منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31 - 01 - 2014, 03:27 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

الخطية هزيمة لا نُصرة

لنفرض أن إنسانًا أهانك فأهنته، واشتددت عليه فغلبته، وأفحمته وأسكته، واعتدي عليك فاعتديت عليه بالمثل أو بأضعاف ذلك، أتراك إذن قد انتصرت؟!
كلا، بل انهزمت، لأنك قد انغلبت من الإثارة، وانفعلت، ولم تقو علي الاحتمال، وغلبتك الخطية.
ربما تقول "أنا دافعت عن كرامتي.. أنا لم اترك هذا الإنسان يطفئ علي، بل أوقفته عند حده وانتصرت عليه". قد تكون هكذا منتصرًا في عيني نفسك، ولكنك في واقع الأمر مهزوم: قد هزمتك خطية الغضب، هزمتك خطية المجد الباطل، وهزمتك خطية الإدانة، وخطية الانتقام، وعدم المحبة. وعدم الاحتمال.. لذلك يقول الكتاب في (رو 12: 21):
"لا يغلبنك الشر، بل أغلب الشر بالخير".
إن الإنسان الخاطئ، هو إنسان مغلوب من الخطية، وما أكثر الأسباب: هناك إنسان ينهزم أمام الجسد، وآخر ينهزم أمام الكرامة، وثالث ينهزم من شهوة الطعام، ورابع ينهزم أمام المال، وآخر أمام الغضب، وآخر أمام الحقد..إلخ.

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
قد ينظر إنسان إلي امرأة ويشتهيها، فيزني بها في قلبه. وفي كل ذلك يظن أنه قد لذذ نفسه وتمتع بذلك المنظر. ولكنه في الحقيقة يكون قد انهزم أمام الخطية وسقط. منظر واحد قد غلبه وجعله يقع في الشهوة.. وقد تنظر الملائكة إليه من السماء وتقول:
" مسكين هذا الإنسان الضعيف، لم يستطيع أن يحتمل منظرًا من المناظر فسقط.. باع الملكوت وخسره من أجل منظر تافه".
فالإنسان الخاطئ هو إنسان مهزوم ومغلوب مهما أحاط نفسه بمظاهر القوة الزائفة، والإنسان البار قد يبدو - في نبله، وسموه مهزومًا أمام الناس، ويكون في قمة انتصاره. والأمثلة علي ذلك كثيرة..
قايين مثلًا عندما قام علي هابيل وقتله، هل كان في قتله لأخيه منتصرًا أم منهزمًا؟ ربما ظن في نفسه في بادئ الأمر انه قد انتصر علي أخيه، لأنه استطاع أن يضربه ويلقيه علي الأرض ويقتله. ولكنه في حقيقة الأمر كان مهزومًا. لقد انهزم أمما الحسد والغيرة. وانهزم أمام الغضب والحقد. وفقد محبته، وهزمه شيطان القسوة، وهزمته خطية القتل.. وهذا الذي ظن نفسه قويًا، عندما وقف أمام الله ارتجف وارتعب فقال قايين للرب:" ذنبي أعظم من أن يحتمل.أنك قد طردتني اليوم عن وجه الأرض، ومن وجهك اختفي، وأكون تائهًا وهاربًا في الأرض فيكون كل من وجدني يقتلني" (تك 4: 13، 14).
مسكين قايين.. إنسان ضعف غلبته الخطية. كذلك كان هيرودس الملك أيضًا عندما قبض علي يوحنا المعمدان وألقاه في السجن، وأراد أن يسكت هذا الصوت الصارخ في البرية فلم يفلح فقطع رأسه. فهل كان هيرودس قويًا عندما قتل يوحنا، أم بالحري كان ضعيفًا أمام شهوته وعزته وكبريائه وانقياده للنساء..؟! أكبر دليل علي ضعفه، انه ظل يخاف من يوحنا حتى بعد موته. فلما ظهر المسيح ظن هيرودس أنه يوحنا قد قام من الأموات (مت 14: 2).
وهكذا أنت أيضًا عندما تتسلط غلي غيرك، وتهينه وتشتمه وتخرجه وتتهكم عليه، ويبدو هو ضعيفًا ذليلًا أمامك لا يستطيع أن يقابلك بالمثل.. أتراك تظن نفسك قد انتصرت؟! كلا، بل هزمتك كل هذه الخطايا، وغلبك الشر..
إن الخاطئ يظن النصرة حيث توجد الهزيمة، ويظن اللذة حيث يوجد الضياع، ويظن القوة حيث يوجد الضعف.. لذلك قال الكتاب "لأنهم مبصرين لا يبصرون، وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون" (مت 13: 13).
وبنفس هذا المقياس الخاطئ نظر البعض إلي صليب المسيح له المجد. فظن غير الفاهمين أن صلبه كان دليلًا علي الضعف والهزيمة أو دليلًا علي انتصار أعدائه عليه، وكان الواقع عكس ذلك تمامًا.
لقد كان صالبوا المسيح في موقف الهزيمة وليس في موقف النصرة. لقد انهزموا أمام حسدهم وغيرتهم منه. وانهزموا أمام شياطين الكذب والقسوة والجبن ونكران الجميل. أما السيد المسيح فاستطاع أن ينتصر في محبته وبذله، ويقدم لنا الخلاص، ويحطم مملكه الشيطان، ويفتح الفردوس لمنتظريه ويتمم عمل الفداء العظيم.. كانت منتصرًا علي طول الخط، بعكس صالبيه الذين رجع كثيرون منهم وندموا..
كانت أحكام الناس مختلة، فالخطية هي ضعف وهزيمة وماذا عن الخطية أيضًا: الخطية انفصال عن الله.
  رد مع اقتباس
قديم 31 - 01 - 2014, 03:29 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

