منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الموضوعات المسيحية المتكاملة (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=58)
-   -   الصليب (موضوع متكامل) (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=177991)

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 12:30 PM

الصليب (موضوع متكامل)
 
الصليب
http://www.ankawa.com/forum/index.ph...h=954968;image
تقديم : المسيحية والصليب أمران متلازمان ، وصنوان لا يفترقان .. فأينما وحينما يرى الصليب مرفوعا أو معلقا ، يدرك المرء أنه أمام مؤسسة مسيحية أو مؤمنين مسيحيين .. ولا عجب فالصليب هو شعار المسيحية ، بل هو قلبها وعمقها ...
لقد تأسست المسيحية على أساس الصليب وبالصليب .. ولا نقصد بالصليب قطعتى الخشب أو المعدن المتعامدتين ، بل نقصد الرب يسوع الذى علق ومات على الصليب عن حياة البشر جميعا ، والخلاص الذى أتمه ، وما صحبه من بركات مجانية ، نعم بها البشر قديما ، وما زالوا ينعمون ، وحتى نهاية الدهر ...
والفكرة الشائعة عن الصليب أنه رمز للضيق والألم والمشقة والأحتمال .. لكن للصليب وجهين : وجه يعبر عن الفرح ، ووجه يعبر عن الألم . ونقصد بالأول ما يتصل بقوة قيامة المسيح ونصرته .. ونقصد بالثانى مواجهة الإنسان للضيقات والمشقات .. ويلزم المؤمن فى حياته أن يعيش الوجهين ، ويختبر الحياتين ...
بالنسبة للمؤمن المسيحى ، فإن الصليب بهذه المفاهيم ، هو حياته وقوته وفضيلته ونصرته .. عليه يبنى إيمانه ، وبقوة من صلب عليه يتشدد وسط الضيقات وما أكثرها .. هذا ما عناه القديس بولس الرسول بقولـه : " ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع ، الذى من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب ، مستهينا بالخزى .. فتفكروا فى الذى احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا فى نفوسكم " ( عب 12 : 2 ، 3 ) .
ملايين المؤمنين فى انحاء العالم عبر الأجيال حملوا الصليب بحب وفرح ، وأكملوا مسيرة طريق الجلجثة ، فاستأهلوا أفراح القيامة ...
هذا بينما عثر البعض فى الصليب ، وآخرون رفضوا حمله ، فألقوه عنهم ..
ولم يكن مسلك هؤلاء وأولئك سوى موتا إيمانيا وروحيا لهم " نحن نكرز بالمسيح مصلوبا ، لليهود عثرة ولليونانيين جهالة . وأما للمدعوين يهودا ويونانيين ، فبالمسيح قوة الله وحكمة الله " ( 1 كو 1 : 23 ، 24 ) .
+ + +

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 12:31 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
لماذا الصليب ؟
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...AbsJE65pbwq2Ud


صليب المسيح هو محور المسيحية وقلبها وعمقها
بالكلام عن موت المسيح وبالتالى عن الصليب .
كان الصليب ومن صلب عليه هو جوهر كرازة الكنيسة الأولى ، وهو الحق الأول والأساس فى الإيمان المسيحى .. ولعل كلمات بولس الرسول لمؤمنى كورنثوس تظهر لنا هذا المعنى .. " فإننى سلمت إليكم فى الأول ما قبلته أنا أيضا . إن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب . وأنه دفن وانه قام فى اليوم الثالث حسب الكتب ( 1 كو 15 : 3 ، 4 ) ..
وكيف صار الصليب – وهو رمز قديم لوحشية الإنسان – ذا تأثير حضارى واسع ، استطاع أن يغير وجه العالم حينما جدد الخليقة ؟ .. .

+ + +

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 12:32 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
كيف حملت الكنيسة الصليب :
http://im40.gulfup.com/8obRn.gif

هناك مفاهيم كثيرة يمكن أن تدخل تحت عنوان " الكنيسة والصليب " .. هلى هو موضوع يصف حقبة من حياة الكنيسة مضت وانتهت ، أم هو موضوع الحاضر المعاصر ... إن المعنى يشمل الأمرين معا ! الحاضر على ضوء الماضى .. وما نعنيه هو " كيف حملت الكنيسة الصليب " ؟ .. كيف أحبته فاحتضنته .. كيف تعاملت معه ، وكيف حملته .. كيف تصرفت إزاء الضيقات ، وكل قوى الشر التى تصدت لها فى العالم .. كيف عاونت كل إبن من أبنائها ، وكل عضو فيها على حمل الصليب .. كيف صارت شاهدة للصليب وسط عالم وضع فى الشرير .. ونود أن ننبه قبل الخوض فى الموضوع أن كل ما ينطبق على الكنيسة ، ينطبق على كل عضو فيها ...
من أين نبدأ موضوعنا .. ؟ نستعرض الصورة التى أسس بها المسيح كنيسته .

الكنيسة كما أسسها المسيح : .. مواصفات هذه الكنيسة :

أ – حملان بين ذئاب : فى إرسالية السبعين رسولا التدريبية ، حينما أرسلهم الرب يسوع أثنين أثنين أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعا أن يأتى ، قال لهم " اذهبوا ، ها أنا أرسلكم مثل حملان بين ذئاب " ( لوقا 10 : 3 ) .

ب – متجردة من المقتنيات :
" لا تقتنوا ذهبا ولا فضةولا نحاسا فى مناطقكم ، ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا عصا " ( متى 10 : 9 ، 10 ) .. " لا تحملوا شيئا للطريق " ( لوقا 9 : 3 ) ...

وحينما نمتلك المسيح فنحن نملك كل شىء .. وحينما عاشت الكنيسة أمينة لتعاليم الرب ووصاياه ، كان هو أمينا معها فى إتمام مواعيده . وهكذا كانت تجرى المعجزات باسم الرب يسوع .. وحينما تركت الكنيسة عنها وصية مخلصها ، فقدت السلطان أن تصنع باسمه الآيات والمعجزات .

جـ - مشابهة لصورة ابن الله :
يصف القديس بولس الرسول أولئك الذين يحبون الله المدعوين حسب قصده أنهم " مشابهين صورة إبنه ليكون هو بكرا بين إخوة كثيرين " ( رومية 8 : 29 ) . .. وأحد أوجه الشبه مع ابن الله هو الألم ... يتنبأ إشعياء النبى عن السيد المسيح فيقول عنه أنه :
" رجل أوجاع ومختبر الحزن " ( إش 53 : 3 ) ... هذه صفة أصيلة فى المسيح المخلص .. فالمسيح لم ير يوما ضاحكا ، لكنه شوهد باكيا عند قبر لعازر ( يو 11 : 35 ) .. وقبيل آلامه على الصليب ، كان محصورا فيما كان عتيدا أن يكمله ، وسمع يقول :
" نفسى حزينة جدا حتى الموت " ( مر 14 : 34 ) ... فلقد تجسد ابن الله من أجل فداء البشر ، والفداء استلزم الألم والصليب ... وإن كان المسيح قد تألم ، فليس التلميذ أفضل من معلمه ، ولا العبد أفضل من سيده ( متى 10 : 24 ) .

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 12:33 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
الصليب فى حياة المسيح :
http://www.dohaup.com/up/2011-03-19/admin1658947297.jpg

إن كان إشعياء النبى قد تنبأ عن المسيح أنه رجل أوجاع ومختبر الحزن ( إش 53 : 3 ) ، فإن هذه الآلام والأحزان لم تبدأ فى جثسيمانى ، بل بدأت منذ ولادته بالجسد ...

لقد ولد الطفل يسوع وهو يحتضن الصليب ، وظل يحتضنه فى حب ويحمله حتى علق عليه عند الجلجثة .. ونحن وإن كنا نجهل معظم حياة الرب يسوع بالجسد حتى بدأ خدمته الكرازية فى سن الثلاثين ، لكننا نستطيع أن نتبين ملامح الصليب ونراها من خلال بعض المواقف ...

نرى الصليب فى مولده ، حينما ولد فى مذود للبهائم إذ لم يكن ليوسف ومريم موضع فى قرية بيت لحم ( لو 2 : 7 ) ... نراه فى مذبحة أطفال بيت لحم ( متى 2 : 16 ، 17 ) ... وفى الهرب إلى مصر طفلا والتغرب بين ربوعها حتى مات هيرودس الملك الطاغية الذى كان يطلب نفس الصبى ليقتله ( متى 2 : 14 ، 20 ) .
ويلخص بطرس الرسول مسلك المسيح واحتماله الآلام بقولـه " لأنكم لهذا دعيتم ، فإن المسيح أيضا تألم لأجلنا ، تاركا لنا مثالا لكى تتبعوا خطواته .. الذى لم يفعل خطية ولا وجد فى فمه مكر " ( بطرس الأولى 2 : 21 ، 22 ) ..
قال رب المجد يسوع : " إن أراد أحد أن يأتى ورائى ، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى " ( متى 16 : 24 ) . وإن كان المسيح قد دعانا أن ننكر ذواتنا ، فلقد أنكر هو نفسه وأخفى لاهوته فى بعض المواقف ...


فلقد أنكر نفسه حاملا الصليب حينما تقدم إلى يوحنا المعمدان كأحد الخطاة ليعتمد منه ( متى 3 : 13 ، لوقا 3 : 21 ) .. وأنكر نفسه فى تجربة إبليس له ( متى 4 : 1 – 10 ) ... وحينما قدم عظته على الجبل أفتتحها بتطويب المساكين بالروح والحزانى فى العالم ( متى 5 : 3، 4 ) ..
كان المسيح يحتضن الصليب حينما شتم ولم يكن يشتم عوضا ، ولا يهدد ، بل كان يسلم لمن يقضى بعدل ( بط الأولى 2 : 23 ) ..
وحين أنكر اليهود بنوته لأبيه السماوى ... ( يو 6 : 42 ) .
وحين وجه اليهود إليه أقذع شتائمهم أنه سامرى وبه شيطان ( يو 8 : 48 ) ، وأنه لا يخرج الشياطين إلا بقوة بعلزبول رئيس الشياطين ( متى 12 : 24 ) ...
وحينما أتهمه الفريسيون والكتبة أنه ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت ( يو 9 : 16 ، 5 : 18 ) ...
وفى غيرها كثير جدا كان المسيح يحتضن الصليب ، ما رد اتهاما لقائليه ، ولا عاملهم بنفس روحهم .
+ + +

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 12:34 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
الصليب فى حياة المسيح :
http://www.dohaup.com/up/2011-03-19/admin1658947297.jpg

إن كان إشعياء النبى قد تنبأ عن المسيح أنه رجل أوجاع ومختبر الحزن ( إش 53 : 3 ) ، فإن هذه الآلام والأحزان لم تبدأ فى جثسيمانى ، بل بدأت منذ ولادته بالجسد ...

لقد ولد الطفل يسوع وهو يحتضن الصليب ، وظل يحتضنه فى حب ويحمله حتى علق عليه عند الجلجثة .. ونحن وإن كنا نجهل معظم حياة الرب يسوع بالجسد حتى بدأ خدمته الكرازية فى سن الثلاثين ، لكننا نستطيع أن نتبين ملامح الصليب ونراها من خلال بعض المواقف ...

نرى الصليب فى مولده ، حينما ولد فى مذود للبهائم إذ لم يكن ليوسف ومريم موضع فى قرية بيت لحم ( لو 2 : 7 ) ... نراه فى مذبحة أطفال بيت لحم ( متى 2 : 16 ، 17 ) ... وفى الهرب إلى مصر طفلا والتغرب بين ربوعها حتى مات هيرودس الملك الطاغية الذى كان يطلب نفس الصبى ليقتله ( متى 2 : 14 ، 20 ) .
ويلخص بطرس الرسول مسلك المسيح واحتماله الآلام بقولـه " لأنكم لهذا دعيتم ، فإن المسيح أيضا تألم لأجلنا ، تاركا لنا مثالا لكى تتبعوا خطواته .. الذى لم يفعل خطية ولا وجد فى فمه مكر " ( بطرس الأولى 2 : 21 ، 22 ) ..
قال رب المجد يسوع : " إن أراد أحد أن يأتى ورائى ، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى " ( متى 16 : 24 ) . وإن كان المسيح قد دعانا أن ننكر ذواتنا ، فلقد أنكر هو نفسه وأخفى لاهوته فى بعض المواقف ...


فلقد أنكر نفسه حاملا الصليب حينما تقدم إلى يوحنا المعمدان كأحد الخطاة ليعتمد منه ( متى 3 : 13 ، لوقا 3 : 21 ) .. وأنكر نفسه فى تجربة إبليس له ( متى 4 : 1 – 10 ) ... وحينما قدم عظته على الجبل أفتتحها بتطويب المساكين بالروح والحزانى فى العالم ( متى 5 : 3، 4 ) ..
كان المسيح يحتضن الصليب حينما شتم ولم يكن يشتم عوضا ، ولا يهدد ، بل كان يسلم لمن يقضى بعدل ( بط الأولى 2 : 23 ) ..
وحين أنكر اليهود بنوته لأبيه السماوى ... ( يو 6 : 42 ) .
وحين وجه اليهود إليه أقذع شتائمهم أنه سامرى وبه شيطان ( يو 8 : 48 ) ، وأنه لا يخرج الشياطين إلا بقوة بعلزبول رئيس الشياطين ( متى 12 : 24 ) ...
وحينما أتهمه الفريسيون والكتبة أنه ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت ( يو 9 : 16 ، 5 : 18 ) ...
وفى غيرها كثير جدا كان المسيح يحتضن الصليب ، ما رد اتهاما لقائليه ، ولا عاملهم بنفس روحهم .
+ + +

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 12:35 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
الصــليب فى حيــاة السيـدة العـــذراء :
http://www.dmgm.org/files/media/2010...luegoldhp9.gif

ما من شك أن السيدة العذراء قد حملت الصليب منذ طفولتها .. فقد دخلت الهيكل فى سن الثالثة من عمرها ! .. وبشرت وحملت بالسيد المسيح فى سن مبكرة .. وتحملت نظرات الشك من أقرب الناس إليها – وهو يوسف النجار خطيبها – لقد وردت أول أشارة عن الصليب فى حديث سمعان الشيخ إلى السيدة العذراء : " وباركهما سمعان وقال لمريم أمه ها أن هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين فى إسرائيل ولعلامة تقاوم " ( لو 2 : 34 ) .
+ وعند الصليب .. كيف تحملت هذه السيدة البارة أهوال ما يحدث حولها ولم تفتح فمها بكلمة واحدة .. إبنها الحبيب يهان ويجلد ويستهزئون به ويذبح .. هل رأينا أعجب من هذا أن يحاكم اليهود شخصا بريئا – بل هو البراءة نفسها ليصلبوه ؟!
لا شك أن فى داخل السيدة العذراء تصارعت مشاعر كثيرة : مشاعر الأم وهى ترى إبنها يموت هكذا معذبا على الصليب ، ومشاعرها كخادمة باذلة وهى ترى إبنها يتمم الفداء للبشرية .. وكأنها كانت عند الصليب لتقوى وتعضد المصلوب على احتمال الألم .
ولو تفوهت بكلمة واحدة لتعلن للعالم بأن المصلوب هذا هو إبن الله .. لفشلت قضية الخلاص ؟!!
ولكنها آثرت السكوت لمحبتها للبشرية أيضا .. حقا لقد حملت السيدة العذراء صليب آخر .. إنه الصليب الرابع غير المنظور على الجلجثة

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 12:36 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
الضيقات وحمل الصليب فى تعليم المسيح
https://images.chjoy.com//uploads/im...bfcae5dfed.jpg

إن كنا قد رأينا الصليب أو مثال الصليب فى حياة المسيح بالجسد ، فقد أعلن هو عنه صراحة حينما كان يتكلم عن الضيقات كنصيب مقدس للمؤمنين عليهم أن يحرصوا عليه ، وألا يفرطوا فيه من أجل البركة ..
بعد لقاء المسيح مع الشاب الغنى ، الذى دعاه إلى أن يوزع ماله على الفقراء ويحمل الصليب ، لكن هذا الكلام لم يرقه فاغتم ومضى حزينا ( مرقس 10 : 17 – 22 ) ، قال له بطرس " ها نحن قد تركنا كل شىء وتبعناك " . فكان جواب الرب عليه " الحق أقول لكم ليس أحد ترك بيتا أو أخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو إمرأة أو أولادا أو حقولا لأجلى ولأجل الإنجيل ، إلا ويأخذ مئة ضعف الآن فى هذا الزمان بيوتا وأخوة وأخوات وأمهات وأولادا وحقولا مع اضطهادات ، وفى الدهر الآتى الحياة الأبدية " ( مرقس 10 : 28 – 30 ) ...
وهنا نلاحظ أن المسيح له المجد يحصى الأضطهادات ضمن البركات التى يعوض بها الإنسان فى هذا العالم عن محبته له !!
أما عن حتمية حمل كل مؤمن للصليب فقال :
" من لا يأخذ صليبه ويتبعنى فلا يستحقنى . من وجد حياته يضيعها . ومن أضاع حياته من أجلى يجدها " ( متى 10 : 38 ، 39 ) ..
" إن أراد أحد أن يأتى ورائى ، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى ، فإن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ، ومن يهلك نفسه من أجلى يجدها " ( متى 16 : 24 ، 25 ، لوقا 9 : 23 ، 24 ) ...
" من لا يحمل صليبه ويأتى ورائى فلا يقدر أن يكون لى تلميذا " ( لو 14 : 27 ) ...

الضيقات وحمل الصليب فى تعليم الرسل :
عاشت الكنيسة الأولى حياة الرب يسوع مشاركة إياه فى الآلام والضيقات ... وسفر أعمال الرسل الذى يسجل أحداث الكنيسة فى تاريخها المبكر ، يذكر ما تعرض له رسل المسيح وتلاميذه من ضيقات وشدائد ...
أما رسائل بولس الرسول فتمتلىء رسائله بالكلام عن الضيقات والآلام وبركاتها والكنوز المذخرة فيها ، كانعكاس لخبرته الشخصية وتجربته مع الألم والضيق ..
ومنذ بداية قصة بولس مع المسيح – بعد اهتدائه قرب مدينة دمشق – قال عنه لحنانيا :
" سأريه كم ينبغى أن يتألم من أجل اسمى " ( أع 9 : 15 ، 16 ) ...
وهذا ما اختبره بولس وقاله عن المسيح له المجد " لأنه لاق بذاك الذى من أجل الكل وبه الكل وهو آت بأبناء كثيرين إلى المجد ، أن يكمل رئيس خلاصهم بالآلام " ( عب 2 : 10 ) .. كان بولس الرسول طراز عجيب من البشر ، فبعدما استعرض عمق محبته لسيده وأن لا شىء يمكن أن يفصله عنه حتى الموت فى صوره المختلفة ، هتف فى ( رومية 8 : 37) :
" ولكننا فى هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذى أحبنا "


Mary Naeem 11 - 07 - 2013 12:38 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
الصليب والعبادة المسيحية
http://www6.0zz0.com/2012/06/28/01/331942952.gif
لماذا يستخدم المسيحيون علامة الصليب ؟

منذ نشأة المسيحية استخدم المسيحيون علامة الصليب ... هذه حقيقة يؤكدها جميع العلماء والباحثين .. فالصليب وعلامة الصليب تراث تقليدى يتغلغل فى حياة المؤمنين بتسليم رسولى ..
وتعلم الكنيسة أبناءها المؤمنين أن يرسموا علامة الصليب على ذواتهم عند بدء الصلوات وفى ختامها . عند النوم وحال اليقظة . فى دخولهم إلى بيوتهم وخروجهم منها . فى أكلهم وشربهم . عند بدء كل عمل ، وعند ارتداء ثيابهم .. وبالجملة فإن علامة الصليب تتخلل حياتهم اليومية .. لقد صاحبت كل عمل دينى أو دنيوى فى حياة المسيحى من اليقظة فى الصباح حتى رقاد النوم فى الليل .
فلماذا يرسم المسيحيون علامة الصليب ؟

( 1 ) ليبرهنوا على تبعيتهم للمسيح المصلوب .. فالصليب هو العلامة المميزة للمؤمنين بالمسيح ، المنضمين تحت لوائه ، لأنه علامة مخلصهم ..

فالصليب سوف يظهر مرة أخرى فى السماء كالعلم الذى يتقدم أمام الملك .. وحينئذ ينظر إليه الذين طعنوه والذين استهزأوا به . وإذ يعرفونه ( المسيح ) من الصليب يندمون حيث لا زمان للتوبة . أما نحن فنفتخر بالصليب ونعظمه عابدين الرب الذى أتى وصلب عليه .

( 2 ) إعلانا لإيمانهم المسيحى وافتخارا بصليب ربنا يسوع المسيح الذى به تم فداؤنا وخلاصنا وانفصالنا عن الشيطان والعالم ، وانطلاقنا من أسر اجحيم وعبودية إبليس " أما أنا فحاشا لى أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذى به صلب العالم لى وأنا صلبت للعالم " ( غلاطية 6 : 14 ) .
( 3 ) إيمانا من المسيحيين بأن جميع بركات العهد الجديد الروحية إنما كانت بفضل صليب مخلصنا ..
( 4 ) وحين يرسم المؤمنون الصليب على جباههم ، أو حين يرسمه الكهنة على المؤمنين أو على أوانى الكنيسة يذكرون كل المعانى التى تشتمل عليها الديانة المسيحية ...
فيذكرون عمل المسيح الفادى وخلاصه العظيم ، وجميع البركات الخلاصية النابعة من الصليب .. ويذكرون أنهم ليسوا بعد لأنفسهم ، بل للذى مات لأجلهم وقام ( 2 كو 5 : 15 ) .. ويذكرون أنهم اشتروا . بدم ثمين ، فعليهم أن يمجدوا الله فى أرواحهم وفى أجسادهم التى هى له ( 1 كو 6 : 20 ) .. وعندما يذكرون تلك المعانى تضطرم فيهم محبة الله ، ويزدادون تعلقا به ورجاء فيه ...

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 12:39 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
رموز الصليب فى العهد القديم :
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...2kqD9-XvzsIAow

1 – " وجعل الرب لقايين علامة لكى لا يقتله كل من وجده " ( تك 4 : 15 )
حمل قايين أمرين أولهما اللعنة وثانيهما العلامة . والرب يسوع المسيح فى صليبه وفداءه حمل اللعنة عنا وحمل الصليب عنا أيضا – وهذا هو صليب ربنا يسوع المسيح حيث يحمل حياة لنا وخلاصا من عقوبة الخطية .
2 – أبناء يوسف أفرايم ومنسى وبركة يعقوب أب الآباء : " وأخذ يوسف الأثنين أفرايم بيمينه عن يسار إسرائيل ، ومنسى ( البكر ) بيساره عن يمين إسرائيل ( ليأخذ البركة ) وقربهما إليه [ مثال علامة الصليب ] أشيــاء ترمز إلى الصليب :
سلم يعقوب [ تك 28 ] – عصا موسى [ خر 4 ] - عصا هارون [ خر 7 ] – عصا الفصح [ خر 12 ] – الحية النحاسية [ عدد 21 : 4 ] – الخشب الذى جعل الحديد يطفو [ 2 مل 6 : 6 ] .

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 12:41 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
تذكار الاحتفال بالصليب المجيد بكنيسة القيامة سنة 43 ش في عهد الملك قسطنطين البار

نعيد في هذا اليوم بتذكار ظهور الصليب المجيد الذي لمخلصنا يسوع المسيح . هذا الذي أظهرته الملكة المحبة للمسيح القديسة هيلانة أم قسطنطين من تحت كوم الجلجثة الذي أمرت بإزالته ، أما سبب وجود هذا الكوم فهو أنه لما رأى رؤساء اليهود كثرة العجائب التي تظهر من قبر المخلص من إقامة الموتى وإبراء المقعدين ، غضبوا ونادوا في جميع اليهودية وأورشليم " كل من كنس داره أو كان عنده تراب ، فلا يلقيه إلا على مقبرة يسوع الناصري" ، واستمر الحال على ذلك أكثر من مائتي سنة حتى صار كوما عظيما . ولما حضرت القديسة هيلانة وسألت اليهود عن موضع الصليب لم يفيدوها . وأخيرا أرشدها بعضهم عن رجل يهودي مسن يسمى يهوذا يعرف مكانه ، فاستدعته فأنكر أولا ، ولما شددت عليه اعلمها مكان الكرم . فأزالته وأخرجت منه الصليب المقدس وبنت كنيسة وكرست عيد له في السابع عشر من شهر توت . وصارت الشعوب المسيحية تحج إليها مثل عيد القيامة .
نياحة القديسة ثاؤغنسطا

في مثل هذا اليوم تنيحت المطوبة ثاؤغنسطا . كانت على أيام أنوريوس أرغاديوس الملكين البارين ، وحدث أنه في أحد الأيام أتى رسل من قبل ملك الهند بهدية للملكين ، وفى طريق عودتهم وجدوا هذه العذراء ثاؤغنسطا وفى يدها كتاب تقرأ فيه . .فاختطفوها وانطلقوا بها إلى بلادهم ، وصارت رئيسة على حشم الملك ونسائه . واتفق أن ابن الملك مرض مرضا شديدا ، فأخذته في حضنها وصلبت عليه بعلامة الصليب ، فعوفي في الحال ، فشاع الخبر في تلك البلد ، ومن ذلك اليوم أعتقت ونالت حريتها. واتفق أن الملك ذهب إلى الحرب فحل حوله قتام وضباب ، ولمعرفته بعلامة الصليب التي ترشمها ثاؤغنسطا ، صلب على الريح فصارت صحوا ، وبعلامة الصليب غلب أعداءه . ولما عاد من الحرب خر عند قدمي القديسة طالبا المعمودية المقدسة هو وأهل المدينة . فعرفتهم أنه ليس لها أن تعمد ، فأرسلوا إلى الملك أنوريوس يعرفونه بقبولهم الإيمان ، ويطلبون منه قسا يعمدهم . فأرسل لهم قسا حبيسا قديسا فعمدهم جميعا . وناولهم من جسد المسيح ودمه . ففرحت العذراء بمجيئه . وتبارك كل منهما من الآخر ، وأقامت لها ديرا اجتمع فيه كثيرات من العذارى اللواتي رغبن في الرهبنة . ولما عاد القس إلى الملك وأعلمه بعودة أهل المدينة إلى الإيمان بالسيد المسيح فرح كثيرا ، واتفق مع البطريرك على رسامة القس أسقفا وأعادته إليهم . فابتهجت نفوسهم ، وكانوا قد بنوا كنيسة عظيمة ، واحتاجوا إلى أعمدة . وكان هناك هيكل كبير للأوثان به أعمدة فنقلوها إلى هذه البيعة . وعاد بقية أهل المدينة إلى الإيمان بالسيد المسيح . أما العذراء فابتهجت بما تم . ثم تنيحت في ذلك الدير وسط العذارى . صلاتها تكون معنا امين .

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 12:45 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
صلاه و تأملات





صلاة


إن يداي هما التي تستحقان المسامير لأنها مّدت للخطيه ... لكنك سمّرت بدلا عني...

