عرض مشاركة واحدة
قديم 29 - 03 - 2024, 11:30 AM   رقم المشاركة : ( 155871 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,219,549

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





معرفة بولس بالتفسير اليهوديّ أوصلته إلى يسوع المسيح


إذا لم يكن هكذا، فما معنى ذاك اللقاء على طريق دمشق؟ »كان وجه موسى يلمع في كلامه مع الربّ... فخافوا أن يقتربوا إليه« (خر 34: 29-30). قال بولس: هذا مجد زائل، ومع ذلك لم يقدر بنو إسرائيل »أن ينظروا وجه موسى« (2 كو 3: 7). وواصل كلامه: »كيف يكون مجد خدمة الروح«؟ لم نعد على مستوى العهد القديم لكي يبقى هذا البرقع على قلوبنا عند قراءة شريعة موسى. فمن يزيل هذا البرقع، هذا القناع؟ الاهتداء إلى الربّ، فالربُّ روح وحيث يكون روح الربِّ هناك تكون الحرِّيَّة (آ17). وفي النهاية »نحن جميعًا نعكس صورة مجد الربِّ بوجوه مكشوفة، فنتحوَّل إلى تلك الصورة ذاتها« (آ18).

هذه »الحرِّيَّة« المسيحيَّة التي حرَّرت بولس من الشريعة، فحرَّر الوثنيّين الآتين إلى الإيمان من الختانة ومن الامتناع عن بعض الأطعمة، قرأها الرسول في المقابلة بين هاجر وسارة. قال: هو رمز. »لأنَّ هاتين المرأتين تمثِّلان العهدين. فإحداهما هاجر من جبل سيناء تلد للعبوديَّة، وجبل سيناء في بلاد العرب، وهاجر تعني أورشليم الحاضرة التي هي وبنوها في العبوديَّة« (غل 4: 24). نلاحظ هذا الانقلاب العميق في حياة »شاول«، ذاك اليهوديّ الذي وجب عليه ألاَّ ينسى موسى وشريعة سيناء حيث ظهر الله في البروق والرعود. كلُّ هذا صار وراءه. وأورشليم حيث المؤمن يلتقي بالربِّ فينشد: متى آتي وأحضر أمام الله. أورشليم ارتبطت »بالعبوديَّة«. ذاك كان الحوار بين يسوع واليهود في إنجيل يوحنّا. قال الربّ: »تعرفون الحقَّ والحقُّ يحرِّركم« (يو 8: 32). والحقُّ هو يسوع المسيح. أجاب اليهود: »إنَّنا ذرِّيَّة إبراهيم ولم يستعبدنا أحد، فكيف تقول أنت: إنَّكم تصيرون أحرارًا« (آ33). أجل لبث اليهود »عبيدًا« لأنَّهم تعلَّقوا بأورشليم الأرضيَّة. ويواصل الرسول: »أمّا أورشليم السماويَّة فحرَّة وهي أمَّنا« (غل 4: 26). واستند بولس إلى نصٍّ من إشعيا ليعلن حرِّيَّة البنين (والبنات): »فما نحن إذًا، يا إخوتي، أبناء الجارية، بل أبناء الحرَّة« (آ31).

ونقول الشيء عينه بالنسبة إلى تلك الصخرة الروحيَّة. قال الرسول: »وهذه الصخرة هي المسيح« (1 كو 10: 4). فما هو هذا الماء الذي تحتاج السامريَّة أن تأتي كلَّ يوم لتملأ منه جرَّتها؟ قال الربّ: »فالماء الذي أعطيه يصير فيه نبعًا يفيض بالحياة الأبديَّة« (يو 4: 14). لهذا هتفت تلك المرأة: »أعطني من هذا الماء، يا سيِّدي، فلا أعطش« (آ15).

ماذا كان شعار بولس بعد اهتدائه إلى الربّ؟ »أترك ما وراءي وأنبطح إلى ما أمامي فأجري إلى الهدف، للفوز بالجائزة التي هي دعوة الله السماويَّة في يسوع المسيح« (فل 3: 13). والشريعة، أين صارت؟ قال في الرسالة عينها: »لا أتبرَّر بالشريعة، بل بالإيمان بالمسيح، وهو التبرير الذي يمنحه الله على أساس الإيمان، فأغرف المسيح وأعرف القوَّة التي تجلَّت في قيامته وأشاركه في آلامه وأتشبَّه به في موته، على رجاء قيامتي من بين الأموات« (آ9-10).