يسوع باختباره الجوع، أصبح مشاركاً لكل جائع، وهو طلب وحرّض تلاميذه لإطعام الجياع. فالحاجة إلى الطعام حاجة أساسية، وأول ما يموت في الانسان الجائع هو روحه العنصر القادر على تقبّل كلام الله. فالذي يفتقر إلى الخبز تتعذّر عنده معرفة الله وعبادته.
الخبز عنصر أساسي للحياة، ولكن هناك عنصر أهم من الخبز، هو كل ما يخرج من فم الله. الجوع الأكبر في الانسان هو الدعوة لتلبية نداء الرب لنا، عندها نحيا حياة تليق بالإنسان، تلبية كاملة لله. إلتزاماً لهذه الدعوة صدّ يسوع تجربة إبليس الأولى فمهمته ليست تحويل الحجارة لخبز بل تنفيذ مشيئة الآب. وقد كانت التجربة الأولى محاولة لحّل قضية الله حلاً بشرياً وتحويله إلى حاجة بشرية يشبعها طعام مادي أو عمل، مهنة، مستقبل… ولكن يسوع قضى على التجربة بحزم، وبخّر كل حجج وحيل الشر، ودعانا لنكون أحرار ومسؤولين أمام الله.