منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12 - 04 - 2024, 10:19 AM   رقم المشاركة : ( 157331 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لنلاحظ ولا نخدع أنفسنا


«لاحظ نفسك والتعليم وداوم
على ذلك؛ لأنك إذ فعلت هذا تخلِّص نفسك
والذين يسمعونك أيضًا» (1تيموثاوس 4: 16).
وهكذا يجب أن نتعلّم يوميًا من كلمة الله، ونتدرَّب لتطبيق الحق
الإلهي على حياتنا، ولنكن عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين
نفوسنا، وعلينا أن نترجم كلمة الله إلى ثمر في حياتنا فإن كان أحد
يسمع الكلمة دون أن يغير سلوكه فهو يشبه رجلاً يلقى نظرة
خاطفة إلى المرآة ثم ينسى تمامً.
 
قديم 12 - 04 - 2024, 10:19 AM   رقم المشاركة : ( 157332 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لنحفظ ونطهِّر أنفسنا


«لا تشترك في خطايا الآخرين. احفظ نفسك طاهرًا»
(1تيموثاوس 5: 22).
نستطيع ذلك عندما ندرك أن المسيحية تضم مؤمنين ومُدَّعين؛
فالمؤمنون آنية للكرامة من ذهب وفضة، أما غير المؤمنين فأوانٍ
للهوان من خشب وخزف، ويذكر الرسول بولس:
«فإن طهَّر أحد نفسه من هذه يكون إناء للكرامةِ مقدَّسًا نافعًا للسيد
مستعدًا لكل عمل صالح»
(2تيموثاوس 2: 21).
إذًا لننفصل عن الشر والأشرار، ولنتطهر بالكلمة لنستطيع أن نخدم
الرب وشعبه «تطهّروا يا حاملي آنية الرب» (إشعياء 52: 11).
 
قديم 12 - 04 - 2024, 10:20 AM   رقم المشاركة : ( 157333 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لندرِّب أنفسنا


«روِّض نفسك للتقوى»
(1تيموثاوس 4: 7).
وإن كانت الرياضة الجسدية نافعة للجسد إلا أن التقوى نافعة
لكل شيء؛ فهي نافعة روحيًا وزمنيًا وعائليًا وصحيًا ونفسيًا،
نافعة لكل مكان وزمان، ويؤكِّد الرسول بولس على ذلك بالتعقيب
بأنه «صادقة هي الكلمة» (1تيموثاوس 4: 9).
وعملية التدريب تتضمن قراءة كلمة الله ودراستها
وفهمها وحفظ آيات منها والصلاة.

 
قديم 12 - 04 - 2024, 10:20 AM   رقم المشاركة : ( 157334 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لنُقِم لله أنفسنا


«اجتهد أن تقِيـم نفسك للّـه مزكّى عاملاً
لا يخزى مفصِّلاً كلمة الحق بالاستقامة»
(2تيموثاوس 2: 15).
فنحن لسنا مِلك أنفسنا فقد كانت أعضائنا آلات تنتج أثمًا،
ولكن الآن أعضائنا آلات مخصصة لإنتاج البر
«قدِّمو... أعضاءكم آلات بر لله» (رومية 6: 13).
وهذا يأتي عندما نحسب أنفسنا أمواتًا عن الخطية ولكن أحياء لله
بالمسيح يسوع ربنا، أي عندما نتجاوب مع التجربة كما يتجاوب
معها إنسان ميت!
في يوم من الأيام اقتربت إلى أوغسطينوس امرأة كانت صديقة له
قبل توبته وإيمانه، وعنـدما تحوّل عنها وابتعـد بسرعة،
رفعت صوتها ونادته: "أوغسطينوس هذه أنا"،
وبخطى أسرع جاوبها دون أن يلتفت:
"نعم أنا أعلم أن هذه هي أنتِ، وأما هذا فليس أنا".
وما كان يعنيه أنه كان قد مات للخطية وأصبح يعيش لله.
 
قديم 12 - 04 - 2024, 10:21 AM   رقم المشاركة : ( 157335 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لنحكم على أنفسنا


«لأننا لو كنا حكمنا على أنفسنا لما حُكم
علينا، ولكن إذ قد حُكم علينا نؤدَّب من الرب لكي لا نٌدان
مع العالم» (1كورنثوس 11: 31 ،32 ).
فإن عدم ممارسة الحكم على النفس يمكن أن يؤدي إلى التأديب،
فالله يتعامل معنا بوصفنا أولاده،
ويحبنا لدرجة أنه لا يسمح لنا أن نستمر في فعل الخطية.
 
قديم 12 - 04 - 2024, 10:21 AM   رقم المشاركة : ( 157336 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



إياك والإهمال


كان القصر الأبيض اللون لأحد الملاّك يقع وسط حديقة بالغة الروعة، وكان بالحديقة أشجار عالية معمِّرة تظلل القصر. وما أن دخل هذا القصر مالكه الجديد حتى أندهش لروعة اللوحات الزيتية الجميلة المعلَّقة على الجدران، والأثاث الذي لا مثيل لروعته، كما تبيّن كم تحمَّل الفنانون ليخرجوا مثل هذه الأرضية ذات النمط المتشابك لمختلف الأخشاب الثمينة.

إلا أنه لاحظ بعض البقع الرمادية اللون لعفن فطري قد غطى جدران الحجرات، واقترب منها وإذ رائحتها عفنة جدً. وتساءل في نفسه: كيف حدث ذلك؟

وفي نفس الوقت كان السمسار ينظر للسقف وقال: "الموضوع إن المالك السابق لم يفكِّر في تنظيف المزاريب التي على السطح، والتي مهمتها تسريب مياه الأمطار التي تتجمع على السطح، ولكن مع كثرة الأشجار التي تغطي وتظلِّل القصر انسدت المزاريب بأوراق الشجر، وعند نزول المطر كانت أسطح الحجرات تمتلئ بالماء فينساب إلى الجدران الداخلية عن طريق النوافذ".

كان من المكن جدًا تجنب هذا الأمر بمجهود قليل كل فترة من الزمن، أما الآن فتكاليف التجديد ستكون كبيرة جدً. إن بضعة أوراق أشجار تبدو نسبيًا بسيطة جدًا ولكن مع الزمن تتراكم كثيرًا وسريعً. آه يا أحبائي.. نحن أحيانًا نهمل أمورًا مهمة جدًا، وبعد فترة نكتشف أن الخسارة جسيمة. لذا دعونا نتخلص يوميًا من أمور تضرّ حياتنا الروحية، ونذكِّر أنفسنا بأنه يجب أن:
«كل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء.
أما أولئك فلكي يأخذوا إكليلاً يفنى، وأما نحن فإكليلاً لا يفنى»
(1كورنثوس 9: 25).
 
قديم 12 - 04 - 2024, 10:41 AM   رقم المشاركة : ( 157337 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




مريـم فـى النبؤات:

فـى الفردوس


بعد اليأس والعري واللعنـة، جاء الأمل والوعد بالخلاص: “سأجعل عداوة بينكِ (الحيّة) وبين الـمرأة وبين نسلِك ونسلهـا، هو يسحق رأسِك وأنتِ ترصيدن عقِبـه”(تكوين15:3). انـهـا نبؤة قد خرجت من فم الرب تضم الأم والإبن فـى عـمل الفداء. نسل الـمرأة يسحق رأس الحيـّة أي رأس الحيّة القديـمة وهى ابليس والشيطان (رؤيا2:20). نسل إمرأة لا نسل إنسان من رجل وامرأة، والـمسيح جاء من امرأة بغير زرع بشر مولوداً غير مخلوق كما نقول فى قانون الإيمان:”اله حق من إله حق، مولود غير مخلوق..تجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء وصار إنسانـاً”.

هذه النبؤة قيلت بفم الله، وإختار الله من كل البشريـة عائلة سام، ومن كل عائلة سام إختار الله ليكون من بذرة إبراهيم (تكوين1:12-3)، ومن كل عائلة ابراهيم اختار يعقوب اسرائيل (تكوين 3:26و4)، ومن كل عائلة اسرائيل اختار سبط يهوذا (تكوين9:49و10 وعبرانيين 14:7)، ومن كل عائلة يهوذا يختار داود(1 اخبار الأيام 12:17-14)، ومن جميع عائلة داود تتركز نبوات الـمسيا على اثنين هما سليمان الحكيم ومنه جاء يوسف خطيب مريم العذراء وهو الأب الإسمي ليسوع الـمسيح(متى6:1و16) وناثان ومنه جاءت العذراء مريم الأم الحقيقية ليسوع (لوقا31:3).

2. مزاميـر داود

داود النبي بـمزاميره الخالدة يحيي أم الـملك بلسانه النبوي قائلاً:”قامت الـملكة عن يـمينك بذهب أوفيـر..اسمعي يا بنت وانظري وأميلي أذنك. انس شعبك وبيت أبيك فيصبو الـملك الى حُسنك..بنات الشعوب تستعطف وجهك بالهدايـا…بنت الـملك جميع مجدها فى الداخل..تُزف الى الـملك فى رياش موشاة وفى إثرهـا عذارى صواحبها يحضرن إليكِ”(مزمور9:45-16).

وقد رأت الكنيسة عبر الأجيال فى هذه الأقوال كما فى غيرها من أناشيد داود سلسلة من النبؤات الرائعة عن أم الـمخلص..الـملك.

كذلك كل ما جاء عن مدينة الله او أورشليم كان رمزا لأم المسيّا حتى انه قيل:” قَدْ قِيلَ بِكِ أَمْجَادٌ يَا مَدِينَةَ اللهِ”(مزمور3:87).

3. حِكم سليمان وأمثالـه وأناشيده يصف سليمان فى أناشيده جمال مريم الرائع:

“كلِّك جميلة ولا عيب فيكِ” (نشيد الأناشيد 7:4).
“كالسوسنة بين الشوك كذلك حبيبتي بين البنات”(نش2:2).
– “من هذه الـمشرقة كالصبح، الجميلة كالقـمر، الـمختارة كالشمس، الـمرهوبـة كصفوف تحت الرايات(نش9:6).

– “اختي العروس جنّة مغلقة عين مقفلة ينبوع مختوم”(نش12:4).
– “واحدة هى حمامتي كاملتي الوحيدة لأمهـا هى”(نش8:6).
نَرْجِسُ شَارُونَ، وسَوْسَنَةُ الأَوْدِيَة(نش1:2).
برج داود (نش4:4)
– “بنات كثيرات عملن فضلاً أما أنتِ ففقتِ عليهن جميعا”(أم29:31)
وقد كتب أحد الآبـاء ان سفر نشيد الأناشيد كله هو ترنيمة لحبيبة للروح القدس.

4. اشعيـا النبي
هذا النبي الكبير ينقل للعالم مسبقا وبطريقة نبوية علامة الرأفة
“فلذلك يؤتيكم السيّد نفسه آيـة هـا إن العذراء تحبل وتلد إبنـا وتدعو اسمه عـمانوئيل”(اشعيا14:7). وهـى إشارة الى بتوليـة مريم وأمومتها الإلهيـة.
لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا،

إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ.(لشعيا6:9).

هوذا الرب يركب على سحابـة سريعة ويدخل مصر فتتزلزل أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر فى داخلهـا”(اش1:19)، ولقد فسّر القديس كيرلس الكبير على ان هذه السحابة هى مريم العذراء حيث انها تفوق السحابة نقاء وطهارة.

ويخرج قضيب من جذر يسّى وينمى فرع من أصولـه”(اش1:11)، فإن هذا القضيب هو مريم البتول وهذه الزهرة هى الرب الـمتجسد الذى يقضي بعدل ويحكم لبائسي الأرض بإنصاف ويكون العدل مـِنطقة حقويـه.

فصارت لكم رؤيا الكل كأقوال كتاب مختوم يناولونه لـمن يعرف الكتابة قائلين إقرأ هذا فيقول لا أستطيع لأنـه مختوم”(اش11:29)، وقد فسّر الآباء هذا السِفر الـمختوم بـمريم العذراء والتى حبلت دون أن تفقد بتوليتهـا.

5. ارميـا النبـي:
“ان الرب قد خلق شيئـاً جديداً فى الأرض أنثى تحيط برجل”(ار22:31).

6. حزقيال النبـي

“فقال لـي الرب ان هذا الباب يكون مغلقـاً لا يُفتح ولا يدخل منه رجل لأن الرب إلـه اسرائيل قد دخل منه فيكون مغلقـاً”(حزقيال2:44). واجمع الأباء ان هذا الباب المغلق هو مريم العذراء وهو اثباتا لبتوليتها الدائمة.