فيا إلهي .... سمّر حبي فيك ...سمّر إيماني فيك ... سمّر نظري فيك .... سمّر آمالي فيك

سمّرني كي لا أرتفع من فرط الكبرياء، سمّر وداعتك واتضاعك في قلبي ... إن صليبك الغالي هو أجمل هديه منك لي أقبله وأحمله بفرح وإن لم ترسل لي يا حبيبي

صليبا سأبحث لي عن صليب داخلي ، ربما تدريب على احتمال. ربما صوم، ربما سهر

ودراسه، ربما خدمه.. ولكن كل هذا بسرور . يارب ... أعطيني أن أحبك فلا أحب أكثر منك.. وأن أحب صليبك وأكرس حياتي كلها لأجلك

إلهي ... أغرسني فيك غصنا حيا أيها الكرمة الحقيقبة لاثبت فيك الي الابد











Mary Naeem 11 - 07 - 2013 12:46 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 

http://i39.tinypic.com/15yu7uv.jpg


أقوال عن الصليب +الصليب هو حياتى فلا حياة إلا من خلال الصليب .
+سيظل يسوع فاتحاً ذراعيه باستمرار لأنه يريد نفسى التى مات عنها لكى يحتضنها .
+ ليس الصليب مكاناً للعدل الإلهى فقط ولكن مكاناً للحب حتى الموت .
+ليس الصليب مكاناً ساكناً علق عليه يسوع فى أحد الأيام . بل هو قاعدة حركة قلب الرب نحو البشرية كلها.
+كان الصليب فى مظهره الخارجى تعبيراً عن ظلم العالم ، أما من الداخل فالصليب كله سرور وحب وتسليم للآب لأجل خلاص العالم .
+ الصليب هوالمنارة التى أوقد عليها المسيح نورالعالم ،الذى من قبله صرنا نوراً للعالم .
+ إن الذى يسير مع يسوع حتى الصليب يستحق أن يأخذ العذراء أماً له .
+ الهرب من الصليب يعادل الهروب من المجد الإلهى .
+ الصليب مدرسة .. فالهروب منها ضياع للمستقبل .
+الصليب هو الطريق الوحيد إلى القيامة .. فالهروب منها هو الدخول للموت الأبدى .
+من فقد صليبه فقد مسيحيته .
+من فقد صليبه افتقد طريقه لله .
+من فقد صليبه صارت حياته باردة فاترة لا تعامل بينه وبين الله




Mary Naeem 11 - 07 - 2013 12:47 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 


http://img10.glitterfy.com/graphics/74/easter_cross.gif
+الصليب فى طبيعته أقوى درجات الحب وأعمقها .
+بقدر ما يزداد تأملنا فى الصليب بقدر ما تتعمق شركتنا ومعرفتنا للرب يسوع .
+إن كنت تطلب الحرية من الخطية فتدرب على التأمل المستمر فى المسيح المربوط لأجلك .
+ الصليب لا يجب أن ننظر إليه نظره عابرة ، بل أن نتملى ونشبع منه .
+إن تدرب الانسان على تذوق الحلاوة فى كلمة الله والصليب سيجعل النفس تتأفف من كل لذة جسدية .
+ نفس بلا صليب كعروس بلا عريس .
+ إن سقوط يسوع تحت نير الصليب= قيامى وحريتـى من عبودية الخطية .
+ الصليب هو وسيلة التحرر من الذات وصلبها .
+ ليس الصليب مجرد لون من التأمل الروحى الجميل ، ولكنه أيضاً احتمالاً للألم من أجل الوقوف ضد العالم .
+ بدون ألم ليس هناك إكليل .
+ إن كل نفس شاركتك يا يسوع آلام صـليبك .. أبهجت قلبها بقوة قيامتك .
+ الذى لم يذق طعم المسامير لن يصل إلى يسوع المسيح على الصليب .
+ أثر المسامير شهادة أبدية على محبة الرب لنا وعلامة أبدية لنزول الدم والغفران.
+الذى عرف طريق جنبك الالهى المطعون ووضع فمه على الجرح وشرب لا يعطش إلى الأبد .
+إن مكان الحربة هو المكان الذى تضع فيه النفوس العطشانة أفواهها لتشرب من الحمل المذبوح وترتوى من ماء الحياة .
+الصليب هو سلاحنا أثناء الحرب الروحية .
+إن كل جهاد ضد الخطية من أجل الحفاظ على حريتى هو حمل الصليب .
+ كل فضيلة نصل فى الجهاد فيها حتى الموت تصبح لنا بمثابة استشهاد .
+إن خدمة الطيب ( الصليب ) هى عمل النفوس التى فطمت عواطفها ومشاعرها عن حب العالم وشهواته وربطتها بحب الله .
+العين المصلوبة عين مختونة محفوظة لله .. حيث تتدرب فى المخدع على القداسة والطهارة وتخزين الصور الشهية للصليب فى قاع العين ليستخدمها الفكر ويتمتع بها إلى أن ينام بسلام فى بحر من هذه المناظر الشهية .
+الصليب سلاح النفس الطاهرة .
+الصليب هو قوة الله للخلاص .. به نغلب الشيطان والموت والجحيم والعالم والجسد .
+الصليب شهادة على ضعف العالم . .
+الأذرع المفتوحة هى سر الانتصار . فرفع اليد بمثال الصليب قوة جبارة فى انتصارات الخدمة .
+الهدف الذى يحرك الكاهن والخادم للخدمة هو حبه للمصلوب .


من أقوال القمص بيشوى كامل



Mary Naeem 11 - 07 - 2013 12:47 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
ماذا ترى في صليب المسيح؟

https://images.chjoy.com//uploads/im...bfcae5dfed.jpg

1- إنه قوة الله: صليب المسيح كان دائما عثرة وجهالة للبعض (1كورنثوس 1- 23). إن التحليل والمنطق البشريين لا يقبلان بالصليب كالموضوع المحوري للكتاب المقدس، ولكن ما علمه يسوع على الصليب لم يكن ضعف بل قوة الله القدير،
فالمسيح كان قادرا على ان يطلب من الآب إثني عشر جيشا من الملائكة لحمايته. إلا انه أراد أن ينتصر على الموت.


2- إنه بديلي: لقد بذل المسيح نفسه فدية عن كثيرين، والمسيح كان يمثلنا على الصليب فهو "قد مات من أجل الجميع" (2 كو 5-14). وهكذا نرى أن المسيح يمثلنا كرئيس كهنة وكفدية بديلية . كان على الإنسان أن يموت ولكن المسيح مات لأجله لذلك لم يعد لازما ان يموت الإنسان. إن صليب المسيح يظهر محبة الله "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية" (يوحنا 3-16).

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 12:51 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
آيات من الكتاب المقدس عن
الصليب -1



1

"كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 18)


https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg


2

"حَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 6: 14)


https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg

3

"مَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي" (إنجيل متى 10: 38)


https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg

4

"إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي" (إنجيل لوقا 9: 23؛ إنجيل متى 16: 24؛ إنجيل مرقس 8: 34)


https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg

5


"وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ وَجَدُوا إِنْسَانًا قَيْرَوَانِيًّا اسْمُهُ سِمْعَانُ، فَسَخَّرُوهُ لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ" (إنجيل متى 27: 32)


https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg

6

"فَسَخَّرُوا رَجُلًا مُجْتَازًا كَانَ آتِيًا مِنَ الْحَقْلِ، وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ، لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ" (إنجيل مرقس 15: 21)


https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg

7

"وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ أَمْسَكُوا سِمْعَانَ، رَجُلًا قَيْرَوَانِيًّا كَانَ آتِيًا مِنَ الْحَقْلِ، وَوَضَعُوا عَلَيْهِ الصَّلِيبَ لِيَحْمِلَهُ خَلْفَ يَسُوعَ" (إنجيل لوقا 23: 26)


https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg


8

"يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلًا الصَّلِيبَ" (إنجيل مرقس 10: 21)


https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg

9

"مَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا" (إنجيل لوقا 14: 27)


https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg

10

"إِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 8)

https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg


11

"يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلًا الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى الأَرْضِ، أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1: 20)


12

"نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12: 2)


https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg

13

"لِيُصْلَبَ" (إنجيل متى 26: 2؛ 27: 22؛ 27: 23)


https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg

14

"اصْلِبْهُ" (إنجيل مرقس 15: 13؛ إنجيل مرقس 15: 14؛ إنجيل لوقا 23: 21؛ إنجيل يوحنا 19: 6؛ 19: 15)


https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg

15

"عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضًا لِلْخَطِيَّةِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 6: 6)


https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg

16

"لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 2: 8)


https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg

17

"مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي" (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 2: 20)


https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg

18

"الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 5: 24)


https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 12:53 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
صليب ربنا يسوع المسيح


في هذا المقال لم نتقيد بالترتيب الذي عمد إليه المرجع عن العثور على الصليب الحقيقي عينه، وقد أجملنا الكلام حيث لم نجد داعيًا للإطالة حيث كان الغرض استجلاء كرامة الصليب المجيد واكتفينا بلب الموضوع في بعض الأجزاء مما وجدناه يفي بالغرض دون التعرض لشيء من الأسانيد طالما كانت الفكرة لا يأتيها الشك أو التأويل أو اجتهاد المؤرخين ولا تحتاج إلى الآراء الشخصية لبعض العلماء.
روى أوسابيوس والقديس كيرلس والقديس أمبروسيوس وثيوفانيوس وروفينوس وبولوس ونيسيفورس وكالكت وغيرهم بما لا يمكن حصر الاعتراض على هذه القضية. فلدينا كثرة من المؤرخين كانوا على جانب كبير من الأصالة وجلهم عمالقة، كلهم متفق تمامًا، وقد كتبوا بلغات مختلفة وفي بلاد مختلفة. أيقال أنه لا يمكن أن يكون الخشب الذي صنع منه الصليب الحقيقي قد ظل محفوظًا تحت الأرض طوال كل هذه القرون دون أن يعتريه الفساد؟ فنرد بقولنا أن بمدينة "هيرقولانوم" Herculanum وفي مدينة "بومبي" Pompéi وجد خشب قديم في حالة جيدة جدًا. وفي مباني قرطاجة وجد ما يعتبر بالتأكيد من الأخشاب الأثرية، وقامت الأكاديمية بفحص بعضه، وتقرر أنه مستخرج من جزء من قنطرة قديمة، وهو في حالة جيدة جدًا.
في عهد هرقل استولى كسرى الثاني على المدينة المقدسة، ونهب الكنائس وحمل ما تبقى من صليب الرب يسوع المسيح. وبعد أن كان هرقل يعاني من الفشل مدة عشر سنوات، غلب ملك الفرس وأفرج عن المسيحيين المسبيين، وأجبر خلفه على رد الصليب الحقيقي، وقد أعاده الإمبراطور إلى أورشليم كأجل غنيمة في انتصاراته. وحمله بنفسه على كتفيه إلى الجلجثة مارًا بشوارع أورشليم وهو حافي القدمين يتبعه جنوده وجمهور غفير يذرفون دموع الفرح. وذلك أصل عيد العثور على الصليب الذي تحتفل به الكنيسة في 17 توت. وبعد قليل أرسل الصليب المقدس إلى القسطنطينية إلى رئيس الأساقفة سرجيوس، ثم أعيد إلى أورشليم.
وقد قسمت خشبة الصليب المقدسة بعد عودتها إلى قطع كثيرة جدًا، حتى أننا نجد أجزاء كثيرة في بلاد العالم. وبخلاف الجزء الموجود في روما والجزء الموجود في القسطنطينية، نجد في تاريخ النرويج للكاتب "ترفيوس" ما خلاصته أن الملك "سيجور" طلب جزءًا من الصليب الحقيقي، ونال ذلك وفاز بقطعة وضعها في مدينة كونجهل. وقد نال فالدمار الثالث ملك الدانمرك قطعة أعطاها له البابا أوربان الخامس.


https://images.chjoy.com//uploads/im...bfcae5dfed.jpg

يسوع السيد المسيح على الصليب


ويذكر المؤلف خبر فقد خشبة الصليب المقدسة مدة طويلة إن عندما كان أسقف بطرلمايس يحمله، جرح جرحًا مميتًا فسلمه إلى أسقف بطولمايس الذي أسر مع الملك وكل الذين كانوا حوله، وأخذوا الصليب الكبير.

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 12:55 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
البحوث عن البقايا
بعد التحقق من كل ما يعرف عن البقايا الموجودة، أو التي بقيت ذكراها، وحساب حجمها بالملليمترات المكعبة، كان كل ما عرف عنها إنها تعادل عُشر حجم خشبة الصليب المقدسة والتسعة أعشار التي لم يعد لها أثر لابد وإنها صارت عشرات الآلاف من قطع الآثار غير المعروفة أو المندثرة.
ويروى أنه بعد موت هرقل سنة 636 أحرقت كنيسة القيامة جزئيًا، وقرر المسيحيون لكي ينقذوا الصليب أن يقسموه إلى تسعة عشرة قطعة، صنعوا منها صلبانًا وأعطوها: 3 للقسطنطينية، 2 لجزيرة قبرص، 1 لجزيرة كريت،3 لأنطاكية، 1 للرها، 1 للإسكندرية، 1 لعسقلان، 1 لدمشق،4 لأورشليم،2 لجورجيا.
ومن الصعب معرفة حجم هذه القطع ويذكر "انصو" أبعاد واحدة فقط من أربع القطع التي كانت قد وضعت في أورشليم والتي كانوا يحتفظون بها في كنيسة القيامة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. كان طولها 22.5سم تقريبًا وعرضها 2.7 سم وسمكها كذلك. ولم يذكر العارضة، وافترض إنها كانت نصف القائم كما كان الحال في الصليب الحقيقي.
وتبعًا لذلك يكون حجم هذا الصليب حوالي نصف مليون ملليمتر مكعب، وإذ نعتبر ذلك هو المتوسط نجد بالنسبة للتسع عشرة قطعة من الصليب، أو بالحري بالنسبة للقطعة التي كانت في أورشليم التي قسموها، 9.500.000 ملليمتر مكعب، يمكن أن تمثل جزءًا أصغر مرة أو مرتين من الجزء من صليب اللص اليمين الموجود في كنيسة الصليب المقدس بأورشليم.
ذلك كان بدء انتشار بقايا الصليب الحقيقي، وقد زاد ذلك بسرعة عبر القرون. وتشير وثيقة في بداية القرن التاسع إلى المدن التي كان فيها أكبر عدد من البقايا. هذه الوثيقة هي وصية شارلمان الذي ترك عند موته ثلث كنوزه لكل فقراء المسيحية، والثلثين الآخرين لرؤساء الأساقفة والأساقفة في إمبراطوريته. ولاشك إنها كانت توجد ضمن هذه الكنوز الكثير من بقايا الصليب الحقيقي. وإليك تاريخ هذه البقايا.
قد نهيت صناديق الذخائر المقدسة. وأخذ بعض الأتقياء البقايا التي لم يعرفوا قيمتها، ومن هناك نشروها في العالم.
وحصل دوق البندقية، "دندولو"، على قطعة من الصليب الحقيقي قيل أن قسطنطين كان يحملها أثناء الحرب وأخذ الإمبراطور "بدوان" إكليل الشوك.
وفي سنة 1217 ذهب أسقف أورشليم إلى "أكر" Acra حاملًا معه جزءًا من الصليب الحقيقي.
وجاء سنة 1239 بودوان الثاني الذي كان يحاربه البلغاريون، إلى فرنسا يسترضي الملك لويس، وقدم له إكليل الشوك نظير خدماته.
قال واضع القائمة المذكورة في ذيل البحث: وإذا رأيت إن هذا يزيد من قيمة كل واحدة من هذه القطع، أخذت على عاتقي أن أوجه نداءًا إلى العالم، وقد مكنتني المعلومات التي حصلت عليها أن أصف القطع التي لا تزال موجودة، وأن أجعل لها قائمة تجدونها فيما يأتي.
ويتبين من هذه القائمة إن الحجم الكلي للأجزاء التي وصلت إلينا هو حوالي خمسة مليون ملليمتر مكعب، بما في ذلك الأجزاء التي اندثرت مثل الأجزاء التي كانت في Onawert وAmiens Jaucourt وGrammont وSchira الخ، ولكني نقلتها عن أوصاف بدت لي دقيقة. وإذا تأملنا حجم القطع التي يحتمل وجودها في الكنائس والأديرة وعند بعض الأشخاص، نرى إننا لا زلنا بعيدين عن معرفة مصير البقايا. فإذا كنا قدرنا الحجم غير المعروف على أنه يعادل ثلاثة أضعاف حجم القطع المعروفة، تصل إلى خمسة عشر مليون ملليمتر مكعب، مما لا يعادل جزء على عشرة من المائة والثمانين مليون ملليمتر مكعب التي قدرت لحجمه الكلي.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 12:58 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
https://sphotos-b.xx.fbcdn.net/hphot...28335705_n.jpg
مما صنع الصليب
عندما نتأمل في كل الأحداث والأسباب والتفاعلات التي أوجدت الصليب، نجد أنها تنقسم إلى قسمين، احدهما صنعته الإرادة السماوية الإلهية، والآخر قامت به الأيدي الأثيمة البشرية.


فالصليب يتكون من خشبتين متقاطعتين، أحدهما رأسية ترمز لمشيئة السماء، والأخرى أفقية تظهر إرادة الأرض. وكما ارتفعت السماء عن الأرض، هكذا كان الفارق بين الإرادتين. كان هدف الإنسان أن يجعل من الصليب أداة للعذاب والموت، أما الله فأراد به الخلاص، ولقد كشفت تلك الخشبة كل هذه المعاني المتناقضة دفعة واحدة.


فعندما نتأمل الصليب نرى فيه الخطية مُجسمة في أبشع صورها، ولا عجب فهي الأساس الذي أوجده وأوجد أيضاً كل صلبان الحياة.


المرء تصيبه الحيرة عندما يبحث عن الدوافع التي أدت إلى صلب يسوع. وإذا عدنا أدراجنا إلى ذلك اليوم الحزين لنبحث عن السبب فإننا لن نجد علّة واحدة ولا جواباً شافياً إلا في قلب الإنسان. فالبشرية الشريرة الساقطة لم تحتمل وجود ذلك الشخص الطاهر الرقيق بينها، لم تحتمل الوحوش الضارية رؤية ذلك الحمل الوديع، وما كانت الأبالسة أيضاً لتحتمل رؤية تلك البراءة الناصعة. هكذا كانت تلك النسمة الوادعة تؤجج نار الشر الكامنة في القلوب وتزيدها اشتعالاً.


إن تلك الخشبة الأفقية التي سُمرّت إليها يدا الفادي قد كشفت الجانب البشري الشرير في أبشع صورة. وفي اقتضاب شديد أكد هذه الحقيقة الكتاب عندما قال «بأيدي أثمة صلبتموه».


لقد كشف الصليب عن معدن الإنسان الشرير وأظهر أيضاً قداسة الله وحبه وحكمته. فإن كانت الخطية هي أساس كل صلبان الحياة، لكن يسوع ما كان ليُعلّق فوق الصليب لو لم يكن قد أحب الإنسان الخاطئ، فأساس الصليب إذاً خطية الإنسان ومحبة الله أيضاً.


إنها المحبة التي دفعت يسوع لأن يأتي إلى عالم الخطية والشقاء ليُخلّص الإنسان. وكما تضافرت الخطية والبؤس والألم في صنع الإنسان الشرير، أراد يسوع بحبه وبره وفدائه أن يخلقه من جديد.


وهكذا أظهر الصليب إرادة وطبيعة كل من الله والإنسان على حقيقتهما. لقد دفعت الخطية الإنسان ليقتل ذلك البار كي يتخلص منه، أما يسوع فقد سعى إلى الصليب ليُخلّص به ذلك الإنسان المسكين. وهنا تجلّى حب الله في أعظم وأبهى وأعجب صورة.


لكن ذلك الحب الذي تجسّم فوق الصليب لم يكن ذروة وصل إليها حب يسوع بعد طول عناء، بل كان حبه على أشده على طول الزمان، لقد احتسب نفسه ذبيحة حتى قبل أن يرتقي المذبح، إذ كان يتحدث عن الصليب كحقيقة واقعة، وقال مؤكداً قبيل صليبه: «ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه». (يوحنا ١٣:١٥).


وبعد أن وضع نفسه عرف التلاميذ وكل الخطاة على مرّ الأيام والسنين أنه حقاً لا يمكن أن يكون هناك حب أعظم من هذا.


كان حب الإله لا بد وأن يكون متنازلاً ومتفضلاً ومُتفاضلاً مُنزهاً عن كل غرض شخصي، حتى يستطيع أن يصل للأشرار وأن يكون مترفقاً بالجهال. وكان هذا الحب في إشراقه يتزايد حتى جاء ملء الإعلان في ملء الزمان في قمة من البذل. وهنا ارتفع الصوت.


مدوياً منادياً ومؤكداً:«لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية».


عندما سمع الإنسان هذا القول أصابته الدهشة، وكان في عجب يتساءل هل هذه هي الحقيقة أم أنها أضغاث أحلام؟ وكيف يمكن أن يرحمنا الله إن لم يَصحح ماضينا؟
وكيف يمكنه أن يفعل ذلك دون أن يغفر آثامنا؟
بل حتى إن فعل ذلك فما الفائدة؟
إن غفران الخطايا وحده لا يكفي إن لم يُغيّر أيضاً طبيعتنا وقلوبنا، التي أصبحت ينابيع واسعة تتفجّر منها الرذائل والشرور دون وعي أو مجهود؟


كانت هناك تساؤلات كثيرة تخطر في قلب الإنسان من جهة محبة الله ورحمته، وكان واقع البشرية المُتعبة الساقطة هو الدافع لكل هذه التساؤلات، إلى أن جاء يسوع كلمة الله المتجسد، إذا به هو بعينه الحب والرحمة، الذي لم يأتِ بمجرد كلمات، بل أكد الحب وصنع الرحمة وأتمّ الغفران والخلاص بذبيحة نفسه. لم يكن حب يسوع شعاراً أو كلاماً مُنمقاً بل كان عرقاً وجهاداً وبذلاً وموتاً كي يُتمم للإنسان خلاصه وفداءه.


هكذا كان حب يسوع للإنسان، بلا حد وبلا نهاية «إذ كان قد أحب خاصته أحبهم إلى المُنتهى»...


أحبهم إلى المُنتهى!.. هذه ناحية أخرى مُذهلة لمحبة يسوع. لقد أحب يسوع الإنسان الخاطئ إلى المُنتهى يا للعجب!!!...


فيسوع هو المحبة الأزلية الأبدية التي لا بداية أيام لها ولا نهاية أيضاً. لكن هذا المنتهى لم يقصد به البعد الزمني فقط، فهناك أشياء وأبعاد تجعل الزمن ينكمش أمامها، إنها أبعاد البذل الذي صنع الخلاص.


إن أبعاد محبة الله أعظم من أن يحدها عقل بشري. ولقد جاء الصليب ليكشف لنا عن أبعادها. إن أبعاد محبة الله هي أبعاد الصليب نفسه الذي في علوه يصل إلى عنان السماء وفي عُمقه يهبط إلى أعماق الجحيم، وفي طوله يصل الأزل بالأبد، وفي عرضه يشمل العوالم كلها على مدى الأيام والسنين.


هذه هي حقيقة محبة الله التي بدت في الصليب وأوجدته.


كانت صورة الصليب بكل أبعاده تُهيّمن على فكر ذلك الرسول العظيم، وإذا به يخرّ خاشعاً مُصليّاً طالباً أن يكتشف العالم حقيقة هذا الحب العجيب فقال: «أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلوّ، وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله»
(أفسس ١٨:٣ و١٩)
أشكرك أحبك كثيراً
يسوع المسيح يحبكم جميعاً
هو ينبوع الحياة الأبدية
والى الأزل


Mary Naeem 11 - 07 - 2013 01:04 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
عيد الصليب المجيد
تحتفل الكنيسة القبطية وأيضاً الكنيسة الاثيوبية بعيد الصليب المجيد فى السابع عشر من توت وفى العاشر من برمهات من كل عام.. كما تحتفل به الكنيسة الغربية فى الثالث من مايو..
لقد ظل الصليب مطمورا بفعل اليهود تحت تل من القمامة وذكر المؤرخون أن الامبراطور هوريان الرومانى (117 – 1038 م) أقام على هذا التل فى عام 135 م هيكلا للزهرة الحامية لمدينة روما.. وفى عام 326م أى عام 42 ش تم الكشف على الصليب المقدس بمعرفة الملكة هيلانة أم الامبراطور قسطنطين الكبير.. التى شجعها ابنها على ذلك فأرسل معها حوالى 3 الاف جندى، وفى اورشليم اجتمعت بالقديس مكاريوس أسقف أورشليم وأبدت له رغبتها فى ذلك، وبعد جهد كبير أرشدها اليه أحد اليهود الذى كان طاعنا فى لاسن.. فعثرت على 3 صلبان واللوحة التذكارية المكتوب عليها يسوع الناصرى ملك اليهود واستطاعت أن تميز صليب المسيح بعد أن وضعت الاول والثانى على ميت فلم يقم، وأخيرا وضعت الثالث فقام لوقته. فأخذت الصليب المقدس ولفته فى حرير كثير الثمن ووضعته فى خزانة من الفضة فى أورشليم بترتيلوتسابيح كثيرة.. وأقامت كنيسة القيامة على مغارة الصليب وأودعته فيها، ولا تزال مغارة الصليب قائمة بكنيسة الصليب ... وأرسلت للبابا أثناسيوس بطريرك الاسكندرية فجاء، ودشن الكنيسة بأورشليم فى احتفال عظيم عام 328م تقريبا.
بعد هذا اصبح الصليب المقدس علامة الغلبة والافتخار بعد أن غلب به السيد المسيح الموت على الصليب فأتخذه الامبراطور قسطنطين الكبير علامة النصرة فى كل حربوبه، وبنى الكثير من الكنائس وابطل الكثير من عبادة الاوثان.. قيل أن هرقل أمبراطور الروم (610 – 641 م) اراد أن يرد الصليب الى كنيسة القيامة بعد أن كان قد أستولى عليه الفرس، فأراد أن يحمله بنفسه فلبس الحلة الملوكية، وتوشح بوشاح الامبراطور، ولبس تاج الذهب المرصع بالاحجار الكريمة، ثم حمل الصليب على كتفه، ولما أقترب من باب الكنيسة ثقل عليه فلم يستطيع أن يدخل به – فتقدم اليه أحد الكهنة وقال له: اذكر ايها الملك أن مولاك كان حاملا الصليب وعلى هامته المقدسة اكليلا من الشوك لا اكليلا من الذهب فلزم ان تخلع تاجك الذهبى وتنزع وشاحك الملوكى.. فعمل بالنصيحة ودخل الكنيسة بكل سهولة.
وفى رشمنا للصليب اعتراف بالثالوث الاقدس الاب والابن والروح القدس اعتراف بواحدانية اللهكاله واحد، اعتراف بتجسد الابن الكلمة وحلوله فى بطن العذراء، كما أنه اعتراف بعمل الفداء وانتقالنا به الى اليمين. ايضا فى رشم الصليب قوة لاخماد الشهوات وابطال سلطان الخطية.. وهكذا صارت الكنيسة ترسمه على حيطانها واعمدتها واوانيهاوكتبها، وملابس الخدمة.... الخ. يقول القديس كيرلس الاورشليمى: (ليتنا لا نخجل من طيب المسيح.. فأطبعه بوضوح على جبهتك فتهرب منك الشياطين مرتعبه اذ ترى فيه العلامة الملوكية.. اصنع هذه العلامة عندما تاكل وعندما تجلس وعندما تنام وعندما تنهض وعندما تتكلم وعندما تسير، وبأختصار ارسمها فى كل تصرف لأن الذى صلب عليه ههنا فى السموات..اذا لو بقى فى القبر بعد صلبه ودفنه لكنا نستحى به..) انها علامة للمؤمنين ورعب للشياطين.. لأنهم عندما يرون الصليب يتذكرون المصلوب فيرتعبون.. برشم الصليب نأخذ قوة وبركة.. لا تخجل يا اخى من علامة الصليب فهو ينبوع الشجاعه والبركات وفيه نحيا ونوجد خليقة جديدة فى المسيح.. ألبسه وآفتخر به كتاج.. ليس الصليب لنا مجرد اشارة فقط، بل معنى أعمق من هذا بكثير فهو يحمل شخصية المسيح الذى صلب عليه ويستمد قوته منه ولذا (فنحن نكرز بالمسيح مصلوبا) (1 كو 3: 2).. لذا فحينما تقبل الصليب الذى بيد الكاهن للصليب اشارة الى مصدر السلطان المعطى له من الله لاتمام الخدمة، فموسى النبى لما بسط يديه على شكل صليب انتصر، ولما رفع الحية النحاسية نجى الشعب، ولما ضرب الصخرة بالعصا قيل أنه ضربها على هيئة صليب فانفجر الماء منها. والاباء القديسون عملوا المعجزات وانتصروا وغلبوا باشرة الصليب المقدس، ان الاقباط استعملوا الصليب المقدس منذ أن بزغت الشمس المسيحية.. أما الكنيسة الغربية فلم تستعمله بصفة رسمية الا فى عهد الملك قسطنطين الكبير.

