بحنوّه و عظيم قدرته علامة فداء و نصرة على الموت فهو يظهر مجللاَ بالبياض دلالة على ألوهيته و الهالة التي تحيط به ، رمز نوره الساطع الّذي أنار به الظلمة و غلبها . وأبواب الجحيم تظهر محطمة عند قدمي السيد ، مفاتيحها و أقفالها المتكسرة قد تبعثرت أيضاً عند أقدامه.

Mary Naeem 20 - 01 - 2017 03:53 PM

رد: أيقونات العذراء العجائبية وجميع القديسين
 
أيقونة الصعود
http://www.msgchp.com/images/speechicon/1%20A.jpg
أيقونة روسية من القرن الخامس عشر - مدرسة موسكو للرسم
وهي موجودة في رواق متحف تريتاكوف في موسكو
http://www.msgchp.com/images/speechicon/1%20B.jpg
أيقونة واضحة المعالم 1547م
مقدمة:
لنعد إلى كل من النص الإنجيلي في رواية الصعود عند (لو50:24-53) وعند لوقا أيضاً في سفر الأعمال (أع9:1-11) نراه معّبر عنه ليتورجياً بأدق المعاني اللاهوتية وقوة النص في حياكة بالروح يوصلنا لنكون نحن المعاينين للصعود بما نحمله من قلوب ممتلئة بالبهجة, تلك التي قادت بولس الرسول ليعبر عنه بقوله: "إن الذي نزل هو نفسه صعد أيضاً إلى ما فوق السماوات كلها ليملأ كل شيء" (أف10:4).
وبما أن حياة المؤمن ترتقي النفس فيها من خلال نصوص الإنجيل, وتعابير الآباء القديسين في عيشها ليتورجياً, فإن هذه الأنفس قادرة على نقل اللغة الروحية إلى صور روحية التي هي الأيقونات المتشكلة من تلك الاقتباسات لتساعدنا في تأملنا فيها مُشكّلة بالإضافة لما سبق, قوة روحية في صميم حياتنا آتية من سر التجسد الإلهي, فكما أن المسيح كلمة صار جسداً,كذلك الأيقونة هي بالظاهر رسم لكن بالحقيقة طريق يقود المؤمن ليرفع قلبه إلى الله, وإلى القديسين بعون الروح القدس ذاته الذي ألهم هؤلاء الرسامين ليضعوا بين أيدينا نوعاً من الإنجيل الذي يقودنا عن طريق التأمل لنصل إلى سر الله في المسيح.
2- أيقونة الصعود:
كثيرة هي أيقونات الصعود, وكلها تستقي من الإنجيل موضوعاتها. كما وتستعين بالمفهوم اللاهوتي ليتورجياً, أو تتفاعل مع الليتورجيا لتعطينها العون على صياغات جديدة آتية من التأمل الروحي في الأيقونة.
"يا يسوع الحلو أنك من الأحضان الأبوية لم تنفصل وتصرّفت على الأرض مثل إنسان. اليوم ارتقيت بمجد من طور الزيتون وبإشفاق منك أصعدت طبيعتنا الهابطة وأجلستها مع الآب. فلذلك مصاف السماويين الذين لا أجسام لهم عراهم الذهول وارتاعوا مبهوتين وارتعدوا من العجب وعظموا محبتك للبشر فمعهم ونحن الأرضيين نمجد تنازلك إلينا وارتقاءك من عندنا متوسلين وقائلين: يا من أوعبت تلاميذك ووالدتك والدة الإله بصعودك فرحاً يفوق الحد أهلنا بوسائلهم لفرح مختاريك لأجل عظمة مراحمك" (قطعة غروب ذكصا كانين العيد).
مع عيد الصعود اليوم اخترنا أيقونة روسية, قد تكون متميزة بفنها القادر على محاكاة النفس, فالأنفس المعتادة على الصمت بخشوع قادرة على أن تستسلم للجمال الإلهي الذي به نصل إلى القصد خلف ما تعطينا الأيقونة إياه.

