منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09 - 04 - 2014, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,954

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح

اجذبني وراءك فنجري




كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
" أجذبني ورائك فنجري" (نش 1: 4)
ما أشد حاجة المسيحي الحقيقي إلى سكب قلبه أمام الرب والتوسل إليه بهذه الطلبة اجذبني.. نحن لا نقدر أن نأتي إلى المسيح بقوتنا الذاتية "لا يقدر أحد أن يُيقبل إلىّ إن لم يجتذبه الآب" (يو 6: 44).. هكذا لا نستطيع كمؤمنين أن نركض وراءه إن لم يجتذبنا هو.. لقد عرفت العروس حقيقة ذاتها وإنه بدونه لا تقدر أن تفعل شيئًا (يو 15: 5)، وأن ليست فيها القوة للجري والركض ما لم يجذبها هو وراءه، فضلًا عن وجود عوامل جذب مضادة. لذا كانت طلباتها دائمًا " اجذبني، حتى جاء الوقت وقال الرب قبيل آلامه " وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إليّ الجميع. قال هذا مشيرًا إلى أيه ميته كان مزمعًا أن يموت" (يو 12: 32، 33). هذه هي الجاذبية التي خلقها الصليب في أعماق الإنسان المؤمن، فلا يجري خلفه وحده بل يجتذب معه آخرين يركضون بفرح.. هذا هو سر الصليب. إنه يحمل قوة الشهادة وسر الفرح.. لقد انجذب زكا العشار للسيد المسيح، فجمع الخطاة والعشارين ليلتقوا بالرب ويفرحوا به، والسامرية تركت جُرتها وذهبت إلى مدينتها لتقول لأهلها. هلموا أنظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت. ألعل هذا هو المسيح. فخرجوا من المدينة وأتوا إليه (لو 19، يو 4: 29).. وكانت السامرة هي أول مكان في العهد الجديد دُعي فيه المسيح مخلص العالم
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 04 - 2014, 05:17 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,954

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح

أدخلني الملك إلى حجاله. نبتهج ونفرح بك. نذكر حبك أكثر من الخمر. بالحق يحبونك



" أدخلني الملك إلى حجاله. نبتهج ونفرح بك. نذكر حبك أكثر من الخمر. بالحق يحبونك" (نش 1: 4).
طلبت العروس إلى العريس أن يجذبها وراءه. وكانت النتيجة أنه أمسك بها وأدخلها إلى حجاله الروحي في أبهى وأبهج لقاء!!
يرى العلامة أوريجينوس في تفسيره أن الدخول إلى الحجال هو الانتقال من تفسير كلمة الله تفسيرًا حرفيًا إلى التفسير الروحي العميق، والدخول بعمل الروح القدس إلى أسرار كلمة الله.. ويرى البعض أن الحجال الإلهي هو سر المعمودية المقدس.. تلتقي النفس في جُرن المعمودية بالمسيح عريسًا، ويلبس الإنسان الجديد، وتلبس النفس المسيح كثوب أبيض للعرس الأبدي، تلبسه كثوب برّ وقداسة، تتزين به وتحيا إلى الأبد.. يقول بولس الرسول "لأن كلكم الذين اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح" (غل ٣: ٢٧).

كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
وماذا في هذا الحجال..؟! هناك تنبهر أبصار العروس بطلعة العريس البهية.. هناك تتمتع النفس بالشركة الهادئة والمناجاة الحِبيّة في تلك الغرفة السرية.. هناك السعادة الحقيقية التي تنشدها كل نفس "لأن يومًا واحدًا في ديارك خير من ألف" (مز ٨٤: ١٠).. "واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي لكي أنظر جمال الرب" (مز ٢٧: ٤).
ثم أن العروس تعترف أن العريس هو الذي أدخلها إلى حجاله "ليس أننا كفاة من أنفسنا أن نفتكر شيئًا كأنه من أنفسنا بل كفايتنا من الله" (٢كو ٣: ٥).. "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيء".. إننا كحمامة نوح التي أطلقها ليعزف حالة الأرض بعد توقف الطوفان. لما لم تجد مقرًا لرجلها عادت إلى الفلك. ولكنها لم تستطع الدخول وحدها "فمد نوح يده وأخذها وأدخلها إلى الفلك" (تك ٨: ٩).
لقد أدرك داود هذه الحقيقة وهى أنه من ذاته لا يستطيع الدخول إلى حجال الملك ولذا قال "واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس أن أسكن في بيت الرب..".
العريس هو الذي أدخلها، ولكنه في نفس الوقت هو الملك.. هذا هو الذي أتى المجوس من المشرق ليسجدوا له وهم يتساءلون "أين هو المولود ملك اليهود؟"!!
"نبتهج ونفرح بك"
على الرغم من أن العروس دخلت حجال الملك ولا شك أن هذا الحجال كان فيه من الأمور التي تبهر النفس لكن موضوع بهجة العروس وفرحها هو العريس ذاته "نبتهج ونفرح بك"..
إن مريم المجدلية وهى عند قبر المخلص، رأت ملاكين بثياب بيض. لكن منظرهما لم يشغل قلبها وفكرها لأن هدفها الأوحد كان هو السيد نفسه "من لي في السماء ومعك لا أريد شيئًا في الأرض" (مز ٧٣: ٢٥).
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 04 - 2014, 05:18 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,954

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح

أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم، كخيام قيدار، كشقق سليمان



"أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم كخيام قيدار tents of Kedar كشقق سليمان" (نش ١: ٥).
لقد بدأت العروس نشيدها بالتغني بالعريس ومحبته وأنها أطيب من الخمر، وبجلال اسمه وبهاء حجاله.. هناك في جو الشركة المقدسة معه، وفى بهاء نوره قد أدركت حقيقة ذاتها، وما هي بحسب الطبيعة.. وهذا الاختبار لا يمكن أن يدركه المؤمن إدراكًا صحيحًا إلا في نور الله أما المسيح.. فهناك داخل حجال الملك تكشفت أما العروس حقيقة ذاتها وأنها "سوداء"..

كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
هذا عين ما أدركه إشعياء النبي، فإنه إذ رأى السيد الرب جالسًا على كرسي عالٍ ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل والسيرافيم يعلنون قداسته قال "ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين، أنا ساكن بين شعب نجس الشفتين. لأن عيني قد رأتا رب الجنود" (إش ٦: ٥).. إن النبي لم يعرف ذاته المعرفة الحقيقية ويدرك أنه إنسان نجس الشفتين إلا عندما أبصر الملك القدوس في جلاله..
وهذا هو عين إحساس سمعان بطرس بعد معجزة صيد السمك الكثير.. "خرّ عند ركبتى يسوع قائلًا أخرج من سفينتي يا رب لأني رجل خاطئ" (لوقا ٥: ٥ ٩).
وشاول الطرسوسي الذي اضطهد كنيسة الله بإفراط وكان يخربها، لم يعرف حقيقة ذاته إلا بعد أن "أبرق حوله نور من السماء" وسمع صوت الرب وتحادث معه.. ومن ثم كان يعلن ضعفه "أنا الذي كنت قبلًا مجدفًا ومضطهدًا ومفتري".
إن العروس تعترف بضعفها الذاتي، لكنها تعلن عن جمالها الذي اقتنته من خلال اتحادها بالمسيح يسوع ربها قائلة "أنا سوداء يا بنات أورشليم كخيام قيدار".. وقيدار منطقة صحراوية بسوريا حاليًا، اسمها يكشف عن سواده.. فقيدار هو من نسل إسماعيل (تك ٢٥: ١٣) ومعناه الأسود.. وهو من نسل الجارية الذي يعتبر صورة للخطية الساكنة في الإنسان. وكان بنو قيدار حيثموا حطوا رحالهم يسكنون خيامًا سوداء..
"سوداء وجميلة" سوداء كخيام قيدار وجميلة "كشقق سليمان" الناصعة البياض.. هاتان الصفتان المتضادتان تبينان حالة الإنسان المؤمن. فهو بحسب طبيعة وارث لطبيعة آدم الساقطة "ليس ساكن فيَّ أي في جسدي شيء صالح" (رو ٧: ١٨)، لكنه في المسيح إنسان جديد، ابن الله وشريك الطبيعة الإلهية (رسالة بطرس الرسول الثانية 1: 4)..
يقول القديس أغسطينوس "كان الرسول بولس قبلًا مجدفًا ومضطهدًا وضارًا. كان فحمًا أسود غير متّقد. لكنه إذ نال رحمة التهب بنار من السماء. لقد ألهبه صوت المسيح نارًا، وأزال كل سواد كان فيه. لقد صار ملتهبًا بحرارة الروح. حتى ألهب آخرين بذات النار الملتهبة فيه". هكذا الإنسان قبل اتحاده بالمسيح.
يقول القديس أمبروسيوس أسقف ميلان "إذ لبست النفس تلك الثياب في جُرن المعمودية، تقول في نشيد الأناشيد: أنا سوداء وجميلة (كاملة) يا بنات أورشليم. إني سوداء حسب الضعف البشرى، كاملة حسب سرٌ الإيمان" (في الأسرار ٧).
ويقول أيضًا "الكنيسة سوداء بخطاياها، كاملة بالنعمة. إنها سوداء بالطبع البشرى، كاملة بالخلاص.. سوداء بأتربة الجهاد، كاملة عندما تتكلل بحلى النصرة" (الروح القدس ١١٢).
ومهما يكن الأمر، فنحن نجد في هذه العبارة "أنا سوداء وجميلة" علاجًا روحي.. فحينما يُحارَب الإنسان بالبرّ الذاتي يذكر "أنا سوداء"، وحينما يُحارَب بصغر النفس يذكر قول العروس "أنا سوداء وجميلة".
وللعلامّة أوريجانوس تفسير خاص لعبارة "سوداء وجميلة".. إنه يفسر بنات أورشليم على أنهم اليهود والسوداء على أنها كنيسة الأمم.. ويقول:
"تتكلم العروس مرة ثانية. ولكنها في هذه المرة لا تتوجه بكلامها إلى العذارى اللاتي ركضن معها، لكن إلى بنات أورشليم اللاتي اتهمنها بالقبح. فهي تجيب قائلة أنا حقًا سوداء بحسب طبيعتي، ولكن إن أمعن أحد النظر في ملامحي الداخلية فأنا جميلة. لأن خيام قيدار سوداء"..
"من جهة المعنى السري. إن هذه العروس التي تتكلم تمثل كنيسة الأمم. لمن بنات أورشليم اللاتي توجه كلامها إليهن هنّ نفوس الذين يوصفون بأنهم أحباء من أجل الآباء من جهة الاختيار، ولكنهم أعداء من جهة الإنجيل (رو 11:28). هؤلاء إذن هم بنات أورشليم الأرضية، الذين ينظرون إلى كنيسة الأمم فيحتقرونها ويذمونها بسبب مولدها وأصلها الوضيع لأنه لا يجرى فيهم دماء إبراهيم واسحق ويعقوب.
لأجل كل هذا هي تنسى شعبها وبيت أبيها وتأتى للمسيح (مز 45: 11").
