الموضوع: كتاب طيف ملاك
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15 - 05 - 2013, 10:58 AM
الصورة الرمزية بنتك انا
بنتك انا بنتك انا غير متواجد حالياً
..::| VIP |::..
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: فى ارض الغربة
العمر: 35
المشاركات: 23,149

حديث مع ابونا سمعان الانبا بولا ج1

أجرى هذا الحديث فى الدير الراهب نحميا الأنبا بولا ، وذلك فى عام 2002 بعد سيامة أبونا سمعان كاهناً ، ومن كلمات هذا الحديث يمكن التعرف على بعض ملامح شخصية أبونا سمعان وأسلوب تفكيره , ونص الحديث المسجل كما يلى:

س ممكن تكلمنا عن نشأتك وحياتك ومجيئك للدير؟
أنا ولدت فى عام 1970 وبعد ميلادى بحوالى سبعة أشهر توفى والدى وكانت والدتى حامل فى أخى الأصغر. وتعبت والدتى فى تربيتنا حيث أنها كانت تعمل رئيسة قسم الاطفال بمستشفى الخازندارة بشبرا. ولم تريد أن تعمل مساءاً فى عيادة لكى تكون معنا وترعانا ولم يكن احد يجلس معنا فى المنزل وبعد نهاية المدرسة دخلت كلية الهندسة- عين شمس وبعد سنة دخل أخى وحصلت على تقدير ممتاز وأنهيت دراستى سنة 1993 ثم دخلت الجيش أول سنة 1994 وأنهيته أول سنة ,1995 فى خلال فترة الجيش كنت أتكلم مع مثلث الرحمات الأنبا أغاثون وكنت أشعر بإشتياق شديد للدير من كثرة ترددى عليه وكنت شاعر بإنجذاب شديد لدير الأنبا بولا عن أديرة أخرى كثيرة لطبيعته وبساطته فبدأت أتحدث مع الأنبا أغاثون عن هذه الرغبة ومكثت حوالى سنة أتردد عليه وأتصل به بالتليفون وكان ذلك من أواخر سنة 1994 حتى أواخر سنة 1995 .
بعد ذلك أخذنى إلى الاسماعيلية ومكثت معه هناك حوالى عشرة أشهر كطالب رهبنة لكن فى زى علمانى ولكنى كنت قد قدمت استقالتى وتركت الخدمة فى كنيسة السيدة العذراء بعياد بك وسلمت كل شىء كأنى موجود فى الدير. ثم ذهبت إلى الدير يوم 13/9/1996 وكان ذلك اليوم جمعة وفى يوم السبت 14/9/1996 ألبسنى الثياب البيضاء كطالب رهبنة. وبعد سنة فى الدير أى فى يوم 19/9/1997 تمت سيامتى راهباً.

س لماذا اخترت سلك الرهبنة ومتى بدأت تتبلور هذه الفكرة داخلك؟
هناك عوامل كثيرة دفعتنى لهذه الحياة :
• العامل الأول : كانت والدتى منذ صغرى تدفعنى للذهاب إلى الكنيسة لذلك تأثرت جداً بجو الكنيسة وروحانية القداس و طقسه وبدأ ذلك يشعرنى بالارتياح .
• العامل الثانى : عندما بدأت فى حضور مدارس الأحد وسمعت عن سير الشهداء والمعترفين والرهبان بدأت أعجب بهم وبطريقة تفكيرهم وكيف أحبوا الله أكثر من أى شىء فى العالم وضحوا بأشياء كثيرة من أجل محبتهم لله واحتملوا الحياة الأكثر صعوبة فى سبيل تنفيذ الوصية وحفظ نقاوة قلوبهم.
• العامل الثالث : هو الكتاب المقدس، فهناك آيات تشعر الانسان بأنه لا يوجد شىء أفضل من الحياة مع الله وهناك آيات كثيرة كانت تلمس قلبى الداخلى بعمق فإشتقت إلى أن أقدم لله حياة مثل التى قدمها هؤلاء القديسون
وعندما كنت أذهب لرحلات إلى الاديرة كنت أشعر بنوع من الإرتياح لشكل الرهبان وهدوئهم وبساطتهم وكنت أشعر أن هذا الأسلوب هو الذى يحقق الآمال والأحلام التى تدور فى فكرى وكنت أشعر أن هذه هى الطريقة التى يجب أن أحيا بها وأبلور بها الحب الذى فى داخلى والذى كان يتغذى على طقس الكنيسة والكتاب المقدس وسير الآباء القديسين.

س هل هناك قديس معين سيرته أثرت فيك فى حياة الرهبنة ؟
هناك كثير من القديسين الذين كنت أعجب بهم مثل : الانبا أنطونيوس – الانبا بولا - القديسين مكسيموس ودوماديوس – الانبا موسى الأسود – القديسة مارينا الراهبة – القديسة مارينا الشهيدة- القديسة ايلارية – القديس أوغسطينوس – القديس أنبا مقار...

س هل أتت فكرة الرهبنة فى فترة الكلية ، ومتى اتضحت هذه الفكرة وهل استمر الفكر فى تصاعد دائم أم أثرت عليك عوامل أخرى مثل الطموح العلمى أن تصبح معيداً أو دكتور فهل أثر ذلك عليك ودفعك إلى مراجعة التفكير؟
أول ما بدأ تفكيرى فى هذا الموضوع كان عمرى 12 سنة وكان بمرور الوقت يزداد وكانت تحدث مواقف معى فى حياتى كنت أحفظها وأرتبها وأتذكرها وكنت أشعر أنه لايوجد شىء يعطى ارتياح وشبع كامل غير الوجود مع ربنا وقد كانت الفكرة ثابتة باستمرار لا تتغير.
أما من جهة الطموح العلمى فإنى قد وضعت فى ذهنى منذ دخولى الجامعة أن هذه الفترة هى عامل مساعد يثبت نجاحى العام والدراسى لئلا يقال بعد ذلك عن الرهبنة انها نوع من الهروب أو الفشل. وبعد ظهور نتيجة البكالوريوس كان اسمى من المرشحين فى كشف المعيدين ولكنى وضعت فى نفسى أنه حتى إذا تم تعيينى فى وظيفة معيد، فإنى
سوف أتركها وطلبت من الله أنه اذا كان موضـوع تعييـنى معـيد سوف يعطلنـى فانـت يارب توقفه ولتكن مشيئتك وفعلاً كان مطلوب عدد عشرة معيدين وكان ترتيبى الثامن ولكن تم تعيين خمسة فقط فكان ذلك من عند الله لأنى كنت سأترك الوظيفة إذا تم تعيينى
رد مع اقتباس