منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22 - 01 - 2014, 03:51 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

الذات في محيط العطاء
محبة الذات تقف حائلًا منيعًا ضد الآخرين، وضد حياة البذل، والعطاء.
مثال لذلك الغنى الغبي وإهماله للعازر المسكين (لو16). ومثال لذلك أيضًا كل المصابين بالبخل والتقتير، والذين يهملون دفع البكور والعشور والنذور، لكي ينفقوه على الذات.
على أن المحب لذاته قد يعطي، ولكن في حدود معينة لا تصطدم بذاته ورغباتها..
هو قد عطي من فضلاته ولا يستطيع مطلقًا من أعوزه، كما فعلت تلك الأرملة القديسة التي طوبها الرب له المجد (لو21: 4).

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
· ومهما أعطي، فإنه يعطي خارج ذاته، ولا يمكنه مطلقًا أن يبذل ذاته. المحب لذاته، لا يمكنه أن يضحي بذاته من أجل غيره، ولا يمكنه أن يفتدي غيره بنفسه. وإن وجد خطرًا يلحق به إن دافع عن غيره، يضع حدًا لدفاعه. لأن ذاته هي الأهم في نظرة!... حقًا ما أبعد محبة الذات عن التضحية، وعن الفداء، وعن الاستبسال في الدفاع عن الآخرين.
بل قد تقف الذات حائلًا ضد الخدمة أيضًا، بحجة ضيق الوقت أيضًا. فالمحب لذاته يعطي للخدمة ما فضل من وقته كما يعطي الفقراء من فضلاته.
ومن الجائز أن يعتذر عن الخدمة، ولا يلتزم بمواعيدها، إن طرأت عليه مشغولية ما، فإنه يفضلها على الخدمة، مهما كانت نتائج ذلك بالنسبة إلى الخدمة.
إن كان الأمر هكذا، فماذا نقول إذن عن الاستشهاد؟
المحب لذاته لا يستطيع ان يقدم على الاستشهاد، لأن نفسه عزيزة عليه، ولهذا كان لابد للشهيد أن يتخلص أولًا من محبة الذات والاهتمام بها هذا الاهتمام الباطل الذي لا يحفل بأبديتها.
الشهيد من أجل الله يبذل ذاته.
وهناك درجة أقل من الشهادة، وهي إعطاء الإنسان ذاته لله بتكريسها له. فالتكريس درجة عليا في الخدمة، يهب المكرس فيها كل وقته لله، على شرط أن يبعد التكريس أي تكبر به الذات، إنما تكريس تبذل فيه الذات.
والإنسان المنكر لذاته، حينما يعطي إنما يعطي خير ما عنده.
لآته لا يحب الخير لذاته، بقدر ما يحب الخير لغيره، وفي ذلك يقول الرسول عن المحبة إنها" لا تطلب ما لنفسها" (1كو13).
المحب لذاته لا يمكنه أن يعطي خير ما عنده، بل يحتجزه لنفسه.
وأسوأ ما في محبة الذات في هذه الناحية أن يعطى الإنسان شيئًا ثم يندم عليه فيسترجعه.
ننتقل الآن إلى نقطة أخري عن الذات وهي: أخطاء الذات في المعاملات.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 03:52 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

أخطاء الذات في المعاملات
أحيانًا يجد الإنسان المحب لذاته، إنه لابد أن يقف ضد الآخرين لا ثبات ذاته.
وأول خطوة في ذلك هي المنافسة.
المنافسة إن كانت مباراة في النفع العام، بحيث يتنافس الكل في خدمة المجتمع، حينئذ تكون المنافسة خيرًا.. وكما قال الكتاب: "حسنة هي الغيرة في الحسنى" (غل4: 18).
إما أن كانت المنافسة هي محاولة انتصار فريق على الآخر، ولو بتحطيمه فهنا تظهر الذات ومعها عدم محبة الآخرين.
حسن أن يتبارى الجميع في التفوق أما أن يكره شخص من يتفوق عليه فهنا أيضًا تظهر خطورة محبة الذات. هنا تقود الذاتية إلى الحسد وإلى الغيرة وإلى الكراهية.