7. ميخا النبي:
“وأنتِ يا بيت لحم إفراتـة وأنتش صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فـمنكِ يخرج لـي الذى يكون متسلطاً على اسرائيل يوم تلده الوالده فيرجع اسرائيل الى مجده وربـّه”(ميخا2:5-3).

8. زكـريـا النبي:

“ابتهجي يا بنت صهيون واهتفي يا بنت اورشليم هوذا ملكك يأتيك صديقاً مخلّصـاً وديعاً راكبا على آتان وجحش ابن آتان”(زك9:9).

“ترنـمي وافرحي يا بنت صهيون لأني هآنذا آتـي وأسكن فى وسطك يقول الرب. فأسكن فى وسطك فتعلـمين ان رب الجنود قد ارسلني اليكِ”(زك10:2-11).

9
. صفنيـا النبي:
“ترنّمي يا ابنة صهيون، اهتف يا اسرائيل. افرحي وابتهجي بكل قلبك يا ابنة اورشليم قد نزع الرب الأقضية عليكِ..أزل عدوكِ.مَلَك اسرائيل الرب فى وسطكِ”(صفنيا14:3).

مريم فى كتب العهد الجديد

الغاية من كتابة العهد الجديد لم تكن التبشير بمريم أو الكلام عنها أو مدحها. هذا لا يعني أن العهد الجديد لم يذكرها أو لم يمدحها أو يمجدّها. لكن الغاية الرئيسية لكتابة العهد الجديد كانت ما قاله القديس يوحنا في ختام انجيله:”وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تُكتب في هذا الكتاب وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه”.(يوحنا30:20).

الأناجيل الأربعـة

نسب الكتاب المسيحيون في القرن الثاني الميلادي، الأربعة الأناجيل إلى متى ومرقس ولوقا ويوحنا. وقد تسلمت الكنيسة هذه الكتابات كسجلات يوثق بها وذات سلطان إذ تحتوي على شهادة الرسل عن حياة المسيح وتعاليمه. وبدأ الكُتَّاب المسيحيون من القرن الثاني الميلادي باقتباس هذه الأناجيل وشرحها وقاموا بعمل ترجمات منها إلى لغات متنوعة كالسريانية والقبطية واللاتينية، ولذا فما من شك في أن هذه الأناجيل سجّلات رسولية صحيحة وصادقة. وتؤدي الرسائل في العهد الجديد صورة المسيح وتعاليمه وأعماله وشخصه كإنسان وإله كما وردت في هذه الأناجيل.

ولكل من الأناجيل الأربعة خاصياته المميزة له التي تفرد بها بسبب غرض الكاتب في كتابته والأشخاص الذين كتب إليهم كما كانت ماثله في ذهنه. فقد كتب متى وجهة النظر اليهودية، وهو يقدم لنا يسوع كالمسيا الملك الذي تمت فيه نبوات العهد القديم. ومرقس يكتب للأمم وربما كان يقصد الرومانيين منهم بوجه خاص، وهو يقدم لنا فوق كل شيء قوة المسيح للخلاص كما تظهر في معجزاته. أما لوقا، وهو يكتب للمثقفين من اليونان، يكتب لهم في لغة بأسلوب أكثر روعة مما كتب غيره من كتبة الأناجيل، ويُظهر لنا تأثير الرسول بولس في إبراز نعمة المسيح التي تشمل الساقطين والمنبوذين والفقراء والمساكين بعطفه. أما قصد يوحنا الخاص فهو في أن يُظهر يسوع كالكلمة المتجسدة الذي يعلن الآب للذين يقبلونه (يوحنا 20 : 30، 31).

ويوجد بين الأناجيل الثلاثة الأولى كثير من التشابه ولكنها تختلف عن أنجيل يوحنا من عدة أوجه. وبما أن متى ومرقس ولوقا يقدمون حياة المسيح من وجهات نظر متشابهة على وجه العموم لذا فقد أطلق على هذه الأناجيل الثلاثة اسم “الأناجيل المتشابهة” أو Synoptic وهي مأخوذة من كلمة Synopsis اليونانية التي تعني “النظر معًا” وهؤلاء يركزون كتاباتهم حول تبشير المسيح ومناداته في الجليل بينما يركز يوحنا أنجيله حول عمل المسيح في اليهودية. ويقدم الثلاثة الأول تعليم المسيح عن الملكوت، وأمثاله وتعليمه للشعب، أما فيسجل لنا تعليم المسيح عن نفسه في أحاديث مستفيضة، وتشترك الأناجيل الأربعة في الشيء الكثير بحيث يؤيدون الواحد الآخر، ويختلفون عن بعضهم البعض بحيث يكمل الواحد منهم الآخر ويتممه.

أما المصادر التي استقى منها البشيرون الأربعة المعلومات التي ضمنوها في أناجيلهم في مصادر موثوق بها فقد كان متى ويوحنا رسولين اتباع يسوع ولذا فمعرفتهما بالحوادث التي سجلاها هي معرفة شخصية. أما مرقس فقد كان رفيقًا لبطرس، ولكنه لم يكن مجرد كاتِبًا لمذكراته. وقد ذكر بياس حوالي سنة 140 ميلادية أن مرقس ضمَّن في أنجيله ما وعظ به بطرس عن يسوع. ويحقق لنا لوقا نفسه بأنه استقى معلوماته من شهود عيان (لوقا1:1-4) لذا فإننا نجد في الأناجيل شهادة الرسل.

ويظن بعض العلماء أن إنجيل مرقس هو أول الأناجيل التي دونت، وأن متى ولوقا استخدما على وجه العموم نفس النقاط الرئيسية التي وضعها مرقس. وهنا فريق من النقاد، ويسمون “نقاد الشكل” يؤكدون أن مادة الأناجيل حفظت في أحاديث شفهية. وقد أشار غيرهم من العلماء إلى أساس أرامي يرى في خلال لغة الأناجيل اليونانية كما هي بين أيدينا، وأن هذه البقايا الأرامية في الأناجيل دليل على زمن كتابتها المبكر، ودليل أيضًا على صحتها وصدقها ولا سيما وأن المسيح كان يتكلم الأرامية في أحاديثه. وأخير أن وعد المسيح لتلاميذه ليؤيد صدق هذه الأناجيل وصحة رسوليتها. فقد قال “أما المعزّي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم” “(يوحنا26:14).

ولكن يصبح العهد الجديد خاصة الأناجيل مصدر تاريخي هام لمعلوماتنا عن القديسة مريم. لقد ظهر اسم مريم 19 مرة معظمهم في انجيل القديس لوقا (13 مرة)، و4 مرات في انجيل متى ومرة في انجيل مرقس ومرة في سفر الأعمال، ولم تظهر في انجيل يوحنا الا باسم “أم يسوع” خاصة في عرس قانا وعند الصليب.

القديس مرقس: يبدأ حياة يسوع بعماده ويهمل سني طفولته وحداثتـه ولا يذكر مريم إلاّ عرضـا(مرقس31:3-35).

القديس متى: وضع كتابـه لليهود وأراد أن يثبت لهم ان يسوع هو الـمسيح الـمنتظر، وقد أورد أكثـر من 100 نبؤة من العهد القديم. ولـم يسرد من حياة مريم إلاّ ما يعتبـره متمما للنبؤات القديمة عن يسوع وأمـه.

القديس لوقـا: انـه يؤكد لنـا انـه مؤرخ وبّحـاثـة وقد قدم عن مريم تفاصيل عديدة لـم تذكر فى الأناجيل الثلاث الأخرى، فهو يصف لنا البشارة وزيارة أليصابات والسفر الى بيت لحم وتقدمة يسوع فى الهيكل وإفتقاده ثلاثة أيام. ولكن كانت الغايـة التى يكتب عنها لوقا إنجيله هو الخلاص الذى استحقـه العالـم بـموت الـمسيح. وقد أجمع علماء الكتاب أن الـمصدر الذى إستقى منه لوقـا الـمعلومات عن البشارة والزيارة والتقدمـة هـى مريـم العذراء نفسهـا.

أمـا القديس يوحنـا: فإنـه يكتب إنجيلـه ليقدم الـمسيح بألوهيتـه ومن أجل هذا ركز كتاباتـه من أجل هذه الغايـة. ولكنه ذكر كلمات السيد الـمسيح لـمريم فـى عرس قانا الجليل وعند الصليب.

صورة مريم كما رواهـا القديس متى

وضع القديس متى كتابـه لليهود وأراد أن يثبت لهم ان يسوع هو الـمسيح الـمنتظر، وقد أورد أكثـر من 100 نبؤة من العهد القديم ليؤكد صحة مجئ الـمسيّا. ولقد رسم في كتابـه صورة ميلاد الـمسيّا ورسالتـه وأسرار الفِصح الجديد، ولـم يسرد من حياة مريم إلاّ ما يعتبـره متمما للنبؤات القديمة عن يسوع وأمـه، فهى تـمثل وعد اللـه للبشر لأنـهـا آمنت مثل إبراهيـم بوعد اللـه بالخلاص.

سلسلة الـمسيّا يسوع الـمسيح (متى1:17-17)

وفيـه يُذكر سلسلة النسب”كتاب ميلاد يسوع الـمسيح إبن داود…” وينتهى بهذه العبارة”مريـم الـمولود منها يسوع”.

طريقـة ميلاد يسوع الـمسيح (متى18:1-25)

“أمـا مولد الـمسيح فكان هكذا. لـّما خُطبت مريم أمـّه ليوسف وُجدت من قبل أن يجتمعا حُبلى من الروح القدّس. وإذ كان يوسف رجلها صِدّيقاً ولم يرِد أن يُشهرها همّ بتخليتهـا سراً. وفيما هو متفكّر فى ذلك إذا بـملاك الرب ترآءى له فى الحلم قائلاً يايوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ امرأتك مريم فإن الـمولود فيهـا إنـما هو من الروح القدّس وستلد ابنـاً فتسّـميه يسوع لأنـه هو الذى يُخلّص شعبه من خطاياهم. وكان هذا كلّه ليتم ما قيل من الرب بالنبي القائل ها إنّ العذراء تحبل وتلِد ابنـاً ويُدعى عـمّانوئيل الذى تفسيره الله معنـا. فلما نهذ يوسف من النوم صنع كما أمره ملاك الرب فأخذ امرأتـه ولم يعرفها حتى ولدت إبنـها البِكر وسمّاه يسوع”.

زيارة الـمجوس (متى1:2-12).
الهروب الى ارض مصر (متى13:2-18).
عودة العائلة الـمقدسة الى الناصرة (متى19:2-23).
مريـم ومن عُرفوا بإخوة يسوع(متى46:12-50)
يسوع يزور بلدتـه الناصرة (متى54:13-58)

“وجاء الى وطنه وكان يعلم فى مجامعهم حتى بهتوا وقالوا من أين له هذه الحكمة والقوات.

أليس هذا هو ابن النجّار. أليست أمـه تُسمّى مريم وإخوتـه يعقوب ويُوسي وسِمعان ويهوذا. أوليست أخواتـه كلهـن عندنا فـمن أين له هذا كله….”.

2. صورة مريم كما رواهـا القديس مرقس
فى الإنجيل بحسب القديس مرقس نجد صورة الأم اليهوديـة التى تهتم بإبنهـا – مريم ومن عُرفوا بإخوة يسوع (مرقس31:3-35)

ابـن مريـم (مرقس1:6-6) “أليس هذا هو النجار ابن مريم….”.

3. صورة مريم كما رواهـا القديس لوقـا

ان الإنجيل حسب القديس لوقـا وسفر أعـمال الرسل يعطينـا صورة أساسيـة لأساس دراسة شخصيـة مريم العذراء (العِلم الـمريمي)، وهو يرتكز فى كل جوانبـه على الـمسيح وضرورة الإيـمان بـه. والعذراء مريـم هـى أول من آمـن بالـمسيح فهى كانت معـه من وقت ميلاده فى أحشائهـا، وعند مولده، ووقت طفولتـه، وحتى وقت بلوغه لفترة خدمته العلنيـة. وإستمرت على إيـمانهـا هذا حتى موتـه على الصليب وبعد قيامتـه من بين الأموات وصعوده الى السماء وتحقيق وعده بإرسال الروح القدس، وهى بهذا تكون الشخص الوحيد الذى كان لـه مثل هذه العلاقـة الوثيقـة بيسوع فى كل مراحل حياتـه وحياة كنيسـته.