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 01:05 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
المسيحية والصليب

لنيافة الأنبا يؤانس

http://www.peregabriel.com/gm/albums...yH_2818429.JPG
تقديم :

المسيحية والصليب أمران متلازمان ، وصنوان لا يفترقان .. فأينما وحينما يرى الصليب مرفوعا أو معلقا ، يدرك المرء أنه أمام مؤسسة مسيحية أو مؤمنين مسيحيين ..
ولا عجب فالصليب هو شعار المسيحية ، بل هو قلبها وعمقها ...
لقد تأسست المسيحية على أساس الصليب وبالصليب .. ولا نقصد بالصليب قطعتى الخشب أو المعدن المتعامدتين ، بل نقصد الرب يسوع الذى علق ومات على الصليب عن حياة البشر جميعا ،
والخلاص الذى أتمه ، وما صحبه من بركات مجانية ، نعم بها البشر قديما ، وما زالوا ينعمون ، وحتى نهاية الدهر ...
والفكرة الشائعة عن الصليب أنه رمز للضيق والألم والمشقة والأحتمال .. لكن للصليب وجهين :
وجه يعبر عن الفرح ، ووجه يعبر عن الألم .
ونقصد بالأول ما يتصل بقوة قيامة المسيح ونصرته .. ونقصد بالثانى مواجهة الإنسان للضيقات والمشقات .. ويلزم المؤمن فى حياته أن يعيش الوجهين ، ويختبر الحياتين ...
بالنسبة للمؤمن المسيحى ، فإن الصليب بهذه المفاهيم ، هو حياته وقوته وفضيلته ونصرته .. عليه يبنى إيمانه ، وبقوة من صلب عليه يتشدد وسط الضيقات وما أكثرها ..
هذا ما عناه القديس بولس الرسول بقولـه :
" ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع ، الذى من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب ، مستهينا بالخزى .. فتفكروا فى الذى احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا فى نفوسكم " ( عب 12 : 2 ، 3 ) .
ملايين المؤمنين فى انحاء العالم عبر الأجيال حملوا الصليب بحب وفرح ، وأكملوا مسيرة طريق الجلجثة ، فاستأهلوا أفراح القيامة ...
هذا بينما عثر البعض فى الصليب ، وآخرون رفضوا حمله ، فألقوه عنهم ..
http://www.peregabriel.com/gm/albums...syH_288729.jpg
ولم يكن مسلك هؤلاء وأولئك سوى موتا إيمانيا وروحيا لهم " نحن نكرز بالمسيح مصلوبا ، لليهود عثرة ولليونانيين جهالة . وأما للمدعوين يهودا ويونانيين ، فبالمسيح قوة الله وحكمة الله " ( 1 كو 1 : 23 ، 24 ) .
+ + +
لماذا الصليب ؟
صليب المسيح هو محور المسيحية وقلبها وعمقها .. حوله يدور كل فكر العهد الجديد ، وفيه يرتكز كل غنى الإنجيل ومجده .. إنه رمز المسيحية وشعارها ومجدها .. وبقدر ما ينكر الملحدون وغير المؤمنين صفته الكفارية ، فإن المؤمنين المسيحيين يجدون فيه سر النعمة التى يقيمون فيها ، بل ومفتاح أسرار ملكوت السموات ..
والمعروف عن الصليب أنه عار ، لكن للصليب مجا .. ومجد الصليب كعاره تماما . فالتأمل فى عار الصليب ، هو رؤية مجده .. هكذا نفهم كلمات القديس بولس الرسول :
" إن كلمة الصليب عند العالكين جهالة ، وأما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله "
( 1 كو 1 : 18 ) .
إن الصليب يستمد قوته وكرامته من السيد المسيح الذى علق عليه .. وحينما نتحدث عن الصليب فإنما نشير حتما إلى موت المسيح .
وحينما نذكر موت المسيح فواضح أن صليبه وارد أيضا فيه .. لذا فلا غرابة إن رأينا أسفار العهد الجديد المقدسة تمتلىء بالكلام عن موت المسيح وبالتالى عن الصليب .
كان الصليب ومن صلب عليه هو جوهر كرازة الكنيسة الأولى ، وهو الحق الأول والأساس فى الإيمان المسيحى .. ولعل كلمات بولس الرسول لمؤمنى كورنثوس تظهر لنا هذا المعنى .. " فإننى سلمت إليكم فى الأول ما قبلته أنا أيضا . إن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب . وأنه دفن وانه قام فى اليوم الثالث حسب الكتب ( 1 كو 15 : 3 ، 4 ) ..
وعلى نحو ما كان المذبح والذبيحة هما حجر الزاوية فى عبادة العهد القديم ، كذلك الصليب وموت المسيح الكفارى ، هما حجر زاوية الإيمان فى العهد الجديد .. من أجل هذا فإن كل أسفار العهد الجديد تناولت قصة الصليب باستثناء ثلاث رسائل قصيرة هى الرسالة إلى فليمون ، ورسالتا يوحنا الثانية والثالثة .
إنه أمر يدعو للدهشة فى زماننا أن توجد بشارة مفرحة فى صلب إنسان ، تماما كما حدث حينما بدأ المسيحيون الأوائل يكرزون بالمسيح مصلوبا ..
كيف يكون عملا وحشيا بربريا ، وضع نهاية مخزية وحزينة لحياة الرب يسوع ، يصبح قوة ونصرة وإعلانا عن محبة الله الفائقة للبشر ؟! ..
وكيف صار الصليب ? وهو رمز قديم لوحشية الإنسان ? ذا تأثير حضارى واسع ، استطاع أن يغير وجه العالم حينما جدد الخليقة ؟ .. .
الصليب قديما فى بعض الشعوب
هل كان الصليب آلة تعذيب انفرد بها المسيح وخصصت له . أم أنه عرف فى بعض الشعوب ؟
عرف الصليب كآلة تعذيب وعقوبة إعدام بين بعض الشعوب غالبا الشرقية ... فلقد عرف عند الفينيقيين . وذكر عن الأسكندر الأكبر أنه حكم على ألف شخص من أهالى صور بالصلب .. وعرف عند الفرس . ( عزرا 6 : 11 ) ، وأيضا ( استير 5 : 14 ، 8 : 7 ) .. ويبدو أن هذه العقوبة عرفت عند المصريين أيضا ، ووردت فى قصة رئيس الخبازين الذى فسر له يوسف حلمه ( تك 40 : 19 ) .
كما عرفت عقوبة الأعدام صلبا لدى الرومان ، وكانت غالبا قاصرة على العبيد والغرباء . أما المواطنون الأحرار فكانوا لا يعاقبون بها .
كانت هذه العقوبة تنفذ فى حالة الجرائم الخطيرة كخيانة الدولة وسرقة المعابد والهرب من الجندية .. ويشهد التاريخ أن الرومان خلال ثورات العبيد صلبوا أعدادا كبيرة منهم .. ويذكر يوسيفوس المؤرخ اليهودى المعاصر لخراب أورشليم وهيكلها ، أن تيطس القائد الرومانى كان يصلب خمسمائة يهودى كل يوم !! ويبدو أن قصد الرومان من استخدام هذه العقوبة بالذات كان هو تثبيت سلطانهم فى الدولة ، ويفسر ذلك أن تنفيذ هذه العقوبة كان يتم فى مكان مكشوف ، ليكون ردعا للآخرين .. وقد ألغى الملك قسطنطين الكبير عقوبة الأعدام صلبا لأسباب دينية .
ويبدو أن بنى إسرائيل عرفوا هذه العقوبة ، فقد أشير إليها فى سفر التثنية .. وعلى أن المعلق ملعون من الله
( تث 21 : 22 ).
كلمة الصليب فى أسفار العهد الجديد :
لم يرد لفظ الصليب فى أسفار العهد القديم ، لكنه ورد بأكثر من معنى فى كتاب العهد الجديد . وأكتسبت معنى خاصا لأرتباطها بموت المسيح ، هناك كلمتان مستعملتان للتعبير عن آلة التعذيب التى نفذ بها حكم الموت على الرب يسوع : اكسيلون XYLON وتعنى خشبة أو شجرة ، استاوروس STAUROS وتعنى صليب بمفهومه الحالى ... الكلمة الأولى وردت للتعبير عن الخشب كمادة . راجع : [ تث 21 : 23 ، أع 5 : 30 ، 10 : 39 ، 1 بط 2 : 24 ، غلا 3 : 13 ) .
وقد وردت كلمة استاروس ومشتقاتها فى قصة آلام المسيح . راجع [ مر 15 : 1 ? 47 ، متى 27 : 1 ، لوقا 23 : 1 ? 56 ، يو 18 : 19 : 24 ، رؤيا 11 : 8 ) .. كما وردت فى رسائل بولس الرسول ..
إن كلمة " اكسيلون " تعنى شجرة .. وهذا يقودنا للتفكير فى شجرة الحياة التى كانت فى وسط الجنة ( تك 2 : 9 ) .. تلك التى بعد أن طرد الإنسان الأول من الجنة ، أقيم كاروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة الطريق إليها . وهى التى قال الله عنها : " لعله ( الإنسان ) يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحيا إلى الأبد " ( تك 3 : 24 ) .. وتعود هذه الشجرة ? شجرة الحياة ? للظهور ثانية فى سفر الرؤيا " من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التى فى وسط فردوس الله " ( رؤ 2 : 7 ) .
ونقرأ عن أورشليم الجديدة فى سفر الرؤيا ، أنه على جانبى نهر الحياة فيها تنمو " شجرة حياة تصنع أثنتى عشرة ثمرة وتعطى كل شهر ثمرها .. وورق الشجرة لشفاء الأمم " ( رؤ 22 : 2 ) .. ونقرأ أن الأبرار وحدهم لهم سلطان على هذه الشجرة ( رؤ 22 : 14 ) .
وهكذا نرى أن ما كان ممنوعا ومحرما على الإنسان الأول صار مباحا للخليقة الجديدة .. إن شجرة الحياة ترمز للحياة ، وتقدم الحياة عكس ما يقدمه الصليب ( الخشبة ) ألا وهو الموت ...
http://www.peregabriel.com/gm/albums...syH_288529.jpg
+ + +
لماذا الصليب عثرة ؟
يقول بولس الرسول " نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة " ( 1 كو 22 ? 24 ) .

فماذا الذى أعثر اليهود فى الصليب ؟
هناك فرق كبير جدا بين تقديم المسيح لإنسان يهودى ، وتقديمه لإنسان وثنى ، أو تبشير يهودى بالمسيح ، وتبشير وثنى بالمسيح ..
بالنسبة لليهود توجد أرضية مشتركة بين المسيحيين وبينهم، هى كتاب العهد القديم .. وهذا بلا شك يسهل مهمة تبشير اليهودى وإيمانه .. أما بالنسبة للوثنيين فالأمر يختلف ، إذ لا يوجد شىء مشترك بيننا وبينهم .
ويقدم لنا سفر أعمال الرسل مثلين على ذلك . عظة بولس الرسول الكرازية فى المجمع اليهودى فى مدينة أنطاكية بيسيدية ( أعمال الرسل 13 : 16 - 41 ) ، وخطابه الكرازى الذى وجهه فى مدينة أثينا فى الأريوس باغوس إلى جماعة من الفلاسفة الوثنيين ( أع 17 : 22 ? 31 ) .. وعلى الرغم من وجود هذه الأرضية المشتركة مع اليهود ، فقد كان الصليب عثرة بالنسبة لهم .. والسؤال لماذا ؟
يورد القديس لوقا فى الإصحاح الأخير من بشارته قصة تلميذين للمسيح ، كانا يسيران من أورشليم فى الطريق إلى قريتهما عمواس التى تبعد عنها مسافة ستين غلوة تقطع سيرا فى ساعتين ، كان ذلك مساء يوم أحد القيامة .. كانا يسيران عابسين ، وقد ملأت خيبة الأمل قلبيهما .. كانا يتحدثان فى الطريق عن أحداث صلب الرب يسوع ، وفيما هما فى الطريق ظهر لهما الرب يسوع وسار معهما ، ولكن أمسكت اعينهما عن معرفته ولما سألهما عما يتحدثان فيه ، ولماذا يسيران عابسين ، أجابه أحدهما .. " هل أنت متغرب وحدك فى أورشليم ، ولم تعلم الأمور التى حدثت فيها فى هذه الأيام .. المختصة بيسوع الناصرى الذى كان إنسانا نبيا مقتدرا فى الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب ، كيف أسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه . ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدى إسرائيل . ولكن مع هذا كله ، اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك ، بل بعض النساء منا حيرننا إذ كن باكرا عند القبر ، ولما لم يجدن جسده ، أتين قائلات إنهن رأين منظر ملائكة قالوا إنه حى . ومضى قوم من الذين معنا إلى القبر فوجدوا هكذا كما قالت أيضا النساء . وأما هو فلم يروه " ...
وهنا قال لهما الرب " أيها الغبيان والبطيئا القلوب فى الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء ، أما كان ينبغى أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده . ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به فى جميع الكتب "
( لو 24 : 13 ? 27 )
نحن هنا أمام أثنين من تلاميذ المسيح نفسه ، عاينا معجزاته ولازماه فى كرازته نحو ثلاث سنوات ، ومع ذلك نراهما ، وقد خابت آمالهما إزاء أحداث الصلب ، لولا أن الرب يسوع فى محبته وهو العالم بكل شىء ظهر لهما ، وهدأ من روعيهما، وبدأ يشرح لهما سر الصليب والقيامة مؤكدا لهما وهما اليهوديان النبوات والإشارات والرموز التى وردت عنه فى أسفار العهد القديم .
وإذا كان الأمر كذلك مع تلميذين رأيا الرب يسوع وعاينا معجزاته ولازماه ، فكم وكم يكون أثر كرازة الرسل والكارزين الأوائل ، وهم يكرزون بإنجيل المصلوب بين أقوام لا يعرفونهم .. أى بشارة مفرحة تلك التى تكون فى صلب إنسان مات بهذه الطريقة الوحشية البربرية ؟! .
كان اليهود لقرون عديدة ينتظرون المسيا .. الممسوح والمعين من الله لخلاصهم .. لكن فكرتهم عن الخلاص كانت فكرة عالمية ، ولذا فقد كانوا ينتظرون هذا المسيح المخلص ، إنسانا من طراز شمشون الجبار الذى قتل ألفا من الفلسطينيين بفك حمار !! كانت بلاد فلسطين فى ذلك الوقت خاضعة للأستعمار الرومانى . لذا كانت كل آمالهم أن يحررهم هذا المسيا من ربقة الأستعمار الرومانى ، ويقيم ثانية دولة داود الدينية ..
إنهم لم يفطنوا إلى حقيقة رسالة المسيح . لقد جاء محررا لهم وللبشر جميعا من أشر أنواع العبودية ، وهى العبودية للخطية والشر .. لم يفهموا المسيح وبالتالى لم يقبلوه .. لقد حسبوه ضعيفا لأنه لا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته ، قصبة مرضوضة لا يقصف ، وفتيلة مدخنة لا يطفىء ( متى 12 : 19 ، 20 ) ... لم يرقهم تعليم المسيح عن الوداعة والإتضاع ... " سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن .. وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر . بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا . ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضا ، .... "
( متى 5 : 38 ? 44 ) .. وقد انطبع ذلك الإحساس فى استهزائهم به وهو معلق على الصليب ، إذ قالوا عنه " خلص آخرين ، فليخلص نفسه إن كان هو المسيح مختار الله " ( لو 23 : 35 ) ..
هكذا كانت الكرازة بالمسيح مصلوبا عثرة لليهود لأنهم لم يفهموا أن " ضعف الله أقوى من الناس " ( 1 كو 1 : 5 ).
ولماذا الصليب جهالة ؟
اليونانيون ( الأغريق ) شعب عريق أسسوا امبراطورية شاسعة ، ونبتت الفلسفة على أرضهم . وظهر منهم آباء الفلسفة القديمة من أمثال سقراط وأفلاطون وأرسطو ، كما ظهر من بينهم الحكماء والمشرعون ... لقد كانت الآلهة الوثنية فى الشعوب الراقية بشرا لها أجسام وحواس . يولدون لكن لا يموتون ، يأكلون ويشربون . ينامون ويستيقظون ويسافرون ويخوضون غمار المعارك والحروب. ويتزوجون ويتناسلون ... ويضرب بولس الرسول مثلا باليونانيين الذين حققوا قمة الرقى الثقافى فى العالم القديم، نيابة عن العالم الوثنى ... فإنهم على الرغم من رقيهم الفكرى والحضارى من جهة الدين فى الدرك الأسفل من الإنحطاط الأدبى والفساد الخلقى .

لقد مجد اليونانيون القوة فى كل صورها ، حتى أن فيلسوفهم أفلاطون فى جمهوريته أعتقد أن الأطفال المولودين من آباء مسنين يجب التخلص منهم بتركهم عرايا ، إذ لا يجب أن يثقل على الدولة بهم ...
لقد قابل بولس الرسول فى مدينة أثينا فريقا من فلاسفتها ، ولما سمعوه يتكلم قالوا : " ماذا يريد هذا المهزار أن يقول " !! ولما سمعوا منه عن الرب يسوع الذى أقامه الله من بين الأموات ، وبه سيدين المسكونة بالعدل ، بدأوا يستهزئون به ( أع 17 ) .
وهكذا كانت الكرازة بالمسيح مصلوبا بين اليونانيين تعتبر جهالة ... فأى تمجيد ، وأى بشارة مفرحة فى صلب إنسان وموته بطريقة فيها المذلة والعار والخزى والأزدراء ..
http://www.peregabriel.com/gm/albums...syH_288629.jpg
+ + +
كيف حملت الكنيسة الصليب :
هناك مفاهيم كثيرة يمكن أن تدخل تحت عنوان " الكنيسة والصليب " .. هلى هو موضوع يصف حقبة من حياة الكنيسة مضت وانتهت ، أم هو موضوع الحاضر المعاصر ... إن المعنى يشمل الأمرين معا ! الحاضر على ضوء الماضى .. وما نعنيه هو " كيف حملت الكنيسة الصليب " ؟ .. كيف أحبته فاحتضنته .. كيف تعاملت معه ، وكيف حملته .. كيف تصرفت إزاء الضيقات ، وكل قوى الشر التى تصدت لها فى العالم .. كيف عاونت كل إبن من أبنائها ، وكل عضو فيها على حمل الصليب .. كيف صارت شاهدة للصليب وسط عالم وضع فى الشرير .. ونود أن ننبه قبل الخوض فى الموضوع أن كل ما ينطبق على الكنيسة ، ينطبق على كل عضو فيها ...
من أين نبدأ موضوعنا .. ؟ نستعرض الصورة التى أسس بها المسيح كنيسته .
الكنيسة كما أسسها المسيح :
مواصفات هذه الكنيسة :
أ - حملان بين ذئاب : فى إرسالية السبعين رسولا التدريبية ، حينما أرسلهم الرب يسوع أثنين أثنين أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعا أن يأتى ، قال لهم " اذهبوا ، ها أنا أرسلكم مثل حملان بين ذئاب "
( لوقا 10 :3 ).
والحملان صورة للمؤمنين بالمسيح فى وداعتهم وبساطتهم .. أما الذئاب فرمز لأهل العالم فى غدرهم وشرهم .. طبيعة الكنيسة كما أسسها المسيح وكما يريدها دائما " حملان بين ذئاب " ..
إن الحمل صورة للرب يسوع الذى قيل عنه إنه لا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته ..
صورة للمسيح الوديع الذى دعانا أن نتعلم منه الوداعة وتواضع القلب فنجد راحة لنفوسنا .. المسيح حمل الله الذى بلا عيب يدعو كل من يتبعونه أن يكونوا حملانا . هكذا يقدمهم للعالم ...
" حملان بين ذئاب " ... إنه منظر يبعث الرعب فى النفس ... إن ذئبا واحدا يكفى لأفتراس قطيع من الحملان الصغيرة التى لا تقوى على الحركة أو الهرب .. هل يعقل أن مسيحنا المحب يرسل أولاده للعالم كحملان بين ذئاب ؟! نعم .. هكذا أرسلهم ، لأنه كان يعلم أنه قادر على حمايتهم من ضراوة الذئاب ووحشيتها .. والعجيب ، أنه فى النهاية ? كما يقول القديس أغسطينوس ? حولت الحملان الذئاب وجعلت منهم حملانا !!
ويعنى أغسطينوس بذلك الشعوب الوثنية التى آمنت بالمسيح وتغيرت طبيعتها بفضل هذه الحملان !!
ب - متجردة من المقتنيات :
" لا تقتنوا ذهبا ولا فضةولا نحاسا فى مناطقكم ، ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا عصا " ( متى 10 : 9 ، 10 ) ..
" لا تحملوا شيئا للطريق " ( لوقا 9 : 3 ) ... هذا ما أوصى به السيد المسيح رسله وتلاميذه حينما أرسلهم فى إرساليات تدريبية .. لقد جردهم من كل شىء : من المال والطعام والثياب وحتى العصا التى يدافع بها عن نفسه فى الطريق الموحشة .. لقد جردهم من كل شىء ليكون هو لهم كل شىء ... لا تحملوا شيئا للطريق : لأنه هو نفسه الطريق .. المسيح للنفس المؤمنة هو كل شىء .. هو غناها فمن التصق به وافتقر إلى شىء ؟ .. وهو غذاء النفس ، وكساؤها .. ألم يوصينا بولس الرسول أن نلبس الرب يسوع المسيح ( رو 13 : 14 ).
لقد عاشت الكنيسة المسيحية وصية سيدها ومعلمها : " ليس لى فضة ولا ذهب " ... ( أع 3 : 1 - 8 ) .
لكنها كانت غنية بإيمانها " كفقراء ونحن نغنى كثيرين ، كأن لا شىء لنا ونحن نملك كل شىء " ( 2 كو 6 : 10 ) ..
وحينما نمتلك المسيح فنحن نملك كل شىء .. وحينما عاشت الكنيسة أمينة لتعاليم الرب ووصاياه ، كان هو أمينا معها فى إتمام مواعيده . وهكذا كانت تجرى المعجزات باسم الرب يسوع .. وحينما تركت الكنيسة عنها وصية مخلصها ، فقدت السلطان أن تصنع باسمه الآيات والمعجزات .
جـ - مشابهة لصورة ابن الله :
يصف القديس بولس الرسول أولئك الذين يحبون الله المدعوين حسب قصده أنهم " مشابهين صورة إبنه ليكون هو بكرا بين إخوة كثيرين " ( رومية 8 : 29 ) . .. وأحد أوجه الشبه مع ابن الله هو الألم ... يتنبأ إشعياء النبى عن السيد المسيح فيقول عنه أنه :
" رجل أوجاع ومختبر الحزن " ( إش 53 : 3 ) ... هذه صفة أصيلة فى المسيح المخلص .. فالمسيح لم ير يوما ضاحكا ، لكنه شوهد باكيا عند قبر لعازر ( يو 11 : 35 ) .. وقبيل آلامه على الصليب ، كان محصورا فيما كان عتيدا أن يكمله ، وسمع يقول :
" نفسى حزينة جدا حتى الموت " ( مر 14 : 34 ) ... فلقد تجسد ابن الله من أجل فداء البشر ، والفداء استلزم الألم والصليب ... وإن كان المسيح قد تألم ، فليس التلميذ أفضل من معلمه ، ولا العبد أفضل من سيده ( متى 10 : 24 ) .
الصليب فى حياة المسيح :
إن كان إشعياء النبى قد تنبأ عن المسيح أنه رجل أوجاع ومختبر الحزن ( إش 53 : 3 ) ، فإن هذه الآلام والأحزان لم تبدأ فى جثسيمانى ، بل بدأت منذ ولادته بالجسد ...
لقد ولد الطفل يسوع وهو يحتضن الصليب ، وظل يحتضنه فى حب ويحمله حتى علق عليه عند الجلجثة .. ونحن وإن كنا نجهل معظم حياة الرب يسوع بالجسد حتى بدأ خدمته الكرازية فى سن الثلاثين ،
لكننا نستطيع أن نتبين ملامح الصليب ونراها من خلال بعض المواقف ...
نرى الصليب فى مولده ، حينما ولد فى مذود للبهائم إذ لم يكن ليوسف ومريم موضع فى قرية بيت لحم ( لو 2 : 7 ) ... نراه فى مذبحة أطفال بيت لحم ( متى 2 : 16 ، 17 ) ... وفى الهرب إلى مصر طفلا والتغرب بين ربوعها حتى مات هيرودس الملك الطاغية الذى كان يطلب نفس الصبى ليقتله ( متى 2 : 14 ، 20 ) .
ويلخص بطرس الرسول مسلك المسيح واحتماله الآلام بقولـه " لأنكم لهذا دعيتم ، فإن المسيح أيضا تألم لأجلنا ، تاركا لنا مثالا لكى تتبعوا خطواته .. الذى لم يفعل خطية ولا وجد فى فمه مكر " ( بطرس الأولى 2 : 21 ، 22 ) ..
قال رب المجد يسوع
" إن أراد أحد أن يأتى ورائى ، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى " ( متى 16 : 24 ) . وإن كان المسيح قد دعانا أن ننكر ذواتنا ، فلقد أنكر هو نفسه وأخفى لاهوته فى بعض المواقف ...

