منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   أية من الكتاب المقدس وتأمل (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=43)
-   -   اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=9217)

sama smsma 17 - 05 - 2012 08:14 AM

اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
 
اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات


https://images.chjoy.com//uploads/im...67d4f88601.jpg





«هَذَا الشَّهْرُ يَكُونُ لَكُمْ رَأسَ الشُّهُورِ. هُوَ لَكُمْ أوَّلُ شُهُورِ السَّنَةِ» (خروج2:12).


إنه من الحكمة إتخاذ قرارات للسنة الجديدة، لكنها ربما تكون هشّة، أي أنه يمكن كسرها بسهولة، لكن صلوات السنة الجديدة أفضل لأنها ترتفع إلى عرش اﷲ وتجعل عجلات الإستجابة تتحرك. وبينما نأتي إلى بداية سنة جديدة أخرى، نفعل خيراً إذا تبنّينا طلبات الصلاة التالية:
أيها الرَّب يسوع، إنني أكرس لك ذاتي من جديد اليوم، أريدك أن تستلم زمام حياتي في هذه السنة وأن تستخدمها لمجدك، إستلم حياتي واجعلها مكرّسة لك وحدك يا ربّ.
أصلي طالباً أن تبعدني عن الخطيئة، وعن أي شيء يجلب العار لإسمك. أَبقني قابلاً لتعليم الروح القدس، فأنا أريد أن أتحرّك إلى الأمام لأجلك، لا تتركني أستقرُّ في رتابة الحياة.
ليكن شعاري هذا العام «ينبغي أنه هو يزيد وأنا أنقص» أن يكون كل المجد لك، فساعدني كي لا أمسَّ مجدك. علِّمني أن أجعل كل قرار موضوع صلاة، فأنا أخشى من إعتمادي على فهمي، «عَرَفْتُ يَا رَبُّ أَنَّهُ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ طَرِيقُهُ. لَيْسَ لإِنْسَانٍ يَمْشِي أَنْ يَهْدِيَ خَطَوَاتِهِ» (إرميا23:10). إجعلني أموت عن العالم وعن إستحسانه لي وعن لوم الأحباء والأقرباء. أعطني رغبة واحدة طاهرة للقيام بالأمور التي تسُرَّ قلبك.
أبعدني عن النميمة وانتقاد الآخرين، بل إجعلني أقول كل ما هو للبنيان ومنفعة الغير.
أرشدني إلى النفوس المحتاجة، واجعلني أكون صديقاً للخطأة، مثلك أنتَ. هَلاّ أعطيتني دموع التعاطف لأجل الهالكين، «أعطني أن أنظر إلى الجموع كما تنظر اليهم يا مخلّصي حتى تغشى الدموع عينيَّ.
إجعلني أرى بعين الشفقة تلك الخراف الضالة فأحبّها لأجل حبي لك». أيها الرَّب يسوع أحرسني لئلا أصبح بارداً أو مليئاً بالمرارة، أو ساخراً بالرغم من كل الأحدات التي تحدث في حياتي المسيحية.
أرشدني ﷲم في أمور وِكالَتي للمال. أعنّي لأكون وكيلاً أميناً في كل ما تَأتَمنني عليه، ساعدني أن أذكر لحظةً لحظةً أن جسدي هو هيكل للروح القدس واجعل هذه الحقيقة العظيمة تؤثر على كافة جوانب تصرفاتي.
أيها الرَّب يسوع، أصلي أن تكون هذه السنة سنة مجيئك الثاني، فأنا مشتاق أن أرى وجهك وأن أخرّ ساجداً عند قدميك عابداً إيّاك، وليبق الرجاء المبارك حيّاً في قلبي طوال السنة المقبلة، أبعدني عن أي شيء وكل شيء قد يُبقيني هنا، ويبقيني على أهبة توقع مجيئك، «آمين تعال أيها الرَّب يسوع».


sama smsma 17 - 05 - 2012 08:14 AM

«بَلْ بِتَوَاضُعٍ، حَاسِبِينَ بَعْضُكُمُ الْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ» (فيلبي3:2ب).

أن تُقدِّر الآخرين أكثر من نفسك هذا أمر غير طبيعي، فالطبيعة البشرية الساقطة تتمرد على أمر كهذا في صميم الأنا، هذا أمر مستحيل من وجهة نظر إنسانية، فنحن لا نملك القوة من ذواتنا لكي نمارس حياة دنيوية أخرى. ولكن الأمر ممكن تحقيقه من وجهة النظر الإلهية، فالروح القدس الذي يسكن فينا يقوينا على طمس الذات لكي نُكرِّم الآخرين.
يشرح لنا جدعون هذا النص في سيرته. فبعد أن هزم المديانيين برجاله الثلاثمائة، دعا رجال أفرايم كي يحسموا المعركة بالضربة القاضية. فقد قطعوا على الأعداء طريق الهرب وأسَروا إثنين من أمراء المديانيين ولكنهم تذمروا لأنهم لم يتلقوا الدعوة في وقت مبكر أكثر. أجابهم جدعون: «أليست خصاصة أفرايم خيراً من قطاف أبيعزر؟» والمقصود أن ما قام به رجال أفرايم في عملية «تكنيس الساحة» كان أهم من كل العملية التي قام بها جدعون ورجاله. إن روح عدم الأنانية من قِبل جدعون طيّبت خاطر رجال أفرايم.
أظهر يوآب عدم أنانية عظيم حينما احتل ربّة العمونيين ودعا داود لإتمام الإحتلال (صموئيل الثاني26:12-28). كان يوآب راضياً تمام الرضى بحصول داود على المجد من إحتلال ربة العمونيين. كان هذا من أنبل المواقف في حياة يوآب.
ثمَّن الرسول بولس الفيلبيين عالياً، حتى أعلى من نفسه. قال أن ما يقومون به هو تضحية فريدة تجاه ﷲ وأنه ليس أكثر من مجرّد السكيب الذي يُسكب «على ذبيحة إيمانكم وخدمته» (فيلبي17:2).
في وقت لاحق، كان أحد خدام المسيح الأحباء يقفون في غرفة جانبية مع غيره من الوعاظ البارزين منتظرين اللحظة المناسبة للدخول إلى المسرح، وحين بدأ صاحبنا في الظهور على المسرح وثارت عاصفة من التصفيق، تراجع إلى الخلف ليكون هذا التكريم من نصيب الوعاظ الذين كانوا خلفه.
إنّ المثل الأعلى لإنكار الذات هو ربُّنا يسوع المسيح، فلقد وضع نفسه لكي نرتفع، وأصبح فقيراً لكي نَستغني، ومات لكي تكون لنا حياة.
«ليكن فيكم هذا الفكر الذي كان أيضاً في المسيح يسوع».

sama smsma 17 - 05 - 2012 08:15 AM

«لاَ تَحْكُمُوا حَسَبَ الظَّاهِرِ بَلِ أحْكُمُوا حُكْماً عَادِلاً» (يوحنا24:7).

إن واحدة من أكثر الضعفات المؤكدة للإنسانية الساقطة هي الحكم على الأمور من مظهرها، فنحن نحكم على شخص ما بحسب مظهره، ونحكم على سيارة مستعملة بحسب وضع هيكلها، ونحكم على كتاب بحسب غلافه، ولا يهُم كم مرة يخيب ظنّنا، على أننا نرفض بعناد أن نتعلم بأنه «ليس كل ما يلمع ذهباً».
في كتاب «إختبئ وفتِّش» (لعبة الغُميضة) يقول د. جيمس دوبسون، إن الجمال الجسدي هو ما يحتل المرتبة العليا بين الصفات الشخصية المميزة في حضارتنا. فنحن جعلنا من ذلك «قطعة النقد الذهبية للقيمة الإنسانية»، وهكذا فإن الطفل الجميل ممّيز لدى الكبار أكثر من الطفل العادي، ويميل المعلمون لمنح علامات أفضل للأولاد الجذابين، ويحصل الأولاد «الحلوين» على تأديب (قصاص) أقل من غيرهم، وأما الأولاد الذين يلازمون بيوتهم فإنهم أكثر عرضة للّوم بسبب مخالفاتهم.
لقد اختار صموئيل أليآب الطويل والحسن الصورة ليمسحه ملكاً (صموئيل الأول7:16) ولكن الرَّب قوّم نظرته قائلاً: «لاَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْظَرهِ وَطُولِ قَامَتِهِ لأَنِّي قَدْ رَفَضْتُهُ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الْإِنْسَانُ. لأَنَّ الْإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ».
إن أعظم مثال على إساءة الحكم في تاريخ البشرية كان حين زار الرَّب يسوع كوكبنا الأرضي. وعلى ما يبدو فإنه لم يكن جذاباً من ناحية المنظر الخارجي ولم يكن كذلك على قدر كبير من الوسامة، وحين نظر الناس إليه لم يروا فيه جمالاً ليشتهوه، كما قال إشعياء2:53 «لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ». إنهم لم يستطيعوا أن يروا الجمال الذي كان لأجمل من عاش على وجه البسيطة، ومع ذلك لم يسقط قط في هذا الفخ الدنيء، فخ الحكم على الأمور من مظهرها، لأنه قبل مجيئه تُنُبِئ عنه: «لَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ» (إشعياء3:11). فهو لم يحكُم بحسب منظر الوجه بل كانت الأخلاق معيار حكمه. ليس الغلاف بل المضمون وليس الجسديات بل الروحيات.

sama smsma 17 - 05 - 2012 08:16 AM

«لاَ بِالْقُدْرَةِ وَلاَ بِالْقُوَّةِ بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ» (زكريا6:4)

إن هذه الآية تشمل في مضمونها الحقيقة الهامة التي مفادها أن عمل الرَّب لا يتم بقدرة وذكاء البشر وقوتهم، بل بروح اﷲ القدوس
وهذا ما نراه في عملية إحتلال أريحا حيث لم تسقط أسوار المدينة بقوة سلاح بني إسرائيل، بل بقوة الرَّب الذي دفع بالمدينة لأيديهم حين نفخ الكهنة بالأبواق سبع مرات.
فلو كان الأمر يعتمد على جيش كبير لما تمكن جدعون من التغلب على المديانيين، لأن جيشه تقلص إلى ثلاثمائة محارب، وكان سلاحهم غير التقليدي، جِراراً من الطين وبداخلها مصابيح، وبهذا نرى أن نصرهم كان من عند الرَّب.
لقد هدف إيليا إلى إبعاد أية إمكانية أن يكون للبَشَرٍ يدٌ وراء النار التي نزلت على المذبح، لذلك أمر بِسَكب إثنتي عشرة جرة ماء عليه، وحين وقعت النار على المذبح لم يكن ثمة مجال للتساؤل عن مصدرها.
بالنسبة لصيد السمك لو تُرِك الأمر لذكاء بشري، لاستمر التلاميذ في محاولاتهم الفاشلة حتى الصباح دون أن يصطادوا شيئاً، هذا الأمر هيأ للرَّب فرصة ليُظِهر لهم أنهم يجب أن ينظروا إليه فيما يتعلق بالخدمة الناجعة.
من السهل التفكير بأن المال هو العنصر الأهم في الخدمة المسيحية، ففي الواقع لم يكن الأمر هكذا يوماً ولن يكون. كان هدسون تيلور على حق حينما قال أنه لا يخشى قلّة المال بقدر ما يخشى كثرة المال غير المكرَّس للرَّب.
تُرى هل نلجأ إلى ما وراء الكواليس كسياسة نتّبعها أو لبرامج دعائية قوية أو للإستغلال النفسي للناس أو للخطابة الحذقة؟ كثيراً ما ننشغل ببرامج بناء واسعة أو إقامة بناء إمبراطورية تنظيمية ظانين عبثاً أن في هذا يكمن سر النجاح، على أنه ليس بالقدرة ولا بالقوة ولا بأي من هذه الأمور يمكن لعمل ﷲ أن يتقدم إلى الأمام، بل بروح الرَّب.
إن الكثير مما يدعونه اليوم عملاً مسيحياً قد يستمر بدون قوة الروح القدس، ولكن العمل المسيحي الحقيقي هو ذلك الذي لا يمكن إنجاحه بشنّ حملات روحية أو باستخدام وسائل جسدية بل بالصلاة والإيمان وبكلمة اﷲ.

sama smsma 17 - 05 - 2012 08:17 AM

«…إِنَّ الشَّعْبَ الَّذِي مَعَكَ كَثِيرٌ عَلَيَّ» (قضاة2:7)

لكل منَّا رغبة كامنة في ذاته للإهتمام بالأرقام وميلٌ نحو الحكم على النجاح بحسب الإحصائيات. هنالك مقدار من اللامبالاة يلحق بالجماعات الصغيرة، بينما الجماهير الغفيرة تستحوذ على الإهتمام والإحترام. إذاً كيف يجب أن يكون موقفنا تجاه هذه الناحية؟
إن الأعداد الكبيرة يجب ألا تُحتقر إن كانت من ثمار الروح القدس. هذا كان الحال في يوم الخمسين حين انضم إلى ملكوت ﷲ ثلاثة آلاف نفس في يوم واحد.
ينبغي أن نفرح بالأعداد الكبيرة حين يعني ذلك المجدللهوبركة للناس. إنه ليُلائمنا أن نشتاق لرؤية الجماهير ترفع قلوبها وأصواتها في تسبيح ﷲ وأن نصل إلى العالم برسالة الخلاص.
من ناحية أخرى، تُعتبر الأعداد الكبيرة سيّئة إن كانت تقودنا إلى الكبرياء. كان على ﷲ أن يختزل جيش جدعون لئلا يقول بنو إسرائيل «يَدِي خَلَّصَتْنِي» (قضاة2:7). قال ستانلي جونز ذات مرّة مشمئزاً من اندفاعنا المُعاصر «تهافُتُنا على الأعداد يدفعنا نحو الغرور الجماعي».
تُعتبر الأعداد الكبيرة سيئة إذا كانت تؤدي إلى الإعتماد على القوى البشرية بدلاً من الرَّب. ربما يكمن هذا وراء الإحصاء السكاني الذي أمر به داود (صموئيل الثاني2:24-4)، شََعَرَ يوآب أن دوافع الملك لم تكن نقية واحتجّ ولكن عبثاً.
تُعتبر الأعداد الكبيرة سلبية إن كنا نضطر في سبيل تحقيقها إلى خفض المعايير ونقوم بحلول وسط بخصوص مبادئ كتابية ونقدم تساهلات في الرسالة أو نعجز عن ممارسة نظام إلهي. تواجهنا دائماً تجربة فعل ذلك إن كانت أفكارنا تعتمد على الجماهير بدلاًّ من إعتمادها على اﷲ.
تُعتبر الأعداد الكبيرة أقل مثالية إذا كانت تؤدي إلى فقدان الشركة الحميمة، وعندما يضيع الأفراد في الزحمة، وقد يتغيّبون دون أن يشعر أحد بغيابهم، وعندما لا يشارك أحدٌ بأفراحهم وأتراحهم، عندها يُهمل المفهوم الكلي لحياة الجسد الواحد.
تُعتبر الأعداد الكبيرة سلبيّة إذا كان من شأنها أن تعيق تطوّر موهبة الجسد.
لم يكن إختيار الرَّب يسوع للإثني عشر تلميذاً يخلو من مغزى، فإنه لو إختار جمهوراً عريضاً من الأتباع لصعب قيادته.
لقد كان دستور اﷲ العام أن يعمل من خلال شهادة باقية. إنه لا ينجذب نحو الجماهير الغفيرة أو ينفر من الأعداد القليلة. يجب علينا نحن أيضاً ألا نفتخر بالأعداد الكبيرة، وألا نكتفي بالأعداد الصغيرة إذا كانت هي نتيجة لكسلنا وعدم مبالاتنا.

sama smsma 17 - 05 - 2012 08:18 AM

«فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ» (رومية18:7).

