منتدى الفرح المسيحىمنتدى الفرح المسيحى
  منتدى الفرح المسيحى
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث

اسبوع الالام
 أسبوع الآلام 

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين

ثوك تى تى جوم نيم بى أوؤو نيم بى إزمو نيم بى آما هى شا إينيه آمين


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #158061  
قديم 18 - 04 - 2024, 07:16 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,466

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






التخصيص:

33 وَمِنْ لَدُنْ بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، لاَ تَخْرُجُونَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ إِلَى يَوْمِ كَمَالِ أَيَّامِ مَلْئِكُمْ، لأَنَّهُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ يَمْلأُ أَيْدِيَكُمْ. 34 كَمَا فَعَلَ فِي هذَا الْيَوْمِ، قَدْ أَمَرَ الرَّبُّ أَنْ يُفْعَلَ لِلتَّكْفِيرِ عَنْكُمْ. 35 وَلَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ تُقِيمُونَ نَهَارًا وَلَيْلًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَتَحْفَظُونَ شَعَائِرَ الرَّبِّ فَلاَ تَمُوتُونَ، لأَنِّي هكَذَا أُمِرْتُ». 36 فَعَمِلَ هَارُونُ وَبَنُوهُ كُلَّ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ عَلَى يَدِ مُوسَى.

سيامتهم ككهنة للرب يعني في جوهره تخصيص كل حياتهم الداخلية وتصرفاتهم الظاهرة لحساب الرب نفسه، لذا قيل: "ولدى باب الاجتماع تقيمون نهارًا وليلًا سبعة أيام وتحفظون شعائر الرب فلن تموتون لأنيّ هكذا أمرت" [35]. يقيمون نهارًا وليلًا كل أيام الأسبوع، لا يعرفون لهم راحة ولا موضع بعيدًا عن هيكل الرب، إنهم يقضون كل أيام حياتهم لخدمة الرب دون ارتباك بالاحتياجات المادية لهم أو للخدمة، إذ هو نصيبهم وميراثهم كما هم نصيبه، يفرح بسكناهم في بيته ويشبعهم بفيض.

  #158062  
قديم 18 - 04 - 2024, 07:17 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,466

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






بدء العمل في اليوم الثامن:

1 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ دَعَا مُوسَى هَارُونَ وَبَنِيهِ وَشُيُوخَ إِسْرَائِيلَ.

إذ تم طقس سيامة هرون وبنيه الكهنة لم يمارسوا العمل الذبيحي في الحال بل بقوا ملازمين خيمة الاجتماع سبعة أيام كاملة نهارًا وليلًا، وفي اليوم الثامن بدأوا ممارسة هذا العمل عن أنفسهم وعن الشعب. لقد انتظروا ليبدأوا في اليوم الثامن الذي يرمز للحياة الجديدة الأبدية، أو الحياة المقامة في المسيح يسوع، إذ اليوم الثامن هو اليوم الأول من الأسبوع الجديد، وقد قام السيد في فجر الأحد أي في فجر اليوم الثامن.
وكأنه لا يستطيع الكاهن أن يمارس عمله الكهنوتي إلاَّ بالسيد المسيح القائم من الأموات، فينطلق للعمل بقوة القيامة.
يعلق القديس أغسطينوس على اليوم الثامن بقوله: [يوم الرب هو اليوم الثامن الأبدي الذي تقدس بقيامة المسيح، يُشير إلى الراحة الأبدية للجسد والنفس]. بذات الفكر نجد محفل عيد المظال يتم في اليوم الثامن (لا 23: 36) حيث نخلع خيمة (مظال) جسدنا الترابي لننعم بالبناء الأبدي غير المصنوع بيد (2 كو 5: 1) وذلك بقوة قيامة ربنا يسوع. وفي اليوم الثامن أيضًا كانت ذبائح التطهير تُقدم عن صاحب السيل (لا 15: 24، 29) وعن الأبرص (لا 14: 10)... حيث ينال الإنسان بقيامة الرب الخليقة الجديدة في المسيح يسوع (2 كو 5: 17) فلا يكون فينا ما هو دنس من سيل الشر أو برص الخطية.