فلقد أنكر نفسه حاملا الصليب حينما تقدم إلى يوحنا المعمدان كأحد الخطاة ليعتمد منه ( متى 3 : 13 ، لوقا 3 : 21 ) .. وأنكر نفسه فى تجربة إبليس له ( متى 4 : 1 ? 10 ) ... وحينما قدم عظته على الجبل أفتتحها بتطويب المساكين بالروح والحزانى فى العالم ( متى 5 : 3، 4 ) ..
كان المسيح يحتضن الصليب حينما شتم ولم يكن يشتم عوضا ، ولا يهدد ، بل كان يسلم لمن يقضى بعدل ( بط الأولى 2 : 23 ) ..
وحين أنكر اليهود بنوته لأبيه السماوى ...
( يو 6 : 42 ) .
وحين وجه اليهود إليه أقذع شتائمهم أنه سامرى وبه شيطان ( يو 8 : 48 ) ، وأنه لا يخرج الشياطين إلا بقوة بعلزبول رئيس الشياطين ( متى 12 : 24 ) ...
وحينما أتهمه الفريسيون والكتبة أنه ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت ( يو 9 : 16 ، 5 : 18 ) ...
وفى غيرها كثير جدا كان المسيح يحتضن الصليب ، ما رد اتهاما لقائليه ، ولا عاملهم بنفس روحهم .
http://www.peregabriel.com/gm/albums..._4937843_n.jpg
+ + +
الضيقات وحمل الصليب فى تعليم المسيح

إن كنا قد رأينا الصليب أو مثال الصليب فى حياة المسيح بالجسد ، فقد أعلن هو عنه صراحة حينما كان يتكلم عن الضيقات كنصيب مقدس للمؤمنين عليهم أن يحرصوا عليه ، وألا يفرطوا فيه من أجل البركة ..
بعد لقاء المسيح مع الشاب الغنى ، الذى دعاه إلى أن يوزع ماله على الفقراء ويحمل الصليب ، لكن هذا الكلام لم يرقه فاغتم ومضى حزينا ( مرقس 10 : 17 ? 22 ) ، قال له بطرس:
" ها نحن قد تركنا كل شىء وتبعناك " . فكان جواب الرب عليه:
" الحق أقول لكم ليس أحد ترك بيتا أو أخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو إمرأة أو أولادا أو حقولا لأجلى ولأجل الإنجيل ، إلا ويأخذ مئة ضعف الآن فى هذا الزمان بيوتا وأخوة وأخوات وأمهات وأولادا وحقولا مع اضطهادات ، وفى الدهر الآتى الحياة الأبدية " ( مرقس 10 : 28 ? 30 ) ...
وهنا نلاحظ أن المسيح له المجد يحصى الأضطهادات ضمن البركات التى يعوض بها الإنسان فى هذا العالم عن محبته له !!
كمبدأ عام فى حياة المؤمنين قال المسيح " اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق " ( لو 13 : 24 ) ... " لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذى يؤدى إلى الهلاك ، وكثيرون هم الذين يدخلون منه . ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذى يؤدى إلى الحياة ، وقليلون هم الذين يجدونه "
( متى 7 : 13 : 14 ) ..
أما عن تعليمه بخصوص الضيقات فقد قال :
" فى العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم " ( يو 16 : 33 ) ..
" ستبكون وتنوحون والعالم يفرح . أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول إلى فرح . المرأة وهى تلد تحزن لأن ساعتها قد جاءت . ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح ، لأنه قد ولد إنسان فى العالم "
( يوحنا 16 : 20 ، 21 ) ...
" تأتى ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله . وسيفعلون هذا بكم لأنهم لم يعرفوا الآب ولا عرفونى . لكنى قد كلمتكم بهذا حتى إذا جاءت الساعة تذكرون أنى أنا قلته لكم " ( يو 16 : 2 ? 4 ) ...
" وسوف تسلمون من الوالدين والأخوة والأقرباء والأصدقاء ويقتلون منكم . وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمى . ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك . بصبركم اقتنوا أنفسكم " ( لو 21 : 16 ? 19 ) ...
أما عن حتمية حمل كل مؤمن للصليب فقال :
" من لا يأخذ صليبه ويتبعنى فلا يستحقنى . من وجد حياته يضيعها . ومن أضاع حياته من أجلى يجدها "
( متى 10 : 38 ، 39 ) ..
" إن أراد أحد أن يأتى ورائى ، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى ، فإن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ، ومن يهلك نفسه من أجلى يجدها "
( متى 16 : 24 ، 25 ، لوقا 9 : 23 ، 24 ) ...
" من لا يحمل صليبه ويأتى ورائى فلا يقدر أن يكون لى تلميذا " ( لو 14 : 27 ) ...
الضيقات وحمل الصليب فى تعليم الرسل :
عاشت الكنيسة الأولى حياة الرب يسوع مشاركة إياه فى الآلام والضيقات ... وسفر أعمال الرسل الذى يسجل أحداث الكنيسة فى تاريخها المبكر ، يذكر ما تعرض له رسل المسيح وتلاميذه من ضيقات وشدائد ...
فلقد حبس الرسولان بطرس ويوحنا بعد معجزة شفاء مقعد باب الهيكل الجميل ( أع 4 : 3 ) .. وقبض على الرسل جميعا ووضعوا فى حبس العامة ... لكن ملاك الرب فى الليل فتح أبواب السجن وأخرجهم ..
أهين الرسل وسجنوا وقتلوا ... [ راجع أعمال الرسل ].
أما عن موقف الآباء رسل المسيح ومشاعرهم من جهة الضيقات والآلام فتعكسها كتاباتهم .. ونعرض لبعض منها:
يفتتح يعقوب الرسول رسالته التى وجهها للمؤمنين عامة بقولـه " احسبوه كل فرح يا أخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة . عالمين أن امتحان إيمانكم ينشىء صبرا ، ......" ( يعقوب 1 : 2 ? 4 ) .
ويقول بطرس الرسول : " أنتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص .. الذى به تبتهجون مع أنكم الآن إن كان يجب تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة . لكى تكون تزكية إيمانكم ، وهى أثمن من الذهب الفانى ، مع أنه يمتحن بالنار " ( بط 1 : 5 ? 7 ) ..... ،
[ راجع 1 بط 3 : 13 ، 4 : 1 ، 4 : 13 ، 14 ] .
أما يوحنا الحبيب فهو الذى حفظ لنا قول الرب يسوع :
" الحق الحق أقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة فى الأرض وتمت فهى تبقى وحدها . ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير . من يحب نفسه يهلكها ، ومن يبغض نفسه فى هذا العالم ، يحفظها إلى حياة أبدية " ( يوحنا 12 : 24 ، 25 ) .
ويفتتح رؤياه وهو منفى فى جزيرة بطمس " من أجل كلمة الله ، ومن أجل شهادة يسوع المسيح " ، بقولـه " أنا يوحنا أخوكم وشريككم فى الضيقة ، وفى ملكوت يسوع المسيح وصبره " ( رؤ 1 : 9 ) ...
ويسجل لنا يوحنا منظرا رآه واعلن له :
" .... قال لى هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة . وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم فى دم الخروف .من أجل ذلك هم أمام عرش الله ويخدمونه نهارا وليلا فى هيكله ، والجالس على العرش يحل فوقهم . لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شىء من الحر . لأن الخروف الذى فى وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية ، ويمسح الله كل دمعة من عيونهم "
( رؤ 7 : 9 - 17 ) .
أما رسائل بولس الرسول فتمتلىء رسائله بالكلام عن الضيقات والآلام وبركاتها والكنوز المذخرة فيها ، كانعكاس لخبرته الشخصية وتجربته مع الألم والضيق ..
ومنذ بداية قصة بولس مع المسيح ? بعد اهتدائه قرب مدينة دمشق ? قال عنه لحنانيا :
" سأريه كم ينبغى أن يتألم من أجل اسمى "
( أع 9 : 15 ، 16 ) ...
ولم تكن هذه الكلمات نوعا من التوعد لهذا الخادم الجديد جزاء أخطائه السابقة ، لكنها اعلان عما تفعله الآلام بالنفس التى تحب الرب من أعماقها .. إن الآلام تكمل الإنسان .
وهذا ما اختبره بولس وقاله عن المسيح له المجد :
" لأنه لاق بذاك الذى من أجل الكل وبه الكل وهو آت بأبناء كثيرين إلى المجد ، أن يكمل رئيس خلاصهم بالآلام "
( عب 2 : 10 ) ..
كان بولس الرسول طراز عجيب من البشر ، فبعدما استعرض عمق محبته لسيده وأن لا شىء يمكن أن يفصله عنه حتى الموت فى صوره المختلفة ، هتف فى ( رومية 8 : 37) :
" ولكننا فى هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذى أحبنا "

الصليب والعبادة المسيحية
لماذا بستخدم المسيحيون علامة الصليب ؟
منذ نشأة المسيحية استخدم المسيحيون علامة الصليب ... هذه حقيقة يؤكدها جميع العلماء والباحثين ..

فالصليب وعلامة الصليب تراث تقليدى يتغلغل فى حياة المؤمنين بتسليم رسولى ..
يقول القديس باسيليوس الكبير [ لقد تسلم المسيحيون علامة الصليب ضمن التقاليد غير المدونة التى انحدرت إليهم من رسل المسيح ، الذين علمونا أن نرسم بعلامة الصليب أولئك الذين آمنوا باسم الرب يسوع المسيح ] .
وتعلم الكنيسة أبناءها المؤمنين أن يرسموا علامة الصليب على ذواتهم عند بدء الصلوات وفى ختامها . عند النوم وحال اليقظة . فى دخولهم إلى بيوتهم وخروجهم منها .
فى أكلهم وشربهم . عند بدء كل عمل ، وعند ارتداء ثيابهم .. وبالجملة فإن علامة الصليب تتخلل حياتهم اليومية ..
لقد صاحبت كل عمل دينى أو دنيوى فى حياة المسيحى من اليقظة فى الصباح حتى رقاد النوم فى الليل .
يقول القديس يوحنا الذهبى الفم :
[ إن علامة الصليب التى كان الناس يفزعون منها قبلا ، صار كل واحد يتنافس عليها ، حتى صارت فى كل مكان بين الحكام والعامة . بين الرجال والنساء ، بين المتزوجين وغير المتزوجين . بين الأسرى والأحرار . الجميع يصنعونها فى كل موضع كريم ومكرم ، ويحملونها يوميا ، وكأنها منقوشة على جباههم كما على عمود . نراها على المائدة المقدسة، وفى رسامة الكهنة . ونراها متألقة فوق جسد المسيح فى العشاء السرى . وفى كل مكان يمكن للإنسان أن يلاحظه. يحتفى بها فى البيوت ، فى الأسواق ، فى الصحارى ، وفى الطريق العالية فوق الجبال ، فى شقوق الأرض ، فوق التلال، وفوق البحر . فى السفن فى الجزر ، فى العربات ، فى الثياب . فوق الآنية الذهب والفضة ... على أجسام الأشخاص الذين بهم أرواح نجسة .. فى الحرب والسلم . نهارا وليلا . فى تجمعات النساك . وهكذا يتنافس الجميع فى البحث عن هذه الهبة العجيبة ، والنعمة التى لا يعبر عنها ] .
http://www.peregabriel.com/gm/albums..._3137518_n.jpg
فلماذا يرسم المسيحيون علامة الصليب ؟
( 1 ) ليبرهنوا على تبعيتهم للمسيح المصلوب .. فالصليب هو العلامة المميزة للمؤمنين بالمسيح ، المنضمين تحت لوائه ، لأنه علامة مخلصهم ..

فالصليب سوف يظهر مرة أخرى فى السماء كالعلم الذى يتقدم أمام الملك .. وحينئذ ينظر إليه الذين طعنوه والذين استهزأوا به .
وإذ يعرفونه ( المسيح ) من الصليب يندمون حيث لا زمان للتوبة . أما نحن فنفتخر بالصليب ونعظمه عابدين الرب الذى أتى وصلب عليه .
( 2 ) إعلانا لإيمانهم المسيحى وافتخارا بصليب ربنا يسوع المسيح الذى به تم فداؤنا وخلاصنا وانفصالنا عن الشيطان والعالم ، وانطلاقنا من أسر اجحيم وعبودية إبليس
" أما أنا فحاشا لى أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذى به صلب العالم لى وأنا صلبت للعالم "
( غلاطية 6 : 14 ) .
( 3 ) إيمانا من المسيحيين بأن جميع بركات العهد الجديد الروحية إنما كانت بفضل صليب مخلصنا ..
( 4 ) وحين يرسم المؤمنون الصليب على جباههم ، أو حين يرسمه الكهنة على المؤمنين أو على أوانى الكنيسة يذكرون كل المعانى التى تشتمل عليها الديانة المسيحية ...
فيذكرون عمل المسيح الفادى وخلاصه العظيم ، وجميع البركات الخلاصية النابعة من الصليب .. ويذكرون أنهم ليسوا بعد لأنفسهم ، بل للذى مات لأجلهم وقام
( 2 كو 5 : 15 ) .. ويذكرون أنهم اشتروا . بدم ثمين ، فعليهم أن يمجدوا الله فى أرواحهم وفى أجسادهم التى هى له ( 1 كو 6 : 20 ) ..
وعندما يذكرون تلك المعانى تضطرم فيهم محبة الله ، ويزدادون تعلقا به ورجاء فيه ...
إذن فعلامة الصليب والحال هذه ليست سوى خلاصة سريعة للمسيحية فى عقائدها وروحياتها . فإذا رسمنا الصليب استعدنا فى لحظة المعانى المرتبطة بالصليب من إيمان بالله ووحدة طبيعته وتثليث أقانيمه ولاهوت المسيح وتجسده وصلبه وفداءه وقيامته ، وما ارتبط بكل هذه الأحداث من بركات خلاصية .

( 5 ) للصليب فوائد أخرى غير تلك :
أ - فبرسم علامة الصليب يطرد المسيحيون قوات الشر المحيطة .. لأن الشيطان الذى هزم بالصليب لا يطيق هذه العلامة التى بها سحق واندحر ..
ب – وبرسم علامة الصليب يتشجع المؤمنون فى مواجهة الصعاب والتجارب ضد إيمانهم
يقول القديس الأنبا انطونيوس أب الرهبان [ إن الشياطين توجه هجماتها المنظورة للجبناء . فارسموا أنفسكم بعلامة الصليب بشجاعة ، ودعوا هؤلاء يسخرون من ذواتهم . وأما أنتم فتحصنوا بالصليب ] .
جـ - والصليب علاج ضد التجارب من جهة بعض الخطايا ..

[الصليب دواء للغضب] .. [الصليب دواء للشهوة الدنسة]..
د – ويستخدم الصليب شافيا من المرض أو السم ، وعلامة قوة على كل قوى الطبيعة المعادية لنا ..
هـ - كما استخدم الصليب لتطهير الأماكن وتقديس الكنائس والأوانى والطعام والشراب وغيرها من الأشياء التى أعتبرت غير طاهرة . أو التى استخدمت فى أغراض وثنية فى العصور الأولى

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 01:06 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
الطقس الفرايحي

الطقس الفرايحي يمتاز بالنغم المطرب الذى يليق بالاعياد والافراح الروحية

+ فيه تقال الليلويا فاي بيه بي ولحن طاي شورى ومرد الابركسيس الخاص بالعيد كذلك مرد الإنجيل والاسبسمس الادام أو الواطس ومديحه فى التوزيع كما لا يكون فيه صوم إنقطاعى ولا ميطانيات وتصلى مزامير الثالثة والسادسة فقط قبل تقديم الحمل.
ومواعيده كالآتي:
+ من عيد النيروز "أول توت" إلى عشية عيد الصليب "16توت".
+ من ليلة عيد الميلاد "28 أو 29 كيهك" إلى عيد الختان "6 طوبة".
+ من 11طوبه إلي 13 طوبه "الفترة ما بين عيد الغطاس إلي عيد عرس قانا الجليل".
+ من ليلة احد القيامة إلى العنصرة.
+ كل يوم 29 من الشهر القبطي.
+ الأعياد السيديه.
+ إذا جاء عيد النيروز يوم أحد تقرأ فصول النيروز، أما الأحد الثانى من توت فتقرأ فيه قراءات الأحد الأول وهكذا يستغنى عن قراءات الأحد الخامس لأنه متكرر.
+ إذا وقع عيد دخول السيد المسيح إلي الهيكل (8 امشير) في صوم يونان أو في الصوم الكبير تقرأ فصول اليوم ويصلى القداس في الصباح الباكر ويكون طقسه فرايحى.
+ إذا جاء عيد سيدى يوم أحد أو في صوم يونان أو الصوم الكبير تقرأ قراءات العيد.
+ اعياد العذراء مريم والدة الاله و الملائكة و الرسل و الشهداء و القديسين لا تقرأ قراءاتها فى أيام الأعياد السيديه.
* الأعياد السيديه أي التي تخص السيد المسيح له المجد هي:

+ الأعياد السيديه السبعة الكبرى:
1- عيد البشارة المجيد "29 برمهات".
2- عيد الميلاد المجيد"29 كيهك".
3- عيد الغطاس المجيد "11 طوبة".
4- عيد احد الشعانين المجيد.
5- عيد القيامة المجيد.
6- عيد الصعود المجيد.
7- عيد العنصرة المجيد .

+ الأعياد السيديه الصغرى :
1- عيد الختان المجيد "6 طوبة".
2- عيد عرس قانا الجليل "13 طوبة".
3- عيد دخول السيد المسيح الهيكل "8 امشير".
4- خميس العهد.
5- أحد توما "الأحد الجديد".
6- عيد دخول السيد المسيح أرض مصر "24 بشنس".
7- عيد التجلى المجيد "13 مسري".
* لا تقال الألحان الحزايني وإذا كان هناك ترحيم على الأموات فيكون دمجا وليس باللحن الحزايني. وكذلك فى أيام الآحاد والأعياد السيديه.


Mary Naeem 11 - 07 - 2013 01:06 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
2 / الطقس السنوي



* يكون فيه اللحن بطريقو الذكصولوجيات السنوية وترتيبه كالتالي



+ صلوات المزامير:
+ في رفع بخور عشية الأيام التي لا يصام فيها صوماً إنقطاعياً، تُصلي مزامير الساعة التاسعة والغروب والنوم (والستار في الاديرة).

+ في رفع بخور عشية الأيام التي يصام فيها صوماً إنقطاعياً تُصلي مزامير الغروب والنوم (والستار في الأديرة).

+ تصلي مزامير صلاة نصف الليل بخدماتها الثلاث قبل تسبحة نصف الليل.

+ تصلي مزاميرصلاة باكر قبل تسبحة باكر ورفع بخور باكر.

+ تصلي مزامير صلاة الساعة الثالثة والسادسة في قداس الأيام التي لا يصام فيها صوماً إنقطاعياً.

+ تصلي مزامير صلاة الساعة الثالثة والسادسة والتاسعة في قداس الأيام التي يصام فيها صوماً إنقطاعياً مثل الأربعاء والجمعة.




* مواعيد الطقس السنوى:



+ من 20 توت "ما بعد عيد الصليب" إلى 30 هاتور "أول شهر كيهك".

+ من 7 طوبة "ما بعد عيد الختان" إلي 10 طوبة "إلى برامون عيد الغطاس المجيد".

+ من 14 طوبة "ما بعد عيد الغطاس" إلى الأحد الذى يسبق صوم يونان

+ من أول صوم الرسل إلى أول كيهك

+ سبت لعازر

+ اعياد العذراء مريم و الملائكة و الرسل و الشهداء و القديسين إذا وقعت يوم أحد لا تغير فصول الأحد لأنه التذكار الأسبوعي لعيد قيامة الرب

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 01:06 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
* الطقوس القبطيه


الطقس rite هي كلمة يونانية (تاكسيس) "taksis" بمعني نظام وترتيب. وفي الاصطلاح الكنسي القبطي نظام وترتيب القائمين بالخدمة الكهنوتية والصلوات العامة والخاصة وترتيب واقامة اسرار الكنيسة السبعة (مثل استخدام الخولاجي في القداس) و صلوات التبريك و التدشين و التكريس و الرسامات و التجنيز و الابتهالات و شكل الكنيسة رتب الكهنوت و و ملابس الخدام..





مصادر طقوس الكنيسة


الطقوس مصدرها الكتاب المقدس بصفة خاصة، والوحى الالهى بصفة عامة علاوة على التقليد المقدس المسجل، والمتمثل فى قوانين الاباء الرسل وتعاليم الاباء الرسل (الدسقولية) وقوانين المجامع المسكونية المقدسة والمعترف بها فى الكيسة القبطية الارثوذكسية. وكذلك قوانين الاباء البطاركة الاقباط والتقاليد العظيمة المُسلّمة للكنيسة من عهد الكنيسة الاولى، واضعة أمام أعين المؤمنين قول الوحى المقدس "لا تنقل التخم (الحدود - الرسم - الترتيب - الوضع) القديم الذى وضعه آباؤك" (سفر الامثال 28:22؛ 9:23).


..................................

1 / نظم طقوس والحان صلوات الكنيسة القبطية علي مدار العام

.........................

# تصلي الكنيسة بالطقس الفرايحي في الفترات التالية:
  • من عيد النيروز (1 توت) الي عشية عيد الصليب (16 توت).
  • من عيد الميلاد المجيد (كيهك28/29) الي عيد الختان (6 طوبة).
  • من عيد الغطاس (11 طوبة) الي عيد عرس قانا الجليل (13 طوبة).
  • من عيد القيامة حتي نهاية السجدة التانية في عيد العنصرة.
  • في الاعياد السيدية الكبيرة والصغيرة (ماعدا عيد البشارة اذا جاء في الفترة جمعة ختام الصوم الي ثاني يوم عيد القيامة، فانه يلغي طقسيا لا يتم الاحتفال به).
  • في تذكار يوم 29 من كل شهر قبطي (تذكار البشارة والميلاد والقيامة) ماعدا شهري طوبة وامشير.

# تصلي الكنيسة بالطقس الشعانيني (لحن أحد الخوص):
  • في عيد الصليب الأول (من 17 - 19 توت)
  • في عيد الصليب الثاني (10برمهات)
  • في يوم احد الشعانين (الزعف)
+ تصلي الكنيسة بلحن كيهكي :
من بداية شهر كيهك حتي برامون الميلاد.



+ الطقس الصيامي :
في صوم يونان و الصوم الكبير.



+ الطقس السنوي:
خلاف المواقيت السابقة تكون الالحان السنوية (العادية) هي السائدة.



+اسبوع الالام :
ويصلي بلحن ادريبي( حزايني)




+ الطقوس الخاصة بالدورة الزراعية والجوية المصرية :
تقال الاواشي في المواعيد التالية :-

1- اوشية الزروع و العشب ونبات الحقل (من10بابة - 10 طوبة أي من 20 اكتوبر حتي 18 يناير)

2- اوشية اهوية السماء وثمار الارض (من 11 طوبة الي 11 بؤونة اي من 19يناير حتي 18 يونيو)

3- اوشية المياه (مباركة فيضان النيل) (من12 بؤونة حتي9 بابة اي من 19يونيو حتي 19 اكتوبر - فترة الفيضان)



+ في لحن عام يقال علي مدار السنة "تين أوشت" اي "نسجد لك ايها المسيح مع ابيك الصالح لأنك أتيت وخلصتنا، او "ولدت وخلصنا اعتمدت وصعدت، قمت،.الخ" حسب المناسبة التي يقال فيها

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 01:06 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
الوثائق التاريخية عن صلب المسيح




اكتشف علماء الآثار أن بيلاطس كان قد كتب تقريرا مطولا عن مدة ولايته، و كان هذا التقرير محفوظا فى سجلات الإمبراطورية الرومانية مرفقا به الحكم الصادر بالصلب. و قد استرشد هؤلاء العلماء بما كتبه مؤرخو الجيل الأول و الثاني المسيحي ..الفيلسوف الشهيد يوستينوس و العلامة ترتليانوس القس. و قد كان الحكم منقوشا على لوح من النحاس الأصفر باللغة العبرية، عثروا عليه مع تقرير بيلاطس و مع رسالة يوليوس والى الجليل ضمن أقباط بقايا مدينة اكويلا من أعمال نابولي عام 1280 للميلاد، و قد أشار المؤرخان المسيحيان السابق ذكرهما الى حفظ هذه الوثائق بالذات و فيما يلي نص هذه الوثائق .




أولا : صورة رسالة يويليوس والى الجليل الى المحفل الروماني :


أيها القيصر شرازينى أمير رومية، بلغني أيها الملك قيصر أنك ترغب فى معرفة ما أنا أخبرك به الآن، فإعلم أنه يوجد فى وقتنا هذا رجل سائر بالفضيلة العظمى يدعى يسوع، و الشعب متخذه بمنزلة نبي الفضيلة، و تلاميذه يقولون انه ابن اللـه خالق السموات و الأرض و بهما وجد و يوجد فيهما. فبالحقيقة أيها الملك أنه يوميا يسمع عن يسوع هذا أشياء غريبة.. فيقيم الموتى و يشفى المرضى بكلمة واحدة. و هو إنسان بقوام معتدل ذو منظر جميل للغاية له هيبة بهية جدا حتى من نظر إليه يلتزم أن يحبه و يخافه، و شعره بغاية الاستواء متدرجا على اذنيه، و من ثم الى كتفه بلون ترابى إنما اكثر ضياء. و فى جبينه غرة كعادة الناصريين. ثم جبينه مسطوح و إنما بهج، و وجهه بغير تجاعيد بمنخار معتدل و فم بلا عيب. و أما منظره فهو رائق و مستر و عيناه كأشعة الشمس و لا يمكن لإنسان أن يحدق النظر فى وجهه نظرا لطلعة ضيائه. فحينما يوبخ يرهب و متى أرشد أبكى، و يجتذب الناس الى محبته. تراه فرحا و قد قيل عنه أنه ما نظر قط ضاحكا بل بالحرى باكيا. و ذراعاه و يداه هى بغاية اللطافة و الجمال. ثم أنه بالمفاوضة يأثر كثيرين و إنما مفاوضته نادرة، و بوقت المفاوضة يكون بغاية الاحتشام، فيخال بمنظره و شخصه أنه هو الرجل الأجمل و يشبه كثيرا لأمه التى هى أحسن ما وجد بين نساء تلك النواحي. ثم أنه من جهة العلوم أذهل مدينة أورشليم بأسرها لأنه يفهم كافة العلوم بدون أن يدرس شيئا منها البتة. و يمشى حافيا عريان الرأس نظير المجانين، فكثيرون إذ يرونه يهزأون به، لكن بحضرته و التكلم معه يرجف و يذهل. و قيل أنه لم يسمع قط عن مثل هذا الانسان فى التخوم.


و بالحقيقة كما تأكدت من العبرانيين، أنه ما سمع قط روايات علمية كمثل ما نعلم عن يسوع هذا. و كثيرون من علماء اليهود يعتبرونه إلها و يعتقدون به، و كثيرون غيرهم يبغضونه و يقولون أنه مضاد لشرائع جلالتك، فترى فى قلقا من هؤلاء العبرانيين الأردياء، و يقال أنه ما أحزن أحدا قط بل بالعكس يخبر عنه اولئك الذين عرفوه و اختبروه أنهم حصلوا منه على انعامات كلية وصحى تامة. و إنى بكليتي ممتثل لطاعتك و لإتمام أوامر عظمتك و جلالتك.


يوليوس ستوس والى اليهودية


صورة الحكم الذي أصدره بيلاطس على يسوع الناصري بالموت صلبا :


فى السنة السابعة عشرة من حكم الإمبراطور طيباريوس الموافق لليوم الخامس و العشرين من شهر آذار، بمدينة أورشليم المقدسة فى عهد الحبرين حنان و قيافا، حكم بيلاطس والى ولاية الجليل الجالس للقضاء فى دار ندوة مجمع البروتوريين، على يسوع الناصري بالموت صلبا، بناء على الشهادات الكثيرة البينة المقدمة من الشعب المثبتة أن يسوع الناصري :


1- مضل يسوق الناس الى الضلال


2- أنه يغرى الناس على الشغب و الهياج


3- أنه عدو الناموس


4- أنه يدعو نفسه ابن اللـه


5- أنه يدعو نفسه ملك إسرائيل


6- أنه دخل الهيكل و معه جمع غفير من الناس حاملين سعف النخل


فلهذا يأمر بيلاطس البنطى كونيتيوس كرينليوس قائد المئة الأولى أن يأتى بيسوع الى المحل المعد لقتله، و عليه أيضا أن يمنع كل من يتصدى لتنفيذ هذا الحكم فقيرا كان أم غنيا.

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 01:07 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
كلمات السيد المسيح على الصليب
1- "ياابتاه اغفر لهم لأنهم لايعلمون ماذا يفعلون" (لوقا 34:23).
2- الحق اقول لك انك اليوم تكون معي في الفردوس (لوقا 43:23)
3- هوذا ابنك .....هوذا امك (يوحنا 27 26:19)
4- "الهي الهي لماذا تركتني "( متي 46:27)
5- "أنا عطشان" (يو 28:19)
6- قد أكمل (يو 30:19)
7- ياأبتاه في يديديك أستودع روحي (لو 46:23)

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 01:07 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
لماذا الصليب


الانبا موسى اسقف الشباب



وهل كان لابد من أن يتجسد الله لإنقاذ الإنسان؟

وأكثر من ذلك، هل كان حتمياً أن يصلب؟

لماذا كل هذا؟!


فلنبدأ القصة من أولها...





سقط الإنسان :



وكان من نتيجة ذلك السقوط أمران :


1- حكم الموت : "لأن أجرة الخطية هى موت" (رو 23:6).

2- فساد الطبيعة : إذ تلوثت الصورة التى خلقنا عليها، حينما دخلتها الخطيئة، وعمل فيها الموت.





