منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 08 - 2023, 11:30 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,223,289

الحرص على حفظ العِفة





الحرص على حفظ العِفة

عندما ظهر الملاك جبرائيل الي مريم يذكر الكتاب انها “:” فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ” (لوقا29:1). انه ليس من المستغرب ان الأنجيل قال لنا ان مريم قد اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، ولاحظ هنا ان انجيل لوقا يقول لنا ان مريم لم تكن مضطربة من ظهور الملاك بل من “كلامه”. هذا مختلف تماما من قلق زكريا الكاهن في المنظر او الحادثة السابقة لهذ الظهور كما جاء في انجيل لوقا فكانت رد فعل زكريا هو الخوف من ظهور الملاك له في الهيكل:” فَلَمَّا رَآهُ زَكَرِيَّا اضْطَرَبَ وَوَقَعَ عَلَيْهِ خَوْفٌ(لوقا12:1). أما مريم فعلى العكس اضطربت من كلمات الملاك وفكّرت مدى تأثير ذلك الكلام على حياتها فلقد ايقنت ان شيئا ما هاما سيطلب منها مثل موسى وجدعون وآخرين الذين دعاهم الله فبنفس الطريقة جاءت الدعوة ولذا من المحتمل ان تساءلت ما عسى ان تكون تلك المهمة وهل في قدرتها إتمامها. كانت وحيدة مع الملاك ولم يوجد أي شهود وربما كان هذا وحده مدعاة لذلك الخوف المقدس.

ردا على ما قد يشغل بال مريم اجابها الملاك جبرائيل قائلا:” «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ(لوقا30:1). هل شعرت يوما ما ان الله قد يريد منك ان تقوم بعمل شاق او تغير شيئ ما في حياتك؟ عندما يدق الله باب قلوبنا البعض منا قد يشعر بقليل من الخوف وتشعر انه من المفترض ان تقول لشخص انك آسف ولكن جزء منك لا يريد ان يعترف انك مخطئ، فأنت تشعر بانك تساق لأن تعطي أكثر من نفسك لأطفالك ولكنك متردد ان تتخلى عن كل الوقت والجهد تمضيهم معهم والوقت الذي تريده للتقدم في مجال عملك، او من انك تشعر بأنك لا يجب ان تشاهد برنامج معين في التلفاز او تنظر الي موقع الكتروني معين ولكنك لا تبغي التخلي عن ذلك. او قد تفكر ان الله يريدك ان تشارك بقليل من إيمانك وتدافع عن القيم المسيحية ولكنك تخاف ما الذي قد يفكر فيه الآخرون وما الذي سيقولونه عنك.

لقد كشف الأنجيل المقدس عن مثل ذلك الخوف ومن انه شعور بشري طبيعي ورد فعل متوقع من دعوة الله لنا. عندما نشعر ان الرب قد يدعونا لأن نقوم بشيئ ما جديد ونواجه تحديا ما او نعمل تغيير كبير فقد نشعر ببعض الصعوبة وعدم الإرتياح ويتبادر في أذهاننا أسئلة كثيرة مثل: ما الذي يعنيه هذا بالنسبة لي؟ هل يمكنني ان أقوم بهذا؟، كيف سيتم ذلك؟، هل حقيقة اريد ان اتخلى عن ما انا فيه؟ وهل يمكنني ان أعطي او ان أحاول؟ ومثال مريم قد نشعر “نضطرب من كلامه” عندما نشعر ان الرب قد يسألنا شيئا ما صعب او غير معتاد.

تلك المشاعر البشرية المبدأية للخوف والتساؤل لا يجب ان تحكمنا او تبعدنا عن تنفيذ مشيئة الله، فليس فقط لأننا نشعر ببعض الإضطراب ووضع غير متوقع اواحتمال جديد او تغيير فيه تحدي او ان نشعر ان الرب يطالب بشيئ صعب منا ان كل هذا يعني ان نغلق الباب امام شيئ غير مكشوف بعد لنا. نحن نريد ان نكون مثل مريم التي تحكمت في مشاعرها وفكّرت ما عسى ان تكون تلك التحية وما الذي يريده الرب ان يظهره لها، وكما قال لنا القديس لوقا:” وفكّرت ما عسى ان تكون هذه التحيـة“(لوقا29:1). ان القديسة مريم لم يكن لديها أي شك في مدى احتمالية ما قاله الملاك لها:” وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ”(لوقا31:1)، لأنها تؤمن “ لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ»(لوقا37:1)، فهي قد تساءلت فقط كيف يكون هذا؟. ان تساؤلها منطقي ولم يزد عن هذا وهنا يمكنك ان تكشف كيف ان تلك النفس كانت حريصة على كنز بتوليتها وطهارتها وعفتها.

ان معظمنا عندما يطرق الرب باب قلوبنا يدعونا ان نعمل شيئا ما صعب سواء كان ان نتخلى عن شيئ محبب لنا او تغيير أخلاقي في حياتنا او نأخذ خطوة صعبة او ان ننتقل الي مكان جديد او عمل جديد فيه خدمة أكثر نجد أنفسنا ان طلب الرب هذا صعب للغاية فنغلق الباب امام بشارتنا الخاصة ونهرب من ذلك الطريق الذي يشاء الرب ان يقودنا فيه لفائدتنا الروحية. اذا ما نظرنا لحياتنا من الخارج قد تستمر حياتنا كما هي بدون أي تغيير ولكن من الداخل شيئا ما عميق قد تغير رغبتنا ان نفتح أبواب قلوبنا للرب على مصراعيها وان نتبعه مهما كانت رغباتنا ونسلّم له قيادة حياتنا حسب مشيئته فنحصل على السعادة الغائبة والتي طالما نبحث عنها.

صلاة: اجعلينا يا مريم أن نسلك طرق الربّ القويمة وكوني شفيعتنا رغم تناسينا لك، لأنّنا ضعفاء، قوّينا بقوّة الروح القدس الذي حلّ عليك، فنكون رسلاً وشهودًا لكلمة الله القدّوس نحملها في قلوبنا وتكون الوحيدة على ألسنتنا لأنّ لا شيء أرفع وأسمى وأقدس منها. آمين.

اكرام: اهتف باسم مريم في بدء اعمالك وسائر ساعات حياتك

نافذة : السلام عليك يا حياتنا ولذتنا ورجائنا

يتلى سر من اسرار الوردية -طلبة العذراء المجيدة
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
في المدرسة يعلمونك الدرس ثم يختبرونك, اما الحياة فتختبرك ثم تعلمك الدرس
الجرس
صاحب فكرة الحرس الثوري لـ الوطن الإخوان رحبت بالفكرة وننتظر موافقة مرسى لتشكيل الحرس وحماية الشرعية
رغم "الكارت الأحمر"..مرسي يؤدى الجمعة وسط الحرس الجمهوري بدار الحرس
الغضـب


الساعة الآن 07:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024