عرض مشاركة واحدة
قديم 06 - 11 - 2023, 09:05 AM   رقم المشاركة : ( 41 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,557

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب العجب الذي هو شاول - بولس - أ. إيريس حبيب المصري

كتاب العجب الذي هو شاول - بولس - أ. إيريس حبيب المصري


القديس بولس



رسالته إلى أهل كورنثوس: + أما رسالته إلى أهل كورنثوس فهي ذات طابع خاص ولأنها قد جمعت بين المتناقضات. فالرسول المشتعل يعنّف ويلين، ويكتب عن الأمور اليومية العابرة وعن أعمق أسرار النعمة. وهي أيضًا أطول رسالة: فالأولى ستة عشر أصحاحًا والثانية ثلاثة عشر. فمن الواضح أن هذه الكنيسة قد سببت له الكثير من القلق - لماذا؟


كانت مدينة كورنثوس الممر ما بين الشرق ورومية، كما كانت مدينة تجارية كبرى تمتّع معظم أهلها بالغنى الفاحش وبالبذخ المبتذل. وكان بها هياكل للعديد من الآلهة والآلهات الشرقية والغربية، فمثلًا هيكل للإلهة فستا إلهة البر والطهارة عند الرومانيين. وفي هيكلها لا تخدم إلا العذارى المشهود لهن بالاستقامة. ومقابل هذه الذروة كان هناك هيكل للإله باكوس إله الخمر - وقد يصعب علينا الآن أن نتصوّر مدى الانحطاط الخُلُقي بين كهنة هذا الإله وكاهناته. كذلك كان من المسموح أن يأكل المتعبدون ويشربون داخل الهياكل. ووسط هذه العبادات المتباينة وهذا الترف العالمي المحض غير المصون بالوقار الديني نشأت كنيسة كورنثوس. بل إن هناك من يرى أن بولس نفسه لم يهدف إلى الكرازة فيها، ولكنه جاءها بعدما ساوره من الخيبة في أثينا، فقصد إليها ليجد سفينة تحمله إلى اليهودية. على أن "الصياد" الذي اصطاده على طريق دمشق شاء أنه يضطر إلى الانتظار عدة أيام.
وفي هذه المدينة إلتقى بأكيلا وبريسكلا اللذين صارا له صديقين وفيين مدى العمر. فأقام عندهما لأنهما كانا خيامين مثله. ولكنه انحصر بالروح فشهد لليهود بالسيد المسيح. ولكنهم قاوموه مجدِّفين على رب المجد. وعندها اتخذ قراره الحاسم: "من الآن أذهب إلى الأمم".
وياللعجب! فأثينا عاصمة الفن والثقافة والفلسفة أدارت ظهرها للكارز الغيور. وكورنثوس الذي كان اسمها آنذاك مرادفًا للشر والفجور قد نشأت فيها كنيسة تسببت في إثراء العالم برسالتين بديعتين. ولكن لماذا نعجب؟ ألم يقل لنا رب المجد أنه جاء ليدعو خطاة إلى التوبة؟ فكان المرور الذي تصوره بولس مرورًا عابرًا معلمًا له قيمة مثلى في حياة بولس نفسه، ومن خلالها في حياة العالم بأسره. فحقًا ما أعجب عمل الله!

+ ويبدأ البناء الحكيم بالتحدث عن الأمور العابرة - فمثلًا يوصي المرأة بتغطية رأسها. والسبب في ذلك أن المرأة بتلك المدينة التي كانت تسير آنذاك برأس مكشوف كانت خاطئة أو لإعلان استعدادها للخطية. أما التي تحترم نفسها فتحتشم وتغطي رأسها. وهذا وضع قد تلاشى تمامًا إذ يسير الرجال والنساء -سواء- برأس مكشوف في كافة البلاد.