  #158063  
قديم 18 - 04 - 2024, 07:18 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,466

القديس أغسطينوس
عن اليوم الثامن بقوله:


[يوم الرب هو اليوم الثامن الأبدي الذي تقدس بقيامة المسيح،
يُشير إلى الراحة الأبدية للجسد والنفس].
  #158064  
قديم 18 - 04 - 2024, 07:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,466

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






الأمر بتقديم الذبائح:

2 وَقَالَ لِهَارُونَ: «خُذْ لَكَ عِجْلًا ابْنَ بَقَرٍ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، وَكَبْشًا لِمُحْرَقَةٍ صَحِيحَيْنِ، وَقَدِّمْهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ. 3 وَكَلَّمَ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلًا: خُذُوا تَيْسًا مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، وَعِجْلًا وَخَرُوفًا حَوْلِيَّيْنِ صَحِيحَيْنِ لِمُحْرَقَةٍ، 4 وَثَوْرًا وَكَبْشًا لِذَبِيحَةِ سَلاَمَةٍ لِلذَّبْحِ أَمَامَ الرَّبِّ، وَتَقْدِمَةً مَلْتُوتَةً بِزَيْتٍ. لأَنَّ الرَّبَّ الْيَوْمَ يَتَرَاءَى لَكُمْ». 5 فَأَخَذُوا مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى إِلَى قُدَّامِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. وَتَقَدَّمَ كُلُّ الْجَمَاعَةِ وَوَقَفُوا أَمَامَ الرَّبِّ. 6 فَقَالَ مُوسَى: «هذَا مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ. تَعْمَلُونَهُ فَيَتَرَاءَى لَكُمْ مَجْدُ الرَّبِّ». 7 ثُمَّ قَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: «تَقَدَّمْ إِلَى الْمَذْبَحِ وَاعْمَلْ ذَبِيحَةَ خَطِيَّتِكَ وَمُحْرَقَتَكَ، وَكَفِّرْ عَنْ نَفْسِكَ وَعَنِ الشَّعْبِ. وَاعْمَلْ قُرْبَانَ الشَّعْبِ وَكَفِّرْ عَنْهُمْ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ».

في السبعة الأيام الأولى كان موسى يقرب الذبائح عن هرون وبنيه، لكن في اليوم الثامن إذ تمت طقوس سيامتهم ودخلوا إلى اليوم الثامن كما إلى قيامة الرب صاروا ملزمين أن يقدموا ذبائح وتقدمات عن أنفسهم وعن الشعب.
يرى بعض علماء اليهود أن العجل الذي قدموه كذبيحة خطية [2-4] كان تكفيرًا عن العجل الذهبي الذي صنعه هرون للشعب (خر 32: 2)... على أي الأحوال التزم هرون وبنوه بتقديم عجل كذبيحة خطية وكبش كذبيحة محرقة [2-4]، وذلك من أموال هرون وبنيه وليس من أموال الخيمة أو الشعب، حتى يشعروا بحاجتهم إلى التكفير عن خطاياهم المعروفة لهم وغير المعروفة، مع التزامهم بتقديم حياتهم محرقة حب كاملة لله. وقد سبق لنا الحديث عن هاتين الذبيحتين قبلًا (الأصحاحان 1، 4).
هذان الفكران يؤكدهما الله لكهنته على الدوام: الشعور بالضعف مع سائر إخوتهم، والالتزام بتقديم حياتهم كلها محرقة حب لله في خدمة إِخوانهم!
إذ قدموا هاتين الذبيحتين، عادوا يقدمون عن الشعب ذبيحة خطية، وذبيحة محرقة، وذبيحة سلامة ثم تقدمة قربان من الدقيق الملتوت بالزيت [3-4]. وقد جاء الترتيب مناسبًا لاحتياجات الشعب، فيبدأ الكاهن بطلب الغفران عن الخطية خلال ذبيحة الخطية، ثم يعلن شوقه أن يتقبل حياة الشعب كله كذبيحة محرقة سرور للرب. بهذا يعلن الكاهن شكره لله خلال ذبيحة السلامة وقبوله للشركة مع السيد المسيح المبذول خلال تقدمة القربان من الدقيق الملتموت بالزيت. يبدأ بالتوسل لطلب الرحمة في استحقاقات الدم وينتهي بقبول حياة المسيح المبذولة كعطية إلهية تعيشها الكنيسة بإتحادها مع رأسها المصلوب!


