الموضوع: آية للناس
عرض مشاركة واحدة
قديم 30 - 11 - 2014, 02:38 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: آية للناس

تعريف المسيح بنفسه


قدم القس فادي عبد المسيح الإنجيل حسب البشير لوقا وطلب من الشيخ عبد السميع الوهراني أن يقرأ بعض الفقرات. غيرأن أعضاءه اضطربت، فاستعاذ بالله من الشيطان الرجيم، فسخر منه الجميع وقدموا إليه الإنجيل ليقرأ ما تيسر من الآيات، حتى يميز بين الحق والباطل. أخذ الكتاب الصغير ويداه ترتجفان، كأنه ارتكب جرما فاضحاً، وقرأ بصوت خافت.
قرأ الشيخ عبد السميع الوهراني:
“وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَامَ لِيَقْرَأَ، فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ. وَلَمَّا فَتَحَ السِّفْرَ وَجَدَ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ مَكْتُوباً فِيهِ رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ. ثُمَّ طَوَى السِّفْرَ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْخَادِمِ وَجَلَسَ. وَجَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ كَانَتْ عُيُونُهُمْ شَاخِصَةً إِلَيْهِ. فَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ إِنَّهُ الْيَوْمَ

قَدْ تَمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ”

(انجيل لوقا 4: 16-21).
قال الشيخ عبد الله السفياني:
من خلال هذه الآيات يتضح أن المسيح عيسى كان يتقن اللغة العبرية بشكل جيد. قد اعتاد أن يدخل إلى المجمع (الهيكل/ الكنيس) كل يوم سبت حتى يسمع الخطبة التي كانت تُلقى كل أسبوع. ونقرأ بأن المسيح في هذه المرة كان الخطيب والمفسر للشريعة.
قال التاجر البشير الدمشقي:
كان عيسى معروفاً في مدينة الناصرة - الواقعة في المنطقة الجبلية للجليل - لأنه ترعرع هناك بين أهاليها وابنيتها، كما كان من المواظبين على الصلاة وحضور المجمع.
قال ناجي فياض:
اسمعتم ما قال يسوع بشان النبوة التي وردت عنه منذ زمن؟ لقد شهد بأن روح الرب عليه لأنه مسحه. فيسوع هو المسيح الممسوح بروح الرب، ومن هنا يظهر مفهوم الثالوث: “رب وروحه ومسيحه” والثلاثة في وحدة متكاملة. فكل من يستوعب هذه الكلمات يدرك أننا لا نتكلم عن وحدة مادية بل عن انسجام وتوافق كاملين.

أضاف الشيخ عبد العليم الشرقاوي:
نجد في هذه الآيات الهدف الذي جاء من أجله المسيح، وغاية المسحة التي مسح بها. هو جاء كي يبشر المساكين بالإنجيل. لم يأت لأجل الأغنياء أو العظماء أو الأذكياء أو الحكام والوجهاء، بل جاء من أجل المساكين المزدرى بهم تحتسلطة الخطيئة، المحتقرين والمرفوضين من قبل الجميع، لقد كانت محبته بالغة الأهمية.
قال القس فادي عبد المسيح:
أرسل الرب العلي القدير المسيح ليكرز ويشفي، لكن في هذه الآيات نقرأ أنه لم يشف المرضى حسب الجسد فحسب بل منكسري ومنسحقي القلوب. كما لم يقل أنه سيفتح أبواب السجون حتى يخلص اللصوص والمجرمين، بل سعى إلى تحرير المقيدين تحت سلطة الذنوب والخطايا والساعين إلى الحرية الروحية. ويشاء يسوع المسيح أن يمنح للمكفوفين روحيا قلباً نقياً طاهراً، وأن يأخذ بيد اليائسين نحو الرجاء والأمل. إن كنتم تبحثون عن معنى المخلص في الإنجيل فهذا الشرح يكفي ويلقي الضوء على هذا المخلص العجيب.
سأل الشيخ عبد الله السفياني:
ماذا تعني عبارة “سنة الرب المقبولة” هل انتهت النعمة بعد اثني عشر شهراً، وهل رحمة الله مؤقتة؟؟


