عرض مشاركة واحدة
قديم 30 - 10 - 2021, 06:24 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لماذا أعطاني الله طفلًا مُعاقًا؟!

- حقيقة خامسة:
يجب أن نكون إيجابيين في معاملتهم والاهتمام بهم، إذ أن بعض العائلات تهمل أولادها المعاقين، وتحبسهم أو تمنعهم عن الناس أو من الخروج، وهذا خطأ كبير وخطية؛ إذ أن هذا يسبب لهم متاعب نفسية كثيرة، وقد تزيد وطأة المرض. لذلك يجب أن نهتم بشغل وقتهم ونعلمهم ما يستطيعون أن يتعلموه من دراسات، فالبعض منهم –ونعرفهم جيدًا- وصل لدرجات علمية عالية، كالدراسات الجامعية، ودرجة الماجستير والدكتوراه، فهنا عنصر التشجيع مهم جدًا لهم، كما يمكن تعليمهم بعض الهوايات المنزلية أو بعض الحرف. وبهذه الصورة يشعروا ويصيروا منتجين فعلًا مثل بقية الناس في المجتمع.. وفي الكنيسة.. وممكن إشراكهم في النوادي والرحلات وحضور القداسات والاجتماعات.

حقيقة سادسة:
يجب أن يكون لنا رجاء كما نذكر في أوشية المرضى أن إلهنا هو "رجاء مَنْ ليس له رجاء".. إن بعض الحالات تحسنت حالتها نتيجة عمل الله معها، وتحدث كثير من المعجزات.. وحالات أخرى تحسنت نتيجة الاهتمام الصحي والطبي بها، ولدينا أمثلة عديدة على ذلك.. نحن لا نيأس أبدًا.. لا يأس في المسيحية.. وليتنا نؤمن كما يقول سليمان الحكيم: "لكل شيء زمان، ولكل أمر تحت السموات وقت" (جا1:3). وكلما نهتم بهم في صغرهم، كلما كانت النتيجة أفضل وأسرع..


حقيقة سابعة:
يعتقد بعض الآباء والأمهات أن وجود ابن معوق أو مريض هو تأديب من ربنا أو غضب من ربنا.. وهنا نقول: ما رأيكم في الشوكة التي سمح بها الرب لبولس الرسول؟ الذي اعترف قائلًا: "لئلا أرتفع من فرط الإعلانات، أُعطيت شوكة في الجسد.. تضرعت إلى الله ثلاث مرات".. ولكن الله سمح أن تبقى معه حتى استشهاده.. وما رأيكم في ابتلاء أيوب الصديق في أمور كثيرة، ومنها الأمراض والقروح في جسده..؟ والكتاب المقدس يشهد عن أيوب أنه كان بارًا..

نحن نؤمن أن الله رحيم وحنّان، وليس قاسيًا أو منتقمًا.. وإن كان يؤدبنا، كأب رحيم شفوق..


- حقيقة ثامنة:
اختبرها بولس الرسول: "إن الله لا يدعكم تُجرَّبون فوق ما تستطيعون".. وأكثر من هذا: "يعطي مع التجربة المنفَذ". نحن يعوزنا الإيمان، ومن الأمور التي تتعبنا نحن أن (إيماننا معوق)!


- حقيقة تاسعة:
قد يكون ابنك المعاق قديسًا أو يصير قديسًا، مثل القديس لعازر الذي "حملته الملائكة" (قصة لعازر والغني في إنجيل لوقا 16)، أو قد يكون مثل أيوب البار الذي صارت آخرته أفضل من أولا (أيوب 42)، أو قد يكون مثل القديس ديديموس الضرير الذي أصبح مديرًا للكلية اللاهوتية بالإسكندرية ومن أشهر علمائها.. أو قد يكون مثل القديس سمعان الخراز الذي نقل الجبل المقطم في عهد القديس الأنبا ابرآم البابا الثاني والستين..

ليتكم تفكرون وتبحثون عن القديسين الذين كانوا بالجسد معاقين، ولكن بالروح عمالقة وقديسين.. وهنا نذكر العبارة المباركة التي قالها القديس الأنبا أنطونيوس للقديس ديديموس الضرير: "لا تحزن يا أخي لأنه ليس لك عينان جسديتان نشترك فيها مع الحيوانات، بل افرح لأن الله أعطاك بصيرة روحية"..


- حقيقة عاشرة:
مهم جدًا أن نُعرِّف أولادنا الأصحاء كيف يتعاملون مع أخوتهم وأصدقائهم من المعاقين بكل الحب، ويخدمونهم بفرح، ولا يهملونهم ويتباسطون معهم.. ويقدرون مشاعرهم وحالتهم الصحية والنفسية.. فالمعاق يحتاج بجانب فهم حالته الجسدية والنفسية، فهم مشاعره وأحاسيسه، وهو بحاجة أكيدة لإحساسه بحب أفراد العائلة له ومساعدتهم بكل صورة ممكنة، ويمكن الاستفادة من خدمات الكنيسة المتنوعة لهم.


وأخيرًا، فإذا لم نستطع أن نقبلهم هكذا، أو نتعامل معهم هكذا، فلنحكم على أنفسنا أننا نحن المعوقون أكثر منهم.. ربنا يرحمنا..!

  رد مع اقتباس