منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 05 - 2024, 05:07 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,220,638

كلمة الله والافخارستيا




كلمة الله والافخارستيا

يقول يسوع: هذا هو جسدي، هذا هو دمي. فيعطينا ذاته تحت شكلي الخبز والخمر. هكذا تكون كلمة يسوع فاعلة وحيّة في سرّ الافخارستيا. كلمة الله قويّة في السر كما في الخلق. قال الله: ليكن نور، فكان نور. يقول يسوع: هذا هو جسدي، فيصبح حاضراً بكليّته تحت شكلي الخبز والخر.

يقول قداسة البابا أنّ الوحدة بين الكلمة والافخارستية تجد أساساً لها في الكتاب المقدّس (ر. يوحنا ٦ ولوقا ٢٤)، ويشهد لها الآباء وتعليم الكنيسة في المجمع الڤاتيكاني الثاني. نفكّر هنا بخطبة يسوع حول خبز الحياة في مجمع كفرناحوم (يوحنا ٦ : ٢٢ – ٦٩). في هذه الخطبة تذكير بعطية الله التي حصل عليها موسى من أجل الشعب وعطية المنّ هي في الواقع عطية الشريعة، كلمة الله المحيية (ر. مزمور ١١٩ وأمثال ٩ : ٥). يحقّق يسوع في ذاته هذه الصورة القديمة: «خبز الله هو الّذي ينزل من السّماء ويهب الحياة للعالم… أنا خبز الحياة» (٦ : ٣٣ – ٣٥). هنا تصبح الشريعة شخصاً. عندما نلتقي بيسوع باستطاعتنا القول أنّنا نتغذى من الله الحيّ، إذ نأكل “خبز السّماء”. في خطبة كفرناحوم نتعمّق في مقدّمة الإنجيل: في المقدّمة الكلمة تصبح جسداً، في الخطبة يصبح الجسد خبزاً من أجل حياة العالم. (يوحنا ٦ : ٥٣). في سرّ الإفخارستيا نرى ما هو المنّ الحقيقيّ، الخبز النازل من السّماء حقّاً: إنّه لوغوس الله الّذي صار بشراً، وقد أعطى ذاته لأجلنا في السّرّ الفصحيّ.

في رواية لوقا عن تلميذي عمّاوس خبرٌ آخر حول العلاقة بين الإصغاء لكلمة الله وكسر الخبز (لوقا ٢٤ : ١٣ – ٣٥). في يوم الأحد يقترب يسوع من التلميذين ويصغي إلى عبارات الرجاء المحبط ويصبح رفيق دربهما، «فبدأ من موسى وجميع الأنبياء يفسّر لهما في جميع الكتب ما يختصّ به» (لوقا ٢٤ : ٢٧). هكذا بدأ التلميذان فهم الاسفار المقدّسة بطريقة جديدة مع رفيق الدرب الّذي ظهر قريباً جدّاً منهما بشكل غير متوقع. لم يعد ما حدث في أورشليم فشلاً بل بداية جديدة. على أنّ هذه الكلمات بانت لهما وكأنّها لم تكن كافية. لذلك طلبا من رفيق الطريق أن يبقى معهما. فيقول إنجيل لوقا أنّ أعينهما انفتحت وعرفاه فقط عندما أخذ يسوع الخبز وبارك ثمّ كسره وناولهما (٢٤ : ٣٠ – ٣١)، بينما كانت أعينهما قبلاً قد حُجبت عن معرفته (٢٤ : ١٦). لذلك سمح حضور يسوع في كلامه أولاً ومن ثمّ في فعل كسر الخبز أن يعرفه التلميذان. فكان باستطاعتهما أن يفهما معنى اللقاء بيسوع: «أما كان قلبُنا متقّداً في صدرنا، حين كان يحدّثنا في الطّريق ويشرح لنا الكتب؟» (٢٤ : ٣٢).

عن هذه العلاقة الدائمة بين كلمة الله والافخارستية نقرأ في المدخل الى رتبة قراءات القداس عدد ١٠ ما يلي: «لذا وَجب ان يضع المرء دوما نصب عينيه أنّ كلمة الله، التي تتلوها الكنيسة وتُعلنها في الليتورجية، تؤدي نوعا ما – وذلك غرضُها – الى ذبيحة العهد ووليمة النعمة، اي الى الافخارستية». لذلك لا يمكن الفصل بين الكلمة والافخارستية إذ لا يمكن أن نفهم الواحدة بدون الأخرى: كلمة الله تصبح جسداً سريّاً في الافخارستية. وإذا لم نقبل حضور يسوع الحقيقيّ في الإفخارستية يبقى فهم الكتاب المقدّس ناقصاً. «خصّت الكنيسة كلمة الله والسّرّ الافخارستي، وارادت وقرّرت في كلّ زمان ومكان، أن يُخصّا بإجلال واحد لا بعبادة واحدة. فإنّ الكنيسة، جريا منها على مثال مؤسّسها، لم تكفّ يوماً عن إقامة سرّه الفصحيّ، ملتئمة في جماعة، «لتقرأ ما ورد في شأنه في جميع الكتب» (لوقا ٢٤ : ٢٧). ،لتُحقّق عمل الخلاص بذكرى الرّبّ والأسرار» (مدخل الى قراءات القداس، ١٠).

انطلاقاً من العلاقة بين كلمة الله والافخارستية نصل الى «أسراريّة الكلمة (sacramentalità della Parola)» (كلمة الرب ٥٦) وأساسها سرّ التجسّد: «الكلمة صار بشراً». نفهم أسرارية الكلمة مقارنة بالحضور الحقيقيّ للمسيح تحت شكلي الخبز والخمر. عندما نشترك بمائدة الافخارستية، نتناول حقّاً جسد ودم المسيح. إنّ إعلان كلمة الله في الاحتفال يتضمّن الاعتراف بأنّ المسيح نفسه حاضر ويدعونا لقبوله. يقول القدّيس إيرونيموس:

«نحن نقرأ الكتاب المقدّس. أنا أعتقد أنّ الإنجيل هو جسد المسيح وأنّ الاسفار المقدّسة هي تعليمه. وعندما يقول: من لا يأكل جسدي ويشرب دمي (يوحنا ٦ : ٥٣)، حتى لو كان باستطاعتنا القبول بأنّ هذه الكلمات تعني سرّ الافخارستية، على أنّ جسد المسيح ودمه هي حقّاً كلمة الكتاب المقدّس. عندما نتقرّب من سرّ الافخارستية فيسقط فتات منها على الأرض، لشعرنا أنّه قد قُضي علينا. وعندما نسمع كلمة الله وتُسكبُ في آذاننا كلمةُ الله وجسد المسيح ودمه، ونحن نفكّر بشيء آخر، بأيّ خطر عظيم نقع؟». فالتعمّق في أسراريّة كلمة الله يقويّ الحياة الروحيّة عند المؤمنين ويكون مفيداً في العمل الراعوي.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الأسرار الثلاثة الأولى: المعمودية والميرون المقدس والافخارستيا (القربان المقدس)
والافخارستيا تقيم المسيحيين
الأنبا رافائيل المعمودية والافخارستيا مش بيخلونا معصومين من الخطأ
كلمة الله : إن دراسة وقراءة كلمة الله
المعمودية والافخارستيا في أعمال الرسل


الساعة الآن 08:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024