عرض مشاركة واحدة
قديم 19 - 07 - 2012, 07:23 AM   رقم المشاركة : ( 8 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة




عديدةٌ هي الآيات والمعجزات التي أجراها أبونا شنودة النبي الحقيقي وحامل الروح، وقد انتشر خبرها وملأ وجه الأرض كلها حتى بلغت إلى أسماع الملوك الأتقياء الذين أُخبروا أنه يوجد رجلٌ في جنوب مصر يُدعَى "شنودة"، وأي شيء يقوله يتم حدوثه، لذلك فقد أرسل الإمبراطور إلى أبي القديس يقول: "ثيئودوسيوس الصغير غير المستحق أن يكون ملكًا، والذي أعطاه الله المملكة رغم عدم استحقاقه، يحييك يا أبي القديس أنبا شنودة رجل الله الحقيقي، وأتوسل إليك أن تسرع بمجيئك إلينا، وذلك حتى لعلنا نكون مستحقين أنا وجميع مواطنيَّ لبركتكم.


إن المملكة وكل أعضاء مجلس الشيوخ يتطلّعون إلى زيارة قدسكم لنا، فلا تتأخر يا أبانا القديس، فإننا عطشى إليكم وإلى تعاليمكم المقدسة كما أخبرَنا الذين يأتون إلينا عن النعم التي أسبغها الله عليكم. اذكرنا في صلواتكم المقدسة وإلى اللقاء في اسم الثالوث الأقدس".


وختم الإمبراطور الرسالة وأعطاها لرسوله الشخصي "أودوكسيوس"، وأرسل نسخةً منها إلى دوق مدينة "أنتينيوي" ("الشيخ عبادة" الآن بجوار ملوي). ولما استلم الدوق الرسالة ذهب مع الرسول إلى أبي أنبا شنودة وسلماه الرسالة، ولما علم القديس بفحواها شعر بالحزن وتضايق في قلبه وقال للرسول: "ماذا يريد الإمبراطور مني؟ إنني راهبٌ أعيش في هذا الدير من أجل الله، أصلّي وأتوسل من أجل خطاياي".

فقال له الرسول: "يا
سيدي وأبي، إنه يريد أن يتمتع ببركتك". فقال له أبي: "لعلك تستطيع أن تقدم له اعتذاري لأنني في الحقيقة رجل شيخ". فقال له الرسول: "يا أبي القديس لا تعوّق هذا الأمر، ففي الحقيقة إنه لا يمكنني أن أصدّ أمر سيدي الملك". فقال له أبونا: "اذهب الآن مع رجالك لتستريحوا وتأكلوا".


وبعد يومين، قال الرسول لأبي: "هلم بنا نذهب يا أبي حتى لا تحلّ بي عقوبة شديدة من سيدي الملك". فقال له أبي: "ألا يمكنك أن تعفيني يا بُنيَّ؟ اذهب بسلام وقل للملك إن الرجل شيخ ولم يمكنه أن يأتي معي". فقال له الرسول: "إن لم تأتِ بإرادتك فإن الجنود سيأخذونك بغير إرادتك"! فقال له أبي: "إذن، فأمهلني حتى الغد، وإذا أراد الله سنذهب". فمكث الجميع حتى الغد. وفي المساء دخل أبي إلى الهيكل وصلّي لكي يرشده الله إلى ما يفعله، ولما قال: "آمين"، جاءت إليه سحابة منيرة وخطفته وطارت به حتى أنزلته في قصر الملك،
ورأى الملك نورًا باهرًا في مكان نومه. فقفز الملك وقال لأبي: "من أي نوع أنت، لأنني اضطربتُ جدًا"؟ فقال له أبي: "أنا شنودة الراهب الذي أرسلتَ إليه. ماذا تريد مني أنا الخاطئ حتى ترسل جنودك ليطلبوني أنا الراهب الضعيف"؟ فقال له الملك: "كيف جئتَ إلى هنا يا أبي القديس؟ وكم يوم قضيتَ في هذه الرحلة"؟ فقال له أبي: "إن المسيح يسوع ابن الله الحي الذي تؤمن به مع أبيه القدوس والروح القدس هو الذي جاء بي إلى هنا إليك، وذلك لكي أحقق لك ما عزمتَ عليه، وأيضًا لكي تعلم أنه قبل أن آتي إليك هنا كنتُ في مجمع الصلاة هذا المساء مع الإخوة في الدير". فقال له الملك: "يا أبي القديس، أين تركتَ الرسول والجنود الذين أرسلتُهم معه"؟ فقال له أبي: "تركتهم نائمين في الدير". فقال الملك بإيمان عظيم: "حقًا إنني سمعتُ عن معجزات أبوتك المقدسة المباركة، ولكنني اليوم قد رأيتُها وجهًا لوجه"!


