منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07 - 07 - 2014, 04:11 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,669

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

برتراند راسل (1872-1970م.)

س36: ما الذي دفع راسل لفقدان إيمانه، وانتقاده للسيد المسيح، ودعوته للإلحاد؟

ج: وُلِد " برتراند راسل " سنة 1872م من عائلة أرستقراطية في إنجلترا، ومنذ عام 1896م كان يصدر كتابًا كل عام وأحيانًا كتابين، بالإضافة إلى مقالاته العديدة بالمجلات، وظل نشيطًا مُنتجًا حتى وفاته سنة 1970م، ولقيت مؤلفاته إقبالًا منقطع النظير، وقد تُرجمت بعض كتبه إلى الألمانية، فحتى عام 1953م كان قد تُرجم له سبعة عشر كتابًا للغة الألمانية، ففي عام 1910م أصدر كتابه "مبادئ الرياضة" وهو يعمل أستاذًا بجامعة كامبريدج ثم أتبع بثلاثة أجزاء أخرى، وقالوا عنه أنه كان فيلسوفًا وضع كُتب عديدة عن دور العقل في الفلسفة مثل "مُجمل الفلسفة" و"تحليل العقل" و"المدخل إلى الفلسفة الرياضية" و"المنطق والمعرفة" و"المعرفة الإنسانية" و"مشاكل الفلسفة" و"تاريخ الفلسفة الغربية".

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
وكان " برتراند راسل " مُفكرًا اجتماعيًا ومُصلحًا سياسيًا، فكان " راسل " عضوًا في مجلس اللوردات، فهو سليل اللوردات النبلاء، وفي الحرب العالمية الأولى دافع عن شاب مسيحي مُجند رفض أن يحمل السلاح لأن عقيدته المسيحية تدعو للسلام، ونشر دفاعه هذا فقامت المحكمة بتغريمه مائة جنيهًا، وبعد ستة أشهر عندما استخدمت الدولة قوات الجيش بدلًا من قوات الشرطة لقمع إضراب العمال أحتج على هذا فحوكم وحُكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر، وفي الحرب العالمية الأولى أيضًا نادى بالسلم، لأن الحرب لن تحل مشاكل ألمانيا مع الدول الأخرى، فجُرد من لقبه كلورد، وعُزل من وظيفته كأستاذ بجامعة كامبردج.
وفي الحرب العالمية الثانية قاد "راسل" المظاهرات وأخذ يندد باستخدام السلاح الذري، وفي 9 يوليو 1955م عقد مؤتمرًا صحفيًا، وعرض فيه نداءًا وقَّعه معه أعظم علماء العالم ومنهم صديقه البرت أينشتاين الذي سلم للبشرية مفاتيح الطاقة النووية، وهذا نص البيان " نظرًا لأن الأسلحة النووية ستستخدم لا محالة في أية حرب قادمة. ونظرًا لأن هذه الأسلحة تهدد بقاء الجنس البشري، فنحن نهيب بحكومات العالم أن تدرك، وأن تصرح علنًا، أن مراميها لا يمكن أن تخدمها حرب عالمية، ونحن نهيب بها، بناء على ذلك، أن تجد الوسائل السلمية لتسوية كل ما بينها من أسباب الخلاف" (1). ودافع " راسل " عن السلام العالمي، ورأى أنه يستحق أي ثمن يُدفع لأجله، وفي كتابه " المجتمع الإنساني بين الأخلاق والسياسة " ألقى باللوم على الزعماء السياسيين الذي يقنعون شعوبهم بأن دوافعهم خيرية، وهم يعزفون على وتر الانفعال، تحت تأثير الموسيقى النحاسية، وخطابة الرعاع، وشنق الخصوم بلا مُحاكمة، وخداع الجماهير، وإلغاء دور العقل في حل المشكلات.
وأدان " راسل " الصراع البروتستانتيالكاثوليكي الذي شوَّه واجهة أوربا، فجعلها قارة الاضطهاد قائلًا: "طالما كان البروتستانت والكاثوليك يأملون في إبادة بعضهم بعضًا، وصحيفة الأوربيين في هذا الصدد أشد سوادًا من صحيفة المسلمين والهنود والصينيين.." (2) وفي سنة 1950م نال " برتراند راسل " جائزة نوبل كصاحب فضل على الإنسانية، وهذا دور مشكور قام به راسل وتحمَّل من أجله السجن، والنفي إلى نيويورك.
وعندما كان " راسل" في سنة الثامنة عشر كان مؤمنًا بوجود الله، ولكن عندما قرأ سيرة حياة " جون ستيوارت مل " الذي تساءل: إن كان لكل سبب مُسبّب، ولكل فعل فاعل، ولكل حركة مُحرّك، فمن الذي أوجد المُسبّب الأول والفاعل الأول والمُحرّك الأول، لم يجد " راسل " جوابًا لتساؤل ستيوارت، وقال في كتابه " لماذا لستُ مسيحيًا" أنه عندما كنتُ طفلًا كانوا يقدمون لي " الله " باعتباره إجابة على كل الأسئلة التي تُثار عن الوجود، ولكن عندما لم أجد إجابة عمن خلق الله انهار إيماني جملة، ولم يقبل " راسل " أن الله هو الكائن الوحيد الأزلي غير المخلوق، مكوّن الأكوان، وهو علة وسبب كل شيء، فهو الكائن بذاته، وعلة جميع الموجودات.

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
إن ما أضاع "برتراند راسل" هو إعلاؤه للعقل لدرجة العبادة والتأليه، فجعل العقل هو مقياس كل شيء من أخلاق وقيم ومعتقدات وتقاليد وغرائز وسلوك وعواطف ومصالح.. إلخ، وهذا ما حدا براسل إلى رفض الإيمان لأنه فوق مستوى العقل، وفي 6 مارس 1927م ألقى " راسل " محاضرة بعنوان " لماذا لستُ مسيحيًا " في قاعة بلدية باترسي بانجلترا، وركز حديثه على عدم إيمانه بالله الخالق، وأنه لا يعترف بأن السيد المسيح أفضل الشخصيات وأكثرهم حكمة. وكتب أيضًا " مقالات شكَّاك " بقصد التشكيك في الإيمان المسيحي أيضًا، وكتب " الزواج والأخلاق " الذي نسف فيه مقدَّسات الحياة الزوجية.
وقال " راسل " أن هناك سببين للإيمان بالله، أولهما: أن الأطفال يرضعون هذا الإيمان من أمهاتهم، وثانيهما: خوف الإنسان من المجهول، وسعيه لقوة أعظم تحميه من المخاطر التي قد يتعرض لها، وأن الخوف يوُلد القسوة، ولذلك فإن القسوة تسير جنبًا إلى جنب مع الدين، فيرى " راسل " أن الدين مرض وليد الخوف، ويقول "أن الإنسان أستمد فكرة الإيمان بالله من نظم الطغيان والجبروت السائدة في الشرق، فعلاقة الإنسان بالله أشبه ما تكون بعلاقة العبد الذليل بالحاكم المستبد، وهي ذلة تأباها كل نفس تشعر بالمعزة والكرامة" (3).

