منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08 - 02 - 2014, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,870

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

خدام الملكوت

عبارة "ليأت ملكوتك" هي صلاة لأجل الملكوت، وأيضًا لأجل أنفسنا، ولأجل خدام الملكوت.
وينبغي أن نكون جميعًا من خدام الملكوت.. إنها صلاة من أجل كل رتب الكهنوت، ومن أجل كل الوعاظ والكارزين والخدام والمعلمين والمرشدين، ومن أجل كل نفس لها تعب في الكنيسة. وأيضًا من أجل أن تكثر القدوات الصالحة التي يتعلم الناس من حياتها كنماذج عملية قدامهم. وبهذه القدوات ينتشر الملكوت. نحن يا رب قد تعبنا النهار كله ولم نصطد شيئًا، ولكن علي إسمك نلقي الشبكة (لو 5: 5) قائلين: "ليأت ملكوتك".. إنه صراع مع الله لأجل ملكوته..
علي أن عبارة " ليأت ملكوتك " ليست هي مجرد صلاة، إنما هي صلاة وعمل. تشمل أيضًا عملنا لأجل الملكوت.
إن كنا حقًا نطلب ملكوت الله، فلنعمل من أجله، فلنشترك في بنائه، ونجول نفعل خيرًا (أع 10: 38). ونخلص علي كل حال قومًا.. (1كو 9: 22) لأنهم كيف يؤمنون إن لم يسمعوا، وكيف يسمعون بلا كارز؟! (رو 10: 14). هل نطلب أن ينتشر ملكوت الله في الأرض كلها، ونحن نيام كسالي؟ إذن أين الحب؟ وأين الغيرة؟