الخطية انفصال عن الله

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
الخطية انفصال عن الله، لأنه "أيه شركة للنور مع الظلمة، وأي اتفاق للمسيح مع بليعال" (2 كو 6: 14و 15). وهكذا نري أن الابن الضال -في خطيته- قد خرج من بيت أبيه وانفصل عنه. والخطية ليست مجرد انفصال عن الله، وإنما هي خصومة معه..
إن العالم عندما اخطأ، وقع في خصومة مع الله عبر عنها طقسيًا بالحجاب المتوسط الذي كان يفصل المؤمنين عن قدس الأقداس. لذلك عندما جاء السيد المسيح، أقام صلحًا بيننا وبين الله، ونقض الحاجز المتوسط، وقيل عنه في القداس "صالحت الأرضيين مع السمائيين". صالحهم لأن الخطية كانت قد سببت خصومه بينهم وبين الله. من أجل هذا نصلي صلاة الصلح قبل أن نبدأ القداس.. قبل أن نتناول نصطلح أولًا مع الله.
الإنسان الخاطئ بينه وبين الله خصومة. قد أغضب الله وأحزنه وانفصل عنه: ترك بيته وكهنته، وترك كتابه ووصاياه، وترك جسده ودمه، وترك الكلام معه أيضًا - هناك خصومة إذن..
وكلما ازدادت الخطية، ازدادت الخصومة، وأزداد الانفصال عن الله. لقد وصلت هذه الخصومة بين الله والناس إلي حد مريع في أيام أرمياء النبي، لدرجة أن اله قال لنبيه "لا تصل لأجل هذا الشعب. ولا ترفع لأجلهم دعاء ولا صلاة لأني لا أسمع لك" (أر 12: 14). ووصلت الخصومة إلي درجة أن قال الله "وإن وقف موسى وصموئيل أمامي، لا تكون نفسي نحو هذا الشعب" (أر 15: 1).
ووصلت الخصومة إلي حد أن قال الله للعذارى الجاهلات "الحق أقول لكن أني لا أعرفكن" (مت 25: 12).وقال لآخرين "أني لم أعرفكم قط اذهبوا عني يا فاعلي الإثم" (مت 7: 23). "لا أعرفكم من أين أنتم. تباعدوا عني يا جميع فاعلي الظلم" (لو 13: 27).. "لا أعرفكم"!! يا للهو، ويا للخجل.. الله ينكر معرفته بالإنسان، وينكر صلته به، ويتبرأ منه ومن خلطته، ويبعده عنه..أي ألم هذا، وأية فضيحة.. وفي الخصومة، قد تصل الخطية في بشاعتها إلي درجة العداوة مع الله.
وهكذا يقول القديس يعقوب الرسول "أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله. فمن أراد أن يكون محبًا للعالم فقد صار عدوًا لله" (يع 4: 4). وهذا المعني يؤيده أيضًا القديس يوحنا الرسول بقوله "إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب" (1 يو 2: 15). بعكس ذلك محبو الله، في صداقتهم له، ودالتهم عليه..
  رد مع اقتباس
قديم 31 - 01 - 2014, 03:30 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

شتان بين دالة وخصومة

إن عرفنا مقدار الدالة التي بين الله ومحبيه. تملكتنا الغيرة، ويلتهب قلبنا فنود أن نكون مثلهم. وسنحاول هنا أن نستعرض بعض أمثلة:
قيل عن أبينا إبراهيم إنه خليل الله. ونحن نستشفع به في الصلاة، فنقول لله في صلاة الساعة السادسة "من أجل إبراهيم حبيبك"..
إنه حبيب الله، صديقة، بينه وبين الله دالة..
عندما أراد الله أن يحرق سدوم، قال الرب "هل اخفي عن إبراهيم ما أن فاعله؟!" (تك 18 17). يا للعجب!! إن الله لم يرد أن يحرق سدوم قبل أن يخبر إبراهيم أولًا ويتفاهم معه في الموضوع.. ومن يكون إبراهيم هذا يا رب؟ أليس حفنه من تراب ورماد" (تك 18: 27). كلا يجيب الرب -إنه حبيبي وصديقي.لابد أن أخبره أولًا وآخذ راية. لا يصح أن يفاجأ بالموضوع كباقي الناس.. ويخبر الله إبراهيم. ويتفاهم معه إبراهيم بدالة "أفتهلك البار مع الأثيم..؟! حاشا لك أن تفعل مثل هذا المر.. حاشا لك. أديان الرضى كلها لا يصنع عدلًا..؟!

