منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 06 - 2013, 06:06 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,217,056

أليشع ومعجزات الإحسان
أليشع ومعجزات الإحسان

كانت حياة أليشع حافلة بمعجزات المساعدة والإحسان ، إذ كان - كما صوره دكتور ماكرتنى - صورة للراعى الأمين الذى ينتقل بين الرعية ، ليمد يد العون لأرملة تعسة ، أو صديق منكوب ، أو محتاج معوز ، وسنترك الحديث عن مساعدته لنعمان السريانى، عندما نفرد لذلك حديثاً خاصاً تالياً ، ونمر الآن مروراً سريعاً بألوان المساعدات الأخرى، والتى تبدأ بمساعدة الأرملة التى مات زوجها ، وجاء المرابى ليأخذ ولديها وفاء لدين لا تملك دفعه ، ... ومع أننا لا نعرف من هو زوج هذه الأرملة ، إلا أن بعض التقاليد تقول إنه عوبدياً ، والذى عال مائة من بنى الأنبياء فى أيام إيليا ، ولو صح هذا التقليد فإننا أمام كارثة مضاعفة ، كارثة بيت هوى من مجده وعزه إلى الفقر المدقع والحاجة القاسية ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل إن الدائن المرابى أراد أن يأخذ الولدين وفاء وسداداً للدين المطلوب ، ومن صرخة المرأة إلى أليشع ، يقفز أمامنا السؤال : هل حدث هذا لرجل كان عبداً للّه ويخاف اللّه ، لأنه استدان ، وأغـــرق نفســـه فـى الديـــن مــــن أجــــل عمل اللّه ! ؟؟ .. وهل يكون هذا هو الجزاء !! ؟ وهل يتخلى اللّه عن مثل هذا الإنسان أو بيته !! ؟ ... والاختبار الصادق : "كنت فتى وقد شخت ولم أر صديقاً تخلى عنه، ولا ذرية له تلتمس خبزاً !! ؟ " مز 37 : 25 " على أية حال كان هذا هو المأزق الذى وقعت فيه الأرملة !! ؟ وكان من الطبيعى أن تلجأ إلى رجل اللّه ، إذ هو أول من يخطر على البال أو بتعبير أدق ، أول إنسان يفترض أنه يواجه المشكلة أو يشارك فيها !! ؟ ... ترى هل يعرف خدام اللّه ، هذه الحقيقة ؟ أو بالأحرى هل يمارسون خدمتهم بهذا الإحساس العميق بالواجب والتبعة، دون أدنى تردد أو تراجع ؟ ، ... على أية حال لقد قاد رجل اللّه الجميع لحل المشكلة ، فلم ينفرد بحلها ، إذ أعطى كل واحد نصيبه فيها ، فالمرأة لا ينبغى أن تقف متفرجة على الحل ، بل لابد أن تساهم فيه بجهدها ، وجهد ولديها معها ، ولابد أن تستخدم دهنة زيتها فى مواجهة المشكلة ، .. وإنه لمن أعظم الأساليب وأجملها ، أن نعلم الذين يواجهون المشاكل ، كيف يشتركون هم بأنفسهم فى حلها ، مهما يكن مجهودهم يسيراً أو محدوداً ، .. كما لابد من مساندة الآخرين من أصدقاء أو جيران أو مساعدين ، واستخدام أوعيتهم وأوانيهم ، وكلما اشترك الآخرون فى الجهد أو عانوا فيه ، كلما كان الحل أكثر سهولة وأعظم يسراً ، ... على أن لب حل المشكلة ، هو الاتجاه إلى اللّه، ووضعها بين يديه ، وذلك بالإيمان به صديقاً وشريكاً فى الوصول إلى الحل العظيم ، ... ومن العجيب أن اللّه على استعداد أن يضيق أو يوسع فى الحل ، على قدر ما لنا من إيمان ضيق أو واسع ، لقد طلب أليشع من المرأة أن تكثر من الأوعية ، ولا تقلل منها ، واستمر الزيت يسيل ، حتى لم يعد هناك وعاء بعد ، ولم يتوقف حتى قال لها ابنها : " لا يوجد بعد وعاء " 2 مل 4 : 6 " ... وسددت المرأة الدين ، وبقى لها ما عاشت به مع ولديها زمناً طويلا ، ... وهكذا يتدخل اللّه ، على قدر ما نعطيه فرصة التدخل فى حل مشاكلنا وسد احتياجاتنا !! ..
