منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم اليوم, 05:16 PM   رقم المشاركة : ( 160101 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,414

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



كيف للوصية الكُبرى وهي "حبّ الله" أنّ تنحني في وصية أخرى صغيرة وقد تكون ثانويّة ولا قيمة لها وي "حبّ القريب"؟ كما تحررت الشريعة من الشكل النظري في يسوع الّذي جسّد قلب الشريعة بالعهد الأوّل من خلال حبه للبشرية كاشفًا عن حبه لله. في مقطع سفر الخروج (22: 20- 26) توقفنا أمام الصوت الألهي الّذي يأمر بتجسد شريعة حبّ شعبه له في إستقبال النزيل والإهتمام بالأرملة واليتم،... حتى وصل للقريب.
ففي هؤلا الشخصيات تتجلى محبة الإنسان لله. وعلى هذا المنوال سمعنا يسوع في تعليهم وهو يفسر هذا المقطع لنا كتلاميذه اليوم مُعلنًا بأنّ نصوص العهد الأوّل يجب أنّ نأخذها كمؤمنين على محمل الجد إذا أردنا أنّ نعيش علاقة حبّ لله فلابد أنّ نكشف عن حبنا هذا في حياتنا حقًا مع القريب.



كرتين يمكن أنّ نستلهمهما من نص

قدم لنا يسوع من خلال تعلّمين ملموسيّن ليجعلنا حقًا تلاميذه. يعلمنا أولاً، في اللقاء به، في تأكيده بأنّ آخر الأشياء "حب الله" كُشفت في الوصايا قبل الأخيرة "حب القريب"، وأننا نستطيع أن نعيش الوصية الأوّلى والكُبرى، إذّ لمّ نتجاهل الثانية؛ يعلمنا يسوع أن كلمة الله يمكن أن ترد لنا في الكتب المقدسة متى عرفنا كيف نأخذ النص على محمل الجد ليتجسد في حياتنا.
وأيضًا إذا عرفنا كيف نُدخل إلى تلك كلمتنا البشرية، وهي مجرد، كلمة قبل الأخيرة، كلمتنا يمكن أنّ يتردد صداها في نهاية المطاف لكلمة الله الأخيرة الّتي تسود بقوة في حياتنا فهي تنبع من الرّبّ وليس من إنسان. دُمتم في حبّ لله متجسداً في حبّ للقريب.
 
قديم اليوم, 05:28 PM   رقم المشاركة : ( 160102 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,414

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

Rose رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الميلاد العجيب

وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ. وَهذَا الاكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ. فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ. فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ، لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى. وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ. وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ، وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا. فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ». وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ». وَلَمَّا مَضَتْ عَنْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ الرجال الرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ». فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ، وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي الْمِذْوَدِ. فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هذَا الصَّبِيِّ. وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ. وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا. ثُمَّ رَجَعَ الرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ كَمَا قِيلَ لَهُمْ (لوقا1:2-20).

يبلغنا القديس لوقا البشير في انجيله ان وقت مريم لتلد جاء مع توقيت الاكتتاب الذى قيل انه للمسكونة “ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ ” (لوقا1:2). في العهد القديم كما اليوم كان الاكتتاب معروف واداة مفيدة لأجل فرض الضرائب وتخصيص الخدمات العامة. كانت هناك مع ذلك لا توجد وسائل ميكانيكية للسجلات وتجميعها ونقلها او استرجاعها وبهذا فالطريقة يمكن ان تمتد لعدة سنوات.

كان للإكتتاب نظامان:

– نظام رومانـي وهو يجيز لكل فرد أن يكتب أو يسجل اسمه فى محل إقامتـه، أو فـى مكان ما يمتلك من أملاك حتى يسهل تحديد مخصصات كل فرد تجاه الحكّام.

– نظام يهودي وهو يجبـر كل فرد أن يرجع الى مكان ولادتـه حتى لا تختلط الأسباط بعضهـا بالبعض.

ولقد أصدر الإمبراطور الروماني الأمر بالإكتتاب ليكون عاماً ويشمل كل الأراضي التى تحت سلطان الإمبراطوريـة وذلك من أجل ترتيب إدارتهـا وتقنين الضرائب. وبهذا تضافرت القوة الرومانيـة واليهوديـة على تتميم الـمقاصد الإلهيـة، فلقد صدر الأمر من السلطة الرومانية وتم الإكتتاب على الطريقة اليهوديـة، وبهذا انتقل يوسف ومريم إلـى بيت لحم “لكونـه من بيت داود وعشيرتـه”(لوقا4:2). ولقد حدد الإنجيل انه الإكتتاب الأول ليميزه عن اي اكتتاب آخر غير رسمي صدر أو أي إكتتاب آخر جاء بعد ذلك كما جاء فى سفر أعمال الرسل (أع37:5). ولقدد حدد النص أيضاً انـه كان فى زمان كيرينيوس والي سوريـة وهو قد تعيّن قنصلاً رومانياً سنة 12ق.م.، وتعيّن والياً على سوريـة مرتين:الأولى من سنة6-4ق.م. والثانيةمن 6-9بعد الـميلاد ومات سنة 21 بعد الـميلاد.

لاحظ كيف ان انجيل لوقا قد رسم اهتمام اكثر لذلك الإحصاء اكثر من سرد تفاصيل ميلاد يسوع (لوقا1:2-5). لقد كرر لوقا كلمة “يكتتب” اربع مرات في هذا النص ووصف ذلك الإكتتاب مطول عن وصف ميلاد المسيح والذي يقول لنا فقط ان مريم ولدت ابنه البكر ولفته وقمطته ووضعته في المزود(لوقا7:2).

ان الإكتتاب او التسجيل كان إحصاء ينفذ من وقت لأخر في الأمبراطورية الرومانية والذي يتضمن تسجيل الناس والأملاك من اجل تحصيل الضرائب وأيضا للأغراض العسكرية. حيث ان اليهود سوف لا يتجندوا في الجيش الروماني فكان التركيز لذلك الإعلان هو لنشر القوات حسب تعداد السكان في كل منطقة، ولقد استخدم الرومان نظام ضرائبي ثقيل كوسيلة لتسخير الشعوب التي يهزموها وكمصدر ايراد لتعضيد الإمبراطورية. واكثر من ذلك فالضريبة هي علامة ولاء لروما واليهود في فلسطين في زمن مريم كانوا سيعاقبون اذا ما تأخروا في دفع ما عليهم لروما. لذلك ذكر لوقا ذلك الإكتتاب والذي سيكون ذكرى مؤلمة تذكرهم بحكم الرومان على الشعب اليهودي. ان ذلك الإعلان يتطلب من يوسف ان يسجل في مدينة أجداده والتي هي بيت لحم في اليهودية وهي مدينة صغيرة على بعد حوالي 7 ميل جنوب اورشليم. بفرض ان اليهود اخذوا طريقا آخر بعيدا عن المرور في مقاطعة السامرة بسبب العداء بينهم وبين السامريين فرحلة 90 ميل من الناصرة الى بيت لحم يمكن ان تأخذ حوالي 4 أيام وهي ليست رحلة مرفهة للكثيرين لصعوبتها وخاصة بالتأكيد لأم حبلى.

في نفس الوقت يرينا لوقا كيف ان هناك قوى اكبر والتي في الحقيقة تتحكم في شؤون البشر وهكذا كان اعلان القيصر هو بمثابة الطريق الذي استعمله الله لكي يولد المسيّا في المدينة المناسبة وهي بيت لحم تنفيذا لما جاء في نبؤات العهد القديم.