لو تعلّم المؤمن الجديد هذا الدرس مبكراً في حياته المسيحية لكان وَفَّر على نفسه مشاكل عديدة في ما بعد. يُعلِّمنا الكتاب المقدس أنه لا شيء صالح في طبيعتنا العتيقة الشريرة وغير المتجددة، فالجسد غير صالح على الإطلاق ولا يتحسن عند التجديد قَيْدَ أنملة، وهو لا يتحسن طيلة الحياة المسيحية المثابرة، وفي الواقع فإن اﷲ لا يحاول حتى أن يحسّن الجسد. لقد حكم ﷲ على الطبيعة العتيقة بالموت على الصليب ويريدها أن تبقى في حالة موت.
إن كنتُ أؤمن حقاًّ بهذا فإنه ينقذني من بحث غير مُجدٍ، وسوف لا أبحث عن أي شيء صالح قال اﷲ عنه أنه لا يمكن أن يكون موجوداً. إنه ينقذني من الشعور بخيبة الأمل، وأنا لا أشعر بذلك مطلقاً إن لم أجد أي شيء صالح في ذاتي لأنني أعلم أنه ليس موجوداً أصلاً. إنه ينقذني من الإنطواء الذاتي فأبدأ بالإفتراض بأنه لا يوجد نصرة في الذات، فالواقع أن الإنشغال بالذات يأتي بالهزيمة، إنه يحميني من طلب الإستشارة النفسية التي من شأنها أن تركِّز على الذات. هذا العلاج يعقِّد فقط من المشكلة بدلاً من أن يحُلها. إنه يعلّمني أن أبقى منشغلاً بالرَّب يسوع المسيح.
قال روبرت موري: «في كل نظرة أنظرها إلى الذات، أُلقي عشر نظرات على المسيح». مما يدل على توازن سليم! وقال آخر أنه حتى الذات المقدسة هي ليست بديلاً عن المسيح الممجَّد. وكتب كاتب ترانيم، «ما أحلى الهروب من الذات وإلإحتماء بمخلصنا».
إن الكثير من الوعظ المعاصر والكتب المسيحية العديدة الحديثة تدفع بالناس إلى فحص دواخلهم وتُشغلهم بأمزجتهم وبصورتهم عن أنفسهم وعن مكبوتاتهم، إن هذه العملية برمتها مأساة متجاوزة الإتزان، تاركة سلسلة من الحطام البشري.
«أني سَيءٌ إلى هذا الحد من أن أستحق أن يُفكَّر بيَّ. ما أريده هو أن أنسى نفسي وأنظر إلى اﷲ الذي يستحق بحقٍّ كل تفكيري».

sama smsma 17 - 05 - 2012 08:19 AM

«لأَنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعَيَانِ» (كورنثوس الثانية7:5).

هل وقفت مرة مستغرباً لماذا تكون لعبة كرة القدم مثيرة للناس أكثر من إجتماع الصلاة؟ إن المقارنة بين الحضور إلى الكنيسة والحضور إلى الملعب تثبت هذا بوضوح.
أو قد نتساءل، «لماذا تَلقى وظيفة رئاسة الدولة إستحساناً أكثر من وظيفة النّاظر في الكنيسة؟» لا يقول الآباء لأبنائهم، «كُلْ طعامَك كله لعلك تصبح شيخاً في الكنيسة في يوم من الأيام»، بل يقولون «كُلْ طعامَك لعلك تصبح رئيساً في يوم من الأيام».
لماذا تكون المهنة الناجحة في التجارة أكثر جاذبية من حياة المُرسَل؟ غالباً ما لا يشجع الوالدان أبناءهم أن يعملوا في الحقول التبشيرية لأنهم يفضلون أن يروا أولادهم يحملون «ألقاباً رسمية في عالم الشركات».
لماذا يكون الشريط الوثائقي أكثر متعة من دراسة كلمة اللّه؟ فكّر بالساعات التي تقضيها أمام شاشة التلفاز واللحظات السريعة التي تقضيها أمام الكتاب المقدس المفتوح.
لماذا يكون الناس مستعدين للقيام بعمل ما مقابل المال ولا يعملون نفس العمل مقابل محبة المسيح؟ كثيرون ممن لا يتعبون من العمل في شركة ما لا يتجاوبون بل يتكاسلون عندما يدعوهم مخلِّصهم.
أخيراً، لماذا يبدو وطننا أعظم ونعطيه أهمية أكثر من الكنيسة؟ إن السياسة الوطنية متعددة وشاملة، لكن كثيراً ما تبدو الكنيسة تزحف بلا محرِّك.
يكمن السبب في كل هذا أننا نسلك بحسب العيان وليس بحسب الإيمان. فقد أصبحت رؤيتنا مُشوشة إلى حدّ أننا لا نرى الأمور كما هي في الواقع، نُثمّن الأشياء الزمنية أكثر من الأشياء الأبدية، ونُثمّن النفس أكثر من الروح، ونقيِّم الحكم البشري على الحكم الإلهي.
عندما نسلك بالإيمان يتغير كل شيء، يصبح بصرنا الروحي 20/20، نرى الأشياء كما يراها اللّه، نُثمّن الصلاة على أنها إمتياز عظيم لنكون في محضر سيد الكون، نعرف أن شيخاً في الكنيسة يكون في نظر اللّه أعظم من حاكم شعب ما، نرى مع سبيرجين أنه إذا دعا اللّه شخصاً إلى حقل التبشير، فسيكون مأساة أن نراه يُهرول ليكون ملكاً. نحن نشاهد التلفاز أرضاً لا تمت بصلة إلى الواقع، بينما الكتاب المقدس يحمل المفتاح لحياة من الإمتلاء. إننا مستعدون أن نقضي وقتنا وحياتنا ليسوع بطريقة لا يمكننا أبداً أن نقضيها في شركة غير جديرة وبعيدة عن شخصيتنا وندرك أن كنيستنا المحلية أكثر أهمية للّه وإلى شعبه من أعظم إمبراطورية في العالم. إن السَّير بطريق الإيمان يُظهر كل الفرق!

sama smsma 17 - 05 - 2012 08:20 AM

«مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ» (إرميا10:48).

عمل الرَّب في غاية الأهمية والضرورة والسُّمو ويحمل في ثناياه لعنة على كل من يعمله بإهمال، فالإله الذي يطلب ويستحق الأفضل لا يمكنه أن يحتمل الكسل والتأخير ونصف الإهتمام أو أساليب مبتذلة. لذلك لا نُفاجأ عندما نفكر بكل النواحي التي نواجهها.
في النصف الأخير من سنة 1968 كان شاب مؤمن في مدينة براغ في تشيكوسلوفاكيا، يشهد لشاب تشيكي يدعى جان بالخ، كان ظاهراً أن جان يُبدي إهتماماً جِدياً وقد وعده الشاب المؤمن بأن يرسل إليه كتاب العهد الجديد. كان الشاب مفعماً بالنوايا الحسنة لكن مرّت أسابيع عديدة ولم يحصل حتى على العهد الجديد، بينما ظل يالشاب المؤمن واصل تأجيل تسليمه.
في يوم 16 كانون الثاني سنة 1969 وقف جان بالخ في وسط ساحة فينسيلاس في براغ وسكبَ النفط على جسده وأشعل النار بنفسه فلم يعش أبداً ليرى كتاب العهد الجديد الذي وُعد به.
إن النوايا الحسنة لا تكفي. يُقال أن شوارع الجحيم مرصوفة بالنوايا الحسنة لكنها لا تقوم بتتميم العمل بل ينبغي أن يتم تنفيذها. إليك بعض الطرق لعمل ذلك:
أولاً: لا ترفض أبداً توجيه اللّه لك لتقوم بعمل خدمة معيّنة لأجله، فإذا كان هو الرَّبّ فعلينا إطاعته بلا سؤال.
ثانياً: لا تماطل، فالتّأجيل مُميت ويسلب من الآخرين البركة والعون اللازمين ويملؤنا بالشعور بالذنب والأسى.
ثالثاً: إعمل بمثابرة «كُلُّ مَا تَجِدهُ يَدُكَ لِتَفْعَلَهُ فَافْعَلْهُ بِقُوَّتِكَ» (جامعة10:9)، فإن كان العمل مستحق أن يُعمل فهو مستحق أن يُعمل جيداً.
أخيراً: إعمل لمجد الرّب «فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئاً فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللّهِ» (كورنثوس الأولى31:10).
ينبغي ان يكون لدى جميعنا الروح الذي كان عند إيمي كارمايكل التي كتبت تقول، «نَذْرُ الرَّبّ عليَّ فلن أتوقّف لألهو بالظلال أو أجمع الأزهار الأرضية حتى أتممَ عملي وأقدِّمَ الحساب».

sama smsma 17 - 05 - 2012 08:21 AM

«…فَلْيَتَعَلَّمُوا أَوَّلاً أَنْ يُوَقِّرُوا أَهْلَ بَيْتِهِمْ…» (تيموثاوس الأولى4:5)

سمعت هذا التعبير، «في البيت شيطان، في الخارج ملاك». إنه يصف الميل المفزع ليكون الشخص لطيفاً ومرحاً مع من هم من خارج بيته ويكون قاسياً وغير لطيف في بيته.
هذا هو الفشل الذي لا يقتصر على فئة معينة من الناس، فعلى الشباب أن يحولوا دون ذلك، فإنه من السهل جداً أن يكون شخصيةً تلفزيونية مع أترابه وفي الوقت ذاته إرهابياً مع والديه. يحافظ الأزواج على روح مرحة مع زملائهم في العمل ثم عند رجوعهم إلى البيت يقلبون المرح رأساً على عقِب بعودتهم إلى طبيعتهم بمزاجهم العصبي. قد يكون نمط الوعاظ متألقاً من على المنبر غير أنهم يبدون تصرفاً غير لائق في غرفة العائلة. هذه واحدة من المشاهد الضارة بطبيعتنا الساقطة بكوننا نقسو في بعض الأحيان على أقرب الناس إلينا الذين يبذلون أقصى الجهد لأجلنا والذين في لحظات تعقُّلِنا نُكِنُّ لهم حباً كبيراً.
كتب إيلا ويلير ويلكوكس:
حقيقة واحدة عظيمة في الحياة وجدتها في رحلة نحو الجنوب
فالوحيدون الذين نجرحهم هم الذين نوليهم حبنا الأعظم
نتملَّق الذين لا نكاد نعرفهم ونُسِرَّ الضيف العابرَ
ونتعامل كثيراً بصدمة طائشة نحو الذين نحبهم أكثر
ردّد هذه المشاعر أيضاً شاعرٌ آخر على النحو التالي: «لدينا تحيات للغريب وبسمات للضيف، ولكن نبدي عادة اللهجة المريرة نحو ذوينا رغم أننا نحب خاصتنا أفضل الحب».
«من السهل جداً أن تكون متديناً وأنت في الكنيسة أو في إجتماع الصلاة أو في خدمة مسيحية، لكن الأمر يختلف كلياً حين تكون متديناً كل يوم». من أهم نواحي الحياة المسيحية إظهار «التقوى في البيت» ولكنها ناحية نادرة جداً، وليس بمستغرب أننا عادة لا نجدها. فالمؤمنون الذين يُظهِرون برّهم أمام الغرباء لكي يراهم الناس يَفشلون بكل أسف في إظهار تقواهم لأهل بيتهم. أعرفُ أباً لعائلة، فعالاً في صَلاته في إجتماع الصلاة الأسبوعي ومؤثراً في عظاته حتى أن كل الكنيسة كانت تُبنى بتقواه؛ لكن عندما يعود إلى بيته بعد الإجتماع يصبح غاضباً وسيء المزاج حتى أن زوجته وعائلته كانوا يخشون من أن تصدر عنهم كلمة في حضرته» (ه. و. سميث).
قال صموئيل جونسون: «كلّ حيوان ينتقم لآلامه ممن يحيطون به». ينبغي على الإنسان أن يتجنّب هذا الميل الطبيعي.
إن تصرفنا في البيت دليل أصدق عن شخصيتنا المسيحية مما نكون عليه في الأماكن العامة.

sama smsma 17 - 05 - 2012 08:37 AM

«وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا» )عبرانيين1:12)