  #158065  
قديم 18 - 04 - 2024, 07:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,466

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






مباركة الشعب:

22 ثُمَّ رَفَعَ هَارُونُ يَدَهُ نَحْوَ الشَّعْبِ وَبَارَكَهُمْ، وَانْحَدَرَ مِنْ عَمَلِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ وَالْمُحْرَقَةِ وَذَبِيحَةِ السَّلاَمَةِ. 23 وَدَخَلَ مُوسَى وَهَارُونُ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، ثُمَّ خَرَجَا وَبَارَكَا الشَّعْبَ، فَتَرَاءَى مَجْدُ الرَّبِّ لِكُلِّ الشَّعْبِ،

بارك هرون الشعب مرتين، المرة الأولى حيث قيل: "ثم رفع هرون يده نحو الشعب وباركهم وانحدر من عمل ذبيحة الخطية والمحرقة وذبيحة السلامة" [22].
يلاحظ في هذه البركة أن هرون رفع يده نحو الشعب... ولعله بذلك يعلن السلطان الكهنوتي الذي وهبه الله إياه، ولعل رفع اليد يُشير إلى ظهور السيد المسيح الذي يرمز له باليد، فالبركة التي يقدمها الكاهن إنما هي البركة التي صارت لنا في المسيح يسوع الذي بارك طبيعتنا فيه. وقد تحققت البركة بعد تقديم الذبائح... إذ لم يكن ممكننًا للبشرية أن تتقبل بركة الرب فيها إلاَّ في استحقاقات الدم الثمين. خلال المذبح يجتمع الكاهن بالشعب ليقدم البركة التي ليست من عندياته إنما هي بركة الرب المبذول عنا.
أما نص البركة فغالبًا ذاك الذي قدمه الرب نفسه لموسى "يباركك الرب ويحرسك، ويضئ الرب عليك ويحرمك، يرفع الرب وجهه عليك ويمنحك سلامًا" (عد 6: 22-26).
أما المرة الثانية لما دخل موسى وهرون إلى خيمة الاجتماع ثم خرجا وباركا الشعب [23]. في المرة الأولى أكد أن البركة تحل خلال الذبيحة المقدسة، أما هنا فيؤكد أن البركة تتحقق خلال أمرين: الأول اجتماع هرون بموسى، إشارة إلى اجتماع الكهنوت بالعمل النبوي، أو العبادة بالفهم الإنجيلي الروحي... فلا انفصال بين هروننا وموسانا، ولا اعتزال للعمل الكهنوتي عن العمل الإنجيلي، الثاني دخولهما الخيمة معًا إشارة إلى نوالنا البركة خلال الكنيسة المقدسة، فالكاهن عضو في الكنيسة المقدسة التي قبلت الروح القدس عطية عريسها السماوي لها.
  #158066  
قديم 18 - 04 - 2024, 07:20 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,466

القديس كبريانوس


أنه لا خلاص خارج الكنيسة.
من خلال هاتين البركتين يمكننا في اختصار أن نقول:
أ. البركة هي عطية المسيح الذبيح خلال كهنته.
ب. البركة هي عطية المسيح خلال الكنيسة بالروح القدس الموهوب لها.
ج. لا انفصال بين البركة التي ننالها خلال العمل الكهنوتي (هرون) والتمتع بكلمة الله (موسى النبي).



  #158067  
قديم 18 - 04 - 2024, 07:21 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,466

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






ظهور المجد الإلهي:

23 وَدَخَلَ مُوسَى وَهَارُونُ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، ثُمَّ خَرَجَا وَبَارَكَا الشَّعْبَ، فَتَرَاءَى مَجْدُ الرَّبِّ لِكُلِّ الشَّعْبِ،

إذ قال الشعب البركة على يدي هرون (وموسى) خلال الذبيحة المقدسة داخل الكنيسة، يقول الكتاب "فتراءى مجد الرب لكل الشعب" [23]...
لم نعرف كيف تراءى مجد الرب، هل على شكل سحاب كثيف أحاط بشعب الله؟ أم على شكل عمود نار؟ أم خلال ظهور معين تجاه المقدسات الإلهية...؟! إنما ما نعرفه حينما ننعم بالبركة الإلهية هو تجلي الرب بمجده في أعماقنا بطريقة تلمسها النفس ويشعر بها القلب!
يقول الرسول: "الله ظهر في الجسد... تراءى لملائكة" (1 تي 3: 16). فإننا إذ نقبل بركة الرب نصير كملائكة يتراءى الله بمجده فينا.

