منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 05 - 2014, 03:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,567

كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)
القمص أثناسيوس فهمي جورج
مقدمة ومدخل

رسمت كتابات الآباء أيقونة حية لحياة الكنيسة في العصور الأولى، فجاءت أعمالهم تكملة لخدمة الرسل الحواريين الأطهار، إذ انطلقوا يكرزون ويعلمون ويشرحون ويقطعون بكلمة الحق في يقين وثبات، فكانوا القوة الفعالة والفاعلة والمحركة للكنيسة على مدى الأجيال كلها من جيل والى جيل دهر الدهور.
لذلك عندما ندرس (علم الباترولوجى) آبا الكنيسة وتاريخ مسيحية القرون، نقرأ حياة وأعمال هؤلاء القديسين معلمي البيعة وأعلامها، الذين صاروا لنا بمثابة كتاب معاصرين، يحيون بيننا قريبين منا جدا بل وكأنهم في نفس المكان الذي نعيش فيه، لذلك اقتفاء أثار الآباء ودراسة فكرهم وتأمل أقوالهم، يجعل مجد الكنيسة مجددًا لا يشيخ، حيًا ومعاشًا في أذهان وقلوب أعضائهم.
تلك الكتابات الآبائية مسطرة كجواهر مرصعة في خزانة التقليد الكنسي الحي، كامتداد الكتابات الرسولية، فقد اعتبر الآباء أن الرسولية هي أساس الكنيسة وان الرسل هم أعمدة الكنيسة.. فصاروا هم آباء وأعمدة يحملون الكنيسة في قلوبهم وحياتهم، ويخرجون من كنز قلوبهم جددًا وعتقاء، نحتاج نحن أبناءهم أن نغوص وراء لآلئها في سباحة عميقة ممزوجة بالإيمان والمعرفة والتقوى ومحبة الصلاح.
وهكذا من الكتابات التي ورثناها من خزانة الآباء الروحية والتي استوعبتها الكنيسة، بدأت تسرى سيرتهم ووعيهم الإيماني وفضيلتهم في كياننا الروحي وتسجيل في الوعي الكنسي لأبناء الكنيسة محبي الآباء صفحة وراء صفحة كما بأصبع الله أبينا السماوي.

كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)
لقد امتلأت كتابات الآباء قداسة وهيبة وتعليمًا لاهوتيًا وسلوكيًا مسيحيًا إنجيليًا ونورًا وانتماءًا كنسيًا وخلاصًا، فأراد لهم الله أن يكونوا آباء للكنيسة، معشوقين عند الذين يقرأون وعند الذين يسمعون، متخطين حدود الزمان والمكان حاضرين معنا أينما تتلمذنا لهم بعد أن صارت أقوالهم حضرة دائمة لهم.
أحياء يعلموننا ويستودعوننا دائمًا أبدًا نعمة المسيح.
فلم يكتف علم اللاهوت الآبائي بالسردية الوقائية للتاريخ الكنسي أو بالرؤية التحليلية له، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.بل قدم المؤلفون الروحيون آباء الكنيسة سيرتهم وخبرتهم لإيمانية القادرة على هداية أقدامنا في الطريق، بفكر وخبرة تحول إلى الإيمان العالم والمضمون السري للمسيحية وتؤكد لنا أن التاريخ (الحيّ) لا تصنعه القدرات البشرية وإنما الروح القدس، وان كنيسة الله لهى اشد رسوخًا من المؤسسات الأرضية.
وحسنًا قيل أن الأمور تقيم بالجذور لا بالقشور لذلك كان الحرص على الإلمام والوعي بالمتاح من فروح المعرفة الآبائية، والعلوم اللاهوتية التي كلمنا عنها عظماء الكنيسة وقديسوها البررة.
وتعتبر الرسالة إلى ديوجنيتس Diognetus من الكتابات الروحية التي كتبت بإلهام فاكتملت فيها عناصر الوعي الإيماني والجهات كخبرة روحية، مملوءة بالسمو والأصالة المسيحية، والمحاماة عن الإيمان الإلهي، والشهادة الصادقة للسر المسيحي حياة وسلوكًا، فلاق بها أن تكون على مستوى كل إنسان في كل عصر في كل العالم.
إنها درة آبائية وسط كنور آباء كنيستنا، وهي لاشك تمثل خطًا تعليميًا لا يمحى، وذخيرة نحتاجها لتنير قلوبنا وعقولنا، وتغذى إيماننا وسلوكنا وشهادتنا من اجل التمتع بغنى الحياة المسيحية وروعة الحب الإلهي، فبينما يتهم الغرب بالمنهج التحليلي، نهتم في الشرف بالخبرة الروحية والمعرفة المقترنة بالتقوى والجهاد، لذا يأتي اهتمامنا بهذه الرسالة كصورة وصفحة من صفحات وصور تاريخنا المشرق، وكوثيقة تاريخية بالدرجة الأولي على أعلى ما يمكن من الأصالة.
والقصد من إصدار هذه السلسلة الثمينة عن أباء الكنيسة هذه هنا في الموقع التعرف على كنوز الكنيسة الروحية والفكرية التي أرست قواعد الفكر المسيحي في المسكونة كلها، والتي يرجع إليها الفضل في إثرائه وغناه التي يومنا هذا..
ويسرني أن أقدم هذه الرسالة الآبائية النفيسة -الرسالة التي ديوجنيتس- ضمن سلسلة آباء الكنيسة، التي نصدرها بمناسبة العيد المئوي للكلية الإكليريكية، والتي نتطلع إليها بقلب مستبشر واثق من عمل النعمة، في تكميل رسالتها التعليمية والقيادية، في عهد مشرق وعصر ذهبي، رأينا فيه بابا الكنيسة استنادًا في الكلية الإكليريكية وعميدًا لها ليجدد مجد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، ورأينا فيه بابا الكنيسة خادمًا في خدمة التربية الكنسية ورئيسا للجنتها العليا لتربية أجيال ثابتة في الكرمة الحقيقية، ورأينا فيه بابًا الكنيسة شاعرًا وكاتبًا وصحفيًا..
وعرفناه أيضًا بطلًا من أبطال الإيمان فلمسنا النهضة الروحية والفكرية، والنهوض في التربية الكنسية والإكليريكية في الداخل والخارج أيضًا.
ففي مجال العناية بالتراث الآبائي عنى غبطته بمشروع الميكروفيلم والميكروفيش لتجميع المخطوطات والكتابات الآبائية وبإنشاء مكتبات قبطية متكاملة من أجل التواصل بتراث الكنيسة، لغة وثقافة وعقيدة وفنًا.. وعلمنا قداسة بابانا البابا شنودة الثالث -حفظة الرب- (أن تراث كنيستنا الثمين، هو حاجة العالم اليوم، والمطلوب من أبناء كنيستنا أن يصيروا كارزين وخدامًا في كل مكان).
وفيما تحتفل الكنيسة بالعيد المئوي للإكليريكية تحتفل أيضًا بمرور ثلاثين عامًا على خدمة قداسة البابا كأسقف للتربية الكنسية والمعاهد الدينية، وتحتفل بعاهل الاكليريكية وعميدها البابا شنودة الثالث قاضى المسكونة، الذي أعاد للكنيسة المصرية ريادتها ومكانتها في عالمنا المعاصر.
وقد اعتمدت في إصدار هذه الرسالة، على ما ورد في مجموعة "باترولوجى Patrology" لعالم آباء الشهير جونز كواستن Johannes Quasten، المجلد الأول ص 248-252، وعلى الترجمة الانجليزية الواردة بمجموعة (أباء ما قبل نيقية).
ونت عمق القلب نقدم سجودنا القلبي للثالوث القدوس، الذي أعطانا نعمة وبركة هذا العمل وأعاننا لكي نحوجه إلى النور، وما كان لنا هذا إلا بفضل توجيهات وصلوات أبينا حضرة صاحب النيافة الحبر كلى الاحترام الأنبا بنيامين النائب البابوي للمدينة العُظمى الإسكندرية، ليديم الله حياته وأفضاله وينفعنا ببركة صلواته.
نتوسل إلى روح الله أن يقودنا في الطريق نحو حضن الآب، يعمل في حياتنا جميعًا لكي تستنير أذهاننا ونفوسنا وقلوبنا، وتتقدس أجسادنا وسلوكياتنا وعواطفنا، ببركة آباء الكنيسة وقديسيها، وبصلوات الحبر الأعظم جزيل الغبطة البابا شنودة الثالث، وللثالوث القدوس المبارك المجد والكرامة والعزة والتقديس إلى الأبد آمين.
صوم الميلاد 1992م
رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2014, 03:21 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,567