أجاب ناجي فياض:
بالطبع لا، لقد كان اليهود ينتظرون تحقيق النبوة التي وردت على لسان النبي اشعياء منذ 700 سنة قبل ولادة يسوع المسيح، وكمالها على يد المسيح الموعود والمنتظر على أحر من الجمر. لكن عندما جاء يسوع رفضوه ولم يقبلوا دعوته بل طردوه من المسجد دافعين إياه نحو حافة الهاوية ليلقوا به إلى اسفل الجبل أمّا هو فالتفت نحوهم محدقاً في أعينهم ومارًّا في وسطهم، فَشُلَّت أرجلهم وأيديهم ولم يحركوا ساكناً للقبض عليه. ومعظم اليهود رفضوا دعوة المسيح لأنه لم يات حسب اعتقادهم وهواهم. كانوا ينتظرون مسيحا جباراً يحمل سيفاً وترساً ليحررهم من نير الإستعمارالروماني، وينشر الذعر بين جيرانه ويستعمر دولا أخرى وينهب خيرات غيره. (قارن: لوقا 4: 22-30).

يسوع الراعي الصالح


قرأ التاجر البشير الدمشقي:
“وَكَانَ عِيدُ التَّجْدِيدِ فِي أُورُشَلِيمَ، وَكَانَ شِتَاءٌ. وَكَانَ يَسُوعُ يَتَمَشَّى فِي الْهَيْكَلِ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ، فَاحْتَاطَ بِهِ الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ: إِلَى مَتَى تُعَلِّقُ أَنْفُسَنَا؟ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَقُلْ لَنَا جَهْراً. أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي. وَلكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي، كَمَا قُلْتُ لَكُمْ. خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ”

(انجيل يوحنا 10: 22-30).
قال الشيخ عبد العليم الشرقاوي:
نجد في هذا النص، كبقية النصوص الأخرى، مدى عناد اليهود ورفضهم للحق. فبالرغم من اختبارهم لصلاح عيسى وسماعهم لكلماته الحكيمة وتعجبهم من بيناته التي تأخذ بالألباب، فقد اشتروا الكفر بالإيمان والعذاب بالمغفرة. وكما قيل فإنهم انتظروا زعيماً سياسياً ولم يكونوا مستعدين أن يقبلوا مخلصاً روحياً، إذ تمنوا التحرير الفوري من نير الإستعمار الروماني، ولم يريدوا سماع أي شيء عن التوبة وتجديد القلوب والسلام. ثم سعوا إلى الرفاهية والتدين الزائف معرضين عن روح المحبة الإلهية المتجسدة في عيسى. فاستخلص من هذه الحقائق أنه من الصعب على الإنسان أن يخدم السلطتين الدنيوية والروحية في آن واحد.
قال الشيخ متولي صابر:
يظهر لي أن عيسى راقب الرعاة وخرافها في جبال الجليل بانتباه كبير، فرأى أن الخراف لا تتبع أي شخص آخر إلا صوت راعيها الذي تميزه عن غيره من الأصوات الأُخرى. ولأن الراعي يعرف كل خروف من خرافه ويوليه أهمية بالغة ويحرسه تجاه كل الأخطار، ويدافع عنه ضد الحيوانات المفترسة التي تتربص به وتنوي ايذاءه. فقد ساهم هذا في خلق ثقة متبادلة بين الطرفين الراعي وخرافه التي تتبعه بكل ثقة وأمان وبدون أدنى تردد.
تعمق القس فادي عبد المسيح في هذه الكلمات، وقال:
سمى يسوع نفسه “الراعي الصالح” الذي يبذل حياته من أجل الخراف، فعلم مسبقا أن موته النيابي لأجل خرافه سيمنحهم حياة فضلى، ولأجل موته الكفاري استطاع روح الله أن يحل في أتباعه ويمنحهم الحياة الأبدية. المسيح قام من بين الأموات ليشفع بخرافه عند القدير، وكل من يضع نفسه بين يدي الراعي الصالح يبقى مصاناً محفوظاً إلى الأبد.
ابتسم الشيخ عبد السميع الوهراني ابتسامة خفيفة وقال:
لم يقل عيسى أنه عظيم مثل الله ولم يدِّع أنه الله، فلا إله إلا الله، بل أكرم عيسى ربه وشهد بأنه تسلم أتباعه مباشرة من الله وسيحافظ ويدافع عن الأمانة ما داموا متمسكين وثابتين فيه. كما أننا لا نقرأ في هذه الآيات عبارة “عسى” أو”انشاء الله” أو”لعل” بل نسمع وعد حق ويقين لحفظ أبدي دون شك. إن كل العبارات الواردة على لسانه مقبولة باستثناء قوله “أبي” والتي تكررت أكثر من مرة، فمن المستحيل أن ندعو الله بـ”الآب”.
أضاف ناجي فياض:
حتماً سمى يسوع الله العظيم “الآب الروحي” الذي ولد منه عن طريق الروح القدس وليس عن طريق العلاقة الجنسية، كما يعتقد البعض. فاسم “الآب السماوي” عبارة شرعية تنم عن المحبة التي ربطت بين القدير وابنه المولود من الروح القدس. فالابن أتمّ إرادة أبيه إذ قال: “طعامي أن أعلن مشيئة الذي أرسلني وأتمّم عمله”(يوحنا 4: 4 )، فعاش المسيح في انسجام كامل وتام مع أبيه السماوي حتى استحق قول: “أنا والآب واحد”. فكلمة الثالوث الواردة في الكتاب المقدس تشير إلى الوحدة الكاملة في المحبة والتواضع والإحترام.

