منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 07 - 2021, 02:38 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,219,795





فى عرس قانا الجليل



فى عرس قانا الجليل
كان هناك عرس فى قانا الجليل، وكانت السيدة العذراء أم يسوع هناك.. ودعى أيضاً السيد المسيح وتلاميذه إلى العرس (انظر يو2: 1، 2).
كان السيد المسيح فى بداية أيام خدمته، بعد عودته من الجبل بعد صومه الأربعينى المقدس، وقد وافق أن يقبل الدعوة لحضور العرس ومعه تلاميذه.. وهناك وبتوسط العذراء أمه، صنع أول معجزات خدمته أمام تلاميذه، إذ “لما فرغت الخمر قالت أم يسوع له ليس لهم خمر” (يو2: 3)، فحوّل السيد المسيح الماء إلى خمر بناءً على طلبها. فكانت “هذه بداية الآيات فعلها يسوع.. وأظهر مجده فآمن به تلاميذه” (يو2: 11).
اختار السيد المسيح أن يبدأ معجزاته فى وسط تلاميذه، بناء على طلب من السيدة العذراء، ليعلّمنا أن شفاعتها التوسلية لديه مقبولة فى كل حين وفى مقدمة كل الشفاعات.
لم يكن السيد المسيح متعجلاً أن يصنع معجزات يظهر بها قوته الإلهية.. مع أن الفرصة كانت متاحة له لصنع معجزة. إلا أنه مكث فى العرس دون أن يفعل شيئاً. حتى جاءت أمه القديسة فائقة الكرامة مريم، الشفيعة المؤتمنة على جنس البشر والمكرمة جداً أكثر من الشاروبيم والسيرافيم.. جاءت ترجوه فىحب وثقة أن يفعل شيئاً من أجل أصحاب العرس، الذين تورطوا فى حرج شديد حينما فرغت الخمر (غير المسكرة) التى يقدمونها للمدعوين.
الخمر فى الكتاب المقدس تشير إلى محبة الله كقول عروس النشيد “أدخلنى إلى بيت الخمر، وعلمه فوقى محبة” (نش2: 4). وهكذا دائماً تطلب العذراء من أجل فيض محبة الله أن يتجدد فى أحشائنا بقوة شفاعتها غير المرفوضة.
كم هو جميل أن ندعو سيدنا يسوع المسيح ووالدته العذراء إلى عرس حياتنا حتى تتدفق فينا محبته بغزارة، وبحلاوة عجيبة.
قال السيد المسيح لأمه: “ما لى ولك يا امرأة” (يو2: 4) بمعنى أنه لا يمكن أن يرد طلب للعذراء الطاهرة المرأة التى أعادت اللقب الأول لحواء قبل السقوط “هذه تدعى امرأة لأنها من امرءٍ أخذت” (تك2: 23). لأنها آمنت وأطاعت وقبلت أن تصير أماً لمخلص العالم. وترنمت بالروح القدس قائلة: “تبتهج روحى بالله مخلصى” (لو1: 47).
فهمت السيدة العذراء أن المخلص قد قبِل توسلها وطِلبتها، وأنه سوف يصنع المعجزة، مع أنه قال: “لم تأتِ ساعتى بعد” (يو2: 4)، فقالت للخدام: “مهما قال لكم فافعلوه” (يو2: 5).
وصنع يسوع المعجزة، وحوّل الماء إلى خمر شهد لها رئيس المتكأ. وقال الإنجيل عن هذه المعجزة “هذه بداية الآيات فعلها يسوع فى قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه” (يو2: 11).
فى اتضاعه العجيب لم يفعل هذه الآية إلا بتوسل السيدة العذراء، ولهذا حسب أن ساعة صنعه للمعجزات لم تكن قد أتت بعد. وهكذا كان السيد المسيح دائماً يحاول أن يخفى مجده، ولا يطلب مجداً من الناس، بل يبحث عن خيرهم.
كان الحب هو دافعه.. فى بحثه عن خراف بيت إسرائيل الضالة.. فى سعيه من أجل خلاص البشرية.. فى تعبه من أجل الخطاة.. “يجول يصنع خيراً” (انظر أع10: 38) و”يشفى كل مرض وكل ضعف فى الشعب” (مت 4: 23).
ولكن لماذا اختار أن يبدأ معجزات خدمته فى عرس، وليس فى أى مجال آخر؟
كانت علاقة الرب بالبشرية قد بدأت فى الفردوس، حيث نشأت العائلة البشرية الأولى.. وكانت هذه العائلة الأولى من آدم وامرأته، هى الرمز الأول لعلاقة السيد المسيح بالكنيسة.
فمن المعلوم أن “الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضاً رأس الكنيسة” (أف5: 23) وقيل للرجال: “أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة، وأسلم نفسه لأجلها.. مطهراً إياها” (أف5: 25، 26).
وقال معلمنا بولس الرسول عن الزواج كصورة لارتباط السيد المسيح كعريس بكنيسته: “هذا السر عظيم، ولكننى أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة” (أف5: 32).
وفى مَثل العذارى الذى يرمز إلى العرس السماوى قال السيد المسيح: “يشبه ملكوت السماوات عشر عذارى أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس.. ففى نصف الليل صار صراخ هوذا العريس مقبل، فاخرجن للقائه” (مت25: 1، 6).
ومعلمنا بولس الرسول يؤكّد هذه الحقيقة أن السيد المسيح هو عريس لكنيسته بقوله: “خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح” (2كو11: 2).
لهذا اختار السيد المسيح أن يبدأ معجزاته التى أظهر بها مجده فى وسط تلاميذه، فى عرس قانا الجليل، وفى حضور العروس الحقيقية رمز الكنيسة كلها، وأم جميع القديسين، العذراء والدة الإله.
إن المعجزة الحقيقية التى صنعها السيد المسيح، هى أنه أعاد العائلة البشرية مرة أخرى إلى الفردوس.
وهكذا جاءت هذه الصورة الجميلة، المسيح والكنيسة فى عرس.
وكانت الكنيسة ممثلة فى العذراء مريم الشفيعة المؤتمنة أمام ربنا يسوع المسيح، وفى تلاميذه الذين أبصروا مجده المعجزى الخالق فى ذلك العرس الممتلئ فرحاً.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عرس قانا الجليل
صور عرس قانا الجليل
فى عرس قانا الجليل
عرس قانا الجليل
عرس قانا الجليل


الساعة الآن 09:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024