منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21 - 02 - 2021, 06:00 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: + تفسير سفر يونان +



يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [توقع يونان أن يهرب بواسطة السفينة، فإذا بالسفينة تكون له قيودًا[12]]. ظن أنه قادر على الهرب من إله البحر خلال سفينة فأمسك به وسط المياه الثائرة داخل السفينة ليحصره وسط الضيق ويدخل به إلى التوبة. إستخدم الله ذات الوسيلة التي ظنها يونان لهربه من يد الله لكي يمسك به ويرده إليه. ما أجمل العبارة التي قالها القديس يوحنا الذهبي الفم: [لم تكن هناك حاجة إلى أيام كثيرة ولا إلى نصائح مستمرة لكن في بساطة نقول كانت الحاجة أن يقوده كل شيء إلى التوبة (أي يستخدم الله كل الظروف لخلاصه). فالله لم يقده من السفينة إلى المدينة مباشرة، وإنما سلمه البحارة للبحر، والبحر للحوت، والحوت لله، والله لأهل نينوى، وخلال هذه الدائرة الطويلة ردّ الشارد حتى يعرف الكل أنه لن يمكن الهروب من يد الله[13]].

يُعلق القديس چيروم على الكلمات التي نطق بها يونان مع البحارة، قائلاً: [إن هذا النوء يبحث عني، يُهددكم بالغرق لكي تمسكوا بيّ وبموتي تحيون! إنني أعرف بالحقيقة أن هذا النوء العظيم هو بسبي... هوذا الأمواج تأمركم أن تلقونيّ في البحر فتجدون هدوءًا... لنلاحظ هنا عظمة الهارب فإنه لا يراوغ ولا يكتم الأمر ولا ينكر بعدما اعترف بهروبه من الله، وإنما يتقبل العقاب بقلب متسع. يُريد أن يموت ولا يتحطم الآخرون بسببه].

وللقديس چيروم أيضًا تعليق جميل على كلمات يونان هذه بكونها نبوة عن عمل السيد المسيح – يوناننا الحقيقي – الذي قَبِلَ أن يموت ليفدي الشعب كله، إذ يقول: [يوناننا يقول: إنني بالحقيقة أعرف أن هذا النوء العظيم عليكم هو بسببي، فإذ تراني الرياح مبحرًا معكم إلى ترشيش أي إلى "التأمل المفرح"، أقودكم إلى المجد، حتى حيث أوجد أنا هناك تكونون أنتم أيضًا عند الآب، لهذا يحدث غضب. العالم يبكي والطبيعة تضطرب! الموت يُريد أن يبتلعني لكي يقتلكم في نفس الوقت وهو لا يدرك أنه يأخذني كطعم، فبموتي يموت هو! خذوني إذن واطرحوني في البحر!].
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 02 - 2021, 06:00 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: + تفسير سفر يونان +

يونان في جوف الحوت



+ تفسير سفر يونان +




"لكن الرجال جذفوا ليرجعوا السفينة إلى البرّ فلم يستطيعوا، لأن البحر كان يزداد اضطرابًا عليهم. فصرخوا إلى الرب وقالوا: آه يا رب، لا نهلك من أجل نفس هذا الرجل، ولا تجعل علينا دمًا بريئًا لأنك يا رب فعلت كما أمرت" [ظ،ظ£-ظ،ظ¤].

أبرز هذا السفر في بساطة الجوانب الطيبة لهؤلاء الأمميين، ففي البداية لم يلقوا بأمتعتهم ولا تصرفوا بحسب خبرتهم كبحارة إلاَّ بعد أن صرخ كل واحد إلى إلهه، فوضعوا آلهتهم أولاً قبل خبرتهم الأمر الذي يتجاهله كثير من المؤمنين. مرة أخرى حين ألقوا القرعة ووقعت على يونان لم يجرحوا مشاعره بكلمة ولا أهانوه بالرغم من الخسائر الكثيرة التي لحقت بهم بسببه، وحتى عندما إعترف بخطئه وأشار إليهم بطرحه في البحر حاولوا إنقاذه بكل وسيلة، وإذ فشلوا تمامًا وأدركوا أنها مشيئة الله أن يطرحوه في البحر كانوا في رعدة يخشون غضب الله، ويسألونه ألاَّ يسمح بهلاكهم من أجل نفس هذا الرجل! ألم تكن هذه التصرفات المملوءة حبًا ورقة وحكمة كافية لتوبيخ يونان الذي دعاه الرب لخلاص الأمم في نينوى فهرب! لقد قدم له عينة من الأمميين يفوقون المؤمنين أنفسهم. لو قورنوا باليهود الذين لهم الشريعة ومعهم النبوات ورأوا أعمال المسيح العجيبة وشهادة السماء والأرض والبحر وكل خليقة له، حتى بيلاطس الأممي غسل يديه أمامهم ومع ذلك صرخوا "دمه علينا وعلى أولادنا"، ألا يُحسبون أفضل منهم؟!
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 02 - 2021, 06:01 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: + تفسير سفر يونان +

يعلق القديس چيروم على تصرفات الملاحين، قائلاً:

[كانوا يريدون أن يسحبوا المجداف ويهزموا الطبيعة حتى لا يفضحوا نبي الرب... ظنوا أنهم قادرون أن يخلصوا السفينة من الخطر ولم يضعوا في إعتبارهم الدور الذي يقوم به يونان أنه يجب أن يتألم].