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
أنظروا إلي بناة الملكوت، كيف يقول عنهم بولس الرسول:
".. بل في كل شيء نظهر أنفسنا كخدام الله، في صبر كثير، في شدائد في ضرورات في ضيقات، في ضربات في سجون في إضطرابات. في أتعاب في أسهار في أصوام.. في كل كلام الحق، في قوة الله.. بمجد وهوان، بصيت رديء وصيت حسن. كمضلين ونحن صادقون.. كمائتين وها نحن نحيا.. (2كو 6: 4 9). " بأسفار مرارًا كثيرة، بأخطار سيول، بأخطار لصوص، بأخطار من الأمم، بأخطار من أخوة كذبة" (2 كو 11).
حقًا إن الله يعمل من أجل بناء ملكوته، ولكن ينبغي أن نشترك معه في العمل، ونطلب نعمته أن تشترك معنا.
كم قال بولس الرسول، عن نفسه وعن سيلا "نحن عاملان مع الله" (1 كو 3: 9). هذه هي شركة الروح القدس.. نحن لا نشترك مع الروح في الطبيعة والجواهر، إنما نشترك في العمل.
وكل واحد منا، له دور في بناء الملكوت:
وفي هذا قال بولس الرسول " أعطي البعض أن يكونوا رسلًا، والبعض أنبياء، والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين، لأجل تكميل القديسين، لعمل الخدمة، لبنيان جسد المسيح" (أف 4: 11، 12).
حينما نقول "ليأت ملكوتك "، إنما نقدم أنفسنا عمليًا لخدمة هذا الملكوت.
نحن مستعدون يا رب أن نبني الملكوت معك، وننشره معك، ونعمل فيه معك. لا نريد أن نأخذ منك موقف المتفرج، ونقول "ليأت ملكوتك" ونحن في سلبية مخجلة!! كلا، بل ليأت هذا الملكوت، وكلنا خدام لمجيئه، نبذل في سبيل ذلك كل ما تهبنا من قوة..كلنا كسفراء لك: ننادي، كأن الله يعظ بنا، ونقول للكل "اصطلحوا مع الله" (2 كو 5: 20). سلموه قلوبكم لكي يملكها.. نقولها ونحن نصلي من أعماقنا من أجل الخدمة والخدام، ومن أجل كل نفس تخدم هذا الملكوت وتبذل في سبيله، ومن أجل كل قلب لم يدخل إلي الملكوت بعد.. نقول "ليأت ملكوتك"، ونحن نطلب إلي الرب الحصاد أن يرسل فعلة لحصاده" (مت 9: 38).
نصلي ونقول: تعال يا رب واستلم ما تملكه.
من الناحية النظرية والرسمية، أنت يا رب تملك كل شيء. ولكن من الناحية العملية يوجد تمرد علي ملكوتك. والعالم لا يسلمك ما تملكه، وكذلك نحن! فنحن نقول "ليأت ملكوتك "، إنما نقول ضمنًا " تعال يا رب واستلم ما تملكه.. ضع يدك عليه فعلًا، سواء ما تملكه فينا أو في غيرنا "تقلد سيفك علي فخذك أيها الجبار. استله وانجح واملك" (مز 45).
لماذا تترك العالم هكذا، يعبث فيه الإلحاد والتجديف والفساد والانحراف؟
وتنتشر في الخطية، ويتسلط عليه الشيطان! أليس كله لك. تعال إذن واملك فعلًا ما هو لك شرعًا وقانونًا. ولا تترك الناس إلي أنفسهم يتمردون علي ملكوتك. فليس هذا صالحًا لهم..
وإن لم يكن ممكنًا أن يأتي الملكوت دفعة واحدة، فليأت بالتدريج.
إن كنت أنا يا رب لا أستطيع أن أجعلك تملك كل وقتي، فاعطني أن تملك البكورات فيه. فأقدم لك الساعة الأولي من النهار. فإن ملكتها، يمكنني بنعمتك أن أفتح لك هذا القلب مرات ومرات.. إعطني أن أكون أمينًا في القليل، فأتركه لك. حينئذ أتدرج إلي أن أكون أمينًا فيما هو أكثر، إلي أن تصبح الحياة كلها لك..
حقًا إن عبارة "ليأت ملكوتك" فيها توبيخ لي.
فليس منطقيًا أن أقول "ليأت ملكوتك " بينما أنا مشغول عنه بأمور العالم!!
هل أطلب الملكوت، وأنا هارب منه؟! فإن أردنا أن يملك الله علي قلوبنا، فيجب أن نخلي القلب من محبة العالميات التي تعطله عن محبة الله. فالكتاب يعلمنا أنه " لا شركة بين النور والظلمة، وأية خلطة للبر والإثم؟!" (2 كو 6: 14) حقًا، كيف يملك الله قلبًا وشهوات العالم مالكة عليه؟! فلنحاول إذن إزالة المعطلات التي تعرقل ملكية الله لنا، سواء كأفراد أو جماعات.
وأن أردنا أن نكون من بني الملكوت، فلنعرف صفاتهم.
هوذا الرب يقول عن الملكوت.. " طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات" (مت 5: 3). ويقول أيضًا " إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال، فلن تدخلوا ملكوت السموات" (مت 18: 3). هل نفهم من هاتين الآيتين إنه ينبغي أن نتصف بالإتضاع وأيضًا ببساطة الأطفال وبراءتهم لنكون من بني الملكوت؟
ما أجمل أن نتأمل باقي الآيات الخاصة بالملكوت، لنعرف أعماق عبارة "ليأت ملكوتك"..
اترك هذا مجالا لتأملاتكم الخاصة. ويكفي أن أقول إنه مادمنا قد اشترينا بثمن، وإننا لسنا لأنفسنا (1 كو 6: 20، 19).. فقد صرنا كلنا لله، هو الذي يملك كل حياتنا ووقتنا، وكل قلوبنا وأفكارنا ومشاعرنا وحواسنا. فلتعترف بهذه الحقيقة، ولنقل له:
" ليأت ملكوتك".
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:35 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,870

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

معنى طلبة لتكن مشيئتك

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
إنها طلبة تعني حياة التسليم للمشيئة الإلهية. أي أننا لا نفرض علي الله وضعًا معينًا نحيا فيه. بل ما يريده الله لنا، هو ما نرضاه ونقبله. وفي حياة الإيمان بالله كصانع للخيرات، نفرح بما يشاءه لنا، حتى لو كان عكس ما نرغب. بل نقول له: "لتكن لا مشيئتي بل مشيئتك".
" ليس كما أريد أنا، بل كما تريد أنت" (مت 26: 39).
أنت يا رب تعرف الخير النافع لي، أكثر مما أعرف أنا. وأنت تريد لي الخير أكثر مما أريد أنا لنفسي. لذلك فأنا أسلم حياتي بين يديك، تفعل بها كما تشاء، وأكون سعيدًا بذلك..
لا أقول "لتكن مشيئتك " عن تغصب، وإنما عن اقتناع.
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:36 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,870

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

أمثلة في طلب مشيئة الله

ما أكثر الأمثلة التي يقدمها لنا الكتاب عن حياة التسليم هذه: في مقدمتها في العهد القديم مثال أبينا إبراهيم: قال له الرب في بدء دعوته " اخرج من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك، إلي الأرض التي أريك.." (تك 12: 1). فخرج إبراهيم من وطنه حسب أمر الرب له " وهو لا يعلم إلي أين يذهب" (عب 11: 8). وأمامه عبارة "لتكن مشيئتك"..
ثم كانت مشيئة الرب الأخرى لإبراهيم، فوق الطاقة البشرية!
حيث قال له " خذ إبنك وحيدك، الذي تحبه، إسحق.. واصعده لي محرقة علي الجبل الذي أريك إياه" (تك 22: 2). فبكر إبراهيم صباحًا جدًا، وأخذ إبنه معه ليقدمه محرقة للرب، وهو الإبن الذي نال به المواعيد، والذي إنتظره من عشرات السنوات..