نحن الآن مع فنان روسي كنسي مجهول, يرتبط فيه بشخصية المعلم اليوناني الكبير ثيوفانس بدءاً من القرن الرابع عشر ليكون له تلاميذ كثيرون من بينهم الراهب أندره روبلوف الشهير خاصة في أيقونته عن (زيارة ضيوف إبراهيم) أو (الثالوث الأقدس). وربلوف بدوره ترك تلامذة من بينهم راسم أيقونة الصعود هذه.
نحن إذن الآن مع الأيقونة في جبل الزيتون حيث التلاميذ مجتمعون ليشكلوا مع ألوان الرسم ومعطياته حركة كمثل حركة مركبة الصعود المحمولة من الملائكة كمثل المركبة النارية التي تحمل إيليا النبي في صعوده. حيوية لا توصف يتمتع بها هذا الرهط من الأشخاص الشاخصة نحو العلاء, يغمرهم الفرح الممتزج بسلام, دون ما أن يغيب عنهم الاندهاش والتساؤل والاستغراب علاوة على ذلك يتصفون بشكل ملحوظ بحركة دؤوبة تدل على منطلقهم المقبل لكرازة هي رسالتهم المحمولة من ذاك المحمول على عربة الملائكة.
كان لهم هو قاعدة وضمانة حضور الله بشخصه. والآن سيبقى هو الحاضر بالروح أما هم فكما نرى بقاعدتهم الرسولية يشكلو قاعدة الكنيسة ليبقى كما في الأيقونة هو الرأس. جمال هذا الرأس أي المسيح أنه محاط بشكل دائرة بما يعرف في الرمز دائرة الكرات الكونية التي تظهر مجده الصاعد إليه. ولا يغرب عن نظرنا مشهد ملاكين يلبسان ليس ثياب بيضاء, بل ثياب الرسل في لونها الذي بدل عليهم بعلاقتهم معه, هذه العلاقة تدل على سر التجسد الإلهي المرموز لها بالثياب ذات اللون الأخضر. أي أن المسيح وإن صعد بالجسد فهو باقٍ بكنيسته من خلال عطاءات دمه الإلهي الذي أُعطي للمؤمنين فيسر الفداء سيبقى غذاءهم في كنيسة. هذا ونرى المسيح يبارك بيد ويحمل الإنجيل باليد الأخرى. وكأن الأيقونة تقول إن البركة تعطي للمؤمنين الذين يحيون الإنجيل
. هذه هي رابطتهم بالمسيح الصاعد إلى السماء .
نعود إلى أرضية جبل الزيتون التي فيها حركة الرسل لنرى بالمقابل وفي الوسط ثبات السيدة العذراء التي بدءاً من ثباتهافي قولها للملاك "ليكن لي" (لو38:1) تعلمنا أن نثبت في قولنا (نعم) عندما يكلمنا الله. لهذا تشكل وقفتها مع الرسل الثبات والحركة مع قوة البركة الآتية من السماء في صعود المسيح المتجسد بألوهيته المقدسة.
الجميل جداً والمؤثر جداً والبعد الروحي الذي لا يوصف هو يدا السيدة العذراء كمعلمة من خلال وجه يستلهم من السماء في صعود ابنها عطاء بركة وشفاعة بحركة كلٍ من يديها الذين يحملان من شخصها رقّة ورشاقة وشفافية. فوجهها الصافي ينقل إلينا كل نقاوة قلبها وكيانها الداخلي. خاصة وجود الملاكين بثياب بيض اللذين لا يفارقانها. هما صلتها بالله وهما صلة الله بها. وهما اللذان نقل لنا الإنجيل في سفر الأعمال عنهما, وهذا ما نجده بالأيقونة, يكلمان الرسل الشاخصين إلى السماء بقولهما لهم: "أيها الرجال الجليليون, ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء, إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء, سيأتي هكذا كما عاينتموه منطلقاً إلى السماء" (أع11:1).
3- علاقة أيقونة الصعود بمشهد المجيء الثاني للمسيح:
يلتقي في الأيقونة صعود المسيح, ومعه صعود آخر للقلوب الخاشعة التي ترى البعد الروحي غير المنظور, والذي الأيقونة تقود إليه. فلنتأملها بإيمان فنلتقي معيسوع كلنا بقلوب واحدة شاخصة إلى الذي يقول وهو صاعد أنه سيأتي هكذا كما صعد.
لنقف قليلاً عند آخر جملة كتبناها "سيعود هكذا كما صعد" !!! هل في الأيقونة مدلول غير مباشر مع صعود المسيح, ينقل لنا مشهد مجيئه الثاني بصورة سرية وغير مدركة ولا معروفة كيف؟ لكن الأيقونة تعطي فرصة للتذكر الدائم بأن هذا الصعود هو إتيان أي مجيء ونزول. فالكنيسة المرموز لها بالعذراء والرسل هي نحن الشعب المؤمن الذي سيلاقي المسيح في هذا القدوم خاصة وأن الملاكيين يقولان لنا: أنظروا "إنه آتٍ" !!! فهل ستقول وقتها "نعم تعال يا يسوع" أم سنكون خائفين؟.
4- خاتمة:
إذا تأملنا الأيقونة من جديد مستعينين بمتأملين لاهوتيين فإننا نرى مع اللاهوتي الروس (بول أفدوكيموف) أن هذه الأيقونة تكشف عن أشكال هندسية سرية تدعم حقيقة الأيقونة. فالتناسق الظاهر يكشف لنا عن أن هناك مثلث متساوي الأضلاع بصورة خفية بإمكاننا أن نتحقق منه إذا رسمنا يبدأ من أقد السيدة العذراء لينتهي مع انحناءة الملاك الواقف يمينها, ماراً بطرف أصبع الملاك الواقف عن اليسار.
إن رؤوس المثلث المتساوي هو رمز للثالوث الأقدس, والحاضن للكنيسة ليعطيها الحياة. أيضاً تجد دائرة منتظمة تتضمن التلاميذ من رؤوسهم إلى أرجلهم هيبمثابة صورة مكبرة للدوائر التي يجلس المسيح عليها في صعوده. فهم يتحركون بحركته.
ثم إننا نجد خطاً عامودياً مستقيماً ينطلق من المسيح نحو مريم ليعبر عن تدفق الألوهة المنسكب عليها. فيقسم اللوحة قسمين متساويين ملتقيين بخط الأفق المكون صليباً يدعم فيه الأيقونة.
هكذا يريد الرسام المغبوط أن نشكل مع المسيح أماكن يكون لنا فيها علاقة معه. هدف الأيقونة هو: وصولنا إلى الله بالمسيح الصاعد يسوع إليه, لنكون في عالم الملكوت هناك, لكن بعون الروح القدس.

