الزانية
كانت المرأة التي قدمت للمسيح من قبل المشتكين عليها مدانة بلا شك بسبب السلوك الخاطئ الذي اتهمت بارتكابه، والمسيح لم يصفح عن ذنبها بأي حال من الأحوال. لا شك أنه تعاطف معها لضعفها، والتمس لها عذرًا بسبب قوة التجربة التي دفعتها لارتكاب الاثم، ولكنه اعتبر سلوكها تحديًا لأوامره بعدم فعل الخطية. فالزنا يحتل المرتبة الأولى في «أعمال الجسد» (غل 5: 19)، وهو ضد قانون الخالق العادل والمقدس فيما يختص بسعادة الجنس البشري (خر 20: 14). ولكن هل هناك أقسى وأشد من وضع هذه الإمرأة الخاطئ « في وسط » الهيكل، لتعريضها للنظرات القاسية من الجموع؟ إن سلوك هؤلاء الكتبة والفريسيين « قد أظهر من جانبهم سخرية قاسية جامدة، ووحشية بربرية بلا رحمة في القلب والضمير ». لقد كان شيئًا مسيئًا بما فيه الكفاية للمرأة أن تكون مدركة لذنبها، ولكن أن تستعرض ذلك أمام الاخرين، كان عملا قاسيًا خاليًا من الحب الذي يستر كثرة من الخطايا (1 بط 4: 8). وعلى الرغم من أن يسوع لم يكن يتسامح مع الخطية في أشخاص الذين تقابل معهم. الا انه كان رقيقًا وعطوفًا في تعامله معهم.