  #158068  
قديم 18 - 04 - 2024, 07:23 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,466

النار الإلهية:

"وَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَأَحْرَقَتْ عَلَى الْمَذْبَحِ الْمُحْرَقَةَ وَالشَّحْمَ." [24].

إن كانت الخطايا تشبه نارًا تحرق النفس كما يقول القديس أغسطينوس، فإن هذه النار لا يغلبها إلاَّ نار الروح القدس الذي يحرق الشر ويلهب النفس بالحياة المقدسة. وهكذا نستبدل النار بالنار!
إذ تبارك الشعب وظهر لهم مجد الرب خرجت نار من عند الرب أعلنت قبول الله لذبيحتهم ورضاءه عليهم... وفي نفس الوقت أعلنت مجد الله ومهابته!


القديس أغسطينوس


  #158069  
قديم 18 - 04 - 2024, 07:23 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,466

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






هتاف الشعب:

24 فَرَأَى جَمِيعُ الشَّعْبِ وَهَتَفُوا وَسَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ.

إذ رأى الشعب مجد الله وعاينوا النار الخارجة من لدن الله تلتهم المحرقة لم يتمالكوا أنفسهم بل "هتفوا وسقطوا على وجوههم" [24]، جاء هذا الهتاف ثمرة طبيعية للفرح الداخلي الذي ملأ كيانهم الداخلي. جاء هتافهم ثمرة نوالهم بركة الرب وتمتعهم بالمجد الإلهي ورؤيتهم للنار المقدسة. ليت تسبيحنا نحن أيضًا وهتافنا لا يكون مجرد ترديد كلمات شكر وحمد لله بأفواهنا إنما يكون ثمرة تهليل النفس ونقاوة القلب وبهجته بنوالنا البركة الحقيقية وتجلي مجد الرب فينا والتهاب الروح الناري في أعماقنا، فينطق اللسان بما يحمله إنساننا الداخلي من فرح حقيقي.
هتف الشعب وسقطوا على وجوههم يعلنون سجودهم وخضوعهم تمامًا للرب إلههم، وكأن فرحنا بالرب وتهليلنا هو الدافع الحقيقي لعبادتنا له وخضوعنا تمامًا لإرادته.
  #158070  
قديم 18 - 04 - 2024, 07:28 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,466

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





ظهور المسيح للتلاميذ مرة ثانية |
وصيته الأخيرة لبطرس برعاية الرعية




(1) بحيرة طبرية (ع 1-14):

