عرض مشاركة واحدة
قديم 09 - 10 - 2018, 02:59 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,224,221

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح مثل الابن الضال

ولتُلاحظ عزيزي القارئ أنه حينما يلتصق الإنسان بآخر غير الله


فأنه يُذل ذُلاً، لأن كل ما يلتصق به الإنسان يصير معه واحداً، يتبعه ويسير وراءه منقاداً تحت تصرفه، لأنه سلَّم نفسه إليه بالتمام، فأصبحت إرادته مُقيده، مثل من ربط حبلاً برقبة البقرة أو الثور ليسحبه لأي مكان يُريد كما شاء، وهو يستنزف قوته في استغلاله في الأعمال الشاقة والحقيرة التي لا يقوى عليها أو يقبل بها أي إنسان، وفي النهاية يذبحه ويأكله أو يبيعه ويتربح منه، لأن متى سُلبت الإرادة بسبب الحاجة والعوز، فأنها لا تُسترد طالما الحاجة هي المسيطر الأول على النفس ومُحركها، لأن بسب احتياجنا تُسلب منا إرادتنا ولا تُسترد، إلا في حالة انتهاء الحاجة وانتفاء الشهوة، والشهوة لا تنتفي إلا بموت الجسد، لذلك مكتوب: الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ (غلاطية 5: 24)، ومن هنا لا يوجد سبب لسلب الإرادة وفقدان الحكمة، لأن الإنسان ميت عن الخطايا والذنوب، فلا يوجد حاجة عنده (من جهة الأهواء في داخل قلبه) لتداعبه الخطية وتجذبه منها، لأن الإنسان ينخدع إذا انجذب من شهوته، لأنها الحَبل الذي يُقيده ويسحبه نحو استهلاك طاقاته واستنزاف قدراته الروحية، حتى يفقد التعقل والاتزان فينسى نفسه تماماً، ويسير في الظلمة أعمى مُنساقاً إلى هاوية الموت بكل جهل وطياشة لأن الشهوة تجعل الحكيم جاهل.
+ هذا طريقهم اعتمادهم (أو هذا هو مصير الجُهال الواثقين في أنفسهم) وخلفاؤهم يرتضون بأقوالهم (يستحسنون أقوالهم ويتبعون طرقهم)، مثل الغنم للهاوية يساقون، الموت يرعاهم (أو راعيهم) ويسودهم المستقيمون غداة (يسود المستقيمون عليهم)، صورتهم تبلى، الهاوية (تصير) مسكن لهم. (مزمور 49: 13، 14)
  رد مع اقتباس