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
وقال " راسل " أيضًا أن الدين مبني على ثلاث دوافع وهي الخوف والكراهية والغرور، وأتهم " راسل " الدين بأنه وراء التحيز والتعصب، ونشوب الحروب، ومحاكم التفتيش، وإحراق الساحرات، وقتل اللذة الجنسية، كما هاجم عدم الطلاق في الكنيسة الكاثوليكية، وبينما هاجم " راسل " الدين بشدة فأنه أعترف أن الدين هو الذي يعصم البشر من الرذيلة والذلل.
وأسَّس برتراندراسل " جامعة الرسل " التي دعت للإلحاد، وضم معه أثنين آخرين، وهما "جورج مور" و"جون الفيس ماك"، وكان "جورج مور" (1852-1933م) لا أدريًّا، فهو لا يدري إن كان الله موجودًا أو غير موجود، ويقول: "أنني كافر يعتقد أن الله غير موجود.. وبقدر ما أعتقد أنه لا يوجد دليل على وجوده، فإني أعتقد كذلك أنه لا يوجد دليل على عدم وجوده. ومن ثمَ فإني لستُ مُلحدًا بمعنى ما. إنني لا أنكر أن الله موجود، فالمحاجات التي أسوقها هي لمجرد حث الناس على أنه لا يوجد ثمة أسباب للاعتقاد بوجوده.. إني لا أؤمن أن الله موجود ولكن في الوقت نفسه لا أؤمن بعدم وجوده. ليس هناك ذرة واحدة من دليل ينم عن أدنى احتمال لوجود الله أو لعدم وجوده" (4).
وهاجَم "برتراند راسل" السيد المسيح تبارك اسمه، فقال كما أن له فضائل فهو له نقائص أيضًا، وأن مقوله المسيح "من لطمك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر أيضًا" سبق وقالها بوذا من قبله، وأنه لا يوجد أي دليل تاريخي على أن المسيح كان موجودًا بالفعل (وهذا يثبت مدى جهل راسل بالتاريخ، ولو نظر لتاريخ اليوم الذي يعيشه لأدرك أن هذا التاريخ الذي يستخدمه العالم كله، إنما هو تأريخ لميلاد السيد المسيح) وأوقع "راسل" اللوم على السيد المسيح لأنه أنذر الخطاة بنار الجحيم، وقال: أنه لو كان شفوقًا ما كان يذهب إلى هذه القسوة البالغة، وقارن "راسل" بين أسلوب سقراط الدمث مع معارضيه وأسلوب المسيح الذي يدفع بالخطاة إلى النار، وقال: أن تكرار تهديد المسيح للخطاة بسعير جهنم، ينم عن تلذذه بمنظرهم وهم يكتوون بلظاها (ولم يستطع " راسل " أن يرى في إنذارات السيد المسيح صوت المحبة الأبوية التي تحذر الأبناء عاقبة العصيان) كما أنتقد السيد المسيح لأنه لعن شجرة التين التي لم تثمر. في وقت لم يكن فيه إثمار (ولم يعرف راسل أن الله حرُ في خلائقه، ويستخدمها من أجل تعليم الإنسان كما في هذه الشجرة، وأيضًا في قصة هلاك الخنازير).
وفي سنة 1925م وهو في سنة الثالثة والخمسين كان يعتقد أن الموت قريب منه (رغم أن الله منحه عمرًا طويلًا إذ عاش ثمانية وتسعون سنة) فكتب تحت عنوان " ما أؤمن به " يقول "أؤمن بأنني عندما سأموت فأنني سأتعفن، ولن يبقى شيء مني. لست شابًا، ولا أزال أحب الحياة، ولكن علىَّ أن أزدري الارتجاف برعب من فكرة الزوال. السعادة بذاتها هي سعادة حقيقية لأنها ستصل لنهايتها. لا يفقد الحب والفكرة قيمتهما بسبب أنهما غير دائمين، الكثيرون من الرجال مضوا محمولين على السقالة بفخرٍ، وبالتأكيد فإن الفخر ذاته يجب أن يعلمنا أن نفكر بمكانة الإنسان في العالم" (5).. قارن يا صديقي بين مشاعر الإنسان اللاأدري هذا، وبين اليقين المسيحي تجاه الموت والملكوت الآتي " لي اشتهاء أنت أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جدًا" (في 1: 23).
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 04:14 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,669

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

نظرة تأمل 2

رحيق الأزهار ونبات النديَّة:

لقد أودع الله الأزهار رحيقاُ يشد الحشرات، فتنقل حبوب اللقاح، ويقول دكتور " سيسل هامان".. " سر في طريق مشمس وتأمل بدائع تركيب الأزهار واستمع إلى تغريد الطيور، وانظر إلى عجائب الأعشاش، وقل لي أولًا: هل كان محض مصادفة أن تنتج الأزهار ذلك الرحيق الحلو الذي يجتذب الحشرات، فتُلّقح الأزهار وتؤدي إلى زيادة المحصول في العام التالي؟ وهل هو محض مصادفة أن تهبط حبوب اللقاح الرقيقة على مبسم الزهرة فتثبت وتسير في القلم حتى تصل المبيض فيتم التلقيح وتتكون البذور؟ أفليس من المنطق أن نعتقد أن يد الله التي لا نراها هي التي أوجدت هذه الأشياء ورتبتها ونظمتها تبعًا لقوانين مازلنا في بداية الطريق نحو معرفتها والكشف عنها" (الله يتجلى ص 141، 142) (1).
وينمو في جنوب أفريقيا نبات " النديَّة " Sandew الذي يفرد أوراقه وعلى أطرافها مادة لزجة تجتذب الحشرات، فتلتصق الحشرة بالمادة اللزجة، ثم تنثني عليها ورقة النبات، وتهضم هذه الحشرة (راجع هارون يحيى - خديعة التطوُّر ص 198) بل إن الأمر الأكثر عجبًا أن بعض النباتات التي تمسك بالحشرات التي تأتي إليها وتمتصها من الأزهار المؤنثة، أنه عندما تأتي الحشرات على الذكور من هذه الأزهار تتركها طليقة لكيما تنقل حبوب اللقاح للإناث، ومتى جاءت هذه الحشرات للإناث وهي تحمل حبوب اللقاح تطبق عليها هذه الأزهار وتمتصها.
كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
البعوضة:

لكيما يتغذى البعوض على دم الفريسة، فإنه " يثقب الجلد بمخالبه التي تتكون من ست شفرات فيقطع الجلد كالمنشار، وفي خلال عملية ثقب الجلد يفرز البعوض مادة تخدر أنسجة الجلد فلا يشعر الإنسان بأن البعوض يمص دمه، وهذا السائل يمنع - في الوقت نفسه - تخثر الدم، ويضمن استمرار البعوض في عملية المص، فلو نقص مجرد عنصر واحد فقط من هذه العناصر، لما تمكن البعوض من التغذي على الدم، ولما استطاع الحفاظ على حياته واستمرار نسله" (2).
كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
النمل الأبيض:

رغم إنه لا يبصر، ولا يتعرض لضوء الشمس، فإنه يبني بيوته كتحفة معمارية رائعة يبلغ ارتفاعها 5 أو 6 أمتار، وتجد في بيوته نظام للتهوية، وغرف للجو الحار وأخرى للجو البارد، وغرف لليرقات وممرات..
كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
النحل:

يبني خلاياه بشكل سداسي منتظم جدًا، ويعمل في هذا جميع أفراده، فلو توقف أحد الأفراد يأتي الآخر يستكمل العمل من حيث انتهى سابقه، وقد وُجِد أن هذا النظام السداسي يحتاج كمية أقل من الشمع في بناء الخلايا، ويسمح بتخزين كمية أكبر من العسل، وقال " داروين " نفسه " ويصل إلى مسامعنا من علماء الرياضيات أن النحل قد توصل بالفعل إلى حل لمشكلة عويصة، وأنه قد صنع خلاياه على الشكل الصحيح لتستوعب أكبر كمية ممكنة من العسل، مع أقل استهلاك ممكن للشمع الثمين المستخدم في التشييد، وقد كان من اللافت للنظر أن أي عامل ماهر مزود بأدوات التركيب والقياس، سوف يجد أنه من الصعب جدًا عليه أن يصنع خلايا من الشمع على الشكل الصحيح، مع إن هذا يتم إنجازه بواسطة مجموعة من النحل تعمل في ملجأ مظلم.. كيف يستطيع النحل أن يقوم بعمل جميع المستويات والزوايا اللازمة!!" (3).
كما قال " داروين " أيضًا " إن ما يزيد من صعوبة فهم الكيفية التي يتم بها صنع الخلايا، أن هناك أعدادًا كبيرة من النحل تعمل كلها مع بعضها البعض، وبعد أن تعمل نحله ما لمدة قصيرة من الزمن في خلية ما، فإنها تذهب إلى خلية أخرى، وبهذا الشكل، وكما أعلن " جوبر " فإننا نجد عددًا لا حصر له من الأفراد منهمكين في العمل حتى عند ابتداء العمل في أول خلية.. ويبدو أن العمل في التشييد نوع من التوازن المبرم بين العديد من النحل، كل منها تقف بطريقة غريزية على نفس المسافة النسبية عن بعضها البعض، وكلها تحاول أن تحفر كرات متساوية، وبعد ذلك تبني.. وقد كان من المدهش حقًا ملاحظة أنه عند قيام إحدى الصعوبات، مثل عدم تطابق قطعتان من المشط (القرص) عند زاوية، فما أكثر المرات التي قد يقوم فيها النحل بالهدم ثم يقوم بإعادة البناء لنفس الخلية بطرق مختلفة، وفي بعض الأحيان قد يعود إلى شكل سبق له وأن تم لفظه من قبل" (4)وقد أرجع داروين هذه المهارة العجيبة إلى الغريزة، ولكنه لم يتساءل من وضع هذه الغريزة في هذه الحشرة بالذات؟!!
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 04:17 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,669

