منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 05 - 2014, 03:38 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,223,531

الأب والتلميذ


تبرُز في الرهبنة المُبكِرة والحديثة أيضًا رُتباتان رهبانيتان أساسيتان هما:
الأب Elder
والتلميذ Disciple
وتظهران كرُتبتين هيرارخيتين في الأدب الرَّهباني المُبكِر وفي التقليد الرَّهباني، فالآباء جميعهم لابد أن يبدأوا من رُتبة التلميذ ويتدرجوا حتّى يبلُغوا درجة الأب، وهذا الانتقال يستغرِق زمنًا ليس بالقليل، وتُقدِّم لنا اللُغة اليونانية العديد من المُصطلحات التي تصِف رُتبة الأب ورُتبة التلميذ ودور كلٍّ منهما، وكلٍّ من هذه المُصطلحات يعكِس مفهومًا لهاتين الدرجتين في الفترة التي ظهر فيها المُصطلح، فمثلًا: اللقبان ”شيخ Geron“ و”أب Pater“ كانا يُستخدما لوصف الأب في الفترات المُبكرة جدًا، وقد وَرَدْ أولهما ”شيخ Geron“ مرَّات عديدة في كتاب ”الأقوال“ وفي كِتابات القديس إيڤاجريوس البُّنطي المُلقب بمارِأُغريس (انظُر كتابنا ”إيڤاجريوس البُّنطي“ – الذي سننشره هنا في موقع الأنبا تكلا من سلسلة آباء الكنيسة - إخثوس ΙΧΘΥΣ )، ويُستخدم هذا المُصطلح للتعبير عن حكمة ونُضج الأب أكثر مِمّا للتعبير عن سِنُّه وتقدُّمه في الأيام، أمَّا المُصطلح الآخر ”أب Pater“ فكان يُستخدم للدلالة على محبته الأبوية، واهتمامه بتلميذه الذي هو ابنه الروحي.
بالإضافة إلى ذلك، استخدم الأدب الرَّهباني كلمتي ”هيغومينوس Hegoumenous“ و”آباس Abbas“ وهذه الثَّانية كلمة سريانية من أصل سامي كانت تتداول في الأوساط الرهبانية بمعنى ”أب روحي“ حتّى عام 330 م كما يتضح من ورودها الكثير في شكلها القبطي في مُراسلات عديدة (1)، وهي ترِد مرارًا في العديد من المصادر الرَّهبانية المُبكِرة ولا تزال مُستخدمة حتّى الآن كما هو الحال مع جميع المُصطلحات التي أسلفناها (2).
والمُصطلح الآخر ”هيغومينوس Hegoumenous“ يعني ”رئيس دير“، وقد بدأ استخدامه عندما تحوَّلت الرهبنة من طابِع الوحدة إلى حياة الشَرِكَة، وقد استخدم باخوميوس هذا المُصطلح في قانونه (3)، وأيضًا نيلوس النَّاسِك ويوحنَّا الدَّرجي وأخرون كثيرون.

الأب والتلميذ
وبينما كان مُصطلح ”رئيس“ يُطلق فقط على رئيس الشركة الرهبانية، كان مُصطلح ”أب“ يُطلق على أي ناسك له تلميذ أو أكثر تحت إرشاده، أو على الرُّهبان الموقرين بسبب فضائلهم وجهاداتِهِم، أمَّا عن لقب ”آباس Abbas“ فكان يُعطى فقط للرُّهبان المُتميزين الذين بتعاليمهم وسِيَرِهِم صاروا مُعلِّمين للرهبنة كلّها، ومن الجدير بالذِكْر أنَّ الفصول الأولى من سيرة الأنبا باخوميوس لا تستخدم لقب ”آباس“ في الإشارة إليه لأنه كان يُعتبر صغيرًا جدًا.
وأخيرًا، كان هناك مُصطلحان آخران يُستخدمان في الإشارة إلى رئيس الشَرِكَة (4)، أحدهما هو ”أرشمندريت Archimandrite“ ويعني ”أن ترأس قطيع“ كما كانت الأديُرة تُسمَّى في سوريا والميصة، وهذا يدُل على أنَّ اللقب قد خرج في الغالب من سوريا، وقد وَرَدْ مرّتين في التاريخ اللوزياكي لبالاديوس، كما وَرَدْ في كِتابات باسيليوس وفي كتاب ”خزانة الدواء أو البناريون Panarion“ للقديس إبيفانيوس أسقف سلاميس وفي نصوص أخرى قديمة، وفي بعض الأحيان، كان الأرشمندريت رئيسًا لمجموعة من الأديُرة، وذلك بصفة خاصَّة في فلسطين (5).
أمَّا المُصطلح الثَّاني فهو ”برويستوس Proestos“ ويعني ”أن تكون رأسًا لـ...“ وصار يُستخدم بمعنى رئيس دير (6).
نأتي الآن إلى التلميذ، فنجد أنَّ مُصطلح ”أركاريوس Archarios“ كان يُطلق عليه وهو يعني ”مُبتدئ“ وفيما بعد عندما تأسَّست حياة الشَرِكَة وكان يُنظر إلى فضيلة الطاعة كأهم فضيلة لازمة للراهب، خاصَّة المُبتدئ، بدأ استخدام لقب ”هيبوتاكتيكوس Hypotaktikos“ والذي يعني ”الشخص الذي يطيع“ أو ”تحت الطاعة“ للدلالة على أنَّ عمل التلميذ الأوَّل هو أن يطيع أباه الروحي، وأخيرًا كان مُصطلح ”ماثيتيس Mathetes“ والذي يعني ”الشخص الذي يتعلَّم“ أو ”تلميذ“ يُستخدم هو الآخر باتساع (7).
والألقاب القبطية الرَّهبانية للأب هي: ”هيللو Hello“ وتعني ”شيخ“ ولقب ”ناج Nag“ ويعني ”عظيم“ وبدلًا من كلمة ”آباس“ استُخدِم لقب ”آبا“.
والإصطلاحات السريانية نافعة أيضًا، فالمُصطلح السرياني لكلمة ”هيغومينوس“ هو ”ميشاب لاڤا meshab lava“ ويعني ”قائد“ وكلمة ”ريش ديرا resh daira“ وتعني ”رئيس دير أو أرشمندريت“.
والمُبتدئ يُسمَّى ”تلميدا Talmida“ أي ”تلميذ أو شخص يتعلَّم“ والرُّهبان بصفة عامة يُدعون ”ديرارا dairara“ أي ”ساكن دير“.
وفي هذا الفصل سندرس أولًا مكانة الأب في الرهبنة ودوره ومُقوماته ثم سنتناول التلميذ وشخصيته والدوافع وراء خروجه إلى البريَّة وحاجته إلى الأب وأخيرًا فرادته الشخصية.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
توما الرجل والتلميذ الشكاك
توما الرجل والتلميذ الخائف
توما الرجل والتلميذ الشجاع
الغنى الحزين والتلميذ السعيد
أضحك مع الأستاذ والتلميذ


الساعة الآن 03:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024