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
إنه أسلوب قد لا نستطيع أن نكلم به بعض البشر خوفًا منهم، ولكن إبراهيم يكلم به الله بكل جرأة ودالة. ويظل يتفاوض معه: عسي أن يكون خمسون بارًا في المدينة.. ربما نقص الخمسون بارًا خمسة.. عسى أن يوجد هناك أربعون.. ثلاثون.. عشرة.. ويستجيب الرب ويقول "لا أهلك من أجل عشرة (تك 18: 32). إنها صداقة مع الله.. عجب أن يوجد أناس لهم صداقه مثل هذه مع الله، يتفاهم معهم، ويتفاهمون معه..
نفس الوضع الذي حدث لإبراهيم مع الله، حدث لموسى أيضًا..
· صنع اليهود عجلًا من ذهب وعبدوه، فغضب الرب جدًا من هذه الخيانة التي خانوه بها، بعد سلسلة من المعجزات عملها معهم، وبعد سلسلة من الإحسانات قدمها إليهم. وفكر الله أن يهلك هذا الشعب. ولكنه رأي أن يخبر موسى أولًا وبعد أن شرح الرب لموسى كيف أن هذا الشعب صلب الرقبة قال له "أتركني.. لأفنيهم" (خر 32: 10). ونحن نقف في خشوع أمام كلمة "أتركني".. ما معني هذا الكلام أيها الرب إلهنا القادر علي كل شيء.. هل أنت محتاج أن يتركك موسى لتفعل؟ هل هو ممسك بك ليمنعك؟ وهل هو يستطيع؟
· علي أن عجبنا يزداد ليس فقط من كلام الله، بل بالأكثر من رد موسى.. فكما قال يعقوب للرب وهو يصارعه "لا أتركك.." (تك 32: 26)، هكذا قال موسى للرب في جرأة ودالة المحبة قال له "أرجع يا رب عن حمو غضبك، وأندم علي الشر" (خر 32: 12).. كلام جرئ عجيب.. من يستطيع أن يقوله للرب، بل من يستطيع أن يقوله لأحد الرؤساء علي الأرض..؟! ويعلل موسى احتجاجه: لئلا يقولوا قد أخرجهم بخبث من أرض العبودية، لكي يهلكهم في القفر.. والعجيب أن الله لم يغضب من موسى، بل وافقه.. ونفذ له ما يريد.. ويقول في ذلك الكتاب "فندم الرب علي الشر الذي قال انه يفعله" (خر 32: 14).. ما هذا يا رب؟ يجيب إنهم أصدقائي، لهم دالة عندي. عجبًا! أي رجل هو موسى هذا؟! بل أية دالة هي هذه بين الله وأحبائه.. إن قرأ خاطئ عنها يشعر بحرارة الغيرة تلهب قلبه.. ليترك ما هو فيه، ويصير هؤلاء..
* مثال آخر نقرأه عن موسى:
يقول الكتاب أنه كان علي الجبل مع الرب "أربعين نهارًا وأربعين ليلة" (خر 34: 28)، هل تظنون أن كتابة الوصايا العشر علي اللوحين كانت تستغرق كل هذه المدة من الله؟! هل تحتاج كتابتها إلي يوم من الله، إلي ساعة أو دقائق، أو لحظة..؟!
إنما الله قد استبقي موسى أربعين يومًا علي الجبل، لأنه صديقة وحبيبه وكليمه.. الله يفرح بوجود موسى معه لأنه ابنه.. وموسى يفرح بالوجود في حضرة الرب يتمتع به.. وإلا قولوا لي أية مهمة كانت تقتضي الأربعين يومًا.. كل الوصايا التي أخذها موسى من الله لا تستغرق أكثر من يوم واحد. أما الباقي، فهو فترة دالة وصداقة ومحبة..
أن الله له أصدقاء وأحباء، قال لهم علانية "لا أعود أسميكم عبيدًا بل أحباء" (يو 15: 15). قيل إنه "كان يحب مرثا وأختها ولعازر (يو 11: 5؟). وعندما بكي علي لعازر، قال الناس "أنظروا كيف كان يحبه" (يو 11: 36). والقديس يوحنا الإنجيلي قيل عنه مرارًا "التلميذ الذي كان يسوع يحبه".
إن الله له أحباء، لهم دالة كبيرة عنده وفي أيديهم يضع مفاتيح السماء.. يستطيعون أن يفتحوا السماء ويغلقوها كما يشاءون..
· كلمة عجيبة نسمعها من إيليا النبي الذي قال "لا يكون طل ولا مطر في هذه السنين إلا عند قولي" (1 مل 17: 1).. عبارة (إلا عند قولي) عبارة عجيبة وقوية. فلم يقل إيليا "عندما يشاء الله" أو "عندما يأذن الله"، بل قال في ثقة وحزم "إلا عند قولي".. وفعلًا أغلقت السماء حسب قوله، وظلت مغلقة ثلاث سنين وستة أشهر.. وكان جوع وتعب لكل الناس.. ولكن ظلت السماء مغلقه تنتظر قول إيليا.. وعندما تكلم مرة أخري، أمطرت السماء.. مفاتيح السماء هذه التي في أيدي القديسين، تكلم عنها الشيخ الروحاني في حديث عن صلاتهم ومفعولها، فقال عنهم إنهم يكونون "ليس كمن يصلي، وإنما كمن يتقبل الصلاة، كابن اؤتمن علي خزائن أبيه، يفتحها ويعطي منها للناس.." نسمع مثل هذا عن القديس المتنيح الأنبا ابرآم أسقف الفيوم، يأتيه إنسان في مشكله فيقول له "روح يا بني هاتلاقيها اتحلت". تأتيه امرأة تطلب نسلًا، فيقول لها "ماتزعليش السنة الجاية يكون عندك ابن.."، يقول هذا حتى بدون صلاة، ويحدث ما يقول عنه.إنها بركات يوزعها علي الناس، وهبات أخذها من الآب السماوي يعطيها بحنان لطالبيها.. ألا تملكنا الغيرة عندما نسمع عن أمثال هؤلاء ومكانتهم عند الله..