" إن بنات الشعب الأول يتهمنها بهذه التهم ولذلك يدعونها سوداء لأنها لم تَستنير بتعاليم الآباء. وتجيب على اعتراضهم: أنا حقًا سوداء يا بنات أورشليم. أنا في هذا لا أدعى انحداري عن رجال مشاهير. ولا أنا اقتبلت الاستنارة بناموس موسى. لكن لي جمالي الخاص. يوجد في الجمال الأول صورة الله التي خلقت عليها حينما أتيتُ الآن إلى كلمة الله (اللوغوس) نلت جمالي بسبب سواد لونى تقارنونني بخيام قيدار. ولكن حتى قيدار انحدر من إسماعيل، وإسماعيل كان له نصيب فىّ البركة المقدسة (تك 25:13 ؛16: 11).. أنا سوداء بسبب أصلى الوضيع ولكنى جميلة من خلال التوبة والإيمان، لأني اتخذت لنفسي ابن الله. لقد أخذت الكلمة الذي صار جسدًا. أنا أتيت إلى ذاك الذي هو صورة الله بكر كل خليقة الذي هو بهاء مجده ورسم جوهره (يو1:14 ؛ كو1:15 ؛عب 1: 3)."..
ثم يعرض أوريجانوس إثباتاُ لرأيه لبعض أحداث العهد القديم وما ورد فيه من عبارات فيها إشارة إلى دعوة الأمم (السوداء) ودخولها في الإيمان المسيحي:
(أ‌) زواج موسى النبي بالمرأة الكوشية (الحبشية) ذات البشرة السوداء، الأمر الذي أثار أخته مريم فتكلمت ضده، لهذا ضربت بالبرص (عدد 12: 110).. إن هذا صورة رمزية لاتحاد المسيح بكنيسة الأمم الذي أثار اليهود حتى رفضوا الإيمان به، وصاروا يعيرون الأمم بماضيهم..
(ب‌) قصة ملكة سبأ التي جاءت لتسمع حكمة سليمان (1مل 10)، حملت رمزا لكنيسة الأمم، وقد أشار المسيح إليها وهو يوبخ اليهود "ملكة التيمن (الجنوب سبأ) ستقوم في يوم الدين مع هذا الجيل وتدينه لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان. وهوذا أعظم من سليمان ههنا "(مت 12: 42).
لقد جاءت ملكة سبأ إلى سليمان وتكلمت معه بكل ما في قلبها (1مل 10: 2), وامتحنته بأسئلة والغاز ظنت أنها بلا إجابة.. لكن سليمان الحقيقي ربنا يسوع المسيح حل كل ما عسر عليها فهمه وأعلن لها معرفة الإله الحقيقي، وأوضح لها خلود النفس والدينونة الأخيرة.. الأمور التي عجز الفلاسفة أن يوضحوها للأمم بالحق.
حين رأت الملكة ما لسليمان من مجد وعظمة "لم يبق فيها روح بعد"(1مل 10:5). والكنيسة إذ تكتشف أسرار مسيحها المتألم تذوب حبًا، ولا تطيق البعد عنه، بل تشتهى أن تكون معه.
لقد قدمت ملكة سبأ للملك سليمان مئة وعشرين وزنة دهب (1مل 10:10) وهو ما سمح به الرب أن يكون عمر الإنسان زمن نوح (تك 6: 3) وهى سني حياة موسى النبي (تث 34:7).. والمعنى أن كنيسة الأمم أرادت أن تقدم كل عمرها كوزنات ذهبية، أي تحمل الطبيعة السماوية.
قدمت أيضًا أطيابًا كثيرة (1مل10:10)، وهى تقدمة الحب التي يتقبلها المسيح من الخطاة التائبين.
(ج) يقول داود بروح النبوة "يأتي شرفاء مصر. كوش تسرع بيدها إلى الله. يا ممالك الأرض غنّوا لله، رنموا للسيد. للراكب على سماء السموات القديمة" (مز 68: 3133)..إنها نبوة عن كنيسة الأمم التي تبسط يدها لله فتصير جميلة. ومن خلالها ينطلق لسان ممالك الأرض بالتسبيح لله.
(د) ويقول صَفَنْيا بروح النبوة "فانتظروني يقول الرب .. لأني حينئذ أحول الشعوب إلى شَفَةٍ نقية ليدعوا كلهم باسم الرب، ليعبدوه بكتف واحدة. من عبر أنهار كوش المتضرعون إلىّ. متبددىّ يقدمّون تقدمتي" (صفنيا 3:8 10).. إنها نبوءة عن تحول الشعوب الأممية إلى شفاه تسبيح نقية، وتعتبر أنهار كوش أي تترك سوادها والظلمة التي تعيشها لتعبد الله الحيّ وتقدم ذبيحة المسيح .
و في الكتاب أقوال كثيرة تشهد لهذه السوداء الجميلة وتؤكد أنها سوداء كخيام قيدار، لكنها جميلة كشقق وستائر سليمان في بيت الرب.
و ثمة ملاحظة أخرى.. على الرغم من أن المتكلم يبدو كشخصية واحدة. إنها تبدو تشبه نفسها بخيام قيدار (بصيغة الجمع) وبشقق سليمان بصيغة الجمع أيضًا. وهذه إشارة أن المتكلم هو مجموعة كنائس الأمم المنتشرة بالعالم.
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 04 - 2014, 05:20 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,954