يحمل العديد من الناس فكرة مثالية مبالغ بها عن الحياة المسيحية فيعتقدون أنها ينبغي أن تكون عبارة عن سلسلة من الإختبارات السامية. يطالعون كتباً ومجلات مسيحية ويسمعون شهادات شخصية عن أحداث مثيرة ويخلصون إلى أن هذه هي الحياة كلها. في عالم أحلامهم لا يوجد مشاكل أو أوجاع أو تجارب أو تعقيدات، لا يوجد عمل شاق ولا رتابة مُملّة، إنهم يعيشون مُحلِّقين في السحاب. وعندما يجدون أن حياتهم لا تتناسب مع هذا النمط يشعرون بخيبة الأمل والإحباط والحرمان.
أما الحقيقة فهي كالتالي: إن جلَّ الحياة المسيحية تكون كما قال عنها كامبل مورغان: «طريق المثابرة في عمل أشياء تبدو صغيرة بشكل واضح»، هكذا وجدتها، كان هناك قسط كبير من الأعمال الصغيرة، وساعات طويلة من الدراسة المركزة ومن خدمة دون نتائج ظاهرة. وقد أُثير تساؤل: «هل تمَّ حقاًّ إنجاز عمل ما؟» عندما يعطي الرَّب علامة تشجيع أو إستجابة جميلة للصلاة أو كلمة إرشاد واضحة أتقوّى لأعود وأستمر لفترة أطول».
إن الحياة المسيحية هي سباق لمسافات طويلة وليس لخمسين متراً، ونحتاج لقوة تحمل للإشتراك في السباق. إن البداية الجيدة مهمةٌ لكن التحمُّل أهمّ ليؤهلنا كي ننهي السباق بمجد ساطع.
سيكون لأخنوخ مكانة مشرِّفة في سجلات التحمُّل. فلقد سار مع اللّه لمدة 300 سنة (تكوين22:5) لكن لا تظننَّ أن هذه السنوات كانت مليئة بالمسرَّة والإثارة غير المنقطعة. كان من المحتوم في عالَم كعالمنا أن يكون له نصيب في التجارب والصعوبات وحتى الإضطهادات، لكنه لم يضعُف بعمله الجاد بل تحمل حتى النهاية.
إذا جُرِّبت أبداً لكي تهرب، تذكر كلمات عبرانيين36:10 «لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللّهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ».
الحياة النبيلة ليست وهجاً من مجد فجائي مكتسب
بل مزيد من الأيام تتم فيها إرادة الرَّب

sama smsma 17 - 05 - 2012 08:37 AM

«لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ» (متى16:18)

بقدر ما يتعلق الأمر بالكتاب المقدس يجب أن يكون هناك شهادة شخصين أو ثلاثة من أجل تكوين حكم صالح، فلو كُنّا حافظنا على هذا المبدأ لوفّرنا على أنفسنا الكثير من المتاعب.
الميل الطبيعي بالنسبة لنا هو أن نستمع إلى وجهة نظر شخص واحد في قضية ما ونحكم فوراً لصالحه، فيبدو حديثه مُقنعاً فنتعاطف معه، ونعلم فيما بعد ان ما قاله كان جانباً واحداً من القضية، وعندما نستمع إلى الجانب الآخر نتحقق من أن الشخص الأول قد شوَّه الحقائق أو على الأقل حوَّلها لتكون لصالحه، وهكذا «اَلأَوَّلُ فِي دَعْوَاهُ مُحِقٌّ فَيَأْتِي رَفِيقُهُ وَيَفْحَصُهُ» (أمثال17:18). عندما نتَّخذ قراراً قبل تقصّي كل الحقائق، نكون قد تصرفنا بإستقامة أقلّ من النظام القضائي في العالم ونضع أنفسنا تحت الملامة كما ورد في أمثال13:18 «مَنْ يُجِيبُ عَنْ أَمْرٍ قَبْلَ أَنْ يَسْمَعَهُ فَلَهُ حَمَاقَةٌ وَعَارٌ».
عندما أَخبر صيبا الملك داود أن مفيبوشت كان يطمع في العرش، صدَّق داود هذا الإتهام دون تقصي الحقيقة وأعطى صيبا كل ممتلكات مفيبوشت (صموئيل الثاني1:16-4)، لكن الفرصة حانت لمفيبوشت لاحقاً وأخبر الملك بالحقيقة. عندها أدرك داود أنه قد اتخذ قراراً دون الحصول على براهين كافية.
أقرَّ الرَّب يسوع بالمبدأ الصحيح وقال أن شهادته عن نفسه لم تكن كافية (يوحنا31:5). لذلك اقتبس شهادة أربعة شهود: يوحنا المعمدان (عدد35-32)، أعماله (عدد36)، اللّه الآب (عدد37و38) والكتاب المقدس (عدد39و40).
فإذا فشلنا في الحصول على شهادة مُعتمدة من شاهدين أو ثلاثة شهود نتسبب بكسر القلوب وتشويه السمعة وبكنائس منقسمة وبإنقطاع الصداقات. فاذا تتّبعنا كلمة اللّه سنتجنّب الكثير الكثير من الظلم والأذى للبشر.

sama smsma 17 - 05 - 2012 08:38 AM

«وَأَيُّ شَيْءٍ لَكَ لَمْ تَأْخُذهُ؟» (1كورنثوس7:4)

هذا سؤال جيد لأنه يقلل من حجمنا، فنحن لا نملك شيئاً لم نأخذه، لقد تقبَّلنا معداتنا الجسدية والذهنية من خلال الولادة. إن مسألة كيف نبدو بمظهرنا وكم نحن أذكياء فهي ملامح لا تخضع لسيطرتنا كيما نفتخر. إنها حادثة عملية الولادة.
كل ما نعرفه هو نتيجة تعلُّمنا، لقد تدفقت معلومات الآخرين إلى أذهاننا، وفي أغلب الأحيان عندما نفكر تكون عندنا فكرة أصيلة، عثرنا عليها في كتاب قرأناه قبل عشرين سنة. قال إمرسون: «أفضل أفكاري سرقها الأقدمون».
ماذا عن مواهبنا؟ إن بعض المواهب موروثة في الأسرة، تتطور بالتدريب والممارسة، لكن النقطة المهمة هنا أنها لم تنشأ معنا، بل لقد مُنحت لنا.
كان بيلاطس يَزهو بالسلطة التي مارسها، لكن الرَّب يسوع ذكّره قائلاً، «لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ» (يوحنا19:11).
باختصار نقول أن كل نسمة نتنفسها هي عطية من عند اللّه، ولهذا السبب يذهب بولس ليسأل في كورنثوس الأولى7:4 «…وَإِنْ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ فَلِمَاذَا تَفْتَخِرُ كَأَنَّكَ لَمْ تَأْخُذْ؟».
لهذا السبب رفضت هارييت بيتشر ستو على سبيل المثال قبول أيّ مديح لأجل كتابة «كوخ العم توم»، وقالت: «هل أنا مؤلفة كوخ العم توم؟ كلّا. بالتأكيد أنني لم أتمكن من السيطرة على القصة، لقد كَتبَت القصة نفسها، كتبها الرَّبّ وكنت أنا الأداة المتواضعة بين يديه، وقد جاءتني كلها بالرؤيا الواحدة تلو الأخرى وأنا وضعتها في كلمات، المديح للرب فقط».
إن إدراكنا المستمر بأننا لا نملك شيئاً لم نأخذه ينقذنا من روح التفاخر والزهو بالنفس، يقودنا لنعطي المجد للّه لأجل كل شيء صالح نحن عليه أو عملناه.
لذلك: «لاَ يَفْتَخِرَنَّ الْحَكِيمُ بِحِكْمَتِهِ وَلاَ يَفْتَخِرِ الْجَبَّارُ بِجَبَرُوتِهِ وَلاَ يَفْتَخِرِ الْغَنِيُّ بِغِنَاهُ. بَلْ بِهَذَا لِيَفْتَخِرَنَّ الْمُفْتَخِرُ: بِأَنَّهُ يَفْهَمُ وَيَعْرِفُنِي أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الصَّانِعُ رَحْمَةً وَقَضَاءً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ لأَنِّي بِهَذهِ أُسَرُّ يَقُولُ الرَّبُّ». (إرميا23:9و24).

sama smsma 17 - 05 - 2012 08:39 AM

«أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي.» (فيلبي4: 13)

من السهل إساءة فهم آية من هذا القبيل. فنحن نقرأها وعلى الفور نفتكر بمئات الأشياء التي لا نستطيع أن نقوم بها. وعلى سبيل المثال، نرى بعض الحِيل السخيفة التي تحتاج إلى قوة خارقة، أو نفكِّر ببعض الإنجازات العقلية التي تفوق مقدرتنا بحيث تصبح الكلمات وسيلة تعذيب لنا بدل تعزية.
إن معنى الآية في الواقع هو بطبيعة الحال أن الرَّب يعطينا القوة لفعل أي شيء يريد منا أن نفعله، ففي دائرة مشيئته لا توجد مستحيلات.
لقد عرف بطرس هذا السرّ. عرف أنه إن تُرك لوحده فلن يستطيع السير على الماء، لكنه يَعلم أيضاً أنه إذا قال له الرَّب أن يفعل ذلك فإنه سيمكنه من القيام به، وحالما قال له يسوع «تعال» خرج من السفينة وبدأ يخطو على سطح الماء متجهاً نحوه.
عادة لا ينزلق الجبل إلى البحر خضوعاً لأمري، لكن إذا كان هذا الجبل يقف حائلاً بيني وبين تحقيق إرادة اللّه، عندها أستطيع أن أقول «إنطرح» فينطرح.
إن خلاصة الموضوع هي أن «أوامره هي تخويلاته لنا». لذلك فسوف تتوفر لنا القوة لتحمُّل أيَّة تجارب، إنه سيمكنّنُي من مقاومة كل تجربة والتغلّب على كل عادة، سيقوّيني لتكون عندي حياة الفكر الطاهر، لتكون لدي دوافع طاهرة، ولكي أقوم دائماً بعمل الأشياء التي تُرضي قلبه.
فإذا لم أحصل على القوة لإنجاز أي عمل وإذا كنت مهدداً بإنهيار جسدي أو عقلي أو عاطفي، عندها يتعيَّن علي أن أتساءل إن كنت قد فشلت في معرفة إرادته وسعيت وراء رغباتي. قد يقوم شخص ما بعمل للرب من الممكن أن لا يكون عمل الرَّب. إن عملاً كهذا لا يحمل الوعد بقوته.
لذلك من المهم أن نعرف أننا نسير قُدُماً وفق خططه الحالية. عندئذٍ سيكون لدينا الثقة بفرح بأن نعمتَه تحفظنا وتقوّينا.

sama smsma 17 - 05 - 2012 08:40 AM

«…كُلُّ شَيْءٍ لَكُمْ…» (1كورنثوس3: 21-23)
كان قدّيسو كورنثوس غير المقدَّسين يتنازعون فيما بينهم حول القيادة البشرية للكنيسة. كان بولس مثالياً بالنسبة للبعض، وجعل آخرون أبلوّس المفضَّل لديهم، في حين رأى آخرون أن صفا كان الأسمى. قال لهم بولس أنه من السخرية أن يحددوا إختيارهم بواحد بينما جميعهم ملك لهم. وبدل أن تقولوا «أنا لأبلوّس» ينبغي أن تقولوا «بولس، أبلّوس وصفا، كلهم لي».
هذه كلمة موجَّهة لنا اليوم، نحن نخطئ عندما نصبح أتباعاً حصريين للوثر أو لويسلي أو لبوث أو لداربي أو لبلي غراهام أو أية موهبة أخرى عظيمة وُهبت للكنيسة. إن جميع هؤلاء الأشخاص هم ملكنا ويمكننا أن نفرح بمقدار الإستنارة الذي يعطينا إياها كل منهم، وعليه ينبغي ألا نكون تابعين لأي إنسان.
ليس خدام الرَّب وحدهم فقط ما نملك، إن الرَّبّ هو أيضاً لنا والعالم لنا ونحن ورثة اللّه ووارثون مع المسيح، وذات يوم سنعود لنملك على العالم مع الرَّب يسوع. في غضون ذلك يدير الأمور أناس غير مخلَّصين وكأن العالم ملك لهم. لكن الأمر ليس كذلك، إنهم ببساطة يعتنون به ويدبرونه لأجلنا إلى اليوم الذي به نتسلّم الأمور.
إن الحياة لنا، وهذا لا يعني ببساطة أننا نحيا، فجميع البشر لديهم حياة، لكن المقصود بها أن لنا حياة أفضل وحياة أبدية وحياة الرَّب يسوع نفسه. إن حياتنا ليست غرور وكآبة الروح لكنها حياة ذات معنى وهادفة ومُجزية.
إن لنا الموت أيضاً. فنحن لم نعُد نخضع لعبودية الخوف من الموت طيلة حياتنا. فقد أصبح الموت الآن رسول اللّه الذي يأتي بنفوسنا إلى السماء. لذلك فالموت رِبْح، وبالإضافة إلى كل هذا نحن ننتمي للمسيح، والمسيح ينتمي للّه، وعندما أفتكر بهذا أتذكّر عبارة قالها جي كنج «يا لنا من متسوِّلين محظوظين!».

sama smsma 17 - 05 - 2012 08:41 AM

«فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا دُعِيتُمْ لِلْحُرِّيَّةِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ. غَيْرَ أَنَّهُ لاَ تُصَيِّرُوا الْحُرِّيَّةَ فُرْصَةً لِلْجَسَدِ، بَلْ بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً» (غلاطية13:5)


