عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 06 - 2013, 08:31 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,219,795

عاموس والعبادة الكاذبة
عاموس والعبادة الكاذبة
كانت العبادة الكاذبة فى إسرائيل أس الداء وأساس البلاء ، وقد وقف منها عاموس موقف التنديد والهجوم الصارخ ، وكان من المستحيل عليه أن يهدأ أو يسكن ، والعبادة الوثنية الشريرة تتفشى فى كل البلاد ، ففى كل إسرائيل من دان إلى بئر سبع أقيمت المرتفعات المحلية والأنصاب لتمجيد البعل والعجل الذهبى ، ويرجح أن بئر سبع والجلجال كانتا المكانين الرئيسيين لعبادة البعل ، بينما كانت السامرة وبيت إيل مخصصتين للعجل الذهبى ، ومما يدعو إلى الأسف والحزن والغرابة معاً ، أن الإسرائيليين أرادوا أن يخلطوا بين النور والظلمة ، والحق والباطل ، واللّه والشيطان ، إذ كانو يحفظون الطقوس ،الفرائض ، الأعياد ، ويقدمون المحرقات والتقدمات والذبائح، ولكن على هذه المذابح الوثنية وبأسلوبها المنحرف الشرير ، وها نحن نرى عاموس يتحدث عنها فى أسلوب تهكمى لاذع فيقول : « هلم إلى بيت إيل وأذنبوا إلى الجلجال وأكثروا الذنوب وأحضروا كل صباح ذبائحكم وكل ثلاثة أيام عشوركم » " عا 4 : 4 " وقد رأى عاموس كذب العبادة من أكثر من وجه :
عبادة من صنع الإنسان
فالعبادة التى أقامها بنو إسرائيل فى دان وبيت إيل والجلجال وبئر سبع ، عبادة من صنع الإنسان وتفكيره ، وما عجول الذهب التى صنعها يربعام بن نباط إلا وليدة فكرة سياسية ، فقد أراد أن يبتعد بالإسرائيلين بعد انقسام المملكة عن أورشليم وعبادتها السماوية ، ولذا أقام فى دان وبيت إيل عجلى الذهب ، ... وأما بعد فهو الصورة التى ابتكرها الخيال الوثنى ، لتعبر للعابدين عن الإله الذى يتخيلونه أو يتصورونه ، وهنا يتم فيهم قول الرسول . « وبينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء ، وأبدلوا مجد اللّه الذى لا يفنى يشبه صورة الإنسان الذى يفنى والطيور والدواب والزحافات » ... " رو 1 : 22 و 23 " إن كل عبادة كاذبة من أصل بشرى !! ..
عبادة الإغراق فى الطقوس
والملاحظ فى العبادة التى تحدث عنها عاموس ، أنها عبادة طقسية ، بل عبادة عمادها الأول والأخير الإغراق فى الطقوس ، فالتقدمات والمحرقات والنذور كانت هائلة ، وقد سخر النبى من العابدين وهو يقول : « وأحضروا كل صباح ذبائحكم ، وكل ثلاثة أيام عشوركم » ... والعشور سنوية ، وكل ثلاث سنوات ، ولكنهم أكثروا من تقدمتها بكيفية مذهلة عجيبة ، والواقع أن الإغراق فى الطقوس نوع من الخداع النفسى الذى يلجأ إليه الإنسان لإراحة نفسه وتهدئة ضميره فى العبادة ، ... وماذا نقول اليوم عن الطقوس التى تصاحب العبادة والأعياد والأفراح والجنائز ، الطقوس التى غدت ترتد بنا فى بعض المواطن ، إلى ما يشبه الوثنية القديمة التى ندد بها عاموس!!..
العبادة التى لا خير فيها
هذه العبادة لا خير فيها على الإطلاق سواء للأمة أو للأفراد ، ولعل الدليل على هذا هو المصير المفزع الذى سينتهى إليه الجميع ، وما سيصيب أماكن العبادة التى ستدمر تدميراً ، فالجلجال ستسبى سبياً ، وبيت إيل تصير عدماً ، وسيقتحم الرب بيت يوسف كنار تحرق ولا يكون من يطفئها من بيت إيل ، .. " انظر عا 5 : 5 و 6 " ولو أن العبادة كان فيها أدنى خير لغيرت حياة المتعبدين ، الذين ظلوا على ما هم فيه من شرور ، بل أمعنوا فى آثامهم وضلالهم حتى قال لهم النبى : « يا أيها الذين يحولون الحق إفسنتينا ويلقون البر إلى الأرض » !! .. " عا 5 : 7 " .
رد مع اقتباس