بيت لحم كانت مدينة صغيرة ولكنها مرتبطة بتوقعات كثيرة، فبينها انجيل لوقا في البداية على انها “مدينة داود” لسبب مهم على الرغم من ان مدينة أورشليم هي عادة تحمل ذلك اللقب في العهد القديم ] (2صموئيل7:5و9و6:10و12و16 – وملوك الثاني 28:9و 22:12)[، فبيت لحم هـى البلدة التى وُلد فيهـا داود النبي من قبل (1ملوك15:17)، والـمكان الذى مُسح فيـه داود ملكاً (1ملوك13:16)، والتى شرب من بئرهـا فى حربـه مع الفلسطينيين.

بيت لحم أي بيت الخبـز، وليس غريبـا ان بيت لحم هذه تعطى العالـم كلـه “خبز الحيـاة”(يوحنا48:6) يسوع الـمسيح. “ألـم يقل الكتاب انـه من نسل داود ومن بيت لحم القريـة التى كان داود فيهـا يأتـى الـمسيح” (يوحنا42:7). بيت لحم كان في القديم اسمها “افراتة” والتى تعني “خصبة” او “غنية الثمار” وهي من أقدم مدن اليهودية.

راعوث جدة العذراء قد تغرّبت من قبل فى بيت لحم (راعوث19:1)، وها هى العذراء غريبـة فـى القريـة. وهـى التى فيهـا قبـر راحيـل زوجـة يعقوب (تكوين19:35)، وهـى التى كان فيهـا بيت يسّى (لوقا4:2)، وفيهـا بئر داود(2ملوك14:23)، وبنى رحبعام ابن سليمان فيهـا حصنـاً(2 أيام4:11).

أكثر من هذا فبيت لحم مرتبطة بنبؤة ميخا النبي والتي تتحدث عن مجيئ المسيّا المنتظر الذي يحكم العالم:” «أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ»(ميخا2:5)، وايضا ما جاء من نبؤات العهد القديم الأخرى عن المسيّا المنتظر ان يأتي من نسل داود:” أَرَاهُ وَلكِنْ لَيْسَ الآنَ. أُبْصِرُهُ وَلكِنْ لَيْسَ قَرِيبًا. يَبْرُزُ كَوْكَبٌ مِنْ يَعْقُوبَ، وَيَقُومُ قَضِيبٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ”(عدد 17:24)، “وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ”(اشعيا1:11). وكما جاء ان يوسف كان من بيت داود “لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ”(لوقا4:2)، وكما جاء في رسالة القديس بولس لأهل رومية ان المسيح جاء من نسل داود:” عَنِ ابْنِهِ. الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ”(رومية3:1)، والذي يعني ايضا ان مريم هي ايضا من بيت داود وهذا ما اعلنه الملاك لمريم عن ابنها:” هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَيَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ»“(لوقا32:1-33).

هنا نجد انه من الرغم من انجيل لوقا قد ألقى الضوء على ان مريم ولدت طفلها المسيح اثناء وجودها في بيت لحم من اجل الإكتتاب وكيف ان احتلال الرومان للشعب اليهودي اجبرهم على ذلك الترحال للإكتتاب، فالأنجيل أيضا يرينا مهما يكن من الضيقات التي تعرضت لها مريم ويوسف في ترحالهم لبيت لحم ولكن كانت فرحة ميلاد المخلص كما جاء في النبؤات كافية لتعزيتهما.

اين في بيت لحم ولدت مريم ابنها يسوع؟ هل في مغارة؟ هل في منزل؟ هناك عدة تقاليد تناقلتها الأجيال عبر العصور وانجيل لوقا لم يقدم لنا كثير من المعلومات للإجابة على تلك التساؤلات، فقط مفتاحان هامان قد أعطيت لنا وهما “مغارة” و” الخان”. في تقرير لوقا ان مريم ولدت يسوع فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ”(لوقا7:2). ان ذكر “مزود” (مكان او وعاء للتغذية) يشير ان الطفل يسوع كان في موضع فيه سكنى للحيوانات، وبينما طبيعة “الخان” يكون من الصعب اخلاؤه. ان كلمة katalyma اليونانية التي استخدمها لوقا تترجم عادة ب “inn” والتي في الواقع لها معنى واسع يشير الي أي نوع من مكان للإقامة والكلمة يمكن ان تعود الى خان بدائي (مثال ما جاء “وَحَدَثَ فِي الطَّرِيقِ فِي الْمَنْزِلِ أَنَّ الرَّبَّ الْتَقَاهُ وَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَهُ”(خروج24:4 ) او حجرة للضيف في المنزل “قُولاَ لِرَبِّ الْبَيْتِ: يَقُولُ لَكَ الْمُعَلِّمُ: أَيْنَ الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟ فَذَاكَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً. هُنَاكَ أَعِدَّا»(لوقا11:22-12)، أو ببساطة مكان للإقامة. احتمال اول ان كلمة katalyma ترجع الي فندق للمسافرين والذي كان موجود بالقرب من بيت لحم ” فَسَارُوا وَأَقَامُوا فِي جَيْرُوتَ كِمْهَامَ الَّتِي بِجَانِبِ بَيْتِ لَحْمٍ، لِيَسِيرُوا وَيَدْخُلُوا مِصْرَ”(ارميا17:41). مثل ذلك الخان سيكون بالتأكيد مختلف عى الموتيلات الحديثة والخان الفلسطيني في ذلك العهد هو مأوى عام او مكان حيث مجموعات كبيرة من المسافرين يتم إقامتهم تحت سقف واحد وفي حجرة واسعة. الضيوف عامة ينامون في الدور العلوي بينما حيوانتهم تظل في الدور السفلي للمبنى او في المغارة القريبة من المبنى. في مثل ذلك السيناريو قد يكون مريم ويوسف لم يجدا غرفة في خان المسافرين ولهذا ذهبا الي أقرب مكان في المغارة حيث مبيت الحيوانات حتى يمكن لمريم ان تلد ابنها. احتمال ثاني ان كلمة katalyma تعود الي جزء مسكون من منزل وحيث ان يوسف مسافر الي مدينة عائلته وعشيرته فيمكن توقع انه لن يبقى في خان المسافرين ولكن مع أقرباء له في بيت لحم. منازل الفلاحين الفلسطينيون غالبا يكون مسكون بأناس وحيوانات تحت سقف واحد، فالأسرة ستقطن على مسطح عالي بعض الشيئ بينما الحيوانات تظل في الطابق السفلي حيث توجد مكان لإيواءهم وتغذيتهم. في مثل هذا السيناريو لم يوجد غرفة في ذلك المكان المزدحم بأهله – katalyna -ولهذا فمريم ولدت ابنها في المكان حيث يحتفظ فيه بحيوانات وولدت ابنها في المزود.