1 بَعْدَ هذَا أَظْهَرَ أَيْضًا يَسُوعُ نَفْسَهُ لِلتَّلاَمِيذِ عَلَى بَحْرِ طَبَرِيَّةَ. ظَهَرَ هكَذَا: 2 كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ، وَتُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، وَنَثَنَائِيلُ الَّذِي مِنْ قَانَا الْجَلِيلِ، وَابْنَا زَبْدِي، وَاثْنَانِ آخَرَانِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ مَعَ بَعْضِهِمْ. 3 قَالَ لَهُمْ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنَا أَذْهَبُ لأَتَصَيَّدَ». قَالُوا لَهُ: «نَذْهَبُ نَحْنُ أَيْضًا مَعَكَ». فَخَرَجُوا وَدَخَلُوا السَّفِينَةَ لِلْوَقْتِ. وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ لَمْ يُمْسِكُوا شَيْئًا. 4 وَلَمَّا كَانَ الصُّبْحُ، وَقَفَ يَسُوعُ عَلَى الشَّاطِئِ. وَلكِنَّ التَّلاَمِيذَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ يَسُوعُ. 5 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «يَا غِلْمَانُ أَلَعَلَّ عِنْدَكُمْ إِدَامًا؟». أَجَابُوهُ: «لاَ!» 6 فَقَالَ لَهُمْ: «أَلْقُوا الشَّبَكَةَ إِلَى جَانِبِ السَّفِينَةِ الأَيْمَنِ فَتَجِدُوا». فَأَلْقَوْا، وَلَمْ يَعُودُوا يَقْدِرُونَ أَنْ يَجْذِبُوهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَكِ. 7 فَقَالَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُسَ: «هُوَ الرَّبُّ!». فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبُّ، اتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَانًا، وَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي الْبَحْرِ. 8 وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ فَجَاءُوا بِالسَّفِينَةِ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعِيدِينَ عَنِ الأَرْضِ إِلاَّ نَحْوَ مِئَتَيْ ذِرَاعٍ، وَهُمْ يَجُرُّونَ شَبَكَةَ السَّمَكِ. 9 فَلَمَّا خَرَجُوا إِلَى الأَرْضِ نَظَرُوا جَمْرًا مَوْضُوعًا وَسَمَكًا مَوْضُوعًا عَلَيْهِ وَخُبْزًا. 10 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «قَدِّمُوا مِنَ السَّمَكِ الَّذِي أَمْسَكْتُمُ الآنَ». 11 فَصَعِدَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَجَذَبَ الشَّبَكَةَ إِلَى الأَرْضِ، مُمْتَلِئَةً سَمَكًا كَبِيرًا، مِئَةً وَثَلاَثًا وَخَمْسِينَ. وَمَعْ هذِهِ الْكَثْرَةِ لَمْ تَتَخَرَّقِ الشَّبَكَةُ. 12 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلُمُّوا تَغَدَّوْا!». وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ مِنَ التَّلاَمِيذِ أَنْ يَسْأَلَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ إِذْ كَانُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ الرَّبُّ. 13 ثُمَّ جَاءَ يَسُوعُ وَأَخَذَ الْخُبْزَ وَأَعْطَاهُمْ وَكَذلِكَ السَّمَكَ. 14 هذِهِ مَرَّةٌ ثَالِثَةٌ ظَهَرَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ بَعْدَمَا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ.



ع1-2: بحيرة طبرية هي نفسها بحر الجليل، ولكن القديس يوحنا ينسبها إلى مدينة طبرية الحديثة، التي أنشأها هيرودس الذي كان رئيس ربع على الجليل. وكان عدد التلاميذ سبعة، منهم يوحنا وأخوه يعقوب، واثنان من التلاميذ وليسوا من الرسل.

"بعد هذا، أظهر أيضًا يسوع نفسه": عبارة تشير إلى تعدد ظهورات القيامة، بعد الظهورات السابقة، لإثبات لاهوت السيد المسيح كما سيتضح من نوعية هذه المعجزة.



ع3: رأى البعض أن ما صنعه بطرس هو ارتداد نحو العالم، ورأى البعض الآخر أنه ليس في هذا شيء، فالمسيحية لم تحرِّم العمل، بل هذا منهج نادى به القديس بولس في (أع 20: 34؛ 2 تس 3: 8).

وأكثر هذه الآراء اعتدالا، ما قاله القديس اغريغوريوس الكبير، وهو: "إن بطرس عاد إلى الصيد، ولكن متى لم يعد لجباية الضرائب، لأنه توجد أعمال لا يمكن العودة إليها بعد التجديد."

ويمكن القول أيضًا أن ما يؤخذ على بطرس هو عودته إلى المهنة الأولى، دون مصاحبة ذلك بأى عمل كرازى.



ع4-5: وبعد أن أُجهدوا وفشلوا في أن يمسكوا شيئا، كان ظهور الرب، الغامض في بدايته، والذي أزال الفجر بضوئه الخافت من غموضة، بادرهم السيد المسيح بسؤاله: "هل تملكون إداما؟ أي غموسا، والمقصود بالطبع سمكا، فجاءت إجابتهم النافية تعبيرا عن حالتهم. وبالطبع، ما كان سؤال الرب هنا إلا تمهيدا للمعجزة القادمة.



ع6: يقدم السيد الرب نصيحة للصيادين - الخدّام - خائرى القوى، والمجهدين طوال الليل، تذكّرنا بالنصيحة الأولى التي تعرف فيها بطرس على السيد المسيح في (لو5: 4).