وكان هناك أحد ثلاثة حلول :



1- أن يموت آدم :


وفى هذا تناقض مع محبة الله اللانهائية...

وكذلك تناقض مع كرامة الله، إذ كيف يقبل إلهنا العظيم أن يخلق آدم وحواء، وحينما يسقطان فى الخطية، يطالهما حكم الموت، فيموتا،

وهذا ما يطمح إليه إبليس، بعد أن أغواهما.. فيخلق الله آدم جديداً، حراً بالطبع، ليسقط مرة أخرى، ويموت..

وهكذا فى سلسلة من انتصارات الشيطان المتواصلة...




فهل هذا معقول أو مقبول؟!


إن هذا ليتنافى مع حكمة الله وكرامته.






2- أن يسامح الله آدم :


ولكن هذا يتناقض مع عدالة الله اللانهائية.

كما يتعارض مع استمرارية الفساد فى طبيعة آدم...

الفساد الذى سيجعله يستمر فى حالة الخطيئة والموت...




فما فائدة الغفران مادامت الطبيعة فاسدة، وسوف تخطئ باستمرار؟



3- أن يفدى الله آدم :



فالحل الوحيد يكمن فى إيفاء الشروط التالية :



أن يفلت آدم من حكم الموت.

أن يموت آخر بديلاً عنه.

أن تتجدد طبيعة آدم من الفساد.





وهذه الأمور الثلاثة تستدعى فادياً ذا مواصفات خاصة،


يستحيل أن تجتمع فى إنسان أو ملاك..

لهذا نصلى فى القداس الغريغورى قائلين:

"لا ملاك، ولا رئيس ملائكة، ولا رئيس آباء، ولا نبياً، ائتمنته على خلاصنا، بل أنت بغير استحالة تجسدت وتأنست، وشابهتنا فى كل شئ ما خلا الخطيئة وحدها".


فعلاً..




فالفادى المطلوب يجب أن تجتمع فيه المواصفات التالية :



أ- أن يكون إنسانـاً.. ليمثل الإنسانية الساقطة.

ب- أن يموت.. لأن أجرة الخطية موت.

ج- أن يكون غير محدود.. لأن خطيئة آدم غير محدودة والفداء المطلوب يجب أن يكون غير محدود، ليكفر عن خطايا البشرية كلها عبر الدهور.

د- أن يكون بلا خطية.. لأن فاقد الشىء لا يعطيه.

هـ- أن يكون خالقاً.. ليستطيع تجديد خلقة الإنسان.





وهذه المواصفات الخمسة



يستحيل أن تتيسر لملاك، أو رئيس ملائكة أو نبى..




والوحيد الذى يمكن أن تجتمع فيه هذه المواصفات هو الله:

غير المحدود، القدوس الذى بلا خطية، والخالق القادر على تجديد الإنسان، وإعادته إلى الصورة الأولى..




كل ما فى الأمر

أن يتحد هذا الإله العظيم، بناسوت بشرى، ويموت بدلاً من آدم.. ثم يقوم بقوة لاهوته، بعد أن يكون قد قام بمهمة إطلاق سراح آدم من حكم الموت الرهيب،


ليس الموت الجسدى فحسب، بل الموت الروحى إذ قد أنفصل عن الله، والموت الأدبى إذ أهانته الخطيئة والموت الأبدى، لأن عقاب الخطيئة هلاك أبدى.


وهكذا تجسد أقنوم الكلمة وتأنس، وشابهنا فى كل شئ ما خلا الخطيئة وحدها، وإذ ارتفع عنا على عود الصليب، وسفك دمه من أجلنا، ثم مات وقام وصعد، أقامنا معه وأصعدنا معه إلى السموات.

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 01:07 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
همسات روحية
لنيافة الأنبا رافائيل
لحن "أومونوجينيس"
+++++++++++

لحن عظيم يُقال أن مؤلفه هو القديس أثناسيوس الرسولي، أما موسيقاه فمستقاه من أصل فرعوني.
ويُقال هذا اللحن يوم الجمعة العظيمة في صلاة الساعة السادسة، التي فيها سُمِّر السيد المسيح على الصليب، ووقفت الخليقة كلها مبهوتة أمام هذا الحدث العجيب العظيم، تتساءل كيف يموت الحي؟ وكيف يُهان العظيم؟ وكيف يُغلب الخالق بيد خليقته؟!!

أما الكنيسة المُقدَّسة عروس المسيح، التي تَعرف سره جيدًا، فتقف أمامه منحنية، تعلن إيمانها بقوة لاهوته، واحترامها لسر آلامه، وشكرها لنعمة فدائه ... فتهتف بهذا اللحن الوقور قائلة:
(1) أيها الابن الوحيد (أومونوجينيس):
إنه الوحيد المولود من الله الآب .. لذلك فهو الوحيد الذي يحمل جوهر أبيه الصالح.
كل كائن يلد كائنًا آخر يحمل نفس جوهره. فالأسد يلد أسدًا، والغزال يلد غزالاً، والإنسان يلد إنسانًا ... أما الله فله ابن وحيد، مولود منه قبل كل الدهور، مساو له في الجوهر والأزلية، وغير منفصل عنه. وكما أن الآب حي .. فابنه لابد أن يكون أيضًا حيًا مثله، ولا يمكن أن يموت.
&
"كُلُّ مَنْ يؤمِنُ أنَّ يَسوعَ هو المَسيحُ فقد وُلِدَ مِنَ اللهِ. وكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الوالِدَ يُحِبُّ المَوْلودَ مِنهُ أيضًا" (1يو5: 1).
&
"لأنَّهُ كما أنَّ الآبَ لهُ حياةٌ في ذاتِهِ، كذلكَ أعطَى الِابنَ أيضًا أنْ تكونَ لهُ حياةٌ في ذاتِهِ" (يو5: 26).
(2) كلمة الله الذي لا يموت، القابل كل شيء لأجل خلاصنا:
هذا الإله غير المائت "الذي وحدَهُ لهُ عَدَمُ الموتِ"
(1تي6: 16)
، مثل أبيه الحي غير المائت .. رضي بإرادته أن يقبل أي شيء (حتى الموت) لأجل خلاصنا، لأنه يحبنا:

&
"الذي مِنْ أجلِ السُّرورِ المَوْضوعِ أمامَهُ، احتَمَلَ الصَّليبَ مُستَهينًا بالخِزيِ، فجَلَسَ في يَمينِ عَرشِ اللهِ" (عب12: 2).
إن آلامه من أجلنا هي موضوع سروره ومجده.
(3) المتجسِّد من القديسة والدة الإله الدائمة البتولية مريم:
لكي يتألم عنَّا ويموت، كان لابد له أن يتجسَّد من أم عذراء قديسة طاهرة في كل شيء، تعطيه ناسوتًا كاملاً مثلنا بالتمام، لكي يشابهنا في كل شيء ما خلا الخطية، وليذوق الموت نيابة عنَّا لأجل خلاصنا:
&
"والكلِمَةُ صارَ جَسَدًا وحَلَّ بَينَنا، ورأينا مَجدَهُ، مَجدًا كما لوَحيدٍ مِنَ الآبِ، مَملوءًا نِعمَةً وحَقًّا" (يو1: 14).
(4) بغير استحالة المتأنس المصلوب المسيح الإله:
لم يتحول اللاهوت إلى ناسوت، وكذلك لم يتحول الناسوت إلى لاهوت .. بل تم الاتحاد بطريقة فريدة ليس لها مثيل، بغير اختلاط، ولا امتزاج، ولا تغيير، ولا استحالة، ولا تشويش، ولا تلاشِ، ولا انفصال .. فصار الله إنسانًا دون أن يفقد لاهوته، ودون أن يتغير اللاهوت، وكذلك الجسد الذي اتخذه لم يتحول عن الطبع الآدمي بسبب الاتحاد، لكي يُخلِّصنا بتأنسه وصلبه وهو الإله.
(5) بالموت داس الموت أحد الثالوث القدوس:
لم يكن موته ضعفًا ولا هزيمة، بل كان نصرة "فإنَّ كلِمَةَ الصَّليبِ عِندَ الهالِكينَ جَهالَةٌ، وأمّا عِندَنا نَحنُ المُخَلَّصينَ فهي قوَّةُ اللهِ" (1كو1: 18). والذي أتم هذه الغلبة على الموت هو الابن الوحيد، أحد أقانيم الثالوث القدوس "الممجد مع الآب والروح القدس خلَّصنا".
(6) قدوس الله الذي من أجلنا صار إنسانًا بغير استحالة وهو الإله:
بدءًا من هذا الجزء في اللحن، تبدأ الكنيسة في عمل مقارنة، يظهر فيها تناقض عجيب، ولكن في اتفاق، لأن السيد المسيح جمع في ذاته المتناقضات، ليوحدها في شخصه .. ففيه الألوهية، وفيه أيضًا الإنسانية بسبب اتحاد اللاهوت بالناسوت.
فأولاً تتعجب الكنيسة في اللحن .. كيف أن الله القدوس يصير إنسانًا من أجلنا، ولا يتحول عن لاهوته ويظل هو الإله.
(7) قدوس القوي الذي أظهر بالضعف ما هو أعظم من القوة:
وأيضًا تتعجب كيف أن القوي القدوس، يظهر أنه ضعيف، بينما هو يعمل بهذا الضعف ما هو أعظم من القوة "لأنَّ جَهالَةَ اللهِ أحكَمُ مِنَ الناسِ! وضَعفَ اللهِ أقوَى مِنَ الناسِ!" (1كو1: 25).
لقد غلب الشيطان والموت والخطية، وغلبهم بالضعف والموت:
&
"ولكن مَتَى جاءَ مَنْ هو أقوَى مِنهُ (أقوى من الشيطان) فإنَّهُ يَغلِبُهُ، ويَنزِعُ سِلاحَهُ الكامِلَ الذي اتَّكلَ علَيهِ، ويوَزعُ غَنائمَهُ" (لو11: 22).
&
"أين شَوْكَتُكَ ياموتُ؟ أين غَلَبَتُكِ يا هاويَةُ؟"
(1كو15: 55).

&
"ثِقوا: أنا قد غَلَبتُ العالَمَ" (يو16: 33).
(8) قدوس الحي الذي لا يموت، الذي صُلب من أجلنا، وصبر على موت الصليب، وقَبِله في جسده وهو أزلي غير مائت:
التعجب الثالث، أن الحي غير المائت يذوق الموت بالجسد من أجل خلاصنا، ويقبله في جسده، بالرغم من أنه أزلي وغير مائت، ولكنه يحبنا وقد قَبِل كل شيء من أجل خلاصنا.
حقًا إن محبته لنا ينطبق عليها مواصفات الحب الحقيقية التي "تَحتَمِلُ كُلَّ شَيءٍ، وتُصَدقُ كُلَّ شَيءٍ، وترجو كُلَّ شَيءٍ، وتصبِرُ علَى كُل شَيءٍ" (1كو13: 7).
(9) أيها الثالوث القدوس ارحمنا:
أخيرًا تُوجِّه الكنيسة تسبيحها إلى الثالوث القدوس، لكي يرحمنا بقوة دم المسيح، وصليبه المُحيي، وشفاعته الكفارية عنَّا، التي توسط بها لدى الآب، ليرفع عنَّا خطايانا وحكم الموت برحمته.
حقًا إن هذا اللحن عظيم جدًّا تقدِّم فيه الكنيسة مشاعرها الغنية الفياضة، مع إعلان إيمانها بألوهية الابن المصلوب من أجلنا .. له كل المجد في كنيسته.

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 01:08 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
فرح القيامة مع السمائيين :

إن بركة الصليب ستبقى إلى الأبد سبب تأمل ودهش لكل مؤمن فى كل عصور الكنيسة إذ مازال هناك فى السماء هذا المنظر الرائع الذى رآه أبينا القديس يوحنا الحبيب عندما كان فى الروح فى يوم الرب رأى خروفا قائما كأنه مذبوح والكنيسة ملتفة حوله تسبحه وتشكره لأنه اشتراها بدمه وأعطاها ميراثا لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل وكان هذا المنظر الرائع منظر الخروف القائم وكأنه مذبوح فرصة وجدها السمائيون للتسبيح كما رأى الرائى ( رؤ 5 ، 6 ) .

صارت القيامة بهجة وفرح للسمائيين منهم الملائكة بكل طغماتها وأشكالها ورتبها وأيضا الذين ماتوا على رجاء كل هؤلاء رآهم أبينا القديس يوحنا الحبيب فى فرح عجيب مبارك لا يعبر عنه رآهم أنهم لا يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شىء من الحر لأن الخروف ( أى الرب يسوع المصلوب الذى قام ) يرعهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية ويمسح الله كل دمعة من عيونهم .

رآهم يسبحون ويرتلون وينشدون البركة والمجد والحكمة والكرامة والقدرة والقوة لإلهنا إلى أبد الآبدين .

الصليب والقيامة ... والقيامة والصليب .... !!

لو أسدل ستار حياة ربنا يسوع المسيح عند موته على الصليب أو دفنه فى القبر لأنتهت رسالة يسوع بالفشل ولأصبحت حياة يسوع على الأرض مجرد قصة إنسانية يسجلها التاريخ ، يحب الأنسان أن ينصت إليها مرة أو مرتين كباقى قصص الأبطال والعظماء ولكن إلى حين أو يأتى وقت تمل سماعها .

ويكون الصليب عارا وخزيا يحاول التلاميذ أن يخفوا معالمه وملامحه ، ............

ولكن الحق إن كانت القيامة تلت الصليب من جهة الحدوث الزمنى ، ولكن الصليب كان يرافقه القيامة ، فالقيامة والصليب آمران متلازمان غير منفصلين عن بعضهما ففى وقت الصلب لم تفارق الرب قوة القيامة .

لذلك وهو على الصليب بينما يقول أنا عطشان يقول للص اليمين اليوم تكون معى فى الفردوس معلنا وهو على الصليب أنه رب الفردوس وصاحب الفردوس ، فالقيامة كانت حاضرة فيه حتى فى لحظات الصلب والموت .

لذا دعاه الملاك بعد قيامته بالمصلوب مع أنه قام بقوله للمريمات من تطلبين يسوع المصلوب ليس هو ها هنا لكنه قام .

الصليب أرعب الشيطان وقوات الظلمة :

سمع الشيطان الحوار الذى دار بين اللص التائب والرب المصلوب فخاف الشيطان وارتعب ، إذ فلت الزمام من بين يديه ولم يعد فى وسعه إلا محاولة إخماد قيامة الرب أو تشويهها حتى لا يؤمن الناس بصليب ربنا يسوع المسيح وببركات الفداء فينالوا التبنى ويقبلونه فاديا ومخلصا ويؤمنون بإسمه فيصيروا أبناء الله بعد أن كانوا أبناء الظلمة .

الصليب أنار لنا طريق الموت :

" .... إن سرت فى وادى ظلال الموت لا أخاف شيئا .. لأنك معى .... " ، بعد أن كان الموت يؤدى بالنفس البشرية إلى الهاوية ، وكان جميع الناس ( قبل الصليب ) يخافون ويرهبون الموت ، أصبح الآن مشتهى المؤمنين السالكين حسب وصايا الله أن ينطلقوا من هذا العالم إلى الأبدية السعيدة ليكونوا فى حضرة السيد المسيح ، لأن ذلك أفضل جدا .

+++

++

+

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 01:08 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
خــراب أورشليم وهيكلــها

أحوال اليهود قبل خراب أورشليم

على الرغم من أن اليهود المقيمين خارج أورشليم قد حققوا ثراءا عريضا إلا أنهم كانوا يتطلعون بشوق إلى أورشليم ، باعتبار أن منها سيظهر – حسب فهمهم الخاطىء – المسيا المنتظر ، وهكذا كانت أورشليم مركز اليهودية فى العالم كله ، وقلبها النابض .

وفى عهد الرسل كانت أورشليم على جانب كبير من الثراء المادى ، وبلغ عدد سكانها نحو مائتى ألف نسمة ، لكنها لم تعد – كما كانت فى زمان داود وسليمان – تستمد عظمتها وثروتها من قوتها العسكرية ، أو تجارتها مع شعوب فلسطين ، بل من هيكل يهوه وحده ... كان على كل ذكر يهودى تجاوز عمره السنتين ، أينما يعيش ، غنيا كان أم فقيرا ، أن يسهم فى الحفاظ على الهيكل ، بأن يدفع درهمين ( نصف شاقل ) سنويا ضريبة للهيكل ترسل إلى أورشليم . وقد أوفى الرب يسوع هذه الضريبة ( مت 17 : 24 ) .

كانت تصل إلى أورشليم تقدمات كثيرة لا تحصى .. كما كان لزاما على كل يهودى أن يحج إلى أورشليم مرة واحدة على الأقل سنويا – حيث مسكن إلهه يهوه ... ففيه وحده يقبل الله التقدمات والذبائح ... أما المجامع اليهودية المنتشرة فى المدن اليهودية الأخرى ، فكانت أماكن إجتماعات وعبادة ومدارس ... لكنها لم تكن بحال ما هياكل تقدم فيها الذبائح .

كانت حياة اليهود وآمالهم متعلقة بأورشليم " إن نسيتك ياأورشليم تنسى يمينى ، ليلتصق لسانى بحلقى إن لم أذكرك ، إن لم أفضل أورشليم على أعظم فرحى " ( مز 137 ) – من أجل هذا قامت بعض محاولات لبناء أماكن يحج إليها اليهود خارج أورشليم ، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل ... وهكذا ظلت أورشليم وهيكلها قبلة أنظار اليهود فى كل أنحاء العالم ، يولون وجوههم شطرها فىالصلاة ، وإليها يرسلون تقدماتهم ، ويحجون إليها للتبرك وتقديم الذبائح ... ويحفظون لها كل ولائمهم ..

( كانت هناك حكمة إلهية من وراء ذلك ... كان الله يريد أن يجعل المكان الذى سيظهر فيه المسيح بالجسد قبلة أنظار العالم ... وقد أتت هذه الخطة الإلهية بثمارها ، فيما حدث يوم الخمسين ، يوم تأسست الكنيسة المسيحية ، وآمن بالمسيح ثلاثة آلاف نفس فى يوم واحد من مختلف الأوطان واللغات ، وجميعهم من اليهود ) .

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 01:08 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
بشائر مشئـــــومة :

سبق خراب أورشليم وهيكلها بشـــائر مشئومة فى أورشليم ذاتــها وفى خارجــــها . – نستعرض منها :

1- يذكر المؤرخون أن الست سنوات الواقعة بين إضطهاد نيرون وخراب أورشليم ( 64 – 70 م ) كانت أكثر فترات التاريخ القديم إمتلاء بالزيلة والفساد والكوارث ... لقد بدأ الوصف النبوى الذى قدمه رب المجد يسوع عن خراب أورشليم وهيكلها يتحقق . وبدأ للمسيحيين ، وكأن يوم الدينونة على الأبواب ... ولم يكن هذا الأحساس قاصرا على المسيحيين وحدهم ، بل شاركهم فيه كثير من الوثنيين أيضا ، حتى أن المؤرخ الوثنى تاكيتوس حينما أخذ يسجل تاريخ روما بعد موت نيرون ، بدأه بقولـه : إننى مقبل على عمل غنى بالكوارث ، ملىء بالمعارك الفظيعة ، والمنازعات والثورات .... حتى فى زمان السلم ، لقد قتل ثلاثة أمراء بالسيف ، وفى وقت واحد نشبت ثلاثة حروب أهلية ، وعديد من الحروب الخارجية العنيفة ، إيطاليا مثقلة بكوارث جديدة أو قديمة متكررة ، مدنا تبتلع أو تدفن تحت الحطام ، لقد أتلفت الحرائق روما ، احترقت معابدها القديمة ، حتى الكابيتول أضرم المواطنون النيران فيه ، انتهكت المقدسات ، وتفشى الزنا أيضا حتى فى الأماكن السامية ، إمتلأت البحار بأماكن النفى ، وتخضبت الجزر السطحية بدماء القتلى ، وما زال الهياج المرعب يسود المدينة ..

2- أما فلسطين فكانت أكثر بلاد العالم شقاء فى تلك الفترة .... إن مأساة خراب أورشليم إنما تمثل مقدما وبصورة مصغرة الدينونة الأخيرة ، كما أنبأ عنها السيد المسيح له المجد فى حديثه عن نهاية العالم ( مت 24، مر 13 ، لو 19 ، 21 ) . . . أخيرا وصل إحتمال الله لشعب اليهود إلى الذروة ، بعد أن فاقوا فى عنادهم كل تصور ، فصلبوا مخلصهم !! وما لبثوا أن رجموا يعقوب البار الذى كان أنسب إنسان يصالح اليهود مع المسيحية .

لقد ظهرت وحدثت ظواهر وأحداث عجيبة قبل خراب أورشليم فى السماء وعلى الأرض سجلها لنا يوسيفوس المؤرخ اليهودى المعاصر لتلك الأحداث . . . ظهر فوق أورشليم ولمدة سنة كاملة ، نجم مذنب يشبه السيف . وحدث أن بقرة وضعت حملا وسط الهيكل بينما كان رئيس الكهنة سيقربها ذبيحة ، والباب الشرقى الضخم المصنوع من النحاس ، الذى كان يحكم اغلاقه ، ويقوم على غلقه عشرون رجلا بصعوبة ، شوهد ينفتح من تلقاء ذاته أثناء الليل . كما شوهدت مركبات وفرق من الجند مدججين بالسلاح بين السحب فوق المدينة المقدسة .

ويذكر لنا يوسيفوس حادثا عجيبا آخر . . . ففى سنة 63 – قبل خراب المدينة بسبع سنوات – ظهر فلاح اسمه يوشيا فى مدينة أورشليم فى عيد المظال ، وأخذ يصيح بلهجة نبوية نهارا وليلا فى الشوارع وبين الناس قائلا : ( صوت من الشرق ، صوت من الغرب ، صوت من الرياح الأربعة ، صوت ضد أورشليم والبيت المقدس ، صوت ضد العرائس والعرسان ، صوت ضد هذا الشعب جميعه ... ويل ... ويل ... لأورشليم ) . وإذ أزعج هذا المتنىء الحكام بويلاته ، قبضوا عليه وجلدوه لأنه تنبأ بالشر عليهم ، وعلى مدينتهم ، ... أما هو فلم يبدى أى مقاومة ، بل استمر يردد ويلاته . ولما قدم لألبيتوس الوالى ، أمر بجلده حتى ظهرت عظامه ، ومع كل ذلك ما كان ينطق بكلمة دفاعا عن ذاته ، ولا لعن أعداءه .. وكل ما فعله أنه كان يصدر صوتا حزينا مع كل جلدة ( ويل ويل لأورشليم ) ... لم يجب بشىء على أسئلة الحاكم ، من هو ومن أين .. أخيرا أطلقوا سراحه كرجل مجنون ... لكنه استمر على هذه الحال حتى نشبت الحرب ... لا سيما فى الأعياد الثلاثة الكبرى ، معلنا اقتراب سقوط أورشليم .... وحدث أثناء حصار المدينة أنه كان يردد مرثاته فوق سور المدينة ، وفجأة أضاف إلى العبارات الأولى التى كان يرددها قوله : ( ويل ويل لى أنا أيضا ) ... وما أن أنتهى من قوله هذا حتى استقر حجر على رأسه ألقاه الرومان فمات .

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 01:09 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
ثــــــورة اليهـــــــود :

فى مدة حكم الولاة الرومان فيلكس وفستوس والبيتوس و فولوروس إزداد الفساد الأخلاقى والأنحلال الأجتماعى بين يهود فلسطين ، وانتشرت أعمال السرقة والبلطجة والنهب والقتل

وإلى جانب ذلك ، وصلت روح التحزب بين اليهود أنفسهم وكراهيتهم لمستعمريهم الوثنيين ، وتعصبهم السياسى والدينى حدا بالغا ، وقد شجع على هذه الروح وزادها اشتعالا ، ظهور الأنبياء والمسحاء الكذبة ، وقد استطاع أحدهم – بحسب رواية يوسيفوس – ان يجذب وراءه ثلاثين ألف رجل ... وهكذا بدأت تتم كلمات ربنا يسوع النبوية عن ظهور مسحاء كذبة وأنبياء كذبة يضلون كثيرين .

وفى شهر مايو سنة 66 م – تحت حكم الوالى الرومانى فلوروس ... وكان طاغية شريرا قاسيا – إندلعت ثورة يهودية منظمة ضد الرومان ، وفى نفس الوقت قامت حرب أهلية بين جماعات الثوار المختلفة ، لا سيما بين جماعة الغيورين المتطرفين ، وفريق المعتدلين ، كان أعضاء جماعة المتطرفين لهم سيطرة على المدينة المقدسة والهيكل ، واعتبروا ظهور المذنبات والشهب والأنذارات المخيفة والأعاجيب التى صاحبت تلك الفترة ، على أنها علامات لمجىء المسيا وملكه على الأمم ... ! لقد كان تحدى اليهود للدولة الرومانية فى ذلك الوقت ، يعنى تحديهم لأكبر قوة مسلحة فى العالم وقتذاك .

الغـــــزو الرومــــــانى :

عندما بلغ نيرون خبر ثورة اليهود ، أرسل قائده الزائع الصيت فسبسيان على رأس قوة كبيرة إلى فلسطين ... بدأت الحملة سنة 67 من ميناء بتولمايس ( عكا ) .. وواجهت مقاومة مستميتة فى الجليل قوامها ستون ألف مقاتل ... لكن ما لبثت الأحداث فى روما أن حالت بين فسبسيان واستكمال النصر ، وأضطرته إلى العودة إليها ، بعد أن انتحر نيرون ، وتعاقب على العرش الأمبراطورى ثلاثة أباطرة فى فترة وجيزة . وانتهى الأمر بإعلان فسبسيان إمبراطورا سنة 69 م ، فعمل على إعادة الأمن والنظام فى ربوع الأمبراطورية .

خلف فسبسيان فى قيادة الحرب ضد اليهود ابنه تيطس .... الذى صار هو الآخر إمبراطورا بعد هذه الأحداث بعشر سنوات .... كان جيش تيتطس قوامه نحو ثمانين ألف مقاتل مدرب ، وأقام معسكره على جبل سكوبس وجبل الزيتون المتاخم ، فى مواقع تمكنه من رؤية المدينة أورشليم والهيكل رؤية واضحة ، وكان وادى قدرون يفصل بين الرومان واليهود المحاصرين .

بدأ الحصار فى أبريل سنة 70 م عقب عيد الفصح مباشرة ...... وكانت أورشليم غاصة بالغرباء الذين وفدوا إليها لحضور ذلك العيد العظيم ، حاةل تيطس فى بادىء الأمر التفاهم مع اليهود بالحسنى ، لكن جماعة الغيوريين رفضوا بكل تحدى مقترحات تيطس ومحاولاته المتكررة ، وتوسلات يوسيفوس ( المؤرخ ) الذى صحبه كمترجم ووسيط .... وكانوا فى ثورتهم الجنونية يقتلون كل من يتحدث عن الأستسلام .

قام اليهود ببعض الهجمات أسفل وادى قدرون وفوق الجبل ..... ، كبدوا فيها الرومان خسائر كبيرة .... كان هذا النجاح المبدئى سببا فى أزدياد حماس الغيوريين ، على الرغم مما حل بهم من مصائب ومتاعب .... كان تيطس يصلب يوميا من اليهود العصاة نحو خمسمائة يهودى .... وما لبثت أن ظهرت المجاعة فى أورشليم ... !! وعلى الرغم من ذلك لم يتراجع اليهود عن موقفهم .

إن التاريخ لم يسجل لنا صورا للبؤس أبشع مما شهدته أورشليم مدة حصارها على يد تيطس ..... ، كما أنه لا يسجل لنا مقاومة عنيدة ، وشجاعة يائسة ، واستخفافا بالموت ، على نحو ما أظهره اليهود فى تلك الحرب .

