عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 06 - 2020, 06:41 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,954

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة العمل – الترجمة الحقيقية للحياة المسيحية

أولاً مقدمـــــــة
2 - عطش الإنسان إلى المطلق
الإنسان – بطبيعة تكوينه الأساسي من جهة الخلق – عنده قناعة داخلية بالله مُثبته بيقين في أعماقه، لا بحسب المنطق العقلي، ولكن بالحس الباطني، وهذا الحس دفين في أعماق الإنسان من الداخل، وهذا واضح من سفر التكوين حينما تكلم عن خلق الإنسان على صورة الله ومثاله، فأثر ملامح الصورة الإلهية يظهر محفوراً عميقاً في أعماق القلب البشري بالرغم من التشويش الحادث بسبب الخطية والسقوط وخبرة حياة الشرّ التي عاشها، ويتجلى الله ويظهر في عطش الإنسان الداخلي واشتياقه لحياة أفضل مما يعيشها على الأرض، لأن ميله الطبيعي الذي يحركه نحو خالقه هو رغبته بأن يؤمن بما هوَّ أعظم وأمجد وأفضل، لأن اشتياقه الدائم وحنينه هو للحياة الأبدية، لذلك يقول المرنم: عطشت نفسي إلى الله، إلى الإله الحي، متى أجئ وأتراءى قُدام الله؛ يا الله إلهي أنت، إليك أُبكر، عطشت إليك نفسي، يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلاماء. (مزمور 42: 2؛ 63: 1)

=====
فالإنسان – مهما من كان هوَّ – يعيش غير راضي أو قانع بحياته، لأنه لا يراها الحياة التي يتمنى أن يعيشها، أو أن هذه هيَّ طبيعة حياته المنحصرة في الحياة حسب الجسد، يأكل ويشرب لأن غداً يموت. لأنه دائماً يميل إلى تغيير حياته للأفضل والأحسن، بل وحتى أن وصل لما يتمناه ويحلم به في هذا العالم، يظل غير قانع، بل يطلب ويسعى جاهداً إلى ما هوَّ أفضل وأعلى منه، فهوَّ لا يتوقف ولا يشبع أو يقنع أبداً ويشعر أن هناك شيء عظيم ينقصه!!
  رد مع اقتباس