منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17 - 02 - 2014, 05:50 PM   رقم المشاركة : ( 41 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,225,541

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لاهوت المسيح

المسيح هو صاحب الملكوت

كتاب لاهوت المسيح
1 الملكوت هو ملكوت الله:
ونحن نصلي في الربية قائلين للآب السماوي " ليأت ملكوتك" (متى6: 10). ويقول الرسول ".. الله الذي دعاكم إلى ملكوته ومجده" (1تس2: 12) انظر أيضًا (يع2: 5) وقول ربنا يسوع المسيح".. ملكوت أبي" (متى26: 29). أنظر أيضًا (متى13: 43). وعبارة (ملكوت الله) في مواضع عديدة منها (لو13: 18، 20، 28، 29).
2 مع ذلك فالسيد المسيح يعلن أنه صاحب الملكوت.
فيقول " الحق أقول لكم إن من القيام ههنا قومًا لا يذقون الموت يروا ابن الإنسان آتيًا في ملكوته" (متى16: 28). هذا عن انتشار ملكوته على الأرض. ويقول الرب نفسه " هكذا في انقضاء العالم: يرسل ابن الإنسان ملائكته، فيجمعون من ملكوته، جميع المعاثر وفاعلي الإثم، ويطرحونهم في أتون النار" (متى13: 41، 42).
3 أما عن ملكوته السماوي، فيقول عنه الرسول "أناشدكم إذن أمام الله والرب يسوع المسيح، العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته" (2تى4: 1). وعن هذا الملكوت السماوي، قال اللص اليمين " اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك" (لو23: 43).
4 ولعله عن هذا الملكوت قال دانيال النبي " عن السيد المسيح " سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول، وملكوته لا ينقرض" (دا7: 14). وكانت هذه الألفاظ لا تطلق إلا على الله الحي إلى الأبد، إله العلي الحي القيوم (دا4: 3، 34) (دا6: 26).
كتاب لاهوت المسيح
إذن فالملكوت هو ملكوت الآب، وهو ملكوت المسيح، ماذا نستنتج إذن: هل استطاع بشري أن يتكلم عن ملكوته، ملكوت روحي في الأرض، وملكوت أبدي في السماء، ما لن يزول، وما لن ينقرض، فيه الملائكة ملائكته، وفيه المختارون مختاروه" (متى24: 31).
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 02 - 2014, 05:52 PM   رقم المشاركة : ( 42 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,225,541

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لاهوت المسيح

سلطان المسيح على الشياطين
1 كان الشياطين يخافون الرب ويصرخون عند لقائه، خائفين من أن يهلكهما أو يعذبهم.
أ ومن أمثلة ذلك الإنسان الذي كان عليه روح نجس في مجمع كفر ناحوم هذا الروح صرخ قائلًا " آه، ما لنا ولك يا يسوع الناصري. أتيت لتهلكنا. أنا أعرفك من أنت قدوس الله" (مر1: 22، 24). وانظر أيضًا (مر3: 11).

