عرض مشاركة واحدة
قديم 21 - 05 - 2020, 08:39 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,957

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس



وواضح جداً من هذه الفقرة معنى العهد وإلزام الطاعة الذي التزم به الشعب كله بلا استثناء، وقد أُقيم هذا العهد على دم توثيقاً له كختم لا ينحل، فالدم يحمل قوة الحياة، وهو كالحياة يخص الله وحده، ولذلك حرم الله بشدة سفك دم الإنسان [4]، حتى دم الذبائح لا يُمسح بل كان يُرش على المذبح، كما كان مُحرماً شرب الدم أو أكل ذبائح مخنوقة ودمها فيها [لحماً بحياته دمه لا تأكلوه، وأطلب أنا دمكم لأنفسكم فقط.. سافك دم الإنسان بالإنسان يُسفك دمه (قضائياً أي في محاكمة عادلة بحكم قاضي)، لأن الله على صورته عمل الإنسان] [5]. ولنا أن نربط بين هذا وبين قرار مجمع أورشليم للرسل الذين أرسلوه للمؤمنين من الأمم بأن: [يمتنعوا عن نجاسات الأصنام، والزنى، والمخنوق، والدم][6].

أما بالنسبة لاستخدام الدم في توثيق عهد، فلم يوجد في أي موضع آخر في العهد القديم سوى هذا الموضع، ثم في العهد الجديد في قول الرب يسوع المسيح ليلة العشاء الأخير، وهو يُقدم الكأس لتلاميذه قائلاً لهم: [أشربوا منها كلكم، لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا] [7]

عموماً رش الدم الحامل قوة الحياة، القصد منه توثيق وتكريس وتقديس العلاقة بين طرفي العهد. فمن خلال مشاركة الله مع إسرائيل في رش الدم الذي يُمثل الحياة، على كل من طرفي العهد (المذبح لله، وعلى الشعب) يتم الارتباط السري بينهما وترتفع حياة الإنسان نحو بُعداً جديداً من العلاقة الوثيقة مع الله، لأنهم مربوطين برباط دم الصلح وإقامة عهد مقدس جداً مع الرب إلههم.

ونجد أن بعد إبرام العهد والموافقة عليه بالطاعة وتوثيقه بالدم تراءى الرب يهوه بمجده أمام الجماعة المختارة – حسب الأمر الذي أعطاه لموسى في خروج 24: 1، (ثم صعد موسى وهارون وناداب وأبيهو وسبعون من شيوخ إسرائيل) [8]، [فرأوا الله، وأكلوا وشربوا] [9]، وهذه هي وليمة إبرام العهد، لأن ذبائح السلامة قُدمت مع ذبيحة العهد، وذبائح السلامة تستلزم الاشتراك في الأكل منها بفرح وابتهاج أمام الرب، وذلك حسب ما أوصى الله موسى في التثنية: [وتذبح ذبائح سلامة، وتأكل هناك وتفرح أمام الرب إلهك] [10]، لأن ذبيحة السلامة تُقدم لأجل الشكر على احسانات الرب التي لا تُحصى [11]، وأهمها الصلح والسلام الذي صنعه الرب مع شعبه بقبوله الدم المسفوك عن خطاياهم ورضاه بأن يرتبط معهم بعهد مقدس، ويصير لهم إلهاً وهم يصيرون له شعباً.
===========================
[1] (أنظر 1صم 15: 22)
[2] (إرميا 7: 21 – 22)
[3] (خروج 24: 3 – 8)
[4] (أنظر لاويين 3: 17، 7: 26، 17: 10 و11.. الخ)
[5] (تكوين 9: 4 – 6)
[6] (أعمال 15: 20)
[7] (متى 26: 27و28)
[8] (خروج 24: 9)
[9] (خروج 24: 11)
[10] (تثنية 27: 7)
[11] (لاويين 7: 11و12)
  رد مع اقتباس