* وأحباء الله هؤلاء، لا يكتفي بمنحهم هذه الهبات، إنما أيضًا يدافع عنهم، ولا يقبل فيهم كلمة سوء..
· مثال ذلك: موسى النبي.. تزوج امرأة كوشية، وكان يبدو أن هذا ضد الشريعة، لن الرب قد منع الزواج بالنساء الغريبات. وفعلًا تضايق بسبب هذا الزواج هرون أخو موسى ومريم أخته، وتكلما عليه.. فصمت موسى، لأنه كان حليمًا جدًا. ولكن الرب لم يصمت. ولم يقبل أن يقول أن يقول احد كلمه رديئة عن حبيبه موسى حتى لو كان القائل هو هرون رئيس الكهنة ومريم النبية أخت موسى وهرون..
· فاستحضر الله هؤلاء الثلاثة، ووبخ مريم وهرون توبيخًا شديدًا وقال لهما "إن كان منكم نبي للرب، فبالرؤيا استعلن له وفي الحلم أكلمه. وأما عبدي موسى فليس هكذا، بل هو أمين في كل بيتي. فما إلي فم وعيانًا أتكلم معه.. فلماذا لا تخشيان أن تتكلما علي عبدي موسى؟" (عد 12: 1-8)، وضرب الله مريم بالبرص، فإذا هي برصاء كالثلج.. فأخرجوها خارج المحلة سبعة أيام.. ما هذا يا رب الذي تفعله؟! يقول:
· إنه موسى عبدي حبيبي الذي ائتمنه علي كل بيتي، وأكلمه فمًا فلم..
· كيف أسمح لهؤلاء أن يهينوه وأنا صامت؟! لابد أن ينالوا عقوبة لكي يوقروه، وكل من يسمع يوقره أيضًا.. لعل مثل هذا يفهم من قول الله لأبينا إبراهيم "وأبارك مباركيك، ولا عنك العنه" (تك 12: 3)..
إنها كرامة عجيبة يعطيها الله لأحبائه. ليس فقط أن يكونوا مباركين، بل أكثر من هذا أن يكونوا هم أنفسهم بركة (تك 12: 2).. كما كان إيليا بركه في بيت الأرملة، وكما كان يوسف بركة في بيت فوطيفار وفي أرض مصر، وكما كان إليشع بركة في بيت الشونمية..
ومن الكرامة العجيبة التي يعطيها الله لأولاده، والمعجزات التي يجربها علي أيديهم..
معجزات كان يمكن أن يعملها الله لأولاده، المعجزات التي يجربها علي أيديهم..
معجزات كان يمكن أن يعملها الله بنفسه ولكنه يعهد بها إلي أحبائه، ليكرمهم في أعين الناس.. إنسان مريض مثلًا يصلي إلي الله أن يشفيه. فبدلًا من ان يشفيه الله بنفسه، يرسل إليه الله أحد القديسين فيشفيه.. يرسل سيدتنا العذراء أو مارجرجس أو القديسة دميانة. ويمجد الناس العذراء ومارجرجس والقديسة دميانة.. ويفرح الرب.. وينشد في آذان هؤلاء القديسين: من يكرمكم يكرمني.. أنا أكرم الذين يكرمونني..
ونسأل الرب: إلي أي حد تكرمهم؟ فيقول:
يجلسون علي اثني عشر كرسيًا حولي، ويدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر (مت 19: 28).. نقول له يا رب كيف يجلسون معك في مجدك، أنت الذي تقف أمامك الملائكة ورؤساء الملائكة؟ يقول "أنا أكرم الذين يكرمونني". ونسأله: كيف يجلس هؤلاء يا رب علي كراسي القضاء في يوم الدينونة، بينما أنت الديان وحدك، ديان الأرض كلها، الذي تدين الأحياء الأموات، وقد دفعت إليك كل الدينونة من الآب (يو 5: 22)؟ يجيب أن لذتي في بني البشر.. إنني أحبهم وسأكرمهم أكثر..
إن كنت أنا ديان الأرض كلها، فسيدينون الأرض.. وإن كنت أنا ملك الملوك، فهم سيملكون معي.. وان كنت سأجيء في مجدي علي السحاب، فسيأتون علي السحاب معي سيكونون في كل حين معي، حيث أكون أنا يكونون هو أيضًا..
الله يكرم كل هؤلاء، بمحبته لهم وبسكناه معهم، وبدفاعه عنهم، وبإعطائهم مفاتيح السماء والأرض وبإعلان كرامتهم للناس حتى يكرموهم أيضًا، وبالدالة التي يعطيهم إياها حتى يكلموه من جهة أحكامه.. هذه فكرة موجزة عن الدالة التي يجدها الأبرار عند الله، وللكرامة التي يمنحها لهم..
وعلي الجانب الآخر نجد الخطية عكس هذا،
الخطية هي: حرمان من الله،
وحرمان من الملائكة،
وحرمان من مجمع القديسين.
  رد مع اقتباس
قديم 31 - 01 - 2014, 03:31 PM   رقم المشاركة : ( 24 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