كتاب لاهوت المسيح
ب كذلك مع الإنسان الذي كان اسمه لجيئون، لأن فيه شياطين كثيرة وبسبب عنفه كان مربوطًا بسلاسل وقيود. هذا لما رأي خر له وصرخ بصوت عظيم مالي ولك يا يسوع ابن الله العلي. أطلب أن تعذبني" (لو8: 28).
ج وهكذا أيضًا مع المجنونين الهائجين من القبور في كورة الجرجسيين " حتى لم يكن أحد يقدر أن يجتاز من تلك الطريق " هذان لما أبصرا السيد " صرخا قائلين: ما لنا ولك يا يسوع ابن الله. أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا" (متى8: 29). فسمح الرب أن الشياطين التي في هذين المجنونين تخرج منها وتمضي إلى قطيع الخنازير...
كتاب لاهوت المسيح
2 وكان السيد ينتهر الشياطين بالأمر فيخرجون:
ففي كفر ناحوم، انتهر الروح النجس قائلًا " اخرس واخرج منه" (مر1: 25). مع لجيئون " أمر الروح النجس أن يخرج من الإنسان" (لو8: 29، 31). وفي إخراج الروح الأخرس، انتهره قائلًا " أيها الروح الأخرس الأصم، أنا آمرك أخرج منه ولا تدخله أيضًا" (مر9: 29). كذلك في حالة الصبي الذي كان يمزقه الشيطان ويصرعه " انتهر الروح النجس، وشفي الصبي وسلمه إلى أبيه" (لو9: 42، 43). وفي كل تلك الحالات كانت الأرواح النجسة أي الشياطين تطيع أمره وتخرج في الحال. هذا السلطان لا يمكن أن يكون لإنسان.
كتاب لاهوت المسيح
3 وليس فقط بأمر المسيح كانت تخرج الشياطين، إنما أيضًا باسمه:
مثلما قال له الرسل " يا رب، حتى الشياطين تخضع لنا باسمك" (لو10: 17). ذلك لأنه كان قد أعطاهم سلطانًا على قوة العدو (لو10: 11). وهذا هو الفرق بين الرب والبشر في إخراج الشياطين: هو يخرجهم بأمره، وهم لا يخرجون بأمرهم، إنما بسلطانه هو. وفي هذا قال عن المؤمنين به " وهذه الآيات تتبع المؤمنين: يخرجون الشياطين باسمي" (مر16: 17). ولعل من أجمل الأمثلة على ذلك: قصة الجارية التي كان عليها روح عرافة، وكانت تتبع بولس الرسول. يقول سفر أعمال الرسل أن القديس بولس " التفت إلى الروح وقال: أنا آمرك باسم يسوع المسيح أن تخرج منها فخرج في تلك الساعة" (أع16: 18).
كتاب لاهوت المسيح
4 ونلاحظ هنا أن إخراج الشياطين كانت تأتي تحت أسماء ثلاثة:
إما أنهم شياطين صراحة، أو أرواح نجسه، أو مجانين. كما يتضح من الأمثلة السابقة... وأيضًا قارن (لو10: 17، 20)، (مر7: 25، 26، 29)، (لو8: 29، 30)، (لو9: 42)، (لو10: 17، 20)، (متى10: 1، 8).
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 02 - 2014, 05:53 PM   رقم المشاركة : ( 43 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,225,541

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لاهوت المسيح

سلطان المسيح على الشريعة
1 الشريعة هي شريعة الله. والوصايا هي وصايا الله.
وقد منح الله الشريعة منذ البدء. وهو الذي سلمها مكتوبة لموسي النبي (خر20).
كتاب لاهوت المسيح
2 ولكن السيد المسيح وضع لنا شريعة العهد الجديد.

كتاب لاهوت المسيح
في العظة على الجبل، وفي قوله لتلاميذه " وصيه جديدة أنا أعطيكم..." (يو13: 34) وفي كل التعاليم الروحية التي تركها، وقيل إنه فيها " كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتيبة" (متى7: 28).
كتاب لاهوت المسيح
3 كذلك كان له موقف من شريعة العهد القديم.
يتضح في عبارته العجيبة القوية التي تكررت مرارًا في العظة على الجبل " سمعتم إنه قيل للقدماء... أما أنا فأقول لكم..." (متى5: 22، 27، 32، 34، 39، 44). ليس لأحد مطلقًا سلطان كهذا على شريعة الله، إلا الله وحده.
4 وهكذا نري أن السيد المسيح كان له سلطان في التشريع بخصوص السبت أنه يحل فيه عمل الخير. وبخصوص العشور إنها أقل الأشياء، أمامها وصية " من سألك فأعطه" (متى5: 42). وكان له سلطان في التشريع بخصوص الزوجة الواحدة، والطلاق (متى5: 32). ويعوزنا الوقت إن تحدثنا عن باقي الشرائع في المسيحية، وما شرعه المسيح في مجال الكمال...
كتاب لاهوت المسيح
5 ولعل من أقوي العبارات في سلطة المسيح على الشريعة، قوله من جهة شريعة السبت " ابن الإنسان هو رب السبت أيضًا" (متى12: 8)، (مر2: 28) (لو6: 5). إن كان هو رب السبت هو يوم الرب، إذن فهو الله.
كتاب لاهوت المسيح
6 لو يجرؤ إنسان مطلقًا أن يتكلم هكذا عن الشريعة " أما أنا فأقول لكم".. بل كان موسي والأنبياء يستخدمون عبارة " يقول الرب"... ولا يمكن أن يتحدث المسيح بهذا السلطان " أما أنا فأقول لكم " إلا لو كان هو الله...
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 02 - 2014, 05:54 PM   رقم المشاركة : ( 44 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,225,541