ثالث إحتمال يمكن ان يكون معتمدا على تقليد قديم ان يسوع ولد في كهف في الحدود الخارجية لبيت لحم وفي بدء القرن الثاني الميلادي هناك دلائل تشير ان المسيحيون كانوا يميلون لهذا ويقول التقليد الكنسي على لسان القديس الشهيد يوستين(150م)، إن القديس يوسف ومعه العذراء مريم عندما بلغا بيت لحم لم يكن لهما فيها أحد، إذ كانا قد استوطنا الناصرة منذ زمن بعيد. فإتجها الى الخان (الـمنزل أو النزُل) وهو مكان يشبه اللوكاندة تستقبل الـمسافرين، فلما لم يجدا فى الـمنزل مكاناً إلتجأ الى المغارة الـملحقة والتى كانت مخصصة للدواب وباتا فيهـا وهناك ولدت إبنها البِكر وقـمّطته وأضجعته فى الـمزود. ولقد شيّدت الملكة هيلانـة كنيسة فوق هذا الـمكان الـمقدس سنة 330م، وبعدها قام الإمبراطور جوستينان الأول(483-563م) وبنى كاتدرائية كبرى على هذا الـمكان، ويقال ان الكنيسة الحاليـة فى بيت لحم هى بقاياها أعيد ترميمها.

مهما كان الحالة فمن المؤكد ان مريم ولدت مسيّا إسرائيل في مكان لا يليق بملك وكما قال القديس يوحنا بولس الثاني:” ان مريم اختبرت ميلاد طفلها في ظروف شديدة الفقر ولم تستطع ان تعطي ابن الله حتى كأي أم تقدم لإبنها المولود حديثا مكانا مريحا ولكن بدلا من ذلك كان عليها ان تلد في مغارة وتضع مولودها في مزود ومهد اعد على عجل متباين ومتعارض مع ابن الله المعظم”.

هذا بالإضافة الى انه على الرغم من انه يمكن لشخص ان يتوقع ان ميلاد ملك إسرائيل الذي انتظرته الأجيال طويلا والذي كان على الشعب ان يهتف بفرح لولادته سيتم ولكن فها هو المسيح المولود يهرب بطريقة خاصة من كل اليهود وكل اليهودية ليولد في مكان غير مألوف. لا يوجد أي قادة دينيين في الديانة اليهودية جاء ليرحب بمسيحهم المنتظر ولا كهنة ولا فريسيون ولا صدوقيون ولا كتبة ولا أي اثرياء او وجهاء او ذات مناصب او سلطة في اليهودية جاءوا للترحيب، فقط بعض الرعاة المجهولين من اسفل قاع المجتمع اليهودي جاءوا ليشهدوا قدوم ربهم وملكهم.

كان لمريم الكثير الذي تفكر فيه ما بين السفر الي بيت لحم حيث كانت حبلى وان تضع مولودها وسط الحيوانات وتضعه في مزود، وفوق كل هذا ان يهرب ميلاد مسيّا إسرائيل من ملاحظة كل قادة إسرائيل، بالتأكيد ان تلك الطريقة لا يجب ان يعامل بها الملك!.

ان الأنجيل لم يعطينا الكثير عما يمكن ان يكون قد دار في داخل مريم اثناء تلك الأحداث المتواضعة، ولكنه كشف تفصيل واحد ان مريم في وجه الفقر والمهانة والرفض لإبنها لم تظهر أي شكوى او تذمرولم تقل بتاتا :” انتبهوا انا أم المسيّا فيا كل بيت لحم يجب ان تعاملوا عائلتي بأحسن من هذا”. ولكن بدلا من ذلك احتفظت مريم بكل تلك الضيقات الي داخل نفسها وبصلوات دائمة احتفظت بكل تلك الأشياء متأملة فيهم في قلبها”وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا”(لوقا19:2).

ترى ما الذي يعنيه ذلك التعبير؟ فلقد تم وصف مريم انها تحفظ وتفكر “وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا” – في تلك الأحداث الغريبة المحيطة بميلاد ابنها- في قلبها. هذا التعبير تحفظ كل تلك الأشياء متأملة فيهم في قلبها يشير الى اكثر من تذكر شيئ او إعادة تذكره. “تتأمل symballein يمكن ان ترجمتها حرفيا “يلقي جنبا الى جنب”، وهي تشابه شخص يتأمل مقارنا أفكارا بأفكار ومن ثم يجمع أفكاره معا في صلب الموضوع ككل.

في العهد القديم فعل الكلمة اليوناني تعني يحفظ synterein وتصف شخص يعكس تأمله في معنى الأحدات وخاصة في الرؤى السماوية. عندما قال يوسف لأبوه واخوته عن أحلامه الغريبة عن الشمس والقمر وال 11 نجم يسجدون امامه فذُكر ان اباه يعقوب “وَأَمَّا أَبُوهُ فَحَفِظَ الأَمْرَ” (تكوين9:37-11). وبنفس المعنى عندما فسّر دانيال النبي للملك نبوخذنصر حلمه “احتفظ” الملك تفسير داميال في قلبه، ودانيال نفسه حصل على رؤية في الليل و”احتفظ” بمعنى تلك الرؤية التي كشفت له في حلم ” وَحَفِظْتُ الأَمْرَ فِي قَلْبِي “(دانيال28:7)، وفي كل تلك الحالات فالتعبير الذي يصف شخص ما يريد ان يفسر المعنى للرؤية او الحِلم بطريقة صحيحة هو ان يحفظه متفكرا فيه.

في حكمة التقليد للعهد القديم اخذ التعبير عمق اعمق بكثير فهو يصف شخص لا يبحث فقط عن تفسير للرسالة بطريقة صحيحة ولكن أيضا ان يلاحظها وان يحياها ونحن نرى ذلك مثلا في مزمور 11:119″خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. لاحظ هنا كيف ان صاحب المزامير يبحث ليس فقط في تأمل فكري شامل لكلمة الله ولكن فهم في قلبه يجعله يحيا طبقا للشريعة، وكذلك مثل ما جاء في سفر الأمثال: 1:3 فالأب يقول لأبنه:” يَا ابْنِي، لاَ تَنْسَ شَرِيعَتِي، بَلْ لِيَحْفَظْ قَلْبُكَ وَصَايَايَ. مرة أخرى التشديد هنا على ان الإبن لا يشمل وصايا ابيه ولكن يفهمها حتى يمكنه ان يحيا حسب نصائح والده الحكيمة. في كتاب يشوع ابن سيراخ يعطى نفس النقطة مع الاهتمام بامثال ونبؤات الله التي أعطاها الله من فوق:” فَإِنَّهُ يَبْحَثُ عَنْ حِكْمَةِ جَمِيعِ الْمُتَقَدِّمِينَ، وَيَتَفَرَّغُ لِلنُّبُوءَاتِ. يَحْفَظُ أَحَادِيثَ الرِّجَالِ الْمَشْهُورِينَ، وَيَدْخُلُ فِي أَفَانِينَ الأَمْثَالِ. يَبْحَثُ عَنْ خَفَايَا الأَقْوَالِ السَّائِرَةِ، وَيَتَبَحَّرُ فِي أَلْغَازِ الأَحَاجِيِّ. (سيراخ 1:39-3).

لهذا، فإن بيان لوقا في نهاية قصة الميلاد من ان مريم “”فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا” يصفها كإمرأة تبحث لأن تفهم المعنى العميق لكل الأحداث المحيطة بميلاد إبنها.

ان مريم تريد ان تفهم ما الذي يحاول الله ان يكشف من خلال تلك المتاعب والضيقات، فهى ليس عندها الإجابات لكل ما يحدث؟، فلماذا يولد ابنها تحت ظروف مضغوطة من إحصاء روماني؟ ولماذا لم توجد حتى غرفة له في الخان عندما جاءت ساعته ليولد؟ ولماذا يدخل هذا العالم بمثل هذا التواضع والفقر؟ تبحث مريم لتفهم خطة الله لكي يمكنها ان تحيا طبقا لما يريده الله وما الذي يحاول ان يعلمها إياها من خلال تلك الضيقات.