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)

أهمية الرسالة واكتشافها

كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)
يعتبر البعض أن الرسالة إلى ديوجنيتس أو ديوجين أو ديوجنس أو ديوغنيتس، ضمن الكتابات الرسولية، ويصنفها البعض ضمن كتابات الآباء المناضلين أو المدافعين Apologists.
ويكتنف هذه الرسالة النفيسة غموض كثيف، فلم يتحدد كتابها ولا تاريخ كتابتها، وتجاهلها مؤرخو العلوم الكنسية المشاهير أمثال يوسابيوس، وجيروم، وجناديوس.. فلم يشيروا إليها كرسالة نادرة في تاريخ الآداب المسيحية الأولى.
وكل ما نعرفه عنها أنها اكتشفت في النصف الأول من القرن الخامس عشر (1436) في حانوت من حوانيت القسطنطينية، فعثر على النص ضمن أوراق مهملة، على يد إكليريكي لاتيني يدعى توما ارزو، جاء عاصمة الشرق ليدرس فيها لغة الفلسفة والعلم والحضارة، ثم انتقلت منه إلى راهب دومينيكانى حملها إلى مدينة بازل، هكذا انسابت من يد إلى أخرى حتى استقرت في مكتبة الجامعة في استراسبورج Strasbourg في عام 1859.
وبعد عشر سنوات احترقت تلك المكتبة، واحترقت معها مخطوطات قيمة عام 1870م، في الحرب الفرانكو باروسية Franco-Prussian war أو الحرب الفرانكوالمانية Franco-German war. وهذا المخطوط كان يرقى إلى القرن 13/14، وكان قبلًا محفوظًا في دير Alsatian ببلدة Maursmuenster ضمن كتابات القديس يوستين الفيلسوف والشهيد.
ولان الرسالة تضاف إلى مجموعة كتابات المدافع المسيحي يوستين، ظن البعض أنها من مؤلفاته، لذلك كان احد علماء ستراسبورج قد سبق ونسخ هذه الرسالة بدقة وأمانة، من مخطوطة سنة 1842، لكن تنشر في طبعة تتضمن مؤلفات يوستين الشهيد وقد ظهرت الرسالة في الجزء الثاني من هذه الطبعة التي لكتابات القديس يوستين في عام 1843.
ولكن بالرغم من الاحتفاظ بمحتوى الرسالة في اصدق صورة لمخطوطة ستراسبورج التي ذهبت فريسة نار الحريق، إلى أن هذه الرسالة ليست من بين كتابات المدافع يوستين، ليس فقط لاختلاف الألفاظ والأسلوب بل وأيضًا المحتوى والفكر.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2014, 03:24 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,567

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)

كاتب الرسالة


يبدو ان كاتب الرسالة شاء متعمدًا أن لا يضع اسمه، إذ لا يريد أن تكون المسيحية شيئًا ظاهريًا، فكيف له وهو يؤمن بأن الحياة الحقيقية هي نمو داخلي وعشرة مع شخص المسيح أن يقبل بعد ذلك أن ينال شهرة أو دعاية.
والرسالة إلى ديوجنيتس هي دفاع عن المسيحية كتب في شكل خطاب مرسل إلى وثنى من الطبقة الراقية يسمى ديوجنيتس.. ويعتقد العالم H. Lietzmann أنه من المحتمل أن يكون ديوجنيتس هذا هو معلم الامبراطور مرقس اوريليوس Marcus Aurelius.
1- ويتشابه محتوى الرسالة كثيرًا مع كتابات ارستيدس Aristides، فجاءت تحمل الكثير مما ورد في كتابات المناضل ارستيدس، لكن يبدو انه ليس هناك اعتماد مباشر على ارستيدس، ومن الجانب الأخر استخدم الكاتب أعمال القديس ايريناؤس.

كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)
2- ويعتقد N. Bonwetsch وR. H. Connolly ان هيبوليتس الروماني هو كاتب الرسالة إلى ديوجنيتس، وهذا يعنى أنها كتبت في بدايات القرن الثالث، ومن الأسباب التي تؤيد هذا الاحتمال أن الكاتب يذكر في متني رسالته أن المسيحية قد انتشرت فعلًا في العالم كله.. علاوة على أن ما جاء في فصل 7: 1-5 يذكرنا بما جاء في كتابات هيبوليتس(1)، والفصلان 11، 12 هما ملخصا عمله (2)
3- ويعتقد P. Andriessen بخصوص شخصية كاتب الرسالة، أن كوادراتوس Quadratus هو واضع الرسالة وكاتبها وأنها ليست الا دفاع مفقود للمدافع كوادراتوس، ورغم أن العبارة التي اقتطفها المؤرخ يوسابيوس القيصري (3) من دفاع كوادراتوس المفقود ليست موجودة في الرسالة إلى ديوجنيتس، إلا أن هناك فراغ بين السطور 6، 7 من الفصل السابع من الرسالة ويمكن أن تكون هذه العبارة من الدفاع مناسبة جدًا فيها.
فالمعلومات التي وردت إلينا عن كوادراتوس من تاريخ يوسابيوس المؤرخ الكنسي ومن القديس جيروم وفوتيوس جاءت كلها تتفق مع الرسالة إلى ديوجنيتس (4).
والانطباع الذي نخرج به عن كاتب الرسالة عندما نقراها، يتفق مع ما هو معروف عن المدافع كوادراتوس من التقليد، إذ يجابه الوثنية واليهودية أيضًا بأسلوب كلاسيكي.
بالإضافة إلى ذلك وجه كوادراتوس دفاعه المفقود إلى الإمبراطور هادريان، والحقائق التي تقدمها الرسالة عن الشخص المرسل إليه تناسب هذا الإمبراطور للغاية.
4- تدل الرسالة على علاقة قوية بين كاتبها والقديس اكلمنضس الإسكندري، فيدور الكاتب المجهول للرسالة في فلك اكلمنضس السكندري حسب تعبير كافكن (5)، غير أن بعض الدارسين يرون أن ما هو مشترك بينهما إنما هو قاسم مشترك في التقليد المسيحي القديم، خاصة في مجموعة الدفاعيات والمحاماة عن الإيمان، وان الاثنين لم يعتمد احدهما على الآخر، إنما ارتويا من ينبوع واحد مشترك هو التقليد الكنسي.
ويعتبر الأقرب إلى الواقع هو هذا البحث الذي نشره العالم الألماني (كافكن) في مجلة الدراسات الكنسية القديمة (مجلد 43: 1924 - ص 350) واثبت فيه أن الرسالة من وضع القديس اكلمنضس الاسكندرى أو من وضع احد تلاميذه.
عمومًا يرى الدارسون أن هذه الرسالة سكندرية الأصل والمبنى واللفظ والاتجاه الفكري، وحسب (كافكن) أن الإسكندرية مهد اللاهوت المسيحي في العالم هو مصدر الرسالة للأسباب التالية.
أ) الرسالة لا تضاد الثقافة والمعرفة، وهو التيار الروحي واللاهوتي الذي تميزت به مدرسة الإسكندرية.
ب) الرسالة تفسر شجرة الحياة المعرفة بشكل واضح نراه عند اكلمنضس وأوريجانوس والبابا أثناسيوس الرسولي ولا نراه عند غيرهم من الآباء.
ج) الرسالة ترفض الوثنية واليهودية لنفس الأسباب التي جاءت في كتابات آباء الإسكندرية العظام.
وبالرغم من أن كاتب هذه الرسالة مجهولة، إلا أن كاتبها لابد وان يكون تلميذا للآباء الرسل، ومن العصور المسيحية الأولى،لذا جاءت رسالته مملوءة من العبير الرسولي النقي الأصيل، كنموذج للرسائل الدفاعية ضد الوثنية والإقناعية أمام اليهودية، فاتت كدرة ذات إشعاع بالغ النقاء، معبرة عن الانتماء المسيحي، وعن علاقة المعرفة بالحياة وعدم مظهرية الحياة المسيحية كسلوك وممارسات وقيم روحية معاشة في نفوس الذين دعى عليهم اسم المسيح، وفهم لدقائق الإيمان مع شمولها على روح التهذيب المسيحي.
ويجب أن نقنع بترك معرفة الراسل والمرسل إليه، في الغموض الذي يحيط بالرسالة موضع الدراسة، فقط نتقبل الرسالة كما كتبها الكاتب المسيحي في غيرة كرازية ونارية للرد على تساؤلات وثنية، كشهادة تاريخية على جسارة الآباء وديناميكينهم وجهادهم الكرازي تجاه العالم الوثني، سواء كان اسم الراسل أو المرسل إليه اسمين لشخصيتين رمزيتين أو حقيقيتين، فهي رسالة إيمانية روحية لها أهميتها التاريخية والتقليدية والعلمية، إذ تنعكس خلالها رؤية الحياة المسيحية في قرونها الأولى، ومدى علاقة الكنيسة الناشئة بالمجتمعات المحيطة بها.
ولعل الأيام والدراسات البحثية تتوصل إلى فك الغموض الذي يكتف هذه الرسالة من حيث كاتبها وزمان كتابتها.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2014, 03:26 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,567

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)