الخطية حرمان من الله

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
إن الإنسان، إنما يحرم نفسه من الله، يفصله ذاته وقبله عن الله.. فالخطية قبل كل شيء هي عدم محبة لله.. لأنه واضح قول الرب "من يحبني، يحفظ وصايا" (يو 14: 23، 24). وواضح أيضًا قول الرسول "إن أحب أحد العالم، فليست فيه محبة الآب" (1 يو 2: 15). الذي يحب الله يلتصق به، وبكل ما يقربه إليه.. أما الذي يميل بقلبه إلي الخطية فإنه يبعد عن محبة الله لأنه لا يستطيع أن يحب الله والخطية في وقت واحد.
و الخطية هي أيضًا عصيان الله، وثورة علي الله، وتمرد عليه:
هي عدم مخافة الله، تطورت إلي استهانة بوصاياه، وإلي كسر لها، أمام الله الذي يري الإنسان أثناء ارتكابه للخطية، في سهولة. فهي إذن عدم حياء من الله...
أما الإبرار فليسوا كذلك. هوذا الصديق عندما عرضت له الخطية يقول في إباء وخشية "كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلي الله" (تك 39: 9).. لقد كان الله أمامه حينما عرضت الخطية عليه.وهكذا اعتبر أن الخطية هي ضد الله ذاته، وانه بها "يخطئ إلي الله".. وليس فقط إلي المرأة وإلي زوجها.. وبهذا المعني نفسه قال داود النبي لله "إليك أخطأت، والشر قدامك صنعت (مز 50: 4). مادامت الخطية إذن موجهة إلي الله، وقدام الله، فهي إذن تمرد عليه.. إنها ثورة علي ملكوته، ثورة علي قداسته وصلاحه، ومحاولة لطرده من القلب، وتمليك غيره مكانه..
ولمال كان الله غير محدودة مثله. وأن قدمت عنها كفارة لابد أن تكون كفارة غير محدودة. وبهذا أصبح غفرانها لا يتم إلا بذبيحة المسيح، ويوضع هذه الخطية علي كتفيه ليحملها عنا، بكل ما فيها من نجاسة وعار.. الخطية تمرد علي الله، وهي أيضًا معانده لروحة القدوس.
  رد مع اقتباس
قديم 31 - 01 - 2014, 03:32 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

الخطية معاندة للروح القدس

روح الله الذي فيك، يريدك أن تحيا في القداسة التي تليق بأولاد الله وهو يعمل فيك للخير والبر. فإن سرت في طريق الخطية، تكون معاندًا للروح..
لذلك يقول الكتاب "ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم" (أف 4: 30). إذن فكل من يرتكب إحدى الخطايا، إنما يحزن روح الله.. ويقول الكتاب أيضًا "لا تطفئوا الروح" (1 تس 5: 19). أن روح الله عندما يعمل في قلب إنسان. يلهبه بالحب، ويلهبه بالحماس نحو الخير، ويلهبه بالغيرة المقدسة علي نشر ملكوت الله.. لأن إلهنا نار آكله (عب 12: 29). وكل من يحوي الله في داخله إنما يحوي نارًا ملتهبة.. لذلك قيل عن الله:" الذي خلق ملائكته أرواحًا، وخدامه نارًا تلتهب" (مز 104: 4). ولهذا أمرنا الرسول أن نكون "حارين في الروح" (رو 12: 11). لأن كل من يعمل فيه روح الله، لابد أن يلتهب بالحرارة الروحية. أليس أن روح الله عندما حل علي التلاميذ الأطهار، إنما حل عليهم بألسنة "كأنها من نار" (أع 2: 3)؟!