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

ذئب شيوعي تصطاده الحملان 3

هذه قصة حقيقة لذئب شيوعي لم يحتمل وداعة الحملان، فصار حملًا مثلهم.. قُتِل والد "سيرجي كورداكوف" وماتت أمه كمدًا، أما هو فقد تربى في الملجأ تربية قاسية للغاية، حتى شبَّ ووصل في دراسته إلى الكلية البحرية، وبسبب محبته الفائقة للشيوعية أُختير لتكوين تنظيم أو فرقة لتأديب المؤمنين، مقابل مبلغ مُغري من المال في كل مرة يقبض فيها على المؤمنين مع رجاله الذين يجيدون الملاكمة والجودو والكراتيه، لزوم طحن المسيحيين وتحطيم عظامهم، دون أية مسئولية جنائية تقع عليهم حتى لو وصل الأمر إلى الضرب المُفضي للموت، فهؤلاء المؤمنون هم أعداء الوطن، ومن الضروري القضاء على اسم الله والكتاب المقدَّس، لكيما تستمر الشيوعية، وفي إحدى العمليات التي قام بها سيرجي، وما أكثر العمليات التي قام بها والتي كانت تصل إلى ثلاث غارات أسبوعيًا، يحكي سيرجي أنه أقتحم مع أفراد عصابته منزلًا حوى في أحشائه خمسة عشر شخصًا قد اجتمعوا ليعبدوا الله في الخفاء، وكانوا يصلون ويرتلون وهم راكعين، ويقول "سيرجي": "هؤلاء الناس مدهشين جدًا، ولا أستطيع أن أمنع نفسي من الإعجاب الشديد بشجاعتهم التي جعلتني أزداد غيظًا فصرخت فيهم: ماذا تفعلون؟ فأجاب أحدهم: نحن نُصلي، فقلت لمن؟ فقالوا: لله.
فصرختُ فيهم: أيها الأغبياء لا يوجد شيء اسمه الله. ألآَّ تعرفون هذا..؟ أين هو إلهكم الآن؟ فليأتِ ليساعدكم!
وبدأ رجالي في استعراض مهاراتهم في الملاكمة والمصارعة والجودو على هؤلاء المساكين.. أُصيب كل الرجال إصابات بالغة، وسال الدم منهم مدرارًا، وقد تحطمت على أيدينا كل أثاثات ذلك المنزل، وقد لاحظت أن " فيكتور " أحد أفراد الفرقة يطارد فتاة جميلة تحاول الهرب من حجرة لأخرى.. أمسك " فيكتور " بها، ورفعها وهي تستغيث: لا تفعل هذا من فضلك. لا تفعل هذا. هلمَّ إلى معونتي أيها الإله العزيز.
ثم قام " فيكتور " بدهسها في الحائط، ثم رماها أرضًا، وصارت في شبه إغماء وهي تتأوه وتنوح، وعاد " فيكتور " وهو يضحك ويقول: كنتُ أريد أن أنزع فكرة وجود الله من رأسها" (5).
وبعد ثلاثة أيام كان " سيرجي " يقود غارة أخرى على بعض المؤمنين، فيقول "ورأيتُ شيئًا أذهلني تمامًا، أنها الفتاة الجميلة " ناتاشا".. ووجدتُ أن جمالها يفوق الوصف وشعرها أشقر يتدلى على كتفها ولها عيون زرقاء واسعة.. وعندما رآها " فيكتور " هتف قائلًا لنا: ها هي مرة أخرى أيها الفتيان.

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
فقلت لفيكتور: يبدو أنك لم تفلح في إعطاءها الدرس حسنًا تلك المرة، لذلك دعها لي هذه المرة.
وقمت برفعها على منضدة، وقام اثنان من رجالي بنزع ثيابها، وآخر ثبَّتها على تلك المنضدة، وقمت بضربها بشدة بكف يدي بضربات متوالية حتى بدأت يدي تؤلمني، ولكني لم أتوقف، وتخضب كل جسدها بالدم وبدأت قطع جلدية مهراة تنفصل من جسمها.. ولما وجدت أن يدي ما عدت أستطيع رفعها، وقد تهرأ كل جسدها دفعتها بيدي فسقطت من فوق تلك المنضدة، ثم تركتها وأنا مُنهك، ونظرت حولي وإذا كل شباب المؤمنين مُلقى على الأرض مضرجًا في الدماء يتأوه" (6).
واهتم " سيرجي " بتتبع قصة " ناتاشا " فذهب إلى مكان عملها حيث كانت تعمل في جريدة، وفوجئ بشهادة الزملاء لها بأنها موظفة ممتازة لا تسبب أية مشاكل، وأنها ظريفة وجادة في عملها وأهلًا للثقة، وتعمل باجتهاد، ولكن عندما علم الزملاء أنها مؤمنة وقد ضُبطت في أحد اجتماعات المؤمنين، صاروا يغتابونها وينعتونها بصفات رديئة. وقارن " سيرجي " بين الشيوعيين وأخلاقهم المنحلة وسكرهم وبين هؤلاء المؤمنين الذين يعملون بجد واجتهاد، لهم علاقات طيبة مع الكل، وهم أهل للثقة، لا يسكرون على الإطلاق.
ثم استدعى سيرجي " ناتاشا " وهدَّدها وتوعدها بأنها ستتعرض لمضايقات شديدة لو استمرت في ذلك الطريق، ومع كل هذا لم تهتز ولم تتزعزع، ولم تحقد في قلبها على ذلك الذئب، بل كانت قادرة على أن تغفر له، والدليل على ذلك أنها أخذت تقصُّ له كيف قبلت الإيمان بالله، تمامًا كما كان بولس الرسول أمام الملك أغريباس.. أخذت " ناتاشا " تحكي قصة إيمانها، وقد شوهت ضربات سيرجي وجهها الجميل، أما سيرجي فقد صرفها بوابل من التوبيخ والتقريع والإذلال الوحشي، هذا من الخارج، أما من الداخل فقد كان يشعر بالانهزامية أمام ملك القوة الجبارة الغافرة والتي بلا عيب.
وبعد أسبوع في إحدى الغارات فوجئ " سيرجي " بناتاشا وهو لا يصدق نفسه: ناتاشا لثالث مرة، وكاد أحد رجاله يضربها بالمطرقة على رأسها، ولكن تصدى له زميل آخر، واندهش " سيرجي " كيف يحمي أحد من رجاله إحدى المؤمنات، والأمر الذي عجز سيرجي عن تفسيره، أنه نفسه أومأ لهذا الرجل بأن يعطي " ناتاشا " الفرصة للهرب، وقد كان. وبعدها تركت المنطقة وعادت إلى قريتها في أوكرانيا، ولكنها تركت أثرًا عميقًا في نفس سيرجي، وهزمته تمامًا، فتخلى عن شيوعيته الذئبية. كما أن دماء العشرات من الذين أصيبوا على يد سيرجي ورجاله، شفعت فيه، فتحوَّل هذا الذئب إلى حمل، وهكذا اصطادت الحملان الذئب.
ومما ساعد " سيرجي " في التخلي عن أفكار الشيوعية التي كان متيمًا بها أنه أكتشف البؤس والشقاء النفسي الذي يعاني منه قادة الشيوعية، حتى أنهم بينهم وبين أنفسهم لا يقتنعون بمبادئ الشيوعية، ففي إحدى المرات دعى " أورلوف " أحد قادة الشيوعية " سيرجي " إلى صالة الطعام والشراب، حيث كبار القادة، فيقول "سيرجي": "فترددت في الدخول، فأين سأذهب أنا وسط هؤلاء الكبار، وأخذني الرفيق " أورلوف " وكان بالداخل حوالي عشرين من كبار المسئولين أمام مائدة ملآنة بمأكولات ومشروبات وفيرة جدًا.. من سجق وكافيار وكل أنواع المأكولات الأخرى والنبيذ اليوناني وأشياء أخرى لا يمكن للإنسان في الإتحاد السوفيتي أن يتخيلها،وطلب " أورلوف " المعذرة وذهب للتواليت لأنه أسهل من كثرة المأكولات والمشروبات التي ألتهمها، ووجدت أمامي كل قادة الحزب في المقاطعة وهم سكارى بدرجة كبيرة.. وآخرين في أوضاع غير لائقة، وقد اشمأزت نفسي من هذا الذي أراه أمامي وقلت لنفسي: هل هؤلاء هم الناس الذين صارت مقدرات وحياة الناس في أيديهم؟ حتى أن أحدهم اضطر أن يتقيأ على ملابسه من كثرة الإفراط في الأكل والشرب. وعاد " أورلوف".. وقد كان منظره مثيرًا للسخرية من الأكل الذي قد جعل كل ملابسه تتسخ كطفل صغير، ثم رفع زيه وأطلعني على أثر جرح قديم قد تسبب " ستالين " فيه، وقال لي أنظر: هذا بسبب " ستالين " الذي أرسلني للمقدمة، وقد استخدمنا أجسادنا بدلًا من الأسلحة، وبدا يلعن " ستالين " بصوت عالٍ، ثم لعن الآخرين، ثم تكلم على بريجنيف وقال أن هذا الإنسان منافق ومتطفل، وقد قام بمسح حذاء ستالين.. لم أصدق ما أسمعه، فها هو " أورلوف " ينتقل من صوت الديك إلى الحمار مستخدمًا ألفاظًا خارجة يصف بها زميله بريجنيف.. ثم وضع "أورلوف" رأسه على المنضدة كأنه نائم، ثم قام فجأة ولعن الشيوعية ذاتها بألفاظ لا أستطيع أن أكتبها.. إن لقائي بأورلوف وزملاءه جعلني أكتشف كيف أن الشيوعية تقوم على الرياء والتملق.. ووجدت أن الشيوعيين بلا قلب، أفظاظ، مخادعين، لا يؤمنون بالشيوعية، بل يتخذونها وسيلة لتحقيق طموحاتهم الشخصية، ووجدت أن القادة يحيون حياة البذخ والترف بينما عامة الشعب يعيشون في فقر مدقع" (7).
وبينما كان هذا حال الشيوعيين كان عدد المؤمنين يتزايد رغم الاضطهادات الرهيبة وخطورة الموت التي تهدد كل إنسان مسيحي، ويقول "سيرجي": "وهناك شيء آخر زود الإحباط في نفوسنا وهو أنه يبدو أن عدد المؤمنين كان يزداد كلما ازدادت غاراتنا قسوة ووحشية.. في كل غارة تقابل وجوهًا جديدة لم نقابلها من قبل.. لقد ازداد الوضع سوءًا وأصبح من اللازم لنا أن نزيد عدد الغارات وننظمها لأننا ما عدنا قادرين على مواكبة سرعة تحرك وازدياد عدد المؤمنين. وكنتُ أنا وديمتري وكأننا في غرفة عمليات " حربية " دائمة الانعقاد للتداول والتشاور بسبب ازدياد الوضع صعوبة، خصوصًا وأن نسبة الشباب قد ازدادت جدًا في هذه الاجتماعات، بل أن الاجتماعات لم تعد تخلو من الأطفال" (8).
كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
وفي هذا الباب يا صديقي نكتفي بطرح خمسة مبادئ رئيسية للإلحاد، نناقشها، ونرد عليها بحسب الوقت المُتاح، وهذه المبادئ نعرضها في خمسة فصول هي:
الفصل الأول: إنكار وجود الله
الفصل الثاني: الاعتقاد بأزلية المادة وتطورها
الفصل الثالث: تأليه الإنسان ورفض السلطة الإلهيَّة
الفصل الرابع: الدين أفيون الشعوب
الفصل الخامس: الكتاب المقدَّس و سفر الإلحاد
وفي نهاية كل فصل، أضع أمامك يا صديقي "لقطة للتاريخ" تشهد على ظلم وقسوة الإلحاد، إله القتل، ثم نلتقي بـ"نظرة تأمل " .
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 04:17 PM   رقم المشاركة : ( 24 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,669

