عرض مشاركة واحدة
قديم 15 - 08 - 2022, 12:13 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,263

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب العجب الذي هو شاول - بولس - أ. إيريس حبيب المصري

كتاب العجب الذي هو شاول - بولس - أ. إيريس حبيب المصري

حادثة الشاب افتيخوس:
+ وفي اليوم التالي قصد بولس ولوقا إلى ترواس حيث مكثوا سبعة أيام آخرها يوم الأحد. وفي مسائه اجتمعوا لكسر الخبز في علية بالطبقة الثالثة، ازدحم فيها العدد الوفير. ففتحوا كل النوافذ، وجلس الشاب أفتيخوس في طاقة منها. وبما أن رسول الأمم، في احتدام روحه، قد أطال الكلام فقد نعس الشاب وسقط إلى أسفل ومات. ثم نزل بولس إليه واعتنقه وأقامه حيًا. ويعلق أبونا بيشوي كامل -ملاك كنيسة مارجرجس بسبورتنج بالإسكندرية- على هذه الحادثة كما يلي: في الأحد الثاني من الخماسين اختارت الكنيسة الابركسيس (أي سفر الأعمال) مناسبًا للإنجيل الذي يتحدث عن الحياة بتناول جسد السيد المسيح (يوحنا 6: 48-51)، فهو يرسم لنا أيقونة جميلة وليست مجرد معجزة. الجانب الأول فيها فتى متدليًا من طاقة في الطبقة الثالثة يعيش النوم العميق وينتهي بالموت. والجانب الثاني به الحياة والقيامة - جسد السيد المسيح يزرعه بولس الرسول.
+ ثم أحضروا الفتى الميت إلى بولس الذي يوزّع جسد القيامة والحياة - فللحال قام الشاب حيًا.
+ هذه المقابلة الرائعة بين الموت والحياة هي المقصودة بهذه الحادثة: إنها ليست مجرد معجزة إقامة ميت، ولكنها حَدَث واقعي على أن التناول من جسد السيد المسيح هو قيامة بعينها التي تغلب الموت، لذلك نقرأ هذه الحادثة عند الحديث عن التناول(1).
+ وفي الصباح ودّع أصدقاءه الذين أقلعوا بالسفينة لأنه عزم على أن يمشي. كان يريد أن يختلي بنفسه وأن يخلو إلى ربه. فسار برفقة ربه السيد المسيح إلى أن وافاهم في أسوس. وهذا الذي فعله بولس واظب عليه جميع القديسين، ولا سيّما عمالقتهم، فهم يخصصون باستمرار وقتًا للاختلاء فيه بالرب: فيمتلئون ويفيضون من هذا الملء على غيرهم.
+ ومن أسوس قصد الجميع إلى ميتيليني بحرًا فوصلوا خيوس في اليوم التالي. وبما أن بولس لم يكن يريد أن يصرف وقتًا في آسيا لرغبته في الوصول إلى أورشليم قبل يوم الخماسين، لم يغادر الشاطئ بل أرسل واستدعى قسوس أفسس.
+ ولنتمعن الصورة التي رسمها لنا لوقا: فنرى فيها الميناء بسفنه الراسية أو المتأهبة للإقلاع في ناحية حيث البحارة يتنادون والمسافرون يتزاحمون. وفي الناحية الأخرى جزء هادئ من الشاطئ تجمّع فيه بولس وأصدقاؤه وقسوس أفسس. كان لقاء فيه الكثير من الأسى لأن الكارز العملاق بعدما ذكّر أحباءه بأنه لم يكفّ عن تعليمهم قال: "إني أعرف أنكم لن تروا وجهي بالجسد بعد اليوم. ثم جثا على ركبتيه مع جميعهم وصلى وكان بكاء عظيم ووقعوا على عنق بولس يقبلونه" (أعمال 20: 17-38).