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
إنها الغيرة الطائشة التي تريد أن يصل إليها وحدها كل شيء، ولا يصل إلى أحد شيء، هي وحدها التي تكبر والتي تملك، وهي وحدها التي تتفوق، والتي تمدح، وهي التي تسلط عليها الأضواء، ولا تسلط على غيرها... وإلا...
وإلا تبدأ الذات حربًا مع كل من ينافسها، أو يسير في نفس الطريق معها. ذات تريد أن تكبر، وذات أخري تريد أن تكبر وحدها، وهنا الخطورة حيث تثير هذه الذات جوًا غيرها دون عيب فيه، ودون أن يقترف ذنبًا ضدها أو ضد أحد..
إنه صليب يحمله المتفوقون، ممن يحسدونهم على تفوقهم.
وهذا هو الذي لاقاه داود النبي من شاول الملك، أو هذا هو الذي لاقاه يوسف الصديق من أخوته، ولنفس السبب قام هيرودس ضد السيد المسيح منذ مولده وبنفس الشعور قال: الفريسيون بعضهم لبعض: "انظروا أنكم لا تنفعون شيئًا.. هوذا لعالم قد ذهب وراءه" ( يو12: 19).
حقًا ما أصعب تلك العبارة التي قيلت في سفر التكوين.
"لم تحتملها الأرض أن يسكنا معًا" (تك13: 6).
إذا أرادت الذات أن تملك، تكون مستعدة أن تحطم كل من ينافسها، مثلما حدث أن آخاب قتل نابوت اليزرعيلي.
ونفس الوضع في الاحترام والمديح.
إن كان من مشاكل المحب لذاته، أنه يحب مديح الناس واهتمامهم به واحترامهم والاهتمام له، فأخطر من هذا، شخص يريد أن يكون الوحيد الذي هو موضع الاحترام والاهتمام والمديح بتقدير الآخرين.
ومن هنا تأتي الصراعات بين أصحاب المهنة الواحدة، أو الذين يعملون في نشاط واحد، أو يتنافسون على رئاسة.
مريم واحد، أو يتنافسون على رئاسة.
مريم كانت جالسة عند قدمي المسيح تستمع إليه، ولم تفعل شيئًا ضد مرثا. ولكنها لم تسلم من انتقادها... إنها الذات التي دفعت مرثا إلى انتقاد أختها مريم، لماذا أتعب أنا وحدي، تقوم هي لتتعب معي، أو لماذا هي تتمتع بجلسة التأمل واحرم أنا منها؟ (لو10: 40).
وكما حدث من أجل الذات أن مرثا انتقدت مريم، حدث لنفس السبب أن الابن اكبر انتقد أخاه الأصغر (لو15).
نقطة أخري في محبة الذات. وهي أن المحب لذاته لا يمكن أن يأتي بالعيب على نفسه وإنما...
يلقي بمسئولية أخطائه على غيره.
حتى أن رسب في الامتحان، فإما أن واضع الامتحان كان قاسيًا في أسئلته، وإما أن المصحح لم يكن رحيمًا في تصحيحه. وإما أن الله لم يسنده في امتحاناته على الرغم من الصلوات التي رفعت إلهي.
ولذلك يري نفسه مظلومًا باستمرار المحب لذاته.. إما أن يصل وإما دائمًا يسخط، ويتذمر، ويشكو.
يشكو والدية، ويشكو المجتمع ويشكو الزمان الذي يعيش فيه، ويشكو معاملات الآخرين، ويشكو معاملات الآخرين، ويشكو أسبابًا عديدة لعدم وصوله، وينتقد كل اللذين وصلوا، وأساليبهم التي ارتفع هو عن مستواها...
أما ذاته فهي الوحيدة التي لا يشكوها والوحيدة التي لم تخطئ...
ومن أجل هذا، هو لا يصلح عيبًا فيه، لأن ذاته تبدو أمامه بلا عيب.. وإذ تستمر متاعبه ويستمر عدم إصلاحه لنفسه، تستمر بالتالي شكاواه التي لا تنتهي.
إن كان رئيسًا يشكو من أخطاء مرؤوسيه.. وإن كان مرؤوسًا يشكو رؤساءه وزملاءه..
وإن كان ولا أحد من هؤلاء قد أخطأ، حينئذ يشكو الأنظمة والقوانين واللوائح! المهم أنه يدافع عن ذاته إن ارتكب خطأ: فيغطيه بالكذب أو بتبريرات عديدة، أو يلقي التبعى على غيره، أو يقول إنه ما كان يقصد... وهكذا بدلًا من أن يصلح ذاته، يغطيها!
والمحب لذاته حساس جدًا نحو كرامته، يعامل نفسه والناس بميزانين مختلفين.
يدقق جدًا في أقل كلمة توجه إليه بينما لا يبالي بما يقوله هو للناس. ويريد معاملة، لا يعامل بها غيره.
هو حساس نحو كرامته، ولكنه ليس حساسًا نحو كرامة الناس في معاملته لهم.
متى وكيف ينكر الإنسان ويدين ذاته، هذا ما أود أن أحدثك عنه الآن.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 03:53 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

