وعن شركة الاثنين معًا، ترد كلمات سليمان الحكيم: «اثنان خيرٌ من واحد، لأن لهما أجرة لتعبهما صالحة. لأنه إن وقع أحدهما يقيمه رفيقه، وويل لمن هو وحده إن وقع، إذ ليس ثانٍ ليقيمه. أيضًا إن اضطجع اثنان يكون لهما دفء، أما الوَحدُ فكيف يدفأ؟ وإن غلب أحد على الواحد يقف مقابله الاثنان» (جا4: 9-12).
ويتحدث النبي عاموس أيضًا عن هذه الشركة فيقول: «هل يسير اثنان معًا إن لم يتواعدا؟» (عاموس 3: 3) وكلمة يتواعدا معناها يتفق.
ويقول المسيح: «إن اتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه، فإنه يكون لهما من قِبَل أبي الذي في السماوات» (متى 18: 19).
ولأجل هذا فإن المسيح عندما أرسل رُسله، أرسلهم اثنان اثنان (مرقس6: 7؛ لوقا 10: 1).
الشهادة:
لا تكون شهادة شخص واحد معتمدة، بل يجب على الأقل أن تكون الشهادة على فم شاهدين أو ثلاثة. وهذا الأمر تكرر مرات كثيرة جدًا في الوحي، والآيات الآتية هي عيّنة لذلك: عدد 35: 30؛ تثنية 17: 6؛ 19: 15؛ متى 18: 16؛ 2كورنثوس 13: 1؛ 1تيموثاوس 5: 19؛ عبرانيين 10: 28. وأيضًا قال المسيح «شهادة رجلين حق» (يوحنا8: 17).
ولذلك فإن يشوع وكالب وهما من الجواسيس الاثنى عشر الذين أرسلهم موسى والشعب ليتجسسا أرض الموعد، رجعا بشهادة حق وصادقة (يشوع13؛ 14).
ولقد ذكرنا أن المسيح أرسل رُسله اثنان اثنان ليكونوا في شركة معًا، لكن هناك غرض آخر وهو أن يوصل الشهادة عن قرب ملكوته، على فم لا شاهد واحد بل شاهدين، (مرقس6: 7؛ لوقا 10: 1).