† ويمكن القول أن هذه المعجزة هي درس لما يحدث في حياتنا كل يوم، وفي حياة الخدّام بصفة خاصة، فنحن كثيرًا ما نعتمد على قلوبنا وفهمنا وخبراتنا دون الله، ولكن الاعتماد على الله وكلمته وراء النجاح الحقيقي، فلا قيمة لكل جهد انفصل عن الله العامل في كنيسته... ولا قيمة لعمل لا يباركه المسيح، وكأن المسيح يعطى التلاميذ والكنيسة هذا الدرس لنعمل به في كل أوجه حياتنا. فبطرس الذي تبع المسيح، عندما اعتمد على ذاته أنكره، بالرغم من حبه له. أما عندما عمل الروح القدس به، ففى يوم الخمسين اصطاد بعظته 3000 نفس (أع 2: 41)؛ ألم يكن ذلك سمكا كثيرًا...؟!



ع7: "كان عُريانا": بسبب أنهم كانوا في الصيد، خلع بطرس كل ما يعيقه عن عمله، وكان يوحنا، ذو القلب المحب والأكثر تيقظا، أسرع إيمانيا في إدراك ما يحدث، وربط الأحداث ببعضها. ولهذا، جاء إعلانه قويًّا وثابتًا ومُفْرِحًا: "هو الرب".

وبالرغم من أن الطبيعي أن يلقى بطرس بنفسه كما هو، إلا أنه أتى بفعل غير طبيعي، فقد لبس ما قد خلعه قبل أن يلقى بنفسه في الماء. ولنا أن نفهم أن ما فعله بطرس:

أولًا: يتناسب وكرامة الله التي تغطى الملائكة أرجلها ووجوهها أمامه.

ثانيا: يُرجِع لبطرس نفسه، فهو ما زال يحس بالخزى بسبب خطية إنكاره، فكأنه لا يستر جسده فقط، بل نفسه العارية التى، وإن بكت بكاء مرا، لم تسمع بعد من السيد غفرانه لها.



ع8-9: كانت المسافة حوالي 95 مترًا بين مكان السفينة والشاطئ، والأهم هو المعنى الروحي التأملي هنا، فالسفينة هي الكنيسة، والتلاميذ هم كهنتها وخدامها، والسمك هو النفوس التي جذبتها الكنيسة، من الغرق في العالم، إلى شاطئ النجاه الروحي...

† وعند خروج كل من كان له تعب في الخدمة وسحب النفوس إلى الله، يجد المسيح الكلى القدرة قد أعد له طعاما ونصيبا سمائيا، كأنه يكافئ مكافأة خاصة كل من له تعب وسهر في صيد النفوس إليه.

"قدموا... أمسكتم...": نلاحظ شيئين:

أولًا: أن ما أمسكه التلاميذ أساسا هو معجزة صنعها الرب، ولكن الله ينسب عمله، باتضاعه، إلى أولاده...

ثانيا: أنه يريد أن يقدموا من شباكهم، إضافة لما أعده هو لهم، وذلك ليشركهم معه في المائدة وبفرحهم.

† وهذا يعلمنا شيئًا هاما، وهو أن الله هو العامل. ولكن، على الإنسان أيضًا أن يقدم ما عنده من طاقة وجهد ومال إلى الله، فيتحد المحدود والضعيف مع عمل الله اللانهائى القدرة.



ع11-14: كان السمك كبيرا جدًا ووفيرا (153)، وهو عدد فوق الخيال أن يخرج من دفعة واحدة. وهو يعني أنه بالرغم من ظلام العالم وكثرة الحروب الروحية، فكنيسة المسيح، بقوة عمله، قادرة على جذب النفوس الكثيرة والكبيرة، لأنها تأتي بكامل قدراتها ومواهبها إلى الملكوت، مهما كان الليل (ظلام العالم) طويلا وحالِك الظلمة.

"هلموا، تَغَدَّوْا": الله هو مصدر كل غذاء. ألم يَعُلْ قبلا الشعب في البرية، وكذلك في معجزة إشباع الجموع؟ فهو مصدر شبع كل الذين يتبعونه إشباعا من جميع النواحى... شبعا روحيا وماديا.

"لم يجسر أحد...": تشير إلى مهابة الشخص ومهابة الموقف نفسه. ويقول القديس يوحنا سببا آخر لعدم سؤاله، وهو علمهم ويقينهم أنه هو الرب يسوع، وكأن الموقف لم يَقْتَضِ سؤالا. ولعل حذرهم وهيبتهم من هذا الموقف جعلهم وقوفا، بالرغم من دعوة الرب لهم بالأكل، فتقدم الرب المسيح بنفسه وأخذ الخبز والسمك، مستكملا مسيرة اتضاعه. فهو، الإله السيد، يقدم ويقوم بواجب الضيافة لتلاميذه... وبالطبع، عندما قال القديس يوحنا "هذه مرة ثالثة"، لم يقصد بهذا أنها المرة الأخيرة، ولكنه تسجيل تتابعى لما أورده في الظهورات السابقة.