البشارة (لوقا26:1-38)
زيارة مريم للقديسة أليصابات(لوقا39:1-45)
أنشودة التعظيم:نشيد فرح العذراء وتسبحتها للرب(لوقا46:1-56)
ميلاد يسوع (لوقا1:2-7)
الرعـاة والـملائكـة (لوقا8:2-20)
تسمية يسوع وتقديمه فى الهيكل(لوقا21:2-40)
يسوع الصبي فى الهيكل (لوقا41:2-52)
أقربـاء يسوع الحقيقيون (لوقا19:8-21)

“وأقبلت إليـه أمـّه وإخوتـه فلم يقدروا على الوصول إليـه لأجل الجمع. فأُخبر وقيل له إنّ أمّك وإخوتك واقفون خارجاً يريدون أن يروك. فأجاب وقال لهم أمّي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بهـا”.

التطويب الحقيقي (لوقا27:11-28)

“وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امرأة من الجمع صوتها وقالت طوبى للبطن الذى حملك وللثديين اللّذين رضعتهما.فقال بل طوبى لـمن يسمع كلمة الله ويحفظهـا”.

ما بعد الصعود (اعمال الرسل12:1-14)

“حينئذ رجعوا الى أورشليم من الجبل المدعو جبل الزيتون الذى هو بقرب أورشليم على مسافة سفر سبت. ولـمّا دخلوا صعدوا إلـى العلّيـة التى كانوا مقيمين فيها بطرس ويعقوب ويوحنا وأندراوس وفيلبس وتوما ومتى ويعقوب بن حلفى وسمعان الغيور ويهوذا أخو يعقوب. هؤلاء كلهم كانوا مواظبين على الصلاة بنفس واحدة مع النساء ومريم أم يسوع ومع إخوتـه”.

4.صورة مريم كما رواهـا القديس يوحنـا

يعطينـا الإنجيل بحسب القديس يوحـنا إثباتات عن بعض الأحداث التاريخيـة فى حياة يسوع ومن تبعـه وعن أسرتـه، وهو يعكس فى صورة أساسية يسوع الـمخلّص إبن الله الذى تجسد من أجل أن يعطى الإنسان الحياة الأبديـة.

ولادة كلمة الله (يوحنا13:1-14)

“الذين لا من دم ولا من مشيئة لحم ولا من مشيئة رجل لكن من الله ولدوا من الله. والكلمة صار جسداً وحلّ فينـا وقد أبصرنا مجده مجد وحيد من الآب مملوءًا نعمة وحقاً”.

يسوع فى عرس قانا الجليل وشفاعة مريم (يوحنا1:2-12) “….وبعد هذا انحدر الى كفر ناحوم هو وامه واخوته وتلاميذه”.
يسوع ابن يوسف (يوحنا42:6)”وقالوا اليس هذا هو يسوع بن يوسف الذى نحن نعرف اباه وامه فكيف هذ يقول إنّي نزلت من السماء”.
عدم إيمان اخوة يسوع بـه (يوحنا3:7-5)
إنقسام ما بين الجمع عن أصل الـمسيّا (يوحنا41:7-43) و(يوحنا41:8).
مريم والتلميذ الذى كان يحبه يسوع تحت أقدام الصليب (يوحنا25:19-28).

5.صورة مريـم كما عكسهـا بولس الرسول فى رسائله

يوجد حوالى ثمان مواضع يـمكن أن تتصل بـمريم لو تم قراءتها تحت ضوء أن رسائل القديس بولس كلهـا تتركز على شخص الـمسيح حتى انه جاء تعبير “فى الـمسيح” فى 154 موضع. فتبشير القديس بولس بإنجيل يسوع المسيح تعكس فى جميع صورهـا الـمخلّص الذى كل من آمن بـه ينال الـموعد بالخيرات الأبديـة.

الرسالة الى اهل غلاطية19:1و4:4-5و28:4-29 والتى تمت كتابتها فى حوالي عام 54-55 بعد الـميلاد

“ولم أرى غيره من الرسل سوى يعقوب اخي الرب”
فلما بلغ ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امرأة مولوداً تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني”.
– “فنحن ايها الإخوة أبناء الـموعد مثل اسحق….”.

الرسالة الثانية لأهل كورنثوس والتى تم كتابتها فى خريف عام57 بعد الميلاد “اذ كان قد مات واحد عن الجميع فالجميع إذن ماتوا وانما مات المسيح عن الجميع لكي لا يحيا الأحياء لأنفسهم فيما بعد بل للذى مات وقام لأجلهم”(2كورنثوس14:5-17).

الرسالة الى اهل رومية والتى تم كتابتها فى عام 58 ميلادية “عن ابنه الذى صار من ذرية داود بحسب الجسد الذى حُدد ان يكون ابن الله بالقوة بحسب روح القداسة بالقيامة من بين الأموات وهو يسوع المسيح ربنـا”(رومية3:1-4).

الرسالة الى اهل فيليبـي والتى تم كتابتها حوالي 61-63 ميلادية “الذى إذ هو فى صورة الله لم يكن يعتد مساواته لله اختلاساً لكنه أخلى ذاتـه آخذاً صورة عبد صائراص فى شبه البشر وموجودا كبشر فى الهيئة.فوضع نفسه وصار يطيع حتى الموت موت الصليب”(فيليبي6:2-8).

6.صورة مريـم كما رأهـا سفر الرؤيـا

تابوت عهد الله(رؤيا15:11-19)

“ونفخ الملاك السابع فى بوقـه…وانفتح هيكل الله وظهر تابوت عهده فى هيكله وحدثت بروق

واصوات ورعود وزلزلة وبرَد عظيم”.

الـمرأة الـملتحفـة بالشمس(رؤيا1:12)

“وظهرت فى السماء آيـة عظيمة امرأة ملتحفة بالشمس وتحت قدميها القمر وعلى رأسها إكليل

من الإثني عشر كوكباً”.

الـمرأة والتنيـن (رؤيا 2:12-18)

فى التقليد الكنسي يرى بعض مفسروا الكتاب المقدس فى تلك المرأة رمزاً للكنيسة، وآخرون رمزاً لـمريم العذراء، أم الـمسيّا.

ويرى آخرون فى هذا الـمشهد الرؤي صورة العذراء المتوجة ملكة بالمسيح راسها فهو ملكها وتاجها وهو شمس البر التى تشرق والشفاء فى اجنحتها (ملاخى12:4) كما ان القمر يشير الى الكنيسة جسد المسيح والعذراء هنا تربط بشفاعتها القوية ودالتها بين المسيح وكنيسته.

ويرى آخرون انه اذا توسطت الكرة الارضية بين الشمس والقمر يحدث خسوف القمر فاذا كان العالم هو الذى يربط او يفصل بين المسيح وكنيسته خسف نور الكنيسة وخبأ ضوءها ولكن ملوكية الملكة العذراء نرى آية عظيمة ومشهدا رائعا يضمن للكنيسة بقاء نور المسيح مشعا فيها. وفى ملوكية العذراء نجد ابوة الرسل الاثنى عشر الذين وجه عنهم داود النبي اليها الكلام قائلا “عوضا عن ابائك اسباط وكهنة العهد القديم يكون بنوك (رسل وكهنة العهد الجديد) هؤلاء هم الاثنى عشر كوكبا الذين يمثلون اكليل الملكة العذراء.

ملخص بما جاء عن مريم العذراء في نصوص العهد الجديد

حسب إنجيل القديس متى:

– مريم في نسب يسوع 1:1 – 17

– مريم في خدمة الله 1: 18 – 25

– الطفل يسوع وأمه 1:1 – 23

حسب إنجيل القديس مرقس:

– أقرباء يسوع يبحثون عنه 3: 31 – 35

– يسوع يعود إلى الناصرة 6: 1 – 6

حسب إنجيل القديس لوقا:

– دعوة مريم: 1: 26 – 38

– مريم في الناصرة 1: 26 – 27

– الله ومريم 1: 28 – 29

– أم المسيح 1: 30 – 34

-خادمة الله 1: 35 – 38

– لقاء مريم وإليصابات: 1: 39 – 45

مريم وإليصابات 1: 39 – 41

مريم المباركة من الله 1: 42 – 44

مريم المليئة بالإيمان والطوبى 1: 45

– مريم تُمجّد عظمَة الله: 1: 46 – 55

مريم تمجّد الله 1: 46 – 49

مريم والله القدوس 1: 49 – 53

مريم وإبراهيم 1:، 54 – 55

مريم في بيت لحم 2: 1 – 20

مريم مع طفلها في الهيكل 2: 21 – 40

مريم وابنها في عمر الثانية عشرة 2: 41 – 52

مريم والحياة العلنية ليسوع 8: 19 – 21؛ 11: 27- 28

حسب إنجيل القديس يوحنا:

– أم يسوع في قانا 2: 1 – 12

– أم يسوع تحت الصليب 19: 25 – 27

حسب الكتابات الأخرى في العهد الجديد:

– مريم في الكنيسة الناشئة أعمال 1: 14

– والدة إبن الله غلاطية 4: 4 – 5

– مريم، العلامة في السماء رؤ 12: 1 – 16

مريم في كتب الأبوكريفا

كلمة “ابوكريفا” كلمة يونانية معناها “مخفي” أو “مُخبأ” أو “سري”. وقد وردت في سفر دانيال في الترجمة السبعينية (وهي ترجمة يونانية للعهد القديم) في(دانيال43:11) للتعبير عن الكنوز المخفية. كما وردت في (دانيال19:2) للدلالة على معرفة الأسرار المخفية عن علم البشر وقد وردت الكلمة في اليونانية في العهد الجديد ثلاث مرات(مرقس22:4) “لأنه ليس خفي لا يظهر”و(لوقا 8: 17؛ كولوسي 2: 3) “المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم”.

لقد جاءت المؤلفات الأبوكريفا التي لم تعترف بها السلطة الكنسية والتي كانت أساسا مهتمة بالدفاع عن حبل القديسة مريم البتولي. المستند البدائي لكي يؤكدوا ذلك كان الكتاب الشهير المعروف بانجيل مريم المكتوب في بداية القرن الثاني الميلادي وفيما بعد اطلق عليه لقب

“Protoevangelium of James[10]. وتبع ذلك الكتاب كتب أخرى تم تاليفها فسميت

بـ”الكتابات المزيفة” او الابوكريفا والتي سميت هكذا لأنها تنسب إلى كتَّاب لا يمكن أن يكونوا قد كتبوها حقيقة من الرسل وتلاميذ المسيح. مثال لتلك الكتابات كتاب قبطي عن تاريخ يوسف النجار(كتب في القرن الخامس الميلادي ويحاول شرح طفولة المسيح خاصة في سن الثانية عشرة كما جاءت في إنجيل الطفولة ليعقوب) والذي يظهر يوسف كرجل عمره 91 عاما عند ارتباطه بمريم – ومعه احفاد كانوا اكبر من خطيبته مريم.

ان هذه الكتب الأبوكريفية فقد رفضتها الكنيسة لسببين:

(1) أنه لا يمكن أن يكون قد أوحي لكُتَّاب ممن عاشوا بعد عهد الرسل بحوالي 100 سنة، فقد كتب أقدمها حوالي سنة 150م، وكتبت جميعها فيما بين 150 و450م.

(2) لا يمكن أن يعتبر أي كتاب قانونيًا إلا إذا كان قد تم تسليمه من الرسل أنفسهم، وكانت قد قبلته كل الكنائس من الرسل وليس من غيرهم. وهذه الكتب الأبوكريفية كتبت، في معظمها، بعد انتقال الرسل من العالم بحوالي مئة سنة، ومن هنا أطلق عليها “أبوكريفا”، أي المزيفة لأنها نبعت أساسًا من قلب المذاهب الهرطوقية مثل الغنوسيين، وكان هؤلاء متمسكين بها ومعترفين أنها خرجت من دوائرهم، لذا لم تحظ قط بالقبول لدى كل الكنائس، في الشرق أو الغرب.

