منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11 - 07 - 2013, 01:09 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,216,941

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصليب (موضوع متكامل)

ثــــــورة اليهـــــــود :

فى مدة حكم الولاة الرومان فيلكس وفستوس والبيتوس و فولوروس إزداد الفساد الأخلاقى والأنحلال الأجتماعى بين يهود فلسطين ، وانتشرت أعمال السرقة والبلطجة والنهب والقتل

وإلى جانب ذلك ، وصلت روح التحزب بين اليهود أنفسهم وكراهيتهم لمستعمريهم الوثنيين ، وتعصبهم السياسى والدينى حدا بالغا ، وقد شجع على هذه الروح وزادها اشتعالا ، ظهور الأنبياء والمسحاء الكذبة ، وقد استطاع أحدهم – بحسب رواية يوسيفوس – ان يجذب وراءه ثلاثين ألف رجل ... وهكذا بدأت تتم كلمات ربنا يسوع النبوية عن ظهور مسحاء كذبة وأنبياء كذبة يضلون كثيرين .

وفى شهر مايو سنة 66 م – تحت حكم الوالى الرومانى فلوروس ... وكان طاغية شريرا قاسيا – إندلعت ثورة يهودية منظمة ضد الرومان ، وفى نفس الوقت قامت حرب أهلية بين جماعات الثوار المختلفة ، لا سيما بين جماعة الغيورين المتطرفين ، وفريق المعتدلين ، كان أعضاء جماعة المتطرفين لهم سيطرة على المدينة المقدسة والهيكل ، واعتبروا ظهور المذنبات والشهب والأنذارات المخيفة والأعاجيب التى صاحبت تلك الفترة ، على أنها علامات لمجىء المسيا وملكه على الأمم ... ! لقد كان تحدى اليهود للدولة الرومانية فى ذلك الوقت ، يعنى تحديهم لأكبر قوة مسلحة فى العالم وقتذاك .

الغـــــزو الرومــــــانى :

عندما بلغ نيرون خبر ثورة اليهود ، أرسل قائده الزائع الصيت فسبسيان على رأس قوة كبيرة إلى فلسطين ... بدأت الحملة سنة 67 من ميناء بتولمايس ( عكا ) .. وواجهت مقاومة مستميتة فى الجليل قوامها ستون ألف مقاتل ... لكن ما لبثت الأحداث فى روما أن حالت بين فسبسيان واستكمال النصر ، وأضطرته إلى العودة إليها ، بعد أن انتحر نيرون ، وتعاقب على العرش الأمبراطورى ثلاثة أباطرة فى فترة وجيزة . وانتهى الأمر بإعلان فسبسيان إمبراطورا سنة 69 م ، فعمل على إعادة الأمن والنظام فى ربوع الأمبراطورية .

خلف فسبسيان فى قيادة الحرب ضد اليهود ابنه تيطس .... الذى صار هو الآخر إمبراطورا بعد هذه الأحداث بعشر سنوات .... كان جيش تيتطس قوامه نحو ثمانين ألف مقاتل مدرب ، وأقام معسكره على جبل سكوبس وجبل الزيتون المتاخم ، فى مواقع تمكنه من رؤية المدينة أورشليم والهيكل رؤية واضحة ، وكان وادى قدرون يفصل بين الرومان واليهود المحاصرين .

بدأ الحصار فى أبريل سنة 70 م عقب عيد الفصح مباشرة ...... وكانت أورشليم غاصة بالغرباء الذين وفدوا إليها لحضور ذلك العيد العظيم ، حاةل تيطس فى بادىء الأمر التفاهم مع اليهود بالحسنى ، لكن جماعة الغيوريين رفضوا بكل تحدى مقترحات تيطس ومحاولاته المتكررة ، وتوسلات يوسيفوس ( المؤرخ ) الذى صحبه كمترجم ووسيط .... وكانوا فى ثورتهم الجنونية يقتلون كل من يتحدث عن الأستسلام .

قام اليهود ببعض الهجمات أسفل وادى قدرون وفوق الجبل ..... ، كبدوا فيها الرومان خسائر كبيرة .... كان هذا النجاح المبدئى سببا فى أزدياد حماس الغيوريين ، على الرغم مما حل بهم من مصائب ومتاعب .... كان تيطس يصلب يوميا من اليهود العصاة نحو خمسمائة يهودى .... وما لبثت أن ظهرت المجاعة فى أورشليم ... !! وعلى الرغم من ذلك لم يتراجع اليهود عن موقفهم .