(2) حديث المسيح مع بطرس (ع 15-19):

15 فَبَعْدَ مَا تَغَدَّوْا قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ؟» قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ: «ارْعَ خِرَافِي». 16 قَالَ لَهُ أَيْضًا ثَانِيَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟» قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ: «ارْعَ غَنَمِي». 17 قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟» فَحَزِنَ بُطْرُسُ لأَنَّهُ قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ارْعَ غَنَمِي. 18 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لَمَّا كُنْتَ أَكْثَرَ حَدَاثَةً كُنْتَ تُمَنْطِقُ ذَاتَكَ وَتَمْشِي حَيْثُ تَشَاءُ. وَلكِنْ مَتَى شِخْتَ فَإِنَّكَ تَمُدُّ يَدَيْكَ وَآخَرُ يُمَنْطِقُكَ، وَيَحْمِلُكَ حَيْثُ لاَ تَشَاءُ». 19 قَالَ هذَا مُشِيرًا إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يُمَجِّدَ اللهَ بِهَا. وَلَمَّا قَالَ هذَا قَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي».



ع15: وجه المسيح -بعد الأكل- حديثه إلى بطرس، ولكنه ناداه باسمه البشرى، وليس الاسم الذي أعطاه له كرسول، إذ أنه، بإنكاره، هبط إلى مستوى الإنسان العادي: "أتحبنى أكثر من هؤلاء؟"

وهنا، يستعيد بطرس ما سبق وقاله في كبرياء، مفرزًا نفسه عن باقي الرسل (راجع مت 26: 33؛ مر 14: 29)، فأجاب: "أنت تعلم أنى أحبك." فكان تعليق المسيح تكليفا لبطرس بأن برهان الحب الحقيقي هو رعاية الخراف، أي النفوس أو الكنيسة، فحب الخادم الأمين لسيده هو رعاية أبنائه بكل أمانة وتفانٍ وبذل، وليس بالكلام أو ادعاء هذا الحب الذي قد يخور، بسبب ادعائنا الباطل، أمام التجارب، كما حدث أولًا مع بطرس.



ع16-17: يكرر السيد المسيح السؤال مرتين بعد الأولى، ليقابل إنكار بطرس ثلاث مرات. وفي كل مرة، يوصيه أن الاعتذار الحقيقي الذي يقبله منه، هو رعاية شعبه. إلا أنه في المرة الثالثة، يوضح لنا القديس يوحنا حزن بطرس لتكرار السؤال، فأراد أن يدفع عن نفسه تهمة عدم حبه للمسيح، فقال له: "أنت تعرف"، أي أنك لست محتاجا لإجابتى على السؤال، فأنت فاحص القلوب وتعلم ما بداخلها... وتعلم أيضًا أننى, وإن كنت أنكرتك، فهذا عن ضعف بشرى.



ع18-19: ما قاله هنا المسيح لبطرس مباشرة، ينطبق علينا جميعا بصورة غير مباشرة في معناه الروحي. فالإنسان في حداثته الروحية، وقلة خبراته الإيمانية، يعتمد على ذاته وعلى ذراعيه البشرية في الخدمة وحياته عامة. ولكن، عندما ينمو ويزداد خبرة

في حياته الروحية، فإنه يصير أكثر اتضاعا وطاعة لعمل الروح القدس، فتختفى الذات البشرية، وتحل مكانها حياة التسليم الكامل للإرادة والمشيئة الإلهية. أما المعنى المباشر لبطرس، الذي أوضحه القديس يوحنا في (ع18): إنك يا بطرس، في حداثة إيمانك، كنت مندفعا، فتعد بما لا تقدر عليه. ولكن عندما تنمو، فالموت الذي أخافك قبلا، ستقدم عليه بقوة الروح القدس العاملة فيك، وتقبل الصلب منكس الرأس، وتصير حياتك في أواخرها واستشهادك، هما أكبر تمجيد تقدمه لاسمى القدّوس.

