مقدمة : على الطريق التي تؤدي بنا من كنيسة القديسة حنة إلى مركز البلدة القديمة نجد مجموعة من الأبنية التي تحدد بداية درب الصليب لكثرة الإشارات الإنجيلية التي تذكرها. وقد حدد التقليد المسيحي في هذا المكان بداية الدرب التي سار فيها المسيح إثر الحكم عليه بالموت والذي أدى به إلى الجلجلة. هذا الموقع هو برج أنطونيا. إلى اليمين نجد كنيسة الجلد الفرنسيسكانية وحبس المسيح. في الدير مركز لدراسة الكتاب المقدس. وإلى اليسار نجد المدرسة العمرية و منها تنطلق رياضة درب الصليب نحو الجلجلة.
كنيسة الجلد الفرنسيسكانية : يقوم الدير بالقرب من موقع قلعة أنطونيا ويضم معهدا لدراسة الكتاب المقدس وهو مدرسة لإعداد معلّمي العلوم الكتابية. لدى دخولنا باحة الدير نجد إلى يميننا كنيسة الجلد. وكان في الموقع كنيسة من العصور الوسطى تحولت إلى اسطبل للحيوانات ومن ثمّ حانوتا للحياكة. عام ١٨٣٦ م. منحها إبراهيم باشا للفرنسيسكان الذين باشروا أعمال الترميم وافتتحوا الكنيسة للعبادة. وتحيي الكنيسة ذكرى جلد يسوع بالسياط قبل الحكم عليه بالموت. مقابل كنيسة الجلد، في الجهة الأخرى من الباحة، تقوم كنيسة الحكم التي بناها الفرنسيسكان في بداية هذا القرن والتي تحافظ على نمط الكنيسة البيزنطية القديمة. تمثل الرسوم ملائكة يحملون أدوات العذاب وصورة بيلاطس يغسل يديه وأخيرا يسوع وقد حمّلوه الصليب. عندما نخرج من الموقع ونسير إلى اليمين بضع خطوات، نجد إلى اليسار سلما يؤدي بنا إلى مدرسة إسلامية هي «المدرسة العمرية» وتقوم مكان برج أنطونيا ومن هناك تبدأ رياضة درب الصليب. عندما نتابع سيرنا في الطريق نجد نصف قوس يدعى «قوس هوذا الرجل».