عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 05 - 2023, 05:49 PM   رقم المشاركة : ( 30 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,065

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي

كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي


البابا الأنبا أثناسيوس




مفهومه للكنيسة كحياة سماوية



تربي القديس أثناسيوس بالفكر السكندري الممتص دومًا في الحياة السماوية كحياة نختبر عربونها في هذا العالم. يرى الكنيسة هي الحياة المقامة في المسيح يسوع، وممارسة للفرح الداخلي، والدخول إلى السماء. يقول عن السيد المسيح: [لقد أقام الساقطين وشفى المرضى وأشبع الجياع وسدّ احتياجات الفقراء، لكن ما هو أكثر عجبًا أنه أقامنا نحن جميعًا من الأموات، مبطلًا الموت، وأحضرنا من الضيق والأنين إلى الراحة وسعادة العيد، إلى الفرح الذي يبلغ حتى السماء .]

يرى الكنيسة وقد حملت السمة السماوية تشارك السمائيين طعامهم السماوي، إذ يقول: [الرب هو طعام الأرواح الممجدة والملائكة أيضًا. هو فرح كل الطغمات السمائية. هو كل شيء للجميع. إنه لطيف مع الكل حسب حنو رأفاته. لقد أعطانا الرب بالفعل طعام الملائكة (مز25:78) .]

* إذ بسط يديه على الصليب طرح رئيس سلطان الهواء الذي يعمل في أبناء المعصية (أف 2:2)، مهيئًا لنا طريق السماوات.

* حين رُفع جسده إلى العُلا ظهرت الأمور التي في السماء .

* بعد قيامة مخلصنا الجسدية، لم يعد يوجد سبب للخوف من الموت. الذين يؤمنون بالمسيح يطأون على الموت كأنه لا شيء، مفضلين أن يموتوا بالأحرى عن أن ينكروا الإيمان بالمسيح. فإنهم مقتنعون أن الموت لا يعني دمارًا بل حياة، خلال القيامة يصيرون غير قابلين للدمار...

الدليل الواضح على هذا هو أنه قبل الإيمان بالمسيح كان الناس يتطلعون إلى الموت كموضوع مرعب، كشيء يجعلهم جبناء. وما أن قبلوا الإيمان وتعليم المسيح، صاروا على العكس يحسبون الموت أمرًا صغيرًا يدوسون عليه، ويجعلهم شهودًا للقيامة التي حققها المخلص ضد الموت .

* ليتنا لا نحتفل بالعيد بطريقة أرضية، بل كمن يحفظ عيدًا في السماء مع الملائكة. لنمجد الله بحياة العفة والبر والفضائل الأخرى!

لنفرح لا في أنفسنا بل في الرب، فنكون مع القديسين!

لنسهر مع داود الذي قام سبع مرات، وفي نصف الليل كان يقدم الشكر على أحكام الله العادلة !

لنبكر كقول المرتل: "يا رب بالغداة تسمع صوتي، بالغداة أقف أمامك وتراني!" مز3:5. لنصم مثل دانيال!

لنصلى بلا انقطاع كأمر بولس. فكلنا نعرف موعد الصلاة، خاصة المتزوجين زواجًا مكرمًا!

فإذ نحمل شهادة بهذه الأمور، حافظين العيد بهذه الكيفية، نستطيع أن ندخل إلى فرح المسيح في ملكوت السموات.

وكما أن إسرائيل (في العهد القديم) عندما صعد إلى أورشليم تنقى في البرية، متدربًا على نسيان العادات (الوثنية) المصرية، هكذا فإن الكلمة وضع لنا هذا الصوم المقدس الذي للأربعين يومًا، فنتنقى ونتحرر من الدنس، حتى عندما نرحل من هنا يمكننا بكوننا قد حرصنا على الصوم (هكذا) أن نصعد إلى جمال الرب العالي، ونتعشى معه، ونكون شركاء في الفرح السماوي.

فانه لا يمكنك أن تصعد إلى أورشليم (السماء) وتأكل الفصح دون أن تحفظ صوم الأربعين.
البابا أثناسيوس الرسولي
  رد مع اقتباس