† ونحن جميعا، ما أحوجنا يا الله أن نتكل على عمل روحك القدّوس في حياتنا، مفرغين ذواتنا، ومادين أذرعنا، لتتولى أنت وحدك القيادة بإرادتك الصالحة؛ أما فكرنا نحن، فهو في غاية القصور.





(3) ما بين بطرس ويوحنا (ع 20-25):

20 فَالْتَفَتَ بُطْرُسُ وَنَظَرَ التِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ يَتْبَعُهُ، وَهُوَ أَيْضًا الَّذِي اتَّكَأَ عَلَى صَدْرِهِ وَقْتَ الْعَشَاءِ، وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُكَ؟» 21 فَلَمَّا رَأَى بُطْرُسُ هذَا، قَالَ لِيَسُوعَ: «يَا رَبُّ، وَهذَا مَا لَهُ؟» 22 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِيءَ، فَمَاذَا لَكَ؟ اتْبَعْنِي أَنْتَ!». 23 فَذَاعَ هذَا الْقَوْلُ بَيْنَ الإِخْوَةِ: إِنَّ ذلِكَ التِّلْمِيذَ لاَ يَمُوتُ. وَلكِنْ لَمْ يَقُلْ لَهُ يَسُوعُ إِنَّهُ لاَ يَمُوتُ، بَلْ: «إِنْ كُنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِيءَ، فَمَاذَا لَكَ؟». 24 هذَا هُوَ التِّلْمِيذُ الَّذِي يَشْهَدُ بِهذَا وَكَتَبَ هذَا. وَنَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقٌّ. 25 وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ. آمِينَ.



ع20-22: كانت آخر كلمة قالها المسيح لبطرس هى: "اتبعنى". فبعد أن اطمئن بطرس إلى عودته لمكانته الرسولية مرة أخرى، وغفران المسيح لخطية إنكاره إياه، التفت إلى القديس يوحنا، الذي رآه يتبع المسيح أيضا، وتوجه إلى المسيح سائلا عن مصير يوحنا المستقبلى، وهو سؤال في غير مكانه، إذ أعطى بطرس نفسه حقا ليس له، أن يسأل عن مكانة آخر أو مستقبل آخر، وهو شيء من صميم عمل الله وإرادته. ولهذا، كانت إجابة المسيح الرب على بطرس حاسمة: "فماذا لك؟" وتعنى أن هذا ليس من شأنك... اهتم بالأمر الذي أوجهه لك وحدك، وهو أن تتبعنى أنت، دون أن تلتفت لغيرك، حتى وإن أردت أن أبقيه حيا حتى مجيئى الثاني.

† ولعل إجابة السيد المسيح لبطرس، هي إجابة موجهة لنا جميعا، إذ كثيرًا ما تنزلق أفكارنا في مقارنات أو استفسارات ليست من شأننا، كأن نسأل عن خلاص آخرين من عدمه، فتكون إجابة المسيح لنا: "اتبعنى أنت... ولا شأن لك بالآخرين." لعلنا نستوعب هذا الكلام، ولا ننشغل بشئ إلا خلاص نفوسنا...



ع23: يوضح اللبس الذي حدث في فهم التلاميذ لقول المسيح الأخير، فشرحه القديس يوحنا.



ع24-25: هنا، وقد جاء القديس يوحنا إلى ختام إنجليه، كان من المهم عنده أن يؤكد على شيئين:

أولًا: صدق شهادته، لأنه عاين وكتب بنفسه ما شاهده، وليس نقلا عن آخر.

ثانيا: أن ما ذكره في إنجيله وشهادته ليس كل شيء، فهو ذكر بعض الأشياء من أجل الإيمان بشخص الرب المسيح، وليس حصرا لكل معجزاته أو أحاديثه أو أمثلته، كما حاولت باقي البشائر، ولكنها ذكرت القليل قدر ما استطاعت، ويوضح عِظَمَ ما صنع الرب، واستحالة حصر كل شيء، في صورة لغوية بديعة، إذ يقول أن كل كتب العالم لا تكفى لتدوين كل شيء عن الرب يسوع، بل إن العالم نفسه، بكل اتساعه، سوف لا يحتمل حجم هذه الكتب، ولإلهنا المجد الدائم... آمين.

موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024