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لاهوت المسيح

سلطان المسيح على الحياة والموت

كتاب لاهوت المسيح
1 تحدث السيد عن علاقته بالحياة، فذكر أنه هو نفسه الحياة.
قال " أنا هو القيامة والحياة " من آمن بي ولو مات فسيحيا. ومن كان حيًا وآمن بي، لن يموت إلى الأبد" (لو11: 25، 26). وقال أيضًا أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو14: 6). فهل يستطيع بشري أ يقول " أنا الحياة والقيامة والحق "؟!
كتاب لاهوت المسيح
2 وعن سلطانه على الموت، قال عنه الرسول " مخلصنا يسوع المسيح الذي أبطل الموت، وأنار الحياة والخلود" (2تي1: 10). والرب نفسه شهد عن نفسه في سفر الرؤيا قائلًا " ولي مفاتيح الهاوية والموت" (رؤ1: 18). ويقول " إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يري الموت إلى الأبد" (يو8: 51).
كتاب لاهوت المسيح
3 من هذا الذي له سلطان على الموت وعلى الحياة، إلا الله نفسه، لأن كل البشر كانوا جميعهم تحت حكم الموت. وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع" (رو5: 12). أما المسيح فهو الذي أبطل الموت...
كتاب لاهوت المسيح
4 إن سلطان الموت والحياة في يد اله وحده. فهو الذي قال في سفر التثنية "أنا أنا هو، وليس إله معي. أنا أميت وأحيي" (تث32: 39). وهو الذي قيل عنه في سفر صموئيل النبي "الرب يميت ويحي، يهبط إلى الهاوية ويصعد" (1صم2: 6) فإن كان هذا السلطان في يد المسيح كما قال (يو5: 21) إذن فهو الله.
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 02 - 2014, 05:55 PM   رقم المشاركة : ( 45 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,225,541

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لاهوت المسيح

سلطان المسيح على نفسه

كتاب لاهوت المسيح
1 لا يوجد إنسان له سلطان على نفسه، على روحه، فالرب هو " إله أرواح جميع البشر" (عب27: 16).
وهو الذي قال "ها كل الأنفس هي لي" (حز18: 14).
وقال عنه بولس الرسول إنه أبو الأرواح، فقال "أفلا نخضع بالأولي لأبي الأرواح فنحيا" (عب12: 9).
كتاب لاهوت المسيح
2 ومع ذلك فإن السيد المسيح يقول".. أضع نفسي لآخذها أيضًا. ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي، لي سلطان أن أضعها، ولي سلطان أن آخذها أيضًا" (يو10: 17، 18).
هل يجرؤ إنسان أن يدعي هذا السلطان؟ إن السيد المسيح هو وحده الذي قال هذه العبارة لأنه هو الله.
كتاب لاهوت المسيح
3 وظهر سلطانه هذا في القيامة، حينما قام بنفسه، ولم يقيمه أحد، كما حدث بالنسبة إلى كل الذين قاموا من قبل. وخرج بهذه النفس من القبر المغلق، دون أن يشعر به أحد...
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 02 - 2014, 05:57 PM   رقم المشاركة : ( 46 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,225,541