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
إبراهيم في إيمانه بمشيئة الرب، لم يناقش، بل أطاع.
كان يؤمن بصلاح الله، وبمحبته، وبصدق مواعيده حتى إن ذبح إسحق وقدمه محرقة.. كان يؤمن بقدرة الله علي إقامة إسحق من الموت (عب 11: 19). وأيًا كان الأمر لم يضع أمامه أن يفكر، إنما هي مشيئة الرب الصالحة يجب أن تنفذ..
السيدة العذراء لم تفكر في يوم من الأيام أنها ستحبل وتلد.
ولكن لما أتتها مشيئة الله، أنها ستكون أمًا، وبطريقة معجزية، قالت للرب " ليكن لي كقولك" "هوذا أنا أمة الرب".
وحياة التسليم كانت منهجًا ثابتًا للقديسة العذراء.
لا شك إنها كانت تحب البقاء في الهيكل، في حياة الصلاة والتأمل والعبادة، ولكن الرب نقلها إلي أماكن متعددة، من الهيكل، إلي بيت يوسف، إلي بيت لحم، إلي مصر، إلي الناصرة، وهي لا تقول سوي " ليكن لي كقولك".. " لتكن مشيئتك".. ومع أن بشري الميلاد كانت تحمل معني الفرح بميلاد مخلص هو المسيح الرب (لو 2: 11). حسبما قال الملاك للرعاة " ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لكم ولجميع الشعب".. إلا أنه بدلًا من هذا الفرح، صدر الأمر الإلهي أن تهرب العذراء بهذا المخلص إلي أرض مصر، إلي بلاد غريبة عنها موضعًا وديانة ولغة، يطردونها فيها من مدينة إلي أخري، بسبب تساقط الأصنام (أش 19: 1) أن العذراء لم تحتج علي سفرها وعدم إستقرارها في موضع، بل كانت في قلبها تلك التسبحة "ليكن لي كقولك".
الملائكة أيضًا لا يناقشون مشيئة الله.
ويسرعون في تنفيذها بلا إبطاء..
وهكذا يقول عنهم المرتل في المزمور "باركوا الله يا ملائكته.. الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه" (مز 103: 20).وهم ينفذون الأمر مهما كان يبدو عجيبًا أو شديدًا.. مثل الملاك الذي أمره الرب بضرب كل أبكار مصر (خر 12: 13). أو الذي أمره أن يرفع السيف علي أورشليم (2 صم 24: 16).. والإنسان الذي يطيع بلا جدال – مهما كان الأمر – هذا يتشبه الملائكة.
ليس عمل الملاك هو التدبير أو التفكير، إنما عمله أن ينفذ.
عمله أن يقول للرب " لتكن مشيئتك".. فملائكة الأبواق، أو ملائكة الضربات، الذين وردت رسالتهم في سفر الرؤيا (رؤ 8، 9)، لم يقولوا للرب: يا رب نحن ملائكة للرحمة، وليس للإهلاك أو العقوبة. إعفنا من هذا الأمر! كلا، بل نفذوا ولم يناقشوا..
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:37 PM   رقم المشاركة : ( 24 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,870

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

فضائل تتصل بقبول المشيئة لله

عبارة (لتكن مشيئتك) كما تحتاج إلي إيمان وطاعة، تحتاج أيضًا إلي إتضاع قلب..

