|
 |
 |
 |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
16 - 11 - 2014, 11:50 AM
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
تعارف خاص وشخصي للغاية
ففي حياتنا الشخصية، في هذا العالم الحاضر، لو أردنا أن نتعرف على شخص ما وأن نصادقه وتنشأ بيننا وبينه علاقة، لا بد من أن تتم أولاً بالسماع عنه من خلال آخرين شهود عرفوه ودخلوا معاه في شركة، ولكن لا تكفينا هذه المعرفة لكي نتعرف على نفس الشخص الذي نسمع عنه بشغف، بل تولد لنا شوقاً داخلياً خاصاً بلقاؤه شخصياً لنعرفة عن قرب وعلى نحوٍ خاص حتى نقدر على أن نُقرر هل ندخل معه في شركة حقيقية أم لا، لذلك بالمثل أيضاً حينما نُريد أن نعرف شخص الكلمة المتجسد معرفة شخصية، فيها لقاء حي وحديث متبادل، يستحيل معرفته إلا بلقاؤه هوَّ شخصياً: + يسوع الكلمة المتجسد، عرفنا أنه هوَّ المحبة، ولكي تتحول المعرفة لواقع ملموس في حياتنا يلزمنا أن نأخذه على أساس هو الحق، ويلزم أن نختبره ونتذوقه في عمق حلاوة نور مجده البهي المُشرق لأن فيه ينعكس النور الإلهي فنستنير وتتبدد ظلمتنا، وهو الحياة ويجب أن نحيا به ونتحرك ونوجد، بمعنى ان نحياه. + الرب الوديع تنازل في تواضع مُذهل وأخلى نفسه آخذاً صورة عبد، إذ في ملئ الزمان أتانا في نفس ذات الجسد متحداً بنا، أي أنه هو يسبقنا إلى المقابلة واللقاء، ويسبقنا للتعارف، لأنه لم يتعرف علينا من بيعد بل لبس جسدنا وارتدى إنسانيتنا، وذلك لأنه هو يُريدنا قبل أن نريده نحن، ويطلب حبنا كما أحبنا وأعطانا ذاته، بل أعطانا جسده مأكل حق ودمه مشرب حق لنحيا به عن آصاله، لأنه يريد أن يأصلنا فيه لنكون معه واحداً، يكون فينا ونحن فيه، لكي ينظرنا الآب فيرى ابنه الوحيد، ومن أعماق وحدتنا بالمسيح بروح العتق، روح الحرية، روح السلام والفرح والمحبة، الروح القدس، نصرخ بأناته الممتزجة بصلواتنا للنادي لمن تبنانا في ابنه الوحيد قائلين: أبا أيها الآب... + وفي الواقع - يا إخوتي - أنه يوجد كثيرون التقوا بالرب يسوع ولم يعرفوه، وبعضهم عثروا فيه، وبعضهم ظن أنه ليس هو بل آخر، وذلك لأنه لا يعرفه غير المتواضعون الذين يفتشون عنه لأجل أن يدخلوا فيه ويحيوا به... وعلى قدر تواضعنا يُستعلن لنا الرب... ولأجل كل ما قلناه [ ليكن فينا حرصٍ شديد أن نجمع أنفسنا معاً، لأننا تشتتنا، وقد ضعنا وتبددنا في الأزمنة السالفة، وهوذا الآن قد وُجِدنا ! ... كنا مبتعدين خارجاً، وقد صرنا الآن قريبين، كنا متغربين والآن نحن له... إن عطشنا إليه فهو يُريحنا "إن عطش أحد فليُقبل إليَّ ويشرب" (يوحنا 7: 37). العطش هو الحب الذي عاش به القديسون في كل زمان، ولم يكفُّوا عنه قط، عطشهم كان ذبيحتهم الدائمة التي كانوا يقربونها للرب بلا انقطاع، ما كفُّوا عن عطشهم أبداً، وما هدؤوا عن إلحاحهم في طلب الشرب. إنه يوافقنا للغاية، في هذه الأيام، أن ننهض مع القديسين ونتصل بالرب بكل النفس، في طهارة جسد، باعتراف، بإيمان صادق؛ حتى إذا شربنا وامتلأنا بالماء الإلهي النابع منه، نؤهل لشركة الجلوس مع القديسين على مائدة السماء، ونشترك معاً في صوتٍ واحد ٍ للفرح هناك ] (القديس أثناسيوس الرسولي) آن لنا الآن أن نقترب من الله ونتمسك ونُصرّ على لقاؤه ولا نتركه أبداً إلى أن يكشف ذاته لنا ونعرفه عن قرب بلقاء خاص، فنذهب إليه باشتياقات قلوبنا، ونأخذ جسده ودمه لنا قوة ومركز معرفته عن قرب طالبين وجهه، متخذين كلمته قوة لنقاوة قلوبنا ولا ننظر لخطايانا بل بروح الرجاء نتقدم متكلين على غنى رحمته التي لا تفرغ، ولنا ثقة فيه أن يهبنا أن نعرفه بالصدق والحق والاتحاد بشخصه الحلو...
|
|
19 - 11 - 2014, 03:35 PM
|
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
رد: تعارف خاص وشخصي للغاية
شكرا على المرور |
||||
|
|
 |
|
| قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
| الموضوع |
| لصليبكَ يا سيّدنا نسجُد |
| أندراوس وَجَد أولاً أخاه |
| كارت تعارف |
| لك نسجُد إياك نمجِّد |
| تعارف |
العرض العادي