إن حرية إبن اللّه هي مُلكٌ لا يُقَدّر بثمن، تُقدَّم مجاناً من قبَل الإبن وهي حقاً مجانية، ولكنه دُعي إلى الحرية المسئولة ولكن ليس إلى فرصة لعمل ما يريد.
يريد الأبناء التحرر من قيود المنزل ويريد الشباب التحرر من الإنضباط في الدراسة بينما يريد الكبار التحرر من عهد زواجهم، ويتمرَّد آخرون لأنهم يشعرون في كونهم منحصرين بعمل عادي، ولكن هذه ليست هي الحريات التي نحن مدعوون إليها.
إن النجوم لا تتمتع بحرية مغادرة مدارها لتتجول في الفضاء الفسيح، والقطار لا يتمتع بحرية مغادرة خطوطه الحديدية ليطوف في الأرياف، والطائرة غير مخولة لتغيير مسارها المعيَّن إذ تتوقف سلامتها على إتباع القبطان للقوانين.
يعلِّق جويت قائلاً: «لا يوجد عالم ينعدم فيه القانون بحرية. فحيثما أردنا أن نتوجه ينبغي أن نتقبَّل القيود لنكتشف الحرية. فعلى الموسيقار أن يحترم قوانين الإنسجام إن أراد الإبداع في عالمه الجميل، وعلى البنّاء أن يخضع لقيود الجاذبية وإلا فإن ما يبنيه ليس بيتاً بل كومة من حطام، وأية حرية هي تلك التي يتمتع بها أحدهم ويناقض بإستمرار قوانين الصحة؟ في كل هذه الحقول يكون التعدّي مؤلماً بينما يكون الخضوع حرية».
صحيح أن المؤمن تحرر من الناموس (رومية7:3) لكن هذا لا يعني أنه بلا ناموس. لكنه الآن خاضع لناموس المسيح، ومقيَّد بحبال المحبة وملتزم بإطاعة الوصايا العديدة الواردة في العهد الجديد.
إن المؤمن يتحرّر من سلطان الخطيئة (رومية6 :7، 18، 22) لكي يصبح خادماً للّه وللبرّ. يتحرر المؤمن من الناس (كورنثوس الأولى9: 19) لكي يصير خادماً للجميع، ليربح البعض.
على أنه لا يُسمح له باستخدام حريته كذريعة للشرّ (بطرس الأولى16:2) فهو ليس حُراً لكي ينغمس في الجسد (غلاطية5 :13)، وليس حراً ليُعثر أو يسيء لشخص آخر (كورنثوس الأولى8 :9)، ثم أن المؤمن ليس حراً ليجلب العار لإسم الرَّب يسوع (رومية23:2)، وهو ليس حراً أيضاً ليحب العالم (يوحنا الأولى15:2-17)، وهو ليس حراً ليُحزن الروح القدس الساكن فيه (كورنثوس الأولى19:6).
لا يجد الإنسان إكتفاءه أو راحته في عمل ما يحلو له، إنه يجد ذلك فقط بحمل نير المسيح والتعلُّم منه. «خدمته هي الحرية الكاملة».

sama smsma 17 - 05 - 2012 08:42 AM

«ثُمَّ صَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ ثَانِيَةً» (يونان1:3)


هذه رسالة ينبعث منها الأمل والوعود. ففشل إنسان واحد لا يعني أن اللّه قد استغنى عنه أو انه «وضعه على الرفّ».
إن المواضع التي فشل فيها داود مدوّنة بوضوح تام، وحينما نقرأها، نجلس معه في الرماد ونحترق ندماً. لكن داود عرف كيف ينكسر أمام الرَّب، وكيف يتوب بكل جديّة. ولكن اللّه لم ينتهِ منه بل قد غفر له وأعاده إلى حياة الوفاء.
أخفق يونان في استجابته لدعوة اللّه للبشارة وانتهى به الأمر إلى جوف سمكة كبيرة. في هذه الغواصة المفعمة بالحياة تعلم الطاعة. وعندما دعاه اللّه ثانية، ذهب إلى نينوى، بشّر بالدينونة القادمة، ورأى المدينة بأسرها تنغّمر في توبة حقيقية.
كان ليوحنا مرقس بداية لامعة مع بولس وبرنابا، لكنه تملّص من المسؤولية وذهب إلى بيته. لكن اللّه لم يتركه. عاد مرقس إلى الحرب، استعاد ثقة بولس وانتُدِبَ ليكتب إنجيلاً عن الخادم غير الفاشل.
لقد خَذَل بطرس الرَّب بالرغم من تأكيده على ولائه له. لعل البعض يصفه بالطير المكسور الجناح الذي لم يعد يستطيع التحليق عالياً. لكن اللّه لم يتخلَّ عنه وهكذا حلّق بطرس إلى ارتفاع أعلى بكثير مما سبق، فتح باب الملكوت لثلاثة آلاف شخص في يوم الخمسين، عمل بلا كلل وتألم المرة تلو المرة على أيدي مضطهديه وكتب رسالتين تحملان إسمه ثم توّج حياة خدمة مجيدة بموت الشهادة.
عندما نتكلم عن الخدمة يمكننا القول أن اللّه إله الفرصة الثانية. لا يترك الإنسان حين يفشل، وعندما يجد قلباً كسيراً نادماً، ينحني ليرفع رأس جنديّه المُطأطئ. لكن هذا لا يعني أنه يتغاضى عن الخطيئة أو الفشل. إن الشعور بالمرارة والندم التي خذلت الرَّب ينبغي أن يكون دافعاً كافياُ لردعنا في المستقبل. هذا لا يعني أن اللّه سيمنح الخاطئ غير التائب فرصة ثانية بعد هذه الحياة. فهنالك نهاية مفزعة عن الموت، ذلك لأن الإنسان الذي يموت في خطاياه، ينطبق عليه القول: «…فَفِي الْمَوْضِعِ حَيْثُ تَقَعُ الشَّجَرَةُ هُنَاكَ تَكُونُ». (الجامعة3:11).


sama smsma 17 - 05 - 2012 08:43 AM

«خَادِمِينَ بِنِيَّةٍ صَالِحَةٍ كَمَا لِلرَّبِّ، لَيْسَ لِلنَّاسِ» (أفسس7:6)

إن إرشادات بولس للعبيد (أفسس5:6-8) مشحونة بالمعاني لكل من يعترف أنه خادم للربّ يسوع.
تُظهر هذه الإرشادات، قبل كل شيء، أن أي عمل شريف مهما كان صغيراً، يمكن أن يُعمل لمجد اللّه. لعل العبيد الذين يكتب لهم بولس كانوا يعملون في تنظيف الأرض وإعداد الطعام وغسل الثياب والعناية بالحيوانات أو العمل بالزراعة، ومع ذلك، يقول بولس أن كل هذه الأشغال يمكن أن تُعمل «كما للربّ» (عدد 5)، أي إنهم عند القيام بهذه الأعمال، يكونون «كَعَبِيدِ الْمَسِيحِ، عَامِلِينَ مَشِيئَةَ اللّهِ مِنَ الْقَلْبِ» (عدد6) إنهم كانوا خادمين كما للربّ، (عدد 7)، وتأتي مكافأتهم من الرَّب لأنهم «عَمِلَ كل وَاحِدٍ مِنَ الْخَيْرِ» (عدد8).
يسهل علينا في تفكيرنا أن نفصل بين ما هو علماني وما هو مقدس، فقد نفكر بأن عملنا خلال الأسبوع قد يكون علمانياً بينما كرازتنا وشهادتنا وتعليمنا الكتاب المقدس قد تكون دينية. لكن هذه القطعة تعلمنا أنه لا يجوز للمؤمن أن يطبِّق هذا التمييز. أدركت هذا الأمر زوجة أحد الكارزين البارزين ووضعت شعاراً فوق مغسلة المطبخ: «خدمة إلهية تجري هنا ثلاث مرات في اليوم».
مع وجود هذا المفهوم عندك
يجعل العمل الشاق مقدساً
كنْس غرفة كقانون تتبعه
يجعل من العمل شيئاًً سامياً
درس آخر يمكن أن نختاره، وهو أنه بصرف النظر عن مركز الشخص الإجتماعي المتدني، فإنه لن يكون محروماً من أفضل بركات ومكافآت المسيحية. وقد لا يستبدل ملابس العمل ببدلة أصحاب الأعمال، لكن إن كان عمله متقناً وبجودة عالية ليأتي بالمجد للمسيح ينال مكافأة كاملة. «عَالِمِينَ أَنْ مَهْمَا عَمِلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْخَيْرِ فَذَلِكَ يَنَالُهُ مِنَ الرَّبِّ، عَبْداً كَانَ أَمْ حُرّا». (عدد8)
إيماناً منا بهذه الحقيقة يمكننا أن نصلي بهذه السطور من جورج هيربرت:
علمني يا إلهي وملكي
أن أراك في كل الأشياء
ومهما عملت من أعمال
أن أعملها من أجلك

sama smsma 17 - 05 - 2012 08:58 AM

«مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ». (يوحنا36:18)


بما أن مملكة يسوع ليست من هذا العالم، تكفي هذه الحقيقة لإبقائي بعيداً عن السياسة العالمية. إذا ما شاركت في شؤون السياسة فكأنني أقترع على وضع ثقتي في مقدرة النظام على حل مشاكل العالم. لكن وبكل صراحة ليس عندي ثقة كهذه لأنني أعلم أن «الْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ». (يوحنا الأولى19:5).
لقد ثبت أن السياسة لوحدها لا يمكنها حل مشاكل المجتمع، والحلول السياسية ليست إلا عُِصابة توضع فوق الجُرح المتقرِّح وتقصُر عن أن تعالج أصل الإلتهاب. نعلم ان الخطيئة هي المشكلة الأساسية في مجتمعنا المريض، وكل أسلوب سوف يفشل في التعامل مع الخطيئة ولا يمكن أخذه على محمل الجدّ لعلاج ما فسد.
هاهنا يصبح الأمر موضوع أولويات، فهل أقضي وقتي في السلك السياسي أم أكرس ذاك الوقت في العمل على نشر الإنجيل؟ أجاب يسوع على السؤال عندما قال: «دع الموتى يدفنون موتاهم، وأما أنت فاذهب وناد بملكوت اللّه» (لوقا60:9). إن أولويتنا العليا ينبغي أن تكون رفع إسم المسيح ليكون معروفاً بأنه هو الذي يعطي الحلول لكل مشاكل هذا العالم.
«إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللَّهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ» (كورنثوس الثانية4:10). وبما أنه كذلك، فإننا نصل إلى النتيجة الحتمية وهي أننا نستطيع أن نشكّل تاريخ أمتنا وأمم العالم بواسطة الصلاة، الصوم وكلمة اللّه، أكثر بكثير من إقتراعنا في الإنتخابات.
قال أحد الأشخاص المشهورين مرة إن السياسة فاسدة بطبيعتها، وأضاف كلمة التحذير التالية: «ينبغي على الكنيسة ألا تنسى وظيفتها الحقيقية عندما تحاول الإشتراك في شؤون البشر حيث تكون مُنافِسة هزيلة فتخسر نقاوة القصد من مشاركتها».
إن خطة اللّه لهذا الجيل أن يدعو الأمم ليكونوا شعباً لإسمه (أعمال14:15)، فبدل أن يجعل الناس مرتاحين في عالم فاسد، يلتزم اللّه أن ينقذ الناس من عالم كهذا. وعليه يجب أن ألتزم أنا أيضاً لكي أعمل مع اللّه في هذا الإعتاق المجيد.
عندما سأل الناس يسوع كيف يعملون أعمال اللّه، أجابهم أن عمل اللّه هو أن يؤمنوا بالذي أرسله الآب (يوحنا28:6، 29). هذه هي إذن مهمتنا، أن نقود الناس إلى الإيمان وليس إلى صناديق الإقتراع.

sama smsma 17 - 05 - 2012 08:59 AM

«إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ.» (يوحنا الأولى9:1).


إن تطبيق الحياة المسيحية العملية غير ممكن بدون الضمان الموجود في هذا العدد، فبينما نحن ننمو بالنعمة نحصل على معرفة عميقة لطبيعتنا الخاطئة. يجب أن يكون لدينا تدبير للطهارة الفورية من الخطيئة وإلا يُحكم علينا بالذنب والهزيمة الدائمين.
يخبرنا يوحنا أن العطية للمؤمنين تكون عن طريق الإعتراف. يتقبَّل غير المؤمن غفراناً شرعياً من عقاب الخطيئة بالإيمان بالرَّب يسوع المسيح، بينما يحصل المؤمن على غفران أبوي من نجاسة الخطيئة بالإعتراف.
إن الخطيئة تَقطع الشركة في حياة إبن اللّه، وتبقيها منقطعة حتى يتم الإعتراف بالخطيئة وتركها. عندما نقوم بالإعتراف ونعلم أن اللّه أمين لكلمته، وقد وعد أن يغفر، نجد أنه عادل في مغفرته لأن عمل يسوع المسيح على الصليب دبَّر أساس التبرير الذي به نتبرّر.
إذاً إن ما يعنيه هذا العدد هو أنه عندما نعترف بخطيئتنا نعلم أن السِجل نظيف وأننا قد تطهرنا تماماً وأن حياة العائلة السعيدة قد استعيدت. وحالما نعي وجود الخطيئة في حياتنا، نستطيع أن نذهب إلى حضرة اللّه، نذْكر الخطيئة بإسمها وننكرها، وندرك بكل تأكيد أنها قد غُفرت.
لكن كيف نتأكد من ذلك؟ هل نشعر بأننا نلنا المغفرة؟ الأمر ليس مسألة شعور بل نعلم أنه قد غُفر لنا لأن اللّه يقول ذلك في كلمته، ذلك أن المشاعر غير موثوق بها حتى في أحسن الظروف. فكلمة اللّه صادقة.
إفترض أن قائلاً يقول: «أعلم أن اللّه قد غفر لي لكني لا أستطيع أن أغفر لنفسي». قد يبدو هذا ورَعاً شديداً لكنه في الواقع لا يُكرم اللّه. إن يغفر لي اللّه يعني أنه يريدني أن أقبل هذا الغفران بالإيمان، فأفرح به، وأخرج وأخدمه كإناء مُطهَّر.

sama smsma 17 - 05 - 2012 09:00 AM

«لَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ». (عبرانيين17:10)