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
إتضاع الإنسان الذي لا يكون حكيمًا في عيني نفسه (أم 3: 7) إلي الدرجة التي يراجع بها الله في أوامره ويناقشه، ويقول له: لماذا..؟ ولو أن بعض القديسين كانوا يجادلون الله، عن دالة وليس عصيان، ولا عن شك.. الإنسان المتضع يقبل كل ما يشاءه الله في ثقة وفي خضوع. أما الذي يعتمد علي فكره، فإنه يفحص أعمال الله، بل ويصدر عليها أحكامًا!! ويقبل بعضها، ولا يقبل البعض الآخر! إنه يظن في نفسه أنه شيء. لذلك يقول الكتاب "لا تكونوا حكماء عند أنفسكم" (رو 12: 16) ويقول أيضًا " وعلي فهمك لا تعتمد" (أم 3: 5). الإنسان المتواضع يقول: من أنا يا رب حتى أفحص أعمالك؟!
" ما أبعد أحكامك عن الفحص، وطرقك عن الاستقصاء" (رو 11: 33).
لا يجوز أن نضع مفاهيمنا مقياس نقيس به عمل الله. إنما نتقبل ما يعمله بالإيمان، وليس بالفحص. ولا نخضع مشيئة الله لفهمنا البشري. لأنه ما أعمق النقص في فهمنا.
متي العشار أطاع المشيئة الإلهية بمجرد كلمة.
كان في مكان الجباية، وفي موضع مسئولية مالية. وبمجرد أن سمع من الرب كلمة (اتبعني)، حتى ترك كل شيء وتبعه (مت 9: 9) وكذلك باقي الرسل في دعوتهم، تبعوا الرب وهم لا يعرفون ماذا يكون مستقبلهم معه، ولا ما هو نوع عملهم، أو مكان إقامتهم، أو وضعهم المالي، مثلما يفعل البعض، حينما يدعون للكهنوت. أما آباؤنا الرسل فقابلوا دعوة المسيح بروح عبارة " لتكن مشيئتك".
يمكن للإنسان أن يتدرب علي عبارة (لتكن مشيئتك).
يبدأ مثلًا بإطاعة أوامر والديه، دون عصيان، ودون تذمر، ودون مناقشة، بل بثقة، وبدون إبطاء.إن فعل هذا سيسهل عليه أن يطيع مشيئة الله، بكل إيمان.. ينفذ هذا أيضًا من جهة أوامر أب اعترافه، وأوامر رؤسائه بالعمل. فيتعود تنفيذ مشيئة غيره.
الحياة الروحية تتركز كلها في عبارة (لتكن مشيئتك).
سواء ما يريده لك أولًا في تصريف أمور حياتك، أو لتكن مشيئتك من جهة أوامر الله ووصاياه. وليس كالمرأة الحائض أو النفساء، التي تتذمر علي وصية الكتاب في منعها من دخول الكنيسة ومن التناول..
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:38 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,870

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

تداريب على قبول مشيئة الله
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
اقبل مشيئة الرب، لكي تأخذ بركة هذا القبول، وتنمو في حياة التسليم.
ولا تتكدر بسبب شيء، بل ليملك السلام علي قلبك.. وليس فقط تقبل مشيئته بالرضي، بل بالأكثر بالشكر والفرح. ونحن في حياة التسليم لمشيئة الله، نقول للرب مرارًا كل يوم في صلاة الشكر " نشكرك علي كل حال ومن أجل كل حال وفي كل حال".
وأنت حينما تقول هذا، قله من قلبك، وليس بلسانك فقط.
إن الإنسان الضعيف في الإيمان، أي حادث يؤلمه، ويزعزع ثقته في الله، ويتذمر علي الله، ويصعب عليه أن يقول في صلاته من قلبه: لتكن مشيئتك.. إن الكنيسة المملوءة بالإيمان، التي تعودت قبول مشيئة الله حتى إن مات أعز وأطيب إبن أو ابنة لها، تستقبل جثمانه في الكنيسة بصلاة الشكر.. إن حياة التسليم تمنح القلب السلام والهدوء..
الذي تستعبده شهوات أو رغبات معينة، إذا اصطدمت مشيئة الله برغباته، يتضايق.
لماذا؟ لأنه لا يريد سوي رغباته، يسعي إليها ويحرص عليها. وهو مستعد أن يطيع الله داخل رغباته وليس خارجها..! إنه لا يريد أن يخضع لمشيئة الله، بل يريد أن تخضع مشيئة الله لرغباته، وينفذ له الله ما يريده هو، وإلا تسوء علاقته مع الله.. ولذلك فإن الذين يحيون حياة الزهد، سهل عليهم أن يقولوا لله: لتكن مشيئتك أنت. وإن حدث لنا خطر من مشيئة الناس الخاطئة، فنحن نثق أن مشيئتك الصالحة سوف تتدخل وتبطل مشيئتهم. لأن الأمور كلها في يديك، أنت يا ضابط الكل، وليس في أيدي الناس..ولأن صلوات كثيرة ترتفع إليك لتنقذنا من مشيئات الناس لتكن مشيئتك. أنت وحدك المدبر وصاحب الأمر والكل في يديك وتحت مشيئتك.
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:39 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,870