المثال العظيم في إنكار الذات

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
إن كان الإنسان الأول قد أنهزم في حرب الذات، واشتهي أن يصير مثل الله (تك3: 5) فإن السيد المسيح الذي بارك طبيعتنا فيه، صحح هذه النقطة. وكيف كان ذلك؟ يقول عنه الرسول إنه:
"أخلي ذاته. وأخذ شكل العبد صائرً في شبه الناس" (في2: 7).
وعاش على الأرض فقيرًا، ليس له أين يسند رأسه (لو9: 58) بلا وظيفة رسمية في المجتمع. وتنازل عن كرامته." ظلم. أما هو فتذلل ولم يفتح فاه.. وأحصي مع إثمه" (أش53: 7، 12) ولم يدافع عن نفسه...
أنكر ذاته مكن أجلنا. ووضع ذاته لكي يرفعنها نحن. ووقف كمذنب لكي نتبرر نحن. ذاته لم يضعها أمامه بل وضعنا نحن..
ومع أن معمودية يوحنا كانت للتوبة ولم يكن السيد محتاجًا إلى توبة، وبالتالي ما كان محتاجًا إلى معمودية، إلا أنه من أجلنا تقدم إلى العماد. وفي نكران للذات قال لعبده يوحنا: " اسمح الآن" (مت3: 15).
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 03:54 PM   رقم المشاركة : ( 24 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

بَذْل الذات
سواء كان هذا البذل من أجل الله، أو من أجل الكنيسة، أو من أجل أي إنسان قريب أو بعيد. وما أجمل قول القديس بولس الرسول في هذا الشأن:
"ولا نفسي ثمينة عندي" ( أع20: 24) وهكذا بذل الرسول نفسه في خدمته.
"في تعب وكد. في أسهار، في أصوام. في جوع وعطش، في برد وعري، بأسفار مرارًا كثيرة، بأخطار في المدينة، بأخطار في البرية، بأخطار في البحر، بأخطار من أخوة كذبة" (2كو11) "في شدائد، في ضرورات، في ضيقات، في سجون" (2كو6: 4، 5).

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
وهكذا أعطي نفسه مثالًا للخدمة التي لا تبحث عن الراحة. إنما تبذل ذاتها وتتعب في الكرازة والتعليم وفي البحث عن الضال..
إنه نفس مثال الشمعة التي تذوب لتنير للآخرين، ومثال حبة البخور التي تحترق لتعطي رائحة ذكية لغيرها.
إنه مثال نقدمه لمن يشترط لتكريسه أن يكون ذلك في بلدة كبيرة، أو في كنيسة غنية، أو في كنيسة قريبة من بيته!
من أجل الكرازة تغرب الرسل في بلاد بعيدة. وكرز البعض وسط شعوب من آكلي لحوم البشر. المهم أن تنتشر كلمة الله.
إذا دعيت يا أخي للخدمة، لا تفكر في ذاتك، ولا في راحتك، ولا في احتياجاتك المالية والمادية، فالله يعتني بكل هذه. إنما ركز تفكيرك كله في احتياج النفوس إلى الله. وابحث عن الأحياء المحتاجة، والمناطق غير المخدومة مهما بذلت في سبيل ذلك..
وتذكر في الخدمة قول الرب:
"من وجد حياته يضيعها. ومن أضاع حياته من أجلي يجدها" (مت10: 39).
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 03:56 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