هناك عدة عوامل أدت إلى كتابة وظهور هذه الكتب الأبوكريفية من أهمها محاولة العامة والبسطاء من المؤمنين إشباع رغيتهم ولهفتهم لمعرفة تفاصيل الأحداث التي ذكرت في أسفار العهد الجديد بصورة موجزة؛ مثل تفاصيل أحداث ميلاد المسيح ورحلة الهرب إلى مصر وطفولته والتأكيد على لاهوته من خلال معجزات تبين مقدرته على كل شيء. بل ومحاولة البعض الدفاع عن عقائد مسيحية هاجمها اليهود مثل بتولية العذراء القديسة مريم وحبلها بالمسيح بالروح القدس، ودوام بتوليتها بعد ميلادها للمسيح، واتهام اليهود للمسيح بأنه ابن زنا. بل ومحاولة معرفة تاريخ العذراء نفسها وكيفية ولادتها وتربيتها كالممتلئة نعمة قبل بشارة الملاك لها وحبلها بالمسيح. ومثل محاولة شرح موقف بيلاطس من المسيح، وإيجاد معجزات للمسيح وقت محاكمته لتبرر كونه ابن الله، ومحاولة شرح موقف كل من نيقوديموس ويوسف الرامي بعد الصلب والقيامة، خاصة وأنهما كانا من تلاميذ المسيح الخفيين، وموقف اليهود مما فعلاه أثناء دفن المسيح، فنيقوديموس وضع على جسد المسيح عودا ومرًا ثمنهما غالي جدًا، ويوسف الرامي دفنه في قبره الجديد الذي لم يكن قد وضع فيه أحد بعد. ومحاولة إيجاد تبرير لموقف كل من اللصين اللذين صلبا مع المسيح. وكذلك أيضا موقف اليهود من قيامة المسيح بصورة أكثر تفصيلا مما جاء في الإنجيل القانوني بأوجهه الأربعة.

وكذلك ظهور الكتابات الدفاعية المسيحية التي دافعت عن العقائد المسيحية ضد اليهود والوثنيين والهراطقة من أبيونيين وغنوسيين وغيرهم. وبالتالي ظهور كتب تدافع عن نفس الأفكار ونسبتها لأشخاص لهم مكانتهم في الأحداث التي حدثت في الكنيسة الأولى، مثل إنجيل نيقوديموس أو أعمال بيلاطس.ويبلغ عدد هذه الأناجيل، نحو خمسين، ولكن لا يوجد في الكثير منها سوى أجزاء صغيرة أو شذرات متفرقة، ويوجد البعض منها مكتملًا أو ما يشبه ذلك. ولعل عددها قد تضخم نتيجة إطلاق أسماء مختلفة على المؤلف الواحد.

وقائمة تلك الكتب تتضمن الاتي:

+ الكتب المسماة بأناجيل الطفولة ( إنجيل الطفولة ليعقوب، إنجيل يعقوب الأولي– إنجيل الطفولة لتوما– إنجيل الطفولة المنحول باسم متى– حياة يوحنا المعمدان– تاريخ يوسف النجار– إنجيل الطفولة العربي(

+الكتب المسماة بالأناجيل المسيحية ذات الصبغة اليهودية ( انجيل العبرانيين- انجيل الابيونيين- انجيل الناصريين)، الكتب المسماة بالأناجيل الغنوسية والمانية(انجيل كيرنثوس- إنجيل باسيليدس- إنجيل مركيون- إنجيل أبيليس = إنجيل ماني)

+الكتب المسماة بأناجيل الأقوال والأخلاقيات (إنجيل توما– إنجيل المصريين اليوناني)، والكتب المسماة بأناجيل الآلام ( إنجيل بطرس – إنجيل نيقوديموس | أعمال بيلاطس– إنجيل برثولماوس –أسئلة برثلماوس.

والخلاصة أن هذه الكتب قد كتبت، في الأصل، لتأييد هرطقة من الهرطقات والادعاء بأن تعليمها رسولي، أو لتفصيل الأناجيل القانونية بإضافة إضافات أسطورية لإعطاء أهمية لبعض المفاهيم التي سادت بعض الدوائر الهرطوقية ولنشر وتأكيد أفكار هذه البدع. ان تلك الرويات تم استبعادها باعتبارها خيالات حتى ولو كتبت بحسن نية وخضعت للكثير من الفحص من آباء الكنيسة في ذلك الوقت وتبين ان ليس لها أي أساس من الصحة، وفي الحقيقة القديس جيروم والقديس توماس الاكويني استنكروها وشجبوها بعبارات اقوى وآدلة دامغة.

أن هذه الكتب، الأبوكريفية، لم تناقش في أي مجمع من مجامع القرون الخمسة الأولى، سواء المكانية أو المسكونية، ولم تختلط في يوم من الأيام بأسفار العهد الجديد السبعة وعشرين، القانونية والموحى بها، لأنها لم تكتب لا في زمن تلاميذ المسيح ورسله الذين رحلوا عن هذا العالم فيما بين سنة 65م و100م وكان أخرهم هو القديس يوحنا، ولا في زمن تلاميذهم المباشرين أو خلفائهم الذين رحلوا عن العالم في أواخر القرن الأول وبداية القرن الثاني. فقد دونت الأسفار الـ22 الأولى من الأسفار القانونية الموحى بها، فيما بين سنة 50م و70م، ودونت بقيتها، كتابات القديس يوحنا، فيما بين سنة 75 م. و95 م. في حين أن هذه الكتب الأبوكريفية كتبت فيما بين سنة 150م و450م وما بعد ذلك بكثير!

فكرة عن الإنجيل الأوَّلي ليعقوب: [11]Protoevangelium of James

هذا الكتاب له عدة أسماء مذكورة على عدد من المخطوطات اليونانية والسريانية، فيذكر اسمه في أقدم مخطوطة له (Papyrus Bodmer V) بـ”ميلاد مريم”، وسمي بـ”تاريخ يعقوب”، و”رواية يعقوب”، أو حتى بدون ذكر لاسم يعقوب في الكثير من المخطوطات. وكان أول من أطلق عليه اسم “الإنجيل الأوَّلي” هو الراهب اليسوعي الفرنسي جوليّوم بوستيل (Guillaume postel) الذي ترجمه إلى اللاتينية سنة 1552م. وله أسم أخر في الترجمة السريانية هو: “تاريخ يعقوب عن مولد كلية القداسة ودائمة البتولية والدة الله وابنها يسوع المسيح“. ويشير إليه أوريجانوس بـ”كتاب يعقوب”. وقد ذكر في مرسوم البابا جلاسيوس الذي استبعده من دائرة الأسفار القانونية، ووصفه الأبوكريفي، باسم “إنجيل يعقوب الصغير الأبوكريفي”.

كما سمي بـ”الأوَّلي” أو “التمهيدي” لأنه يذكر أحداث تختص بكيفية الحبل بالعذراء القديسة مريم وميلادها وكذلك بأحداث تختص بميلاد الرب يسوع المسيح وطفولته لم تذكر في الأناجيل القانونية خاصة الإنجيل للقديس متى والإنجيل للقديس لوقا.

ومؤلفه يظن أنه يعقوب أخو الرب. وكلمة الإنجيل الأوَّلي -وهو عنوان رائع يفترض الكثير ويوحى بالكثير- أطلقه على هذه الوثيقة بوستلوس، وهو رجل فرنسي كان أول من نشره في اللاتينية 1552. وله أسماء مختلفة في المخطوطات اليونانية والسريانية، مثل: ” تاريخ يعقوب عن مولد كلية القداسة ودائمة البتولية والدة الله وابنها يسوع المسيح ” أما في مرسوم البابا جلاسيوس الذي يستبعده من دائرة الأسفار القانونية، فيسمى ” إنجيل يعقوب الصغير الأبوكريفي “. وجاء في هذا الانجيل وتغطي أصحاحاته الخمسة والعشرون ما يلي:

الفصل الأول: لا يحق لك أن تقدم قربانك، لأنك لم تنجب ذرية في إسرائيل: نقرأ في سجلات أسباط إسرائيل الاثنى عشر أن يواقيم كان غنيًّا جدًا ويقدَّم لله قرابين مضاعفة، قائلا في قلبه: “لتكن خيراتي للشعب كلّه، من أجل مغفرة خطاياي لدى الله، ليُشفق الربّ عليَّ”. وحلَّ عيد الربّ الكبير وكان أبناء إسرائيل يأتون بقرابينهم، فاحتجَّ راؤبين على يواقيم، قائلاَّ: “لا يحق لك أن تقدم قربانك، لأنك لم تنجب ذرية في إسرائيل“.

فاستولى على يواقيم حزن عظيم، ومضى يراجع سلاسل انساب الأسباط الاثني عشر، قائلًا في سرَّه: “سوف أرى إنْ كنت الوحيد في أسباط إسرائيل الذي لم ينجب ذرية في إسرائيل“. وبتفحُّص سجلات الماضي، رأى أن الأبرار كلهم أنجبوا ذرية، لأنه تذكَّر إبراهيم الأب الذي رزقه الله، في أيامه الأخيرة، إسحق ابنًا فأغتم يواقيم لذلك ولم يشأ الظهور ثانية أمام امرأته؛ فمضى إلى الصحراء، ونصب فيها خيمته، وصام أربعين يومًا وأربعين ليلة، قائلا في قلبه: “لن أتناول طعامًا ولا شرابًا؛ وصلاتي ستكون طعامي الوحيد”.

الفصل الثاني: حزن حنة بسبب عدم إنجابها لذرية: وكانت امرأته حنة تعاني حزنًا مضاعفًا، وكانت فريسة ألم مضاعف، وقائلة: “أنني ارثي لترملي وعقمي”. إلا أن عيد الربّ الكبير حلّ، فقالت يهوديت خادمة حنة، لها: “إلى متى تستسلمين للحزن؟ ليس مسموحًا لك بالبكاء، لأننا في العيد الكبير.
خذي إذًا هذا الرداء وزيَّني رأسك. فأنا خادمتك، وأما أنت فسوف تشبهين ملكة”. فأجابت حنة: “ابتعدي عنى، لا أريد أن أفعل شيئًا من ذلك. إن الله أذلَّني بشدة. أخشى أن يعاقبني الله بسبب خطيئتك”. فأجابت الخادمة يهوديت: “ماذا أقول لك، ما دمت لا تريدين سماع صوتي؟ أن الله أغلق بحقًّ بطنك لئلا تُرزقي طفلًا لإسرائيل”. وحزنت حنة جدًا وخلعت ثياب حدادها؛ وزيَّنت رأسها وارتدت ملابس عرس. ونزلت، نحو الساعة التاسعة، إلى الحديقة لتتنزَّه، وإذ رأت شجرة الغار، جلست تحتها، ووجَّهت صلواتها إلى الربّ، قائلة: “يا إله آبائي، باركني واستجبْ صلاتي، كما باركت أحشاء سارة ورزقتها إسحق ابنًا”.

الفصل الثالث: حنة ترثي نفسها لعدم إنجابها: ورأت على شجرة الغار، وهى ترفع عينَيها إلى السماء، عشَّا للعصافير، فأنشدت مرثاة لنفسها قائلة: “وا أسفاه! بماذا يمكنني أن أقارن؟ لمَنْ أدين بالحياة لأكون ملعونة هكذا في حضور أبناء إسرائيل؟ أنهم يسخرون منى ويحقَّرونني وقد طردوني من هيكل الربّ. وا أسفاه! بمن أُشبه؟ أيمكنني أن أُقارن بطيور السماء؟ لكن الطيور مثمرة أمامك، يا رب. أيمكنني أن أُقارَن بحيوانات الأرض؟ لكنها مثمرة أمامك يا ربّ. لا، لا يمكنني أن أُقارن بالبحر، لأنه مسكون بأسماك، ولا بالأرض، لأنها تعطى ثمارًا في أوانها، وتبارك الربّ”.

الفصل الرابع: بشارة الملاك لحنة ويواقيم بإنجاب نسل: وإذا بملاك الربّ قد ظهر لها وقال: “يا حنة، أن الله سمع صلاتك؛ سوف تحبلين وتلدين، ونسلك يحكىً عنه في العالم كله”. فقالت حنة: “حي هو الرب، إلهي؛ سواء كان من ألده ذكرًا أم أنثى فسوف أُقدمه للربّ، وسوف يكرَّس حياته للخدمة ألإلهية”. وإذا بملاكَين أتيا، قائلين لها: “هوذا، يواقيم، زوجك، يصل مع قطعانه”. ونزل ملاك الربّ نحوه، قائلًا: “يا يواقيم، يا يواقيم، أن الله سمع صلاتك، وستحبل امرأتك حنة”. ونزل يواقيم ونادى رعاته، قائلًا: “أحضروا لي هنا عشر نعاج سليمة وبلا عيب، وسأنذرها للربّ إلهي. وأحضروا لي اثني عشر عجلًا بلا عيب، وسوف أقدّمها للكهنة وشيوخ بيت إسرائيل، وائتوني بمئة كبش، وهذه الكباش كلّها ستكون للشعب كلّه”. وإذا بيواقيم آتٍ مع قطعانه، وكانت حنة عند باب منزلها، فلمحت يواقيم آتيًا مع قطعانه؛ فركضت وارتمت على عنقه، قائلةً: “اعلم الآن أن الرب إلهي باركني، لأنني كنت أرملة ولم أعُدْ كذلك؛ وكنت عاقرًا وحبلت”. وارتاح يواقيم في اليوم نفسه في منزله.