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
لذلك كله، نقول أن من يفعل خطية، إنما يطفئ الروح كقول الكتاب.. وإطفاء هذه الحرارة، يقوده إلي الفتور. وإذا استمر في الفتور يصل إلي برودة روحية بحيث لا يؤثر فيه شيء من الوسائط الروحية التي تلهب غيره من الناس.. ومع كل هذا يظل روح الله فيه، ولكن حزينًا وحرارته منطفئة.. ولكن أخوف ما نخافه علي الخاطئ أن يفارقه روح الله.. كما فارق شاول الملك فبغتة روح رديء من قبل الرب (1 صل 16: 14). وهذه الحالة المحزنة هي التي صرخ بسببها داود في صلاته قائلًا "لا تطرحني من قدام وجهك، وروحك القدوس لا تنزعه مني" (مز 51: 11)..
هذه الحالة الخطيرة هي التي يسمونها "التجديف علي الروح القدس".
التجديف علي الروح القدس، هو الرفض الكامل الدائم لعمل الروح القدس في القلب.. من كثرة الشر، يصل الإنسان إلي حالة من قساوة القلب ترفض كل عمل للروح حتى الموت.. وحينئذ لا يمكن أن يتوب، لأن التوبة تأتيه نتيجة لعمل الروح القدس فيه، لأن الروح يبكت الإنسان علي الخطية (يو 16: 8). وإذ لا يتوب لا يمكن أن ينال مغفرة. لن القديسين قد قالوا "ليست خطية بلا مغفرة، إلا التي بلا توبة". وهكذا قيل إن خطية التجديف علي الروح القد س لا مغفرة لها..
لكننا لم نصل بعد إلي هذا الوضع المملوء يأسًا...ما يزال روح الله يعمل فينا للتوبة.. فعلينا أن نستسلم لعمل الروح، ولا نرفضه، بعناد.. أن كنا قد أحزنا روح الله من قبل، فلا نستمر في إحزانه.. وإن كنا قد أطفأنا حرارته فينا، فلا نستمر في لإطفائها.. لا يصح أن نستمر في عناد، لئلا يفارقنا الروح، فنشبه الهابطين في الجب.. ليتنا نكره الخطية، التي تعاند عمل روح الله فينا. فإن الخطية خاطئة جدًا إنها فساد للطبيعة البشرية.
  رد مع اقتباس
قديم 31 - 01 - 2014, 03:33 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

الخطية فساد للطبيعة البشرية

من أجل هذا قيل عن الخطاة أنهم "زاغوا وفسدوا" (مز 14: 3).. إن الإنسان هو صورة الله ومثاله. ولكنه في حالة الخطية لا يكون كذلك يكون قد فسد، وفقد صورة الله.. لذلك أنا لا أوافق ذلك الذي يسقط، فيدافع عن سقوطه قائلًا "هكذا شأن الطبيعة البشرية".. "أنا معذور، طبعي كده"!

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
كلا، ليست هذه هي الطبيعة البشرية كما خلقها الله الصالح، الذي بعد أن خلق كل شيء، نظر إليه فإذا هو حسن جدًا (تك 1: 31). طبيعتك البشرية يا أخي هي في أصلها صالحة جدًا. إنما أنت تشكو في سقوطك من طبيعتك بعدما فسدت بالخطية.. هذا الفساد هو الذي شكا منه الرسول قائلًا "أما أنا فجسدي مبيع الخطية.. ويحي أن الإنسان الشقي، من ينقذني من جسد هذا الموت" (رو 7: 14، 24).. إن الخطية تتلف طبيعتنا، وتجعل مستواها السامي ينحط..
لذلك فالخطية انحطاط.. تصوروا إنسانًا في مركزه العالي كابن لله يحط نفسه إلي المستوي الذي يصير فيه ابنًا لإبليس.. ويبلغ من الحطة الذي يصير فيه إلي ظلام.. وينسي مركزه العالي، ويعمل كأحد أولاد الناس.. الخاطئ إنسان ينحط في نظر نفسه، وتقل قيمته أو تنعدم في نظر نفسه.. وسأضرب لكم مثالًا: هل يستطيع ابن ملك أن يجلس علي كوم من الزبالة؟ قطعًا لا يستطيع.. كم بالولي إذن ابن الله..؟!
والخاطئ أيضًا لا ينحط فقط في نظر نفسه، وإنما أيضًا في نظرته إلي الناس. مثال ذلك، شاب ينظر إلي أحد الفتيات نظرة شهوانيه.. لا شك انه لو كان ساميًا في تفكيره لقال في نفسه: هذه الفتاه هي هيكل للروح القدس كيف ألمسه أو أنجسه؟! لا يمكنني مطلقًا أن أفسد هيكل الله. لأن "إن كان أحد يفسد هيكل الله، فسيفسده الله لأن هيكل الله مقدس هو"(1 كو 3: 17).إنما ينظر الفتي إلي الفتاة بشهوة لأن مستواها قد انحط في نظره.. هذه هي الخطية التي تفسد الطبيعة البشرية، وتحولها من هيكل لله إلي أداة للفساد.. وهي لا تفسد الطبيعة البشرية فحسب. بل تفسد الأرض كلها.. ولذلك قيلا في سفر الرؤيا عن الزانية العظيمة إنها "أفسدت الأرض بزناها (رؤ 19: 2). وماذا عن الخطية أيضًا؟
  رد مع اقتباس
قديم 31 - 01 - 2014, 03:34 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