دمـــــار المدينـــــــة والهيكـــــــل :

أخيرا – فى يولية سنة 70 م - باغت الرومان حصن أنطونيا ليلا واستولوا عليه .... وبسقوط هذا الحصن أصبح الطريق ممهدا لوضع أيديهم على الهيكل ... فتوقفت الذبائح اليومية فى اليوم السابع عشر من يولية ، لأن اليهود كانوا فى حاجة إلى كل الأيدى للدفاع فى الحرب .... ولعل آخر ذبيحة وأغزرها دماء قدمت على مذبح المحرقة كانت آلاف اليهود الذين ذبحهم الرومان وقد تجمهروا حول هيكلهم للدفاع عنـــــــه !! .

كان تيطس – بحسب رواية يوسيفوس – ينوى فى بادىء الأمر أن يبقى على الهيكل ، كعمل معمارى رائع يحفظ ذكرى انتصاره ... ولكن جنوده كانوا فى حالة هياج هستيرى نتيجة المقاومة العنيدة من اليهود ، والطمع فى كنوز الهيكل الذهبية ، لم يكن فى الأمكان إيقافهم عن أعمال التخريب ....

كانت الأروقة المحيطة بالهيكل هى أول ما احترق منه ، ثم ما لبثت أن طرحت كتلة نارية عبرالبوابة الذهبية . وعندما تصاعدت ألسنة اللهب ، أطلق اليهود صرخات هستيرية مفزعة ، وحاولوا إخماد النار ، بينما وجد آخرون عزاءهم – وهم يتعلقون بآخر أمل لهم فى خلاص المسيا – فى أن يعلنوا نبوءة نبى كاذب ، مؤداها أن الله وسط حريق الهيكل ، وسيعطى علامة الخلاص لشعبه ... ! ! تنافس الجنود الرومان فى تغذية ألسنة اللهب ، وسرعان ما تحول كل البناء الضخم إلى شعلة نارية أضاءت السماء .... هكذا أحرق الهيكل فى العاشر من أغسطس سنة 70 م – وهو حسب التقليد ، نفس اليوم الذى خرب فيه الهيكل قديما على يد نبوخذ نصر ملك بابل ... ! !

يقول يوسيفوس – وهو شاهد عيان – فى وصفه لخراب الهيكل : ( لا يمكن أن يتصور أحد أصوات أعلى وأكثر فزعا مما حدث من كل ناحية أثناء إحتراق الهيكل ... صيحات الأنتصار والفرح الصادرة من الجنود الرومان تختلط بصيحات عويل الشعب المحاصر بالنار والسيف فوق الجبل وداخل المدينة ..وكان الصدى الواصل من كل الجبال المحيطة يزيد هذا الزئير الذى يصم الاذان ....ومع ذلك فالبؤس نفسه كان أفظع من هذا الأضطراب . كان التل المقام عليه الهيكل يغلى من السخونة ، وبدأت وكأنه ملفوف حتى سفحه بطبقة واحدة من اللهب . كانت الدماء فى كميتها أكثر من النار ، والمذبوحين أكثر عددا ممن ذبحوهم ... ولم تعد الأرض ترى فى أى موضع ، إذ كانت مغطاة بأكوام من جثث القتلى ..... ، سار فوقها الجند وهم يتعقبون الهاربين ) .

وما لبث الرومان أن ثبتوا شعاراتهم ( النسور الرومانية ) فوق الأنقاض فى الجهة المقابلة لبوابة أورشليم الشرقية ، وقدموا لها القرابين ، وهتفوا لقائدهم المظفر تيطس بأعظم تهاليل الفرح ... هكذا تمت النبوءة الخاصة " برجســــــة الخراب القائمــــــــة فى المـــــوضع المقـــــدس " .

قصــــاص اللـــــه العــــــــادل :

لقد هدمت أورشليم تماما ، ولم يترك بها سوى ثلاثة أبراج من قصر هيرودس مع جزء من الحائط الغربى . وقد أبقى عليها كآثار لقوة المدينة المقهورة ، التى كانت يوما معقلا لدولة اليهود الدينية ، ومهــــد الكنيســــــة المسيحية ، ... ولقد أحس الجميع واعترفوا بأن كارثة اليهود إنما هى قصاص إلهى ....

أما يوسيفوس – المؤرخ اليهودى الذى كان حاكما على الجليل ، وقائدا لجيش اليهود ، ثم أسر فى يد فسبسيان الرومانى ثم رافق تيطس وعمل كمترجم بين اليهود والرومان – والذى تابع الحرب بنفسه من أولها إلى آخرها ، فقد استطاع أن يتبين فى تلك المأساة عدل اللــــه .

هكذا كان لابد لواحد من أفضل أباطرة الرومان أن ينفذ عدل اللــــه وقضائه ، ولآخر من أكثر اليهود ثقافة فى زمانه أن يصفه ... وهكذا أيضا - دون أن يعرفا أو يريدا – شهدا لصدق النبوة وألوهة يسوع المسيح ربنا ، الذى إذ رفضه هؤلاء اليهود الجاحدون ، عانوا البؤس والشقاء فى ملء بشاعتها .

يالهذى المفارقات فيهود الأمس وقفوا أمام بيلاطس البنطى متهمين يسوع أنه ضد قيصر ، وكأنهم يعلنون ولائهم للأجنبى ضد يسوع مخلصهم ، وابن وطنهم ! - هؤلاء اليهود الذين وقفوا بالأمس هكذا نراهم اليوم مقتولين ومشردين بيد ذلك الأجنبى نفسه ، لقد شربوا من كأس المرارة ، وحلت عليهم اللعنة وانتقام السماء من فم آبائهم : دمه علينا وعلى أولادنـا .

احتفال الرومـــــان بالنصر :

احتفل فسبسيان وتيطس بالنصر معا ، احتفالا عظيما فى روما سنة 71 م ، فركب كل منهما مركبة خاصة متوجا بأكاليل النصر ، سار الموكب فى تؤدة إلى معبد جوبيتر وسط هتافات الجماهير ، وكان يتقدم الموكب جنود فى ثياب إحتفالية ، وسبعمائة أسير يهودى ...

وقد حملت فى هذا الموكب بعض صور الآلهة التى يعبدها الرومان ، وبعض قطع من أثاث الهيكل اليهودى ( مائدة خبز الوجوه – والمنارة الذهبية ذات السبع سرج – والأبواق التى كانت تعلن بدء سنة اليوبيل والمجامر وبعض أدراج الناموس ) – وأودعت معبد السلام ....الذى كان قد بنى منذ وقت قصير .

( أحرق هذا المعبد فيما بعد فى عهد الأمبراطور كومودس ولا يعلم ماذا أنتهت إليه قطع الأثاث المذكورة ) – أما كتب الناموس والستائر الأرجوانية الخاصة بالهيكل ، فقد احتفظ بها فسبسيان فى قصره ..... كان يوسيفوس أحد شهود هذا الأحتفال بإذلال أمته ، ووصفه لنا دون أن يبدى أى مشاعر لتأثره.

أما مصير اليهود بعد الحرب فمنهم من لقى حتفه بالألوف ، ومنهم من هلك جوعا ، وأخذ منهم سبعة وتسعون ألفا أسرى ، بيع بعضهم كعبيد وآخرون أرسلوا إلى مناجم الفحم كعمال ، بينما قرب البعض كضحايا فى حلبات المصارعة ، واحتفظ بأكثرهم بدانة ووجاهة مع زعمائهم ليسيروا كأسرى فى موكب النصر بروما.

لقد نتج عن فتح فلسطين على يد الرومان ، دمار مصالح اليهود وتدهور أحوالهم الأقتصادية ، ولقد وصل الشعب اليهودى إلى حالة لا يحسدون عليها من الفقر المدقع ، صاروا بلا وطن ... أو هويــــــة ، مشردين فى بقاع العالم .

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 01:09 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
لماذا نحن نكرم الصليب فنرشمه ونلبسه ونمسكه ونعلقه ونقبله و .. ونأخذ بركته بينما البروتستانت لا يفعلون ذلك بل وينكرون علينا أن نعمل ونفعل ذلك ؟
ج : إن اهتمامنا بالصليب وممارستنا لرشمه ورسمه وكل ما يختص بالصليب .. نافع ومفيد وايضاً موافق لتعليم الكتاب المقدس :

1 – تركيز السيد المسيح على الصليب وذلك منذ بدء خدمته وفي إثناء تعليمه قبل أن يصلب ( مت10 : 38 ، مت16 : 24 ، مر8 : 34 ، لو14 : 27 ) .
2 – وقد كان الصليب موضوع فخر الرسل : ( غل6 : 14 ) .
3 – وهكذا كان الصليب موضوع فخر الرسل : ( غل6 : 14 ) .
4 – ونحن حينما نرشم الصليب ، نتذكر كثيراً من المعانى اللاهوتية والروحية المتعلقة به ( اش53 : 6 ، يو1 : 29 ، 1يو2 : 2 ) .
5 – وفي رشمنا الصليب نعلن تبعيتنا لهذا المصلوب .
6 – إن الإنسان ليس مجرد روح ، أو مجرد عقل بل له أيضاً حواس جسدية يجب أن تحس الصليب بالطرق السابقة .
7 – ونحن لا نرشم الصليب على أنفسنا في صمت ، إنما نقول معه بأسم الأب والأبن والروح القدس : وبهذل نعلن عقيدتنا بالواحد في الثالوث .
8 – وفي الصليب أيضاً نعلن عقيدتى التجسد والفدجاء .
9 – وفى رشمنا للصليب تعليم دينى لأولادنا ولغيرهم .
10 – وبرشمنا الصليب إنما نبشر بموت الرب عنا حسب وصيته ( 1كو10 : 26 )
11 – وفي رشمنا للصليب نتذكر أن عقوبة الخطية موت .
12 . وفى رشمنا الصليب نتذكر محبة الله لنا ( يو3 : 16 ، رو5 : 8 ، يو15 : 13 ) .
13 – ونحن نرشم الصليب لآنه يمنحنا القوة
14 – فنحن نرشم الصليب لأن الشيطان يخافه ( يو3 : 14 ) .
15 – ونحن نرشم علامة الصليب فنأخذ بركته ( رو5 : 10 ) .
16 . لذلك فكل الأسرار المقدسة في المسيحية تستخدم فيها الصليب : لأنها كلها نابعة من استحقاقات الفداء بدم المسيح على الصليب .
17 – ونحن نهتم بالصليب لنتذكر الشركة التى لنا فيه ( غل2 : 20 ) ( مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح في ) ( فى3 : 10 ) ( لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبها بموته )
18 – ونحن نكرم الصليب ، لأنه موضع سرور للآب إذ على الصليب قدم المسيح له المجد ذاته ذبيحة كفارية ( رائحة سرور للرب ) ( لا1 : 9 ، 13 ، 17 ) ( وأطاع حتى الموت موت الصليب ) ( فى2 : 8 ) ( ومن أجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزى ( عب2 : 12 ) .
19 – وفى الصليب نخرج إليه خارج المحلة حاملين عاره ( عب13 : 12 ) .
20 – ونحن نحمل صليب المسيح الذى يذكرنا بمجيئه الثانى : وحينئذ تظهر علاقة ابن الإنسان في السماء ( أى الصليب ) ... ( مت24 : 30 )
من أقوال الأب يوحنا كرونستادت ( 1829 – 1908 ) في رسم الصليب :
1 – يقول الآباء إن الذى يرسم ذاته بعلامة الصليب في عجلة بلا اهتمام أو ترتيب تفرح به الشياطين أما الذى في روية وثبات يرسم ذاته بالصليب من راسه إلى بطنه ثم من كتفه الأيمن على الأيسر فهذا تحل عليه قوة الصليب وتفرح به الملائكة .
2 – إن الإهمال في تأديه رسم الصليب آمر قد ندان عله فإن رسم الصليب اعترف بيسوع المسيح مصلوباً وإيمان بالآلام التى عاناها فوق الصليب إنه اعتراف وذكرى لعمل الرب ، وقد كتب في أرمياء 48 : 10 ( ملعون من يعكل عمل الرب باسترخاء )
3 – في إشارة الصليب كل روح الإيمان المسيحى فيه الإعتراف بالثالوث القدس الب والآبن والروح القدس فيه اعتراف بوحدانية الله كإله واحد فيه اعتراف بتجسد ةا[ن وحلوله في بطن العذراء فيه اعتراف بقوة عملية الفداء التى تمت على الصليب بانتقالنا من الشمال إلى اليمين فيليق بنا إذا أن نرسم الصليب بحرارة الإيمان .
4 – إنه لمدهش بالحقيقة وغير مدرك كيف أن قوة المسيح تحل في رسم الصليب لإطفاء الحريق وطرد الشياطين وتسكين الآلام وشفاء المرضى ولكنه بالضبط سر غير مدرك كحلول الروح القدس على الخبز والخمر فيصيران جسدا ودما وأيضاً إذا كانت قوة يسوع المسيح حالة في مكان وتستطيع أن تدعوا الأشياء غير الموجودة إلى الوجود أعنى تخلقها من العدم خلقاً فبالأولى والأسهل أن تحل هذه القوة لتحويل الأشياء الموجودة من المرض والفساد إلى الحياة والصحة برسم الصليب المحيئ . ولكن لئلا نطق الناس أن قوة الشفاء كائنة في الخشب او الذهب مصنوع منه الصليب أو مجرد لفظ الأسم فقط صارت قوته وفاع8ليته متوقفة ومقصوره على الذين يؤمنون فقط .
5 – وحينما ترسم ذاتك بعلامة الصليب أذكر دائماً أنك تستطيع بقوته أن تصلب شهواتك وخطاياك على خشبة ةالمخلص ( هو ذا حمل الله الرافع خطيئة العالم ) ( يو1 : 29 ) عالماً إن في الصليب قوة إخماد الشهوة وإبطال سلطان الخطيئة برحمة المصلوب عليه .
6 – حينما ترفع نظرك إلى خشبة الصليب المعلقة فوق الهيكل اذكر مقدار الحب الذى أحبنا به الله حتى بذل ابنه الحبيب كى لا يهلك كل من يؤمن به فأينما وجدا الصليب وجدت المحبة لأنه علامة الحب الذى غلب الموت وقهر الهاوية واستهان بالخزى والعار واللم فإذا رأيت الكنيسة فردانه بصلبان كثيرة فهذه علامة امتلائها بالحب الكثير نحو جميع أولادها .
حينما يبارك الكاهن أو الأسقف ويرسمك بالصليب المقدس إفرح واقبل ذلك كبركة من يد السيد المسيح طوبى لمن قبل رسم الصليب على رأسه بإيمان ( فيجعلون غسمى على بنى اسرائيل وأنا اباركهم ) ( عدد6 : 27 ) .
إن الشياطين ترتعب من منظر الصليب وحتى من مجرد الإشارة به باليد لأن السيد المسيح له المجد قد ظفر بالشيطان وكل قوته ورئاساته على الصليب وجردهم من رئاستهم وفضحهم علناً فصارت علامة الصليب تذكيراً لهم بالفضيحة وإشارة إلى العذاب المزمع أن يطرحوا فيه .
[ منشورات النور – 1982 – 3القديسون – يوحنا كرونستادت – دأ . أر ابوفا – بيروت / لبنان ] .

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 01:09 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
هل خلص اللص في لحظة؟!

مثال خلاص اللص على الصليب، هو من الأمثلة الشهيرة، التي يحاول البعض استخدامها، لاثبات الخلاص في لحظة، ولعدم ضرورة المعمودية والكهنوت. وهم في ذلك يقدمون الاعتراض الآتى المكون من ثلاث نقاط:

إعتراض

1 لقد خلص اللص في لحظة، حينما قال له الرب: (اليوم تكون معى في
الفردوس) (لو 22: 43)!
2 وقد خلص بدون معمودية!
3 وقد خلص أيضاً بدون كهنوت وبدون تدخل
الكنيسة!
فلماذا إذن تشترطون
الكهنوت والكنيسة والمعمودية؟
الرد على الاعتراض

لا يمكن أن يكون اللص قد خلص فى لحظة.. ونقدم لذلك الأدلة الآتية:
1 لا يمكن أن يكون اللص قد خلص بمجرد الوعد الإلهى، قبل موت المسيح على
الصليب.
وذلك لأن أجرة الخطية هى موت (رو 6: 23) فلابد أن يموت المسيح أولا ليخلص اللص..
وواضح أن
السيد المسيح قد بقى على الصليب ربما حوالى ساعتين بعد أن قال وعده للص. لأن ذلك الوعد كان هو الكلمة الثانية من كلمات المسيح السبع على الصليب. ربما قالها في الساعة الأولى من الساعات الثلاث التي قضاها على الصليب من السادسة إلى التاسعة. فهل خلص اللص بعد موت المسيح مباشرة؟ هنا ونقول:

https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
2 كان لابد للص أن يموت مع المسيح لكى يخلص.
وموته مع المسيح هو معمودية فى أعمق صورها.
لأنه ماهى المعمودية؟ يقول الرسول: (أم تجلهون أننا، كل من أعتمد
ليسوع المسيح، أعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت) (رو 6: 3) ويقول: (لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضاً بقيامته، عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبل جسد الخطية) (رو 6: 5، 6).
وواضح أن اللص صلب مع المسيح صلب حقيقياً، ومات معه موتاً حقيقياً، وليس مجرد على (شبه موته) من هنا كان موته هذا معمودية مثالية هى مثال لكل معمودية.
فكيف يجرؤ أحد أن يقول إن اللص لم يعتمد؟!
إن من ينال هذه البركة العظمى مع المسيح يكون بلا شك في وضع مثالى، لعل
بولس الرسول اشتهاه اشتهاء حينما قال: (مع المسيح صلبت) (غل 2: 20)
إن الوحيد في جميع قديسى الأرض الذي يقول هذه العبارة لفظاً ومعنى هو طبعاً اللص اليمين..
يليه بصورة مشابهة،
القديسون الشهداء، الذين لم يموتوا مع المسيح حرفياً، إنما ماتوا من أجله، فاعتبروا كأنهم ماتوا معه.
ونحن نعتبر أن الذين آمنوا بالمسيح واستشهدوا قبل معمودية الماء، إما قد نالوا معمودية الدم، بالموت معه.

https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
وهنا نسأل: متى نال اللص هذه المعمودية ومات على الصليب؟
إن
الكتاب يشرح لنا أن المسيح مات في الساعة التاسعة (مت 27: 45 50، مر 15: 33 37، لو 23: 44 46 ).
والمعروف أن جسد المسيح انزل من على
الصليب في الساعة الحادية عشرة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). يقول متى الرسول إنه: لما كان المساء ) (مت 27: 57). ويقول القديس مرقس: (لما كان المساء، إذ كان الاستعداد أى قبل السبت) (مر 15: 42) ويقول القديس لوقا: (وكان يوم الاستعداد والسبت يلوح) (لو 23: 54) ويقول يوحنا: (إذ كان استعداد، فلكى لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت..) (يو 19: 31).
ووقت أنزال جسد المسيح من على الصليب، لم يكن اللصان قد ماتا، فكسر الجند أرجلهما: (أما يسوع فلما جاءوا إليه، لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات) (يو 19: 33)
إذن اللص مات بعد الحادية عشر، أى بعد ساعتين من موت المسيح. وبهذا يكون قد نال الخلاص وقتذاك، بعد موته. وتكون قد مرت حوالى أربع ساعات بعد الوعد الإلهى بدخوله
الفردوس.
إذن لم يخلص اللص في لحظة. ولم يدخل
الفردوس عقب الوعد الإلهى مباشرة، بل بعده بأربع ساعات.
مادمنا قد أثبتنا أن اللص لم يخلص في لحظة، ولم يخلص بدون معمودية، تبقى إذن الإجابة على الاعتراض الثالث الخاص
بالكهنوت والكنيسة.
لقد نال اللص خلاصه عن طريق المسيح رأس الكنيسة ورئيس الكهنة الأعظم، الذي يمثل الكنيسة تماماً في ذلك الوقت، الذي لم يكن فيه الكهنوت المسيحى قد تأسس بعد، ولم تكن الكنيسة قد تأسست بعد.

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 01:10 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
المسيح فصحنا - لنيافة الأنبا رافائيل


من أهم الذبائح التي كانت تقدم في العهد القديم ذبيحة خروف الفصح، وخروف الفصح بكل تفاصيل طقس ذبحه كان يشير إلى ذبيحة الصليب

v الفصح:

كلمة عبرية تعنى "عبور" وهي كلمة "بصخة" باليونانية، القبطية، ومنها كلمة "pass" بالإنجليزية والمسيح فصحنا لأنه هو عبورنا من الظلمة إلى النور، ومن عبودية إبليس إلى حرية مجد أولاد الله.

v وفصح اليهود كان مقصوداً به:

أ- عبور الملاك المهلك على البيوت... فإذا رأى الدم على أبواب البيت يعبر ولا يهلك الأبكار "فان الرب يجتاز ليضرب المصريين فحين يرى الدم على العتبة العليا و القائمتين يعبر الرب عن الباب ولا يدع المهلك يدخل بيوتكم ليضرب" (خر12: 23)

ب- عبور شعب بني إسرائيل في البحر الأحمر وخروجهم من بيت العبودية بمصر، إلى برية الحرية والجهاد الروحي في سيناء ليصلوا إلى أرض الموعد أورشليم.

v والمسيح فصحنا لأنه:


1- يحمينا بدمه الطاهر من ضربات العدو، وإهلاك الخطية... ونحن نصطبغ بدم المسيح في المعمودية "لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح" (غل3: 27)، "مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضاً معه" (كو2: 12) والصليب هو الصبغة التي اصطبغ بها المسيح، وطالبنا أن نصطبغ بها نحن أيضاً (المعمودية) "أتستطيعان أن تشربا الكأس التي سوف أشربها أنا؟ وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا؟" (مت20: 22)

فما عمله المسيح على الصليب نناله نحن بالمعمودية..

مع ملاحظة أنه كانوا في القديم يلطخون القائمتين والعتبة العليا... وهذا هو منظر الصليب، فكان الفصح اليهودي رمزاً للصليب المقدس.

2- والمسيح أيضاً هو عبورنا الجديد في البحر الجديد... "فأني لست أريد أيها الأخوة أن تجهلوا أن آباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة، وجميعهم في البحر، وجميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر" (1كو10: 1، 2)

معلمنا بولس يطابق بين عبور البحر في القديم والمعمودية في الجديد... زكما عبر بنو إسرائيل من الظلمة إلى النور، ومن العبودية إلى الحرية، ومن مملكة فرعون إلى مملكة الله... هكذا يعبر بنا المسيح (بالمعمودية)



طقس ذبح الخروف ومطابقته على السيد المسيح
v كان يشترط في خروف الفصح أن يكون:

1- شاة صحيحة (خر12: 5)

أي بلا عيب...لأن المسيح كان بلا عيب...وبلا خطية..."الذي لم يعرف خطية" (2كو5: 21).

2- ذكر (خر12: 5)


لأن الله تجسد في صورة رجل وليس أنثى...وذلك لأن "أدم جبل أولاً" (1تي2: 13) ولأن حواء كانت في أدم ...أدم يمثل كل الجنس البشري ... بما فيهم حواء ... وحواء تمثل جنسها فقط فإذا جاء الله متجسداً في شكل امرأة كان سيفدي النساء فقط ... وإذا جاء في شكل رجل يكون الفداء للجميع، لعل هذا السبب في أن الكهنوت محصور في الرجال فقط. .. باعتبار الكاهن ممثل للكنيسة كلها ... وممثل لوحدتها برجالها ونسائها ...

3- ابن سنة (خر12: 5)


الخروف ابن سنة...لكي يذبح وهو في سن صغير ... وليس في شيخوخة...لأن المسيح ذبح من أجلنا وهو شاب صغير ... ولو مات المسيح وهو شيخ كبير...من كان يستطيع أن يقول أنه مات عنا ولأجلنا؟ بل يكون قد مات مثل كل البشر ...بعد أن عاش وشاخ وشاب وشبع من الأيام...أما موته في شبابه فيعني أنه مات موتنا، عنا ولأجلنا.

4- شاة للبيت (خر12: 3)


لأن المسيح واحد...لا يمكن أن يكون للبيت الواحد (الكنيسة) أكثر من ذبيحة واحدة (المسيح الواحد) وبالرغم من أن كل بيت به شاة ولكننا نتكلم عن (خروف الفصح) وليس (خرفان الفصح)...كمثل ما يوجد جسد المسيح على كل مذبح، ولكننا لا نتكلم عن (أجساد المسيح) بل (جسد المسيح الواحد)

5- ثم يذبحه كل جمهور جماعة إسرائيل في العشية (خر12: 6)


أليس هذا ما حدث بالضبط مع السيد المسيح؟!! لقد اجتمعت عليه كل الجماعة وصرخ الجميع في وجهه أن يصلب ... وكان موته وقت العشية "بين العشاءين" (عد9: 5) أي ما بين التاسعة والغروب. "جماعة الأشرار اكتنفتني، ثقبوا يدي ورجلي" (مز22: 16)

6- ويأخذون من الدم ويجعلونه على القائمتين والعتبة العليا في البيوت التي يأكلونه فيها (خر12: 7)

وهذا منظر الصليب ... الدم ينزف من الرأس ومن اليدين ... ولم يكن مسموحاً أن يوضع الدم على العتبة السفلى لئلا يداس بالأقدام..فدم المسيح لا يداس ... "فكم عقاباً أشر تظنون أنه يحسب مستحقاً من داس ابن الله، وحسب دم العهد الذي قدس به دنساً وازدرى بروح النعمة" (عب10: 29)

7- في البيوت التي تأكلونه فيها (خر12: 7)


وهو إشارة إلى الاحتماء داخل الكنيسة ... وأنه لا يمكن للإنسان أن يتناول خارجاً عن الكنيسة ... والكنيسة هنا ليست المبنى الحجري، ولكن جسد المسيح الذي ننتمي له ... فلا يمكن لإنسان غير مسيحي وغير معمد أن يأكل من فصحنا المسيحي (جسد الرب ودمه)

8- ويأكلون اللحم تلك الليلة مشوياً بالنار (خر12: 8)


إشارة إلى الآلام الفظيعة التي جازها السيد المسيح ... فالشي بالنار غير الطبخ بالماء، لذلك يؤكد "لا تأكلوا منه نيئاً أو طبيخاً مطبوخاً بالماء، بل مشوياً بالنار" (خر12: 9) فآلام السيد المسيح كانت فظيعة كالشي بالنار.

9- على أعشاب مرة يأكلونه ... (خر12: 8)


وهذه أيضاً إشارة إلى مرارة حلق المسيح أثناء الصليب ... "يبست مثل شقفة قوتي، ولصق لساني بحنكي" (مز22: 15) "ويجعلون في طعامي علقماً، وفي عطشي يسقونني خلاً" (مز69: 21) ونحن أيضاً نتناول جسد الرب ودمه بمرارة الفم، بسبب الصوم الانقطاعي قبل التناول. وكذلك نتناول ونحن في حلقنا مرارة التوبة والدموع النقية.

10- رأسه مع أكارعه وجوفه (خر12: 9)

الرأس هو الفكر...
والأكارع هي الحركة...
والجوف هو المشاعر والأعماق..
فنحن نتحد بالمسيح فكراً وتصرفاً ومشاعراً...

11- ولا تبقوا منه إلى الصباح (خر12: 10)


فالسيد المسيح لم يبت على الصليب ... ومراحمه جديدة لنا في كل صباح

12- وهكذا تأكلونه وأحقاؤكم مشدودة، وأحذيتكم في أرجلكم، وعصيكم في أيديكم وتأكلونه بعجلة (خر12: 11)

وهذا إشارة إلى حياة الاستعداد الدائم للإنسان المسيحي ... فنحن نتناول جسد الرب ودمه ... والأحقاء مشدودة ... علامة الاستعداد للعمل

والأحذية في الأرجل ... علامة الاستعداد للخدمة والكرازة

والعصي في الأيادي ... علامة الاتكال على الله والتوكؤ عليه

13- مع فطير (خر12: 8)


الفطير هو خبز خالي من الخمير ... والخمير رمز للشر، والارتباط بالماضي ...