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لاهوت المسيح

شهادة معجزات السيد المسيح
1 نقول كمقدمة لهذا الإثبات...
إن معجزات السيد المسيح لا تعد يوحنا الرسولي في خاتمة إنجيله " آيات أخر كثيرة صنعها يسوع قدام تلاميذه ولم تكتب في هذا الكتاب" (يو20: 30)، " وأشياء أخرى كثيرة صنعها يسوع، إن كتبت واحدة فواحدة، فلست أظن إن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة" (يو21: 25). وكمثال ذلك يقول القديس لوقا الإنجيلي " وعند غروب الشمس، كان كل الذين عندهم مرضي بأنواع أمراض كثيرة يقدمونهم إليه. فكان يضع يديه على كل واحد فيشفيهم" (لو4: 40) هنا معجزات بالجملة لا تحصي. وورد عن ذلك في إنجيل مرقس " ولما صار المساء إذ غربت الشمس، قدموا إليه جميع السقماء والمجانين. وكانت المدينة كلها مجتمعة على الباب. فسفي كثيرين كانوا مرضي بأمراض مختلفة. وأخرج شياطين كثيرة..." (مر1: 32 34).

كتاب لاهوت المسيح
وقال القديس متي الإنجيلي " كان يسوع يطوف كل الجليل، يعلم في مجامعهم، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل ضعف" (متى4: 23)، ويكمل " فاحضروا إليه جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع مختلفة، والمجانين والمصروعين والمفلوجين، فشفاهم" (متى4: 24). هل نستطيع هنا أن نحصى ما ينطوي تحت عبارات، كل مرض، وجميع السقماء... إلخ؟
إذن نحن هنا نقتصر على إثبات لاهوت المسيح من المعجزات القليلة التي دونت في الأناجيل.
كتاب لاهوت المسيح
2 كذلك كانت معجزات المسيح تشمل أنواعًا عديدة:
منها معجزات الخلق، وإقامة الموتى، والمشي على الماء، وانتهار الرياح والأمواج والبحر، والصعود إلى السماء، والنزول منها، والدخول من الأبواب المغلقة، والولادة من عذراء، واخرج الشياطين، وتفتيح أعين العميان، وشفاء الأمراض التي مرت عليها 38 سنة أو 18 سنة وفشل فيها الطب. وباختصار كما قال متى الإنجيلي " كل مرض وكل ضعف، في جميع السقماء والمجانين..". من ذا الذي يقدر أن يشفي كل مرض، ويكون له سلطان على الطبيعة والشياطين بهذا التنوع وبهذا القدر، إلا الإله الذي خلق هذه الطبيعة؟
كتاب لاهوت المسيح
3 كانت معجزات المسيح بمجرد الأمر، أو الانتهار للمرض:
في شفاء حماه بطرس من الحمى الشديدة " انتهر الحمى، فتركتها. وفي الحال قامت وخدمتهم" (لو4: 39). هنا المرض ينتهي بمجرد أمره أو انتهاره. وفي شفاء صاحب اليد اليابسة، قال للرجل " مد يدك. ففعل هكذا، فعادت يده صحيحة" (لو6: 10). بمجرد الأمر تمت معجزة يعجز الطب كله أمامها. وفي إخراج الأرواح النجسة، كان يستخدم أيضًا الأمر والانتهار فيخرجون. ولذلك قيل عنه إنه " بسلطان يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه" (مر1: 27). وكذلك في إسكات الأمواج وتهدئه البحر، استخدم الأمر أيضًا " انتهر الريح وقال للبحر: اسكت أبكم. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم" (مر4: 39).
والأمر بالنسبة إلى الطبيعة والأمراض والعاهات، لا يمكن أن يصدر من إنسان. فهذا سلطان إلهي، كثيرًا ما كان يجعل المشاهدين يعترفون بلا هوته، كما سبق وذكرنا...
كتاب لاهوت المسيح
4 حتى في إقامة الموتى، نجد عنصر الأمر أيضًا...
