عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 31 - 08 - 2012, 05:44 AM
الصورة الرمزية Magdy Monir
 
Magdy Monir
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Magdy Monir غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 57
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

حياة السلام الداخلى


للاب القمص أفرايم الأورشليمى




أهمية السلام الداخلى


حياة السلام الداخلى

+ ما احوج الأنسان فى عالمنا المعاصر الى السلام الداخلى وعدم الأنقسام بين متطلبات الجسد والروح ، وما اجمل حياة الهدوء والطمانينة وضرورتها لسعادة ورقي وتقدم الفرد والجماعة .وكم يحتاج انسان اليوم للخلوة والخلود الى نفسه فى هدوء وتأمل ليكتشف من هو والكنوز والقوة الروحية والنفسية لديه بعيداً عن ضوضاء العالم وصخبه . وفى الحقيقة فانى أكتب هذا الموضوع من وحى الخلوة الروحية التى دعانى اليها مشكوراً نيافة الحبر الجليل الانبا أنطونى لدير القديس اثناسيوس الرسولى فى أنجلترا ، فى شمال يوركشاير ، ذلك الدير الهادي الجميل، وفى أحضان الرائعة ،وبعيداً عن الأخبار العالمية مع عدم وجود التلفاز وحتى الموبيلات التى لا تغطيها الشبكات . وبين أحضان الجبال والارض الخضراء والاشجار المتنوعة وسط محمية طبيعية يشعر فيها الأنسان انه رجع الى حياة الفردوس الأرضى مرة أخرى . ومع الصلوات والتسابيح لله يشعر المرء انه بحق كاهن الخليقة ، يسبح الله مع تمايل الأشجار وكأنها غناء ومع تغريد الطيور وكأنها ملائكة مجنحة ترفع الحمد لرب السماء . ياتى المطر فيحمل لنا مراحم الله المتجددة كل صباح ، وتهب الرياح محملة بنسمات عبقة الرائحة تداعب القلب والروح معلنة محبة الله المتدفقة وفى هدوء الليل أسمع صوت داخلى يناجينى : و الان هكذا يقول الرب خالقك .. لا تخف لاني فديتك دعوتك باسمك انت لي. اذا اجتزت في المياه فانا معك و في الانهار فلا تغمرك اذا مشيت في النار فلا تلذع و اللهيب لا يحرقك .

+ ازعجنى فى اليوم الاول من قدومى الي الدير نعيق الغربان فى الصبح الباكر ثم عندما أقتربت اليها وآلفتها وجدت فيها روعة التسبيح وعبق التاريخ تذكرت اجداد هذه الغربان عندما ارسل ابينا نوح غرابا ليطمئن عن حالة طوفان الارض {و ارسل الغراب فخرج مترددا حتى نشفت المياه عن الارض }(تك 8 : 7) وتأملت كيف كانت الغربان تعول ايليا النبى {فتشرب من النهر و قد امرت الغربان ان تعولك هناك .. و كانت الغربان تاتي اليه بخبز و لحم صباحا و بخبز و لحم مساء }(1مل 17 : 4، 6) نعم نحن نتعلم من الغربان وكما قال لنا السيد { تاملوا الغربان انها لا تزرع و لا تحصد و ليس لها مخدع و لا مخزن و الله يقيتها كم انتم بالحري افضل من الطيور} (لو 12 : 24) . { من يهيئ للغراب صيده اذ تنعب فراخه الى الله و تتردد لعدم القوت} (اي 38 : 41). فلماذا اذن القلق وعدم السلام ونحن أفضل من طيور كثيرة ، لقد تأملت كيف كانت الغربان تعول الانبا بولا بنصف خبزة كل يوم حتى اذ أتي لزيارته القديس الأنبا أنطونيوس فأتى اليهما الغراب بخبزة كاملة ، وتصادقت مع الغربان متعلما منها درساً وعندما اقتربت من أحضان الارض كأم حنون همست الى فى شجون يا ابنى احيا فى سلام وصالح نفسك تصطلح معك السماء والارض ، قالت لى الارض باكية وشاكية وصارخة تشتكى ظلم الأنسان لها فكم سُفت دماء برئية عليها { من دم هابيل الى دم زكريا الذي اهلك بين المذبح و البيت نعم اقول لكم انه يطلب من هذا الجيل} (لو 11 : 51) نعم ليس الي دم زكريا فقط بل والدماء الطاهرة التى تسيل على ارض نيل مصر المقدس تصرخ مطالبة بالعدل ودماء الابرار فى العراق على ضفاف دجلة والفرات التى تشهد على ظلم الأنسان لاخيه ودماء من سقطوا على ثرى الاراضى المقدسة حيث صلب المخلص الصالح تصرخ مطالبة بحق الحياة وتقرير المصير . وكم عانت من الأيدى العابثة بها والملوثة لها والمنجسة لطهارتها وها هى الطبيعة تثور فى وجه الظلم فتتزلزل غضباً وتهيج الاعاصير تمرداً وتقذف حمماً معلنة { فان لرب الجنود يوما على كل متعظم و عال و على كل مرتفع فيوضع. و على كل ارز لبنان العالي المرتفع و على كل بلوط باشان . و على كل الجبال العالية و على كل التلال المرتفعة. و على كل برج عال و على كل سور منيع. و على كل سفن ترشيش و على كل الاعلام البهجة. فيخفض تشامخ الانسان و توضع رفعة الناس و يسمو الرب وحده في ذلك اليوم } أش 12:2-17.

رد مع اقتباس