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

كما في السماء

لتكن مشيئتك يا رب، منفذة علي الأرض، كما هي منفذة من الملائكة وأرواح القديسين في السماء. ولتصبح هذه الأرض كأنها سماء، وسكانها كأنهم ملائكة، ولتصبح الحياة روحانية توافق مشيئة الله في السماء.. لها علي الأقل أربع صفات.
منفذة بكل دقة، وبلا جدال، وبسرعة وبلا إبطاء، وعلي الدوام.
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
فهل أنت هكذا تفعل بالنسبة لوصايا الله. وهل تنفذها علي الدوام بكل دقة.. أم تترك مشيئة الله حينًا.. وتنفذ مشيئتك الخاصة أو مشيئات الناس؟ وهل تنفذ أو تقبل مشيئة الله في إيمان وثقة.. كالملائكة.. أم تحتج وتتذمر.. أم تجادل، أم تؤجل؟ نذورك مثلًا وعشورك، هل تقدمها بلا إبطاء، أم تؤجل وتتأخر، ثم تساوي وتحاول أن تغير. والتوبة أيضًا، هل تنفذ مشيئة الله فيها بسرعة، أم تؤجل وتتراخى..؟ وهكذا في باقي وسائط النعمة.. إن مشيئة الله منفذة بكل دقة ليس في السماء فقط..
إنما مشيئة الله منفذة علي الأرض أيضًا بكل دقة من الطبيعة "باستثناء الإنسان".
كل القوانين التي وضعها الله للطبيعة تسير حسنًا بلا إختلال. لأن الطبيعة لا تفكر، وإنما تنفذ. أنظروا في قصة يونان النبي مثلًا: أمر الله البحر والأمواج بضرب السفينة ونفذ أمره الإلهي بكل سرعة ودقة. أمر حوتًا عظيمًا أن يبتلع يونان.. ففعل وأمره أن يلفظه سليمًا فلفظه.. أمر الشمس والرياح أن تضربا اليقطينة فيبست.. وأن تضربا يونان فذبل. الطبيعة في قصة يونان كانت منفذة تمامًا لمشيئة الله. أما الإنسان المتمتع بالحرية والتفكير.. فلم ينفذ. ليت يونان كان منفذًا لمشيئة الله، كما هي منفذة علي الأرض من الطبيعة وليس كما هي منفذة في السماء، إن كان لم يصل إلي ذلك المستوي.
عبارة " كما في السماء، كذلك علي الأرض " يمكن تطبيقها أيضًا علي الطلبتين السابقتين.
ويكون لها فيهما معني جميل. أي ليتقدس إسمك يا رب، كما هو مقدس في السماء، كذلك ليكن مقدسًا علي الأرض. وليأت ملكوتك علي الأرض. كما هو في السماء أيضًا، فتملك علي الأرض كما تملك في السماء تمامًا، لتكن الأرض سماء أو كالسماء في تقديس إسمك، وفي الخضوع لملكوتك، وفي تنفيذ مشيئتك.
ولتكن الكنيسة سماء لك.
كما أن السماء هي كرسي الله، لتكن الكنيسة كذلك مثل السماء تمامًا، وكما في السماء أنوار، والكنيسة كذلك مملوءة بالأنوار، بل هي نور العالم وكما في السماء ملائكة، خدام الكنيسة أيضًا هم ملائكتها، كما قيل عن ملائكة الكنائس السبع (رؤ2)، ويلبسون في الخدمة ثيابًا بيضاء كالملائكة.وكما أن السماء نقية، هكذا " ببيتك ينبغي التقديس يا رب كل الأيام" (مز 94). وكما أن السماء مسكن الله، كذلك الكنيسة هي بيت الله. هي كأورشليم السمائية "مسكن الله مع الناس". تنظر إليها فتقول: كما في السماء، كذلك علي الأرض". الكنيسة هي المكان الذي يتقدس فيه إسمك، ويأتي فيه ملكوتك، وتنفذ فيه مشيئتك، كما في السماء. لذلك كان الخطاة يعزلون من الكنيسة خارج المجمع، لكي تبقي الكنيسة مجموعة من القديسين.. كالسماء..
ولكن لكي تصبح الكنيسة سماء، أعطنا يا رب خبزنا الروحي.
إن أعطيتنا هذا الخبز الروحي.. ستنمو أرواحنا وتقوي.. وتستطيع أن تنفذ مشيئتك.. كما في السماء كذلك علي الأرض. وإن نفذنا مشيئتك هكذا.. يكون قد أتي ملكوتك الروحي الذي نطلبه في صلواتنا. وإن أتي ملكوتك بهذه الطريقة.. فطبيعي أن إسمك سيتقدس علي الأرض بانتشار الإيمان والبر في هذا الملكوت الروحي.. إذن هذه الطلبات الأربع مترابطة تمامًا ببعضها البعض. كل واحدة منها توصل إلي الأخرى. وهذا لا يتأتي الإ إذا كان المقصود بالخبز.. الخبز الروحي..
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:40 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,870