ففي إقامة ابنه يايرس، قال لها "طابيثا قومي" أي صبية لك أقول قومي وللوقت قامت الصبية ومشت" (مر5: 41، 42)، فأبطل الموت بأمره، وأعاد الحياة بأمره. وكذلك في إقامة ابن أرمله نايين " قال أيها الشاب لك أقول قم. فجلس الميت وابتدأ يتكلم" (لو7: 14، 15). وفي إقامة لعازر، قال له بصوت عظيم " لعازر لم خارجًا " فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة..." (لو1: 43، 44).
كتاب لاهوت المسيح
5 أحيانا كانت المعجزة تتم بمجرد اللمس أو وضع يده.
كما قيل "فكان يضع يديه على كل أحد فيشفيهم" (لو4: 40). وملخس عبد رئيس الكهنة لما قطعت أذنه " لمس أذنه وأبرأها" (لو22: 51). وفي شفاء الأعميين لمس أعينهما، فللوقت أبصرت أعينهما وتبعاه" (متى20: 34).. ولما وضع يديه على أعمي بيت صيدا أبصر (مر8: 25). ونازفة الدم التي أنفقت كل أموالها على الأطباء بلا فائدة، مجرد أن لمست هدب ثوبه "جف ينبوع دمها وبرئت" (مر5: 29).
كتاب لاهوت المسيح
6 وكانت معجزات تتم بمجرد إرادته، بدون أمر منه...
كما حدث في تطهير الذي صرخ قائلًا له " إن أردت تقدر أن تطهرني " فتحنن ومد يده ولمسه وقال له " أريد فاطهر" (مر1: 41)، وللوقت طهر برصه (متى8: 2، 3). وفي معجزة تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل، خلقت مادة جديدة بمجرد إرادته، حتى بدون أمر، وبدون لمس. لمجرد أنه أراد في داخله (يو2: 7 9).
كتاب لاهوت المسيح
7 ملاحظة أخري أن جميع معجزاته كانت تتم بدون صلاة:
كان يعملها بقوته الذاتية، بقوة لا هوته، والمعجزة الوحيدة التي سبقتها مخاطبة الآب. كانت إقامة لعازر من الموت. ولعل السبب في ذلك، أنه أراد إخفاء لاهوته عن الشيطان، وكان بينه وبين الصليب أيام قلائل. كما أنه إن وجدت في كل معجزاته العديدة جدًا معجزة وحيدة فيه صلاة فلعلها لتعليمنا أن نصلى. ولعل فيها ردًا على أعدائه الذين كانوا يتهمونه باستخدام قوة الشيطان في معجزاته. ومع ذلك فإنه في إقامة لعازر استخدم الآمر أيضًا، فقال " لعازر هلم خارجًا" (يو11: 43). وفي معجزة اشباع الجموع قيل إنه نظر إلى فوق، وأنه شكر وبارك (مر6: 41) (متي 15: 36). ولم يذكر في إحدى هاتين المعجزتين أنه صلي. أما النظر إلى فوق ومباركة الطعام قبل الأكل منه، فلعل هذا لتعليمنا...
كتاب لاهوت المسيح
8 وما أكثر المعجزات التي كانت تتم باسمه في العهد الجديد:
كما حدث في شفاء الأعرج الذي يستعطي على باب الجميل، إذ قال له القديس بطرس " ليس لي فضه ولا ذهب. ولكن الذي لي فإياه أعطيك. باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش..." (أع3: 6). وأيضًا يطهر من قول السيد المسيح " وهذه الآيات تتبع المؤمنين: يخرجون الشياطين باسمي" (مر16: 17).
كتاب لاهوت المسيح
9 وهذا هو الفارق بين معجزات السيد المسيح ومعجزات رسله وقديسيه:
هو يجري المعجزة بقوته الذاتية. أما التلاميذ فكانت معجزاتهم باسم المسيح، أو بالقوة التي أخذوها منه، بسلطانه هو. فالقوة ترجع إليه. ولهذا قال بولس الرسول " أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (في4: 13).
هذا السلطان منحه الرب لتلاميذه إذ " اعطاهم سلطانًا على أرواح نجسه حتى يخرجوها، ويشفوا كل مرض وكل ضعف" (متى10: 1). وقال للاثنى عشر " اشفوا مرضي. طهروا برصًا. أقيموا موتي. أخرجوا شياطين" (متى10: 8). وقال للسبعين أيضا "ها أنا أعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو" (لو10: 19).
كتاب لاهوت المسيح
10 والسيد المسيح قدم معجزاته كسبب يدعو للإيمان به:
فقال " صدقوني أني أنا في الآب في. وإلا فصدقوني لسبب الأعمال نفسها" (يو14: 11). وقال لليهود " إن كنت لست أعمل أعمال أبي، فلا تؤمنوا بي. ولكن إن كنت أعمل، فإن لم تؤمنوا بي، فآمنوا بالأعمال، لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب في وأنا فيه" (يو10: 37، 38). وقوله " أعمل أعمال أبي " تعني أنه يعمل أعمال الله ذاته. وهذا دليل أكيد على لا هوته.
لذلك فهو يلوم اليهود قائلًا " لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالًا لم يعملها أحد غيري ولم تكن لهم خطية" (يو15: 24). هذه الأعمال التي لم يعملها أحد من قبل، هي الأعمال الإلهية التي قال عنها " أعمل أعمال أبي" (يو10: 37).
وهو بهذا يعلن أن معجزاته دليل على لاهوته.
كتاب لاهوت المسيح
11 وكان السيد المسيح يطوب الإيمان الذي بمعجزاته ويدعو إليه:
فقد طوب إيمان قائد المائة الذي قال له " قل كلمة فقط غلامي" (متى8: 8)، وكان غلامه، مطروحًا في البيت مفلوجًا متعذبًا جدًا"... وأعطاه السيد وعدًا بشفاه غلامه، فبرأ غلامه من تلك الساعة. وقال السيد: " الحق أقول لكم لم أجد ولا في إسرائيل إيمانًا بمقدار هذا" (متى8: 10). وحقًا إيمان قائد المائة هذا كان عجيبًا. لقد آمن أن المسيح بمجرد أن يقول كلمة، فإن هذه الكلمة تقدر أن تشفي غلامه من بعد، دون أن يلمسه أو يضع يده عليه يباركه. يكفي مجرد الأمر. والمسيح طوب هذا الإيمان، وحققه بشفاء الغلام.
كتاب لاهوت المسيح
12 ومعجزات المسيح دليل على صدق حديثه، عن لاهوته:
إن السيد المسيح كان يصنع المعجزات الخارقة جدًا. وفي نفس الوقت يقول " أنا والأب واحد" (يو10: 30) " من رآني فقد رأي الآب" (يو14: 9). وإن له سلطان على مغفرة الخطايا (مر2: 10). وكان يقول إنه ابن الله الوحيد (يو3: 16، 18) وأنه صعد إلى السماء، ونزل من السماء، وهو موجود في السماء (يو3: 13). وأنه سيأتي على سحاب السماء، ويرسل ملائكته لجمع مختاريه (متى24: 30، 31). فلو كان كلامه غير صادق، ما كان يقدر أن يجري المعجزات بعده.. إن كان بكلامه هذا قد نسب إلى نفسه سلطان الله وصفاته عن غير حق، ما كان يقدر بعد ذلك على صنع المعجزات.
كتاب لاهوت المسيح
13 لا ننسي أن حياة المسيح كانت معجزة انفرد بها:
من حيث ولادته من عذراء (اش7: 14) الأمر الفريد في تاريخ العالم كله، فلا هو حدث قبله ولا بعده. وكذلك بشر بميلاده نجم غير عادي (متى2: 2 10). وسجد له المجوس. وفي طفولته أذهل شيوخ اليهود (لو2: 47). كذلك كان المسيح معجزة في عماده (متى3). وفي التجلي على جبل طابور (مر149 8). وفي قيامته (مر16) ودخوله على تلاميذه والأبواب مغلقة (يو20: 19). وكان معجزة في صعوده إلى السماء وجلوسه عن يمين الآب (مر16: 19). حياته كلها سلسلة من المعجزات تدل على لا هوته الذي كان متحدًا بناسوته طوال الفترة التي ظهر في الجسد، وإلى الأبد أيضًا.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب: اثبات عقيدة لاهوت السيد المسيح للربان : انطونيوس حنا لحدو
نتابع.. من كتاب لاهوت المسيح للبابا شنوده الثالث 2
نتابع.. من كتاب لاهوت المسيح للبابا شنوده الثالث
من كتاب لاهوت المسيح - للبابا شنودة الثالث
كتاب حقيقة لاهوت يسوع المسيح يقدمه جوش ماكدويل و بارت لارسون


الساعة الآن 03:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024