منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 06 - 2013, 06:06 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,216,941

أليشع وبرهان دعوته
أليشع وبرهان دعوته

وقف بنو الأنبياء على الجانب الآخر من الأردن ، وينظرون إلى أليشع ممزق الثياب يحمل رداء إيليا ، وأذا بهم يرونه يفعل مثل ما فعله معلمه ، فيلف الرداء ويضرب به الماء ، وإذا بالنهر ينفلق ، ويعبر أليشع ، ويأتى بنو الأنبياء ليسجدوا له إلى الأرض فى انحناء الاعتراف واليقين بأنه أخذ مكان إيليا ، ومع أنه كان شاباً نظيرهم أو أكثر منهم قليلا ، لكنهم مع ذلك رأوا برهان النبوة ، فى الرداء ، وفيما فعل ، وفيما أخذ من سلطان مماثل لسلطان معلمه العظيم ، والنبوة ليست ادعاء يضيفه الإنسان على نفسه ، فما أكثر الأنبياء الكذبة ، الذين يحاولون أن يلبسوا رداء السابقين ، دون أن تكون لهم قوتهم وسلطانهم ، وسيكشفهم رداء النبوة ، ويظهرهم على الملأ ، ويظهر مدى ما فى ادعائهم من زيف أمام الأردن الممتلئ بالماء ، والذى لا يستطيعون أن يشقوا طريقهم فيه ، وإذا كان من الملاحظ أن أليشع يختلف فى شخصيته عن إيليا ، لكن الرداء واحد للاثنين ، ... لأن اللّه الواحد سيد الاثنين ، ومحركهما ، ودافعهما فى الحياة والخدمة ، ومن ثم فإن أليشع يضرب الماء صائحاً : " أين هو الرب إله إيليا ؟ " ... " 2 مل 2: 14 " أو فى لغة أخرى - أنه يشق الطريق مستنداً إلى ذات الإله الذى عاش فى ظله إيليا وصنع قواته ومعجزاته ، وهو يسير على نفس الدرب مهما اختلفت الظروف ، وتلونت الحياة ، وتغيرت الأوضاع ، لكن اللّه هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد، ليس عنده تغيير أو ظل دوران ، ... وما أجملها من ثقة وما أروعه من يقين !! ، أن نستند إلى إله آبائنا ، وأن نأخذ من اختباراتهم عظة وعبرة وفى الوقت عينه تتجدد وتتكرر اختباراتنا نحن ، دون أن تقف عند ماضى السابقين ، .
رأى أليشع المركبة النارية التى حملت معلمه إلى السماء ، وأيقن أنه ذهب إلى المكان العظيم العتيد أن يبلغه المتوجون المنتصرون من المؤمنين ، ولكن بنى الأنبياء ألحوا عليه أن يفتشوا فى الجبال أو الأودية ، لعل روح اللّه يكون قد طرحه فى واحد منها ، ومع أن أليشع لميقتنع بمنطقهم ، إلا أنه كما يقول جورج ماثيسون لم يجبرهم على الاقتناع برأيه ، أو يلزمهم بهذا الرأى حتى يصلوا إليه بأنفسهم . ومن اللازم أن نتعلم ألا نلوى أيدى الآخرين ، أو نكرههم على قبول رأينا . قد يطول بحثهم عن الحقيقة ، التى وصلنا إليها ، ولكن من الأفضل أن ندعهم يكتشفون لأنفسهم ما وصلنا إليه ، حتى نستطيع أن نقول لهم ما قاله اليشع بعد تفتيشهم ثلاثة أيام دون أن يصلوا إلى النتيجة التى تصوروها : " أما قلت لكم لا تذهبوا ! ؟ " ... " 2 مل 2 : 18 " .
وقد ظهر برهان الدعوة من واقعتين أخريين مختلفتين تماماً ، الأولى من تحويل النبع الردئ إلى نبع عذب ، عند مدينة أريحا ، وأريحا مدينة النخل والرياض والزهور، ومع جمال المدينة وخصب الأرض حولها ، إلا أن مشكلتها الكبرى كانت فى الينبوع الردئ المر الذى كان يمدها بالماء ، وإذا جاء بنوا الأنبياء وأهلها إلى أليشع، طلب صحناً جديداً ، لم يكن قد وضع فيه شئ ، حتى يمكن أن يقال إنه سر التغير فى ماء الينبوع ، ووضع فيه ملحاً ، والملح أساساً ، فى المفهوم الدينى ، للتنقية والتطهير ، وإن كانت إضافته إلى الماء ، ليتحول الماء العذب ، هى أشبه الأشياء بوضع الطين على عينى الأعمى ليبصر ، الأمر الذى فعله المسيح ، ... لكى تظهر يد اللّه فى الحالين ، وهى تغير الأمور إلى العكس بالقدرة العلوية العجيبة ، وما أن وضع أليشع الملح فى الماء ، ودعا باسم الرب ، حتى تحول النبع الردئ إلى واحد من أعذب الينابيع التى يقول الكثيرون إنه باق إلى الآن باسم " نبع السلطان " على مقربة من أريحا !! ... كانت هذه من أولى معجزات أليشع ، وهى - بالأحرى - رمز لرسالته ، الرسالة التى تبدأ بالينبوع ، قبل أن يغترف الإنسان من المجرى ، ورسالة اللّه تحول أولا وقبل كل شئ النبع الردئ إلى نبع حلو صاف عذب جميل ، والقلب الذى كان يخرج فى الأصل فساداً وشراً ، عندما تستولى عليه النعمة الإلهية ، ... هذا القلب يتدفق بثمر الروح القدس : " محبة ، فرح ، سلام ، طول أناة ، لطف ، صلاح ، إيمان ، وداعة ، تعفف " " غل 5 : 22 " ..
