شهد سيرافيم نفسه ونقل عارفوه أنه كانت للقدّيس إلفة كبيرة بوالدة الإله وأنها أتت إليه لا اقل من اثنتي عشرة مرّة في حياته. وقد روت إحدى الراهبات واسمها أفدوكيا أن القديس دعاها الى الدير ليلة عيد البشارة في ٢٤ آذار سنة ۱٨٣۱م قائلاً أن فرحاً عظيماً سوف يُعطى لها في ذلك اليوم. فبعدما صلّيا معاً هتف القديس فجأة: “ها نعمة الله تنزل علينا!” في تلك اللحظة سُمع صوت كهفيف نسيم عليل يتخلّل رؤوس الأشجار وانبعثت اصوات الترتيل. وإذا بجو الدير يعبق بالطيب أغنى وأحلى من البخور، فيسجد القدّيس هاتفاً بفرح: “يا والدة الإله الكليّة القداسة، الكليّة النقاوة، يا أيّتها الملكة الممتلئة نعمة!” ثم رأت الراهبة ملاكين يتقدمان فوالدة الإله وعن جانبيها القديسين بوحنا المعمدان ويوحنا الحبيب ومعهما انثتي عشرة عذراء، لكل منهنّ إكليل على رأسها. فامتلأ الدير نوراً كما من ألف شمعة. ثم أخذ النور يقوى حتى أضحى أكثر بهاء من الشمس. وقد بدت حيطان الدير كأنها اتّسعت والمنسك أرحب ممّا كان. ثم كلّم القدّيس والدة الإله بدالة فلم تسمع الراهبة من الحوار شيئاً سوى ما قالته والدة الإله للقديس: “قريباً، يا صاح، تكون معنا!”. ثم تقدّمت والدة الإله من الراهبة وأقامتها من وضع السجود ودعتها للتحدّث الى العذارى مقدّمة إليها كُلاًّ منهنّ بالاسم، ثم غادرت. كان قد مضى على الزيارة أربع ساعات
15 - 08 - 2020, 10:44 PM
العرض العادي