إن مقدرة اللّه على نسيان الخطايا التي قد كُفِّر عنها بدم المسيح تعتبر من أعظم حقائق الكتاب المقدس المُسرّة للنفس.
إنه لأمر عجيب عندما نقرأ، «كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا» (مزمور12:103). ما أجمل أن نقول مع الملك حزقيا «…فَإِنَّكَ طَرَحْتَ وَرَاءَ ظَهْرِكَ كُلَّ خَطَايَايَ» (أشعياء17:38). ينذهل العقل عندما نسمع الرَّب يقول، «قَدْ مَحَوْتُ كَغَيْمٍ ذُنُوبَكَ وَكَسَحَابَةٍ خَطَايَاكَ» (أشعياء22:44). لكن أجمل من كل هذا ما نقرأ «…لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ» (إرميا34:31).
عندما نعترف بخطايانا، لا يَغفر لنا فقط بل ينساها في الحال، ثم إننا لا نبالغ بقول الحق عندما نقول أنه حالاً يدفن خطايانا في بحر نسيانه، حيث يتضح هذا من اختبار أحد المؤمنين الذي كان يتخبّط في نزاع عنيف بخطيئة مغرية بإستمرار، وفي لحظة ضعف سقط في التجربة، أسرع إلى حضرة اللّه وصاح من غير تفكير، «يا رب، لقد عملتها ثانية»، وبعدها ظن أنه يسمع الرَّب يقول، «ماذا عملتَ ثانية؟» والمعنى هنا أنه في تلك اللحظة عينها التي تلت الإعتراف كان اللّه قد نسي الخطيئة.
هذا تناقض مفرح في كون اللّه كليّ المعرفة وقادر على أن ينسى. فمن ناحية يعلم كل شيء، ومن ناحية أخرى يُحصي النجوم ويُعطي إسماً لكل منها، يحصي سقطاتُنا ويُعدَّ دموعنا، يسمح بسقوط طير ويُحصي شعر رؤوسنا، ومع كل ذلك ينسى خطايانا التي اعترفنا بها وتركناها. قال دافيد سيماندس: «لا أدري كيف أن اللّه الكلي المعرفة قادر على النسيان، لكنني أعلم أنه ينسى».
نقطة أخيرة! يقال أن اللّه عندما يغفر وينسى يرفع لافتة تقول، «ممنوع الصيد». أُمنع من إصطياد خطاياي الماضية أو خطايا الآخرين التي قد نسيها اللّه، وفي هذا المضمار ينبغي أن يكون لدينا ذاكرة ضعيفة ونسيانٌ قوي.

sama smsma 17 - 05 - 2012 09:28 AM

«وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ, وَبَغَتَهُ رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ.» (صموئيل الأول14:16)


توجد بعض الآيات في الكتاب المقدس تبدو وكأنها تَنسِب إلى اللّه أعمالاً شريرة. فعلى سبيل المثال عندما حكم أبيمالك على إسرائيل ثلاث سنوات «أَرْسَلَ الرَّبُّ رُوحاً رَدِيئَاً بَيْنَ أَبِيمَالِكَ وَأَهْلِ شَكِيمَ» (قضاة23:9)، وفي أيام آخاب، قال ميخا للملك الشرير:
«قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ» (الملوك الأول23:22). ونَسبَ أيوب خسائره إلى اللّه عندما قال: «أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللّهِ وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟» (أيوب10:2)، ثم يقول الرَّب نفسه في أشعياء7:45 «…صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ».
ومع ذلك نعلم أن اللّه قدّوس وهو لا يمكن أن يكون مصدراً للشر ولا يتغاضى عنه، فلا مرضٌ ولا خطيئةٌ ولا ألمٌ ولا حتى موت يمكن أن يأتي من الرّب، فهو نور وليس فيه ظلمة (يوحنا الأولى5:1)، وليس من المعقول أن يكون هو سبب أي أمرٍ قد يتعارض مع كماله الأخلاقي.
يبدو واضحاً من نصوص كتابية أخرى أن الشيطان هو مصدر المرض والألم والمآسي والخراب، فخسائر أيوب وآلامه الشديدة قد نجَمت من الشيطان. لقد قال يسوع عن المرأة التي كانت منحنية الظهر أن الشيطان قد ربطها ثماني عشرة سنة (لوقا16:13)، وتحدث بولس عن شوكته التي في الجسد بأنها «ملاك الشيطان» (كورنثوس الثانية7:12)، فالشيطان هو السبب وراء متاعب البشرية جمعاء.
فكيف إذاً نوفِّق هذا مع الأعداد التي تصوّر اللّه خالقاً للشرّ؟
التفسير هو ببساطة: كثيراً ما يذكر اللّه في الكتاب المقدس بأنه هو الذي يعمل ما يسمح بحدوثه، إنه الفرق ما بين إرادته التي تُوجِّه وإرادته التي تسمَح. إنه غالباً ما يسمح لشعبه أن يمرّوا في إختبارات لا يمكن أن يكون هو قد اختارها لهم أصلاً، فقد سمح لإسرائيل بالجولان في البرية مدة أربعين سنة بينما لو قبلوا إرادته الموجِّهة لكان قد أحضرهم إلى أرض الميعاد في الطريق القصيرة.
ومع أنه يسمح بالشرور الصادرة عن الشيطان وعن البًشر إلا أنه صاحب الكلمة الأخيرة، وهو يحوِّلها لتكون لمجده ولبركة كل الذين يمرّون بها.

sama smsma 17 - 05 - 2012 09:29 AM

«لمْ يُبْصِرْ إِثْماً فِي يَعْقُوبَ وَلا رَأَى سُوءاً فِي إِسْرَائِيل.» (عدد21:23)

تكلم النبي المأجور بلعام بحقيقة رائعة عندما قال أن اللّه الذي يرى كل شيء لا يمكنه أن يرى خطيئة في شعبه إسرائيل، فما كان يصح قوله في إسرائيل آنذاك هو حقيقة رائعة عن المؤمن اليوم، فعندما ينظر اللّه إليه فهو لا يجد فيه خطيئة واحدة يعاقبه عليها بالموت الأبدي، فالمؤمن كونه «بالمسيح» يعني أنه يقف أمام اللّه بكل كمال واستحقاق المسيح، فيقبَله اللّه بكل ما يَقبل إبنه الحبيب، إنه مركز صلاح لا يمكن تحسينه وهو لا ينتهي أبداً، مهما بحثَ اللّه فلن يجد أي تهمة ضد من هم في المسيح.
يتضح ذلك من خلال حادث مع رجل انجليزي وسيارته الرولز رويس؛ كان في رحلة سياحية في ربوع فرنسا، أثناء عطلته عندما انكسر المحور الخلفي لسيارته. لم يستطع صاحب مرأب السيارات أن يُبدّل المحور فجرى إتصال بإنجلترا، فما كان من الشركة إلا أن أرسلت ليس فقط المحور بل أيضاً إثنين من الميكانيكيين ليتأكدا من تركيب المحور في مكانه. تابع الرجل الإنجليزي رحلته وعاد بعد ذلك إلى بريطانيا متوقعاً إستلام فاتورة الحساب. وعندما مرت عدة شهور ولم تصل الفاتورة كتب إلى الشركة يصف لها تفاصيل الحادث وطلب اليها أن ترسل فاتورة الحساب. بعد وقت قصير إستلم رسالة من الشركة تقول، «فتّشنا سجلاّتنا تفتيشاً دقيقاً ولم نجد أي ذكِر لأي سيارة رولز رويس كُسر محورها في أي وقت مضى».
يستطيع اللّه أن يفتش سجلاته بعناية ولا يمكنه أن يجد أي ذكِرً لأي خطيئة ضد المؤمن يمكن أن تَدينَه بجهنَّم. فالمؤمن مقبول بالمحبوب وهو كامل بالمسيح وهو مكسوٌ ببِرّ اللّه ويتمتع بمركز كامل في حضرة اللّه ويمكنه أن يرنِّم بإنتصار وثقة:
إذهب إلى مخلّصي المبارك أولاً
خذه من موضع رِفعَة اللّه
واثبِت إن كان على المسيح لطخة خطيئة
وبعد ذلك قل لي إن كنتُ نجساً

sama smsma 17 - 05 - 2012 09:30 AM

«وَأَنْتَ فَهَلْ تَطْلُبُ لِنَفْسِكَ أُمُوراً عَظِيمَةً؟ لاَ تَطْلُبُ.» (أرميا54:5)


هنالك إغراءات خفية حتى في الخدمة المسيحية إذ يريدون ان يَروا أسماءهم في الصحف والمجلات أو يسمع عنهم في الإذاعات، لكن هذا فخ كبير يسلب المسيح مجده ويسلبنا السلام والفرح ويجعلنا هدفاً رئيسياً لسهام إبليس.
إنها تسلب المسيح مجده، كما قال س.ه. ماكنتوش: «يكمُن دائماً خطر كبير عندما يصبح الشخص أو عمله لامعاً، ويمكنه أن يكون متأكداً من أن إبليس يحقق قصده عندما يتم لَفتْ الإنتباه إلى أي شخص بدل الرَّبّ يسوع نفسه.
قد يكون بدأ العمل في أكبر قدر من البساطة، ولكن إذا إنعدمت اليقظة المقدسة والروحانية من جانب الخادم أو أن نتائج عمله قد تجذب الإهتمام العام فإنه قد يقع في فخّ الشيطان. إن هدف إبليس المتواصل والعظيم هو جلب العار للرب يسوع، وأن باستطاعته فعل ذلك عن طريق ما يبدو كخدمة مسيحية فيكون عندها قد حقق إنتصاراً عظيماً. لقد قال «دِينِي» بوضوح: «لا يمكن لأي شخص في آن واحد أن يُثبِت بأنه شخص عظيم وبأن يسوع شخص رائع».
نحن نسلب أنفسنا في هذه العملية. لقد قال أحدهم: «لم أكن أعرف السلام الحقيقي والفرح في الخدمة حتى توقفت عن محاولاتي لأكون عظيماً».
فالرغبة بأن تكون عظيماً تجعلك هدفاً سهلاً لهجوم الشيطان، فإن سقوط شخصية معروفة تأتي بالكثير من اللوم على عمل المسيح.
لقد رفض يوحنا المعمدان أي تطلعات تؤدي إلى العَظَمة، وقد كان شعاره، «ينبغي أن هو يزيد وأنا أنقُص». نحن كذلك ينبغي أن نجلس في مكان أدنى إلى أن يدعونا الرَّب ليرفعنا.
ثمة صلاة مناسبة ينبغي لكل منا أن يصليها «إجعلني صغيراً وغير معروفاً، محبوباً وممدوحاً من الرَّب فقط».
كانت الناصرة مكاناً صغيراً
وكذلك كان الجليل.

sama smsma 17 - 05 - 2012 09:30 AM

«لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ» (فيلبي6:4)

هنالك الكثير الذي يمكن لأي إنسان أن يقلق بسببه، مثل إمكانية مرض السرطان أو أمراض القلب، وعدد وافر من الأمراض الأخرى، ثم الأطعمة التي من المفترض أن تكون ضارة، الموت العرضي، أعمال إرهابية، الحرب النووية، تضخم إقتصادي جامح ومستقبل غير واضح، والتوقعات القاتمة على الأبناء الذين ينشأون في عالم من هذا القبيل. وإحتمالات أخرى لا حصر لها.
ومع كل هذا قيل لنا في كلمة اللّه: «لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ». فاللّه يريد ان تكون لدينا حياة خالية من الهموم ولأسباب وجيهة.
لا فائدة تُرجى من القلق. إن الرَّبّ يهتم بنا ويَحملنا في راحة يديه ولا شيء يمكن أن يصيبنا خارجاً عن إرادته، فنحن لسنا ضحايا الصدفة العمياء أو الحوادث أو المصير المجهول، فإن حياتنا مخطط لها، مرتَّبة ومُوجّهة.
لا جدوى من القلق. إنه لا يحلَّ أيَّة مشكلة أو يُجنِّبنا حدوث أزمة، وكما قال أحدهم: «لا يُنجّي القلق من مآسي الغد، بل يسلب اليوم من قوّته».
القلق ضارّ. وقد اتفق الأطباء على أن سبب الكثير من الأمراض هو القلق، فالتوتر، ومرض الأعصاب وإرتفاع معدل قرحة المعدة هي من بين الأمراض المنسوبة للقلق.
القلق خطيئة. إنه تشكيك في حكمة اللّه ويفترض بأن اللّه لا يعرف ماذا يفعل، وهو تشكيك في محبة اللّه، ويفترض أنه لا يعبأ، بل يستنتج بأنه غير قادرٍ على التغلب على الظروف التي تسبب لي القلق.
في كثير من الأحيان نفتخر بقلقنا. فعندما وبخَّ الزوج زوجته على قلقها المستمر، أجابته قائلة: «لو لم أكن لأقلق فالقليل جداً من العمل القيِّم يتم إنجازه هنا». سوف لن نتحرر من القلق إلى أن نعترف به كخطيئة ونتركه بالكامل. عندها يمكننا القول بثقة:
ليس لدي أي شيء ذو علاقة بالغد لأن مخلصي سيوليه إهتمامه
فلو ملأه بالمتاعب والأحزان فهو يساعدني في عنائي وتحمُّلي
فطالما ليس لدي ما له علاقة بالغد فلِمَ أحملَ أعباءه لتكون من نصيبي؟
يمكنني أن أستَمدّ من نعمته وقوتها فَلِمَ علي أن أحمل الهموم؟

sama smsma 17 - 05 - 2012 09:31 AM

«اللهَ مَحَبَّةٌ.» ( يوحنا الأولى8:4)




