عرض مشاركة واحدة
قديم 17 - 06 - 2022, 02:14 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,223,289

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن شفاء مفلوج بيت حسدا

ولكن
في حالة الرجل الذي كان له ثمانية وثلاثين عاماً في مرضه لماذا لم يفعل معه شيء من
هذا بل شفي جسده أولاً؟
لأنه
لم يحصل بعد علي أي درجة عالية من الايمان بخصوص السيد المسيح (إذ لم يسمع عنه قط)،فقدم
له إحتياجه الأقل الشيء الواضح والمكشوف،أي صحة جسده أما الثاني فلم يفعل معه ذلك
إذ له ايمان أعظم وروح ألطف فحدثه أولاً بخصوص مرضه الأكثر خطورة،هذا مع هدف أخر
هو إعلان مساواته للأب.
رابعاً:
الكشف عن مساواته للأب
في
الحالة السابقة (شفاء مخلع بيت حسدا) شفاه يوم سبت إذ أراد أن يقود الناس بعيداً
عن طريقة اليهود في حفظهم للسبت ولكن ما يهيء بتوبيخاتهم مجالاً لتأكيد مساواته
للأب. هكذا ايضاً في هذه الحالة… نطق بالكلمات التالية ” ثق يابني مغفورة
لك خطاياك ” ليستخدمها كنقطة بداية وعلة ليؤكد بها مساواته في الدرجة مع الأب.
وقد
كان يمكن للسيد المسيح أن يناقش هذه الأمور تلقائياً من غير أن يتهمه أحد بشيء،
لكن هذا يختلف عما اذا هيأ للأخرين مجالاً للحديث حتي ينطق بما يريد في شكل دفاع
فالطريقة الأولي للبرهنة يكون فيها حجر عثرة للسامعين،أما الطريقة الثانية فانها
تكون اكثر قبولا وأقل مقاومة،لهذا يستخدم المسيح هذه الطريقة في كل مكان مساواته
للأب بالأعمال أكثر منها بالكلام
هذا
ما أكده الإنجيلي عندما قال بأن اليهود أرادوا قتل يسوع ليس فقط لأنه كسر السبن بل
ايضاً لأنه قال بأن الله هو أبوه (يو16: 5) الأمر العظيم جدأ الذي،تبينوه من
أعماله.
إذ
كيف حاول الحاسدون والأشرار والمتذمرون علي الأعمال الحسنة أن يجدوا فرصة للأهتمام
في أي جانب؟ لقد قالوا ” لماذا يتكلم هذا بتجاديف من يقدر أن يغفر خطايا إلا
الله وحده “مر7: 2.
وكما
أرادوا قتله لأنه كسر السبت (يو 16: 5) فأوجدوا فرصة من إتهاماتهم للأعلان عن
مساواته للأب في شكل دفاع قائلاً ” أبي يعمل حتي الأن وأنا أعمل ” يو 17:
5 هكذا هما ايضاً باتهاماتهم التي وجهوها ضده يؤكد مساواته التامة للأب لأنهم ماذا
قالوا ” من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده ” وبقدر ما وضعوا هذا
التعريف،فإنهم قد وضعوا بأنفسهم مقدمة الجكم،معلنين بأنفسهم القانون،اذ جعلهم
يرتبكون بواسطة كلماتهم ذاتها. فكأنه يقول لهم ” لقد إعترفتم أن غفران
الخطايا من اختصاص الله وحده،إذا مساواتي له أكيدة لا تحتاج الي استفسار ”
وليس فقط هؤلاء الرجال فحسب بل والنبي ايضاً أعلن هذا إذ يقول ” من هو إله
مثلك ” ميخا 18: 7 وعندئذ يشير الي ما يخص الله وحده قائلاً “غافر الإثم
وصافح عن الذنب” فإن كان اخر يظهر هذا صانعاً نفس الشيء يكون هو الله ايضاً
مع انه واحد الله.
لكن
دعنا نلاحظ كيف باحثهم السيد المسيح بوادعة ولطف وكل حنو. فقد نظر قوماً من الكتبة
يفكرون في قلوبهم قائلين ” لماذا يتكلم هذا بتجاديف ” مر6: 2. انهم لم
ينطقوا بكلمة بل فكروا بها داخل قلوبكم. فأعلن يسوع ما في أفكارهم قبل أن يؤكد
شفاءه لجسد المفلوج، راغباً في البرهنة لهم علي قوة لاهوته،لأن هذا من اختصاص الله
وحده إذ يقول الكتاب ” لأنك أنت وحدك قد عرفت قلوب كل بني البشر ” 1مل
39: 8.
تأمل
كلمة ” وحدك ” لا تعني التباين بين الإبن والأب. لأنه لو كان الأب وحده
الذي يعرف قلوب البشر،فكيف يعلم الإبن أفكارهم؟ فقد قيل عنه ” لأنه علم ما
كان في الإنسان ” يو 25: 2. وبولس الرسول يؤكد معرفة الأسرار انها من اختصاصه
قائلا “ولكن الذي يفحص القلوب ” رو 27: 8، مظهراً أن هذا التعبير ”
فاحص القلوب ” مساو للقلب ” الله ” تماماً، كأن أقول ” الذي
يمطر ” قاصداً الله لاغيره و”الذي يشرق الشمس ” بدون أن أضبف اليه
كلمة ” الله “، مشيراً اليه بالعمل الذي من اختصاصه وحده هكذا بولس
الرسول عندما يقول ” الذي يفحص القلوب ” يؤكد أن فحص القلوب هو من
اختصاص الله وحده. لأنه لو أن هذا التعبير ليس له نفس قوة السم ” الله ”
مشيراً بذلك اليه،فأنه ما كان يستخدم هذا التعبير أو لا يكتفي به وحده. فلو كان
العمل (السلطان) مشتركاً بين الله وكائنات مخلوقة لما كنا نعرف عمن يعني الرسول،إذ
اشتراك السلطان يسبب ارتباكاً في ذهن السامع.
وبقدر
ما ظهر أن هذا من إختصاص الأب،فإن مساواته للأب لا تحتاج الي نقاش،لذلك نقرأ قوله
” لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم. أيما أيسر أن يقال مغفورة لك خطاياك. أم أن
يقال قم أحمل سريرك وامش ” مر8: 2،9