Mary Naeem 20 - 01 - 2017 03:55 PM

رد: أيقونات العذراء العجائبية وجميع القديسين
 
أيقونة البشارة
http://www.msgchp.com/images/speechicon/albshara.jpg
http://www.msgchp.com/images/speechi...e-(117)(1).jpg
أيقونة أثرية من دير القديس جاورجيوس
مقدمة:
"ها الآن قد ظهرت إعادة دعوتنا. لأن الإله يتحد بالبشر بحال تفوق الوصف وبصوت رئيس الملائكة قد تلاشت الضلالة. لأن العذراء تقبلت الفرح. وصارت الأرضيات سماويات. والعالم أعتق من اللعنة القديمة. فلتبتهج الخليقة. ولتسبح هاتفةً. أيها الرب مبدعنا وفادينا المجد لك" قطعة الابوستيخن في غروب عيد البشارة.
بشارة الملاك جبرائيل للعذراء هي بداية قصة ميلاد المسيح، وتحقيق وعد الله الصادق بالخلاص للبشر. حيث تدبير الله الفائق على العقول وأحكامه العظيمة ومحبته الواسعة.
هذه القصة، البشارة، هي قصة كتابية رواها لنا القديس لوقا في إنجيله "وفي الشهر السادس أُرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها الناصرة إلى عذراء مخطوبة برجل من بيت داود اسمه يوسف ... فمضى من عندها الملاك" (لو26:1-38).
1-الأبنية:
http://www.msgchp.com/images/speechicon/albshara2.jpg
وهي ترافق العذراء في أيقوناتها، التي تحمل مناسبات كأيقونة ميلاد العذراء والبشارة. الأبنية التي تدل على الهيكل التي تربت فيه هذه الفتاة النقية والتي تمثل العهد القديم، والأبنية الأخرى التي تمثل الهيكل الجديد والعهد الجديد والوشاح الأحمر الذي يربط بينهما (بين العهدين) والذي يدل على السيدة العذراء التي بواسطتها انتقلنا من القديم إلى الجديد.
2-الملاك:
http://www.msgchp.com/images/speechicon/albshara3.jpg
"لقد أُرسل من السماء غفرائيل رئيس الملائكة ليبشر العذراء بالحبل فجاء إلى الناصرة مفتكراً في نفسه ومنذهلاً من العجب. كيف أن الذي في الأعالي وهو غير مدرك يولد من بتول..." قطعة ذكصا كانين غروب العيد.
نرى في الملاك حركة قدوم من مكان ما حيث أن الله أرسله وبنفس الوقت حركة تعجب ورعدة من الخبر والبشرى المُرسل من أجلها وبيده يعطي العذراء البركة المرسلة إليها من الله.


