منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 01 - 2023, 02:28 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,462

القديس غريغوريوس اللاهوتي | رفض الكهنوت وقبوله





القديس غريغوريوس اللاهوتي


رفض الكهنوت وقبوله

وضع القديس غريغوريوس اللاهوتي هذه النظرية الشاملة عن الكهنوت كعلم علاجي وعن الكاهن كمعالج لكي يدافع عن هروبه إلي بنطس. كما ذكرنا من قبل، هرب القديس غريغوريوس إلي بنطس بعد رسامته كاهناً وعندما عاد ألقي هذه العظة. سوف نتناول هنا هروبه وعودته بتفاصيل أكثر.

يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي أنه كان مدعواً للكهنوت في عمر مبكر وأنه قُدِم كعطية الله من رحم أمه. "وعلي الرغم من أنني دُعيت منذ شبابي، قد يكون ذلك أمراً غير معلوم بالنسبة لأغلب الناس، وكنت قد أُلقيت عليه من الرحم، وقُدِمت بوعد من أمي، وبعد ذلك تم تثبيتي في ساعة الخطر"، و "في نفس الوقت نما حنيني الشخصي". علي الرغم من ذلك، شعر القديس بأنه كان ضعيفاً جداً علي هذه الحرب. بالتالي يقول هو نفسه: "هربت، مختبئاً في خجل، وجلست وحدي، لأنني كنت مملوءاً مرارة وطلبت الصمت فاهماً أنه زمان شرير". إذ قرأ القديس العهد القديم، رأي كلمات الأنبياء عن رعاية قطيع البشر والمواهب التي يحتاجها من يتولى هذه الرسالة التي تحمل مسئولية. بالتالي، كانت كلمات الأنبياء التي قام بوضع قائمة بها عائقاً أمامه. لقد كان يعرف أنه لن يكون كما كان يريد الله من كهنته أن يكونوا. لم يكن قد أصبح مكاناً لسكني الله وهيكلاً للروح القدس، ولم تكن لديه تلك المؤهلات الأساسية.

يوجد سبب آخر وهو محبته للهدوء، الذي من خلاله يلمس المرء الله، أو بتعبير أدق، يصبح هيكل الله. إنه يكتب قائلاً: "ثم أتي عليّ اشتياق غيور لبركات الهدوء والعزلة، الذي افتتنت به في البداية بدرجة كبيرة كما أظن أكثر من أي دارس للرسائل....". لقد أراد أن يميت حواسه، وأن يبتعد عن الجسد والعالم، وأن يتحدث مع الله، وأن يصبح مرآة نقية، "مضيفاً نوراً علي نور". إنه يقول أيضاً أنه لو أن أحداً لديه هذا الاشتياق القوي، فإنه سيفهم ما يعنيه وسوف يسامحه علي رغبته العظيمة. إنه يكتب قائلاً: "لو أن أحدكم قد أُخِذ بهذا الاشتياق، فإنه يعرف ما أعنيه وسوف يتعاطف مع مشاعري في هذا الوقت". لقد رأي الهدوء، بكل معني الكلمة، كشرط رئيسي للوصول لله.

في النهاية أطاع الله وعاد. إنه يصف الصراع الذي دار داخله والأفكار التي اختبرها. لقد كان قلقاً من أمرين يخيفانه: الخوف من وظيفة الكهنوت والخوف من عدم الطاعة. في البداية كان مغلوباً من الخوف من الوظيفة الكهنوتية، ومن الاقتراب من المذبح المقدس دون أن يكون مستحقاً لذلك، بالإضافة إلي الخوف من عدم الطاعة. إلا أنه بينما كان متذبذباً بين الاثنين، غُلب من الخوف الأقوى الذي هو الخوف من عدم الطاعة. "إذ ملت أولاً في هذا الاتجاه ثم في ذلك، خضعت أخيراً للأقوى، وغلبني الخوف من عدم الطاعة وفاز بي".

إنه يكتب في بداية العظة أنه غُلب علي أمره واعترف بالهزيمة قائلاً: "لقد غُلبت، واقتنيت هزيمتي. لقد أخضعت نفسي للرب وصليت إليه".