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح

لا تنظرن إليَّ لكوني سوداء، لأن الشمس قد لوَّحتني


"لا تنظرن إلىّ لكوني سوداء، لأن الشمس قد لوّحتني. بنو أمي غضبوا علىّ. جعلوني ناطورة الكروم. أما كرمي فلم أنطره" (نش 1:6)
كان حريًا باليهود الذين عرفوا الإله الحيّ أن يكرزوا للأمم بهذا الإله في ظل اليهودية لكن المسيح يوبخهم بقوله "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيين المراؤون لأنكم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس فلا تدخلون انتم ولا تدعون الداخلين يدخلون.. ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تطوفون البحر والبرّ لتكتسبوا دخيلا واحدًا.
و متى حصل تصنعونه ابنًا لجهنم أكثر منكم مضاعف" (مت 23:13،15)..

كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
وأود أن أشير هنا إلى ما جاء بمثل الابن الضال بإنجيل معلمنا لوقا (15:1132) فإلى جانب أن هذا المثل يتكلم عن محبة المسيح للخطاة نجد أن الابنان يشيران للعالم في ذلك الوقت الذي كان منقسما إلى يهود وأمم. فالابن الأكبر يشير إلى اليهود لأن معرفتهم لله والوحدانية سابقة لمعرفة الأمم (الابن الأصغر). ونلاحظ كلمات الابن الأكبر حينما عاد. وشعوره من نحو أخيه "فدعا واحد من الغلمان وسأله ما عسى أن يكون فقال له أخوك جاء فذبح أبوك العجل المسمن لأنه قبله سالمًا، فغضب ولم يرد أن يدخل"(15:26 28). ثم يأتي حديثه مع أبيه "لما جاء ابنك هذا (ولم يقل أخي) الذي أكل معيشتك مع الزواني ذبحت له العجل المُسمن" هذا بالرغم من أن السيد المسيح لم يذكر أنه أكل معيشته مع الزواني بل "بذر أمواله بعيش مسرف" (15: 13) فهذا يمثل شعور اليهود (الابن الأكبر) من جهة الأمم. وهذا يظهر روح الكبرياء والغطرسة والازدراء.
كان خليقًا باليهود المتنصرين أن يسندوا الأمم ويكرزوا لهم بالصليب، لكنهم عوض الكرازة وقفوا يعيرونهم بالسواد وبوضاعة أصلهم وشرورهم السابقة بسبب الوثنية..
أما الأمم فأجابوا بأن سوادهم لم يجبلوا إليه، ولا يرجع إلى أنهم من طينة غير طينة اليهود لكن لأنهم نزلوا تحت الشمس فلوّحتهم!!
يقول أوريجانوس "صارت سوداء لأنها نزلت (تحت الشمس)، لكنها حالما بدأت تطلع (نش 8: 5 – من هذه الطالعة من البرية مستندة على حبيبها) مستندة على ابن أختها (الذي جاء من نسل داود حسب الجسد) وملتصقة به، ولا تسمح بشيء يفصلها عنه، حتى صارت بيضاء وجميلة. إن سوادها يتبدد تمامًا وتضئ بأشعة النور المحيط بها. هكذا تعتذر كنيسة الأمم لبنات أورشليم (اليهود) عن سوادها قائلة: لا تحسبن يا بنات أورشليم أن السواد الظاهر على وجهي طبيعي، لكن لتفهمن أنه قد حدث بسبب تجاهل شمس العدل (البرّ) لي. فإن "شمس العدل" لم يصوب أشعته علىّ مباشرة، لأنه وجدني غير مستقيمة. أنني شعب الأمم الذي لم يتطلع إلى شمس العدل ولا وقفت أمام الرب.. فأنني إذ لم أومن في القديم اختارك الله ونلت أنت رحمة واهتم بكِ "شمس العدل"، بينما تجاهلني أنا، ولّوحني بسبب عصياني وعدم إيماني. أما الآن فإنك إذ صرتِ غير مؤمنة وعاصية، صار لي رجاء أن يتطلع (شمس العدل) إلىّ أنا فأجد رحمة".
إن هذا يوضح ما قاله الرسول بولس "إن القساوة قد حصلت جزئيًا لإسرائيل إلى أن يدخل ملء الأمم.. فأنه كما كنتم أنتم مرة لا تطيعون الله ولكن الآن رحمتم بعصيان هؤلاء" (رو 11: 25، 30) (انظر نص السفر هنا في موقع الأنبا تكلا).. كان الأمم في القديم مثقلين بشمس التجارب، محرومين من شمس العدل (البر)، فأعطيت الفرصة لإسرائيل أن يختاروا وينعم عليهم بالرحمة. أما الآن إذ رفض اليهود المسيح شمس البر وسقطوا تحت العصيان وعدم الإيمان، تمتعت كنيسة الأمم بالمسيح شمس البرّ.. لقد زال عنها سوادها القديم بإشراق شمس البّر عليها. ولم تعد شمس الخطية تقوى عليها كما يقول المرتل "لا تحرقك الشمس بالنهار ولا القمر بالليل" (مز 121: 6).
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 04 - 2014, 05:21 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,954