مَنْ أضاع نفسه يجدها

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
لعل البعض كان يظن أن موسى النبي من أجل غيرته المقدسة – قد ضيع نفسه، حين ترك الإمارة والقصر الملكي!!" مفضلًا بالأحرى أن يذل مع شعب الله... حاسبًا عار المسيح غني أفضل من خزائن مصر" (عب11: 25، 26).
ولكن نفس موسى لم تضع، وإنما وجدها في راحة الآخرين، وفي إيمانهم، وفي عمل الله به. وهكذا صار زعيمًا للإيمان في أيامه.
وأول من ائتمنه الله على شريعة مكتوبة.
ووقف موسي على جبل التجلي مع المسيح وإيليا. أما الإمارة التي ضيعها فكانت نفاية إلى جوار الأمجاد التي حصل عليها.
على أن موسي ما كلن ينظر إلى هذه الأمجاد حينما ترك قصر فرعون... إنما كان يهمه أن يبذل ذاته لأجل الشعب مفضلًا أن يذل معهم على التمتع بالقصور..!!
ونفس الوضع نراه مع أبينا إبراهيم. فحينما دعاه الله، إنما دعاه إلى البذل، بأن يترك أهله وعشيرته وبيت أبيه، ويذهب ليتغرب بعيدًا في أرض لا يعرفها (تك12). ثم دعاه بعد ذلك إلى اختبار أصعب، إلى بذل ابنه الوحيد." وإبراهيم لما دعي أطاع" (عب11: 8).
وبذل إبراهيم صار صورة مضيئة عبر الأجيال. وعوضه الله عنه بنسل كنجوم السماء ورمل البحر. وكلنا أبناء لإبراهيم (رو4: 11، 16).
هل كان إبراهيم يفكر في ذاته، حينما رفع السكين ليذبح ابنه؟!كلا، لم تكن ذاته أمامه إطلاقًا، بل كانت أمامه وصية الله. وبنفس الشعور ترك إبرام وطنه، وهو لا يعلم إلى أين يذهب ( عب11: 8).
ولكن الله وضع المكافأة لهذا الذي بذل، ولكل من يبذل.
أبذل ذاتك إذن. وثق أن هذه الذات ستكون عزيزة وغالية جدًا عند الله. ولن يتركها تضيع. بل سيردها إليك أضعافًا. وتجدها فيه.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 03:57 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

الزهد وعدم التنعم

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
الإنسان الذي يهتم بذاته وشهواتها يقول كما قال سليمان من قبل: "بنيت لنفسي بيوتًا، غرست لنفسي كرومًا، عملت لنفسي جنات وفراديس... ومهما اشتهته عيناي. لم أمسكه عنها..." (جا2: 4-10).
هنا التنعمات المادية والجسدية للذات والتي ينطبق عليها قول الرب: "من وجد حياته يضيعها" (مت10: 39).
وعكس ذلك الزهد، في الأكل، في الملبس، في كل شيء.
الذين تنعموا استوفوا خيراتهم على الأرض. كما قيل لغني لعازر (لو16: 25) أما الزاهدون فأجرهم فوق مع الله في السماء.
كل قصص الآباء الرهبان والمتوحدون والسواح، إنما هي أمثلة رائعة عجيبة في حياة الزهد التي يتجحد الذات وكل شهواتها.
وهناك أمثلة في الزهد، حتى لأشخاص عاشوا في قصور الملوك مثل دانيال النبي لذي قيل عنه: "وأما دانيال، فجعل في قلبه أنه لا يتنجس في قلبه أنه لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه " (دا1: 8). وقال هو عن نفسه في صومه:
"لم آكل طعامًا شهيًا. ولم يدخل في فمي لحم ولا خمر. ولم أدهن. حتى تمت ثلاثة أسابيع أيام" (دا10: 3).
أين الذات هنا، بالنسبة إلى إنسان يعيش في قصر ملك، ويرفض كل أطايبه ويكتفي بالقطاني؟! ومع أنه كان رئيسًا للولاة، لا يضع في فمه شيئًا شهيًا...
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 03:58 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

قهر الذات
الصوم والعفة هما قهر للذات من جهة طلبات الجسد وشهواته. وهناك قهر آخر للذات من جهة النفس...
سعيد هو الإنسان الذي يراقب ذاته ويمنعها كلما تشرد نحو النعمان العالمية.
فقد تميل النفس إلى حب الظهور، وإلى الإعلان عن ذاتها، والسعي وراء العظمة. وفي كل ذلك ينبغي أن نقاومها.
وتقنع ذاتك التنعم بالله أفضل وأنه خير لها أن تكتنز خيراتها في العالم الآخر.
إن الذين يريدون أن يتنعموا هنا، لابد يقف أمامهم قول الرب: "الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم" ( مت6: 5).