السمات الأساسية في الرسالة

1- تعتبر هذه الرسالة درة ثمينة (7) في وثائق الفكر المسيحي الأول، وهي أيضًا رسالة متميزة في مجموعة المحاماة عن الإيمان المسيحي والدفاعيات.. لذلك صاغها الكاتب في شكل أسئلة طرحها عليها صديقة الشريف ديوجنيتس، مقدمًا إجابة صريحة ودقيقة عن هذه التساؤلات.
كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)
2- اتسمت الرسالة بالدقة في التفكير مع وضوح في التعبير والعرض المزين باللطف والوداعة المسيحية ورقة العاطفة (8).
ففندت الاتهامات الموجه ضد المسيحية، متخطية الدفاع إلى التبشير الكرازي بطريقة مباشرة ولكن بطريقة التماسية وديعة، فجاءت الرسالة عظمة أكثر منها دفاعًا، إذ لم تكن الكنيسة مهتمة بمواجهة العالم الذي كان يبغضها، ولا كانت مهتمة بتفنيد الاتهامات الموجهة ضدها، بل بالأكثر دقيقة وواضحة في الكرازة بالكلمة بكل حب مخلص ولطف مسيحي.
كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)
3- يصف الكاتب بكلمات رائعة سمر المسيحية عن الوثنية وأفضلية الحياة المسيحية على صنمية الحمقاء وعلى العبادة اليهودية ذات الفريسية الشكلية، وفي نقده هذا للوثنية واليهودية، يستخدم الكثير من المحاججات التي نجدها في كتابات المدافعين اليونان، ويرى عالم الآباء الشهير جونز كواستنى (9) Quasten . J أن أفضل جزء من الرسالة هو ذلك بصف فيه الكاتب سماوية الحياة المسيحية.

كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)
لذلك ابرز الكاتب جانبين:
أ- كيف يمكن للإنسان أن يتعبد لصنم صنعته أيادي البشر من مادة قابلي للتلف والفناء والسرقة.
ب- الذبائح الدموية وعبادة الأصنام والسفسطة اليهودية.
وذلك لان ديوجنيتس الذي كتبت إليه الرسالة، كان شديد الرغبة في معرفة طريقة عبادة المسيحيين، يستقصى بدفة عن اله المسيحيين، وعن سبب احتقارهم للعالم واستهانتهم بالموت وعدم احترامهم لآلهة الوثنيين وخرافات اليهود.. مستفسرًا عن الممارسة المسيحية الجديدة التي دخلت إلى العالم.
لذا يطلب كاتب الرسالة من ديوجنيتس أن يطهر نفسه من الخرافات والعادات الخاوية لكي يسمع للتعليم المسيحي الجديد،فهل يعقل أن يكون الإله حجرًا ونحاسًا أو خشبًا أو آنية أو فضة يحرسها الحرس من السرقة، أو حديدًا يفنى من الصدأ أو فخارًا يكسر هل تعتبر هذه آلهة!! تلك الخالية من الحياة المجردة من الشعور العاجزة عن الحركة، المعرضة للتغيير والعفن، ثم بعد كل هذا يخدمها عباد الأوثان ويسجدون لها ويدعونها آلهة.
(وإذا كانت هذه آلهة فلماذا تعينون أشخاصًا لحراستها وتغلقون عليها ونهارًا لئلا تسرق، بينما تعبدونها انتم بالدم والذبائح).
ثم ينتقل الكاتب ليبرز سمو المسيحية وكمالها الإلهي وعبادة الإله الواحد رب الكل وبالمقارنة بخرافات وحماقات اليهودية من دم ودخان وذبائح ومحرقات معتقدين ان هذه الذبائح مقبولة لله تلك هي وسوسة اليهود وخرافات السبوت والافتخار بالختان والتباهي بمظاهر الحماقة اليهودية.
وبهذا تكون الرسالة إلى ديوجنيتس قد أوضحت سمو المسيحية وروحانيتها وكمالها عن اليهودية بارتفاعها فرق الناموسية والفريسية والحرفية القاتلة من تطهيرات وختان للجسد، كما لا يحمل المسيحيون كبرياء اليهود واعتدادهم، فبينما عبادات الوثنية واليهودية تحض أتباعها على شكليات لا روح فيها يدعو الكمال المسيحي إلى الروحانية المحيية.
كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)
4- كشف الرسالة عن سمو الحياة المسيحية وسلوك المسيحيين في أيامه، فيما يتعلق بالآتي:
أ- السلوك العملي المسيحي اليومي كترجمة فعلية صادقة للسمو الإيماني.
ب- الإيمان المسيحي كهبة سامية فرق الإدراك البشرى المحدود، لكنه إيمان لا يناقض العقل، إذ قدمه الله اللوغوس نفسه.
(العقيدة التي يدين بها المسيحيون، ويحيطونها بجليل العناية، ما كانت قط يومًا من استنباط إنسان، فإن إيمانهم لا يمت بصلة إلى أسرار البشر، انه بالحقيقة هبة القدير بالذات، خالق الكل، غير المنظور، عطية السماء فهو الذي جعل الحق بين الناس، أعني كلمته القديس غير المدرك، الذي وطد الله في قلوب المؤمنين به).
(إن رب الكون.. قد ظهر للبشر في ملء محبته.. كشف لنا عن قصده في شخص ابنه الحبيب، وأعلن ما أعده لنا منذ البدء).
(الله لم يبغضنا، ولم ينبذنا، ولم يغضب علينا، بل اتسم بطول الأناة زمنًا، وحمل أثقالنا وتحنن علينا وحمل خطايانا، وسلم وحيده فداء عنا!! نعم لقد سلم القدوس للمجرمين، والبار اللاثمة، والصديق للمنافقين، والأزلي للمائتين. بماذا يمكن أن تستر آثامنا أن لم يكن ببره هو؟ بمن نتبرر نحن الأثمة أن لم يكن ببر ابنه الوحيد؟)
(لقد ظهر الكلمة وأعلن نفسه للبشر، وإذ لم يفهمه من لم يؤمنوا به، كشف عن سره لتلاميذه الذين عرفهم، فآمن به تلاميذه، ونالوا من معرفة أسرار الآب لهذا جاء كي يعلن ذاته. ولما استهانت به خاصته، حمل الرسل بشارته إلى الأمم فأمنت به.
في البدء كان وظهر كأنه جديد، وهو القديم، ميلاده يتجدد ابدأ في قلوب قديسيه، أنه الأبدي ونحن اليوم نعرفه كأنه جديد!)
وحرصت الرسالة في سمتها الرئيسية على إبراز الطبيعة الكنسية السماوية، التي تتعامل بالواقع العملي بكونها تعيش على الأرض.
(يقيم كل منهم في وطنه، إنما كغريب مضاف.. أنهم في الجسد، ولكنهم لا يعيشون حسب الجسد. يصرفون العمر على الأرض إلا أنهم من مواطن السماء).
كما وركز كاتب الرسالة أيضًا على الأخلاق السلوكية المسيحية كعيشة سماوية وطاعة للقوانين المفروضة ومحبة لكل الناس، مهما كانوا مجهولين أو مدانين.
كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)
5- أكدت الرسالة على الانتماء الوطني المسيحي، وعلى أن المسيحية سر وأنها حياة لا يمكن التعرف عليها خارجيًا، ولذلك يؤكد الكاتب مقررًا أن اللغة المسكن الملابس، والعادات هي الأمور لا تخص إلى الشعب الجديد الذي لا ينتمي إلى الوثنية ولا إلى اليهودية.
وسر سمو المسيحية هو في الحياة الداخلية، وهي التي تجعل المسيحي ارفع وأعظم من كل الشرائع الموضعية وأرقى من الفرائض، فهي لا تعرف الإجبار والفرض، والمسيحية في العالم ولكنها ليس من العالم، والمسيحيون على الأرض لكن المواطنة الصادقة الحقيقية هي في السماء، لكن هذه الحياة السمائية لا تعنى العزلة عن العالم لا المسيحيين هم مثل النفس في الجسد ولا يمكن في هذا التشبيه أن نرى كيف يمكن أن تكون النفس في عزلة عن الجسد، هم خميرة تخمر هم ملح يملح (مت 5: 13 -16).
فالمسيحي بينما هو يتطلع إلى السماويات، عليه ان يكون ايجابيًا كما النفس للجسد، إذ أن علاقة الكنيسة بالعالم كعلاقة الروح بالجسد، مصدر حياته، أنها وجدت لتقدس العالم كخميرة للمجتمع البشرى، وكالنور الذي يهدى إلى السبيل.
وتؤكد الرسالة على المواطنة الصالحة للمسيحيين، فهم ليسوا كما يتخيل ديوجنيتس، شعبًا متوقعًا حول ذاته، يقيم من ذاته دولة لها لغتها الخاصة وعاداتها المستقلة، إنما الإيمان المسيحي هو المحبة الديناميكية بالانفتاح على البشرية، على خلاف اليهود:
(لا وطن، ولا لغة، ولا عادات، تميز المسيحيين عن سائر البشر، فهم لا يقطنون مدنًا خاصة بهم، ولا ينفردون بلهجة معينة).
وينطلق فكر كاتب الرسالة من أن علاقة المسيحيين بالعالم كالروح في الجسد، وكما أن الروح منتشرة في كل أعضاء الجسم كذلك المسيحيون منتشرون في كل مدن العالم يسكنون العالم، لكنهم ليسوا من العالم.
كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)
لذا يقول كاتب الرسالة:
(يقيم المسيحيون في العالم كما يقيم الروح في الجسد، الروح منتشرة في أعضاء الجسد انتشار المسيحيين في مدن العالم.
الروح تقيم في الجسد، إلا أنها ليست من الجسد المنظور.. الجسد يكره الروح ويقاومها، وان ينله منها أذى، سوى أنها تحول دون انغماسه في حمأة اللذات، والعالم يكره المسيحيين، لا لأنهم أساءوا إليه، بل لكونهم يتصدون لما فيه من شهوات منحرفة فاسدة، تحب الروح الجسد الذي يبغضها، كما يحب المسيحيون مبغضيهم.
الروح سجينة الجسد، ولولاها لم كان للجسد حياة، والمسيحيون موثوقون في سجن العالم ولولاهم لا قيام ولا حياة للعالم).

كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)
ويخضع المسيحيون للقوانين، باعتبارهم مواطنين صالحين، يعملون بنشاط واجتهاد وجدية في خدمة بلادهم، يمتثلون للشرائع والقوانين القائمة، إلا أن نمط حياتهم يسمو كمالًا على الشرائع وعلى القوانين.. ولا يعلمون إلا الصلاح.
فأساس المنهج المسيحي في العلاقة مع الدولة يعتبر أن من يقاوم السلطة يقاوم ترتيب الله، لذلك تنادى المسيحية كل نفس بالخضوع للسلاطين، لأنه ليس سلطان إلا من الله وبترتيب منه.
وتعتبر أيضًا أن الخضوع لسلطان الحاكم ليس بسبب القانون أو العقوبة لكن بسبب الضمير، لعلى المسيحي أن يدفع الضرائب ويعطى الخوف لمن له الخوف والإكرام لمن له الإكرام، على اعتبار أن دفع الضرائب وإعطاء ما لقيصر لقيصر وما لله لله وإعطاء الجميع حقوقهم سلوكية مسيحية ملزمة، في إطار الخضوع للحاكم والأمانة للمجتمع كما لله!!
ويتمسك كاتب الرسالة بالأسلوب المسيحي الوديع في مجال الولاء للدولة والاستعداد للأعمال الصالحة وعدم الطعن في احد مع إظهار كل وداعة لجميع الناس.
لذا جاءت الرسالة كمنهج تعليمي فائق الوطنية والأصالة والانتماء والإخلاص للمجتمع وللدولة، تستنهض وطنية المسيحي وأمانته المطلقة للدولة باعتبارها مشيئة إلهية، مع الاحترام والتقدير الشديد للأحكام والحكام والقوانين التشريعية.
كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)
6- ركزت الرسالة إلى ديوجنيتس على علاقة المعرفة بالحياة كأساس للانتماء والسمو المسيحي، فهو أساس مبنى على العلاقة بين المعرفة والحياة، وشجرة المعرفة ليست للموت وإنما هي المعصية، تلك المعصية هي التي ركز عليها الكاتب في الفقرة (12: 2).
لقد أكل أدم من شجرة المعرفة قبل أن يأكل من شجرة الحياة وهنا المشكلة، فالحياة النابعة من الله هي حياة حقيقية وبالتالي هذه الحياة بذاتها تؤدى إلى المعرفة الحقيقية، فالحياة هي المعرفة وذلك ما يميز الإنسان عن المخلوقات غير العاقلة.

كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)
ولكن الإنسان الأول لم يطلب المعرفة الطاهرة النابعة من الحياة مع الله، وذلك تعدى بغواية الحية وطلب المعرفة المغشوشة، وهنا يصل كاتب الرسالة إلى غايته، لا حياة بدون معرفة وما من معرفة حقيقية بدون حياة حق. وأخيرًا يطلب الكاتب في نص يشبه الصلاة (ليكن قلبك وعاء المعرفة) (12:7).
وتقول الرسالة إلى ديوجنيتس (فلتكن لك معرفة الآب كأول درس) واصفًا هذه المعرفة الإلهية الغير غاشة بأنها معرفة شركة ومعرفة حياة تتدفق في القلب بالغلطة والفرح.
وتتحدث الرسالة عن اتحاد القلب بالمعرفة وقبول الكلمة داخل الحياة، حتى تنمو شجرة المعرفة وتتجمع ثمارها، فليست المسيحية مجرد فكرة أو ايديولوجية من صنع البشر لكنها ظهور الكلمة والحق والقدوس غير المدرك الإله والمخلص.
كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)
7- يدعو الكاتب صديقه ديوجنيتس للإيمان:

(لآن، إن رغبت أيضًا أن يكون لك مثل هذا الإيمان، فلتكن معرفة الآب كأول درس لك تصور أية غبطة سيتدفق بها قلبك لمعرفته، ولكم تندفع في حب من أحبك أولًا بحبك له تتمثل بجوده.. وستشجب خداع العالم وضلاله.
يوم تعي حقيقة الحياة المسيحية، تزدرى بما يسمونه موت الجسد، لترهب الموت الحقيقي المعد لمن سيطرحون نهائيًا إلى النار الأبدية جزاء أعمالهم السيئة، وستنحني إجلالًا وتعظيمًا أمام من قاسوا عذاب النار هنا لأجل البر وتغطهم إذا ما كنت على علم بحقيقة النار الآخر).
(لتتحد المعرفة بقلبك، ولتتقبل حياتك في داخلها الكلمة. وإذا ما نمت هذه الشجرة (شجرة المعرفة) فيك، وجمعت ثمارها، فانك لا تنفك تحبني نواله من الله، وما لا تقوى الحية على الوصول إليه، ولا الخداع أن يتسلل إليه، أما حواء فإنها لم تبق بعد ضحية الإغواء، بل ستظل عذراء، ويعلن الخلاص).
وفى دعوة كاتب الرسالة لديوجنيتس لقبول الإيمان، يؤكد على عدم مظهرية المسيحية وان المسيحية لا يمكن أن يكون لها مظاهر خاصة للأسباب التالية:
أ- إنها ديانة الله المتجسد، وهل بعد التجسد يمكن أن يضاف شيئًا للمسيحية؟ فاللوغوس الكلمة ظهر وأعلن عن نفسه (11:2)، ولذلك بعد أن جاء لكي يقدم لنا معرفة صادقة لا يمكن أن توضع ديانة قائمة على معرفة حقيقية بالله في إطار مظاهر خارجية.
ب- لقد كشف الابن بتجسده عن ترتيب الأزمنة (11:5) وما هو ترتيب الأزمنة إلا أننا نعيش في زمان الحياة والحرية لان الناموس الموسوي الذي أدب الإنسان بالخوف صار الآن أنشودة.
ج- لقد وضع الابن الكنيسة في العالم ولذلك هي امتداد لتجسده، وهذا الامتداد هو انتشار حياة وليس انتشار مظاهر.
وبالجملة قد كاتب الرسالة توصيفًا دقيقًا لإيمان المسيحي والحقائق الخلاصية المسيحية كهبة إلهية تسمو فوق العقل البشرى لكنها لا تناقضه.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2014, 03:26 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,567

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)

أقسام الرسالة



كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)
1- غيرة ديوجنيتس وأسئلته (1)
(مناسبة الرسالة)
2- سمو المسيحية على الوثنية واليهودية (2-4)
(بطلان العادات الوثنية والخرافات اليهودية)
3- سمو الحياة المسيحية (5-6)
(المسيحية وروح العالم)
4- أصل المسيحية الإلهي. (7-8)
(سماوية المسيحية)
5- ظهورها مؤخرًا لإظهار عجز الإنسان بذاته (9)
(المعرفة الإلهية والحياة)
6- دعوة ديوجنيتس لقبول الإيمان (10)
(هدف الرسالة: الدعوة للإيمان)
7- الفصلان (11، 12) يرى البعض أنهما دخيلان يخصان عملًا أخر ربما يكون من عمل القديس بنتينوس السكندري مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية (10) أو من عمل هيبوليتس الرومانى (11)، أو ميليتس المدافع أسقف ساردس (12)
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2014, 03:27 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,567

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)

نص الرسالة


  • غيرة ديوجينيتس وأسئلته | مناسبة الرسالة
  • سمو المسيحية على الوثنية | بطلان العادات الوثنية
  • سمو المسيحية على اليهودية | بطلان الخرافات اليهودية
  • سمو الحياة المسيحية
  • المسيحية وروح العالم
  • أصل المسيحية الإلهي
  • الإيمان بالله
  • المعرفة الإلهية والحياة
  • دعوة ديوجنيتس لقبول الإيمان
  • قبول النعمة الإلهية
  • الدعوة للإيمان
  • المصادر والمراجع
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2014, 03:27 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,567