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

الفصل الأول: إنكار وجود الله


  1. ما هي المبررات التي أعتمد عليها بعض الفلاسفة لإنكار وجود الله؟
  2. هل يمكن أن تكون فكرة وجود الله من صنع الإنسان وخياله؟
  3. هل يمكن إلقاء الضوء قليلًا على الكون الذي نعيش فيه؟
  4. هل يمكن أن يكون الكون أزليًّا؟
  5. لو كان الكون وليد الصدفة، فمن الذي وضع قوانين الكون؟
  6. لو كان الكون وليد الصدفة، فمن الذي أوجد العناصر؟
  7. لو كان الكون وليد الصدفة، فمن الذي يضبط الكون؟
  8. كيف تشهد أعضاء الإنسان وأجهزته على وجود الله؟
  9. ما هو دليل القصد أو الغاية؟ وكيف ينطبق على العين والمُخ والقلب؟
  10. كيف تشهد عظمة الخلية الحيَّة على وجود الله؟
  11. لقطة للتاريخ
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 04:19 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,669

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

ما هي المبررات التي أعتمد عليها بعض الفلاسفة لإنكار وجود الله؟

س40: تُرى ما هي المبررات التي أعتمد عليها بعض الفلاسفة لإنكار وجود الله؟
ج: في القديم ناقش " أبيقور " صاحب الفلسفة الأبيقورية الطبيعية الإلهيَّة، وأنكر تمامًا وجود الله، ولذلك أنصبت هذه الفلسفة على التمتع بملاذ العالم الحاضر، وكان شعارهم لنأكل ونشرب لأننا غدًا نموت، وقال " أرسطو " أن الروح مرتبطة بالجسد ارتباطا وثيقًا فلا يمكن فكاكه، ولذلك فإن موت الإنسان يعني أيضا فناء الروح، وبالتالي لن يكون هناك ثواب أو عقاب خارج نطاق الحياة (راجع د. رمسيس عوض - الإلحاد في الغرب ص 26).
وما أكثر حجج المُلحدين على إنكار وجود الله، نسوق بعضها في عرض سريع، مع التركيز على حجة القائلين بأن الله من صنع الإنسان:
1- إحتج بعض المُلحدين على وجود الله قائلين:
لو كان الله موجودًا فلماذا لا نراه؟


كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
تعليق: إن هناك أشياء كثيرة لا نراها ومع ذلك لا نستطيع أن ننكر وجودها، فمن منا رأى الكهرباء؟ لا أحد يراها، ولكننا نلمس آثارها في إضاءة المصابيح وحركة المواتير.. إلخ. والجميع يصدقون أن هناك كهرباء، ولذلك يحذرون من لمس سلك مكهرب، وهناك الموجات الصوتية والكهرومغناطيسية، ويلمسون آثارها دون أن يروها، وهناك الكائنات الدقيقة التي لا تراها العين المُجردة ونصدق أنها كائنة ونستطيع أن نراها بالمجهر، وهناك الأصوات الخافتة التي لا تلتقطها الأذن البشرية بينما تلتقطها أذن بعض الحيوانات، وقال أحد المؤمنين البسطاء الروس ردًا على المُحاضِر المُلحد بأنني لم أرى اليابان ولكنني أصدق أنها موجودة، وإن جيشنا أشتبك في حرب معها.
2- احتج بعض المُلحدين بأنه:
لو كان الله موجودًا وهو روح فكيف خلق العالم المادي؟

وفي سنة 1616م أصدر الإيطالي " جوليو سيزار فانيني " كتابًا في باريس أنكر فيه وجود الله وكان الكتاب عبارة عن حوار دار بين الإسكندر ويوليوس قيصر حول قضية كيف يمكن لإله غير مادي أن يخلق عالمًا ماديًا؟ وهل تستطيع الكائنات الروحية الاتصال بالكائنات المادية؟ وقالوا أن القول بأن الله روح يساوي القول بأن الله لا شيء، والقول بأن الملائكة أرواح يساوي القول بأن الملائكة لا شيء.
تعليق: إن المادة ليست هي كل شيء، بدليل أن الإنسان به الجانب المادي المتمثل في الجسد والجانب الروحي المتمثل في الروح، وفي اللحظة التي تنطلق فيها الروح من الجسد يتحول هذا الجسد الحي إلى جثة هامدة سريعًا ما تتحلل وتعود للتراب، فمن يقول أن الروح تعني لا شيء، فهو يساوي بين الإنسان الحي الذي له روح والإنسان الميت الذي لا روح له.. الله هو الروح البسيط الأزلي، كلي الوجود، غير المحدود مالئ كل زمان ومكان، القادر على كل شيء، خالق كل شيء وضابط كل شيء، هكذا نؤمن وهكذا نصدق، وهكذا علمتنا الكتب المقدَّسة وهكذا قال مخلصنا الصالح " طوبى للذين آمنوا ولم يروا" (يو 20: 28) ونؤمن أن الله غير المرئي قد تجسد ملء الزمان، وهوذا التاريخ يقف شاهدًا لتجسده، فقد فصل التاريخ بين ما قبل الميلاد وما بعده، وإيماننا به إيمان اختباري، نعاينه بعين الإيمان، ونتحاور معه " الذي كان من البدء. الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا" (1 يو 1: 1).
3- احتج بعض المُلحدين بأنه:
لم يعد أحد من الموت ليخبرنا بوجود الله والعالم الآخر.