3-العذراء:

http://www.msgchp.com/images/speechicon/albshara1.jpg
فتاة عذراء وفي نيتها أن تبقى عذراء، فجأة يظهر أمامها ملاك الله وليس هذا فقط بل ويقول لها كلام يصعب فهمه على البشر وهي العذراء التي تندهش وتتعجب من كل هذه الأحداث التي صارت عليها دفعة واحدة، ومع ذلك رضيت ووافقت مع أنها لم تفهم الأمر تماماً ونرى كل هذا في وضعية السيدة العذراء، ومن لحظة تقبلها للبشارة بدأ دورها المهم والأساسي في "جعل كل شيء جديد" وهذا الدور بدأ بنسج جسد السيد المسيح من دمائها، وهذا ما ترمز إليه الخيوط الحمراء التي في يدها.

"أيتها الفتاة لقد تجاوزت حدود الطبيعة. إذ أنك حملت الإله بحالٍ تفوق الوصف لأنك وأنت ذات طبيعة فانية تنزهت في حال ولادتك عما يختص بالأمهات. فلذلك تسمعين كما يليق. افرحي يا ممتلئة نعمة الرب معك" قطعة التاسعة في قانون العيد. http://www.msgchp.com/images/speechicon/albshara4.jpg

Mary Naeem 20 - 01 - 2017 03:58 PM

رد: أيقونات العذراء العجائبية وجميع القديسين
 
أيقونة رقاد السيدة العذراء
http://www.msgchp.com/images/speechicon/ALRKAD-a.jpg
أيقونة من المدرسة الحلبية في دير سيدة البلمند
http://www.msgchp.com/images/speechicon/ALRKAAD-a.jpg
أيقونة حديثة الرسم

مقدمة:
إيقونة الرقاد تشير بوضوحٍ إلى موت العذراء لكنها تشير أيضاً إلى انتقالها إلى ولدها الحاضر أمام نعشها المستقبلها في المجد. ولابد هنا من المقارنة بين ولادة المسيح ورقاد العذراء: بالولادة أعطت مريم يسوع الجسد وحملته طفلاً بين ذراعيها، والعكسhttp://www.msgchp.com/images/speechicon/ALRKAD1-a.jpg
حصل في الرقاد إذ نرى الابن يحمل أمه بهيئة طفل ويدخلها إلى الحياة الأبدية.
والدة الإله الطفلة:
في القسم الأعلى من هذه الإيقونة نرى السيد المسيح في الوسط، في مجده، يتلقى روح أمه. نراه ينظر إلى جسد أمه ويحمل في يده اليسرى ما يشبه طفلاً لابساً رداءً أبيضاً حاملاً هالة. الطفل يمثل هنا "روح الكلية النور".




مجيء الرسل والمؤمنين:
http://www.msgchp.com/images/speechicon/ALRKAD5-a.jpg
نرى في أعلى الإيقونة إشارة إلى مجيء الرسل العجائبي من أقصى الأرض "في السحب". كما نجد الملائكة تحيط بالسيد المسيح مع أربعة مطارنة قديسين يقفون وراء الرسل هم: القديس يعقوب (أخو الرب) أول أسقف لأورشليم وتلاميذ للرسل ثلاثة.
وتظهر في الجزء الأخير من الإيقونة مجموعة من النساء تمثل المؤمنين وترمز مع الرسل والأساقفة إلى الجماعة الصغيرة التي أُعطي لها أن تشهد سر رقاد والدة الإله.
http://www.msgchp.com/images/speechicon/ALRKAD3-a.jpg
قداسة جسد والدة الإله: يظهر في الإيقونة اليهودي آثوتيوس الذي تجاسر ولمس النعش فقطعت يداه. هذه القصة مستقاة من التقليد وبعض النصوص المنحولة، والتي تؤكد أيضاً أن نهاية حياة والدة الإله سر على الكنيسة أن تحافظ عليه ولا يجوز أن يتعرض للتدنيس من قبل غرباء لا يستطيعون وعي مجد رقاد العذراء.