إن التاريخ لم يسجل لنا صورا للبؤس أبشع مما شهدته أورشليم مدة حصارها على يد تيطس ..... ، كما أنه لا يسجل لنا مقاومة عنيدة ، وشجاعة يائسة ، واستخفافا بالموت ، على نحو ما أظهره اليهود فى تلك الحرب .

دمـــــار المدينـــــــة والهيكـــــــل :

أخيرا – فى يولية سنة 70 م - باغت الرومان حصن أنطونيا ليلا واستولوا عليه .... وبسقوط هذا الحصن أصبح الطريق ممهدا لوضع أيديهم على الهيكل ... فتوقفت الذبائح اليومية فى اليوم السابع عشر من يولية ، لأن اليهود كانوا فى حاجة إلى كل الأيدى للدفاع فى الحرب .... ولعل آخر ذبيحة وأغزرها دماء قدمت على مذبح المحرقة كانت آلاف اليهود الذين ذبحهم الرومان وقد تجمهروا حول هيكلهم للدفاع عنـــــــه !! .

كان تيطس – بحسب رواية يوسيفوس – ينوى فى بادىء الأمر أن يبقى على الهيكل ، كعمل معمارى رائع يحفظ ذكرى انتصاره ... ولكن جنوده كانوا فى حالة هياج هستيرى نتيجة المقاومة العنيدة من اليهود ، والطمع فى كنوز الهيكل الذهبية ، لم يكن فى الأمكان إيقافهم عن أعمال التخريب ....

كانت الأروقة المحيطة بالهيكل هى أول ما احترق منه ، ثم ما لبثت أن طرحت كتلة نارية عبرالبوابة الذهبية . وعندما تصاعدت ألسنة اللهب ، أطلق اليهود صرخات هستيرية مفزعة ، وحاولوا إخماد النار ، بينما وجد آخرون عزاءهم – وهم يتعلقون بآخر أمل لهم فى خلاص المسيا – فى أن يعلنوا نبوءة نبى كاذب ، مؤداها أن الله وسط حريق الهيكل ، وسيعطى علامة الخلاص لشعبه ... ! ! تنافس الجنود الرومان فى تغذية ألسنة اللهب ، وسرعان ما تحول كل البناء الضخم إلى شعلة نارية أضاءت السماء .... هكذا أحرق الهيكل فى العاشر من أغسطس سنة 70 م – وهو حسب التقليد ، نفس اليوم الذى خرب فيه الهيكل قديما على يد نبوخذ نصر ملك بابل ... ! !

يقول يوسيفوس – وهو شاهد عيان – فى وصفه لخراب الهيكل : ( لا يمكن أن يتصور أحد أصوات أعلى وأكثر فزعا مما حدث من كل ناحية أثناء إحتراق الهيكل ... صيحات الأنتصار والفرح الصادرة من الجنود الرومان تختلط بصيحات عويل الشعب المحاصر بالنار والسيف فوق الجبل وداخل المدينة ..وكان الصدى الواصل من كل الجبال المحيطة يزيد هذا الزئير الذى يصم الاذان ....ومع ذلك فالبؤس نفسه كان أفظع من هذا الأضطراب . كان التل المقام عليه الهيكل يغلى من السخونة ، وبدأت وكأنه ملفوف حتى سفحه بطبقة واحدة من اللهب . كانت الدماء فى كميتها أكثر من النار ، والمذبوحين أكثر عددا ممن ذبحوهم ... ولم تعد الأرض ترى فى أى موضع ، إذ كانت مغطاة بأكوام من جثث القتلى ..... ، سار فوقها الجند وهم يتعقبون الهاربين ) .

وما لبث الرومان أن ثبتوا شعاراتهم ( النسور الرومانية ) فوق الأنقاض فى الجهة المقابلة لبوابة أورشليم الشرقية ، وقدموا لها القرابين ، وهتفوا لقائدهم المظفر تيطس بأعظم تهاليل الفرح ... هكذا تمت النبوءة الخاصة " برجســــــة الخراب القائمــــــــة فى المـــــوضع المقـــــدس " .