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح

بنو أمي غضبوا عليَّ. جعلوني ناطورة الكروم. أما كرمي فلم أنطره



كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
"بنو أمي غضبوا عليّ. جعلوني ناطورة الكروم. أما كرمي فلم أنطره"
من هم بنو أمي.. أمي هنا تشير إلى اليهود، لأن اليهود والأمم من أم واحدة. أما بنو أمي فيشيرون إلى الرسل.. لكن كيف "غضبوا عليّ"؟.. إن هؤلاء الرسل لم يكفوا عن العمل بين الأمم الوثنية معلمين ببطلان عبادة الأوثان هادمين كل أبراج الشر وحصون التعاليم الخاطئة والمعتقدات الخرافية.. وعوض تغلغل الفساد بين الأمم، فبإيمانهم صاروا حارسين لكرم الرب وحفظة للناموس والأنبياء.. أما "كرمها الخاص" أي تعاليمها الوثنية فلا تعود تحفظها وتحرسها.
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 04 - 2014, 05:22 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,954

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح

أخبرني يا مَنْ تحبه نفسي




كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
"أخبرني يا من تحبه نفسي أين ترعى أين تُربض عند الظهيرة. لماذا أنا أكون كمُقَنعة عند قطعان أصحابك" (نش 1: 7).
رأينا المسيح في حديث العروس عريسًا ثم رأيناه ملك.. لكن ليس ملكًا كسائر الملوك، لكن كما يقول النبي قديمًا "قولوا بين الأمم إن الرب قد ملك على خشبة" (مز 96: 10 الترجمة القبطي).. والخشبة هي خشبة الصليب فهو ملك لكن ملكه ليس من هذا العالم..
لقد تعاملت العروس معه أولًا كالعريس وهنا إظهار للحب – ثم تعاملت معه كالملك الذي جذبها بمحبته التي أظهرها من خلال آلامه – والآن تتعامل معه كالراعي وهنا تظهر عنايته ورعايته للعروس..
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 04 - 2014, 05:22 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,954

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح

يا من تحبه نفسي
كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص "هذا هو الاسم الذي أدعوك به (يا من تحبه نفسي)، لأن اسمك فوق كل الأشياء، وهو غير مدرك حتى بالنسبة لكل الخلائق العاقلة. هذا الاسم يعلن عن صلاحك، ويجذب نفسي إليك. كيف أقدر ألا أحبك، يا من أحببتني هكذا وأنا سوداء. فبذلت ذاتك من أجل القطيع الذي هو موضوع رعايتك" (تفسيره على النشيد).
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 04 - 2014, 05:23 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,954

