عرض مشاركة واحدة
قديم 12 - 12 - 2013, 01:29 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,223,231

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي

لا طعم للجنس!


في بداية السبعينات إذ ارتبطت حركة "الهيبز" بالجنس بصورة صارخة، كنت ترى في بعض البلاد الأمريكية الممارسات الجنسية على قارعة الطريق والأماكن العامة، حتى ليخيل لإنسان أن حياة الشاب منهم قد ارتبطت مع الشابة بطريقة جنسية لا يمكن الاستغناء عنها.
سُئلت فتاة عن سبب ممارستها مع الشاب الجنس علانية، وكانت الإجابة أن هذه الصورة يمارسانها في الطريق، ولا وجود لها قط في حياتهما الخاصة في المنزل. إنها استعراض خارجي يعيشه الشباب كجماعات تجد في مظاهر الجنس ما يلفت الأنظار إليهم وما يحقق التقاءهم معًا كجماعات شبابية... وهكذا لا أقول فقد الجنس قدسيته بل حتى وطعمه البشرى والطبيعي.
أذكر فتاة سقطت مع أكثر من شاب في ليلة واحدة، وعندما عادت تائبة في صدق اعترفت أنها لم تكن تمارس الجنس لأجل ذاته ولا لاحتياج جسدي أو طبيعي إنما كانت تقوم بأدوار تمثيلية لكي تربط الشاب بها ولو إلى حين!!


كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
St-Takla.org Image: Man and woman shake hand, manhood, womanhood
صورة في موقع الأنبا تكلا: رجل وامرأة يسلمون على بعضهم البعض، الرجولة، الأنوثة
ما أريد تأكيده هنا هو ظهور مشاكل جنسية في العصر الحاضر من نوع مغاير لما كان يواجهه الشباب منذ سنوات قليلة. أذكر على سبيل المثال ما قاله HarveyGCox أن الأطباء النفسانيين يرون بأن شكوى الشباب منذ سنوات كانت منصبة على معالجة ما يعانوه مما ورثوه على والديهم من كبت restrains وحرمان inhibitions، أما اليوم فيعانون من شعورهم بأن الجنس صار بلا معنى بالنسبة لهم تمامًا، ليس فيه لذة، إذ يشعر الشخص كأن الطرف الآخر غير موجود نهائيًا (3). فقد الجنس جوهره وقدسيته، فصار لهوًا بلا طعم... هذه مشكلة يواجهها الشباب، أفقدتهم حتى الإحساس بالعلاقة الزوجية والرغبة في تكوين الأسرة، أو الإنجاب.
كثيرًا ما التقيت مع بعض من الشباب في الخارج، وكانوا يتساءلون: لماذا ننجب أطفالًا؟ لماذا نلتزم بالمسئولية تجاههم؟ ما حاجتنا إليهم؟! أسئلة تدل على فقدان الإنسان طعم الحياة الأسرية وتذوق الأبوة والأمومة!
كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
هذه صورة مبسطة تكشف عن بعض نواحي الضغوط الشديدة التي يئن منها شبابنا، تارة من داخلهم خلال عواطفهم الجسدية ونموها السريع، وتارة من الظروف المحيطة بهم مثل الأسرة أو الأصدقاء أو وسائل الإعلام بل وأحيانًا من رجال الدين، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.هذا ما يدفعني للكتابة إليهم في حب صادق مع وضوح وصراحة، لا لانتزاعهم من عالمهم الخاص بهم، وإنما لكي يدركوا قدسية الحياة، والتزامهم بالشهادة لمسيحهم وتمتعهم بخبرة إنجيلهم المفرح خلال حياة سوية وفكر ناضج وعواطف مقدسة وسلوك روحي مبهج للنفس، دون كبيت أو حرمان.
ليت روح الله القدوس يكشف لنا كيف يلتقى البالغون مع الصغار كأعضاء مقدسة في الجسد الواحد، كل له فاعليته ورسالته وحيويته، فيعيش الكل بروح متناغم معًا كسيمفونية حب تحمل نغمات متنوعة دون تنافر. هذه هي الحياة الجديدة التي لنا في المسيح يسوع مخلص الجميع وصديق كل أحد.
_____________________
(1) Josh McDowell: What I wish my parents know about my sexuality!, 1987, p 28.
(2) I bid p.63.
(3) J. C. Wynn: Sexual Ethics & Christian Responsibility, 1976, p. 27-28.
  رد مع اقتباس