[عظيم هو إيمان الملاحين، فقد كانوا في خطر ومع هذا كانوا يصلون من أجل حياة الغير. عرفوا جيدًا أن الموت الروحي أبشع من الموت الطبيعي، إذ قالوا: "لا تجعل علينا دمًا بريئًا". يجعلون الله نفسه شاهدًا حتى لا يتهمهم فيما لا يستطيعون عليه، وكأنهم يقولون له: لا نُريد أن نقتل نبيك إنما هو أعلن عن غضبك عليه، والنوء أكدّ إرادتك يا رب، هذه التي نحن نتممها بأيدينا].

[بينما لا يود الأمم موت المسيح مؤكدين أنه دم بريء (مت ظ¢ظ§: ظ¢ظ¥)، إذا باليهود يقولون: "دمه علينا وعلى أولادنا"، لهذا متى رفعوا أيديهم نحو السماء لا يُستجاب لهم، لأن أيديهم مملوءة دمًا].

"ثم أخذوا يونان وطرحوه في البحر فوقف البحر عن هيجانه" [ظ،ظ¥].
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 02 - 2021, 06:01 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: + تفسير سفر يونان +



يقول القديس چيروم: [لم يقل "أمسكوه" أو "انقضوا عليه" بل "أخذوه" كمن حملوه باحترام وإكرام، وطرحوه في البحر مسلمًا نفسه بين أيديهم بلا مقاومة، عندئذ وقف البحر عن هيجانه، إذ وجد من كان يبحث عنه. عندما نقتفي أثر شارد نجري وراءه بكل قدرات أرجلنا، وإذ نمسك به نتوقف بالغنيمة. هكذا كان البحر هائجًا بدون يونان، وإذ أُخذ في أعماقه من كان يشتهيه إبتهج بأخذه إياه وعيَّد له وهدأ فرحًا].

يرى القديس يوحنا الذهبي الفم في إلقاء يونان العاصي في البحر إشارة إلى طرد الخطية من سفينة حياتنا ليعود إلينا سلامنا الحق الذي نزعته آثامنا، إذ يقول: [إضطربت المدينة بسبب خطايا أهل نينوى، وإضطربت السفينة بسبب عصيان النبي. لذلك ألقى البحارة يونان في العمق فحُفظت السفينة. لنلق نحن أيضًا خطايانا فتبقى مدينتنا في أمان أكيد![14]].

ويرى القديس چيروم في إلقاء يونان في البحر إشارة إلى آلام السيد المسيح، التي نزعت عن بحرنا هياجه، وخلصت السفينة ومن بها من الخطر. خلال آلام السيد المسيح إمتلأ العالم سلامًا داخليًا فائقًا!

"فخاف الرجال من الرب خوفًا عظيمًا وذبحوا ذبيحة للرب ونذروا نذورًا" [ظ،ظ¦].

إذ أُلقى يونان في البحر إي احتمل السيد المسيح الآلام حتى الموت خلصنا من العبادات الوثنية القديمة، واهبًا إيانا مخافته العظيمة وتقديم ذبيحته الكفارية الفريدة وإيفاء نذورنا للرب أي تكريس حياتنا له تمامًا.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 02 - 2021, 06:01 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: + تفسير سفر يونان +



يقول القديس چيروم: [عندما مات يونان الهارب في البحر خلصت السفينة التي هزتها الرياح وخلص عابدوا الأوثان]. كما يقول: [قبل آلام الرب تضرعوا إلى آلهتهم تحت تأثير الخوف (1: ظ،ظ*)، أما بعد الآلام فخافوه بمعنى عبدوه ومجدوه... لقد خافوه خوفًا عظيمًا إي من كل النفس ومن كل القلب ومن كل الفكر (تث ظ¦: ظ¥؛ مت ظ¢ظ¢: ظ£ظ§). وذبحوا ذبيحة؛ بالتأكيد لا تعني المعنى الحرفي، إذ لا توجد ذبائح في البحر، لكن ذبيحة الرب إنما هي الروح الأصيل، وكما قيل: "قدموا للرب ذبيحة الحمد، أوف للعلي نذورك" (مز ظ¤ظ©: ظ،ظ¤)] ...