وعندما وقف " كومودو كانوف " أمام محكمة التفتيش وسُئل عن سبب عدم إيمانه، قال " نحن لم نرَ أبدًا رجلًا ميتًا يعود من العالم الآخر إلى الحياة ليُخبرنا عن وجود الجنة.. أو الجحيم. كل هذه الأمور من خلق الرهبان والقساوسة الذي يريدون العيش بدون بذل جهد في العمل وأن يتمتعوا بالأطايب التي توفرها الكنيسة لهم" (9).
وقال " سكريفن " Michael Scriven أن الإيمان بوجود الله يشبه إيمان الأطفال بسانت كلوز (بابا نويل) أو إيمان البعض بالجنيات والشياطين، ولكن عندما ينضج الإنسان يعرف أن هذه كلها مجرد أوهام (راجع د. رمسيس عوض - مُلحدون محدثون ومعاصرون ص 85)
تعليق: الذي لا يؤمن بالأسفار المقدَّسة، حتى لو قام إنسان من الموت وأخبره بالحقيقة فلن يؤمن، بل سيقول له: ما هو دليلك المادي على قولك؟ فربما أنك تكذب ولا تقول الصدق، وهذا ما قاله السيد المسيح في مثل لعازر " إن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء ولا إن قام واحد من الأموات يصدّقون" (لو 16: 31) وهذا ما حدث، لقد قام السيد المسيح من بين الأموات ولم يظهر لواحد أو عشرة إنما ظهر للمئات وظل كثير من اليهود في ضلالهم ولم يؤمنوا.
وهذا الإيمان بالله والحياة الأخرى ليس من خلق الرهبان والقساوسة، لأنه لا هؤلاء ولا أولئك هم الذين كتبوا الأسفار المقدَّسة، إنما حقيقة وجود الله والحياة الأخرى فهما واضحان وضوح الشمس في الأسفار المقدَّسة التي كتبها رجال الله القديسون مسوقين من الروح القدس، ويعلم " سكريفن " بأن سانت كلوز هو حقيقة تاريخية تعكس حياة الخير التي تمثلت في القديس نيقولاوس، وأن الشياطين حقيقة وكثيرًا ما يتلبسون الإنسان فيختل عقله، ويتحدث بصوت غير صوته.
4- احتج بعض المُلحدين أن:
الإيمان ضد العقل والتقدم العلمي والثقافي.

فقال "جورج ه. سميث" George H. Smith أن الإيمان بوجود إله قائم مبني على الزيف، فضلًا عن أنه شيء ضار، والبديل هو الإلحاد، فالإلحاد هو وليد العقلانية، وهو النتيجة الطبيعية لاستخدام العقل، وكتب "ليلو سوزيني" الإيطالي إلى "جون كالفن" سنة 1549م يقول له " معظم أصدقائي بلغوا قدرًا عاليًا من التعليم لدرجة أنهم جميعًا يكادون ألاَّ يؤمنوا بوجود الله" (10) و"باولو ساري " الإيطالي أيضًا والذي شغل منصب مستشار الشئون اللاهوتية سنة 1606م في البندقية ألَّف كتابًا بعنوان "تأملات حول الدين" أنكر فيه وجود الله الخالق، وأنكر الخلود، وقال " إننا نؤمن بالله بسبب جهلنا وعجزنا. وأن العاقل أو الحكيم فينا هو الذي يحيا حياة أخلاقية، دون الحاجة إلى الإيمان بالله أو الآخرة" (11) وقال " ساربي " أن البندقية تعج بالمُلحدين ولاسيما من علياء القوم، وسخر من عقائد التثليث والتوحيد، وألوهية المسيح، والمقدسات المسيحية.
تعليق: الإيمان بالله والأمور الميتافيزيقية (ما وراء الطبيعة) ليست ضد العقل على الإطلاق، إنما هي فوق مستوى العقل، فالعقل يصل بنا إلى مرحلة معينة ويقف، فيكمل الإيمان المسيرة نحو الله واللانهائية والحياة الأبدية، ومعظم العلماء كانوا يؤمنون بالله وبعضهم كان من رجال الدين، والحياة الأخلاقية هي في الحقيقة نابعة من الدين الصحيح، وإن كان " ساربي " يفتخر بأن البندقية في زمن معين كانت تعج بالمُلحدين فلينظر نهاية الشيوعية المُلحدة في الإتحاد السوفيتي، وعودة الملايين إلى الإيمان المسيحي، فالإيمان قد تحدى كل عذابات الشيطان.. تُرى هل هؤلاء المُلحدون العقلاء لم يسألوا أنفسهم: لو كان الدين جهل وعجز وتخلُف وكذب وخداع، فلماذا تمسك الملايين رجال ونساء وأطفال بعقيدتهم، وضحوا بحياتهم وسُفكت دمائهم رخيصة على مذابح الإيمان..؟! ألاَ تحدثنا دماء ملايين الشهداء عن قوة وصحة وصدق الإيمان المسيحي..؟! تُرى هل لو تعرض هؤلاء المُلحدون، من أجل عقيدتهم، للعذابات التي تعرَّض لها المسيحيون، هل سيثبتون على عقيدتهم لحظة واحدة؟ أم أنهم سينكرون سريعًا الإلحاد؟
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 04:21 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,669

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

هل يمكن أن تكون فكرة وجود الله من صنع الإنسان وخياله؟

س41: هل يمكن أن تكون فكرة وجود الله من صنع الإنسان وخياله كقول فويرباخ وماركس؟

قال " فويرباخ": "من الواضح كالشمس، ومن الظاهر كالنهار، أنه ليس هناك إله ولن يكون هناك إله" (12) وتارة يعلل " فويرباخ " فكرة وجود الله بأنها انعكاس لعظمة الإنسان وصفاته الكاملة، فيقول أن الإنسان قذف بالعظمة الكامنة فيه نحو سماء وهمية وسماها الله " إن الجوهر الذي يعبدهالإنسان ويؤلهه (أي الله) كجوهر غريب عنه، هو بالحقيقة جوه الخاص " وتارة يعلل " فويرباخ " فكرة وجود الله بأنها وليدة بحث الإنسان البائس عن السعادة التي لا يجدها، فيتوهم وجودها في كائن أُطلق عليه اسم الله، فيقول "الإنسان الشقي الذي يبحث عن السعادة، وإذا لم يجدها في ذاته، ولا على الأرض يتوَّهم أنه وجدها في شخص غريب عن الدنيا اختلقته مخيلته ويسميه الله" (13).
وأيد " ماركس " فكر فويرباخ، فنظر للأديان على أنها أوهام تقدم كائنًا يتحلى بصفات الكمال الإنسانية، والصفات المثالية التي وجدها الإنسان في ذاته أطلقها على الله، والإنسان يطيع ويخدم إلهًا هو في الحقيقة من صنع خياله، وبهذا يجعل الإنسان نفسه عبدًا لشيء غير موجود، وكان الأجدى بالإنسان أن يبحث عن هذه الكنوز في داخله، وليس خارجًا عنه (راجع رأفت شوقي - الإلحاد.. نشأته وتطوُّره ج 1 ص 121، 122) كما أيد " ماركس " فكر " فويرباخ " أيضًا في أن الدين هو انعكاس لواقع الإنسان فقال " الدولة والمجتمع يُنتجان الدين، الذي هو وعي زائف للكون.. الدين هو تنهد المخلوق الرازح، وهو قلب عالم لا قلب له، كما أنه فكر زمن لا فكر له، أنه أفيون الشعب" (14).
ج: 1- لو كان " الله " هو انعكاس للصفات المثالية والعظمة الإنسانية، لكان الإنسان يصوّر الله على أنه الإنسان المثالي، ولم يكن ينسب إليه الصفات الإلهيَّة التي لا توجد على الإطلاق في الإنسان، فالاعتراف بأن الله روح بسيط غير مركَّب لا ينقسم ولا يتجزأ، سرمدي أي أزلي بلا بداية أبدي بلا نهاية، غير محدود وغير متناه لأنه كائن في كل مكان ولا يخلو منه زمان، غير متغيّر لأنه كمال مُطلق.. إلخ. فكل هذه الصفات وغيرها من الصفات الإلهيَّة هي بعيدة كل البُعد عن الصفات الإنسانية مهما عظمَّت، ولو كان فكرة وجود الله هي انعكاس للكمالات الإنسانية، ما كان الإنسان ينسب لله الصفات الإلهيَّة.