ان انجيل لوقا في الحقيقة يستعمل كلمتان هما مفتاح لتسحيل الإرتباط ما بين ميلاد المسيح في بيت لحم وموته على الجلجثة وكيف ان الظروف لواحدة هي ظل لظروف للأخرى. يسوع عند ميلاده “قَمَّطَتْهُ” في ملابس ممزقة “وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ”(لوقا7:2)، وعند موته أنزلوا جسده من على الصليب ولفّوه بلفائف من الكتان “وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْر”(لوقا53:23).

واظهر لوقا كيف ان المسيح رُفض مع مريم أمه منذ البداية عندما ذكر “إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ”(لوقا7:2)، فكلمة “لهما” يمكن ان تفهم وتعود الى يوسف ومريم وعدم وجود موضع لهما لتلد الطفل ولكن كل التركيز كان على مريم والطفل يسوع :” فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ”(لوقا7:2). وهنا بذكر احد المفسرين ان مريم هي موضوع تلك الآيات والطفل هو المستقبِل لكل الأفعال في تلك الآية، فمريم هي التي ولدت ابنها البِكر ومريم هي التي قمطته ولفته ومريم هي التي وضعته في مزود. هنا ثلاث أفعال نشطة تصف تلك الحوادث وكل منها مريم هي الموضوع والطفل هو الهدف وأيضا هنا مريم تعمل منفردة على الرغم من وجود يوسف والذي لم يظهر في تلك الحوادث.

لذلك عندما يقول لوقا في نهاية تلك الآية “لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ” فهذا يرجع خاصة لمريم والطفل. اذا ما كانت هذه هي الحالة فربما لوقا على الفور يظهر كيف ان مريم في الميلاد تشارك معاناة ابنها – موضوع يصبح واضح مع كلمات سمعان الشيخ عند تقدمة الطفل في الهيكل عن سيف يجوز في نفسها “يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ(لوقا35:7). وهذا ما فسّره البابا يوحنا بولس الثاني:” لم يكن لهم موضع في المنزل (لوقا7:2)، فهذه المقولة تذكرنا بما جاء في انجيل يوحنا إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ”(يوحنا11:1) والمتوقع كما ان هناك العديد من مواقف الرفض ليسوع طوال حياته الأرضية. ان لفظ “لهما” يربط الإبن مع الأم معا في ذلك الرفض ويظهر كيف ان مريم اشتركت مع ابنها في المعاناة والألم.

فورا عقب مهمتها في الولادة والأمومة حصلت مريم على بعض مذاق الرفض والمعاناة التي ستقابل ابنها فرسالة الميلاد هي ظل لرسالة الصليب وهذه الرسالة هي التي ظلت مريم تحفظها متفكرة بها في قلبها طوال حياتها وحياة ابنها.

انه أيضا يستحق ان نلاحظ رد فعل مريم بالمقارنة بهؤلاء الناس الذين سمعوا تقرير الرعاة عن رؤيا الملائكة، فلقد تعجبوا ولكنهم لم يأخذوا الوقت ليتأملوا في أهمية ما قد حدث. ان انجيل لوقا وضح الفرق ما بين رد فعلهم واستجابة مريم:” وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ. وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا”(لوقا18:2-19).

مريم عكست ما يحدث بداخلها متأملة فيما معنى الحدث في حياتها لكي تكشف مالذي يعلمه إياها الرب فهي “كَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا”. هذا التعبير استخدم في الكتاب المقدس كما قلنا ليصف شخص قد استقبل رؤيا فوق فهمه وينتظر الله لكي يريه معنى ذلك في وقت مناسب. يمكن ان يكون هناك لغز عن رؤيا ظاهرة وواضحة ولكن هو او هي لا يستطيع فهمها بدقة وفي مثل ذلك الوضع يمكن للشخص ببساطة ان يستعجب ثم يمضي في طريقه مثل “ وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ”(لوقا18:2)، او يمكنه ان يضعها ككنز في قلبه.اللغز يمكن ان يؤخذ الي أعماق الإنسان ويحفظ ويتأمل فيه في قلبه، فالإنسان المؤمن ببساطة ينتظر وقت الله وخطته ليكشف له تمام ومعنى ذلك اللغز او الرؤية او الحلم. هذه هي الحالة عند مريم فبصبر تنتظر اكثر لتتفهم وتعي الأحداث التي تمر في حياتها، ولكن ليس عليها ان تنتظر طويلا فبعد أربعون يوما من ميلاد يسوع ستستقبل اعلان آخر مربك من سمعان الشيخ والذي سيلقي ضوء اكثر على معاناة ابنها والرفض الذي سيلقاه.

رعــاة بــيــت لــحــــم

جـاء فى انجيل القديس لوقا:” وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ، وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا. فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: َنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ». وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».وَلَمَّا مَضَتْ عَنْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ الرجال الرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ». فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ، وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي الْمِذْوَدِ. فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هذَا الصَّبِيِّ. وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا.ثُمَّ رَجَعَ الرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ كَمَا قِيلَ لَهُمْ. (8:2-20) ذكراً لحادثة صاحبت ميلاد الرب يسوع عن رعاة ظهر لهم ملاك الرب وأعلن لهم بشرى ميلاد المخلص المسيح الرب، وأُعطيت لهم علامة عن طفلاً مضجعاً فى مزود، وصاحب هذا الإعلان العجيب ظهور جمهور من الجند السماوي يسبحون الله.. ومضى الرعاة الى بيت لحم قائلين “تعالوا نذهب لنرى هذا الحدث الذى أخبرنا به الرب”، ووجدوا العلامة-مريم ويوسف والطفل مضجعا فى المزود-“فلمّا رأوه أخبروا بما حدثهم الملاك عنه”، فكل من سمع “كان يتـعجب من كلامهم”، وبعدها “رجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما رأوا كما أخبرهم الـملاك”.

والرعـــــاة هـم جماعة من اليهود كانوا على مقربة من بيت لحم، ظهر لهم ملاك، فخافوا خوفاً شديداً , وأعلن لهم البشرى وأعطاهم العلامـة. علامة للإيمان كما هى عادة الله مع بني إسرائيل لأنه يعرف قساوة قلوبهم, فتشاوروا وذهبوا مسرعين ووجدوا العلامة فآمنوا.. وأخبروا بما سمعوا.وعادوا يـمّجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوا ورأوا.

ختان وتسمية الطفل يسوع

طبقا للتقليد اليهودي يتم ختان الطفل بعد ثمانية ايام من ولادته ويتم تسميته وكما جاء في انجيل القديس لوقا:” وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ، كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.“(لوقا21:2). في العهد القديم كان الختان فريضة كعلامة عهد ما بين الله والانسان كما جاء في ايام ابراهيم:” هذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ، فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ، فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ، وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. يُخْتَنُ خِتَانًا وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ، فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا. وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي”(تكوين10:17-14).هذا الحق كان مهما جدا حتى ولو اليوم الثامن قد وقع يوم السبت والذي هو مخصص للرب. وهذا الحق كان ليس مخصوص اجراؤه بواسطة الكهنة لكن يمكن ان يقوم به اي شخص ولكن كان الشرط الوحيد هو وجود 10 اشخاص ليكونوا شهودا بأن هذا الطفل هو من أبناء ابراهيم ويكون مصحوبا بتلاوة صلاة معينة. عملية الختان هذه من المحتمل انها قد تمت في منزل في بيت لحم حيث أمكن ليوسف مريم ن يجدا مكانا وليس في مغارة، فانه لا يمكن تصور ان مريم والتى بعد ولادتها للطفل تعتبر طبقا للشريعة غير طاهرة لمدة 40 يوما كانت تقضيها في مغارة.