الخطية نجاسة وزنى وعار

أن الخطية نجاسة:
لذلك فالملائكة الذين سقطوا تلقبوا بالأرواح النجسة (مر 6: 7) والأمراض التي كانت ترمز للخطية -كالبرص- كانت تعتبر نجاسة وكذلك الحيوانات النجسة.
ونري أمثلة في الكتاب المقدس عن نجاسة الخطية، حيث يقول الوحي الإلهي علي فم حزقيال النبي "إن بيت إسرائيل لما سكنوا أرضهم، نجسوها بطريقهم وبأفعالهم. كانت طريقهم أمامي كنجاسة الطامث.. (حز 36: 17)، وعن كسر السبت يقول "نجسوا سبوتي" (حز 20: 13). وعن أخطاء الكهنة يقول في سفر نحميا "لأنهم نجسوا الكهنوت" (نح 13: 29). ومن جهة القتل يقول الكتاب "لأن أيديكم قد تنجست بالدم. وأصبعكم بالإثم" (أش 59: 3). وعن الزنا يقول "ونجست الأرض بزناك. فأمتنع الغيث.." (أر 3: 2).
ووصف الخطية بالنجاسة لا ينطبق فقط علي خطايا الزنا والقتل، بل حتى علي خطايا الفم واللسان أيضًا.. فعن خطايا اللسان يقول السيد المسيح نفسه "ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان، بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الإنسان" (مت 15: 11). وقد أطلق الرب كلمة النجاسة علي الخطية عمومًا. فقال عن الأبرار "عندك أسماء قليلة.. لم ينجسوا ثيابهم فسيمشون معي في ثياب بيض لأنهم مستحقون" (رؤ 3: 4). أما عن الخطاة فقال "أتيتم، ونجستم أرضي. وجعلتم ميراثي رجسًا" (أر 2: 7).

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
إن عرفت كل هذا يا أخي، أن الخطية نجاسة، لابد انك ستنفر منها ستشعر انك في حالة الخطية "إنسان نجس"!! ستشعر أن كل كلمة خاطئة تخرج من فمك، إنما هي تنجسك. لأن الذي يخرج من الفم هو الذي ينجس الإنسان.
ولما كان الزنى هو أبرز ما في النجاسة، لذلك اعتبرت الخطية زنى وهكذا يقول الكتاب عن خطايا بني إسرائيل "زنت يهوذا"، "زنت إسرائيل" (حز 16) أي أخطأت كل من هاتين المملكتين..
وماذا قيل عن الخطية أيضًا..
قيل إنها عار: "عار الشعوب الخطية" (أم 14: 34).
وهي أيضًا مرض: وهكذا قيل عن فم أشعياء النبي "تركوا الرب، استهانوا بقدوس إسرائيل.. كل الرأس مريض، وكل القلب سقيم، من أسفل القدم إلي الرأس ليس فيه صحة، بل جرح وإحباط وضربة طرية لم تعصب ولم تلين بالزيت" (أش 1: 5، 6).
و الخطية أيضًا جهل: جهل بالله، وبالإيمان، وبالخير، وربما ينبغي أن يكون..وهكذا قال الرب "الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبه، أما إسرائيل فلا يعرف، شعبي لا يفهم" (أش 1: 3). وماذا تكون الخطية أيضًا؟ الخطية أيضًا نقص، وعيب وضلال، وعمي وظلمة، ونسيان لله.. وهي أيضًا ظلمة لأنها بعد عن النور الذي هو الله.ولذلك حسنًا قيل عن الخطاة أنهم "أحبوا الظلمة أكثر من النور" (يو 3: 19)، وقيل أيضًا "أما الجاهل فيسلك في الظلام" (جا 2: 14). أمران يجعلاننا ننفر من الخطية.
طبيعة الخطية البشعة، ونتائج الخطية المريعة.
  رد مع اقتباس
قديم 31 - 01 - 2014, 03:35 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

إن عرفت نتائج الخطية، تنفر من الخطية


من نتائج الخطية الخوف والقلق..
  1. الخوف والقلق من نتائج الخطية
  2. عذاب الضمير من نتائج الخطية
وتوجد نتائج أخرى للخطية.
  رد مع اقتباس
قديم 31 - 01 - 2014, 03:35 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