إذن بطرح يونان في البحر أو دخول السيد المسيح إلى آلامه حلّ علينا روح المخافة الإلهية، وصار لنا حق تقديم ذبيحته المقدسة، وإيفاء نذورنا له!

"وأما الرب فأعد حوتًا عظيمًا ليبتلع يونان، فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالِ" [ظ§].

لم تسر الأمور بلا تدبير أو تخطيط إلهي، لكن الله الذي أرسل الريح الشديدة فحدث نوء عظيم يعلن غضب الله على العصيان هو الذي أرسل سمكة ضخمة بجوار السفينة تبتلع يونان لتهبه مبيتًا آمنًا لا موتًا، تكشف له عن رعاية الله به، يقول القديس چيروم: [أظهر الرب غضبه حين كان يونان في السفينة، وأظهر فرحه حين دخل إلى الموت]، معللاً ذلك بأنه يمثل السيد المسيح الذي أمات الموت بموته. حقًا لقد ظهر يونان كضحية للموت يبتلعه الجحيم، لكن لم يستطيع أن يحتمله في داخله أكثر من ثلاثة أيام وثلاث ليالِ بل قذفه من جوفه، ليقول النبي: "أين أوباؤك يا موت؟! أي شوكتك يا هاوية؟!" (هو ظ،ظ£: ظ،ظ¤).

لقد أكد السيد المسيح ما حدث ليونان في جوف الحوت كرمز لما حدث مع السيد نفسه، بقوله: "لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام أيام وثلاث ليالِ هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالِ" (مت ظ،ظ¢: ظ¤ظ*).
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 02 - 2021, 06:01 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: + تفسير سفر يونان +

كيف بقى السيد المسيح في الأرض هذه المدة؟

أولاً: يرى القديس چيروم أن اليهود يحسبون الجزء من اليوم كيومٍ كامل، فتُحسب مدة الموت للسيد المسيح من الجمعة حتى الأحد، وإن كان قد مات في نهاية الجمعة وقام في فجر الأحد. ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم أنه لو بقى السيد حتى نهاية يوم الأحد لكان الجند قد تركوا القبر وصدق اليهود أن خبر القيامة من صنع التلاميذ. إفتعلوه بعد ترك الجند للموقع، لذا قام والجند يحرسون القبر.

ثانيًا: يُقدم القديس چيروم رأيًا كان له من ينادي به هو إعتبار ساعات الظلمة على الصليب ليلاً جديدًا فريدًا من نوعه.

ثالثًا: يُحسب البعض مدة الدفن منذ اللحظة التي سلم فيها السيد جسده المبذول في أحشاء تلاميذه في العشاء الأخير، كمن هو مدفون في الأرض البشرية ليقيمها معه سماءً له بقيامته في فجر الأحد.

على أي الأحوال لقد دفن السيد ثلاثة أيام وقام، هذه هي الحقيقة التي شهدها التلاميذ وأكدها الرب ببراهين كثيرة لنعيشها كسرّ قيامتنا اليومية وغلبتنا على الموت والجحيم.

هذا وقد استخدم يونان بدخوله إلى الموت وخروجه كدليل حيّ على قيامة الجسد في اليوم الأخير[15].

  رد مع اقتباس
قديم 21 - 02 - 2021, 06:01 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: + تفسير سفر يونان +

يونان في جوف الحوت

+ تفسير سفر يونان +


في جوف الحوت يدخل يونان إلى الموت ليكتشف سرّ قيامة السيد المسيح الغالبة للموت، فيُقدم لنا أروع تسبحة حمد تُعبر عن عمل السيد المسيح الخلاصي في لحظات موته على الصليب ودفنه في القبر. لذا تتغنى بها الكنيسة في بدء الساعة الثانية عشر من الجمعة العظيمة بعد أن تنشد بلحن الحزن مراثي إرميا... فإن كانت المراثي تعلن عن مرارة ما فعلته خطايانا بالسيد، فتسبحة يونان ترفع الحجاب لتكشف عن نصرة الرب على الجحيم وعمله الكفاري الذي يرفع المؤمنين إلى المقدسات السماوية بفرح مجيد لا يُنطق به.

1. صلاته في الجوف [ظ،].

2. بين الجحيم والسموات [ظ¢-ظ§].

3. يونان المُسبّح [ظ¨-ظ©].

4. يونان الحيّ [ظ،ظ*].