إذ تنازل المسيح بتجسده، اتضع أيضًا في خضوعه للناموس رغم عدم حاجته له، كما جاء:” وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ.” (غلاطية4:4-5)، ولكنه أتم كل بر عنا، فاختتن في اليوم الثامن كما أوصى الله إبراهيم كعلامة له ولكل نسله في أجسادهم، تعلن تبعيتهم لله وتميزهم عن غير المؤمنين. وقد جرى العرف اليهودي على تسمية الطفل في هذا اليوم، فسُمِىَ يسوع أي مخلص، كما أعلن الملاك جبرائيل في بشراه للعذراء مريم.

 
قديم اليوم, 05:31 PM   رقم المشاركة : ( 160103 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,414

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الميلاد العجيب

وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ. وَهذَا الاكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ. فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ. فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ، لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى. وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ. وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ، وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا. فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ». وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ». وَلَمَّا مَضَتْ عَنْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ الرجال الرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ». فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ، وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي الْمِذْوَدِ. فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هذَا الصَّبِيِّ. وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ. وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا. ثُمَّ رَجَعَ الرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ كَمَا قِيلَ لَهُمْ (لوقا1:2-20).

يبلغنا القديس لوقا البشير في انجيله ان وقت مريم لتلد جاء مع توقيت الاكتتاب الذى قيل انه للمسكونة “ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ ” (لوقا1:2). في العهد القديم كما اليوم كان الاكتتاب معروف واداة مفيدة لأجل فرض الضرائب وتخصيص الخدمات العامة. كانت هناك مع ذلك لا توجد وسائل ميكانيكية للسجلات وتجميعها ونقلها او استرجاعها وبهذا فالطريقة يمكن ان تمتد لعدة سنوات.

كان للإكتتاب نظامان:

– نظام رومانـي وهو يجيز لكل فرد أن يكتب أو يسجل اسمه فى محل إقامتـه، أو فـى مكان ما يمتلك من أملاك حتى يسهل تحديد مخصصات كل فرد تجاه الحكّام.

– نظام يهودي وهو يجبـر كل فرد أن يرجع الى مكان ولادتـه حتى لا تختلط الأسباط بعضهـا بالبعض.

ولقد أصدر الإمبراطور الروماني الأمر بالإكتتاب ليكون عاماً ويشمل كل الأراضي التى تحت سلطان الإمبراطوريـة وذلك من أجل ترتيب إدارتهـا وتقنين الضرائب. وبهذا تضافرت القوة الرومانيـة واليهوديـة على تتميم الـمقاصد الإلهيـة، فلقد صدر الأمر من السلطة الرومانية وتم الإكتتاب على الطريقة اليهوديـة، وبهذا انتقل يوسف ومريم إلـى بيت لحم “لكونـه من بيت داود وعشيرتـه”(لوقا4:2). ولقد حدد الإنجيل انه الإكتتاب الأول ليميزه عن اي اكتتاب آخر غير رسمي صدر أو أي إكتتاب آخر جاء بعد ذلك كما جاء فى سفر أعمال الرسل (أع37:5). ولقدد حدد النص أيضاً انـه كان فى زمان كيرينيوس والي سوريـة وهو قد تعيّن قنصلاً رومانياً سنة 12ق.م.، وتعيّن والياً على سوريـة مرتين:الأولى من سنة6-4ق.م. والثانيةمن 6-9بعد الـميلاد ومات سنة 21 بعد الـميلاد.

لاحظ كيف ان انجيل لوقا قد رسم اهتمام اكثر لذلك الإحصاء اكثر من سرد تفاصيل ميلاد يسوع (لوقا1:2-5). لقد كرر لوقا كلمة “يكتتب” اربع مرات في هذا النص ووصف ذلك الإكتتاب مطول عن وصف ميلاد المسيح والذي يقول لنا فقط ان مريم ولدت ابنه البكر ولفته وقمطته ووضعته في المزود(لوقا7:2).

ان الإكتتاب او التسجيل كان إحصاء ينفذ من وقت لأخر في الأمبراطورية الرومانية والذي يتضمن تسجيل الناس والأملاك من اجل تحصيل الضرائب وأيضا للأغراض العسكرية. حيث ان اليهود سوف لا يتجندوا في الجيش الروماني فكان التركيز لذلك الإعلان هو لنشر القوات حسب تعداد السكان في كل منطقة، ولقد استخدم الرومان نظام ضرائبي ثقيل كوسيلة لتسخير الشعوب التي يهزموها وكمصدر ايراد لتعضيد الإمبراطورية. واكثر من ذلك فالضريبة هي علامة ولاء لروما واليهود في فلسطين في زمن مريم كانوا سيعاقبون اذا ما تأخروا في دفع ما عليهم لروما. لذلك ذكر لوقا ذلك الإكتتاب والذي سيكون ذكرى مؤلمة تذكرهم بحكم الرومان على الشعب اليهودي. ان ذلك الإعلان يتطلب من يوسف ان يسجل في مدينة أجداده والتي هي بيت لحم في اليهودية وهي مدينة صغيرة على بعد حوالي 7 ميل جنوب اورشليم. بفرض ان اليهود اخذوا طريقا آخر بعيدا عن المرور في مقاطعة السامرة بسبب العداء بينهم وبين السامريين فرحلة 90 ميل من الناصرة الى بيت لحم يمكن ان تأخذ حوالي 4 أيام وهي ليست رحلة مرفهة للكثيرين لصعوبتها وخاصة بالتأكيد لأم حبلى.

في نفس الوقت يرينا لوقا كيف ان هناك قوى اكبر والتي في الحقيقة تتحكم في شؤون البشر وهكذا كان اعلان القيصر هو بمثابة الطريق الذي استعمله الله لكي يولد المسيّا في المدينة المناسبة وهي بيت لحم تنفيذا لما جاء في نبؤات العهد القديم.

بيت لحم كانت مدينة صغيرة ولكنها مرتبطة بتوقعات كثيرة، فبينها انجيل لوقا في البداية على انها “مدينة داود” لسبب مهم على الرغم من ان مدينة أورشليم هي عادة تحمل ذلك اللقب في العهد القديم ] (2صموئيل7:5و9و6:10و12و16 – وملوك الثاني 28:9و 22:12)[، فبيت لحم هـى البلدة التى وُلد فيهـا داود النبي من قبل (1ملوك15:17)، والـمكان الذى مُسح فيـه داود ملكاً (1ملوك13:16)، والتى شرب من بئرهـا فى حربـه مع الفلسطينيين.

بيت لحم أي بيت الخبـز، وليس غريبـا ان بيت لحم هذه تعطى العالـم كلـه “خبز الحيـاة”(يوحنا48:6) يسوع الـمسيح. “ألـم يقل الكتاب انـه من نسل داود ومن بيت لحم القريـة التى كان داود فيهـا يأتـى الـمسيح” (يوحنا42:7). بيت لحم كان في القديم اسمها “افراتة” والتى تعني “خصبة” او “غنية الثمار” وهي من أقدم مدن اليهودية.