كانت معجزات أليشع ، التى سنتأمل فيها فيما بعد ، رمزاً لإحسان اللّه وجوده من الجوانب المتعددة للحياة البشرية ، ... ولكن على رأس المعجزات وأولها ، بدأ أليشع بالنبع الذى أضحى حلواً جميلا صافياً رقراقاً !! ..
على أنه من الجهة الأخرى وعلى العكس من ذلك ، إذا كانت الرسالة الإلهية رائحة حياة لحياة ، فهى فى الوقت نفسه رائحة موت لموت ، وهنا نتحول من البركة إلى اللعنة ، ومن النبع الصافى إلى المأساة القاسية ، ومن الملاحظ أن أليشع تحرك فمه باللعنة مرتين شهريرتين : المرة الأولى للصبية الذين سخروا منه فى بيت إيل ، والمرة الثانية عندما لعن جيحزى بعدما أخذ - كذباً - بعض عطايا نعمان السريانى ، ومع ذلك فالفرق بين اللعنتين واضح ، أما بالنسبة للصبية ، فإن اللعنة كانت إعلاناً عن غضب اللّه على هؤلاء الساخرين العابثين ، أما بالنسبة لجيحزى فقد كانت طلباً محدداً أن يلصق به وبنسله برص نعمان السريانى ، للأسلوب الشرير المتعمد الذى يعطى صورة خاطئة عن مفهوم الخلاص المجانى لإنسان وثنى ، دعاه أليشع إلى الخلاص من برص الخطية وإثمها وفسادها وشرها !! .. على أنه فى الوقت نفسه ، من واجبنا ألا نحكم على عمل أليشع فى نور العهد الجديد كما يقول بعض المفسرين ، لئلا نستمع إلى قول السيد وهو يتحدث إلى تلميذيــــه اللذين أرادا محاكــاة أسلوب إيلـــيا ....... فقال لهما على الفـــور : " من أى روح أنتما ؟ !! " لو 9 : 55 " لقد لعن أليشع الأولاد ، الذين أطلق عليهم الكتاب " صبيان صغار " والكلمة فى الأصل العبرى هى التى استخدمها سليمان وهو يصلى إلى اللّه فى جبعون ، بعد أن أصبــــح ملكــــاً " فتى صغير " .
كان هؤلاء الصبيان فى سن الشباب ، وهم من بيت إيل المكان الذي حلم فيه يعقوب حلمه العظيم ، وبنى مذبحه ، ومع ذلك فإن يربعام أقام فيه العجل الذهبى ، وعبد الناس الآلهة الوثنية ، ولعل هؤلاء الشباب ، رأوا أليشع ، وهو يلبس رداء إيليا ، مع الفارق بين شعر إيليا الطويل ، وشعر أليشع القصير ولربما كان الأخير أصلع الرأس فعلاً وإذ رأوه ، وسمعوا قصة صعود إيليا التى لم يصدقوها ، وأرادوا أن يسخروا من إيليا ، وأليشع ، ومن اللّه نفسه ، فقالوا له : اصعد يا أقرع ؟؟ !! .. " 2مل 2 : 23 " اصعد كما صعد إيليا إلى السماء فى مركبة من نار !! .. وإذا كان الأثينيون قد حكموا - كما يقول جورج ماثيسون - على غلام أثينى بالإعدام لأنه فقأ عينى طائر السمان ، ورأى القضاة فيه قسوة غير مألوفة ، ربما تتحول لو عاش بين الناس ، إلى قسوة يفقأ معها عيون البشر ، فإن أليشع ، وهو يلعن هؤلاء الصبيان كان يرى فيهم وفى تجديفهم ما رآه الأثينيون فى ذلك الغلام ، ومن ثم لعنهم على ما وصلوا إليه من إثم وفجور وارتداد وشر !! .. وقد صادق اللّه على اللعنة ، فخرجت دبتان من الوعر لتفتك باثنين وأربعين منهم !! ... فإذا كان الينبوع العذب يمثل جانب اللطف الإلهى ، لمن يريد أن يتمتع بالمراحم السماوية ، فإن مصرع الأولاد يمثل الصرامة لمن لا يريد أن يعتبر ، وحقاً : " مخيف هو الوقوع فى يدى اللّه الحى !! .." "عب 10 : 31"0
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حقيقة ناسوته وبرهان لاهوته
الفرح هو دليل وبرهان على أن كل شيء أقوم به هو حقيقي
يهوذا وبرهان التوبة
فقط أقبل دعوته
ما بين الفكر المقنع وخبرة الحياة وإفراز المحبة وبرهان الروح والقوة


الساعة الآن 09:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024