"إذاً لنعيد بخميرة عتيقة ولا بخميرة الشر والخبث بل بفطير الإخلاص والحق" (1كو5: 8) ومن يدخل في عهد مع المسيح فليترك كل ارتباط بالخطية، والماضي الأثيم، وعبادة الشيطان وليبدأ بعجينة جديدة ليس بها خمير قديم "كل بقايا عبادة الأوثان أنزعها من قلوبهم" (أوشية الموعوظين)

"إذا نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجيناً جديداً كما أنتم فطير" (1كو5: 7) وكانوا يأكلون الفطير لمدة أسبوع، لأن الأسبوع يرمز للزمان الحاضر من الأحد (بداية الزمان) حتى السبت (الراحة الأبدية) ... فأكل الفطير لمدة أسبوع يعني دخول الإنسان في حياة بر وقداسة وإتحاد المسيح طوال زمان غربته على الأرض.

وهكذا ترى أن كل تفاصيل ذبيحة الفصح كانت تسبق وتشير بإشارات واضحة وبليغة عن ذبيحة الصليب المقدس ... لذلك حق لمعلمنا بولس الرسول أن يقول "لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا" (1كو5: 7)

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 01:10 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
المسيح فصحنا - لنيافة الأنبا رافائيل


من أهم الذبائح التي كانت تقدم في العهد القديم ذبيحة خروف الفصح، وخروف الفصح بكل تفاصيل طقس ذبحه كان يشير إلى ذبيحة الصليب

v الفصح:

كلمة عبرية تعنى "عبور" وهي كلمة "بصخة" باليونانية، القبطية، ومنها كلمة "pass" بالإنجليزية والمسيح فصحنا لأنه هو عبورنا من الظلمة إلى النور، ومن عبودية إبليس إلى حرية مجد أولاد الله.

v وفصح اليهود كان مقصوداً به:

أ- عبور الملاك المهلك على البيوت... فإذا رأى الدم على أبواب البيت يعبر ولا يهلك الأبكار "فان الرب يجتاز ليضرب المصريين فحين يرى الدم على العتبة العليا و القائمتين يعبر الرب عن الباب ولا يدع المهلك يدخل بيوتكم ليضرب" (خر12: 23)

ب- عبور شعب بني إسرائيل في البحر الأحمر وخروجهم من بيت العبودية بمصر، إلى برية الحرية والجهاد الروحي في سيناء ليصلوا إلى أرض الموعد أورشليم.

v والمسيح فصحنا لأنه:


1- يحمينا بدمه الطاهر من ضربات العدو، وإهلاك الخطية... ونحن نصطبغ بدم المسيح في المعمودية "لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح" (غل3: 27)، "مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضاً معه" (كو2: 12) والصليب هو الصبغة التي اصطبغ بها المسيح، وطالبنا أن نصطبغ بها نحن أيضاً (المعمودية) "أتستطيعان أن تشربا الكأس التي سوف أشربها أنا؟ وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا؟" (مت20: 22)

فما عمله المسيح على الصليب نناله نحن بالمعمودية..

مع ملاحظة أنه كانوا في القديم يلطخون القائمتين والعتبة العليا... وهذا هو منظر الصليب، فكان الفصح اليهودي رمزاً للصليب المقدس.

2- والمسيح أيضاً هو عبورنا الجديد في البحر الجديد... "فأني لست أريد أيها الأخوة أن تجهلوا أن آباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة، وجميعهم في البحر، وجميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر" (1كو10: 1، 2)

معلمنا بولس يطابق بين عبور البحر في القديم والمعمودية في الجديد... زكما عبر بنو إسرائيل من الظلمة إلى النور، ومن العبودية إلى الحرية، ومن مملكة فرعون إلى مملكة الله... هكذا يعبر بنا المسيح (بالمعمودية)



طقس ذبح الخروف ومطابقته على السيد المسيح
v كان يشترط في خروف الفصح أن يكون:

1- شاة صحيحة (خر12: 5)

أي بلا عيب...لأن المسيح كان بلا عيب...وبلا خطية..."الذي لم يعرف خطية" (2كو5: 21).

2- ذكر (خر12: 5)


لأن الله تجسد في صورة رجل وليس أنثى...وذلك لأن "أدم جبل أولاً" (1تي2: 13) ولأن حواء كانت في أدم ...أدم يمثل كل الجنس البشري ... بما فيهم حواء ... وحواء تمثل جنسها فقط فإذا جاء الله متجسداً في شكل امرأة كان سيفدي النساء فقط ... وإذا جاء في شكل رجل يكون الفداء للجميع، لعل هذا السبب في أن الكهنوت محصور في الرجال فقط. .. باعتبار الكاهن ممثل للكنيسة كلها ... وممثل لوحدتها برجالها ونسائها ...

3- ابن سنة (خر12: 5)


الخروف ابن سنة...لكي يذبح وهو في سن صغير ... وليس في شيخوخة...لأن المسيح ذبح من أجلنا وهو شاب صغير ... ولو مات المسيح وهو شيخ كبير...من كان يستطيع أن يقول أنه مات عنا ولأجلنا؟ بل يكون قد مات مثل كل البشر ...بعد أن عاش وشاخ وشاب وشبع من الأيام...أما موته في شبابه فيعني أنه مات موتنا، عنا ولأجلنا.

4- شاة للبيت (خر12: 3)


لأن المسيح واحد...لا يمكن أن يكون للبيت الواحد (الكنيسة) أكثر من ذبيحة واحدة (المسيح الواحد) وبالرغم من أن كل بيت به شاة ولكننا نتكلم عن (خروف الفصح) وليس (خرفان الفصح)...كمثل ما يوجد جسد المسيح على كل مذبح، ولكننا لا نتكلم عن (أجساد المسيح) بل (جسد المسيح الواحد)

5- ثم يذبحه كل جمهور جماعة إسرائيل في العشية (خر12: 6)


أليس هذا ما حدث بالضبط مع السيد المسيح؟!! لقد اجتمعت عليه كل الجماعة وصرخ الجميع في وجهه أن يصلب ... وكان موته وقت العشية "بين العشاءين" (عد9: 5) أي ما بين التاسعة والغروب. "جماعة الأشرار اكتنفتني، ثقبوا يدي ورجلي" (مز22: 16)

6- ويأخذون من الدم ويجعلونه على القائمتين والعتبة العليا في البيوت التي يأكلونه فيها (خر12: 7)

وهذا منظر الصليب ... الدم ينزف من الرأس ومن اليدين ... ولم يكن مسموحاً أن يوضع الدم على العتبة السفلى لئلا يداس بالأقدام..فدم المسيح لا يداس ... "فكم عقاباً أشر تظنون أنه يحسب مستحقاً من داس ابن الله، وحسب دم العهد الذي قدس به دنساً وازدرى بروح النعمة" (عب10: 29)

7- في البيوت التي تأكلونه فيها (خر12: 7)


وهو إشارة إلى الاحتماء داخل الكنيسة ... وأنه لا يمكن للإنسان أن يتناول خارجاً عن الكنيسة ... والكنيسة هنا ليست المبنى الحجري، ولكن جسد المسيح الذي ننتمي له ... فلا يمكن لإنسان غير مسيحي وغير معمد أن يأكل من فصحنا المسيحي (جسد الرب ودمه)

8- ويأكلون اللحم تلك الليلة مشوياً بالنار (خر12: 8)


إشارة إلى الآلام الفظيعة التي جازها السيد المسيح ... فالشي بالنار غير الطبخ بالماء، لذلك يؤكد "لا تأكلوا منه نيئاً أو طبيخاً مطبوخاً بالماء، بل مشوياً بالنار" (خر12: 9) فآلام السيد المسيح كانت فظيعة كالشي بالنار.

9- على أعشاب مرة يأكلونه ... (خر12: 8)


وهذه أيضاً إشارة إلى مرارة حلق المسيح أثناء الصليب ... "يبست مثل شقفة قوتي، ولصق لساني بحنكي" (مز22: 15) "ويجعلون في طعامي علقماً، وفي عطشي يسقونني خلاً" (مز69: 21) ونحن أيضاً نتناول جسد الرب ودمه بمرارة الفم، بسبب الصوم الانقطاعي قبل التناول. وكذلك نتناول ونحن في حلقنا مرارة التوبة والدموع النقية.

10- رأسه مع أكارعه وجوفه (خر12: 9)

الرأس هو الفكر...
والأكارع هي الحركة...
والجوف هو المشاعر والأعماق..
فنحن نتحد بالمسيح فكراً وتصرفاً ومشاعراً...

11- ولا تبقوا منه إلى الصباح (خر12: 10)


فالسيد المسيح لم يبت على الصليب ... ومراحمه جديدة لنا في كل صباح

12- وهكذا تأكلونه وأحقاؤكم مشدودة، وأحذيتكم في أرجلكم، وعصيكم في أيديكم وتأكلونه بعجلة (خر12: 11)

وهذا إشارة إلى حياة الاستعداد الدائم للإنسان المسيحي ... فنحن نتناول جسد الرب ودمه ... والأحقاء مشدودة ... علامة الاستعداد للعمل

والأحذية في الأرجل ... علامة الاستعداد للخدمة والكرازة

والعصي في الأيادي ... علامة الاتكال على الله والتوكؤ عليه

13- مع فطير (خر12: 8)


الفطير هو خبز خالي من الخمير ... والخمير رمز للشر، والارتباط بالماضي ...

"إذاً لنعيد بخميرة عتيقة ولا بخميرة الشر والخبث بل بفطير الإخلاص والحق" (1كو5: 8) ومن يدخل في عهد مع المسيح فليترك كل ارتباط بالخطية، والماضي الأثيم، وعبادة الشيطان وليبدأ بعجينة جديدة ليس بها خمير قديم "كل بقايا عبادة الأوثان أنزعها من قلوبهم" (أوشية الموعوظين)

"إذا نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجيناً جديداً كما أنتم فطير" (1كو5: 7) وكانوا يأكلون الفطير لمدة أسبوع، لأن الأسبوع يرمز للزمان الحاضر من الأحد (بداية الزمان) حتى السبت (الراحة الأبدية) ... فأكل الفطير لمدة أسبوع يعني دخول الإنسان في حياة بر وقداسة وإتحاد المسيح طوال زمان غربته على الأرض.

وهكذا ترى أن كل تفاصيل ذبيحة الفصح كانت تسبق وتشير بإشارات واضحة وبليغة عن ذبيحة الصليب المقدس ... لذلك حق لمعلمنا بولس الرسول أن يقول "لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا" (1كو5: 7)

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 01:10 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
http://www.masi7i.com/uploads/1429/1335/HGBRafael.gif

"قد عرفت أن كل ما يعمله الله أنه يكون إلى الأبد" (جا 14:3).
هذه سمة أساسية تميز أعمال الله. أنها أعمال أبدية لا تنتهى... فإذا كنا نؤمن - بغير شك - أن المسيح هو الله المتجسد، فأعماله - بلا شك أعمال إلهية أبدية لا تنتهى.. وبالتالى فإن ذبيحة الصليب ذبيحة أبدية لا تنتهى حتى أن الملاك المبشر بالقيامة ذكر أنه "يسوع الناصرى المصلوب" (مر 6:16)، حتى بعد قيامته... ولا عجب فقد رآه يوحنا الرائى "خروف قائم كأنه مذبوح" (رؤ 6:5)، ومعلمنا بولس يتكلم مع شعبه فى كورنثوس قائلاً: "لأنى لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً" (1كو 2:2).

هذا الصليب الدائم والمستمر والأبدى يتجلى كل يوم على المذبح القدس فنرى يسوع "حملاً قائماً كأنه مذبوح".

المسيح ذبيحة حقيقية :

إن كل ذبائح العهد القديم من موسى وما قبل موسى لم تكن إلا رمزاً وإشارة للذبيحة الحقيقية التى قدمها ربنا يسوع بدم نفسه (عب 12:9) وقد سبق أن إشارة النبوات إلا هذا الذبيح العظيم "مثل شاه سيق إلى الذبح ومثل خروف صامت أمام الذي يجزه هكذا لم يفتح فاه. فى تواضع انتزع قضاؤه وجيله من يخبر به. لأن حياته تنتزع من الأرض" (أع 32:8،33). وعندما تساءل الخصى "عمن يقول النبى هذا. عن نفسه أم عن واحد أخر. ففتح فيلبس فاه وأبتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع" (أع 34:8،35)، أنه الرب يسوع الذى شهد عنه المعمدان قائلاً: "هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم" (يو29:1) والذى تكلم عنه أرميا بروح النبوة: "وأنا كخروف داجن يساق إلى الذبح" (أر 19:11)، وذبيحة يترنم بها السمائيون "لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة" (رؤ 9:5)، "مستحق هو الخروف أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة" (رؤ 12:5)، ونتغنى بها فى القداس الغريغورى: "أتيت إلى الذبح مثل خروف حتى إلى الصليب"، "احتملت ظلم الأشرار. بذلت ظهرك للسياط. وخديك أهملتهما للطم. لأجلى يا سيدى لم ترد وجهك عن خزى البصاق"، وقد استعارت الليتورجيا هذا النصوص من نبوة أشعياء القائل: "لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه محتقر ومخذول من الناس رجل أوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا. محتقر فلم نعتد به. ولكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً. وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا. ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاه تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه... من الضغطة ومن الدينونة أخذ. وفى جيله من كان يظن أنه قطع من أرض الأحياء أنه ضرب من أجل ذنب شعبى. وجعل مع الأشرار قبره ومع غنى عند موته. على أنه لم يعمل ظلماً ولم يكن فى فمه غش. أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن. وإن جعل نفسه ذبيحة إثم يرى نسلاً تطول أيامه ومسرة الرب بيده تنجح. من تعب نفسه يرى ويشبع. وعبدى البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها... لذلك اقسم له بين الأعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من أجل أنه سكب للموت نفسه وأحصى مع أثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع فى المذنبين" (أش 2:53-12)، "بذلت ظهرى للضاربين وخدى للناتفين وجهى لم استر عن العار والبصق"
(أش 6:50).

عجيب أشعياء هذا المفتوح العينين الذى سبق ورأى يوم ابن الإنسان فتهلل ووصفه كرؤيا العين فحق بذلك أن يكون النبى الإنجيلى.
"مقدسة ومملوءة مجداً هذه الذبيحة التى ذبحت عن حياة العالم كله" (قسمة الملائكة)، "هكذا بالحقيقة تألم كلمة الله بالجسد وذبح وانحنى بالصليب" (القسمة السريانية).
الإفخارستيا ذبيحة غير دموية :

إن الإفخارستيا التى سلمها المسيح لتلاميذه هى امتداد الصليب، ولكنها ليست تكرار للصليب لأن السيد المسيح قد صلب مرة واحدة لأجلنا "نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع لمسيح مرة واحدة" (عب 10:10)، وصليبه لم ينته بعد ولن ينتهى بل هو فعل أبدى - كما ذكرنا.. لذلك فالصليب يحضر كل يوم على المذبح فى سر الخبز والخمر اللذين أخذا قوتهما من قول السيد المسيح: "هذا هو جسدى، هذا هو دمى". وهنا تكون طبيعة الخبز والخمر صارت بالتقديس والإيمان هى ذات المسيح المذبوح لله دون إقحام الحواس. ودون تغيير فى المادة وشكلها وطعمها فنحن نتناول جسد الرب ودمه بالحق تحت أعراض الخبز والخمر "أظهر وجهك مع هذا الخبز" (صلاة التحول).

وهذا مما يجعل الليتورجيا تلح وتؤكد على أن هذه الذبيحة ليست دموية (كالعهد القديم) ولكنها ذبيحة روحية نطقية عقلية حقيقية "هذه التى ليس دم الناموس حولها ولا بر الجسد لكن الخروف روحى، والسكين نطقية وغير جسمية" (صلاة الصلح باسيلى)، "الذبيحة الناطقة غير الدموية" (صلاة الحجاب)، "هذه الصغيرة المقدسة الناطقة الروحانية غير الدموية" (صلاة صلح كيرلس)، "هذه الذبيحة الناطقة وهذه الخدمة غير الدموية" (القداس الكيرلسى)، "ذبيحة ناطقة سمائية التى هى الجسد الإلهى والدم الكريم اللذان لمسيحك" (القسمة الوجيزة)، "الذى قبل من أيدينا نحن الضعفاء هذه الذبيحة العقلية والحقيقية وغير الدموية".
والسيد المسيح أمرنا أن "اصنعوا هذا لذكرى" (لو 19:22)، وقوله: "اصنعوا" هنا يعنى "فعلاً" وليس "فكراً" للذكرى، والمعنى أن نصنع ونفعل ما عمله المسيح فى الإفخارستيا على رسم الصليب وما تم فيه، فهنا الإفخارستيا تعنى استحضار فعل الذبح وسفك الدم ليس لمجرد الذكر أو الذكرى بل الاستحضار الفعلى للاشتراك فى ذات السر، فكلما أكلنا الإفخارستيا وشربنا الكأس المقدسة فنحن نمارس الكسر الحقيقى للجسد والسفك الحقيقى للدم أى الصليب بكل أسراره الإلهية دون أن نسفك دماً جديداً ودون أن نذبح فصحاً آخر... هذا ما تعنيه الليتورجى بأن الذبيحة ليست دموية.. فخبز الإفخارستيا فعل وليس فكراً: أكل جسد ممزق مع أنه كان فى يده خبزاً، وشرب دم مسفوك مع انه خمر فى الكأس، فهو إعلان وأستعلان لسر موت الرب الدائم بالإيمان دون الاعتماد على الحواس بالتمزيق والسفك ومستمراً بطول الزمان إلى المنتهى.
المسيح هو الكاهن الذى قدم ذاته :

"هذا الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب عن خلاص جنسه. فإشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة. فتح باب الفردوس ورد آدم إلى رئاسته مرة أخرى.. من قبل صليبه وقيامته المقدسة ورد الإنسان مرة أخرى إلى الفردوس" (الأرباع الخشوعية فى دورة البخور).

"أنت هو ذبيحة المساء الحقيقية الذى اصعدت ذاتك من أجل خطايانا على الصليب المكرم كإرادة أبيك الصالح" (سر بخور عشية).
"وسبقت أن تجعل ذاتك حملاً بغير عيب عن حياة العالم" (أوشية التقدمة).
"بذل ذاته فداء عنا إلى الموت الذى تملك علينا" (القداس الباسيلى).
"لأنك فى الليلة التى أسلمت فيها ذاتك بإرادتك وسلطانك وحدك" (القداس الغريغورى).
"يا الله الذى أسلم ذاته عنا خلاصاً من أجل خطايانا" (القداس الغريغورى).
"وبذلك ذاتك للذبح من أجل خطايانا، شفيتنا بضرباتك وبرئنا بجراحاتك" (صلاة بعد التناول).
فالمسيح قبل الصليب بإرادته.. بل لقد جاء متجسداً لأجل أن يقدم ذاته ذبيحة عنا "لهذا قد ولدت أنا ولهذا قد أتيت إلى العالم" (يو 37:18)، وقال لبيلاطس: "لم يكن لك على سلطان البتة لو لم تكن قد أعطيت من فوق" (يو 11:19)، ولذلك فقد سبق الصليب وأعطانا جسده المكسور ودمه المسفوك ليعلن بذلك أن ما حدث يوم الجمعة سبق وأن قبله بإرادته ونفذه بحريته يوم الخميس "الحكمة (المسيح) بنت بيتها... ذبحت ذبحها مزجت خمرها. أيضاً رتبت مائدتها... هلموا كلوا من طعامى واشربوا من الخمر التى مزجتها" (أم 2:9-5)، "دم المسيح الذى بروح أزلى قدم نفسه لله بلا عيب" (عب 14:9)، "ليبطل الخطية بذبيحة نفسه" (عب 26:9).
فالمسيح إلهنا هو الذبيحة الحقيقية وهو الكاهن الذى قدم ذبيحة نفسه وهو الله قابل الذبيحة ومعطى الغفران بموجبها لكل من يشترك فيها بالأكل والشرب والإيمان
المسيح حاضر على المذبح :

"هوذا كائن معنا على هذه المائدة اليوم عمانوئيل إلهنا حمل الله الذى يحمل خطية العالم كله الجالس على عرش مجده" (صلاة القسمة).
ويتجلى المسيح الذبيح عندما يرفع أبونا الإبروسفارين فنرى الخبز الموضوع فى الصينية (حمل الله) ويشهد الشماس فى لحن (اسبازيستى) "ارفعوا أعينكم ناحية الشرق لتنظروا المذبح. جسد ودم عمانوئيل إلهنا موضوعين عليه"..
ويعلن الأب الكاهن للشعب "الرب معكم" ويطلب منهم "ارفعوا قلوبكم - اشكروا الرب".. وتصل الليتورجيا إلى قمة إستعلان حضور المسيح الإفخارستى عند حلول الروح القدس على الخبز والخمر ليحولها إلى جسد الرب ودمه حينئذ يخلع الأب البطريرك أو الأسقف تاجه ويترك عصا الرعاية (الحية النحاسية) ولا يعود الكاهن تلتفت للوراء أو يرشم الشعب أو يرشم الذبيحة لأن المسيح رئيس الكهنة الأعظم قد حضر معنا على المائدة المقدسة وهو الذى يقوم بمباركة الشعب وتقديس ذبيحة نفسه.
ويتقدم الكاهن ثالثة ليقدم أواشى للمسيح الذبيح.. إذ - كما شرحنا من قبل - كلما استعلن المسيح فى الكنيسة بهيبة الكاهن بطلبات - الأواشى الشعب واحتياجاته... مرة فى عشية وباكر (المسيح المحتجب) ومرة فى الإنجيل (المسيح المعلم) هنا للمرة الثالثة (المسيح الذبيح).

ومجىء المسيح للكنيسة يستدعى حضور مجمع القديسين معه... لأننا جميعاً - فى السماء وعلى الأرض - أعضاء جسده المقدس.. فحضوره يستلزم حضور أعضائه... لذلك ينتبه الأب الكاهن ويقدم صلوات عد ومع مجمع القديسين ويطلب سؤلاتهم عنا - علامة الشركة والاتحاد والحب مثالاً للثالوث المقدس الواحد.
وفى النهاية المجمع يذكر الأب الكاهن آبائنا وأخوتنا الذين سبقوا فرقدوا وتنيحوا فى الإيمان الأرثوذكسى ونحن أيضاً الغرباء أن يحفظنا فى الإيمان وأن نكمل مثلهم...
ثم يقسم الكاهن الجسد تمهيداً لتوزيع على المؤمنين.. والقسمة ترمز لآلام المسيح وتمزيق جسده بالصليب لذلك تكون صلواتها بلحن تذللى بخشوع..
وعندما يغمس أبونا (الأسباديقون) فى الدم المقدس ويرشم به الجسد إنما يعلن عن جراحات المسيح حيث يضخ الكاهن الجراحات بدم المسيح... فيظهر بالحقيقة المسيح إلهنا (حملاً قائماً كأنه مذبوح)
سيدى يسوع المذبوح عنى... هوذا جراحاتك تنزف.. ودماؤك تقطر على المذبح. وها أنا أقف حائراً أمام حبك.. ألتمس قطرة من نزيف نعمتك.
قطرة واحدة تطهر أعماقى وكل كيانى.. وتغسل وتبيض ثيابى التى لوثتها بخطيتى ونجاساتى.

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 01:11 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
العلاقة بين الطقس والعقيدة


نيافة الأنبا رافائيل
العقيدة فكر الطقس تطبيق .

الفكر بسهولة ينحرف أما التطبيق لا ينحرف ...

الطقس حارساً للعقيدة وتطبيق عملى لها ...

كما أن العقيدة يمكن تنحرف إن صارت فكلا بلا عمل والعكس صحيح ... لابد أن تترجم العقيدة إلى طقس يمارس عملياً إلا وينسى وينحرف .

يجب علينا أن نفهم الخلفيات العقيدية للطقس ...

لا يوجد طقس فى الكنيسة إلا وله ومعنى لاهوتى ولا توجد عقيدة لاهوتية فى لكنيسة إلا ولها معنى طقسى دقيق ... أصغر طقس فى الكنيسة ه رسم الصليب ومع ذلك يحوى فى داخله كل العقائد المسيحية العظمى .

مجرد أن يرسم الإنسان علامة الصليب فهو يعلن إيمانه بالثالوث ، الإيمان الواحد بالإله الواحد ... وبالتجسد ...
الانتقال من الشمال إلى اليمين يعلن الإيمان بالصليب والفداء ... الإيمان بالصليب أنه قوى نحتمى فيه ...

رسم الصليب إعلان على الانتماء ليسوع المصلوب
سؤال مكرر يتوجه إلى المخدومين : لماذا تفتخروا بالصليب .. أما كان يجب أن نخرق منه ونفتخر بالقيامة وبحيل التجلى ؟
العجيب أننا نفتخر بأضعف نقطة فى حياة المسيح والتى هى الصليب ...

والقديس بولس لرسول يقول "حاشا لى أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح ، الذى به صلب العالم لى وأنا للعالم" (غلا 14:6) .

ويقول “لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً” (اكو 2:2) .

القديس بولس الرسول يقر على نفسه أنه ضد التيار والفلسفة لذلك أهل كورنثوس احتقروه وفضلوا أبلوس عنه الذى ذهب لهم بحكمة وفلسفة (أبولس) أنه باشتداد كان يفحم اليهود جهراً مبيناً من الكتب أن يسوع هو المسيح (أعمال) فحقق أبولس للمسيحيين ما لم يستطع بولس الرسول تحقيقه فهو وضح لأهل كورنثوس لماذا لم يتكلم بأسلوب الفلسفة فكتب إليهم قائلاً لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله لأنه مكتوب سأبيد الحكماء وأرفض فهم الفهماء .. أين الحكيم، أين الكاتب، أين مباحث هذا الدهر. ألم يجهل الله حكمة هذا العالم لأنه إذا كان العالم فى حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة أستحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة لأن اليهود يسألون آية واليونانيين يطلبون حكمة ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلباً لليهود عثرة ولليونانيين جهالة ، "وأما للمدعوين يهوداً وينانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله. لأن جهالة الله أحكم من الناس وضعف الله أقوى من الناس" (1كو 17:1-25) .

العمل القوى لا يحتاج إلى دعاية لذلك القديس بولس لم يكرز بذلك الملك الجبار إنما بالمسيح المصلوب فتحول العالم كله للمسيح .. وهذا أعظم برهان على صدق المسيحية .

اليهود رفضوا الإيمان بإله مصلوب يريدون إله معجزات الذى هو إله موسى ، واليونانيون يسخرون بالكرازة بإله ضعيف ويعتبرون أن هذا جهل ومع هذا فالقديس بولس الرسول أخذ يكرز لهم بهذا الإله المصلوب حتى آمنوا ..

وأصبحت هنا قوة الكرازة ليست بالفلسفة والحكمة إنما بقوة الصليب فعلاً كما قال "وأنا لم أتيت إليكم أيها الأخوة أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة منادياً لكم بشهادة الله . لأنى لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً” (1كو1http://www.arabchurch.com/forums/images/smilies/2.gif1، 2) .

وهنا يتسائل البعض قائلاً : الصليب كان وسيلة إعدام للمسيح كيف يتخذونه رمز للمسيحية ووسيلة فخر .. يلبسه المسيحيون على صدورهم ويعلقونه على منارات الكنائس .. الخ .

والإجابة كالآتى :

1- لو إن المسيح صلب باستحقاق لكان الصليب عار فالمسيح لم يصلب لأنه مذنب بل صلب لأجلنا نحن المذنبين لذلك فالصليب فخر ...