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
لا تحاول إذن أن تأخذ كل حقوقك على الأرض، فمن الخير أن تأخذها هناك، حيث يسمح الله كل دمعة من عينيك.
فإن مالت نفسك. أو مال جسدك إلى متع العالم الحاضر. امنعها بشدة لا قسوة عليهما. إنما ضمانًا ولأبديتهما.
فالذي يدلل ذاته هنا، إنما يهلكها... والذي يتراخي في ضبط ذاته، تقوي ذاته عليه وتتمرد على سلوكه الروحي. بعكس الذي يدرب ذاته ويروضها في دروب الرب.
وثق أن قهر الذات لذة روحية لا تعادلها كل ملاذ الجسد.
ولعلني أكون قد كلمتك عن قهر الذات في مقال سابق عن التغصب.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 04:01 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

الذات في الخدمة

إن الشيطان إذا وجد الإنسان حريصًا يقهر ذاته في كل ملاذ الجسد، قد يحاول أن يدخل معه في حرب أخري، لكي يجعل للذات مجالًا للظهور في محيط الخدمة!
وما أسهل أن يجد الإنسان في الخدمة مجدًا وظهورًا وإشباعًا للذات.
ما أسهل أن يتخذ إنسان العظة لعرض معلوماته، والإعلان عن مواهبه ومعارفه، حتى إن كان كل ما يقوله بعيدًا كل البعد عن خلاص النفس وعن موضوع العظة! ويقف الشيطان ضاحكًا راضيًا عن العظة التي تهلك الواعظ، ولا تفيد أحدًا من الموعوظين!

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
ما أسهل أن الخادم يربط المخدومين بشخصه وليس بالله. أو يكون منهم فريقًا يناصره إذا تعب. وهنا تبدو الذات واضحة.
أما الروحيون فهم ليسوا كذلك.
العظة بالنسبة إليهم هي محاولة مخلصة للدخول إلى أعماق النفس لأجل تطهيرها وتقريبها إلى الله، بترك خطاياها، وبمحبة الخير والله، أيًا كانت اللغة أو الأسلوب.
فالمهم هو الهدف الروحي.
شتان بين عظة يخرج منها السامعون قائلين [هذا واعظ علامة] وبين عظة يخرجون منها قائلين نريد أن نتوب...
ذاته الواعظ أو المعلم أو الكارز، ليست هي الهدف، إنما الهدف هو خلاص النفس. والواعظ الناجح هو الذي يكسب نفوسًا للرب، وليس الذي يكسب تقديرًا شخصيًا من سامعيه... وما أجمل قول المرنم في المزمور:
" ليس لنا يا رب ليس لنا. لكن لاسمك القدوس أعط مجدًا" (مز115: 1).
العظة هي أن نكشف للموعوظ ذاته وحروبه: ونعلمه كيف يدين ذاته وكيف ينتصر عليها: لا أن نقدم له معلومات لا يدان في اليوم الأخير على جهله إياها!
ولو أن كل واعظ نقي عظته من الذات، وركزها على خلاص الآخرين، لكسبنا للملكوت كسبًا عظيمًا...
" ينبغي أن ذاك يزيد. وإني أنا أنقض" (يو3: 30).
وهكذا كان يوحنا يحول كل محبة الناس إلى المسيح ويختفي هو. إنه لم يأت ليشهد لنفسه، وإنما" ليشهد للنور، ليؤمن الكل بواسطته" (يو1: 7).
جاء يعد الناس لاستقبال المسيح، ويهيئ له شعبًا مستعدًا (لو1: 17) وينجح يوحنا في رسالته لاختفاء ذاته. ونسجل هنا حقيقة هامة:
هناك أمران تنجح الخدمة بهما:
1 أن يكون الله هو الهدف.
2 – وإن يكون الله هو الوسيلة ولا تكون الذات هدفًا ولا وسيلة.
ذلك لأن كثرين يعتمدون على ذاتهم في الخدمة اعتمادًا أساسيًا، على ذكائهم ومعلوماتهم وتأثيرهم الشخصي كما يعتمدون على شهرتهم وهيبتهم في قبول الناس لتصرفهم ولكلامهم..! وأين الله؟
وإذ لا يدخل الله في الخدمة، تفشل وتظهر الذات. وإذ تقل الصلاة في الخدمة، تضع لأن الله لم يباركها.
إن خدمة الروحيين لها طابعها الخاص: تشعر فيها أن الله هو الذي يعمل. وهو الذي يبارك كل خطوة وأنها ليست نتيجة فلان أو فلان...
لذلك يوجد أيضًا السلام في محيط الخدمة، وتوجد المحبة أيضًا والتعاون. وليس فقط كل واحد يختفي لكي يظهر الله، إنما أيضًا يختفي لكي يقدم غيره من الخادمين على نفسه.
أما إن وجد في الخدمة بولس وأبلوس. فهنا توجد الذات. وتوجد معها الشقاقات (1كو3: 3، 4).
ولهذا نصح السيد المسيح تلاميذه بأن يبعدوا الذات عن محيط الخدمة، حينما فكروا من يكون الأول فيهم. وقال لهم:
"لا يكون هكذا فيكم، بل من أراد أن يكون فيكم عظيمًا، فليكن لكم خادمًا كما أن ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم. ويبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مت20: 26 – 28).
وما أجمل قول الشيخ الروحاني:
[كل مكان حللت فيه. كن صغير أخوتك وخديمهم]
إن محبة الرئاسة حرب شديدة قد تعمل على إفساد الخدمة. وكذلك التنافس ومحبة الظهور. وكلها ناتجة عن الذات.
وهذه كلها عالجها السيد المسيح بمبدأ "المتكأ الأخير" (لو14: 10).
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 04:02 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