وإذ نتحول من قصة الأرملة الفقيرة ، إلى الشونمية العظيمة ، نتحول إلى مشكلة أخرى أعمق أثراً وأبعد امتداداً ، .. لم يكن للشونمية ابن يتعرض للضياع بسبب الدين أو الضيق أو الحاجة ، بل لم يكن لها ابن أصلا ، إذ كانت المرأة عاقراً ، ... كانت تملك مالا ولم تكن تملك ولداً ، وهذه - قصة الدنيا على الدوام ، تسخو من جانب ، وتحرم من الجانب الآخر ، فالفقير يمتلئ بيته من الأولاد ، وقد يحسد الغنى على ما يملك من مال ، ... فى الوقت الذى يتمنى فيه كثيرون من الأغنياء أن يحرموا من وافر أحوالهم ليجدوا خلفاً يعقبهم ، أو ابناً يمد فى ذكرهم ، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه : تأتى الرياح بمالا تشتهى السفن .
على أن الشونمية - مع ذلك - لم تكن المرأة المتمردة ، أو المتذمرة على حظها من الحياة ، أو نصيبها من الدنيا ، إذ كانت قانعة بما قسم اللّه لها ، راضية بمشيئته ، مستسلمة لإرادته ، وكانت تشرب ، فى عمق ، من نهر الشركة مع اللّه ، ... وكان بيتها هو البيت المفضل لأليشع ، كلما جاء إلى شونم أو مر بها ، وقد وجد إكراماً من المرأة ، حتى أنها أقامت له عليه خاصة به ، حتى إذا جاء يميل إليها !! ... وإذا كان إبراهيم قد أضاف الملائكة ، وهو لا يدرى ، وكان ثمرة الضيافة الوعد بإسحق ، فإن هذه المرأة أخذت بركات الضيافة الموعود بها من اللّه ، .. لقد أراد أليشع أن يرد بعض الدين الذى فى عنقه تجاه هذه المرأة ، وهو رجل معروف للملك ولرئيس الجيش ، ولعله يستطيع أن يخدمها إذا كان لها من حاجة عند أحدهما ، .. والمؤمن ينبغى أن يبذل جهده وساطته من أجل أخيه المؤمن ، إذا كان ثمة حاجة يستطيع أن يعينه عليها ، ولا ضير البتة من هذه الوساطة ، بل إنه فى الواقع يكون مقصراً ، إذا رأى أحداً من اخوته المؤمنين فى ضيق أو حاجة دون أن يقدم على مساعدته ومعونته ، ... ولكن المرأة كانت من النوع المحبوب والمسالم ، فليس ثمة مشكلة من هذا القبيل ، ... كانت مشكلة المرأة ، وعلى وجه الخصوص فى تقاليدنا الشرقية ، أنها بلا ولد ، والأمر الذى يصل - كما ذكرت أيضاً إليصابات - إلى حد العار !! .. " لو 1: 25 " وكان وعد أليشع أن العاقر ستحتضن إبناً بمرور العام ، وجاء الابن ، ... وأصبح كالمشعل المضئ فى جنبات البيت، وكان يجرى بين البيت والحقل ، قرة عين لأبويه ، ... حتى أصيب بضربة شمس قضت عليه فى الحال ، ... وكان السؤال الذى قفز أمام ذهن المرأة ، وطرحته فيما بعد أمام أليشع فيما معناه : ألم يكن من الأفضل أن لا يوجد الولد أصلا ، من أن يأتى ثم يرحل على هذه السرعة المفاجئة !! ؟ وهل الأفضل أن لا يوجد الأمل فى الحياة ، مهما يكن حلواً أو عزيزاً أو مطلوباً !! ؟ أم أن يأتى ويلوح للإنسان كشعاع عظيم رائع من الضوء ، ثم لا يلبث أن يذهب ويتبدد ليترك وراءه الدنيا غارقة فى الظلام !! ؟ .. كانت تلك هى المشكلة وكان هذا هو المأزق ... ولم يكن هناك إلا الحل الواحد ، الذى أدركته الشونمية ، وأدركه أليشع ، وكانا ولا شك يعرفان ما فعل إيليا مع ابن أرملة صيدا عندما مات ، وأعاده مرة أخرى إلى الحياة ، ... قالت المرأة لزوجها الذى تساءل : لماذا تذهب إلى رجل اللّه فى غير ميعاد ، فلا رأس شهر أو سبت ؟ وقالت لجيحزى المسرع بأمر من أليشع الذى رآها من فوق جبل الكرمل ، ليسألها عن سر مجيئها المفاجئ ؟ ! ... قالت كلمة واحدة فى الحالين : سلام !! .. وكان من المستحيل أن يصل إليها السلام دون أن تواجه مشكلتها بدون الإيمان بقدرة اللّه وإحسانه وجوده وحبه وحنانه !! ... لم ترض المرأة أن يذهب جيحزى وهو يحمل عكاز أليشع ، إذ أن هناك - كما قال أحدهم - فرقاً بالغاً فيمن هو الرجل الممسك بالعكاز، أهو النبى أم جيحزى ؟ إذ أن الشئ الأعظم فى العظة هو الواعظ الذى يعظ بها ، وإذا كان الملك الفرنسى قد قال : " أنا الدولة " ، وكان جباراً طاغية ، فإنه فى المعنى الأصح والأدق ، يمكن للواعظ أن يقول : " أنا العظة " ، والمعلم " أنا الدرس"، .... وما كان للمرأة أن تأتمن جيحزى ، حتى ولو حمل عكاز أليشع ، .. والمعجزات العظيمة تحتاج إلى مؤمنين عظماء !! ... لقد أعطى أليشع - بالإيمان باللّه - الولد مرتين إلى أمه ، المرة الأولى بالميلاد والمرة الثانية بالإقامة من الأموات !! ..