صلاة المسيح الشفاعية

قال القس فادي عبد المسيح:
لنتقدم في قراءتنا إلى صلوات يسوع ونطلع على ما قاله عندما تكلم مع ابيه السماوي. تكلم مع القدير عن هدف ارساليته ووضوحها بتعابير دالة على امتلاء أتباعه بالروح القدس.
قرأ الشيخ أحمد البعمراني:
“وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ...”

(إنجيل يوحنا 17: 3).

تدخل الشيخ عبد السميع الوهراني:
أثبت عيسى بشكل واضح أنه رسول الله، فلم يتكبر ليصير مشابهاً لله بل تواضع وأطاع الله إلى المنتهى.
قال الشيخ عبد العليم الشرقاوي:
كان لمجيئ عيسى هدف واحد وهو أن ينال أتباعه الحياة الأبدية حتى لا يعرفوا الخوف أو الرهبة يومالقيامة والحساب، وسيبث الله روحه وحياته في قلوبهم إلى أن يقوموا من بين الأموات، ويعيشوا منذ الآن في الحياة الأبدية.
قال ناجي فياض:
إن الطريق الوحيد لنيل الروح هو معرفة الله حق المعرفة، فلا يكفي أن نؤمن بأن الله حي موجود، بل علينا أن نركز على جوهر الله وندرك صفاته. أعلن إلهنا أنه إله المحبة المعتني بأبنائه والمضحي بأثمن ما يملك كي ينقذهم من الموت والهلاك. وليس ذلك فحسب، إنما قبل أن يلقب من قبلهم بـ “أبونا” يتنازل لتكون له علاقة شخصية ومباشرة معهم.
قال الشيخ عبد الله السفياني:
اعتذر منكم إذا أخبرتكم أن عبارة “الله أبونا” لا أتحملها، كما أنني لا أستطيع نطقها، وكلما سمعتها يقشعر بدني إذ اعتبرها تجديفا وقذفاً في حق الله تعالى. إن هناك فرقاً شاسعاً بين الخالق والمخلوق، فمن أنا حتى أدخل في علاقة شخصية ومباشرة مع الله.

قال القس فاديعبد المسيح:
لا يستطيع أي إنسان أن يدرك حقيقة الله من تلقاء نفسه إلا إذا أخذ سبحانه وتعالى بيده وأعلن له عن نفسه. فبعدما تجسد يسوع كشف الله له عن نفسه وأوضح له علانية انه “ابنه الحبيب الذي به سر”. من يعرف محبة الآب السماوي ويدرك محبة ابنه الوحيد ينصهر في هذه المحبة، وكل من حل عليه روح الله ينال الحياة الأبدية ولا خوف عليه فيما بعد.


لخص الشيخ عبد العليم الشرقاوي اللقاء قائلا:
تطرقنا إلى معمودية عيسى على يد يحيى في نهر الأردن، ورأينا كيف أيده روح الله وأقر بأنه ابنه الروحي. وقرأنا أن روح الرب حل عليه لأنه مسحه وباركه فحق له أن يسميه “أباه الروحي”، ويدعونا المسيح أن نتبعه بثقة كما تتبع الخراف راعيها لننال منه الحياة الأبدية ويحفظنا ويحمينا من كل شر وسوء عاقبة.
إننا بحاجة إلى دراسة أعمق في آيات الإنجيل كي ندرك من هو الله ومسيحه وروحه، فهم ليسوا ثلاثة بل واحد في المحبة وفي التواضع والقوة.

  رد مع اقتباس