الفصل الخامس: حنة تحبل وتلد: وفي الغد، قدَّم يواقيم قرابينه وقال في نفسه: “إذا كان الربّ قد باركني، فلتكن لي علامة ظاهرة على عصابة جبين رئيس الكهنة”. وقدَّم يواقيم تقدماته، ونظر إلى العصابة، حين صعد إلى مذبح الرب، ولم يرَ خطيئة فيه. فقال يواقيم: “اعلم الآن أن الربّ استجابني وغفر لي كلّ خطاياي”. ونزل مبررًا من بيت الربّ وأقبل إلى منزله. وحبلت حنة، وفي الشهر التاسع ولدت وقالت لقابلتها: “ماذا ولدت؟” فأجابت الأخرى: “بنتًا”. فقالت حنة: “نفسي ابتهجت هذه الساعة”. وأرضعت حنة طفلتها وأسمتها مريم.

الفصل السادس: وليمة الفرح بميلاد مريم وتقديمها للهيكل: ونمت الطفلة من يوم إلى يوم. وعندما بلغت من العمر ستة أشهر، وضعتها أُمها أرضًا لترى إنْ كانت ستقف. فسارت سبع خطوات وجاءت ترتمي في ذراعَي أُمها. فقالت حنة: “ليحَي الربّ إلهي؛ لن تسيري على الأرض حتى أُقدَّمك في هيكل الربّ”. وصنعت محرابا في حجرة نومها، وكانت تبعد عنها كلّ ما كان مُنَجَّسًا.
وأحضرت بناتًا عبرانيات بلا عيب للاعتناء بالطفلة. وعندما أتمَّت عامها الأول، أقام يواقيم وليمة كبرى، ودعا الكهنة والكتبة ومجلس الشيوخ كلَه وكلَ شعب إسرائيل. وأحضر الطفلة للكهنة، فباركوها قائلين: “يا إله آبائنا، بارك هذه الطفلة وأعطها اسمًا يُعظَّم في كلّ الأجيال”. وقال الشعب كلّه: “آمين، ليكن كذلك”. وقدَّمها أبواها للكهنة فباركوها، قائلين: “يا إله المجد، تطلع لهذه الطفلة وامنحها بركةً لا تعرف أي انقطاع”. وحملتها أُمها وأرضعتها، وأنشدت للرب الإله، قائلةً: “سأنشد مدائح الربّ إلهي، لأنه تطلع إليّ وخلَّصني من تعييرات أعدائي. وأعطاني الربّ إلهي ثمرة عدل مضاعفة في حضرته. مَنْ يُعلن لأبناء رأوبين أن لحنة طفلًا؟ اسمعي كلّك، يا أسباط إسرائيل الاثني عشر، اعلمي أن حنة تُرضع”. ووضعت الطفلة في المكان الذي طهَّرته، وخرجت، وخدمت المدعوين، وحين انتهت الوليمة وهم في ملء السعادة يمجدون إله إسرائيل.

الفصل السابع: مريم تدخل الهيكل: عندما بلغت مريم الثانية من عمرها، قال يواقيم لحنة، زوجته: “لنقُدْها إلى هيكل الله، ولنتمَّم النذر الذي نذرناه، لئلا يغضب الله ولا يقبل تقدماتنا”. فقالت حنة: “لننتظر العام الثالث، خوفًا من أن تعاود إلى أبيها وأمها”. فقال يواقيم: “لننتظر”. وبلغت الطفلة عامها الثالث، فقال يواقيم: “نادوا عذارى العبرانيين اللواتي بلا عيب، وليحملن مصابيح ويُشعلْنها، وعلى الطفلة ألا تلتفت إلى الوراء وألا يبتعد ذهنها عن بيت الله”. وصنعت العذارى كما أمر به، ودخلن الهيكل. واستقبل الكاهن الطفلة وقبَّلها وقال: “يا مريم، أن الرب عظّم اسمك في جميع الأجيال، وفي آخر الأيام، سيُظهر الله فيك خلاص أبناء إسرائيل“. ووضعها على درجة المذبح الثالثة، فسكب الله نعمته عليها، فارتعشت فرحًا وهي ترقص برجليها وقد أحبها كلّ بيت إسرائيل.

الفصل الثامن: مريم تتلقّى طعامها من يد الملائكة: ونزل أبواها متعجبين، شاكرَين الله ومسبَّحين لأن الطفلة لم تلتفت إليهما. وكانت مريم في هيكل الربّ مثل اليمامة وكانت تتلقّى طعامها من يد الملائكة.
وعندما بلغت الثانية عشرة من عمرها، اجتمع الكهنة في هيكل الربّ وقالوا: “هوذا مريم قد بلغت عمر الاثني عشر عاما في الهيكل؛ فماذا سنفعل في شأنها، لئلا تمس قداسة هيكل الربّ إلهنا دنس ما؟”. وقال الكهنة لرئيس الكهنة: “أذْهَبْ وقف أمام هيكل الربّ وصلَّ من أجلها، وما يُظهرُه الله لك، نمتثل له”. فدخل رئيس الكهنة إلى قدس الأقداس، وقد لبس رداءه الكهنوتي المزيَّن باثنى عشر جُرسًا، وصلى من أجل مريم. وإّذا بملاك الربّ يظهر له قائلًا: “يا زكريا، يا زكريا، أُخْرُجْ واستدع مَنْ هم أرامل وسط الشعب، وليأت كلّ واحد بعصى، ومَنْ يختاره الله بعلامة يكون الزوج الُمعطى لمريم ليحفظها”. وخرج المنادون في كل بلاد اليهودية، وبوق بوق الربّ وهرع الجميع.

الفصل التاسع: حمامة تخرج من عصا يوسف: وأتى يوسف كالآخرين، وقد تخلَّى عن فأسه، وإذ اجتمعوا، مضَوا نحو رئيس الكهنة، ومعهم عصيهم. فأخذ الكاهن عصا كلّ واحد، ودخل الهيكل وصلى وخرج بعد ذلك وأعاد إلى كلّ واحد عصاه التي جاء بها، فلم تظهر أي علامة؛ لكنه عندما أعاد إلى يوسف عصاه، خرجت منها حمامة، حطّت على رأس يوسف. فقال رئيس الكهنة ليوسف: “لقد اختيارك الله لتقبُّل عذراء الربّ هذه وتحفظها قربك”. فقَّدم يوسف اعتراضات قائلا: “لي أولاد وأنا شيخ، وهي فتاة صغيرة جدًا؛ وأخشى أن أكون عرضة للسخرية بالنسبة إلى أبناء إسرائيل“. فأجاب رئيس الكهنة يوسف: “خاف الربّ إلهك وتذكَّر كيف عاقب الله عصيان داثان، وأبيرام وقورح، وكيف انفتحت الأرض وابتلعتهم، لأنهم تجرأوا على اعتراض أوامر الله. خاف إذًا، يا يوسف أن يحصل كذلك لبيتك”. فتقبَّل يوسف مريم مرتعبًا وقال لها: “أنني أتقبَّلك من هيكل الربّ وأترك لك المسكن، وأذهب لأزاول مهنتي نجارًا وأعود إليك. وليحفظك الله كلّ الأيام”.

الفصل العاشر: اختيار مريم لتغزل ستارة لهيكل الرب: وعُقد اجتماع للكهنة وقالوا: “لنصنع حجابًا (ستارة) أو بساطًا لهيكل الربّ”. فقال رئيس الكهنة: “أحضروا ليَّ عذارى سبط داود اللواتي بلا عيب”. وبحث المستشارون ووُجدوا سبعًا من تلك العذارى. ورأى رئيس الكهنة أمامه مريم التي كانت من سبط داود وكانت بلا عيب أمام الله. فقال: “اختاروا لي بالقرعة مَنْ تغزل خيط ذهب وناريّ وكتان رفيع وحرير وبرتقالي مُحْمَرّ وقرمزي”. وحصلت مريم بالقرعة على الأُرجوان الخالص والقرمز، وإذ تسلَّمتهما، ذهبت إلى بيتها. وفي الوقت نفسه، أصبح زكريا أبكم، وحلَّ صموئيل محلَّه. إلى وقت كلام زكريا ثانيةً. وأخذت مريم تغزل، وقد تسلَّمت الأرجوان والقرمز.

الفصل الحادي عشر: بشارة الملاك للعذراء بالحبل وميلاد ابن الله: ومضت بجرتها لتملأها بماءَّ، فإذا بها تسمع صوتًا يقول: “السلام لك، يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الربّ معك: مباركة أنت في النساء”. ونظرت مريم حولها يمينًا ويسارًا لتعرف من أين يأتي ذلك الصوت. وعادت إلى بيتها، وقد ارتجفت، ووضعت الجرَّة، وإذ تناولت الأُرجوان، جلست على مقعدها لتعمل. وإذا بملاك الربّ واقفا أمامها قائلا: “لا تخافي يا مريم؛ لأنك وجدت نعمة عند الربّ وها أنت ستحبلين حسب كلمته”. وكانت مريم تقول في نفسها، وقد سمعته: “هل أحبل من الله وأضع كما تلد الأُخريات؟” فقال لها ملاك الربّ: “لن يكون الأمر كذلك يا مريم، لأن قوة الله تظلَّلك، لذلك المولود منك قدوس ويُدعى ابن الله. وتُسمينه يسوع؛ لأنه يخلص شعبه من خطاياهم. وها أن نسيبتك أليصابات حبلت بابن في شيخوختها، والتي كانت تُدعى عاقرًا هي في شهرها السادس، فما من مستحيل على الله؟” فقالت له مريم: “إنني أمَة الربّ؛ ليكن لي بحسب كلامك”.

الفصل الثاني عشر: مريم تزور أَليصابات: وإذ أنهت الأرجوان والقرمز، حملتهما إلى رئيس الكهنة. فباركها، وقال: “يا مريم، أن اسمك ممجَّد وستكونين مباركة في كلّ الأرض”. ومضت مريم، وقد شعرت بسرور عظيم، إلى أليصابات، نسيبتها، وقرعت بابها. فركضت أليصابات إلى بابها، لتفتح، وإذ لمحت مريم قالت: “من أين لي هذا أن تأتي أٌم ربى لزيارتي؟ لأن الذي بداخلي ارتكض وباركك”. وكانت الأسرار التي أعلنها رئيس الملائكة جبرائيل لمريم محجوبة عنها. وقالت، رافعةً عينيها إلى السماء: “مَنْ أنا إذًا لتدعوني كلّ الأجيال مغبوطة؟”. فمكثت ثلاثة أشهر عند أليصابات. وكانت بطنها تكبر يومًا فيومًا، ومن خوفها انزوت مريم في منزلها واختبأت عن أنظار بني إسرائيل. وكانت في السادسة عشرة من العمر عندما حدث ذلك.

الفصل الثالث عشر: شك يوسف في مريم بسبب حبلها: ولما كانت مريم في الشهر السادس من حبلها، عاد يوسف إلى البيت من عند مبانيه، فلاحظ وهو داخلّ البيت أن مريم حبلى، فانطرح أرضًا، وخفض رأسه، واستسلم لحزن عميق، قائلًا: “كيف أٌبرَّر نفسي أمام الله؟ كيف أٌصلى من أجل هذه البتول؟ لقد استلمتها عذراء من هيكل الربّ الإله، ولم أحفظها. مَنْ هو الذي ارتكب هذا الفعل الرديء في بيتي ومَنْ أغوى العذراء؟ ألَمْ تتجدَّد قصة آدم من أجلى؟ ففي وقت مجده، دخلت الحيَّة، ووجدت حواء وحيدة، وخدعتها؛ ولقد حدث لي الأمر نفسه حقًا”. ونهض يوسف من فوق الكيس الذي أنطرح عليه، وقال لمريم: “أنت التي كنت صاحبة قيمة فائقة في عيني الربّ، لماذا تصرفت على هذا النحو، ولماذا نسيت الربّ إلهك، لقد تربيت في قدس الأقداس؟ أو كنت تتلقّين الطعام من يد الملائكة، لمَاذا تخلَّيت عن واجباتك؟” وكانت مريم تبكى بمرارة شديدة، وأجابت: “أنا طاهرة، ولم أعرف رجلًا”. فقال لها يوسف: “ومن إذًا فكيف حبلت؟” فأجابت مريم: “حي هو الرب إلهي؛ أنني أٌشهدَّه على إنني لا أعلم كيف صار الأمر هكذا”.