إنه يبرر هذه الهزيمة بأن يشير إلي الأسباب التي جعلته يعود. كان السبب الأول محبته لأولئك الذين أحبوه. "اشتياقي إليكم، والشعور باشتياقكم لي، جعلني أكثر من أي أمر آخر أعود، لأنه لا يوجد ما يجعلنا ننحني بهذه الشدة للمحبة مثل المحبة المتبادلة". كان سببه الثاني هو قلقه علي أبيه وعلي أمه التقية وواجبه من نحوهما: "كبر سن وضعف أبواي القديسين". إنه يشير إلي أبيه بوصفه إبراهيم أبي الآباء وأنه شخص ينبغي أن يُكرم. "إبراهيم أبو الآباء ذلك... وسارة اللذين تألما في ولادتي الروحية بتربيتي في الإيمان". السبب الثالث والأهم هو ما حدث مع اليونان. لقد هرب من حضرة الرب، لكن الرب أراد منه أن يكرز بالتوبة. يعطي القديس غريغوريوس اللاهوتي تعليقاً مميزاً، أري أنه ينبغي أن يتولد في ذهن كل المرشحين للكهنوت وأولئك الذين يمارسون هذا السر العظيم. "لاحظ كيف أنني قمت بدقة بعمل الاتزان بين المخاوف، لا اشتهاء وظيفة لم تُمنح لي، ولا رفض وظيفة ممنوحة لي". بتعبير آخر، ينبغي علي الشخص ألا يطلب القيادة الرعوية ما لم تُعطَ له، لكن لا ينبغي عليه أيضاً أن يرفضها عندما تُقدم له. تظهر هذه النقطة النضج الروحي الذي للقديس غريغوريوس.

يختم القديس بعبارة شخصية مؤثرة يوجهها للرعاة، وللقطيع، ولأبيه الشخصي. سوف أوردها هنا كاملة: "ها أنذا يا رعاتي وزملائي الرعاة، ها أنذا أيها القطيع المقدس المستحق للمسيح الذي هو رئيس الرعاة، ها أنذا يا أبي، مستسلماً بالكلية وخاضعاً لكم بحسب قوانين المسيح وليس بحسب قوانين الأرض: هنا طاعتي، فكافئوها ببركتكم. قودوني بصلواتكم، وارشدوني بكلماتكم، وثبتوني بروحكم. بركة الأب ثبتت بيت الأبناء، لعلني أثبت أنا وهذا البيت الروحي، البيت الذي اخترته، والذي أصلي أن يكون راحتي للأبد، عندما أعبر من الكنيسة هنا إلي الكنيسة هناك، التي هي الاجتماع العام للأبكار المكتوبين في السماء".

علي الرغم من أن القديس غريغوريوس اللاهوتي كان قد قَبِل مهمة رعاية القطيع، إلا أنه مازال يطلب بركة وإرشاد أبيه الروحي، أسقفه الذي كان أيضاً أبيه بالجسد. الطريق طويل جداً علي أي أحد لكي يعبره وحده. الضمان هو أن الكاهن كمعالج يستطيع النجاح في مجهوداته لو خضع للأسقف ولكل تقليد كنيستنا، ولو كان لديه مرشداً روحياً. يحدد المقدار الذي اشترك فيه الكاهن في المنهج العلاجي المقدار الذي يستطيع به أن يطبقه علي الآخرين.

يظهر هذا التحليل لعظة القديس غريغوريوس اللاهوتي أن الكهنوت هو أولاً وقبل كل شيء علم علاجي، وأن الكاهن هو معالج لشعب الله. الكنيسة هي مستشفى روحي. تماماً مثلما يكون اهتمام الأطباء الرئيسي في المستشفى هو علاج الناس وليس حل المشاكل الاجتماعية والسياسية والأسرية، هكذا مهمة الكاهن في مستشفى الكنيسة الروحي هي علاج المرضي، وإحضار نوسهم الميت إلي الحياة. سوف يتم التغلب علي كل المسائل الأخرى (الاجتماعية، أو المنزلية، أو الزوجية، أو الاقتصادية) من خلال علاج وشفاء النوس الميت. هذا هو عمل الكاهن الرئيسي، وخصوصاً الأسقف. توجد بالطبع أعمال إنسانية ينبغي عملها أيضاً، لكن لا ينبغي إغفال المهمة الروحية الخاصة بعلاج النوس المجروح، والمريض، والميت.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس غريغوريوس اللاهوتي | الكهنوت كعلم علاجي
القديس غريغوريوس اللاهوتي | ما هو الشفــاء
القديس غريغوريوس اللاهوتي
شهادة القديس غريغوريوس اللاهوتي في القديس باسيليوس الكبير
صورة القديس غريغوريوس اللاهوتي


الساعة الآن 07:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024