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

خبزنا كفافنا | خبزنا الذي للغد
Give us this day our daily bread
صراع ترجمات:

اختلفت الترجمات في هذه الطلبة بالذات..
· البعض يقول: خبزنا كفافنا أعطنا اليوم.
· والبعض يقول: خبزنا الذي للغد، أعطنا اليوم.
· والبعض يقول: خبزنا اليومي، كما في الترجمة الإنجليزية.
· والبعض يقول: خبزنا الجوهري، أو خبزنا الفائق للطبيعة، كما في كتاب أوريجانوس عن الصلاة الربية..
وأنا لا أريد أن نفقد تأملنا الروحي في هذه الصلاة الربية، عن طريق الصراع بين الترجمات وأيها أصح!
إنما أحب أن أقول أيًا كانت الترجمة. إن المقصود بالخبز في الصلاة الربية، هو الخبز الروحي، وليس الخبز المادي.
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:45 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,870

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

الخبز الروحي

فما هي الأدلة التي تثبت أن الخبز الروحي هو المقصود؟
1 هذا أمر طبيعي يتفق مع تعليم السيد المسيح.. الذي لما جاع أخيرًا بعد أن صام أربعين يومًا.. وقدم له الشيطان تجربة الخبز المادي.. رفضها وأجاب: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.. بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (مت 44: 4) (تث 8: 3).
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
2 وهو الذي أوصانا في العظة علي الجبل " لا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب.. فإن هذه كلها تطلبها الأمم" (مت 6: 31، 32). فهل يعود ويعلمنا في الصلاة الربية، أن نهتم بهذه التي تطلبها الأمم "؟ إنه يقول "اطلبوا أولًا ملكوت الله وبره " ولا يقول: ثم بعد ذلك اطلبوا هذه الأمور المادية. حاشا، بل يقول "و هذه كلها تزاد لكم"، "لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلي هذه كلها" (مت 6: 32، 33). دون أن تطلبوا..
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
3 ويقول أيضًا "اعملوا لا للطعام البائد، بل الطعام الباقي للحياة الأبدية" (يو 6: 27). فهل بعد هذا يأمرنا أن نصلي من أجل هذا الطعام البائد؟ لا شك إذن أنه يقصد بالخبز الطعام الباقي للحياة الأبدية". أي للغد.
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
4 ثم هل من المعقول أن تكون أول طلبة خاصة بنا، هي الخبز المادي؟! المعروف إن الطلبات الثلاث الأولي خاصة بالله " ليتقدس إسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك.. " ثم بعد ذلك أربع طلبات خاصة بنا. هل من المعقول أن تكون أولي هذه الطلبات هي الخبز المادي؟ هل يعلمنا الرب أن نطلب هذا الخبز قبل أن نطلب مغفرة خطايانا، وقبل قولنا: لا تدخلنا التجارب، لكن نجنا من الشرير؟! هل الخبز المادي أهم من المغفرة الخطايا، وأهم من الخلاص من الشرير؟!
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
5 ثم هل من المعقول أن يطلب الرب منا أن نكرر طلبة الخبز المادي كلما صلينا؟!
لأنه يقول "متي صليتم فقولوا هكذا: أبانا الذي في السموات" (لو 11: 2). فهل إذا كررنا هذه الصلاة الربية عديدة في اليوم الواحد، نكرر أيضًا الطلبة من أجل الخبز المادي مرات عديدة كل يوم؟! إن هذا لا يتفق مع التعليم الروحي الذي للسيد المسيح حيث يقول "لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون" (مت 6: 25). ضاربًا لنا مثلًا بطيور السماء..
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
6 ويمكن تأكيد هذا أيضًا من فحص الكلمة اليونانية الخاصة بهذه الطلبة وهي إيبي أوسيوس.
الكلمة اليونانية تتسع لثلاث معان هي الجوهري أو الجوهري جدًا، أو الذي للغد، أو الكفاف.
فلماذا نحصرها في معني الكفاف؟ ولماذا نأخذ عبارة (الكفاف) علي أنها تعني الخبز المادي.إن كان المقصود الخبز الجوهري من كلمة (أوسيا) اليونانية بمعني جوهر، فلا يمكن أبدًا أن يكون معناها الخبز المادي وإن كانت ترجمة الكلمة اليونانية (الذي للغد) كما في الترجمات القبطية، فالمقصود هو الخبز الذي للحياة الأبدية التي هي الغد بمعناه الواسع.
وحتى إن ترجمت بالكفاف، فلا يمكن أن تعني الخبز الجسدي.
أنها هي من الروحية - إن ترجمناها هكذا، أوصلاها البعض هكذا - إننا نريد منك يا أبانا السماوي أن تعطينا خبزنا الروحي الذي يكفينا.
لا ينقص. ففتح في الفتور. ولا يزيد، فنقع في الغرور،
نريد ما يكفينا لقيام حياتنا الروحية ولا نريد أزيد، فقد الرسول ألا نرتئي فوق ما ينبغي فوق ما ينبغي (رو (12: 3). ولا نريد أزيد حتى لا نقع في المجد الباطل أو الكبرياء، أو يضربنا العدو بضربة يمينية. إذن عبارة الكفاف. يمكن أن تقال أيضًا بمفهوم روحي. خاص بالخبز الروحي.
أنا لا أريد أن أدخل في بحث لغوي أو جدل لغوي، فحديثي معكم حديث روحي خالص.. وكل ما أريده لكم في صلواتكم أن تقصدوا الخبز الروحي الذي للحياة الأبدية.
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:46 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,870