  رد مع اقتباس
قديم 21 - 02 - 2021, 06:01 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: + تفسير سفر يونان +

صلاة يونان في الجوف

+ تفسير سفر يونان +


من منا يستطيع أن يعبِّر عن الضيق الذي دخل إليه يونان؟! في جوف الحوت إنحضر يونان في الضيق كما في قبر، ماتت فيه أفكاره الذاتية وقدراته وإمكانياته، لا يعرف ماذا يفعل، ولا يقدر أن يتوقع ماذا يحل به. يطفو الحوت على المياه فيتنسم يونان هواء ويرى بصيصًا من النور، ينزل به وسط المياه فيجد نفسه في ظلام دامس. يفتح الحوت فمه فيغرق يونان في مياه مالحة، يُخرج الحوت الماء ليسترد يونان أنفاسه. هكذا عاش يونان أيامًا قليلة، لولا رعاية الله له وإنعاماته عليه لصارت كل ثانية منها تمثل جبلاً ثقيلاً يحطم نفسه، وصار الموت بالنسبة له شهوة.

على أي الأحوال في الضيق إلتحم يونان بالسيد المدفون في القبر خلال الرمز والظل، فانطلق بقلبه وفكره لا إلى خارج الحوت إنما إلى ما فوق المكان، أرتفع إلى الله يُصلي كمن هو في مقدس سماوي، إذ قيل: "فصلى يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت" [ظ،].

قبلاً كان يُسمي الرب "إله السماء" (ظ،: ظ©)، أما في الضيق فيقال "الرب إلهه"... فيُنسب الرب ليونان بكونه إلهه. هو إله المتضايقين والمتألمين، كأنما يترك سمواته وينزل إلى يونان يسنده في ضيقته، أو بمعنى آخر يحول حياته إلى سماء يسكنها الرب إلهه فيدعى إلهه أي إله السموات التي يسكنها. إلهنا إله يونان المتألم حامل الصليب، إله كل إنسان مرّ النفس، يدخل إليه ليقال عنه "إله السماء"... إذ يجعل من حاملي الصليب سموات مقدسة.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 02 - 2021, 06:02 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: + تفسير سفر يونان +



قدم لنا يونان صلاته الرائعة، بل تسبحته النبوية الفريدة لا في لحظات الوسع، لا في داخل مبنى الهيكل كمعلم، إنما وسط الآلام كمن هو في قبر السيد المسيح المصلوب. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [ليتنا لا نهتم بالمكان وإنما برب المكان، فقد كان يونان في جوف الحوت واستمع الرب لصلاته. وأنت إن كنت حتى في الحمامات فصلِ. أينما وُجدت صلِ؛ لا تطلب المكان لتُصلي فيه، فإن نفسك هي هيكل[16]].

إن كانت الكنيسة تهتم حتى بالمبنى ليكون أيقونة للسماء إنما لكي نحمل سمات السماء فينا، فنتطلع إلى المبنى الروحي الداخلي، وترتفع أنظارنا إلى المقدسات التي يقيمها الروح القدس فينا خاصة في لحظات الضيق والألم!

الضيق هو الجلجثة التي فيها ننعم بالصلب مع ربنا يسوع، لننطلق به إلى أمجاده ونوجد معه وفيه في أحضان الآب السماوي بروحه القدوس.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 02 - 2021, 06:02 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: + تفسير سفر يونان +

يونان بين الجحيم والسموات

+ تفسير سفر يونان +

"دعوت من ضيق الرب فاستجابني، صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي" [ظ¢].

إذ طُرح يونان في المياه المالحة دخل إلى جوف الحوت لا ليرى الموت بعينيه وإنما ليشاهد خلال الظل السيد المسيح نفسه وقد انطرح إلى الضيق معنا وعنا، حتى إذ يصرخ بحياته التي بلا عيب يستجيب له الآب فيرفعنا معه فوق الضيق. نزل إلى إنحطاطنا ذاك الذي بلا عيب لكي نصير فيه موضع سرور الآب، يسمع لنا في ضيقتنا ويرفعنا إليه. وكما يقول القديس چيروم: [لقد نزل الرب، من أجلنا أتضع، لكي نصعد نحن في أمان وثقة[17]].

لقد دعى يونان الرب في ضيقته وتمتع بالاستجابة فورًا إذ رأى نفسه صاعدًا لا من جوف الحوت بل من جوف الجحيم في المسيح يسوع المصلوب! هنا يتحدث بصيغة الماضي لا المستقبل "إستجابني، سمعت صوتي"، صيغة التمتع الحقيقي خلال الرمز وصيغة اليقين الذي لا يحمل شكًا.

حمل إرميا النبي ذات المشاعر وأدرك ذات المفاهيم عندما أُلقي في الجب، إذ قال: "دعوت إسمك يا رب من الجب الأسفل، لصوتي سمعت لا تستر أُذنك عن زفرتي عن صياحي" (مرا ظ£: ظ¥ظ¥، ظ¥ظ¦).

"لأنك طرحتني في العمق في قلب البحار، فأحاط بي نهر" [ظ£].
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تفسير سفر يونان - المقدمة
تفسير سفر يونان
يونان 4 - تفسير سفر يونان
يونان 3 - تفسير سفر يونان
تفسير سفر يونان - المقدمة


الساعة الآن 04:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024