قصــــاص اللـــــه العــــــــادل :

لقد هدمت أورشليم تماما ، ولم يترك بها سوى ثلاثة أبراج من قصر هيرودس مع جزء من الحائط الغربى . وقد أبقى عليها كآثار لقوة المدينة المقهورة ، التى كانت يوما معقلا لدولة اليهود الدينية ، ومهــــد الكنيســــــة المسيحية ، ... ولقد أحس الجميع واعترفوا بأن كارثة اليهود إنما هى قصاص إلهى ....

أما يوسيفوس – المؤرخ اليهودى الذى كان حاكما على الجليل ، وقائدا لجيش اليهود ، ثم أسر فى يد فسبسيان الرومانى ثم رافق تيطس وعمل كمترجم بين اليهود والرومان – والذى تابع الحرب بنفسه من أولها إلى آخرها ، فقد استطاع أن يتبين فى تلك المأساة عدل اللــــه .

هكذا كان لابد لواحد من أفضل أباطرة الرومان أن ينفذ عدل اللــــه وقضائه ، ولآخر من أكثر اليهود ثقافة فى زمانه أن يصفه ... وهكذا أيضا - دون أن يعرفا أو يريدا – شهدا لصدق النبوة وألوهة يسوع المسيح ربنا ، الذى إذ رفضه هؤلاء اليهود الجاحدون ، عانوا البؤس والشقاء فى ملء بشاعتها .

يالهذى المفارقات فيهود الأمس وقفوا أمام بيلاطس البنطى متهمين يسوع أنه ضد قيصر ، وكأنهم يعلنون ولائهم للأجنبى ضد يسوع مخلصهم ، وابن وطنهم ! - هؤلاء اليهود الذين وقفوا بالأمس هكذا نراهم اليوم مقتولين ومشردين بيد ذلك الأجنبى نفسه ، لقد شربوا من كأس المرارة ، وحلت عليهم اللعنة وانتقام السماء من فم آبائهم : دمه علينا وعلى أولادنـا .

احتفال الرومـــــان بالنصر :

احتفل فسبسيان وتيطس بالنصر معا ، احتفالا عظيما فى روما سنة 71 م ، فركب كل منهما مركبة خاصة متوجا بأكاليل النصر ، سار الموكب فى تؤدة إلى معبد جوبيتر وسط هتافات الجماهير ، وكان يتقدم الموكب جنود فى ثياب إحتفالية ، وسبعمائة أسير يهودى ...

وقد حملت فى هذا الموكب بعض صور الآلهة التى يعبدها الرومان ، وبعض قطع من أثاث الهيكل اليهودى ( مائدة خبز الوجوه – والمنارة الذهبية ذات السبع سرج – والأبواق التى كانت تعلن بدء سنة اليوبيل والمجامر وبعض أدراج الناموس ) – وأودعت معبد السلام ....الذى كان قد بنى منذ وقت قصير .

( أحرق هذا المعبد فيما بعد فى عهد الأمبراطور كومودس ولا يعلم ماذا أنتهت إليه قطع الأثاث المذكورة ) – أما كتب الناموس والستائر الأرجوانية الخاصة بالهيكل ، فقد احتفظ بها فسبسيان فى قصره ..... كان يوسيفوس أحد شهود هذا الأحتفال بإذلال أمته ، ووصفه لنا دون أن يبدى أى مشاعر لتأثره.

أما مصير اليهود بعد الحرب فمنهم من لقى حتفه بالألوف ، ومنهم من هلك جوعا ، وأخذ منهم سبعة وتسعون ألفا أسرى ، بيع بعضهم كعبيد وآخرون أرسلوا إلى مناجم الفحم كعمال ، بينما قرب البعض كضحايا فى حلبات المصارعة ، واحتفظ بأكثرهم بدانة ووجاهة مع زعمائهم ليسيروا كأسرى فى موكب النصر بروما.

لقد نتج عن فتح فلسطين على يد الرومان ، دمار مصالح اليهود وتدهور أحوالهم الأقتصادية ، ولقد وصل الشعب اليهودى إلى حالة لا يحسدون عليها من الفقر المدقع ، صاروا بلا وطن ... أو هويــــــة ، مشردين فى بقاع العالم .
  رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
موضوع متكامل عن الصليب
موضوع متكامل عن الصليب المقدس
الصليب (موضوع متكامل)
موضوع متكامل عن الصليب
الصليب (موضوع متكامل)


الساعة الآن 01:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024