أَدخَل مجيء المسيح الأول كلمة جديدة إلى اللغة اليونانية بمعنى المحبة هي كلمة «أغابي».
كانت هنالك كلمة للصداقة: (philia) فيليا، وأخرى للحب العاطفي (sore) إيروس. لكن لم يكن هناك كلمة لتعبّر عن الحب الذي أظهره اللّه عندما بَذَل إبنه الوحيد، هذا الحب الذي يطلب من شعبه أن يمارسوه الواحد نحو الآخر.
إنه حُبٌ عالمي جديد. حُبٌ بأبعاد جديدة، ليس لمحبة اللّه بداية ولا يكون لها نهاية، محبة بلا حدود لا يمكن قياسها أبداً. إنها نقية تماماً وخالية من كل نجاسة الشهوة، إنها محبة مضحّية لا تحسب النفقة أبداً، محبة تعلن عن ذاتها بالعطاء، لأننا نقرأ «لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ إبْنَهُ الْوَحِيدَ…» و «أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا…»،
إنها محبة تسعى لرفاه الآخرين، وتسعى وراء المُبغَضين ووراء المحبوبين، كما تسعى نحو الأعداء والأصدقاء، غير مدفوعة بأي إستحقاق أو فضيلة في قصدها بل بصلاح المُعطي، إنها ليست أنانية بتاتاً ولا تنتظر شيئاً بالمقابل ولا تستغل الآخرين لمصلحة شخصية. إنها لا تحتفظ بالأخطاء بل تطرح غطاءً فوق العديد من الزلات والإهانات، هذه المحبة تُقابل كل إهانة باللطف وتصلي لأجل قاتليها المحتملين، محبة تفتكِر دائماً بالآخرين وتقدّرهم فوق نفسها.
لكن يمكن أن تكون المحبة حازمة. يؤدب اللّه من يحبَّ، والمحبة لا تتساهل مع الخطيئة لأن الخطيئة ضارة وهدّامة بينما المحبة ترغب في حماية رعاياها من الأذى والدمار.
إن أعظم إعلان عن محبة اللّه كان ببَذل إبنه الحبيب ليموت عنا على صليب الجلجثة.
من يستطيع قياس محبتك يا اللّه محبة سَحَقت كنزها من أجلنا
الذي فيه كانت كل مسرتك إبن محبتك، المسيح؟

sama smsma 17 - 05 - 2012 09:32 AM

«…إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ أَحَبَّنَا هَكَذَا، يَنْبَغِي لَنَا أَيْضاً أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاًً». (يوحنا الأولى11:4)


يجب علينا أن لا نفتكر بأن المحبة كعاطفة لا يمكن السيطرة عليها أو التنبؤ بها، فإننا نُوصى بأن نُحب، وهذا قد يكون من المستحيل تماماً لو كانت المحبة مراوغة أو مشتتة أو هيّاجة آتية بلا مسؤولية كإصابة برد عادية. إن المحبة تُشغِّل العواطف لكنها مسألة إرادة أكثر منها عواطف.
ينبغي أن نحترس من الإعتقاد أن المحبة محصورة في عالم الأحلام وقصوره وذات علاقة قليلة بالتفاصيل الجوهرية للحياة اليومية، فكل ساعة من نور القمر يقابلها اسابيع من العمل المنزلي كالمَسْح وغسل الأواني، وغيرها.
وبعبارة أخرى، إن المحبة عملية جداً. مثلاً عندما يُمرَّر صحن الموز حول مائدة الطعام وتحمل إحدى الموزات بقعة سوداء، تختار المحبة تلك الموزة. المحبة تنظف المغسلة وحوض الحمام بعد إستعمالهما، المحبة تستبدل لفائف الورق عندما تَنفُق ليجد الشخص التالي حاجته منها، المحبة تطفئ النور عندما لا تكون حاجة به. تجمع قصاصات ورق التنظيف بدل السير عليها، تملئ خزان الوقود لسيارة قد إستعرتُها. المحبة تُفرغ سَطل النفايات دون طلب من أحد، ولا تترك الناس ينتظرون، وتخدم الآخرين قبل الذات، تحمل الطفل الباكي إلى الخارج كي لا يكون مصدر إزعاج في الإجتماع، المحبة تتكلم بصوت مرتفع لكي يسمع الأصمّ والمحبة تشتغل لكي يكون لديها ما تشارك به الآخرين.
للمحبة هُدُبٌ في حافة ثوبها يصل حتى إلى التراب
ليلمَس البُقع في الشوارع والأزقة ولأنها قادرة فعليها أن تفعل
لا تجرؤ على الراحة فوق الجبل بل يجب أن تنزل إلى الوادي
لأنها لا تجد راحة للفكر حتى تضرم حياة الساقطين

sama smsma 17 - 05 - 2012 09:33 AM

«مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ.» (أفسس16:5)

لأننا نعيش في أيام نرى فيها العديد من الناس في العالم أصبحوا يشعرون بحساسية نحو العمل، لذا ينبغي على المؤمنين أن يستغلّوا جيداً كل لحظة تمرّ، لأن إضاعة الوقت خطيئة.
إن أصواتاً من كل جيلٍ تشهد على أهمية العمل الدؤوب. لقد قال مخلصنا نفسه: «يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ» (يوحنا4:9).
كتب توماس كيمبس يقول: «لا تكن خاملاً أو بلا شغل، إنشَغل دائماً بالقراءة أو الكتابة أو الصلاة أو التأمّل، كُنْ منشغلاً بعمل مفيد للصالح العام».
عندما سُئل ج. كامبل مورجان عن سر نجاحه في تفسير الكلمة قال: «إعمل، واعمل بإجتهاد، وأيضاً إعمل».
علينا ألا ننسى أن الرَّب يسوع عندما أتى إلى العالم وعمِل نجاراً، وقد قضى جلَّ حياته في مشغل في الناصرة.
كان بولس صانع خيام، واعتبر ذلك جزءاً مهماً من إرساليته.
من الخطإ الإعتقاد أن العمل كان نتيجة دخول الخطيئة، فقبل دخول الخطيئة وُضع آدم في الجنة ليعمل بها ويحفظها (تكوين15:2). لكن اللعنة شملت الجهد والعرق اللذين يرافقا العمل (تكوين19:3). حتى أنه في السماء سيكون عمل لأنه مكتوب: «عبيده يخدمونه» (رؤيا 22:3).
العمل بركة، نجد من خلاله تحقيق حاجتُنا للإبداع، فالعقل والجسم يعملان بشكل أفضل عندما نعمل بِجدّ، وعندما نكون منشغلين بعمل مفيد نتمتع بقدر أكبر من الحماية من الخطيئة، لأن «الشيطان يجد بعض الأذى لتسببه الأيدي الكَسلى». قال توماس واطسون: «التَسيُّب يُغري الشيطان ليُغري». العمل الصّادق والمُثابر والأمين جزء حيوي من شهادتنا المسيحية، وثمرة أعمالنا ربما تبقى إلى ما بعد زوال حياتنا، وكما قال أحدهم: «كل واحد مديون ليزوّد نفسه بعمل مفيد بينما يرتاح جسده في القبر». قال وليم جيمس: «أفضل إستخدام للحياة قضاؤها في عمل شيء يدوم أطول من الحياة نفسها».

sama smsma 17 - 05 - 2012 09:34 AM

«مَجَّاناً أَخَذْتُمْ مَجَّاناً أَعْطُوا.» (متى8:10)


قال فرتس كرايزلر أحد مشاهير عازفي الكمان: «وُلدتُ والموسيقى في نظامي، عَرفتُ الإشارات الموسيقية بالغريزة قبل أن أعرف الحروف الأبجدية، لقد كانت عطية مُعطٍ، لم أكتسبها بنفسي، ولذا فأنا لا أستحق حتى الشكر على الموسيقى. الموسيقى مقدسة بحيث لا تُباع، والأسعار الباهظة التي يجنيها مشاهير الموسيقى اليوم هي في الواقع جريمة بحق المجتمع».
ينبغي على كل واحد في حقل الخدمة المسيحية أن يأخذ هذه الكلمات بجدِيَّة. إن الخدمة المسيحية هي خدمة عطاء وليس أخذ. والسؤال هو ليس «ماذا لي منها؟» بل بالحريّ «كيف يمكنني مشاركة أكبر عدد من الناس بالرسالة؟»، في خدمة المسيح من الأفضل بكثير أن تكلِّفَني الأشياء بدلاً من أن أنتفع منها.
صحيح أنّ «الْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ أَجْرهُ» (لوقا7:10) وكذلك «أَنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَ بِالإِنْجِيلِ مِنَ الإِنْجِيلِ يَعِيشُونَ» (كورنثوس الأولى14:9)، لكن هذا لا يبّرر للشخص أن يضع سعراً لموهبته. لا يوجد أي مبرّر للأسعار الفاحشة التي تُجبى لإستعمال الترانيم، ولا مبرّر لجباية مردود مالي لا معقول مقابل إلتزام بإلقاء المواعظ أو عروض الترنيم.
أراد سيمون الساحر أن يشتري قوة إحلال الروح القدس على الآخرين (أعمال19:8)، وبلا شك فقد رأى في ذلك طريقة لكسب المال لنفسه، إنه بعمله هذا قد صار لدينا إسم «سيموني» في لغتنا لتصف شراء وبيع الإمتيازات الدينية. لا نبالغ اليوم حين نقول أن عالم الدِّين يهلك نفسه اليوم «بالسيمونية».
لو أمكن بطريقة ما إزالة الدولار مما يُدعى اليوم «العمل المسيحي» فإن قدراً كبيراً منه يتوقف حالاً، لكن سيبقى العديد من خدام الرَّب الأمناء الذين سيستمرون في الخدمة بدون مقابل حتى النّفَس الأخير من حياتهم.
مجاناً أخذنا، مجاناً نعطي. كلما أعطينا أكثر، كلما اتسعت البركات وعظُمت المجازاة. «أَعْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلاً جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ» (لوقا6:83).

sama smsma 17 - 05 - 2012 09:34 AM

«لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا.» (متى1:7)


إن الناس الذين يعرفون القليل عن الكتاب المقدس غالباً ما يعرفون هذا العدد ويستعملونه بطرق غريبة جداً، حتى عندما يُنتَقد شخص لإقترافه شرٌ فظيع، يُقرقِر بتقوى: «لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا.» وبكلمات أخرى فهم يستخدمون العدد ليمنعوا إدانة الشر.
لكن الحقيقة الواضحة في هذه المسألة هي أنه بينما توجد نواحٍ ينبغي ألا نَدين فيها، هناك نواحٍ أخرى يُطلب منا أن نحكم فيها.
إليك بعض الحالات التي لا يجب الإدانة فيها؛ علينا ألا ندين دوافع الناس كوننا غير عالمين بكل شيء، فلا يمكننا أن نعرف لماذا قاموا بما عملوا. ينبغي ألا نجلس لندين خدمة مؤمن آخر، فهو يُحاسب أمام سيده نجح أم فشل. يجب ألا ندين الذين لديهم وازع ضميري عن أشياء محايدة من الناحية الأخلاقية، لأنه سيكون خطأ بالنسبة لهم مخالفة ضمائرهم. علينا أيضاً ألا ندين أو نبدي الإحترام لأشخاص بحسب المظهر، لأن الأهم هو ما في القلب، وبالتأكيد علينا تجنّب روح الإنتقاد القاسي. فإن عادة التفتيش عن أخطاء الناس هي إعلان سيء عن الإيمان المسيحي.
ولكن هناك مجالات أخرى حيث يوصينا الرَّب أن نَدينها. علينا الحكم على تعليم الكلمة للتأكد من أنه يتفق مع تعاليم الكتاب المقدس. ثم لتفادي الوقوع تحت النّير غير المتكافئ، علينا أن نحكم إن كان الطرف الآخر مؤمناً حقيقياً. على المؤمنين أن يقضوا في نزاعات المؤمنين بدل أن يذهبوا إلى المحاكم المدنية، وعلى الكنيسة المحلية أن تَدين أشكال الخطيئة الفاحشة وتقطع شركة من اقترفها. ثم إن على أولئك الذين في الكنيسة أن يحكموا في مَن مِن المؤمنين يحمل مزايا الشيوخ والشمامسة.
لا يتوقع اللّه منا أن نتنازل عن مقدرة النقد أو نتخلّى عن كل القيم الروحية والأخلاقية. فكل ما يطلبه منا هو أن نمتنع عن الإدانة حيثما يُمنع ذلك، وأن ندين بالبر حيثما أوصى بذلك.

sama smsma 17 - 05 - 2012 09:35 AM

«…إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ.» (كورنثوس الثانية4:4)

ينبغي ألاّ ننسى أن الإنجيل هو الأخبار السارة عن مجد المسيح. أجل، إنه يتكلم عن ذاك الذي صُلب ودُفن، لكنه الآن لم يعد على الصليب ولا في القبر، لقد قام وصعد إلى السماء وهو الإنسان المُمجَّد عن يمين اللّه.
لا نُقدّم المسيح على أنه النجار المتواضع من الناصرة ولا الخادم المتألم أو الغريب من الجليل، ولا نقدّمه كصانع الخير أنثوي السيماء كما صُوِّرَ في الفنّ الديني الحديث.
نكرز بربّ الحياة والمجد. هو الشخص الذي رفّعه الآب وأعطاه اسماً فوق كل اسم. ولاسمه تنحني كل ركبة ويعترف به كل لسان رباًّ لمجد اللّه الآب. مُتوّجاً بالمجد والكرامة، رئيساً ومخلّصاً.
كثيراً ما نحقِّره بالرسالة التي نكرز بها، نرفع الإنسان بمواهبه ونخلق انطباعاً أنّ اللّه سيكون محظوظاً بأن يكون لديه إنسان كهذا يخدمه، نجعل الأمور تبدو كأن الإنسان يقوم بخدمة جليلة للرب عندما يؤمن به. لم يكن هذا هو الإنجيل الذي كرز به الرسل. فقد قالوا في الواقع ما معناه: أنتم المذنبون بقتل الرَّب يسوع المسيح. وبأيدٍ أثيمة أخذتموه وصلبتموه مسمرين إياه على الخشبة. لكن اللّه أقامه من الموت ومجَّده وأجلسه عن يمينه في السماء حيث هو اليوم هناك بجسد مُمجَّد من اللحم والعظام. يحمل صولجان السلطة على العالم بيده الحاملة آثار المسامير. وسيأتي ثانية ليحكم العالم بالبِرّ. فمن الأفضل لك أن تتوب وترجع إليه بالإيمان. ليس من طريق آخر للخلاص. «لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ» (أعمال4:21).
كم نحتاج إلى نظرة جديدة للإنسان في المجد! وللسان يخبر بالأمجاد التي لا تُعدّ ولا تُحصى التي تتوّج جبينه! وبالتأكيد عندئذ كما في يوم الخمسين، يرتجف الخطاة أمامه ويصرخون، «أيها الإخوة، ماذا ينبغي أن نعمل؟»

sama smsma 17 - 05 - 2012 09:36 AM

“لأن الله الذي قال أن يُشرق نور من ظلمة, هو الذي أشرق في قلوبنا, لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح.” ( كورنثوس الثانية6:4)