راعوث جدة العذراء قد تغرّبت من قبل فى بيت لحم (راعوث19:1)، وها هى العذراء غريبـة فـى القريـة. وهـى التى فيهـا قبـر راحيـل زوجـة يعقوب (تكوين19:35)، وهـى التى كان فيهـا بيت يسّى (لوقا4:2)، وفيهـا بئر داود(2ملوك14:23)، وبنى رحبعام ابن سليمان فيهـا حصنـاً(2 أيام4:11).

أكثر من هذا فبيت لحم مرتبطة بنبؤة ميخا النبي والتي تتحدث عن مجيئ المسيّا المنتظر الذي يحكم العالم:” «أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ»(ميخا2:5)، وايضا ما جاء من نبؤات العهد القديم الأخرى عن المسيّا المنتظر ان يأتي من نسل داود:” أَرَاهُ وَلكِنْ لَيْسَ الآنَ. أُبْصِرُهُ وَلكِنْ لَيْسَ قَرِيبًا. يَبْرُزُ كَوْكَبٌ مِنْ يَعْقُوبَ، وَيَقُومُ قَضِيبٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ”(عدد 17:24)، “وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ”(اشعيا1:11). وكما جاء ان يوسف كان من بيت داود “لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ”(لوقا4:2)، وكما جاء في رسالة القديس بولس لأهل رومية ان المسيح جاء من نسل داود:” عَنِ ابْنِهِ. الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ”(رومية3:1)، والذي يعني ايضا ان مريم هي ايضا من بيت داود وهذا ما اعلنه الملاك لمريم عن ابنها:” هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَيَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ»“(لوقا32:1-33).

هنا نجد انه من الرغم من انجيل لوقا قد ألقى الضوء على ان مريم ولدت طفلها المسيح اثناء وجودها في بيت لحم من اجل الإكتتاب وكيف ان احتلال الرومان للشعب اليهودي اجبرهم على ذلك الترحال للإكتتاب، فالأنجيل أيضا يرينا مهما يكن من الضيقات التي تعرضت لها مريم ويوسف في ترحالهم لبيت لحم ولكن كانت فرحة ميلاد المخلص كما جاء في النبؤات كافية لتعزيتهما.



 
قديم اليوم, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 160104 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,414

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




اين في بيت لحم ولدت مريم ابنها يسوع؟
هل في مغارة؟

هل في منزل؟
هناك عدة تقاليد تناقلتها الأجيال عبر العصور وانجيل لوقا لم يقدم لنا كثير من المعلومات للإجابة على تلك التساؤلات، فقط مفتاحان هامان قد أعطيت لنا وهما “مغارة” و” الخان”. في تقرير لوقا ان مريم ولدت يسوع فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ”(لوقا7:2). ان ذكر “مزود” (مكان او وعاء للتغذية) يشير ان الطفل يسوع كان في موضع فيه سكنى للحيوانات، وبينما طبيعة “الخان” يكون من الصعب اخلاؤه. ان كلمة katalyma اليونانية التي استخدمها لوقا تترجم عادة ب “inn” والتي في الواقع لها معنى واسع يشير الي أي نوع من مكان للإقامة والكلمة يمكن ان تعود الى خان بدائي (مثال ما جاء “وَحَدَثَ فِي الطَّرِيقِ فِي الْمَنْزِلِ أَنَّ الرَّبَّ الْتَقَاهُ وَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَهُ”(خروج24:4 ) او حجرة للضيف في المنزل “قُولاَ لِرَبِّ الْبَيْتِ: يَقُولُ لَكَ الْمُعَلِّمُ: أَيْنَ الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟ فَذَاكَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً. هُنَاكَ أَعِدَّا»(لوقا11:22-12)، أو ببساطة مكان للإقامة. احتمال اول ان كلمة katalyma ترجع الي فندق للمسافرين والذي كان موجود بالقرب من بيت لحم ” فَسَارُوا وَأَقَامُوا فِي جَيْرُوتَ كِمْهَامَ الَّتِي بِجَانِبِ بَيْتِ لَحْمٍ، لِيَسِيرُوا وَيَدْخُلُوا مِصْرَ”(ارميا17:41). مثل ذلك الخان سيكون بالتأكيد مختلف عى الموتيلات الحديثة والخان الفلسطيني في ذلك العهد هو مأوى عام او مكان حيث مجموعات كبيرة من المسافرين يتم إقامتهم تحت سقف واحد وفي حجرة واسعة. الضيوف عامة ينامون في الدور العلوي بينما حيوانتهم تظل في الدور السفلي للمبنى او في المغارة القريبة من المبنى. في مثل ذلك السيناريو قد يكون مريم ويوسف لم يجدا غرفة في خان المسافرين ولهذا ذهبا الي أقرب مكان في المغارة حيث مبيت الحيوانات حتى يمكن لمريم ان تلد ابنها. احتمال ثاني ان كلمة katalyma تعود الي جزء مسكون من منزل وحيث ان يوسف مسافر الي مدينة عائلته وعشيرته فيمكن توقع انه لن يبقى في خان المسافرين ولكن مع أقرباء له في بيت لحم. منازل الفلاحين الفلسطينيون غالبا يكون مسكون بأناس وحيوانات تحت سقف واحد، فالأسرة ستقطن على مسطح عالي بعض الشيئ بينما الحيوانات تظل في الطابق السفلي حيث توجد مكان لإيواءهم وتغذيتهم. في مثل هذا السيناريو لم يوجد غرفة في ذلك المكان المزدحم بأهله – katalyna -ولهذا فمريم ولدت ابنها في المكان حيث يحتفظ فيه بحيوانات وولدت ابنها في المزود.

ثالث إحتمال يمكن ان يكون معتمدا على تقليد قديم ان يسوع ولد في كهف في الحدود الخارجية لبيت لحم وفي بدء القرن الثاني الميلادي هناك دلائل تشير ان المسيحيون كانوا يميلون لهذا ويقول التقليد الكنسي على لسان القديس الشهيد يوستين(150م)، إن القديس يوسف ومعه العذراء مريم عندما بلغا بيت لحم لم يكن لهما فيها أحد، إذ كانا قد استوطنا الناصرة منذ زمن بعيد. فإتجها الى الخان (الـمنزل أو النزُل) وهو مكان يشبه اللوكاندة تستقبل الـمسافرين، فلما لم يجدا فى الـمنزل مكاناً إلتجأ الى المغارة الـملحقة والتى كانت مخصصة للدواب وباتا فيهـا وهناك ولدت إبنها البِكر وقـمّطته وأضجعته فى الـمزود. ولقد شيّدت الملكة هيلانـة كنيسة فوق هذا الـمكان الـمقدس سنة 330م، وبعدها قام الإمبراطور جوستينان الأول(483-563م) وبنى كاتدرائية كبرى على هذا الـمكان، ويقال ان الكنيسة الحاليـة فى بيت لحم هى بقاياها أعيد ترميمها.

مهما كان الحالة فمن المؤكد ان مريم ولدت مسيّا إسرائيل في مكان لا يليق بملك وكما قال القديس يوحنا بولس الثاني:” ان مريم اختبرت ميلاد طفلها في ظروف شديدة الفقر ولم تستطع ان تعطي ابن الله حتى كأي أم تقدم لإبنها المولود حديثا مكانا مريحا ولكن بدلا من ذلك كان عليها ان تلد في مغارة وتضع مولودها في مزود ومهد اعد على عجل متباين ومتعارض مع ابن الله المعظم”.