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)

غيرة ديوجينيتس وأسئلته | مناسبة الرسالة

(أنا عالم باهتمامك الشديد الذي يدفعك لان تتعلم أيها الشريف ديوجنيتس عن تقوى المسيحيين، لاسيما وانك تسأل أسئلة منتقاة واضحة، وعنهم وعن الإله الذي يؤمنون به وكيف يعبدونه، وعما يدفعهم إلى الازدراء بالعالم والى الاستهانة بالموت، ويهمك أن تعرف لماذا لا يعترفون بالآلهة التي يعترف بها اليونانيون ولا يلتفتون إلى خرافات اليهود؟
وما هو سر حبهم بعضهم لبعض؟ وأيضًا لماذا لم يظهر هذا الشعب الجديد، بل قل هذا السلوك الجديد في الحياة إلى في هذه الأيام فقط، وليس في الماضي؟
وأنا أرحب بهذا الاهتمام البالغ واسأل الله الذي أعطى لنا قوة الكلام والاستماع، أن يعطيني الكلام الذي يفيدك وعندما تصغي، تجد (إجابة شافية على كل أسئلتك)، فلا تشعر بأنك خسرت شيئًا من إصغائك لكلامي.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2014, 03:28 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,567

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)

سمو المسيحية على الوثنية | بطلان العادات الوثنية

1- ياليتك تطهر عقلك من التعصب الذي يمنعك من التفكير بل يا ليتك نخلع عنك كل العادات التي تتمسك بها لأنها تخدعك، بهذا تصبح إنسانًا جديدًا من جديد، لان ما سوف تسمعه منى جديد، وأنت نفسك تسلم بذلك.
انظر ليس بعينيك فقط بل بعقلك ما هو حقيقة وشكل تلك التي تدعونها وتعاملونها كآلهة.
2- أليس الواحد منها حجرًا كالذي نسير عليه (بأقدامنا) والآخر معدنًا لا يسمو قيمة على أن آنية مصنوعة (من نفس المعدن) نستخدمها لقضاء الحاجة؟ أليس الواحد منها خشبًا نخره السوس والآخر فضة يحتاج إلى بشر يحرسه من اللصوص، أو حديدًا يأكله الصدأ أو خزفًا لا فرق بينه وبين آنية (خزفية) تستعمل لأدني الأغراض.

كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)
3- الم يصنع كل منها من مادة فانية؟ الم يشكل (هذه المادة) الحديد والنار؟ أليس كل هذه الآلهة من عمل نحات استخدام الخشب، أو من صنع الحداد أو الصائغ أو الخزاف؟ وقبل إخراجها في شكل آلهة على أيدي الفنانين، أما كان ممكنًا أن يتغير شكلها (الآلهة) حسب رغبة الصانع، بل ويتغير إلى ما لا نهاية؟ لأنه من الممكن أليس كذلك، أن تتحول الآنية المسبوكة من نفس المعدن إلى آلهة، والآلهة التي تعبدونها إلى آنية إذا ما عكفت عليها يد الصانع الفنان.
4- وأيضًا، ليس من الممكن أن تتحول (التماثيل) التي تعبدونها إلى آنية مثل أي آنية، وان ذلك يتم بواسطة البشر؟ ألا تراها (التماثيل) جميعًا صماء، عمياء، لا حياة فيها ولا شعور؟ أليس كلها غير قادرة على الحركة؟ ألا تتآكل؟ ألا يدب فيها الفساد؟
5- هل تدعون هذه آلهة؟ وهل هذه ما تعبدون وهل هذه ما تقدمون لها الصلوات؟ وفي النهاية تصبحون مثلها؟
6- أليس ما يحملكم على إضمار البغض للمسيحيين هو أنهم لا يعتقدون أن هذه التماثيل آلهة.
7- ومع ذلك فمن بينكم انتم أيضًا من يزدرى بهذه الآلهة التي تجلونها وتعبدونه، بل انتم تصرفون بشكل يجلب الاحتقار لهذه الآلهة،لأنكم عندما تعبدون الحجر والخزف تقيمون الحرس لحراستها، بل تغلقون عليها الأبواب بإحكام في الليل، إن كانت فضة أو ذهبًا، وتقيمون الحراس في النهار، حتى لا يخطفها اللصوص.
8- لو كان لهذه التماثيل قوة إدراك لرفضت التكريم الذي تقدمونه لها، ولكن لأنها بلا ادارك أعلنتم انتم عدم أهميتها بالعبادة التي تقدمونها وبدم وشحم الذبائح المضحى بها.
9- ليجرب أي منكم أن تقدم له العبادة والإكرام الذي يقدم لتماثيل، إنني على يقين من أن لن يحتمل، لان له إدراكًا وعقلًا، أما التماثيل فإنها تقبل ما تقدمونه لها لأنها فاقدة الشعور والفكر، وقبولها هذا التكريم هو الدليل الذي تقدمونه انتم على بطلانها.
10- عندي كلام كثير أقوله عن الأسباب التي تجعل المسيحيين يرفضون تقديم العبادة لهذه الإلهة، ولكن ما ذكرت يكفى، أما إذا وجد إنسان أن ما ذكرته لا يكفى، فإنني اعتقد أن الاستفاضة في شرح الأسباب هي بلا جدوى.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2014, 03:29 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,567

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)

سمو المسيحية على اليهودية | بطلان الخرافات اليهودية

1- ويلي هذا طبعًا ما تود أن تعرفه بشكل خاص، أي أن تسمع (إجابة لسؤال)، لماذا لا يعبد المسيحيون مثل اليهود؟
2- اليهود على حق في امتناعهم عن العبادة الوثنية التي تحدثت عنها وفي تمسكهم بالإله الواحد رب الكون الذي يعتبرونه سيد كل شيء، ولكنهم يخطئون لأنهم يعبدونه بذات الشكل السابق الذي تحدثت عنه.
3- وكما أن اليونانيين يبرهنون على غباوتهم بتقديم الذبائح للتماثيل الصماء، هكذا على اليهود أن يعرفوا أنهم يبرهنون على غباوة، وليس على احترام، عندما يظنون أن الله يحتاج إلى الذبائح.
4- لان "الذي صنع السموات والأرض وكل ما فيهما" (خر 20: 11 مز 146: 6 - أع 14: 15) والذي يعطى للكل ما يحتاجه، لا يحتاج لما يقدمه هو لنا.

كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)
5- وفي هذا كله، يبدو لي أنه لا فرق بين الذين يعبدون ويكرمون الله بتقديس البائح وتقديم الدم والشحم والمحرقات له، وبين هؤلاء الذين يقدمونها لتماثيل الصماء، ويبدو لي أن اليونانيين يقدمون لما لا يمكنه أن يشترك في الذبيحة أو يقبل تكريمًا، أي التماثيل، وان اليهود يقدمون لمن لا يحتاج لشيء بالمرة.
كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)
1- بالإضافة إلى ما ذكرت، أنت في غنى عن أن أمدك بكل أوهام اليهود الخاصة بالطعام، أو الخرافات المتعلقة بالسبت،أو تفاخرهم بالختام، وزيف صيامهم ورصدهم طلوع القمر لتثبيت الأعياد، فكل هذه توافه لا تستحق البرهنة على عدم قيمتها.
2- وكيف يمكن للإنسان أن يصنف ما خلقة الله لمنفعة الإنسان إلى طاهر ونجس وعديم النفع؟
3- وماذا يمكن أن يكون هذا التصنيف سوى عدم تقوى، واتهام لله بأنه نهى عن عمل الصلاح في السبت.
4- أليس من السخرية أن يتباهى المرء بقطع جزء من جسده؟ وأن يعتبر ذلك برهانًا على اختيار الله؟ وعلى أن الختان هو الذي يجعلهم محبوبين من الله؟
5- وماذا نقول عن مراقبتهم للنجوم والقمر ليرتبوا وفق دوراتهم الشهور والأيام الخاصة بالعبادة، ويوزعوا وفق رغباتهم -على الأوقات المتعاقبة التي رتبها الله- أعيادهم ومناسبات نوحهم (توبتهم)، وهل في هذا برهان على التقوى أم فيه برهان على العبادة؟
6- وهكذا اعتقد انك عرفت بما فيه الكفاية، أن المسيحيين على صواب في امتناعهم عن ضلال اليهود وجهلهم وكبريائهم ولكنك لن تتعلم من إنسان سر التقوى المسيحية.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2014, 03:30 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,567

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)

سمو الحياة المسيحية

1- لا وطن، ولا لغة، ولا عادات تميز المسيحيين عن غيرهم من سائر البشر.
2- لا يقطنون مدنًا خاصة ولا ينفردون بلهجة غير مألوفة ولا يمارسون أي شيء فريدًا أو غريب في حياتهم.
3- وتعليمهم لم يكتشف بواسطة عقل وذكاء أناس مشغولين بالفكر، وهم لا يدفعون مثل باقي الناس عن أي تعليم بشرى.
4- وبينما هم يعيشون في المدن اليونانية (الإمبراطورية) أو في المدن البربرية (خارج الإمبراطورية) وفقًا لظروف كل منهم إلا أنهم يتبعون عادات البلاد التي يعيشون فيها، في الملبس، المأكل، وكل ما يخص الحياة، إلا أنهم يظهرون بحياتهم وبأعمالهم ما في انتمائهم الروحي من سمو.
5- يقيم كل (مسيحي منهم في وطنه، ولكن كما لو كان غريبًا. يتممون واجباتهم كمواطنين ويتحملون كل الأعباء كغرباء،كل ارض غريبة (خارج الإمبراطورية) وطن لهم، وكل وطن ارض غريبة.

كتاب الرسالة إلى ديوجنيتس (من الأدب المسيحي الأول)
6- يتزوجون كسائر الناس، وينجبون أطفالًا، ولكنهم لا ينبذون أطفالهم.
7- يضيفون الغرباء مجانًا، ولكنهم يحتفظون بالطهارة.
8- يحيون في الجسد، ولكنهم لا يحيون حسب الجسد.
9- يصرفون العمر على الأرض، إلا أنهم من مواطني السماء.
10- يطيعون الشرائع الوضعية. لكنهم يسمون على كل هذه الشرائع.
11- يحبون جميع البشر والجميع يضطهدونهم.
12- يتنكرون لهم حيثما وجدوا ويحكمون عليهم بالموت ولكنهم بموتهم يربحون الحياة (2 كو 6:6).
13- فقراء وبفقرهم يغنون كثيرين (2 مو 6:10)، يفتقرون إلى كل شيء، وكل شيء فائض عندهم.
14- يحتقرهم الناس، ولكن احتقار الناس هو مجدهم، يتكلم الناس عليهم بافتراء ولكنهم يتبررون.
15- يشتمونهم فيباركون (2 كو 4: 12)، يهانون فيكرمون.
16- عندما يعلمون الصلاح يعاقبون أحيانًا، كما لو كانوا أشرارًا، ولكنهم يفرحون بالعقاب كمن ينالون حياة.
17- يحاربهم اليهود بشدة لأنهم أمم، واضطهدهم اليونانيون، وان سألت مبغضيهم عن السبب في هذه العداوة، يعجزوا عن أن يقدموا سببًا لها.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب ودقت الأجراس قصة من الأدب الروحى الرهبانى
الرسالة إلى ديوجنيتس
كتاب الرسالة إلى ديوجينيتوس
من الرسالة إلى ديوجنيتس (أحد كتابات الاّباء الرسوليين ) - سمو الحياة المسيحية
«الوطن» تنفرد بنشر الرسالة التى تحول إلى «كتاب الخطايا» للرد على «إنجازات الرئيس»


الساعة الآن 02:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024