نتائج أخرى للخطية


نتائج أخرى للخطية:
الخطية تغير الإنسان تغييرًا كليًا، ومن نتائجها:
  1. فقد الصورة الإلهية
  2. فقد الكرامة
  3. فقد البساطة والنقاوة
  رد مع اقتباس
قديم 31 - 01 - 2014, 03:36 PM   رقم المشاركة : ( 30 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

الخوف والقلق من نتائج الخطية

إنها تفقد السلام الداخلي، وتملأ القلب بالخوف والاضطراب. إن القديس لا يخاف. ولذلك قال داود النبي "إن يحاربني جيش، فلن يجاف قلبي. وإن قام علي قتال، ففي هذا أنا مطمئن" (مز 26). أما الخاطئ، فهو علي الدوام خائف، فاقد لسلامه "لا سلام، قال الرب للأشرار" (أش 48: 22). وقال أيضًا "الأشرار كالبحر المضطرب" (أش 57: 20).
لقد بدأ الخوف مع الخطية الأولي، خطية آدم وحواء..
لم نسمع عن آدم أنه كان يخاف الله قبل الخطية. بل علي العكس عندما كان الله ينزل إلي الجنة كان آدم وحواء يقابلانه بفرح ويلتذان بالحديث معه. أما بعد الخطية، فنقرأ أن آدم قد اختبأ خوفًا من وجه الله في وسط أشجار الجنة. ولما ناداه الرب، صرح آدم بخوفه قائلًا "سمعت صوتك في الجنة فخشيت، لأني عريان، فأختبأت" (تك 3: 17). تصوروا أن الله المحبوب الذي يشتهي كل أحد أن يراه، يصبح مخيفًا للخاطئ فيهرب من رؤيته!!

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
الله الذي هو "أبرع جمالًا من بني البشر"، "الذي حلقه حلاوة وكله مشتهيات"، يصبح مخيفًا للخاطئ! عندما يراه الخاطئ يخاف، أو يهرب منه ويختبئ منه لكي لا يراه!!
النفس المحبة لله تقول مع عروس النشيد "أني أقوم في المدينة في الأسواق وفي الشوارع اطلب من تحبه نفسي". وإن وجدته تقول "أمسكته ولم أرخه" (نش 3: 2، 4). أما النفس الخاطئة فلا تضع أمامها سوي الآية التي تقول "مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي" (عب 10: 31). فالله مخيف بالنسبة إلي الأشرار. وأما الأبرار فهم أصدقاء الله يفرحون به. قال القديس الأنبا أنطونيوس الكبير لتلاميذه "يا أولادي، أنا لا أخاف الله فتعجبوا من عبارته وأجابوه "هذا الكلام صعب يا أبانا"، فقال لهم "ذلك لأني أحبه ولا خوف في المحبة، بل المحبة تطرح الخوف إلي الخارج" (1 يو 4: 18).
تخيلوا معي يا أخوتي، أن الله قد حضر الآن في وسطنا. تري كم واحد منا يفرح لمجيئه، ويدخل تحت أحضانه..؟ وكم واحد يهرب ويخاف؟! الخطاة يخافون لقاء الله، لذلك يخافون الموت ويرتعبون منه.. يخافون ساعة الدينونة الرهيبة التي سينكشفون فيها أمام الكل.. أما العداء الذين يشمتون بهم، وأمام الأصدقاء الذين كانوا يظنونهم غير ذلك، أنقياء وأبرار.. لذلك عندما تأتي تلك الساعة "يقولون للجبال غطينا، وللتلال اسقطي علينا" (لو 23: 30، هو 10: 8). هؤلاء سيطلبون الموت ولا يجدونه، ويرغبون أن يموتوا فيهرب الموت منهم" (رؤ 9: 6). حقًا إن آدم عندما أخطأ بدا يخاف.. زحف شيء جديد رهيب إلي داخل نفسه لم يكن موجودًا فيها من قبل.. هو الخوف، والرعب وفقدان السلام.إن هذا الخوف الذي خاف به آدم من الله هو مبدأ الأمراض النفسية التي أصابت البشرية نتيجة للخطية، لأن النفس بهذا الخوف بدأت تمرض. إن الشخص البار محتفظ بسلامه، هادئ ومسرور. أما الخاطئ فيفقد سلامه من الداخل ومن الخارج. من الداخل ضميره يثور عليه.. والروح القدس يبكته. ومن الخارج يخاف أن تنكشف الخطية كما يخاف من نتائجها وعواقبها. لم نر أبدًا إنسانًا خاطئًا يعيش علي الدوام مستريح البال مهما نام ضميره. لابد أن يستيقظ هذا الضمير بعد حين ويثور عليه ويتعبه.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
25ـ حياة الطهارة والنقاوة 20 07 1994 محاضرات يوم الأربعاء البابا شنودة الثالث
تأملات فى حياة القديس أنطونيوس كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
تأملات فى حياة داود النبى كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
حياة التواضع والوداعة كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
حياة الفضيلة والبر كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 06:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024