المتكأ الأخير
ولسنا نعني هنا الأخير من جهة المكان، إنما من جهة المكانة.
فلا تحسب نفسك أنك أهم الموجودين في المكان الذي تحل فيه.
وإن رأيك هو أهم الآراء، وقرارك هو أهم القرارات. ومركزك هو الأهم.. وينبغي أن تكون أنت المطاع، وأنت المحترم وسط الكل، وإلا تغضب وتثور!!

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
لا تعط لنفسك كرامة وتفرضها على الآخرين. إنما اترك الناس يكرمونك من أجل ما يرونه من وداعتك واتضاعك.
لا ترغم الناس على احترامك... فالاحترام شعور داخل القلب، لا يأتي بالإرغام، إنما بالتقدير الشخصي.
قد ترغم إنسانًا على طاعتك ولكنك لا تستطيع أن ترغمه على احترامك والإرغام في هاتين الحالتين كليتهما لون من سيطرة الذات... وفي معاملاتك مع الناس. كن نسيمًا ولا تكن عاصفة!
كثيرون يحبون صفة -العاصفة- لأن فيها القوة. أما النسيم فيمثل الوداعة واللطف، اللذين ينبغي أن يتصف بهما كل من ينكر ذاته.
في معاملاتك مع الناس. لا تفضل نفسك على غيرك.
فإن الرسول يقول لنا: "مقدمين بعضكم بعضًا في الكرامة" (رو12: 10).
على أن يكون ذلك من عمق القلب، وبعمق الاتضاع، وبغير رياء...
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 01 - 2014, 04:03 PM   رقم المشاركة : ( 30 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث

الميل الثاني

كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
وقال في ذلك: "من سخرك ميلًا واحدًا، فأذهب معه اثنين. من أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك، فاترك له الرداء أيضًا" (مت5: 40، 41).
وبنفس الوضع تحدث الرب عن الخد الآخر.
فقال: "من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضًا"،
وكأنه أراد بها كله أن يقول لنا:
كن مظلومًا لا ظالمًا. وكن مصلوبًا لا صالبًا. لا تنتقم لذاتك.
إن الذات تريد أن تأخذ حقها، وتأخذه بنفسها، وهنا على الأرض، وبسرعة على قدر الإمكان.
أما تعليم الرب لنا في إنكار الذات فيقول لنا فيه:
"لا تقاوموا الشر" (مت5: 39).
لا تجعل ذاتك تتدخل، لتنال حقوقك أو لتنتقم.
واذكر قول الكتاب: "لي النقمة، أنا أجازي، يقول الرب" ( رو12: 19).
ومع أن النقمة للرب، لا تطلب أنت منه هذه النقمة. فالكتاب يقول:
"المحبة لا تطلب ما لنفسها" (1كو13).
ولماذا لا تطلب ما لنفسها؟ ذلك لأنها بعيدة عن الذات.
وفي نفس الوقت الذي لا تمجد فيه نفسك، ينبغي على العكس أن تدين ذاتك.
مشكلة المشكلات، في كل المعاملات، أن يعتقد الإنسان أنه على حق! على طول الخط!
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث
كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
الحروب الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب الحروب الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 03:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024