http://www.msgchp.com/images/speechicon/ALRKAD4-a.jpg

Mary Naeem 23 - 01 - 2017 07:28 PM

رد: أيقونات العذراء العجائبية وجميع القديسين
 
شرح أيقونة دخول السيدة إلى الهيكل
https://upload.chjoy.com/uploads/148519941091.jpg
نرى في أيقونة هذا العيد، السيدة العذراء كطفلةٍ صغيرة تتوسط والديها يواكيم وحنة، وزخريا الكاهن. مقدمةً للهيكل كوفاء نذرٍ كان والداها قد قطعاه على نفسيهما.
وفي الجهة المقابلة نرى مجموعة من العذارى يرافقن السيدة العذراء في دخولها إلى الهيكل.
وفي الزاوية العلوية من الأيقونة نرى السيدة العذراء في قدس الأقداس يخدمها ملاك الرب....


أشخاص الأيقونة

والدة الإله:
تظهر مريم ذات الثلاث سنين في الأيقونة، مسلمةً نفسها بين يدي الله وناذرةً بتوليتها الدائمة له.

القديسان يواكيم وحنّة:
نرى من خلال انحناءة رأسيهما علامات الخشوع، وقد ارتسم على وجهيهما السلام وهما يقدمان ابنتهما الوحيدة إلى هيكل الله بكل صمت ووقار.

زخرّيا:
رئيس الكهنة زخريا يستقبل والدة الإله على درجات الهيكل، ماداً يده مباركاً إياها، وآخذاً بيدها ليقدمها إلى الله.

العذارى:
نلاحظ مجموعة من العذارى، أتين حاملينَ مصابيحهنَّ ليرافقنَ والدة الإله كعروسٍ إلى الهيكل. كقول داود النبي: ”تأتي إلى الملك في إثرها عذارى صاحباتها ... يحضرنَ بفرحٍ وابتهاج“

ملاك الرب:
نرى العذراء هنا، متقدمةً في القامة والروح، ورئيس الملائكة جبرائيل يعتني بها مقدماً لها الطعام في قدس أقداس الهيكل، وهي التي ستصبح فيما بعد هيكلاً حاملاً الألوهة.
https://upload.chjoy.com/uploads/1485199440641.jpg