ثم قال له أبي: "ولأي سبب أرسلتَ لي"؟ فقال له الملك: "لأنني أنا وأهل بيتي والمدينة كلها نريد أن نتمتع ببركتك وصلواتك المقدسة". فقال له أبي: "يباركك الرب يسوع المسيح أيها الملك المحب لله وكل أهل مدينتك، وليثبِّت عرشك مثل أبويك المباركين أركاديوس وهونوريوس، وليكمِّلكم جميعًا في إيمان آبائكم وأنتم ثابتون في وصايا وإيمان آبائنا الرسل". ثم قال له الملك: "امكث معنا أيامًا قليلة يا أبي القديس لكيما نتمتع بك حتى الشبع".


فقال له أبي: "إنه من الضروري أن أذهب. فاكتب محبتك رسالةً مختومةً باسمك لكي أعطيها للرسول حتى يرجع هو ومن معه إليك بسلام، ولا تزعجني بمحاولتك أن تُحضرني إليك مرةً أخرى". فكتب الملك رسالةً إلى رسوله قال فيها:
"الملك ثيئودوسيوس إلى أودوكسيوس الرسول: بمجرد أن تستلم هذه الرسالة من أبينا النبي أنبا شنودة رئيس المتوحدين، الذي جاء هذه الليلة بطريقة لا يعرفها إلاّ الله وحده إلى مكان نومي، أسرع بالعودة ولا تحاول أن تأتي به إلينا مرةً أخرى".

كما أنه كتب إليه عن أمور سرية بينه وبين الملك، وختم الرسالة وأعطاها لأبينا. ثم عانقه ونال بركته وصرفه بسلام. فأخذت السحابة أبي أيضًا وأوصلته إلى الدير في نفس الليلة، وقبل الفجر كان أبونا يصلّي مع الإخوة في الدير، ولم يعلم أحد أنه ذهب إلى الملك ورجع!

وفي الصباح، طلب الرسول من أبي مرةً أخرى أن يذهب معه، فاعتذر له أبي أيضًا بسبب شيخوخته، فهدّده الرسول أيضًا بأنه سيأخذه بدون إرادته، فلما رأى أبي إصراره أعطاه رسالة الملك، فلما قرأها وجاء إلى الأمور السرية التي بينه وبين الملك ذُهل وفَقَدَ وعيه، فرشم أبي عليه بعلامة الصليب حتى استعاد وعيه. ولما أكمل قراءة الرسالة ألقى بذاته عند قدمي أبي وقال: "حقًا يا سيدي وأبي إنك رجل لا ينبغي أن يُسمَح لقدميك أن تطأا أرضنا النجسة"! ثم قال له: "إنني أريد أن أمكث معكم وأصير راهبًا". فقال له أبي: "كلاّ يا بُنيَّ، بل اذهب إلى الملك لأنه يسأل عنك وعن جنودك". فقال له الرسول: "من أجل محبتك يا أبي القديس باركني بفمك الطاهر يا تلميذ الرب القوي ومسكن الله"! فباركه أبي قائلاً: "ليباركك الرب يسوع المسيح وينقذك من فخاخ الشيطان، ولترث الصالحات التي تدوم إلى الأبد". ثم عاد إلى الملك ومعه رسالته، وكان هذا الحدث سبب تقوية وتعزية له كل أيام حياته


يتبع


  رد مع اقتباس