«أشرق اللّه فينا…للإنارة.» نرى هنا أننّا لسنا آخر من يتلقّى بركات اللّه بل فقط القنوات. لأن عبارة «أشرق في» تشير إلى تجديدنا. عند الخليقة أمر الرَّب النور ليشرق، بينما في الخليقة الجديدة هو نفسه أشرق في قلوبنا.
لكنه لم يشُرق فينا بحيث نُخزِّن بأنانية فيض بركاته، بل عمل هذا لتكون معرفة مجد اللّه في وجه يسوع المسيح، تُعرف من خلالنا للآخرين. وبهذا السياق تكلم بولس الرسول كيف أن اللّه «يُعْلِنَ إبْنَهُ فِيَّ لِأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ» (غلاطية16:1). يعلن اللّه إبنه فينا لكي نعلنه نحن بدورنا للآخرين. عندما فُتحت عيناي على هذا الحق قبل سنوات كتبت على غلاف كتابي المقدس:
إذا كان الناس يرون شخص يسوع المسيح من خلالك فقط يا مكدونلد، فماذا يرون؟
ليس عجباً إذا قال مكفيرسون: «الكرازة شيء مهيبٌ جَليلْ وسامٍ يولّد الخشية، وعملٌ فوق طبيعي، وإنتقال شخص من خلال شخص إلى مجموعة من الأشخاص، والشخص الذي نُخبركم عنه هو الرَّب يسوع المسيح الأبدي». ووضح ذلك من خلال حادثة رواها عن الملك جورج الخامس الذي كان يخطب في الإذاعة وكانت كلماته تصل إلى أنحاء الولايات المتحدة، في أثناء ذلك قُطع سلك حيوي في محطة نيويورك فأغرق الموظفين في حالة من الذعر . ثم خطرت فكرة لعامل شاب يدعى هارولد فيفيان بما يجب عمله. أمسك بطرفي السلك المقطوع بكل شجاعة وثبات بينما مرّ التيار الذي يحمل الخطاب الملكي عبر جسده ذلك التيّار الكهربائي بقوة مائتين وخمسين فولتاً، الذي هزّ جسده هزاً شديداً من رأسه حتى أخمص قدميه مُسبّباً له آلاماً مبرحة. لكنه لم يخفف قبضته على السلك وظلّ ممسكاً به بتصميم حتى يستمع الناس للخطاب الملكي».
لنكن أيها الرَّب المبارك قنوات مع كل قوة عجائبك
تتدفق من خلالنا وتستخدمنا كل يوم وكل ساعة

sama smsma 17 - 05 - 2012 09:37 AM

“وَجَاءَ مَلاَكٌ آخَرُ وَوَقَفَ عِنْدَ الْمَذْبَحِ، وَمَعَهُ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَأُعْطِيَ بَخُوراً كَثِيراً لِكَيْ يُقَدِّمَهُ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ جَمِيعِهِمْ عَلَى مَذْبَحِ الذَّهَبِ الَّذِي أَمَامَ الْعَرْشِ..” (رؤيا3:8)

نؤمن أن الملاك في هذا العدد ليس سوى الرَّب يسوع نفسه، وخدمته هنا مليئة بالتعزية والتشجيع لنا. ماذا يعمل؟ يأخذ صلوات جميع القديسين ويضيف لها البخور الثمين ويقدمها للّه الآب.
نَعلَم جيداً أن صلواتنا وتسبيحاتنا غير كاملة. لا نعرف كيف ينبغي أن نُصلّي. كل ما نعمله ملطخ بالخطيئة وبدوافع خاطئة وبأنانية.
«أقْدَس ساعات نقضيها بالصلاة على ركبتينا
في أوقات نحكم أن تسابيحنا ترضيكَ
يا فاحص كل القلوب أُسكُب غفرانك عليها».
ولكن قبل أن تصل عبادتنا وتشفعاّتنا إلى اللّه الآب تمرّ عبر الرَّب يسوع، فهو يُزيل أي أثر لكل شائبة كي تصل أخيراً إلى الآب نقّية. ويحدث أمر آخر شديد العجب، فهو يُقدّم البخور مع صلوات القديسين. ويمثل البخور كمال شخصه زكي الرائحة وعمله. مما يعطي الفعالية لصلواتنا.
أي تشجيع يكون لنا هذا. نحن واعون جداً كيف نصلي بلا إتقان، ونكسر قوانين اللغة وقواعدها، نُعبّر عن أنفسنا بكلمات غير مصقولة، ونقول أشياء منافية للعقيدة. لكن ينبغي ألاّ يثنينا هذا عن الصلاة. عندنا رئيس كهنة عظيم يقوم بتعديل وتطهير كل تواصلنا مع الآب.
لقد أصابت ماري بولي كبد الحقيقة في قالب شعري عندما كتبت:
يتصاعد بخور كثير أمام العرش الأبدي
وينحني اللّه برأفة ليسمع كل أنين خافت
لكل صلواتنا وتسبيحاتنا ويضيف إليها يسوع من طيب عطره
ويرفع مبخرة محبته لتُشتَمَّ هذه الروائح الزكية

sama smsma 17 - 05 - 2012 09:38 AM

“لَوْ قُلْتُ أُحَدِّثُ هَكَذَا لَغَدَرْتُ بِجِيلِ بَنِيكَ.” (مزمور15:73)

كان كاتب المزامير يمرّ في أزمة صعبة، فقد رأى نجاح الشرير في العالم في حين أن حياته كانت كابوساً من المتاعب والمعاناة، فابتدأ يشكُّ في عدالة اللّه وفي محبة اللّه وحكمة اللّه، وبدا الأمر وكأن الرّب كافأ الشرّ وعاقب الإستقامة.
لكن آساف عزَم على أمر نبيل، بعزمه على عدم مواكبة شكوكه لئلاّ يُعثِر أيٌّ من أولاد اللّه.
ربما معظمنا لديهم شكوك وتساؤلات في بعض الأحيان، وخاصة عندما نكون في مرحلة قمّة تحمُّلنا، عندما يبدو وكأن كل شيء سينهار فوق رؤوسنا يسهل علينا نشكك بعناية اللّه، فماذا ينبغي أن نفعل؟
يُسمح لنا بالتأكيد المشاركة بشكوكنا مع أحدٍ مؤهّلاً روحياً لإسداء النصح لنا، لأننا كثيراً ما لا نرى النور في نهاية النفق بينما يكون جلياً للآخرين ويمكنهم قيادتنا إليه.
كقاعدة عامة علينا «أن لا نشكّ أبداً في الظلام بما قد أُعلن لنا في النور»، علينا ألاّ نفسّر كلمة اللّه حسب بواسطة الظروف مهما تكن حالكة، بدل ذلك علينا أن نفسّر ظروفنا بكلمة اللّه وندرك بأن لا شيء يمكن في أي وقت أن يُحبط مقاصد اللّه أو يُبطِل وعوده.
لكن قبل كل شيء ينبغي ألاّ نستعرض شكوكنا بلا جدوى في كل مكان. هنالك خطر رهيب يكمن في عثرة صغار المسيح الذين قال بخصوصهم: «وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ» (متى6:18).
إن يقيننا لا يُعد ولا يُحصى بينما شكوكنا قليلة إن وُجِدت، فدعونا نشارك يقين كما قال جوتيه: «أعطني منافع قناعاتك واحتفظ بشكوكك لنفسك، لأنه عندي ما يكفيني»

sama smsma 17 - 05 - 2012 09:39 AM

“قد علمت أنك تستطيع كل شيء ولا يعسر عليك أمر.” (أيوب2:42)

إنه لا إحباط أي من مقاصد اللّه. يمكن أن يكون للإنسان شروره لكن لِلّه طرُقه، يمكن أن يكون للإنسان الكثير الذي يريد أن يقوله، لكن الكلمة الأخيرة هي لِلّه. يُذكّرنا سليمان بأنه، «لَيْسَ حِكْمَةٌ وَلاَ فِطْنَةٌ وَلاَ مَشُورَةٌ تُجَاهَ الرَّبِّ» (أمثال30:21). ويضيف إرميا شهادته قائلاً: «لأَنَّ أَفْكَارَ الرَّبِّ تَقُومُ» (إرميا29:51).
قرّر إخوة يوسف التخلُّص منه ببيعه لجماعة من المديانيين، لكن كل ما تمكنوا من عمله كان إكمال إرادة اللّه. لقد وفّرَ المديانيون نقل يوسف مجاناً إلى مصر حيث إارتقى ليصبح رئيس وزراء ومنقذ لشعبه.
عندما استعاد الرجل المولود الأعمى بصره وآمن بالمخُلّص، حرَمه اليهود من المجمع، هل كان هذا نصراً لهم؟ كلاً، كان يسوع على أية حال سيقوده خارجاً لأنه هو الراعي الصالح «فَيَدْعُو خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ بِأَسْمَاءٍ وَيُخْرِجُهَا» (يوحنا3:10). فهم بذلك وفّروا على يسوع مجهود إخراجه.
لقد وصل شرّ البشر ذُروته عندما أخذوا الرَّب يسوع وسمّروه على الصليب وأماتوه، لكن بطرس ذكّرهم أن اللّه قد أنقذه بفضل «مَشُورَةِ اللّهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ» (أعمال23:2). لقد نَقضَ اللّه جُرم الإنسان الأعظم بإقامة المسيح ليكون رباً ومخلصاً.
لقد رَوى دونالد بارنهاوس قصّة عن صاحب عقارٍ ثريّ كان له أشجارٌ يانعة في حقوله، لكن كان له عدو لدود قال: «سأقطع إحدى أشجاره مما قد يتسبب له بالألمً»، وفي عتمة الليل تسلّل العدوّ من فوق السياج وتوجه نحو أجمل الأشجار وبدأ العمل بمنشاره وفأسه. عند أول إشراقة للصباح رأى عن بُعد رجلين قادمين من فوق التلّة على ظهر جواديهما وتعرَّف إلى أحدهما على أنه صاحب العقار، وبسرعة أخرج الأوتاد ودفع الشجرة وتركها تسقط، لكنه إحدى الأغصان علق به وثبته في الأرض مُسبّبا له جراحاً بليغة سببّت موته. لكنه وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة همس قائلا، «لقد قطعت شجرتك الجميلة»، فنظر إليه صاحب العقار نظرة شفقة وقال: «هذا هو المهندس الذي أحضرته معي، لأننا خططنا لبناء بيتاً وكان من الضروري أن نقطع شجرة واحدة لنفسحَ مجالاً لبناء البيت، وكانت تلك هي الشجرة التي عملتَ طوال الليل لتقطعها»

sama smsma 17 - 05 - 2012 09:41 AM

«مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ» (غلاطية20:2)

عندما مات المسيح على الصليب فقد مات ليس فقط كبدل عني وحسب لكنه مات ممثلاً إياي أيضاً، وهو لم يمُت لأجلي فقط بل مات موتي. عندما مات كان هناك شعور حقيقي بأنني أموت أنا، فكل ما كنت عليه كابن آدم، كل ذاتي القديمة الشريرة غير المتجدّدة سمِّرتْ على الصليب، وفي حِساب اللّه أصبح تاريخي كإنسان في الجسد صار مُنتهياً.
هذا ليس كل شيء، فعندما دُفن المُخلِّص دفنت أنا أيضاً، فأنا مُتَّحدٌ مع المسيح في دفنه، وهذه يُصوِّر بطلان «الأنا» العتيق من نظر اللّه إلى الأبد.
وعندما قام الرّب يسوع من بين الأموات قُمت أنا أيضاً. لكن تتغيّر الصورة هنا، فالذي قام ليس ذاك الذي دُفن، ليس الذات العتيقة. كلاّ، إنه الإنسان الجديد الذي يحيا المسيح فيه. قُمت مع المسيح لأَسيرُ في جدَّة الحياة.
إن اللّه يرى كل هذا كحدثٌ وَضعيّ، والآن يريده أن يصبح حقيقة عملية في حياتي. يريدني أن أحسُب نفسي أنني مررت في دائرة الموت والدفن والقيامة هذه، لكن كيف أعمل ذلك؟
عندما تأتيني التجربة عليّ أن أستجيب لها تماماً كما تستجيب الجُثّة الهامدة لغواية الشر. بلا تجاوب، وكأني أقول في الواقع، «لقد مُتُّ عن الخطية، وأنت لست سيّدي فيما بعد، فأنا ميّت بالنسبة لك».
يجب علي يوماً بعد يوم أن أعتبر ذاتي العتيقة الفاسدة قد دُفنت في القبر مع يسوع، وهذا يعني أنني لن أكون في الباطن منشغلاً بها، ولن أبحث فيها عن أي شيء ذات قيمة أو يخيب أملي بسبب فسادها المُطلق.
وأخيراً، سأحيا كل لحظة كمَن قام مع المسيح إلى جدّة الحياة بطموحات ورغبات جديدة ودوافع جديدة وحرية جديدة وقوة جديدة.
يخبرنا جورج مولر كيف فهم هذه الحقيقة من التماثُل مع المسيح:
في يوم من الأيام كنت قد مُتُّ، مُتُّ عن جورج مولر، عن آرائه وأفضلياته وذوقه وإرادته، متُّ عن العالم وعن إستحسانه أو نقده، عن إستحسان أو نقد إخوتي وأصدقائي، ومنذ ذلك الحين وأنا أدرس فقط لأُظهر نفسي مرضياً لدى اللّه

sama smsma 17 - 05 - 2012 09:41 AM

"من ليس معي فهو علي، من لا يجمع معي فهو يفرق." (متى30:12)

