عرض مشاركة واحدة
  #942  
قديم 26 - 05 - 2014, 10:21 AM
الصورة الرمزية sama smsma
sama smsma sama smsma غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركات: 91,915

أَمَّا الإِيمَانُ، فَهُوَ الثِّقَةُ بِأَنَّ مَا نَرْجُوهُ لاَبُدَّ أَنْ يَتَحَقَّقَ، وَالاقْتِنَاعُ بِأَنَّ مَا لاَ نَرَاهُ مَوْجُودٌ حَقّاً." عب 1:11


الآية في الأصل اليوناني:الإيمان هو القدرة على الحصول على حاجة موجودة في عالم الروح غير المرئية ولم تُلمس بعد بالحواس الخمسة، واعتبارها حقيقة قاطعة أخذتها

الإيمان هو المصادقة على كلمة الله لك, و عملك بسبب الكلمة. و لهذا السبب احب أن ُاعّرف الإيمان على أنه المسؤول عن الروح البشرية لكلمة الله. واحدة من الأشياء التى يفعلها الإيمان هو أنه يجلب لروحك صورة الإمكانية. يُعرف الشاهد السابق الإيمان على أنه البرهان على الحقائق الغير مرئية. هذا يعنى أنه الدليل على وجود هؤلاء الأشياء الغير مرئية بالعين المجرّدة لكن يُمكن رؤيتها فى عالم الروح

لنقول على سبيل المثال, أنك طلبت من أحدهم سيارة جديدة وأعلنت بعدها," إننى املك تلك العربة الجديدة فى اسم يسوع." لو أن ما تمارسه حقاً هو الإيمان, هذا يعنى أن السيارة بالفعل ملكك. ففى روحك قد ملكتها, حتى لو أنك لم تدفع أى شئ مالى له بعد. يقول الكتاب المقدس أن الإيمان," يَسْتَدْعِي إِلَى الْوُجُودِ مَا كَانَ غَيْرَ مَوْجُودٍ"(رو 17:4). و هكذا ففى ميدان الإيمان, ليس اعترافك المبنى على الأشياء التى يمكنك أن تراها أو تلاحظها بحواسك الطبيعية, بل الأشياء الروحية الغير مرئية للعين الطبيعية

نتيجة هذا المبدأ, فإنك قد اشتريت العربة بالإيمان و يمكنك حقاً أن تقودها, حتى قبل أن ُتعلن عياناً. توسع يسوع نفسه فى هذا المبدأ عندما قال فى ( مر 24:11):" لِهَذَا السَّبَبِ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَا تَطْلُبُونَهُ وَتُصَلُّونَ لأَجْلِهِ، فَآمِنُوا أَنَّكُمْ قَدْ نِلْتُمُوهُ، فَيَتِمَّ لَكُمْ." هذا يعنى أن القدرة على أن تحصل على أى شئ ترغبه ليست بالأساس معتمدة على حالتك المادية أو القدرة الجسدية لكن على إيمانك

منذ أنك صادقت على الكلمة بالإيمان وهذا ما يرضى عنه الله, فلذلك يعنى أن قوتك الشرائية هى الإيمان وليست الأموال. بوجود إيمان فى قلبك, فحالة روحك لن تتأثر بالظروف المحيطة. تذكر, إن هؤلاء الذين هم أبطال فى الحياة ليسوا هؤلاء الذين لديهم مال كافى ليحصلوا على ما يريدون, لكن هؤلاء الذين من خلال الإيمان حازوا على رضاء الله لأن الإيمان هو أساس سروره و رضاؤه

تخبرنا الآية في عب 11 \1 أن الإيمان هو جوهر ما نرجوه، فهو أمر واقعي حتى أنه
يسمّى فعلياً الجوهر المادة. والكلمة اليونانية التي استخدمت هنا للمادة الجوهر هي هوبوستاسيس وهي تعني حرفياً الذي يظل تحت شيء آخر أو يقدم الأساس لشيء آخر


استخدمت نفس الكلمة في عب 1\3 عند الحديث عن يسوع أنه رسم جوهره جوهر الآب . والكلمة التي ترجمت إلى جوهر أو طبيعة هي هوبوستاسيس وهذا يعني أن الله الآب هو الواقع الأبدي وغير المرئي والمهم جداً الذي يعبر عنه يسوع المسيح الإبن على نحو مرئي. عندما نطبق هذا المعنى على عب 11\1 يمكننا أن نقول أن الإيمان هو الواقع المهم المختفي لما نرجوه. فالإيمان حقيقي وهو جوهر طبيعة

الإيمان هو الإيقان بأمور لا ترى عب 11\1 وبغض النظر عن الترجمة التي نفضلها للآية فالنقطة الجوهرية هي أن الإيمان يتعامل مع ما لا يمكننا رؤيته . فالإيمان يتعلق بما هو غير مرئي


وأكد كاتب الرسالة بعد ذلك على علاقة الإيمان بما هو غير مرئي فقال : بالإيمان نفهم أن العالمين أتقنت بكلمة الله حتى لم تتكون ما يرى مما هو ظاهر عب 11\3
كلمة أتقنت في اليوناني كتارتيزو وتعني تشكلت ، تصلح ، تسترد ، تكمل وتشفي وكلمة العالم في اليوناني إيون أي أن تشكل العالم الخاص بك


يشير كاتب الرسالة هنا غلى التناقض بين ما يرى وما لا يرى بين المرئي وغير المرئي . تربطنا حواسنا بالعالم المرئي ما يرى إلا أن الإيمان يأخذنا لما يتجاوز المرئي ويصل لغير المرئي أي الواقع المهم المختفي الذي به تكوّن العالم كله وهي حقيقة كلمة الله

إذا يرتبط الإيمان بحقيقتين واقعيتين وهما: الله نفسه وكلمته. فلا يهتم الإيمان الكتابي سوى بهذين الموضوعين . أما في الأحاديث الدنيوية فنحن بالطبع نتحدث عن الإيمان في الإقتصاد أو في أحد الأدوية أو أحد القادة السياسيين . إلا أن الأيمان لا يستخدم بهذه الطريقة في الكتاب المقدس . ففي الكتاب المقدس لا يرتبط الإيمان إلا بحقيقتين واقعيتين فحسب وهما الحقيقتان اللتان لا يمكننا أن نراها بعيوننا الطبيعية وهما : الله وكلمة الله

اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات

رد مع اقتباس