عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 05 - 2012, 05:35 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,970

المسيح له الكرامة الإلهية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لأن الآب لا يدين أحدًا، بل قد أعطى كل الدينونة للابن، لكي يُكرم الجميع الابن كما يُكرمون الآب ( يو 5: 22 )
في حديث الرب مع اليهود، بعد شفائه للرجل المُقعد في بيت حسدا (يوحنا5)، قال المسيح عبارة فَهِم اليهود منها أنه يعادل نفسه بالله. والمسيح في الحديث الذي تلا ذلك، لم يحاول تبرءة نفسه من هذه التُهمة، وذلك لأنه فعلاً «الله (الذي) ظهر في الجسد» ( 1تي 3: 16 )، بل أكدّ ذلك المفهوم بصور متعددة. فقد أوضح في ع22 أنه يعمل ذات الأعمال الإلهية، من ثم يخطو خطوة أبعد في الآية موضوع تأملنا فيقول إن له ذات الكرامة الإلهية. وواضح أن الأولى (الأعمال الإلهية) لا يقوى عليها مخلوق، وأن الثانية (الكرامة الإلهية) ليست من حق مخلوق. فلقد ختم المسيح تلك القائمة من الأعمال الإلهية التي يمارسها بالقول: إن الآب لا يدين أحدًا، بل قد أعطى كل الدينونة للابن، ويوضح السبب لذلك، فيقول: «لكي يُكرم الجميع الابن كما يُكرمون الآب».

والآن أرجو ـ عزيزي القارئ ـ أن تلاحظ هذين الأمرين؛ الأمر الأول: أن الجميع سيُكرمون الابن، وليس فريق من الناس دون غيرهم. والأمر الثاني: أنهم سيُكرمون الابن كما يُكرمون الآب، وليس بمستوى أقل أو بأسلوب أضعف.

هذه الآية إذًا توضح، بأسلوب قاطع وصريح، أن الابن له ذات الكرامة والمجد اللذين للآب، ويستحيل أن يكون هذا مع أي مخلوق أيًا كان. لقد قال الله في العهد القديم: «مجدي لا أعطيه لآخر» ( إش 42: 8 ). والله طبعًا لم يتراجع عن ذلك عندما أعلن المسيح أن الآب يريد إكرام الابن بذات الكرامة التي للآب، وذلك لأن الآب والابن واحد ( يو 10: 30 ).

ونلاحظ أن المسيح في هذه الآية ـ كعادة إنجيل يوحنا دائمًا ـ بعد أن ذكر هذا الحق إيجابيًا، عاد وأكده في صيغة سلبية. فقال: «مَن لا يُكرم الابن لا يُكرم الآب الذي أرسله». يقول البعض إنهم يكرمون الله، ويسجدون له، ولكنهم لا يقبلون فكرة إكرام المسيح بذات مستوى إكرامهم لله، بل وربما تتضمن نظرتهم للمسيح شيئًا من الاحتقار لشخصه. ولكن كلمات المسيح هنا قاطعة، إن «مَن لا يُكرم الابن لا يُكرم الآب».

إن جميع البشر، مؤمنين وغير المؤمنين على السواء، سوف يكرمون الابن بطريقة أو بأخرى، إما بإيمانهم به الآن، أو بدينونته لهم فيما بعد. والمسيح إما أن يُحيي أو يدين. مَن يؤمن به ينال الحياة الأبدية، ومَن لا يؤمن يُدَن.