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
2- لو كان الله وليد أماني الإنسان، فإن أماني الإنسان محدودة، فكيف يصوَّر الله بصفات غير محدودة، ويقول "رأفت شوقي": "يدعي ماركس بأن الإنسان خلق الله على صورة أمانيه، ولكنه لم يوضح لنا من أين للإنسان المحدود هذه الآماني اللامحدودة؟! من أين له.. هذا العطش إلى الأبدية والخلود وهو الإنسان التي تآكله الزمن، ويرى حوله كل حي يموت..؟ لم يخلق الإنسان الله على صورة أمانيه، ولكن أماني الإنسان اللامحدودة هي في صورة الله غير المحدود" (15).
3- في الأصل خلق الله الإنسان على صورته في الخلود والتفكير والابتكار وحرية الإرادة، ولذلك ففي داخل الإنسان شوق لا يرتوي إلاَّ بلقاء الله، وهذا ما عبر عنه " القديس أغسطينوس" عندما قال " يا رب لقد خلقتنا متجهين إليك ولذلك لن تجد قلوبنا راحة إلاَّ إذا استقرت فيك " وضرب البعض على ذلك مثلًا قائلين أن علم الهندسة موجود قبل أن يستخدمه الإنسان، وعندما احتاج إليه الإنسان القديم في المعمار وغيره أكتشف هذا العلم، وليس معنى هذا أن الإنسان هو الذي أوجد هذا العلم، إنما الإنسان أكتشفه وتعامل معه، ولذلك قال " ماسينيون " أن " الله اكتشاف وليس اختراعًا" (16).
4- لو كان الله في الحقيقة هو جوهر الإنسان، فلماذا نرى هذا التفاوت الضخم بين الله (كجوهر الإنسان) وبين الإنسان..؟! إننا نرى أن الإنسان كلما تقدم في المعرفة كلما شعر بجهله، وكلما تقدم في الكمال كلما أكتشف نقصه، وكلما تقدم في حياة الفضيلة كلما شعر بتقصيره، وكلما اغتنى كلما شعر بفقره، وكان من المفروض (لو كان الله هو جوهر الإنسان الكامل) إن الإنسان كلما تقدم في المعرفة، والكمال، والفضيلة، والغنى، كلما رضى عن نفسه وشعر أنه يقترب من الجوهر الكامل،ولكن الحقيقة أن الشعور بالجهل والنقص والخطية والفقر ناتج عن نظرة الإنسان الدائمة لله غير المحدود، الكمال المطلق، الذي ليس هو جوهر إنساني قط، إنما هو جوهر إلهي كامل في ذاته متكامل في صفاته.
5- لو كان الدين هو انعكاس لواقع الإنسان، فتعالوا ننظر للدين اليهودي، هل هو انعكاس للشعب اليهودي..؟! كلاَّ، لأن اليهود كانوا حينذاك ذو حضارة بدائية، بينما كانت هناك شعوب أخرى لها حضارات متقدمة، ومع ذلك فقد أكد العهد القديم على وحدانية الله بينما سقطت الشعوب الأخرى في التعددية، بل نسبوا لآلهتهم الصراع والزواج والإنجاب والموت.. إلخ، ويقول "رأفت شوقي": "لو كان الله مجرد صورة للأوضاع الاجتماعية التي يمر بها الإنسان، كيف يُفسَر كون الشعب اليهودي، وقد كان شعبًا ذا حضارة بدائية إذا قسناها بحضارات الشعوب الأخرى المعاصرة والمجاورة، وقد توصل إلى تكوين فكرة عن الله أنقى وأسمى من كل التصوُّرات الدينية السائدة؟ كيف أمكن هذا الشعب الذي لم تكن له فلسفة ولم تكن له ثقافة تجاري (من مجاراة) حتى من بعيد ثقافة المصريين أن يتوصل إلى أرفع فكرة عن تعالي الله وعلاقته بالكون؟ ثم كيف أمكن لهذا الشعب الصغير أن يعتقد بإله واحد سيد الكون قاطبة والأمم بأسرها بينما الإمبراطوريات الكبيرة حوله من أشورية ومصرية وغيرها تدين بتعدد الآلهة، وأن يحافظ على هذا الاعتقاد في مراحل تاريخه المختلفة، في البداوة والحضر، في أسره في مصر ونفيه إلى بابل، في ظل حكم ملوكه وتحت نير الاستعمار الروماني، دون أن تحوله عن إيمانه هذه الاعتقادات الوثنية السائدة عند جيرانه الذين كان يتأثر بهم" (17).
الدليل الأول: الكون يشهد لوجود الله:
" السموات تُحدّث بمجد الله. والفلك يخبر بعمل يديه" (مز 19: 1).
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 04:23 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,669

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

هل يمكن إلقاء الضوء قليلًا على الكون الذي نعيش فيه؟

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
س42: هل يمكن إلقاء الضوء قليلًا على الكون الذي نعيش فيه؟
ما أوسع الكون الذي نعيش فيه، فمجموعتنا الشمسية تشمل الشمس التي تدور حول نفسها مرة كل فترة تتراوح بين 25-34 يومًا، وهي عبارة عن مُفاعل نووي ضخم، تصل درجة حرارة السطح 6000 درجة مئوية، وترتفع حرارة جوفها إلى 20 مليون درجة مئوية، وترسل ضوءها وحرارتها إلى نحو 200 ألف ميل، ويدور حولها الكواكب كل في مداره بعضها صلد (عطارد، والزهرة، والأرض، والمريخ) وبعضها غازي، ويدور حولها أيضًا الكويكبات التي تقع بين المريخ والمُشترى، كما تدور الأقمار حول الكواكب فإن كان الأرض يتبعها قمر واحد، فإن المشترى يتبعه ستة عشر قمرًا، ويختلف اليوم من كوكب لآخر بحسب سرعة دورانه حول محوره، فيوم عطارد مثلًا يساوي 59 يومًا من أيام الأرض بينما يوم زُحل يساوي عشر ساعات وأربعين دقيقة، وأيضًا تختلف السنة من كوكب لآخر، فسنة عطارد تساوي 88 يومًا من أيامنا وذلك لقربه من الشمس، أما كوكب زحل فتبلغ سنته 2946 سنة من سنى الأرض وذلك لبعده عن الشمس، وتشغل هذه المجموعة الشمسية مساحة تقدَّر بنحو 12 ألف مليون كيلومترًا، وتتمتع بفراغ كوني يقدر بنحو 26 مليون ميل لا يزاحمها فيه نجم آخر، وتدور المجموعة الشمسية بكاملها في اتجاه واحد بسرعة 750 ميلًا في الدقيقة، في مدار تقطعه في مليوني سنة، وتمثل هذه المجموعة جزء صغير جدًا من مجرة درب التبانة التي تمتد إلى مسافة نحو 50 ألف سنة ضوئية، وهذه المجرة الهائلة تمثل واحدة من مائة ألف مليون (مليار) مجرة في الكون، بعضها مجرات صغيرة تمتد إلى 100 سنة ضوئية، وتشمل 100 ألف نجم، وبعضها كبيرة تمتد إلى 160 ألف سنة ضوئية، وتشمل نحو عشرة آلاف مليار نجم، وكل هذه المجرات تمثل 10% من حجم الكون ككل، أما بقية الكون فيقع في منطقة المجهول تمامًا، وبعض المجرات يعيش مستقلًا، بينما بعضها يعيش في مجموعات، فمجرتنا تنتمي إلى المجموعة المحلية التي تشمل نحو ثلاثين مجرة، وبعض المجموعات الكبيرة يصل عددها إلى 2500 مجرة.. فإن كان هذا حال الكون المادي، فكيف تكون السماء والأبدية؟!!
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 04:24 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,669

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

هل يمكن أن يكون الكون أزليًّا؟

س43: هل يمكن أن يكون الكون أزليًّا؟
ج: أولًا: من المستحيل أن يكون الكون أزلي للأسباب الآتية :
1- ظاهرة تراجع المجرات:

أثبت العلم الحديث أن الكون يتمدَّد والمجرات النجمية تتباعد عن بعضها بسرعات آخذة في التزايد، وجاء في مجلة العلم " هل يتمدَّد الكون المحيط بنا كما يقول بعض علماء الفلك؟ في يناير 1998م أكتشف فريق من علماء الفلك دليلًا يثبت أن الكون المحيط بنا يتمدَّد بمعدلات تزيد بشكل مستمر، ومعنى ذلك أن هناك قوة مضادة للجاذبية تعمل في هذا الكون على تمدده.. قوة طاردة تبلغ ضعف الجاذبية. أجبَرَ ذلك علماء الفلك على إعادة التفكير في نظرياتهم حول الطبيعة والمصير النهائي للكون" (18) فلو كان الكون أزليًّا، لتباعدت هذه المعجزات عن بعضها بمسافات غير محدودة، وما كنتَ تجد في السماء نجمًا واحدًا لامعًا، لأن هذه النجوم كانت ستفارقنا وتبعد عنا مسافات طويلة جدًا يصعب معها رؤية أي لمعان لهذا النجم أو ذاك.
2- تحوُّل كتلة الشمس إلى طاقة وضمور الأجرام السمائية:

يبلغ حجم الشمس مليون وثلثمائة ألف مرة قدر حجم الأرض، وتبلغ كتلتها 330 ألف مرة من كتلة الأرض، ويصل وزنها 6600 بليون بليون طن من المادة، وكل ثانية تمر يتحوَّل 7ر4 مليون طن من كتلة الشمس إلى طاقة، فكم يتحوَّل منها إلى طاقة في الساعة وفي السنة وفي آلاف السنين، فبلا شك لو كان الكون أزليًا أي ليس له بداية ما كنتَ تجد على الإطلاق أي أثر لهذه الشمس، ولانحلت من حولها الكواكب بما فيها كوكب الأرض، وهكذا كل نجم يفقد يومًا فيومًا جزءًا من جسمه، فهو ليس أسعد حالًا من الشمس، وبالإجمال فإن الكون كله آخذ في الضمور والتضاؤل والتلاشي والانحلال، وهذا يتفق تمامًا مع ما جاء في المزمور " من قِدَم أسَّست الأرض والسموات هي عمل يديك. هي تبيد وأنت تبقى وكلها كثوب تُبلى. كرداء تغيرهنَّ فتتغيرَّ. وأنت هو وسنوك لن تنتهي" (مز 102: 25-27).

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
3- قانون اضمحلال الطاقة:

فالجسم الساخن يظل يفقد حرارته تدريجيًا إلى أن يصل إلى درجة حرارة الوسط المحيط به، وهذا ما نلاحظه مع كل كوب نتناوله من مشروب ساخن نشربه، فإننا نتركه قليلًا حتى يفقد حرارته المرتفعة ويمكن قبوله، أما لو تركناه فترة أطول فأنه يبرد، ولم يعد مشروبًا ساخنًا. وبالرغم من أن درجة حرارة سطح الشمس 6000 درجة مئوية إلاَّ أنه يحدث أحيانًا أن بعض المساحات منها تنخفض حرارتها فتنطفئ وتظهر كبقع معتمة على وجه الشمس، وهي الكَلف الشمسي، وقد " بلغت مساحة إحداها 230 ألف كيلومترًا مربعًا. وباستخدام المطياف لدراسة هذه المناطق ثبت أن هناك انخفاضًا في درجة حرارة هذه البقع بالنسبة لقرص الشمس، أي أنه هناك انطفاء جزئي في هذه المناطق" (19) ومتى وصلت حرارة الكون إلى درجة الصفر المُطلق (16ر273 درجة مئوية تحت الصفر) فحينئذ يموت الكون ويُباد، فلو كان الكون أزليًّا لوصل إلى درجة الصفر المُطلق، ولانتهى من زمن بعيد.
4- العناصر المُشعة:

مازالت العناصر المُشعة لها وجود في العالم، وهذه العناصر مثل اليورانيوم والراديوم، فهي ذات وزن ذري كبير، وأنويتها غير مستقرة، لأنها تنبعث منها جسيمات ألفا وبيتا وأشعة جاما، وهي بالتالي تتحوَّل من عناصر مشعة إلى عنصر غير مشع وهو الرصاص، بمعدل ثابت لا يتأثر بالبيئة ولا درجة الحرارة ولا غيرها، وهذه النسبة هي 1 /..0ر600ر7 من الجرام، أي أن جرام اليورانيوم يحتاج 7 مليون وستمائة ألف سنة لكيما يتحوَّل بالكامل إلى رصاص،إذًا وجود هذه العناصر المُشعة للآن هو إثبات أن الكون غير أزلي، ولو كان الكون أزليًّا لما وجدت على الإطلاق أية عناصر مُشعة.
5- الكون مركَّب ومتغير:

ومادام الكون مُركَّب إذًا لابد أن يكون له بداية، فمثلًا المياه المكوَّنة من الهيدروجين والأكسجين لا يمكن أن تكون أزلية، لأنها قبل أن توجد كان هناك عنصري الهيدروجين والأكسجين، كلٍ على حدى، وتحت درجة حرارة معينة اتحدا معًا وكوَّنا المياه. وأيضًا الكون في حالة تغيير دائم ومستمر، فهذا نجم يوُلد وذاك نجم يموت، وهذا كائن يُولد وينمو وذاك يشيخ ويموت، وصدق من قال أن الطبيعة تلاقي الشمس كل يوم بثوب جديد، ومن المعروف أن الشيء المتغير لا يمكن أن يكون أزليًا، ولهذا لا يمكن أن ندَّعي أن الكون المتغير هو أزلي.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 04:26 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,669

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

لو كان الكون وليد الصدفة، فمن الذي وضع قوانين الكون؟

س44: لو كان الكون وليد الصدفة، فمن الذي وضع قوانين الكون؟
ج: يسير الكون بنظام عجيب في منتهى الدقة فالكون له قوانينه الطبيعية التي تحكمه، مثل قانون الجاذبية وغيره، فمن الذي وضع للكون هذا النظام العجيب..؟ وهل يمكن لإنسان عاقل أن يصدق أن هناك عمارة ضخمة مؤسسة بأثاث فاخر وُجدت بالصدفة، بدون مهندس تصميم، وبدون مهندس إشراف على التنفيذ، وبدون عمال خرسانات، ومباني، وكهرباء، وسباكة، وتركيب بلاط، ودهانات، وديكورات، وبدون مشتروات للأثاث والأجهزة الكهربائية بأنواعها المختلفة. وهل يمكن لإنسان عاقل أن يرى لوحة فنية ويصدق أنها وُجدت وليدة الصدفة، بدون يد فنان ابتدعتها.. من يغوص في شرم الشيخ أو الغردقة، أو حتى ينظر مجرد النظر بنظارة مياه إلى قاع المياه بما تحويه من شُعاب مرجانية وأسماك بأشكال وأحجام مختلفة، تحمل ألوانًا في منتهى الروعة، فأنه يتحسس يد ذاك الفنان المُبدع.. في إحدى المرات مرَّ أحد المسيحيين مع شخص مُلحد على الطبيعة الخلابة من نهر وأشجار وحيوانات، فتسأل المسيحي: من خلق كل هذا؟
فقال المُلحد: لا تضايقني بحديثك السخيف عن الله.. إنها الطبيعة وليدة الصدفة.
وبعد عدة أيام زار الأخ المُلحد صديقه المسيحي، وإذ رأى لوحة فنية أعجبته سأل: من رسم هذه اللوحة؟