هذا بالإضافة الى انه على الرغم من انه يمكن لشخص ان يتوقع ان ميلاد ملك إسرائيل الذي انتظرته الأجيال طويلا والذي كان على الشعب ان يهتف بفرح لولادته سيتم ولكن فها هو المسيح المولود يهرب بطريقة خاصة من كل اليهود وكل اليهودية ليولد في مكان غير مألوف. لا يوجد أي قادة دينيين في الديانة اليهودية جاء ليرحب بمسيحهم المنتظر ولا كهنة ولا فريسيون ولا صدوقيون ولا كتبة ولا أي اثرياء او وجهاء او ذات مناصب او سلطة في اليهودية جاءوا للترحيب، فقط بعض الرعاة المجهولين من اسفل قاع المجتمع اليهودي جاءوا ليشهدوا قدوم ربهم وملكهم.
 
قديم اليوم, 05:35 PM   رقم المشاركة : ( 160105 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,414

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




كان لمريم الكثير الذي تفكر فيه ما بين السفر الي بيت لحم حيث كانت حبلى وان تضع مولودها وسط الحيوانات وتضعه في مزود، وفوق كل هذا ان يهرب ميلاد مسيّا إسرائيل من ملاحظة كل قادة إسرائيل، بالتأكيد ان تلك الطريقة لا يجب ان يعامل بها الملك!.

ان الأنجيل لم يعطينا الكثير عما يمكن ان يكون قد دار في داخل مريم اثناء تلك الأحداث المتواضعة، ولكنه كشف تفصيل واحد ان مريم في وجه الفقر والمهانة والرفض لإبنها لم تظهر أي شكوى او تذمرولم تقل بتاتا :” انتبهوا انا أم المسيّا فيا كل بيت لحم يجب ان تعاملوا عائلتي بأحسن من هذا”. ولكن بدلا من ذلك احتفظت مريم بكل تلك الضيقات الي داخل نفسها وبصلوات دائمة احتفظت بكل تلك الأشياء متأملة فيهم في قلبها”وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا”(لوقا19:2).

ترى ما الذي يعنيه ذلك التعبير؟ فلقد تم وصف مريم انها تحفظ وتفكر “وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا” – في تلك الأحداث الغريبة المحيطة بميلاد ابنها- في قلبها. هذا التعبير تحفظ كل تلك الأشياء متأملة فيهم في قلبها يشير الى اكثر من تذكر شيئ او إعادة تذكره. “تتأمل symballein يمكن ان ترجمتها حرفيا “يلقي جنبا الى جنب”، وهي تشابه شخص يتأمل مقارنا أفكارا بأفكار ومن ثم يجمع أفكاره معا في صلب الموضوع ككل.

في العهد القديم فعل الكلمة اليوناني تعني يحفظ synterein وتصف شخص يعكس تأمله في معنى الأحدات وخاصة في الرؤى السماوية. عندما قال يوسف لأبوه واخوته عن أحلامه الغريبة عن الشمس والقمر وال 11 نجم يسجدون امامه فذُكر ان اباه يعقوب “وَأَمَّا أَبُوهُ فَحَفِظَ الأَمْرَ” (تكوين9:37-11). وبنفس المعنى عندما فسّر دانيال النبي للملك نبوخذنصر حلمه “احتفظ” الملك تفسير داميال في قلبه، ودانيال نفسه حصل على رؤية في الليل و”احتفظ” بمعنى تلك الرؤية التي كشفت له في حلم ” وَحَفِظْتُ الأَمْرَ فِي قَلْبِي “(دانيال28:7)، وفي كل تلك الحالات فالتعبير الذي يصف شخص ما يريد ان يفسر المعنى للرؤية او الحِلم بطريقة صحيحة هو ان يحفظه متفكرا فيه.

في حكمة التقليد للعهد القديم اخذ التعبير عمق اعمق بكثير فهو يصف شخص لا يبحث فقط عن تفسير للرسالة بطريقة صحيحة ولكن أيضا ان يلاحظها وان يحياها ونحن نرى ذلك مثلا في مزمور 11:119″خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. لاحظ هنا كيف ان صاحب المزامير يبحث ليس فقط في تأمل فكري شامل لكلمة الله ولكن فهم في قلبه يجعله يحيا طبقا للشريعة، وكذلك مثل ما جاء في سفر الأمثال: 1:3 فالأب يقول لأبنه:” يَا ابْنِي، لاَ تَنْسَ شَرِيعَتِي، بَلْ لِيَحْفَظْ قَلْبُكَ وَصَايَايَ. مرة أخرى التشديد هنا على ان الإبن لا يشمل وصايا ابيه ولكن يفهمها حتى يمكنه ان يحيا حسب نصائح والده الحكيمة. في كتاب يشوع ابن سيراخ يعطى نفس النقطة مع الاهتمام بامثال ونبؤات الله التي أعطاها الله من فوق:” فَإِنَّهُ يَبْحَثُ عَنْ حِكْمَةِ جَمِيعِ الْمُتَقَدِّمِينَ، وَيَتَفَرَّغُ لِلنُّبُوءَاتِ. يَحْفَظُ أَحَادِيثَ الرِّجَالِ الْمَشْهُورِينَ، وَيَدْخُلُ فِي أَفَانِينَ الأَمْثَالِ. يَبْحَثُ عَنْ خَفَايَا الأَقْوَالِ السَّائِرَةِ، وَيَتَبَحَّرُ فِي أَلْغَازِ الأَحَاجِيِّ. (سيراخ 1:39-3).

لهذا، فإن بيان لوقا في نهاية قصة الميلاد من ان مريم “”فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا” يصفها كإمرأة تبحث لأن تفهم المعنى العميق لكل الأحداث المحيطة بميلاد إبنها.
 
قديم اليوم, 05:37 PM   رقم المشاركة : ( 160106 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,414

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ان مريم تريد ان تفهم ما الذي يحاول الله ان يكشف من خلال تلك المتاعب والضيقات، فهى ليس عندها الإجابات لكل ما يحدث؟، فلماذا يولد ابنها تحت ظروف مضغوطة من إحصاء روماني؟ ولماذا لم توجد حتى غرفة له في الخان عندما جاءت ساعته ليولد؟ ولماذا يدخل هذا العالم بمثل هذا التواضع والفقر؟ تبحث مريم لتفهم خطة الله لكي يمكنها ان تحيا طبقا لما يريده الله وما الذي يحاول ان يعلمها إياها من خلال تلك الضيقات.

ان انجيل لوقا في الحقيقة يستعمل كلمتان هما مفتاح لتسحيل الإرتباط ما بين ميلاد المسيح في بيت لحم وموته على الجلجثة وكيف ان الظروف لواحدة هي ظل لظروف للأخرى. يسوع عند ميلاده “قَمَّطَتْهُ” في ملابس ممزقة “وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ”(لوقا7:2)، وعند موته أنزلوا جسده من على الصليب ولفّوه بلفائف من الكتان “وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْر”(لوقا53:23).

واظهر لوقا كيف ان المسيح رُفض مع مريم أمه منذ البداية عندما ذكر “إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ”(لوقا7:2)، فكلمة “لهما” يمكن ان تفهم وتعود الى يوسف ومريم وعدم وجود موضع لهما لتلد الطفل ولكن كل التركيز كان على مريم والطفل يسوع :” فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ”(لوقا7:2). وهنا بذكر احد المفسرين ان مريم هي موضوع تلك الآيات والطفل هو المستقبِل لكل الأفعال في تلك الآية، فمريم هي التي ولدت ابنها البِكر ومريم هي التي قمطته ولفته ومريم هي التي وضعته في مزود. هنا ثلاث أفعال نشطة تصف تلك الحوادث وكل منها مريم هي الموضوع والطفل هو الهدف وأيضا هنا مريم تعمل منفردة على الرغم من وجود يوسف والذي لم يظهر في تلك الحوادث.