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

الغذاء الروحاني

فماذا هو هذا الخبز؟

هو كلمة الله، كما قال السيد المسيح (مت 4: 4)، وكما في سفر التثنية (8: 3) فكلام اله غذاء القلوب. والخبز الروحي أيضًا هو سر الإفخارستيا هو السرائر المقدسة كما شرح الرب في إنجيل يوحنا " أنا هو الخبز الحي النازل من السماء" (يو 6: 32 -51). إنه خبز الحياة. غذاؤك هو الله نفسه " ذوقوا وأنظروا ما اطيب الرب". وغذاؤك الروحي هو كل ما يعذيك روحيًا، من صلاة وتأمل، اجتماعات روحية، وألحان وترانيم.. وقد تتغذي أيضًا بالحب الإلهي وبالفضيلة.

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
وحينما تقول للرب " أعطنا " ماذا تقصد بهذه العبارة؟
تقصد أنك تطلب غذاءك الروحي من الله نفسه، مصدر النعم كلها، والذي يعرف ما تحتاجه. وإن كان الله يعطيك، فلا تعطل عطيته، بالتراخي في تناول غذائه.
اهتم بغذاء روحك، كما تهتم بغذاء جسدك، بل أكثر.
أنت تعطي جسدك طعامًا كل يوم بوجبات متعددة وبكميات كافية، ويزداد حبها لله. إن لم يأخذ الجسد غذاءه يمرض ويضعف. وهكذا الروح أيضًا. تذكر هذا كلما تصلي. ومرض الروح هو أولًا الفتور. فإن لم يجد علاجًا، تضعف مقاومة الروح للخطية، ويسهل سقوطها. أما الغذاء الروحي فيعطي تقويه للروح كما أن غذاء الجسد يعطي قوه للجسد. وكما ان الغذاء الذي تقدمه للجسد، ينبغي أن يكون سليمًا صنف جيد، كذلك الغذاء الذي تقدمه للروح. كلما كانت القراءات والتأملات عميقة ومن نبع صاف، هكذا تكون فائدتها للروح.. اهتم إذن بغذائك الروحي. أسمع إليه بكل نشاط، وقدمه لنفسك بكل اهتمام. ولا تقصر في صلاتك علي عبارة " خبزنا.. أعطانا " بينما تهمل نفسك، ولا تقدم لها غذاء أنت تقدم الغذاء، والرب يستجيب لصلاتك، ويعطي لهذا الغذاء الروحي فاعليته في قلبك وفي إرادتك..
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:54 PM   رقم المشاركة : ( 30 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,870