2- لو أن المسيح صلب عن ضعف لكان الصليب عار فالمسيح صلب عن قوة فهو كان يعلم كل ما كان مقدم عليه ومتقدم للصليب بكل قوة لذلك قال التلاميذ :

"ها أنا صاعد إلى أورشليم .. وأبن الإنسان يسلم..." .

“وحينما أتى الجنود ليقبضوا عليه ومعهم سيوف وعصى تقدم إليهم فى شجاعة وقال لهم يسوع أنا هو” (يو15:18) قالها بقوة ... فكان هو القوى وهم الضعفاء .

عندما "واحد من الذين مع يسوع مد يده وأستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه .. فقال له يسوع رد سيفك إلى مكاه لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون . أتظن أنى لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبى فيقدم لى أكثر من أثنى عشر جيشاً من الملائكة . فكيف تكمل الكتب إنه هكذا ينبغى أن يكون" (مت 51:26-54) .

لأنه كان هدفه الصليب ، لذلك يقول له لحن فاى إيتاف إينف . (الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة) ... لأنه هو الكاهن وهو أيضاً الذبيحة .

ظن اليهود أنهم بالصليب تخلصوا من السيد المسيح ولكنه عاد وقام مرة أخرى بقوة .... فيم يتحقق هدفهم .. وبذلك لم يكن الصليب ضعف إنما كان قوة ...

الصليب مظهره الخاردى ضعف ولكن قيمته الداخلية قوة .. لذلك نقول فى لحن "أومونوجينيس" (يا من أظهر بالضعف من هو أعظم من القوة) ... لذلك فالمسيح كأنه يقول للشيطان أنا لم أسحقك بالقوة أو بسلطانى ولكن سوف أسحقك فى أضعف لحظات حياتى التى هى على الصليب ... سأترك لك تفعل بى كل ما تريد وفميا أنا أسلم الروح سوف أقبض عليك وأقيدك وأهزمك .. لذلك يقول التقليد الكنسى "أن الشيطان دنا من المسيح لكى يقبض على روحه كعادته مع جميع الذين يموتوا ... وهو ظن أن المسيح مثل إبراهيم .. أسحق .. يعقوب ... موسى ... الخ ... جميع الذين قبض على أرواحهم فى الجحيم ولكن عند المسيح على الصليب قال له بصرخة يائسة "أن كنت ابن الله أنزل .." لم يجبه المسيح لكى ينزل من على الصليب .. لأن الصليب كان طوال فترة حياة السيد المسيح على الأرض متحيراً من أعماله ... وفى هذه اللحظة إذ تظاهر السيد المسيح له بالضعف ولم ينزل من على الصليب فدنا منه الشيطان لكى يقبض على روحه .... وفى هذه اللحظة حيث المسيح متهالك وعلى وشك الموت وفى أضعف لحظات عمره قبض على الشيطان وقيده 1000 سنة (رقم رمزى) وأظهر بالضعف ما هو أعظم من القوة لذلك "كلمة الصليب عند الهالكين جهالة أما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله" (1كو18:1) فهو الذى به هزم الشيطان ونحن نفتخر به ونهاجم به أيضاً ضد الشيطان ... فنفكره بالموقعة الحربية التى هزم فيها الشيطان فيخزى عندما يأتى لمحاربتنا .
قصة :
شخص عدوانى يهدد سكان المكان وليس هناك من يقدر أن يقف أمامه وفى إحدى الأيام بينما هو يعمل صخب وقلق تقدم إليه صبى صغير وهمس فى أذنى هذا الوحش قائلاً (باب الشعرية) وإذ بالرجل العدوانى يهرب خجلاً ولم يعلو صوته مرة أخرى ... لأن هذه الكلمات التى همس بها الصبى فى أذنيه ذكرته بموقعة كان فيها فى منتهى الضعف وخرج مهزوماً ...

هكذا نحن نحارب الشيطان بالصليب ونذكره بالجلجثة، فيتراجع عنا ويخزى . الذى عبر عنه الكتاب قائلاً "رأيت الشيطان ساقطاً من السماء مثل البرق” .. “جرد الرياسات به بالصليب” يشبه خلع الرتب من أحد قواد الجيش مع الموسيقى الحزينة وبمرأى من الجميع لأجل هذا الأمر المحزن ... هذه حفلة الصليب .. الجميع ينظرون والصليب على جبل عال ... ويظن الجميع ظاهرياً أن المسيح مهزوم ولكن حقيقة الأمر أنه كاد على يجرد الرياسات (يقيد الشيطان) "لأن رئيس هذا العالم يأتى وليس له فى شئ” (يو30:14) .وصار المسيح رئيس السلام .
3- الصليب كان قصد الله ... كان قصد الله أن يموت المسيح مصلوباً رغم أن الإعدام كان فى ذلك الجيل بواحدة من ثلاثة طرق هى :
1- قطع الرقبة بالسيف : طريقة رومانية للرعاية الرومانيين ذوى الجنسية لرومانية لذلك لم تقطع رقبة المسيح ولأن المسيح رأس الكنيسة ولابد ن يظل مرتبطاً بها ...

ولأنه لو قطعت رقبته تكن هنا فرصة للشك بعد القيامة أن هذا الرأس ليس لهذا الجسد .. (من أقوال الآباء) وأستشهد بهذه الطريقة القديس بولس الرسول لأنه أخد الجنسية الرومانية .

2- الرجم بالحجارة : طريقة يهودية بحسب الناموس اليهودى ..
رغم أن بيلاطس رفض قتل المسيح نجد أنه فى نفس الجيل 36 سنه استشهد القديس اسطفانوس بالرجم بالحجارة ..

ورغم أن شاول كان يجر المسيحيين ويأخذ رسائل من رسائل من رؤساء الكهنة ويقتلهم فالمسيح لم يقتل رجماً لأن الرجم يفتت الجسد والعظام أما الكنيسة فلا تتفتت لذلك النبوة تقول “عظم من عظامه لا يكسر” لذلك على الصليب مات قبل أن يكسر الجنود ساقيه مع اللصين كعادة المصلوب (من أقوال الآباء) .

3- الصلب : طريقة رومانية للعبيد والأجانب .
كان لابد من الصليب لكى تتحقق القيامة أن هذا المصلوب أمام الجميع هو الذى نراه قام بجراحة ... ليس هنا مجال للشك ...

هذه الجراحات لا تعوق القيامة بعكس قطع الرقبة أو تفتيت العظام هذه الجراحات أيضاً لا تعوق إيماننا نحن بالقيامة بعكس لو قام بعد قطع الرقبة أو تفتيت العظام فهو فى إمكانه أعاده كل شئ على ما كان عليه ولكن نحن إيماننا ضعيف فكانت ستوجد فرصة للشك هناك .

لذلك أيضاً دفن المسيح فى قبر جديد لئلا يظن أنه آخر الذى قام من الأموات ..
أيضاً القديس أثناسيوس الرسول يعلل لماذا كان الصليب لازماً للمسيح فهو يقول لأن الشيطان لقبه لكتاب المقدس أنه رئيس سلطان الهواء لذلك كان يجب أن المسيح يقاتله فى مملكته وهو معلق على عود الصليب فى الهواء وهو على الأرض .

الصليب قائمتين إحداهما رأسية تربط السمائيين بالأرضيين والأخرى عرضية تربط الشعوب ببعضهما البعض .

لذلك كان الصليب قصد الله .. وفى خطة الله ولم يكن صدقة ويجب علينا أن نفتخر به لأنه حقق قصد الله وخطته بنجاح .

إشارات العهد القديم تبين أن الصليب كان فى قصد الله :

نحن نهتم بالصليب وبإشارة وعلامة الصليب التى يشير إليها العهد القديم بعكس البروتستانت الذين يؤمنون بالصليب ولكن لا يستخدمونه كإشارة .. ولا يجدون معنى للإشارة إنما كل الاهتمام بدم المسيح ...
رموز الصليب فى العهد القديم هى :
الحية النحاسية - سلم يعقوب - عصا هرون - بركة يعقوب لإبنى يوسف مسنى وافرايم - تحرك شعب إسرائيل فى الوسط خيمة الاجتماع والثلاثة أسباط فى كل ناحية على هيئة صليب - المذبح فى العهد القديم - التى أخرجوا بها الفأس الذى سقط فى الماء - وصارت المياه عذبه بدلاً من مرة - العصا التى ضربت بها صخرة حوريب .

فإن كانت جميع هذه العلامات لم تكن صدفة فى العهد القديم إنما كانت لحظة وقصد فلا بد لى أن أفتخر بعلامة الصليب والصليب صار فى دمنا ولنا حق أن نستخدمه .

مبنى الكنيسة أحياناً يكون على شكل صليب .

1- دائرة رمز للأبدية . 2- سفينة .

ولكن أشهر المناظر للكنيسة هى على شكل صليب ...

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 01:34 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
فالكنيسة هى أيضاً صليب
فى نصوص الليتورجية نقول :
1- نسجد لصليبك فى لحن : ليس معناه إطلاقاً عبادة أوثان .. هناك فرق بين عبادة الأوثان والعبادة المسيحية (السجود للصليب .. وللجسد المقدس على المذبح) عندما ينفصل الله عن المادة تصير المادة وثن وعندما يتحد الله بالمادة تصير المادة مقدسة . عباد الأوثان كانوا يسجدون للأوثان (حيوانات - كواكب ... الخ) بمعزل عن الله لذلك كانت عبادتم نجسة .. أما نحن عندما نسجد لهذه الماد نعلن أن الله متجلى فيها وأن المادة فى نظر الله مقدسة وأنه يمكن أن يتحد بها .. وهذا يعلن إيماننا بالتجسد، وأن التجسد ليس هو قصة وهمية إنما واقع يومى وبرهانه أن الله فينا .. وأن المادة صارت مقدسة .. وأن الله يتحد بالمادة لذلك فأنا أتقدم للمادة (التناول) بكل وقار .. وأتلاقى مع الله خلال هذه المواد .. ومن يعترض على هذا الكلام فهو لا يؤمن بالتجسد ويوافق الفكر الغنوسى القائل أن المادة شر ...

إن كنا نؤمن أن الله خلق المادة كما هو خلق الروح ... تصير المادة مقدسة وإن كنا نؤمن أن الله تجسد فإن المادة بالأحرى أكثر قداسة لذلك يمكننى أسجد للصليب وللمذبح، وعندما نسجد للصليب فنحن نسجد للمصلوب لذلك يقول القديس بولس لرسول "عاملاً الصلح بدم صليبه" المقصود هنا بدم الذى صلب على الصليب أى المصلوب بقصد الاتحاد بين الصليب والمصلوب صار كأنه اتحاد مطلق .

2- ذكصولجية عيد الصليب : تعلن إيماننا بالصليب كعلامة الصليب عقيدياً فهو ذبيحة - فداء - مصالحة مع الله .. الخ .

أما الصليب طقسياً علامة لا تقل فكر قيمتها عن الفكر العقيدى ، ففى ذكصولجية الصليب يتكلم عن الصليب كعلامة قائلاً نسجد لصليبك الخشبة المحيية الصليب فحزناً .

3- فى إبصالية يوم الجمعة نقول : أعطى علامة لعبيده الذين يخافونه أن : ... هذه العلامة التى هى أسم الخلاص والصليب المحمى الذى صلبه عليه ..

4- أثناء القداس الإلهى : يستخدم الكاهن الصليب باستمرار يبارك به الشعب حتى صار الصليب عملاً كهنوتياً من اختصاصات الكاهن .. أى الشعب لا يستطيع أن يرشم الصليب فى وجود الكاهن .

الكاهن لا يمسك الصليب أو يرشم به فى وجود الأسقف ..

والأسقف لا يمسك الصليب أو يرشم به فى البطريرك ..

لأن الصليب صار عملاً كهنوتياً .. وغير مسموح لإنسان أن يرشم الآخر إلا الكاهن إلا كنوع من الحماية ترشم الأم ابنها ..

5- الإنسان يرشم نفسه بالصليب ولكن لا يرشم آخر .

الآباء قديماً كانوا فى لبرية إذا تقابل أحدهم مع الآخر يرشم نفسه بالصليب ولا يرشم مع الآخر بالصليب لسببين :

1- لئلا يكون الآخر كاهن فكيف بروح الأتضاع يرشم عليه .

2- لئلا يكون الآخر روح نجس فيهج عليه لأن الآب يحتمى فى الصليب .
إنما كان آباؤنا يرشمون الصليب على أنفسهم عند مقابلتهم لبعض فإن كان الآخر مثله سيكون هناك تآلف وإن كان روح نجس سوف يهرب من أمامه .

الإنسان يرشم الصليب على الطعام والشراب ليباركه ويبعد الشيطان ...
رشم الصليب فى التقليد البيزنطى :
إصبع الإبهام مع الإصبع قبل الخنصر يعمل دائرة تشير إلى الأبدية وفى نفس الوقت يكون إصبع الشبابه مع الإصبع الأوسط يعمل علامة الصليب كما أن وضع الإبهام مع الإصبع قبل الأخير يحجز عشرة عقل ورقم عشرة بالقبطى هو يوتا (1) الذى هو اسم يسوع .

6- فى القداس الإلهى يوجد 42 رشم صليب منهم :
18 رشم : على الشعب والخدام (من بدية رفع الحمل عبارة عن 3 أجيوس 3 الربا مع جميعكم تحليل الخدام الفوائدى) .

18 رشم : على الخبز والخمر قبل حلول الروح القدس (3 بارك وشكر وقسم وقدسه للخبز ثم 3 على الأم).

6 رشم : أناء حلول الروح القدس (3 على االخبز + 3 على الكأس) .

بعد التحويل يوجد 6 رشومات ولكن لا يرشمهم الكاهن إنما يرشم الدم بالجسد .. ويرشم الجسد بالدم ويرشم الدم بالدم (يصنع الكاهن إصبعه بالكأس ويرشم من الدم الدم) .
7- فى سر المعمودية : يرشم الكاهن على الماء بالصليب وأيضاً يضع الزيت على منظر صليب .. الزيت فى المعمودية 3 أنواع هم :

أ- زيت ساذج : يرشم به المعمودية والمتعمد لطرد الشياطين .
ب- زيت عاليلاون : زيت الفرح لاستقبال الروح القدس .
ج - زيت الميرون : لسكنى الروح القدس .

"متى خرج الروح النجس من الإنسان يجتاز فى أماكن ليس فيها ماء يطلب راحة ... وإذا لا يجد يقول أرجع إلى بيتى الذى خرجت منه فيأتى ويجده مكتوباً مزيناً ثم يذهب ويأخذ سبعة أرواح أشد منه فتدخل وتسكن هناك فتصير أواخر ذلك الإنسان أشر من أوائله" (لو24:11-26) .

نحن فى الكنيسة نطرد الروح النجس من الماء والطفل وقبل أن يرجع إليه ثانية نعطيه الروح القدس فعند عودته إليه يعود ولا يستطيع الدخول لأنه أخذ الروح القدس .. لكن إذا وجده فارغاً فيدخل ويسكن بداخله ...
جميعها بعلامة الصليب أيضاً فى سر مسحة المرضى وفى صلاة الإكليل وفى بقية جميع الأسرار .

فالصليب هو وسيلتنا فى الصلاة والتقديس والمباركة والسجود ... الخ ، لقد نجح المستجدين فى اقتناء الصليب وهذا يوآزر من جهادنا ويسندنا .
قصة :
ذهب ساحر يطلب من الأسقف بأن يأمره أن يعمل له أى شئ يأمره به فسخر به الأسقف وقال له : أحضر لى الصليب من على المذبح .. وهنا نقهقر الشيطان ولم يستطع لأن الشيطان لا يستطيع أن يصمد أمام الصليب .
طوبى لمن يحتمى بالصليب .
الصليب طقسياً له عيدين وله أسبوع :
العيدين هما : أعياد احتفالية تصلى بالطقس الشعانينى :

العيد الأصلى خاص بشهر برمهات ولأنه يقع فى الصوم الكبير رتبوا عيداً فى تت لكى نحتفل دون تحرج من الصوم ...
نحتفل به 3 أيام ويعامل معاملة الأعياد السيدية ويكون له دوره كبيرة نقرأ خلالها 12 إنجيل أمام أيقونات القديسين كأننا نقول لهم "أنتم أيضاً حملتم الصليب كما حمله المسيح" .

احتفال الصليب له مراحل فى القدس يقام كل يم جمعة بقراءات خاصة وتسبيح تسمى درب الصليب ... وهذه على مدار السنة ...

دورة الصليب مرتبة بالطقس الشعانينى نسبة لدخول السيد المسيح أورشليم ثم صلب وأيضاً ما صنعته الملكة هيلانة وأبنها قسطنطين لتكريم الصليب .

صلوات دورة الصليب أمام أيقونات القديسين تعنى قول الكتاب "أن كنا نتألم معه لكى نتمجد معه" .

الاحتفال الخاص بالصليب فى أسبوع البصخة ففيه الزخر الروحى .. ونعيش فيه مع المسيح بفعله الكفارى لحظة بلحظة .. وكلمة (البصخة) تعنى (العبور) العبور من الظلمة إلى النور .

ومن العبودية إلى الحرية .

ومن أن تكون عبيد إلى أن نكون أبناء ...

كثرة استخدام الصليب بالكنيسة والاحتفال به وتمجيده ينقل دائماً لذهننا فعله الكفارى وخلاص نفوسنا .

Mary Naeem 11 - 07 - 2013 01:34 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
الصليب









كلمة صليب staurov تدل على أداة التعذيب والعقاب و الإعدام المصنوعة من عمود خشبي يعلق عليه الشخص حتى يموت من الجوع والإجهاد
ترد كلمة صليب 28 مرة في العهد الجديد (خلال 27 ايه)

بينما ترد الفعل منها 46 مرة.

ولم يكن الصليب وسيلة للإعدام في العهد القديم (وكلمة "يصلب" ومشتقاتها في سفر أستير 5: 14، 7: 9و 10 معناها "يشنق" أو "يعلق") إذكانت وسيلة الإعدام هي الرجم. ولكن كان يمكن أن تعلق الجثث (بعد الإعدام رجماً) على خشبة لتكون عبرة (تث 21: 22و 23، يش 10: 26). وكانت من تُعلق جثته يعتبر ملعوناً من الله، ومن هنا يقول الرسول بولس أن المسيح" صار لعنة لأجلنا" لأنه علق على خشبة الصليب (غل 3: 13) كما كان يجب إلي تبيت جثة المعلق على الخشبة بل كان يجب أن تُدفن في نفس إليوم (تث 21: 23، انظر يو 19: 31). ومن هنا جاء التعبير عن صليب المسيح بأنه "خشبة" (أع 5: 30، 10: 39، 13: 29، 1 بط 2: 24) رمزا للإذلال والعار.

تاريخه

وكان الصليب في البداية عبارة عن "خازوق" يعدم عليه المجرم، أو مجرد عمود يعلق عليه المجرم حتى يموت من الجوع والإجهاد


ثم تطور على مراحل حتى أصبح في عهد الرومان عموداً تثبت في طرفه الاعلى خشبة مستعرضة فيصبح على شكل حرف “T” أو قبل النهاية العليا بقليل، وهو الشكل المألوف للصليب والذي يعرف باسم الصليب اللاتينى.


وقد تكون الخشبتان المتقاطعتأن متساويتين، وهو الصليب إليونأني،

أو أن يكون الصليب على شكل حرف “X” ويعرف باسم صليب القديس أندراوس،



وقد استخدم هذا الشكل للصليب في العصور الرومانية المتأخرة.



وقد بدأ استخدام الصليب وسيلة للإعدام في الشرق، فقد استخدمه الإسكندر الأكبر نقلا عن الفرس، الذين يغلب أنهم أخذوه عن الخازوق الذي كان يستخدمه الإشوريون. واستعار الرومان الفكرة من قرطاج التي أخذته عن الفينيقيين.



وقد قصر الرومان الإعدام بالصلب على العبيد عقاباً لإشنع الجرائم، وعلى الثوار من أهل الولايات. وقلما كان يستخدم الصليب لإعدام مواطن روماني (كما يذكر شيشرون). وفي هذا تفسير لما يرويه التاريخ من أن بولس الرسول (كمواطن روماني) أُعدم بقطع رأسه. أما بطرس (غير روماني) فأُعدم مصلوباً.



وبعد صدور الحكم على المجرم بالصلب، كأنت العادة أن يُجلد عارياً بسوط من الجلد من جملة فروع يُثبت فيها قطع من المعدن أو العظام لتزيد من فعاليتها في التغذيب،

ثم يُجبر المحكوم عليه على حمل صليبه إلى الموقع الذي سينفذ فيه الإعدام. وكان يجري ذلك عادة خارج المدينة.


وكان يسير أمامه شخص يحمل لوحة عليها التهمة التي حُكم عليه من أجلها أو قد تُعلَّق هذه اللوحة في رقبة المجرم بينما هو يحمل صليبه على كتفيه.
وكان المحكوم عليه يطرح أرضاً فوق الصليب، وتربط يداه أو ذراعاه، أو تسمران إلى الصليب. كما كانت تربط قدماه أو تُسمران.



ثم كان الصليب يرفع بمن عليه لكي يثبت رأسياً في حفرة في الأرض بحيث لا تلامس القدمان الأرض، ولكن ليس بالارتفاع الكبير الذي يبدو عادة في الصور .


وكان ثقل الجسم يرتكز -بالقدمين أو بالعجز- على قطعة بارزة مثبَّة بالقائم الرأسى للصليب حتى لا يتعلق الجسم بثقله كله على الذراعين المسمرين، مما يجعل عضلات الصدر مشدودة، فيمتنع التنفس ويموت المحكوم عليه مختنقاً بعد لحظات قليلة من تعليقه وعندما كان الحراس يرون أن المجرم قد تحمل من العذاب ما يكفي كانوا يكسرون ساقيه حتى لا يرتكز بقدميه على الخشبة البارزة ويصبح الجسم كله معلقاً على الذراعين فيتعذر التنفس



فيختنق المحكوم عليه ويموت كما حدث مع اللصين اللذين صلبا مع الرب يسوع. أما عندما جاء العسكر إلى يسوع لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات ولكن واحداً من العسكر طعن جنبيه بحربة وللوقت خرج دم وماء (يو 19: 33 و34) للتأكد من موته حتى يمكن أنزال الجسد، كما طلب اليهود من بيلاطس (يو 19: 31).



ويبدو أن طريقة الصلب كانت تختلف من منطقة إلى أخرى في الامبراطورية الرومانية الواسعة. ويبدو أن العملية كانت من القسوة والفظاعة حتى استنكف كُتَّاب ذلك العصر من إعطاء وصف تفصيلى لها، فكانت تعتبر من أقصى وأبشع وسائل العقاب. ولكن الرب وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب ( في 2: .



ويذكر المؤرخون المعاصرون أن الصلب كان أقسى اشكال الإعدام. ولا يصف البشيرون آلام المسيح الجسدية بالتفصيل، بل يكتفون بالقول "صلبوه". وقد رفض المسيح أن يأخذ أي مسكن لآلامه (مت 27: 34).


ولم يكن اهتمام كتبة العهد الجديد، بصليب المسيح ينصب – أساساً- على الناحية التاريخية، بل على الناحية المعنوية الكفارية الأبدية لموت الرب يسوع المسيح ابن الله. وتستخدم كلمة "الصليب" تعبيراً موجزاً عن أنجيل الخلاص عن أن يسوع المسيح قد "مات لأجل خطايانا"، فكانت الكرازة بالأنجيل تتركز في كلمة "الصليب" أو "بالمسيح يسوع وإياه مصلوباً" (1 كو 1: 17 و18، 2 : 2)،


ولذلك يفتخر الرسول بولس "بصليب ربنا يسوع المسيح" (غل 6: 14)، فكلمة الصليب هنا تعني كل عمل الفداء الذي أكمله الرب يسوع المسيح بموته الكفارى.



كما أن كلمة "الصليب" هي كلمة "المصالحة" (2 كو 5: 19)، فقد صالح الله إليهود والامم في جسد واحد بالصليب قاتلاً العداوة به " (أف 2: 14 –16)، بل صالح "الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه" (كو 1: 20 ) ، "إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضداً لنا وقد رفعه من الوسط مسمراً إياه بالصليب إذ جرد الرياسات والسلاطين إشهرهم جهاراً ظافراً بهم فيه" (كو 2: 14 و15).


والصليب في العهد الجديد – يرمز إلى العار والاتضاع، ولكن فيه تتجلى "قوة الله وحكمة الله " (1 كو 1: 24). لقد استخدمته روما ليس كآلة للتعذيب والإعدام فحسب، ولكن كرمز للخزى والعار إذكان يُعدم عليه أحط المجرمين، فكان الصليب لليهود عثرة لأنه رمز اللعنة (تث 21: 23، غل 3: 13) وهذا هو الموت الذي ماته المسيح، فقد "احتمل الصليب مستهيناً بالخزى" (عب 12 : 2) وكانت آخر درجة في سلم اتضاع المسيح أنه "أطاع حتى الموت ، موت الصليب" ( في 2: لهذا كان الصليب "حجر عثرة " لليهود (1 كو 1 : 23 انظر أيضاً غل 5 : 11).
وكان مشهد حمل المحكوم عليه للصليب أمراً مالوفاً عند من خاطبهم المسيح ثلاث مرات بأن طريق التلمذة له هي "حمل الصليب" (مت 10: 38، مرقس 8 : 34، لو 14 : 27) أي حمل الخزي والإهانة من أجل اسمه.




Mary Naeem 11 - 07 - 2013 01:35 PM

رد: الصليب (موضوع متكامل)
 
رموز الصليب في العهد القديم " باختصار "
http://www.alkalema.tv/wp-content/th...260&w=655&zc=1

الحية النحاسية - سلم يعقوب - عصا هرون - بركة يعقوب لإبنى يوسف مسنى وافرايم - تحرك شعب إسرائيل فى الوسط خيمة الاجتماع والثلاثة أسباط فى كل ناحية على هيئة صليب - المذبح فى العهد القديم - التى أخرجوا بها الفأس الذى سقط فى الماء - وصارت المياه عذبه بدلاً من مرة - العصا التى ضربت بها صخرة حوريب .

طريقة الصلب

يمكننا أن نتعرف عليها عن طريق الاكتشافات الأثرية فقد كشف فريق من الأثريين صيف 1968 عن أربعة قبور يهودية في "رأس المصارف" بالقرب من القدس، وكان أحدها يحتوي على صندوق به هيكل عظمي لشاب توفي مصلوبا ويرجع تاريخه إلى ما بين 7 ، 66 ميلادي . كما تدل عليه الأواني الفخارية من عصر الهيرودسيين التي وجدت في القبر ومنقوش على الصندوق اسم "يوحانان". وقد أُجريت أبحاث دقيقة عن أسباب وطبيعة موته، مما قد يلقي بعض الضوء على كيفية صلب يسوع المسيح.
كان ذراعا الرجل مسمرتين إلى خشبة الصليب. والأرجح أن ثقل الجسم كان يرتكز عند العجز على قطعة من الخشب بارزة مثبتة إلى قائم الصليب. وكانت الساقين منحنيتين عند الركبتين إلى الخلف، والكاحلان مثبتين بمسمار واحد إلى قائم الصليب. وقد ثبت من شظية وجدت من بقايا الصليب، أنه كان مصنوعاً من خشب الزيتون. وكانت الساقين مكسورتين بضربة عنيفة مثلما حدث مع اللصين اللذين صلبا مع يسوع (يو 19: 32).
ويبدو أن طريقة الصلب كانت تختلف من منطقة إلى أخرى في الإمبراطورية الرومانية الواسعة. ويبدو أن العملية كانت من القسوة والفظاعة حتى استنكف كُتَّاب ذلك العصر من إعطاء وصف تفصيلي لها، فكانت تعتبر من أقصى وأبشع وسائل العقاب. ولكن الرب وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت
الصليب ( في 2: . (1)




الساعة الآن 10:36 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024