لذلك عندما يقول لوقا في نهاية تلك الآية “لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ” فهذا يرجع خاصة لمريم والطفل. اذا ما كانت هذه هي الحالة فربما لوقا على الفور يظهر كيف ان مريم في الميلاد تشارك معاناة ابنها – موضوع يصبح واضح مع كلمات سمعان الشيخ عند تقدمة الطفل في الهيكل عن سيف يجوز في نفسها “يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ(لوقا35:7). وهذا ما فسّره البابا يوحنا بولس الثاني:” لم يكن لهم موضع في المنزل (لوقا7:2)، فهذه المقولة تذكرنا بما جاء في انجيل يوحنا إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ”(يوحنا11:1) والمتوقع كما ان هناك العديد من مواقف الرفض ليسوع طوال حياته الأرضية. ان لفظ “لهما” يربط الإبن مع الأم معا في ذلك الرفض ويظهر كيف ان مريم اشتركت مع ابنها في المعاناة والألم.

فورا عقب مهمتها في الولادة والأمومة حصلت مريم على بعض مذاق الرفض والمعاناة التي ستقابل ابنها فرسالة الميلاد هي ظل لرسالة الصليب وهذه الرسالة هي التي ظلت مريم تحفظها متفكرة بها في قلبها طوال حياتها وحياة ابنها.

انه أيضا يستحق ان نلاحظ رد فعل مريم بالمقارنة بهؤلاء الناس الذين سمعوا تقرير الرعاة عن رؤيا الملائكة، فلقد تعجبوا ولكنهم لم يأخذوا الوقت ليتأملوا في أهمية ما قد حدث. ان انجيل لوقا وضح الفرق ما بين رد فعلهم واستجابة مريم:” وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ. وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا”(لوقا18:2-19).

مريم عكست ما يحدث بداخلها متأملة فيما معنى الحدث في حياتها لكي تكشف مالذي يعلمه إياها الرب فهي “كَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا”. هذا التعبير استخدم في الكتاب المقدس كما قلنا ليصف شخص قد استقبل رؤيا فوق فهمه وينتظر الله لكي يريه معنى ذلك في وقت مناسب. يمكن ان يكون هناك لغز عن رؤيا ظاهرة وواضحة ولكن هو او هي لا يستطيع فهمها بدقة وفي مثل ذلك الوضع يمكن للشخص ببساطة ان يستعجب ثم يمضي في طريقه مثل “ وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ”(لوقا18:2)، او يمكنه ان يضعها ككنز في قلبه.اللغز يمكن ان يؤخذ الي أعماق الإنسان ويحفظ ويتأمل فيه في قلبه، فالإنسان المؤمن ببساطة ينتظر وقت الله وخطته ليكشف له تمام ومعنى ذلك اللغز او الرؤية او الحلم. هذه هي الحالة عند مريم فبصبر تنتظر اكثر لتتفهم وتعي الأحداث التي تمر في حياتها، ولكن ليس عليها ان تنتظر طويلا فبعد أربعون يوما من ميلاد يسوع ستستقبل اعلان آخر مربك من سمعان الشيخ والذي سيلقي ضوء اكثر على معاناة ابنها والرفض الذي سيلقاه.
 
قديم اليوم, 05:39 PM   رقم المشاركة : ( 160107 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,414

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




رعــاة بــيــت لــحــــم

جـاء فى انجيل القديس لوقا:” وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ، وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا. فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: َنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ». وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».وَلَمَّا مَضَتْ عَنْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ الرجال الرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ». فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ، وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي الْمِذْوَدِ. فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هذَا الصَّبِيِّ. وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا.ثُمَّ رَجَعَ الرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ كَمَا قِيلَ لَهُمْ. (8:2-20) ذكراً لحادثة صاحبت ميلاد الرب يسوع عن رعاة ظهر لهم ملاك الرب وأعلن لهم بشرى ميلاد المخلص المسيح الرب، وأُعطيت لهم علامة عن طفلاً مضجعاً فى مزود، وصاحب هذا الإعلان العجيب ظهور جمهور من الجند السماوي يسبحون الله.. ومضى الرعاة الى بيت لحم قائلين “تعالوا نذهب لنرى هذا الحدث الذى أخبرنا به الرب”، ووجدوا العلامة-مريم ويوسف والطفل مضجعا فى المزود-“فلمّا رأوه أخبروا بما حدثهم الملاك عنه”، فكل من سمع “كان يتـعجب من كلامهم”، وبعدها “رجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما رأوا كما أخبرهم الـملاك”.

والرعـــــاة هـم جماعة من اليهود كانوا على مقربة من بيت لحم، ظهر لهم ملاك، فخافوا خوفاً شديداً , وأعلن لهم البشرى وأعطاهم العلامـة. علامة للإيمان كما هى عادة الله مع بني إسرائيل لأنه يعرف قساوة قلوبهم, فتشاوروا وذهبوا مسرعين ووجدوا العلامة فآمنوا.. وأخبروا بما سمعوا.وعادوا يـمّجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوا ورأوا.
 
قديم اليوم, 05:40 PM   رقم المشاركة : ( 160108 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,414

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ختان وتسمية الطفل يسوع

طبقا للتقليد اليهودي يتم ختان الطفل بعد ثمانية ايام من ولادته ويتم تسميته وكما جاء في انجيل القديس لوقا:” وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ، كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.“(لوقا21:2). في العهد القديم كان الختان فريضة كعلامة عهد ما بين الله والانسان كما جاء في ايام ابراهيم:” هذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ، فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ، فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ، وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. يُخْتَنُ خِتَانًا وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ، فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا. وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي”(تكوين10:17-14).هذا الحق كان مهما جدا حتى ولو اليوم الثامن قد وقع يوم السبت والذي هو مخصص للرب. وهذا الحق كان ليس مخصوص اجراؤه بواسطة الكهنة لكن يمكن ان يقوم به اي شخص ولكن كان الشرط الوحيد هو وجود 10 اشخاص ليكونوا شهودا بأن هذا الطفل هو من أبناء ابراهيم ويكون مصحوبا بتلاوة صلاة معينة. عملية الختان هذه من المحتمل انها قد تمت في منزل في بيت لحم حيث أمكن ليوسف مريم ن يجدا مكانا وليس في مغارة، فانه لا يمكن تصور ان مريم والتى بعد ولادتها للطفل تعتبر طبقا للشريعة غير طاهرة لمدة 40 يوما كانت تقضيها في مغارة.

إذ تنازل المسيح بتجسده، اتضع أيضًا في خضوعه للناموس رغم عدم حاجته له، كما جاء:” وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ.” (غلاطية4:4-5)، ولكنه أتم كل بر عنا، فاختتن في اليوم الثامن كما أوصى الله إبراهيم كعلامة له ولكل نسله في أجسادهم، تعلن تبعيتهم لله وتميزهم عن غير المؤمنين. وقد جرى العرف اليهودي على تسمية الطفل في هذا اليوم، فسُمِىَ يسوع أي مخلص، كما أعلن الملاك جبرائيل في بشراه للعذراء مريم.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 10:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024