الفصل الرابع عشر: الملاك يخبر يوسف بحقيقة حبل مريم: وقال يوسف في نفسه، وهو مذهول: “ماذا أفعل بها؟” وقال: “إذا أخفيتُ خطيئتها، فسوف أُعتبر مذنبًا بحسب شريعة الربّ؛ وإذا اتهمتها علانية أمام بني إسرائيل، فأخشى أن يكون ما فيها من ملاك، وان أُسلَّم الدم البريء لحكم الموت؟ ماذا أفعل بها إذًا؟ أتركها سرًّا”. وكان منشغلًا بهذه الأفكار خلال الليل. وإذا بملاك الربّ يظهر له أثناء نومه، ويقول له: “لا تخف الاحتفاظ بهذه البتول؛ لأن الذي فيها هو من الروح القدس، فستلد أبنًا وتسميَّه أنت يسوع؛ لأنه يخلص شعبه من خطاياهم”. فنهض يوسف من النوم ومجَّد إله إسرائيل الذي أغدق نعمته عليه وحافظ عليها.

الفصل الخامس عشر: يوسف يتهم بأنه دنس مريم: وجاء حنان الكاتب إلى يوسف وقال له:
“لمَ لم تأت إلى اجتماعنا؟” فأجابه يوسف: “كنت متعبًا من رحلتي التي قطعتها، وأردت أن أرتاح في اليوم الأول”. وإذ التفت الكاتب، رأى مريم حبلى، فمضى مسرعًا نحو رئيس الكهنة، وقال له: “إن يوسف، الذي تثق به، اخطأ في شكل خطير”. فقال رئيس الكهنة: “ماذا فعل؟” فأجاب الكاتب: “لقد دنَّس العذراء التي استلمها من هيكل الربّ، وتزوجها سرًا، واختبأ من أبناء إسرائيل“. فأجاب رئيس الكهنة: “هل فعل يوسف ذلك؟ هل أرَتكب هذه الجريمة؟” فقال الكاتب حنانيا: “أرسلْ كهنة، وسوف يرَون أن مريم حبلى”. ومضى الكهنة، ووجدوا صدق قول الكاتب. فقادوا مريم ويوسف ليُحاكما، وقال رئيس الكهنة: “يا مريم، كيف تصرَّفت هكذا، ولمَ خسرت نفسك، أنت التي ربيت في قدس الأقداس، وتلقَّيت الطعام من يد الملائكة، وسمعت أسرار الربّ واغتبطت في حضرته؟” وكانت تبكى بمرارة كبيرة، وأجابت: “حي هو الربّ إلهي، إنني طاهرة في حضرة الربّ، ولم أعرف رجلًا”. فقال رئيس الكهنة ليوسف: “لماذاَ تصرَّفت هكذا؟” فقال يوسف: “حي هو الربّ الإله وحي هو مسيحه؛ أنني أشهدَّها على إنني طاهر من كلّ علاقة بها”. وأجاب رئيس الكهنة: “لا تُدْل بشهادة زور، بل قُل الحقيقة؛ لقد تزوَّجتها سرًّا وأخفيتها عن أبناء إسرائيل، ولم تحن رأسك تحت يد العلىّ القدير، ليكون نسلك مباركًا”.

الفصل السادس عشر: امتحان يوسف ومريم وبراءة مريم: وقال رئيس الكهنة أيضًا: “أعدْ هذه العذراء التي تسلّمتها من هيكل الربّ”. وكان يوسف يذرف دموعًا كثيرة، فقال له رئيس الكهنة: “سوف أسقيك ماء إدانة الربّ، وسوف تظهر خطيئتك أمام عينيك”. واخذ رئيس الكهنة الماء وسقى منه يوسف، ثم أرسله إلى الأماكن العالية، فعاد يوسف منها في صحة تامة. وشربت مريم منه أيضًا، ومضت إلى الجبال، وعادت من دون أن تعانى أيّ ألم. وصُعقَ الشعب كله دهشةً من عدم ظهور خطيئة فيهما. وقال رئيس الكهنة: “أن الله لم يُظهر خطيئتكما، وأنا لن أدينكما”. وصرفهما مغفورًا لهما. وأخذ يوسف مريم، وأعادها إلى بيته، بفرح وهو يمجد إله إسرائيل.

الفصل السابع عشر: ذهاب يوسف ومريم إلى بيت لحم: وأصدر الإمبراطور أُوغسطس قيصر قرارًا بأن كلّ الذين ولدوا في بيت لحم عليهم أن يكتتبوا. فقال يوسف: “سوف أُسجَّل أبنَيّ، ولكن ماذا أفعل بشأن هذه المرأة؟ بأي صفة أُقيَّدها؟ أبصفتها زوجة؟ أنها ليست زوجتي، ولقد تقبَّلتها أمانة من هيكل الربّ. أأقول أنها ابنتي؟ لكن كلّ أبناء إسرائيل يعلمون أنها ليست ابنتي. ماذا أفعل إذًا بشأنها؟”. وأسرج يوسف أتانًا أركب مريم عليها. وكان يوسف وسمعان يتبعان على بعد ثلاثة أميال. ولما التفت يوسف، رأى مريم حزينة، فقال في نفسه: “أن ما فيها يكدَّرها”. وعندما التفت مجددًا، رأى أنها تضحك، فقال لها: “يا مريم ما السبب في أن وجهك تارةً حزين وتارةً فَرح؟”. فقالت مريم ليوسف: “هذا لأنني أرى شعبَين أمام عينَي؛ واحد يبكى وينوح والآخر يضحك ويستسلم للفرح”. وقالت له مريم، عندما وصلوا إلى منتصف الدرب: “أنزلني عن أتاني، لان ما في يضغط علىَّ للغاية، وأنزلها يوسف من فوق الأتان وقال لها: “أين أقودك، فهذا المكان قفر؟

الفصل الثامن عشر: تجمد كل الأشياء في لحظة واحدة: وإذ وجد في ذلك الموضع مغارة، أدخل مريم إليها، وترك ابنه ليحرسها، ماضيًا بنفسه إلى بيت لحم ليأتي بقابلة. وحين كان سائرًا، رأى القطب حيث السماء كانت جامدة، والهواء مظلمًا، والطيور متوسط طيرانها. وإذ نظر إلى الأرض، رأى وعاءً مليئًا لحمًا مُحضَّرًا، وعماَّلًا متمدَّدين وأيديهم في الوعاء. ولحظة الأكل لم يكونوا يأكلون، ومَنْ كانوا يمدُّون أيديهم لم يكونوا يتناولون شيئًا، ومَنْ كانوا يريدون إيصال شيء ما إلى فمهم، لم يكونوا يوصلون شيئًا، وكلهم كانوا مركزين أنظارهم لأعلى إلى فوق. وكانت النعاج مشتَّتة، ولكنها لا تسير، بل كانت لابثةً في أماكنها جامدة. والراعي الرافع يده ليضربها بعصاه، كانت يده باقية من دون انخفاض. وإذ نظر من ناحية نهر، رأى كباشًا يلامس فمها الماء، لكنها لم تكن تشرب، فكلّ الأشياء كانت في تلك اللحظة جامدة.

الفصل التاسع عشر: امتلاء المغارة بالنور عند ميلاد المسيح: وإذا بامرأة نازلة من الجبال قالت له: “أسألك إلى أين تذهب؟” فأجاب يوسف: “إنني أبحث عن قابلة من نسل العبرانيين”. فقالت له: “أَأنت من نسل إسرائيل؟” فردَّ بنعم. إذاك قالت: “مَنْ هي تلك المرأة التي تلد في هذه المغارة؟”. فأجاب: “أنها خطيبتي”. فقالت: “أليست زوجتك؟”. فقال يوسف: “أنها ليست زوجتي، بل هي مريم التي ربيت في هيكل الربّ وحبلت من الروح القدس”. قالت له القابلة: “أهذا ممكن؟”. فقال: “تعالى انظري ذلك”. ومضت القابلة معه. وتوقفت حين أصبحت أمام المغارة. وإذا بسحابة مضيئة تغطى تلك المغارة. وقالت القابلة: “أن نفسي تجمَّدت اليوم، لأن عينَيّ رأتا معجزات”. وفجأة امتلأت المغارة ضياء حادًا لدرجة أن العين لم تستطع تأمُّله، وحين خفت ذلك النور قليلًا، رُؤى الطفل. وكانت أمه مريم تُرضعه. فصاحت القابلة: “هذا يوم عظيم بالنسبة إلىَّ، لأنني رأيت منظرًا بهيًا”. وخرجت من المغارة، وكانت سالومي قبالتها. فقالت القابلة لسالومي: “لدَّى معجزات عظمى أرويها لك: “أن عذراء ولدت ولا تزال عذراء”. وقالت سالومي: “حي هو الرب، إلهي؛ إذا لم أتأكد بنفسي، فلن أُصدَّقك”.

الفصل العشرون: سالومي تشك في بتولية العذراء وعقابها بسبب ذلك: دخلت القابلة المغارة وقالت لمريم: “نامي، لأن صراعًا عظيمًا ينتظرك”. وإذ لمستها سالومي، خرجت وهى تقول: “الويل لي، أنا الخائنة والكافرة، لأنني جرَّبت الله الحي. وان يدي التي تحرقها نار آكلة تسقط وتنفصل عن ذراعي”. وسجدت أمام الله، وقالت: “يا إله آبائنا، تذكَّرني، لأنني من نسل إبراهيم، وإسحق، ويعقوب، ولا تَخزني أمام أبناء إسرائيل، بل أعدْني إلى أهلي. أنت تعلم، يا ربّ، إنني باسمك كنت أُنجز معالجاتي وشفاءاتي كلها، لست طامحة إلى مكافأة إلا منك”. فظهر لها ملاك الربّ وقال لها: “يا سالومي، يا سالومي، أن الربّ سمعك؛ مدَّى يدك إلى الطفل، واحمليه؛ فسيكون لك الخلاص والفرح”. ودنت سالومي من الطفل وحملته في ذراعيها، وهى تقول: “سأسجد لكَ، لأن ملكًا عظيمًا وُلد في إسرائيل“. وشفيت على الفور، وخرجت من المغارة مُبَرَّأة. وسُمع صوت بالقرب منها يقول: “لا تُعلني المعجزات التي رأيتها، إلى أن يدخل الطفل أورشليم“.

الفصل الواحد والعشرون: النجم يرشد المجوس إلى الكهف: وإذا بيوسف يستعدّ للذهاب إلى اليهودية. وعلا صَخَبً عظيم في بيت لحم، لأن المجوس كانوا قد وصلوا، قائلين: “أين هو الذي وُلد ملكا”ً لليهود؟ لقد رأينا نجمه في الشرق، وجئنا لنعبده”. ولما سمع هيرودس ذلك أضطرب، وبعث برُسل إلى المجوس. واستدعى أُمراء الكهنة، واخذ يستجوبهم، قائلًا: “عما هو مكتوب عن المسيح؟ أين يولد؟”. فقالوا: “في بيت لحم اليهودية، فهذا ما هو مكتوب”. فصرفهم هيرودس، واستجوب المجوس قائلًا: “أعملوني أين رأيتم العلامة التي تشير إلى الملك الوليد؟”. فقال المجوس: “لقد ارتفع نجمه ساطعًا، وفاق بضيائه نجوم السماء الأخرى إلى حد أننا ما عدنا رأيناها. وعرفنا هكذا أن ملكًا عظيمًا وُلد في إسرائيل وجئنا لنسجد له”. فقال لهم هيرودس: “هيّا، وابحثوا عنه، وإذا وجدتموه، تعالوا أعلموني بذلك لأذهب وأسجد له”. ومضى المجوس، وإذا بالنجم الذي رأَوه في الشرق يرشدهم إلى أن بلغوا المغارة، وتوقَّف فوق مدخل المغارة. ورأى المجوس طفلًا مع مريم أُمه، فسجدوا له. وإذ اخرجوا تقدمات من خزائنهم، أهدَوه ذهبًا، وبخورًا ومرًّا. وإذ أعلمهم الملاك بأن عليهم ألا يعودوا إلى هيرودس، سلكوا دربًا أخرى للعودة إلى بلادهم.

