منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قصص مسيحية متنوعة (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=42)
-   -   أريد أن أعيش أريد أن افرح (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=865428)

walaa farouk 21 - 05 - 2022 08:47 AM

أريد أن أعيش أريد أن افرح
 
https://upload.chjoy.com/uploads/165312273255961.jpg


شعرتُ بتعبٍ شديد وأنا أقوم بأعمالي اليومية ، من تنظيف وطهي وغيرها ، كأنني وصلتُ للمرحلة التي كنت أخشى الوصول إليها ، أجل ، لقد تملكني المرض هذه المرة ولن أنجُو منه أبداً ، مقاومتي بدأت تضعُف ، جسدي منهك للغاية ، أحتاج لأستلقي بضع دقائق ومن ثمّ أكمل ما عليّ إنجازه..يا الله أشعر بأنني أحتضر ، هناك شيء ما جاثم في حلقي يخنقني ، يشد قبضته ، روحي بدأت تتصاعد شيئاً فشيئاً
..سامحني يا الله لم أكن مستعدة كفاية للقائك
، كيف سأغادر عائلتي؟ زوجي لازال يحتاجني ، إبنتاي ، ولدي من سيساعده في دراسته ،
أغمضتُ عينيّ ولم ألبث أن عدتُ للحياة ولكن ثمة أمر غريب يحدث
، أين أنا؟ من هؤلاء الذين حولي

، إنهم الملائكة ، أدركتُ أنني توفيت منذ دقيقتين
، توسلتُ لهم أن يعيدونني مجدداً للحياة ،
عائلتي تحتاجني ولم أعتد أن أرحل عنهم دون إخبارهم حتى ،
نظرَ إليّ أحد الملائكة نظرة تهكّم
، فأخبره آخر لنساعدها كي تبقى بجانبهم وتطلع على أخبارهم
، أحضر لي شاشة كبيرة ، أخبرني أنّ التوقيت بين الدنيا والآخرة يختلف كثيراً ، فالدقيقة هنا تعادل أيام هناك ، لا بأس
، أجبتهُ ، الأهم أن أراهم ،
قام بتشغيل الشاشة

، يا الله زوجي حزين للغاية ، إبنتاي لازالتا ترتديان الأسود
، أين إبني الصغير ، ها هو يجلس وحده في غرفته ينظر إلى صورتي المعلقة على الجدار ويبكي ، شعرتُ بالحزن الشديد
، رجَوتُ الملاك بأن يأخذني لرؤيتهم لأبُث القوة في قلوبهم كما كنت ، لأساندهم فقد اعتادوا أن يتكئوا على كتفي كلما مالت بهم الحياة ،
لكنه رفض طلبي ، أغمضتُ عينيّ ولم أشعر بمرور الأيام
، حتى فتحتها وأسرعت إلى الشاشة ، أدهشني ما رأيت ، هناك أحد ما يشارك زوجي سريره ، يبدو أنه تزوج ، لا أدري لما شعرت بالغيرة وأنا لم أعُد حية ، ولكن كيف يمكنه نسياني بسهولة ، لقد عشتُ المُرّة معه وتحمّلتُ الكثير من أجله ، غصة أصابتني ، لا بأس ،
يا الله أصوات ضحكاتهم تخترق أذنيّ ،

إبنتي الكبرى تزوجت وهي حامل والأخرى تستعد للزواج ،
طفلي الصغير أصبح شاب ، حقق حلمه مهندس
، يبدو سعيد جداً ، لقد عادوا لممارسة حياتهم وكأنني لم أكن يوماً
، صورتي لم تعد معلقة على الجدار ،
رباه أريد أن أبكي ، لكنني عاجزة ، ففي الآخرة نعجز عن البكاء يبدو ، سألني الملاك : ما بك سيدتي ؟ أجبته : لاشيء ،
أريد أن أبكي فقط ، على نفسي لا على أحد ،
لقد نسيتها في زحام الحياة ،
قضيتُ عمري سعياً لإرضائهم جميعاً على حساب نفسي
، تنازلت عن أمور عدة ، ضحيت حتى وصل بي الأمر أن أموت دون أن أعيش ، إقترب ملاكٌ عطوفٌ مني واحتضنني ،
فما شعرتُ بنفسي إلا وأنا أغُط بنومٍ عميق..

" أمي ، لقد استغرقتِ وقتاً طويلاً في النوم ، هيا لديّ الكثير من الفروض المدرسية"..فتحتُ عينيّ ، فأدركتُ أنني لازلت على قيد الحياة ،
تحسست جسدي ، حدقت بولدي ، ثمّ أسرعتُ مهرولة وابني يلاحقني : مابكِ أمي..وأنا أجيبه : أريد أن أعيش..أريد أن افرح.
. اريد أن لا اضيع عمري في الحزن...


الساعة الآن 09:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024