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

حاجتنا إلى الغفران
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

علمنا الرب أن نقول في الصلاة الربية "اغفر لنا خطايانا، كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا" (مت 5: 12). والواقع أن هذه الطلبة تحوي الكثير من التأملات، منها:
عبارة " اغفر لنا خطايانا "" تحوي اعترافا بأننا خطاة.
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
وفي بعض الترجمات " اترك لنا ما علينا " أو اترك لنا ديوننا " والقديس أوغسطينوس يقول:" إننا نطلب أن يغفر لنا ما علينا لأننا مديونون".. كان القديس أوغسطينوس أسقفًا، ولكنه أيضًا كان يصلي هذه الصلاة. والقديس يوحنا الرسول يؤكد علي هذا المعني ويقول:
" أن قلنا إننا بلا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا" (1يو 1:8).
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
كذلك القديس يعقوب الرسول يقول بالمثل "أننا في أشياء كثيرة نعثر جميعًا" (يع 3: 2). والقديس بولس يدعو نفسه "أول الخطاة " والكنيسة تعلمنا في صلواتها، أنه ليس أحد بلا خطية، وإن كانت حياته يومًا واحدًا علي الأرض.. لذلك نحن نقف للصلاة نقول للرب " اغفر لنا".. فهكذا علمنا..

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
إن كان أحد بلا خطية فلا داعي لأن يقول هذه الطلبة!
ولكن الكتاب المقدس سجل لنا خطايا وقع فيها الآباء والأنبياء، قال إن الخطية طرحت كثيرين جرحي وكل قتلاها أقوياء " هذه الطلبة إذن، تعطينا فكرة أننا محتاجون إلي الخلاص كل يوم.. ولعل البعض يسأل هنا:
ما معني الخلاص إذن والتجديد اللذين نلناهما في المعمودية؟
ما معني عبارة " من آمن واعتمد خلص" (مر 16: 16). وما معني " جدة الحياة " وصلب الإنسان العتيق!" (رو 6: 4، 6)؟
وما معني قول الرسول " لأن جميعكم الذين اعتمدتم للمسيح، قد لبستم المسيح" (غل 3: 27)؟ حقًا إننا نلنا كل هذا في المعمودية، ولكن هناك ملاحظة هامة وهي:
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
لقد اخذنا في المعمودية تجديدًا ولكن لم نأخذ فيها عصمة.
فلا يوجد إنسان معصوم، بل ما اعجب قول يعقوب الرسول عن القديس العظيم إيليا النبي " إيليا كان إنسانًا تحت الألام مثلنا" (يع 5: 17). بعدم العصمة قد نسقط، وبالنعمة وعمل التوبة نقوم، ونقول للرب عن سقطاتنا " أغفر لنا " أننا تعمدنا، ولكننا ما زلنا مديونين. ليس لأن شيئًا قد بقي ولم يغفر لنا في المعمودية! ولكن لأننا في حياتنا نعمل كل ما يحتاج إلي غفران يومي.. حقًا إنه في المعمودية قد غفرت لنا خطايانا ولكننا في كل يوم نخطئ خطايا جديدة تحتاج إلي مغفرة.
أن الذين اعتمدوا، وفي الحال فارقوا هذه الحياة، هؤلاء قد صعدوا من جرن المعمودية بلا دين عليهم.
أما الذين اعتمدوا، ومازالوا موجودين في هذه الحياة، فإنهم يرتكبون نجاسات بسبب ضعفهم المائل. نعم في كل يوم نخطئ إلي الله، مهما كنا ومهما ارتفعنا. لذلك فإننا نقول لله في كل يوم: اغفر لنا ما علينا.. نعم بسبب الخطايا اليومية، ومن الضروري أن نقول في هذه الصلاة: أغفر لنا
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
أن الذي ترتفع نفسه فوق هذه الطلبة، يكون محاربًا بالبر الذاتي.
وذلك لأننا مديونان أمام الله. وفي قصة المرأة التي غسلت قدمي المسيح بدموعها ومسحتها بشعر رأسها، قال الرب لسمعان الفريسي. " إنسان كان له مديونان، علي الواحد خمسمائة دينار، وعلي الأخر خمسون، وإذا لم يكن لهما ما يوفيان، سامحهما جميعًا" (لو 7: 41). وبنفس المعني، ذكر السيد المسيح مثل العبد المديون المدان الذي سامحه سيده إذ لم يكن له ما يوفيه (مت 18: 27). كل منا يقف أمام الله مديونًا، عاجزًا عن وفاء ديونه، لأن أجرة الخطية هي موت، ولا وفاء إلا بتلك الفدية التي قدمت عنا علي الصليب.إذن في قولنا " اغفر لنا " نعني طلبنا بأن تمحي هذه الخطايا بالدم الكريم، ويحملها الرب عنا..
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أبانا الذي في السموات ، " الصلاة الربانية" بلغة الإشارة - مينا إبراهيم
تأملات في الصلاة الربانية - البابا شنودة الثالث
كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
الغضب كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
بدع حديثة كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 11:17 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024