الفصل الثاني والعشرون: الجبل يحتضن أليصابات وابنها والملاك يحرسهما: واستولى الحنق على هيرودس، لأن المجوس خدعوه، فأرسل جنوده ليقتلوا كلّ الأطفال الذين كانوا في بيت لحم، من عمر سنتين وأدنى. وامتلأت مريم خشيةً، عندما علمت أنهم يقتلون الأطفال؛ فأخذت الطفل، وإذ لفَّته بأقمطة، أضجعته في مذود الثيران. وهربت أليصابات إلى الجبال عندما أُعلمت بأنهم يبحثون عن يوحنا، وكانت تنظر حولها لترى أين يمكنها إخفاؤه ولم تجد أي موضع مناسب. فقالت بصوت عال وهى تنوح: “يا جبل الله، تقبَّل الأُم مع ابنها. وانفرج على الفور الجبل الذي لم تكن تستطيع تسلُّقه وتقبَّلها. وكان يضيئهما نور عجائبي، وملاك الربّ معهما ويحرسهما.

الفصل الثالث والعشرون: هيرودس يقتل زكريا الكاهن: خلال ذلك الوقت، كان هيردوس يبحث عن يوحنا، وأرسل بعض ضباطه إلى أبيه زكريا، قائلين: “أين خبَّأت ابنك؟”. فأجاب: “أنا الكاهن العامل في خدمة الله، وأقف اهتماماتي على هيكل الربّ؛ لا أعلم أين ابني”. وخرج المبعوثون ونقلوا ذلك إلى هيرودس. فقال بغضب: “ابنه هو الذي سيملك على بنى إسرائيل“. وأرسلهم مجددًا إلى زكريا قائلين: “تكلَّم بصدق، أين ابنك؟ ألا تعلم أن دمك في متناول يدي؟” وعندما نقل الرسل إلى زكريا كلام الملك، قال: “اننى أُشهَّد الله على أنني أجهل أين هو ابني. أهرقْ دمي. إذا شئت؛ إن الله يتقبَّل روحي، لأنك تكون قد أرقت دمًا بريئًا”.وقُتل زكريا في رواق

هيكل الربّ، قرب حاجز المذبح.

الفصل الرابع والعشرون: الأسباط تبكى زكريا بسبب مقتله: ومضى الكهنة إلى الهيكل في موعد السلام. ولم يكن زكريا في استقبالهم لمنحهم البركة، وفقًا للعادة. وعندما لم يظهر لهم، لم يجرأوا على الدخول. ودخل أحدهم الهيكل، وكان أكثر إقدامًا من الآخرين، وعاد يُنبئ الكهنة بأن زكريا قُتل. ودخلوا إذاك، ورأوا ما صنُع؛ وكانت كسوات الهيكل تُطلق عويلًا، وكانت مشقوقة من أعلى إلى أسفل. ولكن لم يُعثَر على جسده، أما دمه فكان في رواق الهيكل، كتلةً شبيهةً بصخر. وخرجوا مذعورين، وأعلنوا للشعب أن زكريا قُتل. وبكته أسباط الشعب ثلاثة أيام وثلاث ليال.

وبعد تلك الأيام الثلاثة، اجتمع الكهنة لينتخبوا واحدًا مكانه. وحلَّت القرعة على سمعان. وأُنبئ بواسطة الروح القدس بأنه لم يمت قبل أن يعاين المسيح.

الفصل الخامس والعشرون: يعقوب يلجأ إلى الصحراء: أنا، يعقوب، الذي كتب هذه القصة، لجأت إلى الصحراء، إبان تمرُّد أثاره في أُورشليم المدعو هيرودس، ولم أعُدْ إلا بعدما هدأت البلبلة. أنني أحمد الله الذي منحنى مهمة كتابة هذه القصة. لتكن النعمة مع الذين يخشَون سيَّدنا يسوع المسيح، الذي له المجد والقوة مع الآب الأبدي والروح القدس المحيي، الآن، ودائمًا، وإلى أبد الآبدين. آمين.

لقد أجمع العلماء أن هذه الوثيقة من جمع جملة كتَّاب مما يعلل الاختلاف الكبير في تحديد تاريخ كتابته، فالبعض يرجع به إلى القرن الأول، والبعض يرجعان به إلى العقد الأول من القرن الثاني، ويرجع به آخرون إلى النصف الثاني من القرن الثاني. بينما يرجع به آخرون -في صورته الحالية- إلى منتصف القرن الرابع.ويقول علماء مبرزون بأن جستين الشهيد قد أشار إليه، مما قد يدل على أنه كان معروفًا في صورة أقدم، في النصف الأول من القرن الثاني، وفي صورته الأخيرة يتضح أن هدف الكاتب كان تأكيد القداسة والاحترام للعذراء، وفيه عدد من الأقوال غير التاريخية. وقد حرمة في الكنيسة الغربية البابوات ديدمسوس (382 م.) وانوسنت الأول (405 م.) والبابا جلاسيوس 496م ).

وطـن مـريـم

ولدت مريـم فـى فلسطين، وكان إذ ذاك يحكم على فلسطين هيرودس الكبيـر الأدومـي (37-4ق.م.) فـى ظل حماية الرومانييـن حيث استولى على أورشليـم فـى عام 37 قبل الـميلاد. ولقد إنتهـز هيرودس فرصة الصراعات الداخلية فى الامبراطوريـة الرومانية، ونشر سيادتـه على بعض الـمناطق الـمجاورة. وفـى عام 20-19ق.م. بدأ فـى إعادة بناء وتوسيع هيكل أورشليـم.

واليهود فـى تلك الأيام كانوا منقسمين الى حزبيـن: حزب الفريسييـن وهو يحافظ على العقائد والشرائع ويدّعون القداسة، والحزب الآخر هو الصدوقيـون وكانوا مادييـن لا يعبأون بالتعاليـم الدينيـة ويكتفون بالشعائـر الظاهـرة ولا يؤمنون بالبعث. وكانت هناك فئـة من اليهود متمسكة بديانتهـا أمثال سمعان الشيخ وحنة النبية وزكريـا الكاهن، كانت متلهفـة لـمجئ الـمسيّا الـمنتظـر، وكانت عائلـة العذراء من هذه الفئـة الأمينـة البعيدة عن روح التعصب.

هيرودس كان قائدا عسكريا شجاعا وحكيما وكان قويا وله كاريزما لا يمكن نكرانها وكان لا نظير له كدبلوماسي وصديق للعديد من الحكام والقادة في عصره. لقد تجرأ على القيام بأعمال تجارية مع يوليوس قيصر ومارك أنطونيو وكليوباترا واغسطس قيصر وعادة ما كان يحصل على ما يريده. امام شعبه اليهودي كان يقدم نفسه على انه يهودي ولرعاته الرومان على انهم ” صديق لروما”.

في الوقت المناسب اتخذ له زوجة من السلوقيون وهي الخطوة التي جعلته اكثر قبولا منهم على الرغم من انهم كانوا قلقين منه ولكنه لم يعبأ فكانت له مهمة يريد تنفيذها. هيرودس كان دائما متحركا فلقد وضع علاوة على القانون والنظم التجارية واوقف السرقة بالاكراه على الطرق وبهذا فقد أزال واحدة من القيود الكثيرة على التجارة والترحال. علاقاته السهلة مع روما ضمنت له ان مملكته تستقبل فوائد عادية من العاصمة الرومانية وتدفق الاستيراد والتصدير بكل سهولة. لقد حكم بمهارة وبدقة وبثقة وبكفاءة- صفات لم يستطع السلوقيون ان يقوموا بها ولو مرة واحدة.

لكن كان هناك جانب آخر لهيرودس، فهو عندما كان صغيرا كان عرضة لنوبات طويلة من الاكتئاب الانتحاري، وعندما كبر وحصل على القوة تحول اكتئابه الي غضب قاتل يتم توجيهه بشكل عشوائي تقريبا الى الأصدقاء والأعداء. وكان معالجوه في منتهى العناية ان يخفوا تلك الفترات من الضعف عن الشعب، فعندما يختفي الملك عن الأنظار كانوا يقولون انه في رحلة للصيد.

عمل هيرودس ليكتسب احترام وتأثير شعبه وظلوا مع هذا يحتقروه وكان هو مدرك بشدة لتوقعاتهم وتكهناتهم بخصوص المسيّا كان هو الحديث الأكثر تداولا بينهم وفي انحاء البلاد. ربما فكّر هيرودس انه يمكنه ان ينال حصة في المطالبة بمصداقية لذلك اللقب.

لقد سكّ عملات تمثل اسمه مع نجم وهي كانت واحدة من العلامات العامة والمعروفة عن المسيّا اما العلامة الثانية فكانت من جذع يسى. طبقا لحساب واحد فلقد وضع السؤال لمعلموا الشريعة في اورشليم هل يمكنه ان يكون هو ذلك الذي تنتظره الأجيال منذ زمن؟

علماء الكتاب لاحظوا حديثا إتمام للكثير من النبؤات. يعقوب تنبأ بثبات حكم يهوذا والآن الملوكية قد عادت الى ارض اليهودية. وتنبأ دانيال بملك سيحكم بعد 70 أسبوع لسنوات والآن هنا في هيرودس كان ملكا قد وصل بالتمام في تلك اللحظة. بعض الإشارات كانت هناك ولم يمكن بعد لعلماء الشريعة والكتبة ان يستطيعوا ان يعطوا لأنفسهم الحق في اعلان ان هيرودس هو المسيّا.

كانت العقبة الكبرى والتي لا يمكن لأحد ان يتخطاها انه كان اجنبي المولد. كانت التوراه صريحة في ذلك الأمر”فَإِنَّكَ تَجْعَلُ عَلَيْكَ مَلِكًا الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ. مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِكَ تَجْعَلُ عَلَيْكَ مَلِكًا. لاَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَجْعَلَ عَلَيْكَ رَجُلًا أَجْنَبِيًّا لَيْسَ هُوَ أَخَاكَ.“(تثنية15:17).

عندما وصلت لهيرودس ذلك الرفض كان رد فعله سريع وبسيط فلقد ذبح أعضاء المجلس وحفظ نفس رجل واحد اسمه Baba ben Buta بسبب انه له قيمة كمستشار ملكي وأيضا لكونه كان اعمى لذا ففي المستقبل سيتعلم ان يخفف نصيخته لتكون في صالح رغبات هيرودس.

مهما كان الأمر فلقد نجح هيرودس في اقناع البعض في مملكته.

نشأت فصيل عرفت ب الهيرودسيون Herodians الذين قبلوا ادعاء هيرودس للمسيانية وكانوا شيئ آخر عن كونه حزب سياسي ولكن اقل من ان يصبحوا فئة دينية. فهم جماعة، ليسوا طائفة دينية ولا حزبًا سياسيًا، كما كان يظن الناس قبلًا، بل مجرد اتباع هيرودس الكبير Herod وخلفائه في فلسطين. غير أن صداقتهم لملكهم لم تجعلهم موظفين رسميين في بلاطه وكان لهم نفوذ واسع، وحاولوا إقناع الشعب بمولاة هيرودس وحلفائه ومولاة الرومان وحلفائهم ونظر إليهم الشعب المعادي للرومان ولهيرودس نظرة كره واحتقار. ولكن هذه النظرة لم تمنع الفريسيين أعدائهم من التحالف معهم ضد المسيح، فتآمروا معًا، الفريسيون والهيرودوسيون، ضد يسوع فيما بعد. لقد بقوا حتى بعد موت الملك هيرودس عندما وسعوا اللقب المسيّاني لمن خلفه. الهيرودسيون ظهروا من حين لآخر في العهد الجديد ( مرقس6:3و 12و 13، متى 16:22). طبقا للقديس جيروم والقديس ابيفانوس فالهيرودسيون

ظلوا يعانوا ما بين اليهود على الأقل حتى أواخر القرن الرابع الميلادي منتظرين تبرئتهم.

نحن نعلم أيضا بعض الشيئ من التفاصيل عن هيرودس من الاصحاح الأول من انجيل متى، فهذا المصدر المسيحي المبكر يتوافق مع ما عرفناه وما جاء في كتابات المؤرخين. في متى وأيضا فيما كتبه يوسيفوس يظهر هيرودس كشخص مذعور ومهووس وغير آمن وغيور ويتميز بالعنف.