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
فقال المسيحي: أتريد أن تدخلني في حديث ديني سخيف.. إنها وليدة الصدفة، فالصدفة هي التي جاءت باللوحة والألوان، وصنعت هذا المنظر الخلاب وجعلته في مكانه بهدف أن يتمتع به كل من ينظر إليه.
وتضايق المُلحد وشعر أن هذا استخفاف بعقله، فقال له صديقه المسيحي: إن كنت تعتقد أن الطبيعة الخلابة التي تفوق هذا "التابلوه" آلاف المرات هي وليدة الصدفة، فلماذا لا تصدق أن تكون هذه اللوحة أيضًا وليدة الصدفة..؟!
حقًا صدق " أفلاطون " عندما قال " أن العالم آية فنية غاية في الجمال ولا يمكن أن يكون ما فيه من نظام نتيجة الصدفة. بل لابد من وجود عقل كامل ومهندس أزلي صنع كل شيء ورتبه بقصد" (20).
وقال " جون وليامز كلونس " عالِم الوراثة " أن هذا العالم الذي نعيش فيه قد بلغ من الإتقان والتعقيد درجة تجعل من المُحال أن يكون قد نشأ بمحض الصدفة" (21).
وكان المسيحيون في رومانيا الشيوعية يتحدثون عن وجود الله بطريقة بسيطة فيقولون " لنفرض أنك دُعيت إلى وليمة تحتوي على جميع أنواع الأطعمة اللذيذة، فهل تصدق أنه لم يوجد أي طهاة لهذه الأطعمة؟ فالطبيعة هي وليمة هيئت لأجلنا.. فمن هو الذي هيأ كل هذه الأشياء للناس؟ فالطبيعة عمياء، وإن كنتَ لا تؤمن بوجود الله، فكيف تستطيع إذًا أن تفسر أن الطبيعة العمياء قد نجحت في تهيئة جميع ما نحتاجه نحن من هذه الأشياء المتعددة المتنوعة" (22).. بل أقول لك يا صديقي لو أنك سرت في الصحراء ووجدت ثلاثة أحجار متساوية في حجم واحد رُصت فوق بعضها البعض، فإنك تجزم أن هذا لابد أن يكون من صنع الإنسان، لأنه من المستحيل أن تسوي الطبيعة الأحجار بشكل واحد هكذا، ويستحيل أن ترصَّها بهذا الشكل الهندسي، فكم وكم بالنسبة للكون؟
حقًا أن الطبيعة الخلابة والكون الفسيح والفضاء المتسع ونظام الكون العجيب في الربط بين الشموس والكواكب، والنجوم التي تعد بالآلاف والملايين، وكل يجري في فلكه، دون أن يصطدم نجم بآخر ولا كوكب بآخر، وبينما تبلغ المسافة بين الأرض والشمس ثمانية دقائق ضوئية، فإن بعض النجوم تبعد عنا مئات السنين الضوئية، كل هذا وغيره الكثير والكثير كتاب مفتوح يحكي لنا عن قدرات الله الإعجازية ومحبته ورعايته حقًا " ما أعظم أعمالك يا رب كلها بحكمة صُنعت. ملأت الأرض من غناك" (مز 10: 24) قال أحد الفلاسفة أن الكون هو كتاب اللاهوت الذي قرأه الفلاسفة فكان لهم إنجيلًا.
وقال " القديس يوحنا ذهبي الفم": "لو كان الله أعلمنا ذاته من خلال كتب وحروف فقط، لصار الذين يعرفونه هم المثقفون فقط، ولكنه أعلمنا ذاته من خلال الطبيعة أيضًا، ليعرفه الجميع" (23).
وقال " إسحق نيوتن": "إني رأيتُ الله في أعمال ونواميس الطبيعة التي تؤكد وجود حكمة وقوة لا تختلط بالمادة" (24) كما يقول أيضًا " أن هذا النظام الكوني هو بتخطيط، وتحت سلطان كائن حكيم مقتدر" (25) وعندما أراد " نيوتن " أن يسخر من أصدقائه الملحدين صنع نموذج مصغر للنظام الشمسي، وعندما سأله أحدهم: من الذي صنع هذا النموذج الرائع؟ أجاب: لا يوجد، فغضب المُلحد قائلًا: إنها كذبة، كذبة حمقاء. فقال " نيوتن ": إن كنت تستنكر أن هذا النموذج البسيط قد قام بصنع نفسه، فكيف تقبل أن النظام الكوني العجيب وُجد بلا إله مدبر وصانع قدير؟!
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 04:27 PM   رقم المشاركة : ( 30 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,669

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

لو كان الكون وليد الصدفة، فمن الذي أوجد العناصر؟

س45: لو كان الكون وليد الصدفة، فمن الذي أوجد العناصر؟
كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
ج: في العالم 92 عنصرًا مختلفًا (بالإضافة إلى بعض العناصر التي استُحدثت نتيجة التفاعلات النووية) والأمر العجيب أن كل ما يوجد على كوكب الأرض هو في الحقيقة يرجع لهذه العناصر، فمن هذه العناصر تتكوَّن جميع المركَّبات في هذا الكوكب الذي نعيش فيه، وبعض هذه العناصر صلب والبعض سائل، والبعض غازي، وجميعها تتكون من ذرات، وكل ذرة مكوَّنة من نواة موجبة الشحنة، يحيط بها بروتونات ونيوترونات، وحولهما إلكترونات سالبة الشحنة، ويختلف عدد البروتونات والنيوترونات والإلكترونات من عنصر إلى آخر، وبناء على هذا يكون الوزن الذري والعدد الذري لكل عنصر ثابت، وعليه تتوقف الصفات الكيميائية، وكما أن المسافات بين النجوم شاسعة، فإن المسافات بين مكونات الذرة متناهية الصغر، والإلكترونات تدور حول نفسها وحول النواة بسرعة 7 آلاف مليون دورة في الثانية الواحدة. فهذه العناصر هي بمثابة الحروف الهجائية التي يتكون منها كل ما هو موجود على سطح الأرض وفي باطنها، وليس الإعجاز في إيجاد العناصر بقدر ما هو في طرق إتحادها معًا لتكون المواد المختلفة، يقول المُلحدون أن هذه العناصر أتحدت مع بعضها البعض بطرق الصدفة، أو نتيجة لقوانين الإتحاد الكيميائي، أو نتيجة لقوى الطبيعة. أما كل إنسان منصف فيعترف بسهولة أن الله هو وراء جميع المواد التي تتكوَّن من هذه العناصر بنسب معينة لا تتغير، فمثلًا " جزئ البروتين " يتكون من خمس عناصر وهي الكربون والكبريت والأكسجين والأيدروجين والنيتروجين تتآلف معًا بنسبة معينة، فيتكون جزئ البروتين هذا من 40 ألف ذرة من هذه العناصر بنسب محدَّدة، فمن له القدرة على جمع هذه العناصر الخمسة من الاثنين والتسعين عنصرًا، وجمعها بنسب معينة حتى يتكون جزئ البروتين..؟ قال البعض " مثلًا لكي نحصل على الجواب الحقيقي لأي مسألة (رياضية) وأمامنا على المنضدة العشرة حروف الرياضية، فلو جعلنا هذه الحروف تقفز في الهواء وترتب نفسها على هيئة الجواب، فلكي نحصل على الجواب الصحيح يجب أن تتم العملية مائة مليون مرة.. هذه هي المصادفة، فكيف يكون الحال إذا كنا نتعامل مع 92 عنصرًا وليس على عشرة أحرف، ونريد أن نخلق الكون بأسره؟ قطعًا أن العقل يرفض أن يصدق أن المصادفة قادرة على الخلقة" (26).
ويقول "برسوم ميخائيل": "فذرات الكربون إذا رُكِبت في جملة بسيطة من جمل الخليقة بطريقة معينة داخل الشبكة البلورية لصار لنا ما نسميه " الماس " بينما لو ارتبطت بطريقة أخرى لصار لنا " الجرافيت " وشتان بين الأثنين. أما لو دخلت ذرات الكربون على ذرات غيرها من العناصر في جملة مُركَّبة لحصلنا على كل المُركبَّات العضوية، وما أكثر أعداد هذه المُركبَّات، فهي حوالي نصف مليون مُركَّب" (27) والأمر العجيب أن العالِم الروسي " مندليف " منذ أكثر من مائة عام عندما رتب العناصر الكيماوية طبقًا لأوزانها الذرية تنبأ عن وجود عناصر لم تُكتشف بعد، وترك لها خانات خالية في الجدول، وتنبأ بخواص هذه العناصر، وفيما بعد صدقت تنبؤاته وتم اكتشاف هذه العناصر وجاءت صفاتها مطابقة لتنبؤات مندليف.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما هو الإلحاد؟ وما هي أنواعه؟ وما هو الفرق بين الإلحاد، واللادين، واللاأدرية؟
كتاب : الافخارستيا رحلة الي الملكوت عن كتاب من اجل حياة العالم - الاب الكسندر شميمن
س1: ما هو الإلحاد؟ وما هي أنواعه؟ وما هو الفرق بين الإلحاد، واللادين، واللاأدرية؟
س1: ما هو الإلحاد؟ وما هي أنواعه؟ وما هو الفرق بين الإلحاد، واللادين، واللاأدرية؟
س1: ما هو الإلحاد؟ وما هي أنواعه؟ وما هو الفرق بين الإلحاد، واللادين، واللاأدرية؟


الساعة الآن 07:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024