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح

أين ترعى؟ أين تربض عند الظهيرة؟



"أين ترعى أين تُربِض عند الظهيرة"
عندما تستبد المخاوف بالإنسان يبحث عن الراعي الذي يرعاه ويحميه.. هذا ما فعله داود حين اشتدت عليه التجارب فقصد بيت الله وهتف بالمزمور الخالد "الرب نوري وخلاصي ممن أخاف.." (مز 27).
إن موضع الراحة بالنسبة للنفس المتعبة هو بيت الله حيث تلتقي فيه بالرب الراعي والمخلص.. ففي بيته نلنا نعمة النبوة ونغتذي على جسده ودمه الأقدسين ونستظل – لا في ظل القدير – لكن تحت صليبه.

كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
العروس تسأله "أين تربض" أين تستريح؟ لأنها تريد أن تستريح فيه، ويستريح هو فيها "الله المستريح في قديسيه".
لكن ماذا عن وقت الظهيرة؟
حيث تكون الشمس في قوته.. هكذا رآه يوحنا في الرؤيا "ووجهه كالشمس وهي تضئ في قوتها" (رؤ1: 16).. ولا يتمتع أحد بالشمس هكذا إلا إن كان ابن النور وابن النهار (1تس 5: 5).. إن الشمس في قوتها تشير إلى شمس البّر وهو في كمال بهائه.. إن العروس تريد أن تلتصق بالرب حبيبها وهو في ملء عظمته.
وأيضًا لماذا اللقاء وقت الظهيرة؟!
(1) كان لقاء إبراهيم بالسيد الرب ومعه ملاكين وقت الظهيرة (تك 18: 1) وفيه كان الوعد بأن يكون لسارة ابن تتبارك فيه جميع قبائل الأرض.. كان مستودع سارة ميتًا، وكان إبراهيم شيخًا متقدمًا في السن.. إن إنجاب اسحق يمثل القيامة من الموت (مستودع سارة الميت).. لقد أقام الرب من موت إبراهيم وسارة حياة. هكذا بالحب نختبر قوة القيامة فينا.
(2) وفي وقت الظهيرة التقى يوسف بأخيه الأصغر بنيامين (تك 43: 16)، وفي هذا اللقاء أنّت أحشاؤه، ودخل إلى المخدع وبكى.. إن كلمة بنيامين تعني "أبناء اليمين" هكذا في لقاء العريس والراعي كأبناء اليمين تحن أحشاؤه علينا.
(3) ووقت الظهيرة التقى الرب يسوع بشاول الطرسوسي (أع 26: 13) معلنا عن حبه، فاكتشف الراعي الحقيقي الحّي الذي لا يموت، وصار إناءً مختارًا يحمل اسم المسيح لكثيرين.
(4) وفي هذا الساعة التقى المسيح بالمرأة السامرية وما كان من أمر إيمانها هي وأهل بلدتها.
(5) ووقت الظهيرة يذكرنا بالساعة السادسة واليوم السادس حيث صلب المخلص من أجل خلاصنا والعالم كله، مدفوعًا بمحبته لجبلته الساقطة.
إن العروس في سؤالها أين ترعى أين تُربِض، تدل على أنها تريد أن تعرف الطريق لئلا تضلّ إلى طريق أخرى.. لأن في الطريق الحقيقي تتقابل النفس مع المسيح..
لماذا أنا أكون كمقنعة عند قطعان أصحابك؟
مقنعة أي محجبة تضع قناعًا وحجاب.. ويرى القديس جيروم أن هذا القناع يشير إلى "برقع الشريعة القديمة".. فالعروس إذ تلتقي براعيها عند الصليب وقت الظهيرة لا تعود تلبس قناعًا (حجابًا) لقد انشق حجاب الهيكل، وأصبحنا ننظر مجد الرب بوجه مكشوف (2كو 5: 18).. إن ذلك يشير إلى الدالة والحب.. لا نحتاج إلى برقع مثل موسى، بل ندخل إلى أسرار الله ونكون في حضرته.
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 04 - 2014, 05:24 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,954