 
قديم 12 - 04 - 2024, 10:45 AM   رقم المشاركة : ( 157338 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




فـى الفردوس

بعد اليأس والعري واللعنـة، جاء الأمل والوعد بالخلاص: “سأجعل عداوة بينكِ (الحيّة) وبين الـمرأة وبين نسلِك ونسلهـا، هو يسحق رأسِك وأنتِ ترصيدن عقِبـه”(تكوين15:3). انـهـا نبؤة قد خرجت من فم الرب تضم الأم والإبن فـى عـمل الفداء. نسل الـمرأة يسحق رأس الحيـّة أي رأس الحيّة القديـمة وهى ابليس والشيطان (رؤيا2:20). نسل إمرأة لا نسل إنسان من رجل وامرأة، والـمسيح جاء من امرأة بغير زرع بشر مولوداً غير مخلوق كما نقول فى قانون الإيمان:”اله حق من إله حق، مولود غير مخلوق..تجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء وصار إنسانـاً”.

هذه النبؤة قيلت بفم الله، وإختار الله من كل البشريـة عائلة سام، ومن كل عائلة سام إختار الله ليكون من بذرة إبراهيم (تكوين1:12-3)، ومن كل عائلة ابراهيم اختار يعقوب اسرائيل (تكوين 3:26و4)، ومن كل عائلة اسرائيل اختار سبط يهوذا (تكوين9:49و10 وعبرانيين 14:7)، ومن كل عائلة يهوذا يختار داود(1 اخبار الأيام 12:17-14)، ومن جميع عائلة داود تتركز نبوات الـمسيا على اثنين هما سليمان الحكيم ومنه جاء يوسف خطيب مريم العذراء وهو الأب الإسمي ليسوع الـمسيح(متى6:1و16) وناثان ومنه جاءت العذراء مريم الأم الحقيقية ليسوع (لوقا31:3).

مزاميـر داود

داود النبي بـمزاميره الخالدة يحيي أم الـملك بلسانه النبوي قائلاً:”قامت الـملكة عن يـمينك بذهب أوفيـر..اسمعي يا بنت وانظري وأميلي أذنك. انس شعبك وبيت أبيك فيصبو الـملك الى حُسنك..بنات الشعوب تستعطف وجهك بالهدايـا…بنت الـملك جميع مجدها فى الداخل..تُزف الى الـملك فى رياش موشاة وفى إثرهـا عذارى صواحبها يحضرن إليكِ”(مزمور9:45-16).

وقد رأت الكنيسة عبر الأجيال فى هذه الأقوال كما فى غيرها من أناشيد داود سلسلة من النبؤات الرائعة عن أم الـمخلص..الـملك.

كذلك كل ما جاء عن مدينة الله او أورشليم كان رمزا لأم المسيّا حتى انه قيل:” قَدْ قِيلَ بِكِ أَمْجَادٌ يَا مَدِينَةَ اللهِ”(مزمور3:87).



 
قديم 12 - 04 - 2024, 10:46 AM   رقم المشاركة : ( 157339 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




حِكم سليمان وأمثالـه وأناشيده يصف سليمان فى أناشيده جمال مريم الرائع:

“كلِّك جميلة ولا عيب فيكِ” (نشيد الأناشيد 7:4).
“كالسوسنة بين الشوك كذلك حبيبتي بين البنات”(نش2:2).
– “من هذه الـمشرقة كالصبح، الجميلة كالقـمر، الـمختارة كالشمس، الـمرهوبـة كصفوف تحت الرايات(نش9:6).

– “اختي العروس جنّة مغلقة عين مقفلة ينبوع مختوم”(نش12:4).
– “واحدة هى حمامتي كاملتي الوحيدة لأمهـا هى”(نش8:6).
نَرْجِسُ شَارُونَ، وسَوْسَنَةُ الأَوْدِيَة(نش1:2).
برج داود (نش4:4)
– “بنات كثيرات عملن فضلاً أما أنتِ ففقتِ عليهن جميعا”(أم29:31)
وقد كتب أحد الآبـاء ان سفر نشيد الأناشيد كله هو ترنيمة لحبيبة للروح القدس.

اشعيـا النبي
هذا النبي الكبير ينقل للعالم مسبقا وبطريقة نبوية علامة الرأفة
“فلذلك يؤتيكم السيّد نفسه آيـة هـا إن العذراء تحبل وتلد إبنـا وتدعو اسمه عـمانوئيل”(اشعيا14:7). وهـى إشارة الى بتوليـة مريم وأمومتها الإلهيـة.
لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا،

إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ.(لشعيا6:9).

هوذا الرب يركب على سحابـة سريعة ويدخل مصر فتتزلزل أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر فى داخلهـا”(اش1:19)، ولقد فسّر القديس كيرلس الكبير على ان هذه السحابة هى مريم العذراء حيث انها تفوق السحابة نقاء وطهارة.

ويخرج قضيب من جذر يسّى وينمى فرع من أصولـه”(اش1:11)، فإن هذا القضيب هو مريم البتول وهذه الزهرة هى الرب الـمتجسد الذى يقضي بعدل ويحكم لبائسي الأرض بإنصاف ويكون العدل مـِنطقة حقويـه.

فصارت لكم رؤيا الكل كأقوال كتاب مختوم يناولونه لـمن يعرف الكتابة قائلين إقرأ هذا فيقول لا أستطيع لأنـه مختوم”(اش11:29)، وقد فسّر الآباء هذا السِفر الـمختوم بـمريم العذراء والتى حبلت دون أن تفقد بتوليتهـا.
 
قديم 12 - 04 - 2024, 10:48 AM   رقم المشاركة : ( 157340 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




مريم فى كتب العهد الجديد

الغاية من كتابة العهد الجديد لم تكن التبشير بمريم أو الكلام عنها أو مدحها. هذا لا يعني أن العهد الجديد لم يذكرها أو لم يمدحها أو يمجدّها. لكن الغاية الرئيسية لكتابة العهد الجديد كانت ما قاله القديس يوحنا في ختام انجيله:”وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تُكتب في هذا الكتاب وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه”.(يوحنا30:20).

الأناجيل الأربعـة

نسب الكتاب المسيحيون في القرن الثاني الميلادي، الأربعة الأناجيل إلى متى ومرقس ولوقا ويوحنا. وقد تسلمت الكنيسة هذه الكتابات كسجلات يوثق بها وذات سلطان إذ تحتوي على شهادة الرسل عن حياة المسيح وتعاليمه. وبدأ الكُتَّاب المسيحيون من القرن الثاني الميلادي باقتباس هذه الأناجيل وشرحها وقاموا بعمل ترجمات منها إلى لغات متنوعة كالسريانية والقبطية واللاتينية، ولذا فما من شك في أن هذه الأناجيل سجّلات رسولية صحيحة وصادقة. وتؤدي الرسائل في العهد الجديد صورة المسيح وتعاليمه وأعماله وشخصه كإنسان وإله كما وردت في هذه الأناجيل.

ولكل من الأناجيل الأربعة خاصياته المميزة له التي تفرد بها بسبب غرض الكاتب في كتابته والأشخاص الذين كتب إليهم كما كانت ماثله في ذهنه. فقد كتب متى وجهة النظر اليهودية، وهو يقدم لنا يسوع كالمسيا الملك الذي تمت فيه نبوات العهد القديم. ومرقس يكتب للأمم وربما كان يقصد الرومانيين منهم بوجه خاص، وهو يقدم لنا فوق كل شيء قوة المسيح للخلاص كما تظهر في معجزاته. أما لوقا، وهو يكتب للمثقفين من اليونان، يكتب لهم في لغة بأسلوب أكثر روعة مما كتب غيره من كتبة الأناجيل، ويُظهر لنا تأثير الرسول بولس في إبراز نعمة المسيح التي تشمل الساقطين والمنبوذين والفقراء والمساكين بعطفه. أما قصد يوحنا الخاص فهو في أن يُظهر يسوع كالكلمة المتجسدة الذي يعلن الآب للذين يقبلونه (يوحنا 20 : 30، 31).

ويوجد بين الأناجيل الثلاثة الأولى كثير من التشابه ولكنها تختلف عن أنجيل يوحنا من عدة أوجه. وبما أن متى ومرقس ولوقا يقدمون حياة المسيح من وجهات نظر متشابهة على وجه العموم لذا فقد أطلق على هذه الأناجيل الثلاثة اسم “الأناجيل المتشابهة” أو Synoptic وهي مأخوذة من كلمة Synopsis اليونانية التي تعني “النظر معًا” وهؤلاء يركزون كتاباتهم حول تبشير المسيح ومناداته في الجليل بينما يركز يوحنا أنجيله حول عمل المسيح في اليهودية. ويقدم الثلاثة الأول تعليم المسيح عن الملكوت، وأمثاله وتعليمه للشعب، أما فيسجل لنا تعليم المسيح عن نفسه في أحاديث مستفيضة، وتشترك الأناجيل الأربعة في الشيء الكثير بحيث يؤيدون الواحد الآخر، ويختلفون عن بعضهم البعض بحيث يكمل الواحد منهم الآخر ويتممه.

أما المصادر التي استقى منها البشيرون الأربعة المعلومات التي ضمنوها في أناجيلهم في مصادر موثوق بها فقد كان متى ويوحنا رسولين اتباع يسوع ولذا فمعرفتهما بالحوادث التي سجلاها هي معرفة شخصية. أما مرقس فقد كان رفيقًا لبطرس، ولكنه لم يكن مجرد كاتِبًا لمذكراته. وقد ذكر بياس حوالي سنة 140 ميلادية أن مرقس ضمَّن في أنجيله ما وعظ به بطرس عن يسوع. ويحقق لنا لوقا نفسه بأنه استقى معلوماته من شهود عيان (لوقا1:1-4) لذا فإننا نجد في الأناجيل شهادة الرسل.

ويظن بعض العلماء أن إنجيل مرقس هو أول الأناجيل التي دونت، وأن متى ولوقا استخدما على وجه العموم نفس النقاط الرئيسية التي وضعها مرقس. وهنا فريق من النقاد، ويسمون “نقاد الشكل” يؤكدون أن مادة الأناجيل حفظت في أحاديث شفهية. وقد أشار غيرهم من العلماء إلى أساس أرامي يرى في خلال لغة الأناجيل اليونانية كما هي بين أيدينا، وأن هذه البقايا الأرامية في الأناجيل دليل على زمن كتابتها المبكر، ودليل أيضًا على صحتها وصدقها ولا سيما وأن المسيح كان يتكلم الأرامية في أحاديثه. وأخير أن وعد المسيح لتلاميذه ليؤيد صدق هذه الأناجيل وصحة رسوليتها. فقد قال “أما المعزّي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم” “(يوحنا26:14).

ولكن يصبح العهد الجديد خاصة الأناجيل مصدر تاريخي هام لمعلوماتنا عن القديسة مريم. لقد ظهر اسم مريم 19 مرة معظمهم في انجيل القديس لوقا (13 مرة)، و4 مرات في انجيل متى ومرة في انجيل مرقس ومرة في سفر الأعمال، ولم تظهر في انجيل يوحنا الا باسم “أم يسوع” خاصة في عرس قانا وعند الصليب.

القديس مرقس: يبدأ حياة يسوع بعماده ويهمل سني طفولته وحداثتـه ولا يذكر مريم إلاّ عرضـا(مرقس31:3-35).

القديس متى: وضع كتابـه لليهود وأراد أن يثبت لهم ان يسوع هو الـمسيح الـمنتظر، وقد أورد أكثـر من 100 نبؤة من العهد القديم. ولـم يسرد من حياة مريم إلاّ ما يعتبـره متمما للنبؤات القديمة عن يسوع وأمـه.

القديس لوقـا: انـه يؤكد لنـا انـه مؤرخ وبّحـاثـة وقد قدم عن مريم تفاصيل عديدة لـم تذكر فى الأناجيل الثلاث الأخرى، فهو يصف لنا البشارة وزيارة أليصابات والسفر الى بيت لحم وتقدمة يسوع فى الهيكل وإفتقاده ثلاثة أيام. ولكن كانت الغايـة التى يكتب عنها لوقا إنجيله هو الخلاص الذى استحقـه العالـم بـموت الـمسيح. وقد أجمع علماء الكتاب أن الـمصدر الذى إستقى منه لوقـا الـمعلومات عن البشارة والزيارة والتقدمـة هـى مريـم العذراء نفسهـا.

أمـا القديس يوحنـا: فإنـه يكتب إنجيلـه ليقدم الـمسيح بألوهيتـه ومن أجل هذا ركز كتاباتـه من أجل هذه الغايـة. ولكنه ذكر كلمات السيد الـمسيح لـمريم فـى عرس قانا الجليل وعند الصليب.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 02:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024