أيتها الفائق قدسها والدة الإله خلصينا

Mary Naeem 09 - 03 - 2017 03:38 PM

رد: أيقونات العذراء العجائبية وجميع القديسين
 
ايقونه نادره للعذراء مريم تُسمّى عذراء المراية
نظرا للمكانة الرفيعة التى تحتلها القديسة مريم فى قلوب الناس أجمعين يذهب الجميع إلى كنائسها للصلاة والتبارك وايقاد الشموع أمام ايقونات السيدة العذراء
في ديرِ القدِّيسِ بولس الموجود في جبل آثوس تُحفظ واحدةٌ من الأيقوناتِ النادرةِ للعذراءِ مريمَ التي تُسمّى "عذراء المراية". هذه الأيقونة محفوظةٌ بوقارٍ في هيكلِ كنيسةِ الدَّير الأساسيّة، وتُعتبر من الذخائرِ النفيسةِ والثمينةِ، ذاتَ قيمةٍ روحيّةٍ وتاريخيّة، ليس فقط لجبلِ آثوسَ إنّما للعالمِ الأرثوذكسيّ الذي يوقِّر بكلّ احترام أيقونات القدّيسين والربّ يسوع والعذراء مريم!
أمّا قصّة أيقونة "عذراء المراية" فتعود إلى عهدِ القدّيسةِ ثيوذورةَ المعيَّد لها في الحادي عشر من شهرِ شُباط، المعروفةِ آنذاك «بثيوذورة أفغوستا». القدّيسة ثيوذورة تمتّعت بجمالٍ أخّاذ وذكاءٍ نفّاذ، أخذت التقوى والإيمانَ عن أُمِّها ثيوكتسيتا وكانت زوجةً للُأمبراطور ثيوفيلوس المحارب للأيقونات ولذخائر القدّيسين (٨٢٩-٨٤٢). كانت الأمبرطورةُ ثيوذورة، وبحسب التّقليد، تحتفظُ بهذه الأيقونةِ في غرفتها، وكانت تُصلّي أمامها وبمنأًى عن زوجِها المحاربِ الصَّلب للأيقونات!
ميزةُ هذهِ الأيقونةِ أنَّه كان لها وجهانِ: على الأوّل أيقونة والدة الإله، وعلى الوجه الآخرِ مرآة. أمام هذه الأيقونة كانت تُصلّي يوميّاً. في يومٍ من الأيَّامِ، بينما كانت تسجدُ لها كعادتِها، رآها أحدُ خدمِ القصرِ ففهمَ أنّ الإمبراطورةَ تُخفي أيقونةً ما في غرفتها عن عين الأمبراطورِ… عندما سُئلت القدّيسةُ ثيوذورة من قبلِ زوجها حاثّاً إيّاها لتعترفَ أجابت بكلِّ جرأةٍ «أنّها لا تسجدُ لجمالِها المخلوق أمامَ المرآة، إنَّما تسجدُ أمامَ الجمالِ المعكوسِ على الأيقونةِ والتي تعكس صورتَنا».
يُقال إنّه، بعدَ هذه الحادثةِ، أخذت القدّيسةُ تُصلِّي أمامَها بحرارةٍ لكي يكفَّ زوجَها الأُمبراطور حربهُ ضدَّ الإيقوناتِ المُقدَّسة، معتصمةً بالصبرِ والوداعةِ في مواجهةِ تعنُّت زوجِها، إلى أن نجَحت في نهايةِ المطافِ، ووضعَت حدًّا لذلك كما يُقال، حسبِ كاتبِ السِّنكسار، إنَّ مرضاً استبدَّ بزوجِها الأمبراطور، وإنّه قبَّل أيقونةً عرضَتها عليهِ القدّيسةِ زوجتهُ قبلَ أن يلفظَ أنفاسهُ بقليلٍ. هذا دليلٌ على أنّه، وبفضلِ صلواتِها وقبلَ وفاتهِ، رضيَ أن يسجُد للأيقونةِ!
هذه الأيقونة محفوظةٌ منذُ أيّام تأسيسِ الديرِ على يد القدّيس بولس الآثوسيّ، أي منذ القرن العاشر حتّى اليوم! يوقِّر رُهبان دير القدّيس بولس أيقونة "عذراء المراية" بشكل كبير ويعتبرونها كذخيرةٍ من ذخائرِ القدِّيسينَ نظراً لأهمّيّتها التاريخيّة إذ هي تعود إلى عصرِ حربِ الأيقوناتِ من جهةٍ، ومن جهةٍ أُخرى لأهمِّيتها الروحيّة، لأنّه، وعلى يدِ القدِّيسة تيوذورة، تمّ وضع حدّ لهذه الحرب التي دامت سنواتٍ طوالاً. وأقرَّ المجمع المسكونيّ السابع واجب إكرام الأيقونات حيث رُفعت من جديد باحتفالٍ مهيبٍ في الأوّل من آذار ذلك العام، وبِتنا نحن أَيضًا نحتفلُ بهذا النَّصرِ ليس للأيقونةِ فقط بل لكلّ عقيدةِ تجسُّد المسيح في الأحدِ الأوَّل من الصوم.
أيقونة "عذراء المراية" يحتفلُ الدير بها يوم عيد رفع الأيقونات، في الأحدِ الأوَّل من الصّوم، حيث كُتبت لها خدمة ابتهاليّة خاصّةٌ بها تُرتَّل مع خدمة التريودي لذلك اليوم، وفي عيد الدير الكبير الذي يُصادِف في الثاني من شهرِ شباط من كلّ سنة يوم عيد دخول السيّد إلى الهيكل المكرسّة كنيسة الدير له.
وهكذا نجد الناس تتبارك بأيقونة العذراء مريم مصلين ومتشفعين بها عند الله لكي يستجيب لطلباتهم.
بركة شفاعة السيدة العذراء تكن معنا جميعا


الساعة الآن 07:36 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024