عرض مشاركة واحدة
قديم 27 - 04 - 2013, 08:13 PM   رقم المشاركة : ( 3090 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,217,337

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

البرص العشرة


الأحد الثاني عشر من لوقا
(لو 12:17-19)
نكران الجميل أمرٌ سيء جداً، فعندما يأخذ الإنسان ما يريد ويدير ظهره دون كلمة شكرٍ فإنما يدل على عدم اهتمامه لشيء أبعد من أن يأخذ دون أن يعطي، كأن يحصل على هدية دون أن يهتم بصاحب الهدية، وهذه دلالة على فقدان الحس بأهمية وجود الطرف الآخر والارتكاز على الأنا.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شكران الله:
البرص التسعة من العشرة الذين شفاهم السيد لم يعبّروا عن العرفان والشكر له لأنه شفاهم، كما يوضح إنجيل اليوم. العشرة قبلوا هدية الشفاء المجانية ولكن واحداً منهم شعر بالحاجة لشكر السيد وكان سامرياً “وخرّ على رجليه شاكراً له” عندما رأى السيد ما حدث شعر بالألم، ليس لأنه كان يطلب أن يسجدا العشرة ويشكروه، فهو ليس بحاجة لهذا، بل لأن الذين شفوا من برصهم لم يشعروا بالحاجة لأن يعودوا ويشكروا شافيهم أي الله.
هؤلاء البرص التسعة، وبعد شفائهم، نسو حالتهم السابقة حالة الألم والصراخ “يا يسوع يا معلم ارحمنا” نسو أن المسيح فقط كان رجائهم، نسوها كلُّها، وعندما شفوا توقفوا عن الصراخ وحتى ليقولوا كلمة شكر، ناسين أن نبع الحياة هو المسيح.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نلاحظ أن السامري، الأجنبي بالنسبة لليهود، يعود وحده ويشكر المسيح. أما اليهود التسعة فيظهرون قلة العرفان بالجميل ويديرون ظهورهم، هؤلاء الذين كانوا مستنيرين بواسطة معلّمين كُثر ولديهم الناموس المكتوب، الذي من خلاله يستطيعون معرفة طريقة لشكر الله على أي شيء يقدّمه لهم، لم يفعلو، عليهم أن يخجلوا من هذا الأجنبي الذي قاده ناموس الطبيعة البشرية غير المكتوب لشكر الله. المسيح لكثرة محبته ورحمته قدّم العطية والشفاء للجميع دون استثناء، للذين شكروه وكانوا قلة، والذين لم يشكروه و كانوا كثر. نحن متى شكرنا الله على أي نجاح نحققه في حياتنا؟.
مشيئة الله ومشيئتنا:
المسيح يريد الجميع أن يخلصوا “ليخلص به العالم” (يو17:3)، أن يصبحوا أولاداً لله “لننال التبني” (غلا5:4). ويفعل ذلك دون تمييز أو تفريق “جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس” (أع 38:10). لله مشيئة واحدة للإنسان وهي “الخلاص”، نحن البشر نعيش تحت هذه المشيئة “كونوا قديسين” (1بط 16:1)، وكل وجودنا مرتبط بها، وبالمقابل يجب أن تكون مشيئة الإنسان على الأرض واحدة وهي تحقيقها، وما يوحد هاتين المشيئتين هو ما نردده في صلاتنا “لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض”.
يهتم الله لأمر الإنسان ويقدم له المساعدة يومياً ليحقق خلاصه، وأمام هذه المحبة والرأفة والرغبة، يقف الإنسان صارخاً “رحمتك يا رب تدركني جميع أيام حياتي” (مز6:22)، وهكذا تتولد مشاعر الشكر لله وتتحرك داخل الإنسان عندما يدرك هذه المحبة ويفهمها، فهو كأب غني الرحمة والرأفة يغدق عليه خيراته مجّاناً.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحبائي، يقترب المسيح إلينا يومياً، يمر بقربنا هل يسمعُ أحدً منّا يناديه؟ ما يريحه هو أن يأخذ أعبائنا ويحملها، وما يفرحه أن يهبنا الفرح بالمقابل، والشيء الذي ينتظره هو أن يرى الإنسان مهتماً يسأل عن خلاصه وعن الله. هو يريد خلاص الإنسان، ولكن هل تهتم البشرية لخلاصها؟ هذا ما يؤلم الله أكثر.
كأبناء لله أحرار نضع أنفسنا تحت إرادة الآب السماوي الجزيل الرأفة وفي كل الحالات، أي عندما يعمل لنا الخير، أو عندما يسمح بحدوث الشر، هو يسرع إلينا عندما يسمعنا نصرخ طالبين “أفلا ينصف الله مختاريه الصارخين إليه نهاراً وليلاً” (لو 7:18) فلنصرخ إليه ليس في وقت الحاجة فقط، بل وفي ساعات الخير والسعادة والراحة. وعلى الأقل فلنشكره لأننا في فكره دائماً.