عرض مشاركة واحدة
قديم 30 - 05 - 2020, 02:49 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,462

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: صلاة إيماننــــــــــــــــا الحي


لذلك علينا الآن أن نكشف سرّ الرسم الملكي الكهنوتي وقوة النطق باسم الثالوث القدوس، لكي ننطلق بعد ذلك بروعة الصلاة الربانية، لأنها تخص كهنوت عهد جديد منفرد، كهنوت لا يخص إنسان ولا أقداس مصنوعة بيد بشر، إنما هوَّ إلهي بالدرجة الأولى، وهو حالة فريدة من نوعها لا يوجد ما يُناظرها، أي أنها حالة انفرادية تامة مُميزة للغاية، لأن الكاهن والذبيح هو شخص واحد وسيط عهد جديد، وهو شخص اللوغوس المتجسد، حمل الله رافع خطية العالم.

==========
لذلك دائماً في اللاهوت وصحة التعليم المستقيم يُقال عن شخص المسيح: "رئيس كهنة عظيم" ولا يُستخدم اسم التفضيل إطلاقاً، أي لا يقال عنه "رئيس الكهنة الأعظم"، لأن هذا خطأ لاهوتي خطير يضرب جذور الإيمان المسيحي الأصيل، لأن كلمة الأعظم أو الأفضل معناها أنه يوجد آخرين لديهم نفس ذات الكهنوت الفريد الذي له وهو أعظمهم أو أعلى شئناً منهم، وهذا فكر مُعيب ضد الإيمان، لأن المسيح الرب منفرد ومستقل بكهنوته الذاتي، لأنه لا يوجد نظيراً مثله أبداً، بل لم ولن يوجد من يُناظره لتتم المقارنة بينه وبين آخر ليكون هو الأعظم، لأنه هو المُخلِّص والوسيط الوحيد في المُطلق والشفيع، وهو لا يشفع بكلام ولا بمجرد رفع صلاة مثلنا، أو حتى يتوسل من أجلنا لدى الآب، لذلك يقول بنطقه الخاص: في ذلك اليوم تطلبون باسمي، ولست أقول لكم إني أنا أسأل الآب من أجلكم (يوحنا 16: 26)، لأنه باستحقاق ذاته وببره الشخصي المُميز وسلطانه دخل للأقداس العُليا عن جدارة تليق به، ورفعنا معه بقدرته وحده (حسب مسرة الله الآب)، إذ جلس في مكانه الطبيعي الذي لهُ وأجلسنا معهُ، ووهبنا اسمه قوة ضمان به ننال كل شيء باستحقاقه لا باستحقاقنا ولا باستحقاق إنسان مهما ما على شأنه، لأنه وحده فقط من دخل إلى الأقداس بقدرته، هذه التي لا يستطيع إنسان في الخليقة كلها أن يدخلها من نفسه، ولا حتى يجرؤ أن يفكر بها من الأساس، وليس تحت السماء ولا حتى فوقها أسم آخر غيره نستطيع به أن نخلص أو نقترب لعرش النعمة وننال أي شيء