فإذا تحولنا إلى المعجزة التى واجه بها أليشع الطعام المسموم ، عندما كان يعلم فى الجلجال بنى الأنبياء ، وذهب واحد منهم ليلتقط بقولا فوجد يقطيناً برياً وضعوه فى القدر مع الطعام ، ولم يلبثوا أن صرخوا : " فى القدر موت يا رجل اللّه ، " " 2 مل : 40 "، وإذا بأليشع يضع الدقيق فى القدر ، فكأنه لم يكن شئ ردئ فى القدر ، ... وما أكثر ما تتكرر هذه الواقعة بالمعنى الروحى فى التعاليم الفاسدة التى يتناولها الإنسان كطعام الحياة ، وهو يظن أنه يأكل الدسم ، ثم لا يلبث أن ترتفع صرخته : " فى القدر موت يا رجل اللّه " !! ... حتى يأخذ خبز المسيح فى دقيق الإنجيل النقى ، وكأنه لم يكن شئ ردئ فى القدر ، ... فإذا أضفنا إلى هذه المعجزة بركة الرب فى خبز الباكورة الذى حمله رجل إلى أليشع ، وكان عشرين رغيفاً من شعير وسويقاً فى جرابه ، وإذ فزع خادم أليشع من أن يضع هذا أمام مائة رجل ، وقال : " هل أجعل هذا أمام مائة رجل ؟ فقال : أعط الشعب فيأكلوا لأنه هكذا قال الرب ، يأكلون ويفضل عنهم ، فجعل أمامهم فأكلوا وفضل عنهم حسب قول الرب " " 2 مل 4 : 43 " ... وهل نذكر الفارق البعيد بين عشرين رغيفاً وسويقاً من الفريك أمام مائة رجل ، ... وبين خمسة أرغفة وسمكتين أمام خمسة الاف ماعدا النساء والأولاد ، بين أليشع والمسيح له المجد ؟؟ !! ...
فإذا تركنا هذه المعجزات جميعاً ، إلى الفأس العارية التى كان يستخدمها واحد من بنى الأنبياء ، وهم يجهزون مكاناً ليقيموا فيه على مقربة من الأردن ، وسقط الحديد فى الماء ، وخرج الشاب إلى أليشع ، إذ أنه كان قد استعار الفأس ، ولابد أن يردها ، ورمى أليشع قطعة من الخشب ، فطفا الحديد على الماء ، ... ومع أنه يعنينا هنا أن نتحدث عن رقة أليشع البالغة التى تهتم بأن تساعد المستعير على رد العارية ، مع أنه كان من الممكن الاعتذار بما حدث ، . غير أن أليشع يشجعنا على رد المستعار مهما كانت قيمته صغيرة أو كبيرة وفاء للأمانة ، التى يجب أن تكون من أوضح صفاتنا وسلوكنا كمؤمنين ، ... على أن الأمر الأعظم هو فى الحديد الطافى على الماء ، والذى يشير فى المغزى الروحى إلى انتصار النعمة الإلهية على من أغرقتهم آثام الخطية ، وشرورها وفجورها ، أو همومها ومتاعبها وآلامها ، وأنه مهما تكن الظروف ، فإن رسالتنا الدائمة أن ننفذ الغرقى ، وأن نرفعهم فوق خطاياهم أو متاعبهم إذا ما وجهنا أنظارهم إلى الخشبة العظمى التى علق عليها يسوع المسيح على هضبة الجلجثة !! ..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من أنا لتصنع لي كل هذا الإحسان؟
زوادة اليوم: هل جزاء الإحسان إلّا الإحسان ؟ : 17 / 5 / 2023 /
اله الإحسان
دعوة إالى الإحسان
الإحسان نعمة إالهية


الساعة الآن 05:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024