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح

إن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء


"إن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء فاخرجي على آثار الغنم، وارعي جداءك عند مساكن الرعاة"
(نش 1: 8).
هذا أول كلام للعريس في سفر النشيد.. أنه ينادي العروس بقوله "أيتها الجميلة بين النساء".. إن لها جاذبية عظمى عنده لأنه صار موضوع محبتها وإعزازها: [يا من تحبه نفسي..].. إن المحبة هي قوة الجذب الكبيرة سواء بالنسبة لله وللمؤمنين من أولاده.. إذ من لا ينجذب بل يذوب من محبة الرب له "الذي أحبني وبذل ذاته لأجلي.." وبالمثل الله "إن أعطى الإنسان كل ما له عوض المحبة تحتقر احتقارًا"، "الذي يحبني يحبه أبي، أنا أحبه وأظهر له ذاتي" (يو 14: 21).. أنها ليست جميلة بل "الجميلة بين النساء" رغم سوادها كخيام قيدار، فقد صارت من فرط نعمته جميلة كشقق سليمان "بنات كثيرات عملن فضلًا، أما أنتِ فقد فقتِ عليهن جميعًا" (أم 31: 29)..
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 04 - 2014, 05:26 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,954

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح

فاخرجي على آثار العنم

"فاخرجي على آثار الغنم"

كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
"إن لم تعرفي.." عبارة يرددها العريس للعروس في صيغة التوبيخ اللطيف لأنها كانت يجب أن تعرف أين يرعى وأين يُربض وقت الظهيرة!!
"فاخرجي على آثار الغنم".. يقول رب المجد "إن دخل بي أحد فيخلص. ويدخل ويخرج ويجد مرعى" (يو 10: 9).. فلا يكفي أن ندخل فقط إلى حجاله ومراعيه حيث التمتع بالحبيب وحيث الشبع والأمن والسلام، لكن علينا أن نخرج للجهاد "فلنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا" (عب 12: 1).. قد يكون الخروج مؤلما لأنه يحرم من اللذة والمتعة الروحية، لكن يكفينا أن الرب خرج سابقًا لنا أولًا، فقد سار كالشاهد الأمين في طريق الآلام تاركًا لنا مثالًا لكي نتبع خطواته "فلنخرج إذًا إليه خارج المحلة حاملين عاره" (عب 13: 13).
"على آثار الغنم".. ماذا يعني بآثار الغنم؟ إن هذه تشير إلى الآباء القديسين السابقين والمجاهدين الذين ما زالوا يسيرون مسيرة الجهاد.. هكذا يدعونا الرسول "اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. أنظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم" (عب 13: 7).. "كونوا متمثلين بي كما أنا أيضًا بالمسيح" (1كو 11: 1).. "وأنتم صرتم متمثلين بنا وبالرب" (1تي 1: 6).. "كونوا متمثلين بي معًا أيها الأخوة ولاحظوا الذين يسيرون هكذا كما نحن عندكم قدوة" (في 3: 17). وتبارك إلهنا المبارك الذي ترك لنا آثار الغنم حية باقية في كتابات الآباء القديسين وسيرهم وجهادهم وأعمالهم.
ولعل هذا يوضح لنا قيمة وأهمية الكنائس القديمة التي اتبعت التقليد القديم متمسكة بتراث الآباء "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية" (أف 2: 20).
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الاستشهاد في المسيحية الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
السيدة العذراء مريم أم جميع القديسين - المتنيح الأنبا يوأنس أسقف الغربية
تأملات فى عيد الميلاد المجيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية
كتاب المسيحية والألم - الأنبا يوأنس أسقف الغربية
كتاب العبادة فى كينستنا - الأنبا يوأنس أسقف الغربية


الساعة الآن 07:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024