لقد تكلَّم الرب يسوع بهذه الكلمات عن الفريسّيين. لقد اقترفوا لتوهّم الخطيئة التي لا تُغتَفر، بنَسبِهِم عمل العجائب لبعلزبول، رئيس الشياطين، عندما في الحقيقة صُنعت بقوة الروح القدس. لقد بدا الآن واضحاً أنّهم لن يقبلوه كمَسِيّا إسرائيل ومُخلّص العالم لأنهم لم يتّخذوا موقفاً مؤيداً للمسيح، فهُم بالتأكيد ضدّه، ولأنهم لم يخدموا إلى جانبه بل عملوا ضدّه.
عندما يتعلّق الأمر بشخص المسيح وعمله فلا يمكن أن يكون هناك أي حياد، ولا توجد إمكانية للوقوف خلف الجدار، فإما أن يكون الإنسان مع المسيح أو يكون ضدّه، فكل من يقول أنه لم يُقررّ بعد فقد اتخذ قراره.
عندما يتعلّق الأمر إلى الحقيقة بشأن المسيح فلا يمكن أن يكون هناك حل وسط. في المسيحية الكتابية هناك بعض المجالات التي يمكن أن يكون بها إختلاف معقول بالرأي لكن هذا ليس واحداً منها. يُذكّرنا أ. و. توزر أنه «بعض الأمور غير قابلة للتفاوض» ينبغي أن نتمسّك بثبات في ألوهية الرب يسوع المُطْلقَة، ولادته من عذراء، ناسوته الكامل، طبيعته الخالية من الخطية، موته البديلي عن الخطاة، قيامته بالجسد، صعوده إلى يمين اللّه ومجيئه الثاني. فعندما يبدأ الشخص بالتملُّص من هذه العقائد الأساسية يكون قد تُرك بنصف مُخلصّ، أي لا مُخلّص بالمرّة.
وَضع أحد الشعراء هذا الأمر على المَحكّ عندما كتب:
«ماذا تفتكر عن المسيح» هذا إختبار، لتُجرّب كلٌ من وضعك ومخططك،
لا يمكنك أن تكون صائبا بالباقي، ما لم تكن صائب الفكر بخصوصه
كما يظهر المسيح في ناظرك، هل هو محبوب أم لا
وما سسيتركه اللّه لك نعمة أو غضب يكون من نصيبك.

sama smsma 17 - 05 - 2012 09:42 AM

"من ليس علينا فهو معنا." (لوقا50:9)


في البداية يبدو أن هذا العدد يتناقض بشكل قاطع مع عددنا السابق، لكن لا يوجد تناقُضة. هناك كان المخلّص يتحدث إلى الفريسيّين غير المؤمنين قائلاً، «إن لم تكونوا معي فأنتم عليّ»، لكن هنا المسألة تختلف، كان التلاميذ قد منعوا شخصاً من إخراج الشياطين باِسم يسوع ولم يكن عندهم عُذر لهذا سوى أنهّ لم يكم شريكاً معهم «لا تمنعوه، فمن ليس علينا فهو معنا».
عندما يتعلّق الأمر بالخلاص فؤلائك الذين ليسو مع المسيح هم ضدّه، ولكن عندما يتعلق الأمر في الخدمة فكل من ليس ضدّه فهو معه.
نحن لم نُدعى لمعارضة الآخرين الذين يخدمون الرَّب. إنه عالم واسع وهناك متسع كبير لنا جميعاً لنباشر عملنا من دون أن ندوس على أصابع الآخر. ينبغي أن نأخذ بعين الإعتبار كلمات المخُلّص «لا تمنعوه».
في الوقت نفسه علينا أن نلاحظ أن يسوع لم يقُل يوحنا والآخرين الذهاب والإنضمام إلى هذا الرجل. يستخدم البعض أساليب غير مقبولة للآخرين، ويُشدّد البعض على جوانب مختلفة في عظاتهم، للبعض استنارة أكثر من غيرهم، والبعض يتمتع بحرية ليعمل الأشياء التي لدى الآخرين ضمير سيئ بخصوصها. لا يمكننا أن نتوقّع أن نصبَّ كل مؤمن في القالب نفسه بالضبط مثلنا. لكن يمكننا أن نفرح لكل إنتصار للإنجيل كما فعل بولس، حيث قال: «أَمَّا قَوْمٌ فَعَنْ حَسَدٍ وَخِصَامٍ يَكْرِزُونَ بِالْمَسِيحِ، وَأَمَّا قَوْمٌ فَعَنْ مَسَرَّةٍ. فَهَؤُلاَءِ عَنْ تَحَزُّبٍ يُنَادُونَ بِالْمَسِيحِ لاَ عَنْ إِخْلاَصٍ، ظَانِّينَ أَنَّهُمْ يُضِيفُونَ إِلَى وُثُقِي ضِيقاً. وَأُولَئِكَ عَنْ مَحَبَّةٍ، عَالِمِينَ أَنِّي مَوْضُوعٌ لِحِمَايَةِ الإِنْجِيلِ. فَمَاذَا؟ غَيْرَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ سَوَاءٌ كَانَ بِعِلَّةٍ أَمْ بِحَقٍّ يُنَادَى بِالْمَسِيحِ، وَبِهَذَا أَنَا أَفْرَحُ. بَلْ سَأَفْرَحُ أَيْضاً» (فيلبي15:1- 18).
سُئِل سام شوميكر عن هذا المبدأ التعليمي فقال: «متى سنتعلّم أنه في الحرب العظيمة للنور ضد الظلمة في أيامنا سوف نحتاج إلى دعم حلفاء ربما لا يتمتّعون بذوقنا الشخصي، ونتعلّم أنه ينبغي على جميع المؤمنين أن يعملوا معاً ليشكلّوا قوة تخترق عواصف ضد المسيح».

sama smsma 17 - 05 - 2012 09:44 AM

"إنما أقول: أُسلكوا بالروح …" (غلاطية16:5)


ماذا يتضّمن بالضبط السلوك بالروح؟ في الواقع هي ليست مُعقدة وغير عملية كما يميل البعض إلى الإعتقاد. إليك مثالاً كيف تكون مسيرة يومية بالروح.
أولاً: عليك أن تبدأ يومك بالصلاة، اعترف بكل خطيئة معروفه في حياتك، وهذا يجعل منكَ إناءً نقياً وصالحة للإسعمال من قِبل اللّه. يمكنك قضاءبعض الوقت في التسبيح والعبادة وهذا يجعل روحك في تناغم. قم بتسلّم السيطرة على حياتك له، وهذا يجعلك متاحاً لإستخدام الرب ليحيا حياته من خلالك، بتكرار هذا العمل التكريسي فإنك «تتوقّف عن التخطيط غير الضروري وتترك قيادة حياتك بين يديه».
بعد ذلك تقضي وقتاً تتغذّى على كلمة اللّه، وهنا يمكنك الحصول على الخطوط العريضة لإرادة اللّه لحياتك. ويمكن أن تظهر أيضاً بعض المؤشرات المحددة لمشيئته لك في ظروفك الحالية.
بعد انقضاء وقت التأمل هذا، قُم بأي عمل يدوي تجده يديك للقيام به، وعادة ما تكون الواجبات اليومية الروتينية العادية، في هذا المجال تجد أن لدى العديد من الناس أفكار خاطئة، فالبعض يعتقد أنّ السلوك بالروح غريب عن ملابس العمل. في الواقع فإن السلوك بالروح يتكوّن من الأمانة والنشاط في عملك اليومي.
على مدار النهار إعترف واترك خطيئتك حال علمك بوجودها، سبّح الرَّب عندما تتذكر بركاته، أطِع كل دافع لعمل الخير وارفض كل تجربة لعمل الشرّ.
ثم تقبَّل ما يأتيك خلال النهار على أنها إرادته لك، الإنقطاع عن العمل يصبح فرصة للخدمة، خيبات الأمل تصُبح موعده معك، والمكالمات الهاتفية والرسائل والزوّار تعتبر ضمن خطة اللّه لك.
لقد اقتَبسَ هارولد ويلديش التعريف التالي في أحد كتبه:
«عندما تترك كل حمل خطاياك وتعتمد على عمل المسيح الكامل، هكذا أترك كل حمل حياتك وخدمتك وتوكَّل على الروح القدس العامل فيك الآن».
«تنازَل عن نفسك كلّ صباح لكي تُقاد بالروح القدس واستمر في التسبيح في راحة، تاركاً له إدارة حياتك ويومك، راعي طول النهار عادة الإعتماد عليه بفرحٍ وبطاعه، متوقعاً أن يُرشدك وأن يُنيرك ويُوبّخك ويُعلمّك ويَستخدمك وأن يعمل فيك ومعك كل ما يشاء، إعتمد على عمله فيك كواقع بصرف النظر تماماً عن الأنظار والشعور. دعنا فقط نؤمن بالروح القدس ونطيعه بوصفه قائد لحياتنا ونتوقّف عن عبئ محاولة تدبير حياتنا بأنفسنا، عندها يظهر ثمر الروح فينا، كما يشاء، لمجد اللّه».

sama smsma 17 - 05 - 2012 09:45 AM

"مفرق النفس والروح." (عبرانيين12:4)


عندما يتكلم الكتاب المقدس عن التركيب الثلاثي للإنسان، يكون الترتيب دائما، الروح، النفس، الجسد. عندما يستخدم الناس هذا الإصطلاحات معاً فهم يتبعون على الأغلب الترتيب التالي: جسد، نفس وروح. لقد قلبت الخطيئة ترتيب اللّه رأساً على عقب، والآن يضع الإنسان الجسد أوّلاً، ثم النفس ويضع الروح آخر الكل.
كِلا شطري الإنسان غير الماديين هما الروح والنفس، قالروح تتيح له الشركة مع اللّه، بينما النفس لها علاقة بالعواطف والمشاعر، على الرغم من أنه ليس من الممكن لنا التمييز ما بين الروح والنفس بتفصيل دقيق، لكن علينا أن نتعلّم أن نميِّز بين كل ما هو روحي وما هو نفسي.
فما هو الروحي؟ هل الكرازة التي ترفع المسيح، أم هي الصلاة لِلّه من خلال يسوع المسيح بقوة الروح، أم هي الخدمة المدفوعة بالمحبة للرب وبقوة الروح القدس، أم هي العبادة التي بالروح والحق.
وما هو النفسي؟ أهيَ الكرازة التي تجذب إنتباه الإنسان لمقدرته في فنّ الخِطابة، الحضور القوي أو الطرافة في كلامه، أم هي صلاة ميكانيكيّة بدون إشراك حقيقي للقلب ومبنية بشكل لتترك إنطباعاً على الآخرين، أم هي خدمة نصَّبوا أنفسهم بها، تقوم بهدف الكسب المادي، أم هي تفعيل أساليب جسدية وعبادة تدور حول مواد مرئية مساعدة بدل الحقائق الروحية غير المرئية.
ماذا ينبغي على كنيسة اللّه أن تعمل بما يتعلّق بالأبنية المكرّسة، بزجاج النوافذ الملّون، الملابس الكهنوتية وألقاب الشرف والشموع والبخور وجميع هذه المظاهر. ولكي نلمس صلب الموضوع، ما علاقة الكنيسة بجهود الدعاية مع شركات الدعاية الكبيرة وتجنيد الأموال لدفع الإيجار والرواتب، والتحايل الإنجيلي وبإتباع شخصيّات بدعية والمهازل الموسيقية.
الإعلانات في المجلات المسيحية العادية تكفي لتظهر كيف أصبحنا نفسيّين.
يميّشز الرسول بولس بين الخدمة التي من ذهب أو فضة أو حجارة كريمة والخدمة التي من خشب أو عشب أو قش (كورنثوس الأولى12:3). كل ما هو روحي سيصمد أمام نار اللّه الفاحصة وكل ما هو نفسي سيحترق بالنار.

sama smsma 17 - 05 - 2012 09:46 AM

"لا في هذا الجبل ولا في أورشليم" (يوحنا21:4)


إن مركز العبادة عند السامريين هو في جبل جرزيم، وبالنسبة لليهود فكانت أورشليم الموضع على الأرض حيث وضع اللّه إسمه. لكن يسوع أعلن للمرأة السامرية عن ترتيب جديد، «وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ» (يوحنا4:32).
لا يوجد على الأرض مكان مُعينّ واحد مُخصصّ للعبادة. ففي عصر النعمة حلّ شخص مقدَّس محل الموقع المقدس، لقد أصبح الرّب يسوع المسيح الآن مركز التجمُّع شعبه، وقد تحققت كلمات يعقوب حين قال: «وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ» (تكوين10:49).
نحن نجتمع إليه، فلا يجمعنا معاً بناية مكرَّسة بنوافذ ملونة وموسيقى الأورغن، ولا نجتمع حول إنسان مهما كان موهوباً أو بليغاً. إن الربّ يسوع هو قوة المغناطيس الإلهية.
لا يهم المكان على الأرض، يمكن أن نجتمع في قاعة صلاة أو في بيت أو في حقل أو كهف، ففي العبادة الحقيقية ندخل بالإيمان إلى قدس الأقداس السماوي، حيث اللّه الآب هناك، والرَّب يسوع هناك، والملائكة هناك في مهرجان إحتفالي، وقدّيسو العهد القديم هناك، وقدّيسو عصر الكنيسة الذين ماتوا أيضاً هناك، ولنا الإمتياز في شركة عظيمة كهذه أن نسكب قلوبنا عبادة لِلّه بواسطة الرَّب يسوع وبقوة الروح القدس. وبينما أجسادنا لا تزال على الأرض نرتفع بالروح عالياً «عالياً عالياً فوق عالم مضطرب متحارِب في الأسفل».
هل هذا يتعارض مع كلام المُخلّص «لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ» (متى20:18)؟ كلاّ، بل هذا صحيح أيضاً، فهو حاضر بطريقة خاصة بين شعبه المجتمع باسمه وهو يحمل صلواتنا وتسبيحاتنا ويقدّمها للآب. يا له من إمتياز ليكون الرَّب يسوع في وسطنا.


الساعة الآن 09:59 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024